-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون (الأخير)

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون (الأخير) من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون (الأخير)

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثالث والثلاثون (الأخير)

 بعد يومين ،،،


في مسرح مدارس اللافانيا ،،،،


تولت ميادة تقديم الجزء الأول من فقرات حفل نصف العام الدراسي .. وتم تنظيم المراحل الخاصة بالرياض وفق جدول معين لتقدم كل مرحلة عرضها على حدا ..


كذلك تولت هناء تقديم الجزء الثاني من الحفل ..


بينما عمدت ســـالي إلى تنسيق الفواصل الغنائية خلال العروض ..


تفاعل أولياء الأمـــور مع أطفالهم الذين كانوا يتحدثون بطلاقـــة وبثقة واضحة ..


وأشـــادوا بالجهد المبذول خلال تلك الفترة لإيصالهم إلى هذا المستوى الأكاديمي المتقدم ..


انتهت منة من فقرتها ، والتي حـــازت على الحاضرين ، وإنهالوا عليها بالتصفيق المتواصل ،وولجت إلى داخل الكواليس وعلى ثغرها إبتسامة عريضة ..


تنهدت بإرتيـــاح لتمكنها من طرح فكرتها بطريقة تتلاءم مع الأطفال ، فأحرزت النجاح المطلوب ..


أسرعت هنــاء خلفها لتهنئها ، ولكنها نسيت إغلاق الميكروفون ، فبدى صوتها واضحاً وهي تقول :


-بت يا منة ، عرضك كان حلو


هتفت منة بسعادة :


-بجد


ردت عليها هناء بثقة :


-أه ، أوي ، طلعوا كويسين وشرفوكي


صاحت ميادة بنبرة مرتفعة وهي تلوح للصغار بيدها :


-بس يا ولاد ، اهدوا ، احنا اللي علينا الدور ، وآآ...


ضحك الجالسين في المسرح على ما يُقـــال في الكواليس ، فأسرعت ســالي بتشغيل أغنية ما للتغطية على الأصوات الداخلية ..


وركضت ريمـــان نحوهن ، وهتفت بصوت شبه لاهث :


-المايك مفتوح ، اقفلوه


وضعت هناء يدها على صدغها ، وهتفت مصدومة :


-اووف ، كل حاجة بانت


حركت منة شفتيها للجانبين ، وأضافت بإستنكار :


-يادي الفضايح


تسائلت هناء بخوف وهي تبتلع ريقها :


-هو في حد خد باله ؟


ردت عليها ريمان بإمتعاض :


-كل اللي تحت


هتفت منة بنزق :


-يالهوي ، هانتنفخ في الحكاية دي !!!


همست هنـــاء بقلق وهي تشير بكفيها :


-استر يا رب


........................................


على الجانب الأخــــر ، إستعد آيـــاز بأطفاله لتقديم فقرته الأخيرة في عرض اليوم .. وتأكد من هيئة الصغار ، وحمسهم قائلاً :


-اوعوا تخافوا ، وافرحوا باللي بتعملوه ، انتو أحسن كلاس ، وأشطر أطفال


هتف بعض الصغار بنبرة طفولية بريئة :


-بنحبك يا مستر


رد عليهم بإبتسامة عريضة :


-وأنا كمان بأحبكم


أشـــارت ليندا بيدها له وهي تقول :


-يالا يا مستر آيــاز ، الدور عليك


أومــأ برأسه مجيباً إياها بهدوء :


-أوكي


ثم إستدار برأســـه في إتجاه الأطفال ، وســألهم بحماس :


-Ready ( جاهزين ) ؟


رد عليه الصغار بحماسة مفرطة :


-Yes ( نعم )


لوح لهم بذراعه وهو يقول بنبرة مشجعة :


-يالا ، Let's go


وبالفعل تحرك الأطفال بصحبة معلمهم ، ووقفوا على خشبة المســرح بثقة كبيرة ، وتسابقوا – والإبتسامات البريئة على وجوههم – في تأدية أدوارهم بحماسة رهيبة أشعلت الأجواء بالتصفيقات والتشجيعات الممزوجة بالضحكات العالية ..


لم يصدق آيـــاز أذنيه ، فقد ظفر اليوم بنجاحه الذي سعى إلى تحقيقه ، وجــــاء من أقاصي الأرض لتنفيذه على أرض الواقع ...


أدمعت عينيه تأثراً ، لكنه تمالك نفسه ، والتف حوله الصغار وأحاطوه ، فطوقهم بذراعه ، وهتف فيهم بفرحة عارمة :


-You're my sunshine ( انتم ضوء الشمس بالنسبة إليّ )


أسدلت الستائر عليه وعلى الأطفال والتصفيقات مازالت مستمرة ..


تجمع حولــه المعلمات ، وحضرت الناظرة إعتماد ، وشكرته قائلة :


-النهاردة بس أقدر أقول مبروك يا مستر آيـــاز ، إحنا كلنا فخورين إنك واحد مننا


لمعت عينيه ، وبدى متأثراً وهو يجيبها :


-أنا مش عارف أقول ايه !


هتفت هبة بحماس :


-مبروك


بينما أضافت ميادة بجدية :


-تستاهلها يا مستر


رددت ليندا بإبتسامة مشجعة :


-برافو آيـاز


وهتفت هنــاء :


-ألف ألف مبروك ، اتبسطنا كلنا بالعرض


وأضافت منة مشجعة :


-برافو يا مستر آياز


أردفت ريمان قائلة بحماس وعينيها تتحدثان عن إحساسها :


-من أحسن العروض اللي اتعملت


أكملت الناظرة إعتماد قائلة بنبرة جادة رغم هدوئها :


-إنتو كلكم هنا أسرة واحدة ، وقدرتم تعملوا مع بعض اللي محدش بيقدر يعمله ، ربنا يوفقكم دايما


رد عليها الجميع بسعادة :


-يا رب


هتفت ميادة بنبرة رسمية :


-يالا عشان نسلم الأطفال لأولياء أمورهم ، وبعدها نحتفل كلنا


قاطعتهم عاليا قائلة بحماسة مفرطة :


-طيب بالمناسبة دي أحب أعزمكم كلكم على خطوبتي الجمعة الجاية في نادي (( .... ))


احتضنتها المعلمات ، وتسابقن في تهنئتها ، فهتفت ســـارة بفرح :


-ألف مبروك يا عاليا


ردت عليها عاليا بإبتسامة سعيدة :


-الله يبارك فيكي يا سوو


صاحت هبة وهي تغمز لها :


-ربنا يهنيكي يا رب


بينما هنأتها الناظرة إعتماد بإبتسامة هادئة على ثغرها :


-مبروك يا مس عاليا


ردت عليها بإمتنان :


-الله يبارك فيكي يا مس إعتماد


أردف آيـــاز قائلاً بتنهيدة :


-مبروك


ردت عليه عاليا بثقة :


-إنت مش محتاج عزومة


أشــار لها بإبهامه وهو يقول :


-عــارف !


أضافت ليلة قائلة بجدية :


-أنا عندي المصور ، مش هتحتاجوا لحد غريب


ردت عليها عاليا بضحكة رقيقة :


-أكيد أيمن


تابعت ليلة قائلة وهي تعض على شفتيها :


-صح ، هو هيظبطك


هزت رأسها موافقة وهي تهمس بـ :


-تمام


صاحت هبة بنبرة عالية وهي تصفق بيدها :


-وأخيرا عندنا عــــــــــروســة !!!


.......................................


في اليوم المنشــــود ،،،


تم تزيين الحديقة الخلفية بأحد النوادي الشهيرة بديكورات بسيطة لتعطي مظهراً يتناسب مع حفل الخطبة المُقــام بها بعد وقت الظهيرة ..


ووزعت الطاولات بشكل دائري حتى يتمكن الجالسين من رؤية العروسين بصورة واضحة ..


كذلك تم وضــع أعمدة جرانيت قصيرة تزدان قمتها بورود بيضاء رقيقة عند المدخل .. وصممت بوابة رقيقة من البلالين ليلج العروسين من خلالها ..


إلتقط أيمن صوراً منوعة للمكان ولباقات الورد الأنيقة قبل أن يصل العروسين للحديقة .. ثم اختطف هو بعدسة كاميرته لقطات مميزة لهما وهو يتأبطان ذراع بعضهما البعض ، وتعمد التركيز على ابتسامة عاليا الناعمة ، ونظرات رامـــي العاشقة لها ..


سريعاً إمتلأ المكان بالحضور ، وتسابقت المعلمات في إلتقاط الصور مع العروسين وتسجيل تلك اللحظات الجميلة ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعية ..


إرتدت عاليا فستان خطبتها من اللون النبيذي ، خصره ضيق ، وله ذيل قصير .. ثم ينســدل للأسفل بتموجات رقيقة ، كما أن أكتافه مبطنة بقماش الشيفون ، والذي تم تطريزه بورد صغير من نفس اللون ..


جلست هي على الأريكة المخصصة للعرائس ، وإلتفت حولها رفيقاتها .. وتبادلن الكلمات المهنئة لها ..


بينما وقف خلف رامي آيـــاز ، وربت على كتفه مشجعاً إياه .. ثم مــال على رأسه ، وهمس له بسعادة :


-مبروك يا رامي


وضع رامي يده على كفه ، ورد عليه ممتناً :


-الله يبارك فيك يا إيزوو ، وعقبالك


استدار برأســـه نحو ريمان ، ورد عليه قائلاً بثقة :


-أكيد هايحصل !


ثم أمســك رامي بيدها ، وألبسها خاتم الخطبة ، فتعالت الزغاريد المصحوبة بالتهليلات والتصفيقات ..


قامت والدة عاليا بتوزيع الحلوى والشيكولاته على المتواجدين ، واقتربت من رانيا التي كانت عابسة الوجــه ، وناولتها قطعتين من الشيكولاته وهي تردد بصوت حاني :


-بكرة ربنا هيعدلهالك يا بنتي ، اضحكي انتي بس


رسمت ابتسامة سخيفة على ثغرها ، وردت عليها قائلة :


-حاضر يا طنط !


ثم غمغمت مع نفسها بإمتعاض :


-افرجها من عندك يا رب !


قبلت منة عاليا من وجنتيها ، وهتفت بنبرة مرحة :


-أنا قولت أسلم عليكي قبل ما أتوكل على الله وأســافر


ســألتها عاليا بعبوس زائف :


-هو خلاص النهاردة ؟


أومــأت برأسها وهي تقول بجدية :


-ايوه ، يدوب ألحق الطيارة ، ده أنا كمان متأخرة


صافحتها عاليا بقوة ، و دعت لها قائلة :


-ربنا معاكي ، واجازة عليكي إن شاء الله


تنهدت وهي تردد :


-يا رب !


ثم لوحت بذراعها للجميع وهي تهتف بنبرة مرتفعة :


-بـــاي يا بنات


ردت عليها هناء :


-باي يا منون


وأضافت ميادة بمرح :


-انجوي يا بيبي


بينما هتفت هبة بمـــزاح وهي تشير لها :


-ترجعي بالسلامة ، وماتنسيناش


ردت عليهن منة بإبتسامة لطيفة :


-حاضر ، باي


......................................


لاحقاً ، إستقلت رانيا سيارة الأجـــرة لتعود إلى منزلها ، فقد سئمت الجلوس بمفردها ، وتأمل الحاضرين دون أن يعيرها أي أحــد الإنتباه ..


أعطت للسائق أجرته ، وترجلت من السيارة ، ولكنها تسمرت في مكانها .. فقد كان يقف أمــام مدخل البناية كلباً متشرداً .. فخشيت أن يحدث معها مثلما حدث من قبل مع عاليا ..


فكرت في الركض ولكنها تراجعت سريعاً عن تلك الفكرة بسبب إرتدائها لفستانٍ طويل ، وبالتالي سيعيق حركتها ، وربما يؤدي إلى تعثرها ، فتصبح فريسة سهلة له ..


ضغطت على شفتيها ، وتسائلت مع نفسها بحيرة :


-طب أعمل ايه الوقتي ؟


ظلت واقفة في مكانها لبرهــة تراقب الطريق بنظرات حذرة حتى آلمتها قدميها ، فغمغمت بإنزعــاج وهي تزفر بصوت مسموع :


-هو مش هايمشي في يومه ، وأنا مش معايا رصيد أكلم بابا ينزل يهشه !


توقف إلى جوار الرصيف سيـــارة ما فارهة ، وأنزل قائدها النافذة الملاصقة له ، وأطل برأســه نحو رانيا ، وســألها بهدوء جدي :


-في مشكلة حضرتك ؟


فغرت رانيا شفتيها مصدومة ، ورمشت بعينيها غير مصدقة ما حدث تواً .. فقد كان الشاب وسيماً ، ويعرض عليها مساعدته ..


ظنت أنها تتوهم ما تسمعه ، فســألته بإندهاش يعلو قسمات وجهها :


-إنت .. إنت بتكلمني أنا ؟


أومــأ برأســه إيجاباً وهو يرد عليها :


-أيوه !


ثم ترجل من السيارة ، وحدق بها بنظرات ثابتة ، وســألها بهدوء :


-انتي مش عارفة تدخلي من الكلب ؟


هزت رأسها عدة مرات وهي تجيبه بتلهف :


-آآ.. أيوه


تقوس فمه بإبتسامة ودودة ، وتشدق قائلاً :


-لحظة ، أنا هاساعدك


وبالفعل تحرك الشاب للأمـــام ، فتأملته رانيا بنظرات متفحصة ودقيقة ، فبدى أنيقا للغاية ، ومهندماً بصورة لافتة ، وكذلك كان وجهه حسن الطلعة ..


ازدردت ريقها ، وتنهدت بحرارة وهي تهمس لنفسها بسعادة :


-بينها مكتوبالي !


أشـــار لها بيده وهو يقف بجسده أمـــام الكلب – الذي كان مسالماً للغاية - ليمنعه من الاقتراب منها ، وهتف بنبرة مرتفعة :


-اتفضلي يا آنسة


همست لنفسها بسعادة :


-وحياتك آنسة ونص وتلاتربع !


تابع قائلاً بصوت جــــاد :


-يالا ، متخافيش ، أنا هادخلك


-مـ.. ماشي


تحركت هي خلفه ، ونظرات الإعجاب المصحوبة بالسعادة تعبر عنها ..


أبعد الشاب الكلب عن المدخــل ، وإستدار ليواجهها وهو يقول بإبتسامة خطيرة :


-ده كلب عادي ، مش مؤذي


تلعثمت وهي ترد عليه بإمتنان :


-شـ.. شكراً ، انت .. انت انسان ذوق وأنا عاجزة عن شكرك


زادت إبتسامته سحراً وهو يقول بصوت رخيم :


-ولا يهمك ، أنا معملتش حاجة ، اتفضلي


همست له بإمتنان أكثر :


-ميرسي


أضاف قائلاً بهدوء :


-وأنا موجود لو في أي حاجة ، أنا محلي في أخر الشارع


حركت رأسها قليلاً وهي تتمتم بخفوت :


-اوكي


لوح لها بكفه وهو يتحرك مبتعداً :


-مع السلامة يا آنسة


ردت عليه بإبتسامة بلهاء :


-باي ، وفرصة سعيدة


تبعته بنظراتها حتى ركب سيارته ، وتحرك بها لأخــر الطريق ، فتنهدت بحرارة وهي تهز رأسها للجانبين ، وهتفت بتمني :


-اوعدنا يا رب بالحلويات دي !


...........................................


في حفل الخطبة ،،،،،


تواصلت فقرات الحفل ما بين الغناء ، ورقص الشباب ، وفقرة أخــرى خاصة بالتنورة ، وكذلك العروض الشعبية .. وتفاعل الجميع معها ..


تعمدت ســـارة أن تتوارى عن الأنظار حتى لا تلتقي بالمعلمة حنان أو أخيها ، فقد ضايقها ملاحقته لها في كل مكان ، خاصة وأنها قد رأته في العرض المدرسي .. وفرض عليها نفسه بصورة مزعجة مما سبب لها الحرج .. وحبست نفسها طوال الوقت في الكواليس ..


تنفست الصعداء لرؤيتهما يتركان الحفل ، وهمست لنفسها بسعادة :


-أوف ، واحد لا يُطــاق ، مفكر نفسه ظريف ، وهو غلس ، الحمدلله إنه مشى !


رأتها سالي فتعجبت من تصرفها الغريب ، واقتربت منها وســألتها بنبرة مرتفعة وهي قاطبة لجبينها :


-إيه يا بنتي مستخبية هنا ليه ؟


ردت عليها بإقتضاب :


-مافيش


لكزتها سالي في كتفها بخفة وهي تقول :


-طب يالا عشان نتصور مع عاليا


-ماشي يا سالوكة


لم يكف أيمن عن رمق ليلة بنظرات الإعجاب ، وتحمس كثيراً لرؤيتها تتجاوب معه وتبادله بنظرات رومانسية وناعمة .. وترقب بشغف ردها على طلبه بالإرتباط بها .. ولكنه كان مطمئناً بدرجة كبيرة من مشاعرها نحوه ..


وقف الاثنين سوياً وتبادلا حديثاً ناعماً بينهما ..


مسح أيمن عدسة الكاميراً بمنشفة ورقية ، وتشدق قائلاً :


-عقبالنا


ردت عليه بحياء :


-إن شاء الله


تابع قائلاً بنبرة هادئة :


-أنا مش مستعجل ، خدي راحتك في التفكير والرد ، احنا مع بعض


أخفضت عينيها للأسفل ، وردت عليه بإختصار :


-اوكي


.................................


بحث آيـــاز بعينيه عن ريمــــان ، وبالفعل وجدها تقف بجوار إحدى الشجيرات لتلتقط صوراً لنفسها ، فإبتسم لها ، وتحرك نحوها بخطوات ثابتة ..


استطرد حديثه قائلاً بإبتسامة متحمسة :


-ممكن أخد من وقتك دقايق


ردت عليه بإبتسامة رقيقة :


-أكيد


تنحنح بصوت خشن ، وتابع بتلعثم :


-ريمان ، أنا .. أنا آآ...


ســألته بإهتمام وهي مسبلة عينيها :


-إنت ايه ؟


أجابها بإرتباك قليل وهو محدق في عينيها :


-هو أنا مش عارف مالي ، بس .. بس جوايا آآ.. يعني أقصد آآ


شجعته ريمـــان قائلة بمرح وهي ترمقه بنظرات حنونة :


-خد نفسك ، واتكلم بالراحة أنا سمعاك !


رد عليها آيــــاز ضاحكاً :


-مش عارف الموضوع صعب أوي


وضعت اصبعها على طرف أنفها ، وأخفضت رأسها وهي تقول بخفوت :


-خد وقتك


أخـــذ آيــــاز نفساً عميقاً ، وحبسه في صدره للحظات ، ثم أطلقه دفعة واحدة ، وتابع حديثه قائلاً :


-شوفي ، أنا حاسس ناحيتك بمشاعر مش قادر أفسرها ، بس بأكون في حالة مختلفة وأنا معاكي


أومــأت برأسها وهي تصغي له بإهتمام ، فأكمل بنفس الثبات الإنفعالي :


-أنا مش حابب أستعجل في أي خطوة بدون ما أكون متأكد من اللي أنا عاوزه ، بس حابب إنك تعرفي إن وجودك معايا الفترة الجاية هايفرق كتير !


تأمل هو تعابير وجهها ، فوجدها مرتخية إلى حد ما ..


بينما ردت هي عليه بإيجاز :


-اوكي


برر آيـــاز موقفه قائلاً :


-أنا هدفي من البداية كان أحقق رســالتي وعملت ده ، ونجحت كمان فيه ، وفي نفس الوقت مكانتش بأفكر في الإرتباط ، وماتوقعتش إن في مشاعر جوايا هتظهر ناحية أي واحدة هنا


-أنا آآ...


قاطعها مكملاً بجدية :


-أنا مش عارف أخبي مشاعري ، وعاوزك تعرفيها ، أنا صادق في إحساسي ناحيتك ، وهاطلب منك طلب


ســألته بإهتمام بعد أن ارتسمت علامات القلق على تعابير وجهها :


-ايه هو ؟


رد عليها بهدوء حذر :


-نستنى شوية لحد ما أرتب أموري كلها ، وساعتها هاعمل كل حاجة انتي نفسك فيها ، ها رأيك ايه ؟


ضغطت على شفتيها بقوة ، وأجابته بتنهيدة حائرة :


-مش عارفة ، بس آآ..


مــد يده ليمسك بكفها ، وضغط عليه بأصابعه قليلاً ليطمئنها ، وهمس لها بصدق :


-ريمان ! طالما احنا مع بعض كل اللي بنتمناه هيحصل


التوى ثغرها بإبتسامة ناعمة ، وردت عليه بخفوت وهي ترمقه بنظرات رومانسية :


-اكيد ، وأنا معاك ، وهاستناك !


.....................................................


على متن الطائرة ،،،


تحركت منة في الممر الذي يتوسط المقاعد بخطوات شبه بطيئة لتحدق بنظرات دقيقة في أرقـــام المقاعد .. ولكنها لم تتمكن من الوصــول إلى مقعدها .. فعاونتها المضيفة في الوصــول إليه ..


نزعت عن ظهرها حقيبتها ، وضيقت ما بين حاجبيها وهي تراقب الجالس في المقعد الملاصق لها ..


عبس وجهها نوعاً ما ، فقد أرادت الجلوس بجوار النافذة .. التفت الشاب نحوها ، وســألها بنبرة جادة :


-في مشكلة ؟


ردت عليه بإقتضاب :


-لأ


ابتسم لها قائلاً بهدوء :


-حضرتك عاوزة تقعدي جمب الشباك ؟


ردت عليه بتلعثم :


-آآ.. لأ عادي يعني ، ده .. ده مكانك


نهض عن مقعده ، وأشـــار لها بيده وهو يتابع بهدوء :


-تعالي اتفضلي ، مافيش مشكلة


ثم تنحى جانباً لتتمكن هي من الدخــول ..


بادلته منة إبتسامة مهذبة وهي تقول :


-ميرسي لذوقك


التوى ثغره قليلاً وهو يرد عليها :


-العفو ، دي حاجة عادية


استقرت منة في مقعدها ، ورتبت أشيائها بحذر ، ثم أمسكت بهاتفها وظلت تعبث به ..


تابعها ذلك الشاب بإهتمام ، ولفت أنظاره أنها تحمل ورقــة مشابهة لما معه ، فأثاره الفضول لسؤالها عنها ، وبالفعل لم يضعْ وقته ، وسألها بجدية :


-هو حضرتك طالعة تبع رحلة معينة ؟


ردت عليه بهدوء :


-ايوه ، أنا مشرفة في رحلة مدارس اللافانيا


تابع هو قائلاً بإبتسامة مغترة :


-تمام ، تعرفي إن أنا المنظم للرحلة دي


رفعت حاجبيها للأعلى ، وقالت بعدم تصديق :


-والله ؟!


رد عليها موضحاً :


-أيوه ، أنا وكيل سفريات ، والرحلة دي تبعي ، يعني أنا اللي حاطط البرنامج


فغرت شفتيها لتقول بذهول :


-مش معقول


أكمل قائلاً بإبتسامة سعيدة :


-صدفة غريبة صح ؟


مطت ثغرها وهي تردد :


-جداً


أردف قائلاً بهدوء :


-أتمنى إن برنامج الرحلة يعجبك


-إن شــاء الله


ثم تابع بإبتسامة مشرقة :


-بالمناسبة أنا اسمي خالد


ردت عليه بخفوت :


-وأنا مس منة


ســـألها خالد بنبرة مهتمة :


-مس .. واو .. مدرسة ايه بقى ؟


أجابته بإيجاز :


-انجليش


أكمل خـــالد قائلاً بجدية :


-عارفة يا مس إن الأتراك مش بيتكلموا إلا تركي وبس ؟!


ردت عليه بثقة وهي تشير بيدها :


-أيوه ، بس أنا بأتابع كام مسلسل تركي فحافظة كام كلمة كده على أدي


هز رأســه بإعجاب ، وتابع قائلاً :


-كويس ، أنا بأتكلم تركي كويس ، وأكيد هساعدك لو وقفتي في حاجة


-اوكي ..


-رحلة سعيدة عليكي يا مس منة


-وعليك إنت كمان يا مستر خالد !


...........................................


في حفل الخطبة ،،،


استمر الحفل لعدة ساعات ، وتناول الجميع المشروبات والجاتوه ، ثم حانت لحظة إنتهائه ، فصـــــاح أيمن بصوت جهوري وهو يلوح بيده للمتواجدين :


-يالا يا جماعة ، صورة أخيرة تذكارية قبل ما العروسين يمشوا


وبالفعل تحركت المعلمات نحو كوشة العروسين ، وأحاطت بهما .. وكذلك إنضم إليهم ذويهم ..


مـــال المهندس سرحان على ابنه ، وبارك له قائلاً :


-مبروك يا رامي


رد عليه رامي بسعادة :


-الله يبارك فيك يا بابا


أضافت والدته قائلة بجدية :


-عروستك زي القمر ، حطها في عينيك


رد عليها بمزاح :


-دي لسه خطوبة يا ماما


أكملت قائلة بإبتسامة صافية :


-أديني بوصيك من دلوقتي


هز رأســــه موافقاً وهو يردد بإختصار :


-حاضر


صــــاح أيمن بنبرة مرتفعة وهو يسلط عدســة كاميرته على الواقفين :


-يالا يا جماعة ، جاهزين


أشــــار له الجميع بإستعدادهم لإلتقاط الصورة التذكارية ..


فتابع هو قائلاً :


-تمام ... 1 ، 2 ، 3


بدت الســـــعادة على أوجه جميع المحيطين بالعروسين ، وزادت إبتسامتهم إشراقاً وهم يحدقون في عدســة الكاميرا ...


تنوعت نظراتهم ما بين العشق ، والشغف ، والرومانسية ، والإعجاب ، والترقب ، والفرحة والانتظـــار ..


نعم ، فقد تحققت أحلام بعضهم على أرض الواقع ..


وخطى البعض الأخـــر خطواته الأولى نحو تحديد مستقبله بصورة جدية وناجحة ..


وبقيت قلة قليلة تترقب بتلهف معرفة السبيل الصحيح إلى أهدافها ..


كما ظلت بعض الأحلام في قائمة الأمنيات حتى يحين موعد تنفيذها ..


ولكن الأكيد في نهاية المطاف أنه تم التوفيق بين ( راســــين في الحـــلال ) ...........


تمت بحمد الله

*********************
إلي هنا تنتهي رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة