-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثلاثون

 في سيارة المعلمة حنان ،،،،

أصرت حنــــان على إيصـــال سارة في طريق عودتها للمنزل بعد أن انتهى الجميع من واجب العزاء في منزل الراحلة جانيت ...


شعرت ســارة بالحرج من وجود ذلك الشاب الذي إلتقته من قبل في السيارة معها ، وحدقت في النافذة الملاصقة لها ، وبدى على وجهها القليل من الضيق ، فهي قد اضطرت أسفة أن تستقل معهما السيارة لعدم توفر أي وسائل مواصلات خاصة بعد إنصراف الجميع وبقائها بمفردها أسفل البناية ..


قــــاد أحمد السيارة بسرعة هادئة ، وحدق في المرآة الأمامية ليتمعن أكثر في تفاصيل وجهها ..

تنحنح هو بصوت خشن ، وأردف قائلاً بجدية :

-أخبار الدراسة معاكي ايه يا مس آآ...


ثم توقف لثانية عن الحديث قبل أن يتابع بمكر :

-مس سارة صح ؟


ردت عليه بإقتضاب :

-تمام


أضافت حنان قائلة بحماس :

-مس ســارة من الناس المجتهدين جداً عندنا في الكي جي ، وبالعكس أي حاجة تكلفها بيها بتنجزها على طول


مط فمه في إعجاب وهو يقول :

-ماشاء الله


ثم تسائل بفضول :

-وعلى كده يا مس ســارة بتحبي الكي جي ، ولا كنتي تفضلي تدي لمراحل أعلى ؟


ردت عليه بنبرة شبه جافة :

-أنا بأحب التعامل مع الأطفال


تدخلت حنـــان في الحوار قائلة :

-عارف يا أحمد ، مس سارة رقيقة جدا مع الأطفال وبتحبهم أوي ، وهما متعلقين بيها جداً


غمغمت ســــارة مع نفسها بضيق :

-هو الحكاية بالظبط ؟ الاتنين عمالين يغنوا ويردوا على بعض ، وأنا في النص ما بينهم ، الموضوع ده شكله مش طبيعي ، في حاجة غلط فيه !!


بعد برهـــــة وصل أحمد عند البناية التي تقطن بها ســـارة ، فترجلت هي على الفور من السيارة ، لحقت بها حنان ، وودعتها بحرارة .. وترجل أحمد هو الأخــر، وتابع قائلاً بإبتسامة هادئة :

-أتمنى أشوفك تاني يا مس سارة


ردت عليه بإبتسامة باهتة :

-إن شــاء الله


تابعت حنان قائلة بنبرة رزينة :

-مس سارة لو عوزتي أي حاجة أنا موجودة ، كلمني في أي وقت ، احنا مش بس زمايل ، لأ انا بأعتبرك اختي الصغيرة وآآ...


قاطعتها ســارة بإيجاز :

-حاضر ربنا يسهل ، عن اذنكو


ثم قبلتها من وجنتيها ، وودعتها مرة أخـــرى ..


راقبها الاثنين وهي تلج إلى مدخل البناية ، فأكمل أحمد قائلاً :

-شكلها بنت محترمة ، نتوكل على الله معاها


ردت عليه بحماس كبير :

-جـــدا يا أحمد ، ربنا يجعلها من نصيبك


..........................................

تبادلت المعلمات على موقع الواتس آب حديثاً ساخناً حول رحيل زميلتهن وما حدث طوال اليوم ...

-ميادة : (( ربنا يعين جوزها ، شكله مصدوم يا عيني ))

-منة : (( مش مصدوم ، ده مقهور ))

-سالي : (( يا بنتي كان بيحبها أوي ))

-هناء : (( والله واحنا كمان ))

-منة : (( أنا مش عــارفة هادخل المبنى ازاي تاني من غير ما أعدي عليها وأشوفها ))

-هبة : (( ربنا يصبرنا ، الأيـــام الجاية هاتكون صعبة علينا كلنا ))

-ميادة : (( تفتكروا هايجيبوا حد جديد ، ولا هيكملوا بقية الترم عادي ؟ ))

-سالي : (( معتقدتش هايسيبوا الميوزيك من غير أي مدرس ، دي كانت بتدي الكي جي كله ))

-منة : (( هو في حد هايكون أصلاً في مهارتها ، كله اللي هايجي قلبه مش هايكون على الشغل ولا العيال ولا أي نيلة ))

-هناء : (( يا بنتي الجداد كلهم كده ))

-ليلة : (( الكل بيدور على الفلوس وبس ، معدتش حد عنده ضمير في شغله ))

-عاليا : (( مساء الخير يا بنات ، معلش أنا مش قادرة أعلق مخنوقة من اللي حاصل ))

-سالي : (( كلنا زيك يا عاليا ))

-ميادة : (( ومين ليه نفس يعمل حاجة ))

-ريمان : (( هــاي يا بنات ، أنا بس عاوزة أقول حاجة ، مس جانيت مش هاتتعوض ، بس أكيد الإدارة هاتجيب بديل ، مش هاتسيب مكانها فاضي ، المشكلة بقى إن اللي جاي هايكون كفاءة وقادر على الشغل ولا هايطلع أي كلام ))

-عاليا : (( هيبان ))

-هبة : (( عاوزين نعمل حاجة تكريم لذكراها ))

-ميادة : (( أنا لسه برضوه كنت بأفكر في حاجة زي كده ))

-ريمان : (( خلاص نتفق يا جماعة ونجيب حاجة مميزة ))

-سالي : (( تمــام ، وأنا معاكو في الموضوع ده ))

-منة : (( كلنا أكيد مشتركين فيه ))

-ليلة : (( شوفوا هاتعملوا ايه وقولولي ))

-سالي : (( أوكي ، ونبلغ الباقي ونشوف هايعملوا ايه ))

.........................................


وبالفعل اتفقت المعلمات سوياً على تصميم ألبوم صور باهظ الثمن يضم مقتطفات مختلفة ومميزة للراحلة جانيت ... وتولت ليلة جمع الصور وطبعها ..

فكرت هي في أن تستعين بستوديو ( Creative ) التابع لزميلهم أيمن رشــوان لتنفيذ الفكرة ...


...........................................


بعد مــــرور يومين ،،،،

في بلدة ما ريفية ،،،


أُسِندت الصواني المليئة بأشهى وأطيب الأطعمة على موائد خشبية عريضة موضوعة على الأرضية المفروشة بالحصر والسجاد اليدوي ، وجلس المهندس سرحـــان القرفصـــاء ، ثم ربت على فخذ الشيخ الجالس إلى جواره ، واستطرد حديثه قائلاً بحماس :

-تسلم ايدك يا شيخ عبدالله ، مكنش ليه لازمة التعب ده كله


قطب الشيخ عبدالله جبينه ، ورد عليه معاتباً :

-واه يا بشمهندس ، هو احنا عملنا حاجة ، ده فضلت خيرك حاجة على ما قُـُـسم !


نظر له قائلاً بإمتنان :

-يدوم العز يا رب


تسائل الشيخ عبدالله بإهتمام :

-المهم يا بشمهندس ، قولتلي رأيك ايه في الموضوع اللي كلمتك فيه ؟


رد عليه سرحــــان بهدوء :

-أنا معنديش مانع ، المهم رأي العروسة


تابع الشيخ عبد الله قائلاً بجدية :

-برضك إنت ولي أمرها ، وفي مقام أبوها


ابتسم له ســـرحان وهو يرد :

-الله يكرمك يا رب ، وردة دي زي بنتي ، ومعزهاش عليك


أضـــاف الشيخ عبدالله قائلاً بنبرة فرحة :

-يباركلك يا بشمهندس ، خلاص ناخد برأيها ، ونشوف هاتقول ايه


هـــز المهندس سرحان رأســه بإيماءة خفيفة وهو يقول :

-صح كده ، واللي فيه الخير يقدمه ربنا

.............................................


في غرفة أخـــرى بالمبنى الريفي ،،،


اتسعت خدقتي وردة في صدمة كبيرة ، وإرتفع حاجبيها للأعلى بعد أن أخبرتها السيدة ســـوزان بمســألة تقدم أحد الشباب لخطبتها ..

شهقت بذهـــول وهي تلطم على صدرها :

-أني أتجوز ؟ ليه ؟


رمقتها سوزان بنظرات دافئة ، وردت قائلة بحنو :

-دي سنة الحياة يا وردة


احتجت وردة قائلة بعد أن زاد عبوس وجهها :

-يا ست سوزان أني مبسوطة معاكو ، وآآ...


قاطعتها ســـوزان بهدوء :

-كل بنت أخرها الجواز ، والشيخ عبدالله طلبك لابنه


تجهمت ملامح وجهها أكثر ، وغمغمت بصدمة :

-يوه ، لابنه !


تابعت سوزان قائلة بنبرة رقيقة :

-هو انسان كويس ومجتهد ، وعاوز يكمل نص دينه


اعترضت وردة قائلة بإصرار :

-بس أني مش عاوزة أتجوز ابنه ، أني معرفوش


ردت عليها بنبرة هادئة محاولة إقناعها :

-ما هو في فترة خطوبة ، وإنتي هاتعرفيه !


تمتمت وردة مع نفسها بتحسر وقد حل الضيق على تعابيرها ونظراتها :

-يا سنة سوخة يا ولاد ، هاتجوز حد تاني غير سي إزاز ، اه يا حوستي يامه

-ها قولتي ايه يا وردة ؟


لوت فمها قائلة بإزدراء :

-بندب حظي يا ستي


وضعت ســوزان يدها على وجنتها ، ومسحت عليها برفق ، وتابعت بهدوء :

-بصي يا وردة محدش هايغصبك على حاجة ، بس اعرفي إنه شاب كويس ومن أصل طيب ، والأهم إنه قادر يفتح بيت ويصرف عليكي ، وده صعب في الوقتي اللي احنا فيه


أدركت وردة أنه لا مفـــر من تلك الخطبة ، وأن أحلامها بالزواج من فـــارس أحلامها قد ذهبت أدراج الريح ، وربما لن يعود لها وجود أبداً .. لذا تسائلت بقلق :

-طب .. طب أني لو وافقت ، هايحصل ايه بعد كده ؟


ردت عليها بإبتسامة ناعمة وهي ترمقها بنظرات مطمئنة :

-مافيش هنرتب أمور الخطوبة ، وماتشليش هم ، عمك سرحان متكفل بكل حاجة تخصك


نفخت وردة بحزن وهي تتمتم بخفوت :

-بقى دي أخرتها ، يا خسارتي في الجواز ، مين بعدك يا سي إزاز هايقولي فلاور، آآآه يامه !

..............................................


في منزل عاليا ،،،،


رغم حــــالة الحزن السائدة على الجميع ، إلا أن عقل عاليا لم يتوقف للحظة عن التفكير فيما قاله رامــي لها ، وإبدائه لرغبته في الإرتباط بها في أقرب وقت ..

تقلبت على جانبها على الفراش ، وحدقت أمامها في الفراغ ، وتشكل على ثغرها إبتسامة صافية .. وتنهدت بعمق وهي تتذكر مواقفهما سوياً .. منذ أول لقاء جمعهما عند بوابة المدرسة ، وإصراره على دفع أجرة السائق ، ثم رؤيته عند المطعم ، ودفعه للفاتورة ، وما تلاها من رؤيته مصادفة على الطريق ، وغيرها من المواقف المختلفة ..


تنهدت مجدداً ، وغمغت مع نفسها قائلة :

-يعني هو بيحبني ؟


مطت شفتيها ، وأمسكت بخصلات شعرها لتعبث بهم ، وتابعت بنبرة حائرة :

-مممم.. طب حصل امتى وازاي ؟ واحنا كل اللي كان بينا مجرد مواقف !


قطبت جبينها ، وضيقت نظراتها ، وتسائلت بقلة حيلة :

-لأ .. جايز اعجاب لكن حب معتقدش ، يوووه ، أنا محتارة ، طب أقول للبنات ولا أخبي عليهم ؟!


زفـــرت بصوت منزعج ، وأكملت بإستياء :

-أوووف ، محتارة أوي ، مش عارفة أعمل ايه !


نهضت عن فراشها ، ولفت ذراعيها خلف ظهرها ، وإستأنفت قائلة :

-طب هاقول لماما ولا أستنى شوية لحد ما أعرف التفاصيل ، طب أنا أصلاً معرفش هاشوفه امتى تاني ؟!

.......................................


في مطعم ما ،،،،


انتهى النـــادل من وضع صحون الطعام على الطاولة ، ثم بدأ رامي في تناول قطع اللحم المشوية الخاصة به بشراهة ، وظل آيـــاز محدقاً به في ذهـــول خاصة بعد أن أخبره ابن خــالته بنيته للإرتباط من عاليا ..

فســأله بعدم تصديق :

-إنت بتكلم جد يا رامي ؟


أومــأ برأســـه إيجاباً وهو يرد عليه :

-جد الجد طبعاً


ســـأله آيـــاز مرة أخــرى بإهتمام :

-طب امتى ده حصل ؟


هز رامي كتفيه في عدم إكتراث ، وأجابه وهو يبتلع قطعة أخــرى من اللحم :

-مش عارف ، بس أنا دماغي مش بتبطل تفكير فيها ، عاملة زي العفريت ، بتطلعلي في كل حتة


رفع آيــاز حاجبه في إعجاب ، وســأله بفضول :

-أها ، وايه كمان ؟


مـــد رامي يده ليمسك بكوب المــاء ، وإرتشف منه القليل ، ثم تجشأ قائلاً :

-بصراحة كده أنا متعلق بيها أوي


ضيق آيــاز نظراته ، وســأله بجدية وهو يحك طرف ذقنه

-وناوي على ايه ؟


رد عليه بإبتسامة عريضة :

-هاقرى فاتحة ونتخطب ونقرب من بعض أكتر


هز آيـــاز رأســـه متعجباً ، وتابع قائلاً بجدية :

-طب افرض طلعتوا مش بتحبوا بعض ، أقصد هي مش بتحبك وآآ....


قاطعه رامي قائلاً بصوت شبه حــاد :

-بعد الشر


بادله آيـــاز ابتسامة هادئة وهو يقول :

-عموما مبروك مقدماً


تنهد رامي بحرارة وهو يرد عليه :

-الله يبارك فيك


غمز له آيـــاز بمكر :

-عارف أنا كنت متوقع ده


ســأله رامي بفضول :

-وايه اللي خلاك تقول كده ؟


أجابه بإبتسامة عادية :

-اصلك مكونتش شايف نفسك وانت بتتعامل معاها


حك رامي طرف أنفه بإصبعه ، وتابع بحرج :

-هو أنا مكشوف أوي كده


ثم ضيق نظراته ، وســأل ابن خالته بفضول :

-طب انت معندكش حاجة كده ولا كده ؟


إرتسمت علامات الجدية على وجه آيــاز وهو يرد عليه بتساؤل :

-قصدك ايه ؟


أجابه بإبتسامة عابثة :

-يعني مزة شاغلة بالك ، واحدة بتفكر فيها

-ممم..


حـــرك رامي رأسه قائلاً بتسلية :

-باين فيه وأنا مش واخد بالي منك !


أخـــذ آيـــاز نفساً عميقاً ، وزفـــره ببطء ، ثم أجابه بتريث :

-بص ، مخبيش عليك هو مش إعجاب زيك ، بس في توافق فكري بينا


غمـــز له رامي مرة أخــرى ، وتابع بحماس :

-هي بتبدأ بكده في الأول ، وبعد كده ربنا بيسهلها


أشــار له بكفه قائلاً بهدوء حذر :

-ماتستعجلش الأمــور ، أما يحصل حاجة هاقولك

........................................


عند ستوديو ( Creative ) للتصوير الفوتوغرافي ،،،،


ترددت ليلة في الدخـــول وهي تطالع بعينين متوترتين لافتة المكان .. ولكنها حسمت أمرها بالولوج ، فهي من تولت مســألة تجهيز الألبوم ، وهي من عليها إنهائه ..

ابتلعت ريقها بتوتر ، ثم دفعت الباب بيدها ، وجابت بأنظارها المكان ..

كان الوضع هادئاً بالداخل .. نهض أحد الأشخاص من مقعده ، وســألها بنبرة رسمية وهو يتجه نحوها :

-أي خدمة ؟


إرتبكت ، وتوردت وجنتيها وهي تجيبه بتلعثم :

-من فضلك .. أنا .. أنا كنت عاوز أقابل مستر أيمن


سألها بهدوء وهو يضيق نظراته :

-جلسة تصوير ولا آآ...


قاطعته بنبرة متوترة :

-لأ ، هو الموضوع مش كده ، أنا عاوزة اتفق معاه على ألبوم معين


هـــز رأســه متفهماً ، وتابع بجدية :

-طب لحظة ، هناديلك عليه من جوا


........................................


في محل ما للثياب الجاهزة ،،،،،


وضعت ريمان الهاتف على أذنها ، وعبث بيدها الأخــرى بقطع من الثياب النسائية الفاخرة ، واستطردت حديثها بخفوت :

-مش عارفة ، بس هو بيتعامل معايا كويس جدا


ردت عليها سالي قائلة :

-يا بنتي يمكن يكون معجب ؟!


ضغطت على شفتيها وهي تجيبها بصوت خفيض :

-لا هو مقالش حاجة


تابعت سالي بصوت جاد :

-عامة خلي بالك ، النوعية دي من الشخصيات لو حد بيعجبها هاتقول على طول ، مش هتلف وتدور

-أها ..


ســألتها سالي مجدداً بإهتمام :

-بس إنتي مرتاحة معاه ؟


أجابتها ريمان بثقة :

-ايوه ، طلع عكس ما كنت مفكراه

-أها ..


ثم تابعت قائلة بحماس :

-عارفة يا سالي في الأول قولت عليه ده تنك ، وشايف نفسه ، ومرسوم على الفاضي ، لكن طلعت ظلماه ، هو بيحب شغله ومجتهد فيه .. !


ردت عليها سالي قائلة بنبرة محذرة :

-ربنا يكرمك يا ريمو ، بس متحاوليش تحكي كتير في الموضوع ده قصاد أي حد طالما مافيش حاجة حصلت !


هزت رأسها متفهمة وهي تقول :

-اه ما أنا عارفة ، أنا بس بأفضفض معاكي في الكلام

-اوكي


.......................................


في ستوديو ( Creative ) للتصوير الفوتوغرافي ،،،،


خـــرج أيمن مسرعاً من الداخل ، وعلى ثغره إبتسامة سعيدة، وهتف بحماس وهو يشير بيده :

-مس ليلة ، أهلا وسهلاً ، اتفضلي ، شرفتي الاستديو المتواضع بتاعي


ابتسمت له بخجل وهي ترد عليه :

-ميرسي ، سوري إن كنت هاعطلك وآآ...


قاطعها بعتاب زائف :

-لالالا ، متقوليش كده !


ثم أشـــار بيده وهو يتابع بحماس :

-اتفضلي نتكلم جوا


تنحنحت بخفوت وهي تقول :

-هنا كويس


لم تتلاشى ابتسامته العريضة وهو يردد :

-اوكي اللي يريحك


إتجهت ليلة للجلوس على أقرب مقعد ، وجلس هو على المقعد المجاور لها ، ثم فركت أصابع كفها بتوتر ، وأكملت قائلة بتلعثم قليل وهي تتحاشى النظر إليه :

-بص أنا .. انا وصحابي في الكي جي قررنا نعمل ألبوم لمس جانيت


هــز رأسه بحركة خفيفة وهو يتمتم بجدية :

-تمام


إستأنفت حديثها بهدوء حذر :

-فطبعاً اخترت شوية صور ، بس محتاجة أنفذها بطريقة مختلفة ومميزة عشان نديها إهداء لجوزها


أردف هو قائلاً بحماس :

-أوكي ، وأنا معاكي في الحوار ده


تابعت هي قائلة بجدية بالغة وقد إستدارت برأســـها نحوه :

-احنا هنتحمل التكاليف كلها


أشــار لها بكفه معترضاً ، ورد عليها بإصرار :

-لالالا ، مش هانتكلم في فلوس دلوقتي ، إنتي بس قوليلي دماغك فيها ايه ، وأنا معاكي !


تشكلت إبتسامة رقيقة على وجهها وهي تقول بصوت خفيض :

-اوكي


أخـــذ أيمن نفساً مطولاً ، وزفره على مهل ، وأكمل بنبرة متحمسة وهو يرمقها بنظرات ناعمة :

-عارفة يا مس ليلة ، أنا فرحان أوي إنك يوم ما فكرتي تعملي حاجة جيتي عندي


توردت وجنتيها أكثر ، وبدى الإرتباك واضحاً على محياها ، وردت عليه بخجل :

-ميرسي


نهض عن المقعد ، وأشـــار بيده متابعاً :

-تعالي معايا أوريكي شوية ألبومات تنقي منهم المناسب


هزت رأسها موافقة ، وعلقت حقيبة يدها على كتفها ، وهمست :

-اوكي


سيطرت سعـــادة خفية على المصور أيمن لأن ليلة أثرت التعامل معه في ذلك الموضوع الهام ، وبالتالي ستتوطد العلاقات بينهما كثيراً ، لأنهما سيتواصلان بصورة مباشرة دون حرج أو تكليف ..

..........................................


على مدار الأيـــــام التالية ،،،


تلقى رامي خبر خطبة وردة بسعـــــادة غامرة ، فقد كان يريد التخلص منها في أقرب وقت ، وها قد حصل ما تمناه ..

وظلت الأخيرة في بلدتها الريفية لتستعد لترتيبات الخطبة .. وتدمرت آمالها تماماً في الزواج من آيـــاز ..


لم يتأثر آيـــاز بغيابها ، فلم يشكل وجودها فارقاً معه .. ولكن على الجانب الأخر تعمقت الصلات مع ريمان ، ونما بينهما حديثاً من نوع أخـــر .. حديثاً يكتشف جوانبهما الخاصة ...


عــــاد كل شيء إلى طبيعته في مبنى رياض الأطفال ، ومع هذا ظل هناك شيئاً ناقصاً ..

كذلك أهدت المعلمات زوج الراحلة جانيت الألبوم الذي تفنن المصور أيمن في إخراجه بصورة مميزة مما جعله يبكي فرحاً وتأثراً بما فعلوه من أجلها ، وشكر الجميع ممتناً ..


أرسلت إدارة مدارس اللافانيا في طلب معلمة موسيقى جديدة تكون على قدر من الكفاءة والخبرة بالإضافة لوجود الروح الإبتكارية وحب العمل الجماعي ، وبالفعل تم العثور على واحدة تنطبق عليها الشروط الموضوعة .. ووقعت العقد مع مديرة المدارس ..


حركت ريمان قلمها الحبر بحركة ثابتة بإصبعيها وهي تحدق في آيـــاز بعد أن جلس الإثنين سوياً في غرفة المعلمات ، ثم ســألته بإستغراب :

-بتصبلي كده ليه ؟


ضيق نظراته ليطالعها بعينين شغوفتين ، ورد عليها متسائلاً :

-ازاي يعني ؟


ردت عليه بخجل وهي ترسم إبتسامة رقيقة على شفتيها :

-مش عارفة ، بس عينيك شكلها غريب


أجابها بخفوت آســـر :

-يمكن بتقول عن اللي جوايا


ســألته هامسة :

-وإنت جواك ايه ؟


أخـــذ آيــاز نفساً عميقاً ، وزفره على مهل ، ثم أجابها :

-حاجات كتير


زمت ريمان شفتيها فقد إستشعرت مشاعره نحوها ، والتي عبرت عنها نظراته ، وكذلك تصرفاته معها مؤخـــراً ..

أعــادت خصلة من شعرها للوراء ، وســألته بفضول وقد لمعت عينيها هي الأخــرى:

-مممم.. زي ايه ؟


رد عليها هامساً وقد رفع حاجبه للأعلى :

-بصي هو مكانها مش هنا ، بس عاوزك تعرفي آآ....


قاطع حديثهما صـــوت رانيا المتذمر وهي تلج للغرفة :

-استغفر الله العظيم


إعتدلت ريمان في جلستها ، وبدأت في جمع أشيائها الخاصة وهي تتمتم بسخط :

-أووف ، الغلسة جت


رمقتهما رانيا بنظرات حـــادة ومتفحصة لهما ، وهتفت بتبرم :

-أهلاً ، إزيكم ؟


ردت عليها ريمان بإقتضاب وهي عابسة الوجه :

-هاي يا رانيا


بينما أجابها آيـــاز بنبرة جافة :

-هالو مس رانيا


إلتفتت ريمان برأسها نحو آياز وســألته بجدية وهي توميء بعينيها :

-انت فاضي الوقتي ؟


رد عليها بنبرة رخيمة وهو ينظر في ساعة هاتفه المحمول :

-أه ، لسه معايا وقت


نهضت عن مقعدها ، وتابعت قائلة بهدوء :

-طب تعالى نروح الكانتين نشتري أكل


ابتسم لها قائلاً :

-اوكي


حدجت رانيا ريمـــــان بنظرات متجهمة ، وقالت بسخط :

-هو إذا حضرت الملائكة ؟!


ردت عليها ريمان ببرود مستفز وهي تشير بإصبعها :

-خدي راحتك يا مس رانيا ، انجوي بالـ Staff ( غرفة المعلمات ) كله !


راقبتهما رانيا وهما ينصرفان عن الغرفة ، ثم كورت قبضة يدها في غيظ ، وأكملت بنبرة مغلولة :

-آآآآه ياني ، ياما فرساني ومش قادرة عليكي !

..............................................


انشغلت معظم المعلمات في الترتيب للنشاط الترفيهي الأخير للأطفال ..

وتولت هنــاء بنفسها تنظيم كل شيء ..

كان النشاط عبارة عن إحضــــار الأباء لمشاركة صغارهم في صنع طائرة ورقية ، ثم إطلاقها في الهواء لتحلق عالياً ..


تحمس الأباء كثيراً لذلك النشــاط ، وحضر أغلبهم للإستمتاع مع أطفالهم .. ومن لم يتمكن من الحضور منهم بسبب سفره أو عدم حصوله على إجازة من العمل أرسل من ينوب عنه ...


تابعت هناء الجميع بنظرات مترقبة ، فقد كان شاغلها الأكبر هو التأكد من وجود الإشراف في أماكنه المحددة ، وكذلك سلامة الصغار وعدم تعرضهم للخطر

-لو سمحتي !

قالها أحد الأشخاص من خلفها بصوت رجولي خشن ، فإستدارت ببطء لتراه ..

فغرت شفتيها مصدومة ، وحدقت فيه بنظرات مدهوشــة ، فقد كان هو نفس الشخص الذي تشاجر معها من قبل بإسلوب وقح ، وعاملها بفظاظة ..

أفاقت سريعاً من صدمتها ، وحل العبوس على وجهها ، وردت عليه بجمود وهي تشير بإصبعها :

-افندم ؟ حضرتك لو جاي تتخانق تاني ، في إدارة تقدر تروح تشتكي هناك فيها ، لكن متكلمش معايا شخصياً بـ آآ....


قاطعها الرائد محمد قائلاً بإبتسامة ودودة :

-أنا مش جاي أتخانق على فكرة


نفخت قائلة بنفاذ صبر :

-أومـال جاي ليه ؟


رفع الرائد محمد كفه الذي يحمل وردة حمراء جميلة أمـــام وجهها ، ورد عليها بهدوء دون أن تختفي إبتسامته :

-جاي أعتذرلك عن سوء التفاهم اللي حصل بينا ، ويا ريت تقبلي دي مني !


رمشت بعينيها غير مصـــدقة ما حدث تواً ، وشعرت بالحرج الشديد من تصرفـــه الجريء هذا ، وتوردت وجنتيها بحمرة خجلة ، و.................................

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة