-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل السادس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل السادس عشر

إقرأ أيضا: رواية غرام 

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل السادس عشر

 فراق لم يحن بعد

..................

في غيابات عقلي هذا الفراق حتمي ولكن هذيان قلبي لا يقبل به إطلاقاً

لقد إقتحمتِ صحراء قلبي القاحلة لتروي رمالها بزهور قلبك الصافية

إذاً حتي لو أن هذا الفراق حتمي فلن تغادر جذورك أرضي مهما طال الزمان...

ها هنا داخل هذا القلب القاسي تكمن زهور ترويه حناناً وحباً كلما أراد

فراقنا لم يحن بعد حبيبي حتي لو أردت أنت أن تنفيني سيحدث ما يجعلني قريبة منك لا أستطيع الفكاك...فأنت أميري وأنت ملهمي....فكيف الخلاص منك

أعشق قسوتك..أهيم حباً بجفاءك

هكذا أنا قررت وإنتهي الأمر فراقي بك بك لم يحن بعد

.............................................

كانت تشعر بالغرابة من حالها ومما هي فيه ولكنه مثير للفضول بشده كانت بداخل سيارة الأجرة تتذكر ما حدث من خمسة عشر دقيقة وعلي شفتيها إبتسامة بلهاء لا تستطيعا محوها مهما تصنعت الجدية

أحمد:إتفضلي إقعدي

تمتمت في إحراج وخجل

ريما:متشكرة أنا أسفه علي الإزعاج مرة تانية...أنا كنت جاية أعتذر بس

رد بحزم وهو يشير للمقعد المجاور له

أحمد:إتفضلي إقعدي أنا متعودتش أما يجيلي ضيف ما ياخدش كرم الضيافة

هكذا وبكل بساطة إمتثلت لطلبه بدون مناقشة ربما لأن لم يكن طلب من الأساس

بإبتسامة رضا وهدوء شديد سألها

أحمد:تحبي تشربي قهوة ولا شاي ؟؟

ريما(وهي تنظر للأرض):قهوة سكر زيادة لو سمحت

أومأ برأسه بهدوء وذهب بدون كلمة آخري

شعرت بالغرابة كيف يتعامل معها هكذا بكل هذه اللباقة وهي من تسببت في تركه لعمله دون أن يكون له أدني ذنب

شعرت بالخجل من نفسها وأن ما فعلته الأن بالإعتذار له هو أكثر شئ صحيح قامت به منذ عودته للقاهرة...قطع عليها حبل أفكارها قائلاً بمرح

أحمد:أظن لو القهوة وقعت علي هدومك المرادي مش هيكون بسببي

نظرت له بعدم فهم فأردف قائلاً

أحمد:إنتِ بتسرحي كدا علي طول بقي؟

إحمرت وجنتاها وردت عليها بإبتسامة مرتبكة صادقة

ريما:أنا متأسفة بجد علي اللي حصل مني وقتها مكنش المفروض أكلمك كدا أبداً وأنا اللي غلطانه

رد عليها بإبتسامة وهو يضع الصينيه علي المنضدة امامهم

احمد:ولا يهمك حصل خير كفاية إنك جيتي لحد هنا ودورتي عليا ده معناه إنك إنسانة محترمة وده مش من طبعك أصلاً

تفاجئت من كلامه كيف يكون بهذا الإحترام والذوق وهي من كانت فجة في كل تعاملاتها وها هو يظن بها الخير

قطع عليهم حديثهم رنين هاتفها المستمر عندما عرفت هوية المتصل ردت علي الفور

ريما:لحظة واحده......ألو أستاذ أشرف أنا أسفه بجد إني إتأخرت عليك.....إيه مش معقول؟؟....لألأالأا طبعاً ربع ساعة وأكون عندك ...ميرسي سلام

أغلقت الهاتف وهي تشعر بسعادة مضاعفة أرتشفت القليل من القهوة ونظرت له في إمتنان ثُم قالت وهي تقوم

ريما:متشكرة أوي علي القهوة وعلي حسن ضيافتك وأسفه مرة تانية علي الإزعاج انا مضطره أمشي دلوقتي

قام هو الآخر ورد عليها بإبتسامته الجميلة

احمد:ولا يهمك وكفياة إعتذارات بقي بس ممكن أعرف إسم البنت اللي هزأتني من كام يووم

ضحكت بشدة فضحك هو الآخر ويا ليته ما فعل فكشف عن أجمل إبتسامة ساحرة صادقة نابعة من القلب لم تراها من قبل

إرتعشت بإرتباك وإحمرت وجنتاها من أفكارها إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تمد يديها في خجل

ريما:إسمها ريما ماجد

مد يديه هو الآخر بإبتسامة هادئة

أحمد:وأنا أحمد محمود...إتشرفت بمعرفتك أنسه ريما

ريما:وأنا أكتر

وهكذا أوصلها إلي خارج المنزل حتي وجدت سيارة أجرة وعندما تجرأت وسألته إذا كانت ستراه مرة آخري أجابها بكلمة واحدة (سبيها لصدفها)

هكذا وإنتهي الأمر....هل شعرت كما شعرت الأن من قبل

شعرت بالغباء والإرتباك والتوتر من كل ما يقوم به...إستيقظت من أفكارها البلهاء علي صوت السائق يخبرها بنزق عن وصولها أعطته حفنة من المال وترجلت صوب الكافيتريا التي ستلقي بها أشرف....دلفت مهروله

ريما:إزيك يا أستاذ أشرف...متأسفه ع التأخير كنت في مشوار مهم

أشرف(بإبتسامة):ولا يهمك إنهردة يوم إحتفالنا علشان كدا مش هزعل منك....وعندي ليكِ مفاجأه كمان

لمعت عيناها ببريق السعادة ثُم قالت في لهفة

ريما:بجد!! إيه هي

ناولها ورقة من جيب بنطاله وهو يقول

أشرف:ده ياستي تصريح بالزيارة لياسين

إختطفت الورقة في لهفة وفرحه وإنتصار وهي تقول

ريما:ياااااااااه...أخيراً هروحله وأوريه أن كما تدين تدان بجد متعرفش أد إيه انا مبسوطة

أشرف(بإبتسامة):وأنا كمان مبسوط أوي (ثُم أردف بتردد):كنتِ عاوزة تشوفي نسمة مش كدا؟

تشنجت كل عضلة في جسدها وتألم قلبها للذكري ولكنها إبتلعت ريقها ردت في ثبات

ريما:أيوة يارييييييييت

أشرف:خلاص بكرا بعد المقابلة بتاعة السجن هوديكي

هكذا وبدون مقدمات قررت أن تتخذ طريقها نحو علاج إبنته...ربما من خلالها تستطيع أن تبني إنسانة جديدة أكثر نقاءاً مما كانت عليه

..............................................

دلفت للغرفة ولا تعلم كم من الوقت ظلت تبكي ولكنها بكت وبكت حتي نفذت الدموع لديها....كيف خفق قلبها لهذا الإنسان الرائع ومتي أحبته لا تعلم كل ما تعلمه أن عشقتها له يفوق الخيال من المفترض أن تكون سعيدة ولكن كيف وهي تعلم جيداً أنها لا تستحقه ولا تستحق حنانه الذي تنشده وبشدة ولا تستحق أن تعشق هذا الرجل الرائع بكل ما تحمله الكلمة من معني بحثت داخل حقيبتها عن قرص لتهدئة أعصابها وجسدها الذي تشعر بتأكله في ناحية لأنها تأخرت في تناول جرعتها

تناولت قرصين مرة واحده لتشعر بإسترخاء في سائر أنحاء جسدها....حتي غطت في نوم عميق لا تعلم هل هو هروباً من واقعها المرير أم هروباً من آلام جسدها الثقيل!!

دخل ياسر للغرفة وجد سميحة تلهج بآيات الذكر الحكيم علي سجادة الصلاة تناجي الله وهي تبكي بشدة جلس علي حافة الفراش ونظر لها بحزن الدموع ملئ مقلتيه ......

كم يحب عائلته وكم يشعر بالعجز تجاههم فهو ليس بيده شئ لفعله حتي الفيديو الذي يملكونه لا يدين طارق بشئ.....إنتهت من صلاتها ونظرت له في حزن أمسك يديها برفق وأجلسها بجانبه...أسندت رأسها علي كتفه وهي تبكي

سميحة:نفسي بنتي ترجعلي بقي يا ياسر خلاص مبقتش قادرة

إحتضنها بشدة وهو يكاد أن يتمزق من شدة عجزه

ياسر(بتأثر):إن شاء الله هترجع ربنا كبير أوي وأسيل طول عمرها قريبه من ربنا وهو مش هيسيبها أبدا

تمتمت وهي مازالت متشبسه بقميصه وتبكي ((يااااااااارب))

في الصباح الباكر من اليوم التالي إستيقظت علي رنين هاتفها المزعج أمسكت الهاتف بنزق ولكن عندما وجدته رقم مجهول إنتفضت من الفراش وقلبها يهدر في صدرها بعنف...ضغطت علي زر الرد بيد مرتعشه

نادين:ألو

آسر:بكرا الساعة 8 بالليل هتلاقي صاحبتك في أول طريق المنصورية 8 ودقيقة هتكون ماتت

لم ينتظر الرد أغلق الهاتف في وجهها

ظبت تنظر للهاتف والدموع تتساقط من مقلتيها ثُم إنتفضت كالصاعقة جرياً من الغرفة للردهة وجدته يغط في نوم عميق...حاولت إلتقاط أنفاسها وتهدئة نبضات قلبها العنيفه من رؤيته بهذا الشكل المدمر شعره مشعث ويرتدي بنطال قصير وقميص مفتوح الأزرار...إبتلعت ريقها بصعوبة وحاولت السيطرة علي خجلها وإقتربت منه في بطئ هامسة بالقرب من أذنه

نادين(بهمس):مازن إصحي

لم يرد عليها فقد كان غارق في النوم حتي أذنيه ولكن لدهشتها إبتسم...إبتسمت هي الآخري ومدت كفها الرقيق تتلمس ذراعيه برفق قائلة بصوت أعلي قليلاً

نادين:مازن قوم يلا فيه حاجة مهم عاوزة أقولك عليها

هزته مرة آخري.....في أقل من الثانية لا تعلم متي وكيف أصبحت قريبة جداً منه....كانت عيناه تحدقان في عينيها وذراعيه يضغطان علي خصرها مقرباً إياها منه بشدة

مازن(بخضة):فيه إيه اللي حصل

كانت وجنتاها كحبة الفراولة وقلبها يقرع كالطبول في الزفاف إبتعدت عنه سريعاً ونظرت للناحية الأخري وهي تقول بإرتباك واضح

نادين:أنا أسفة إني صحيتك مخضوض كدا...بس الراجل اللي خطف أسيل كلمني وبكرا إن شاء الله علي أول طريق المنصورية الساعه 8 بالليل هناخد أسيل

إنتفض من فوق الأريكه في فرحة ممزوجة بدهشة وإقترب منها

مازن:بجد!! ألف حمد وشكر ليك يارب الحمد لله

نادين(بإبتسامة):الحمد لله يا مازن..(وأردفت في خوف):بس هو قالي لو 8 ودقيقة وأنا مجتش هيقتلها

مازن(بعنف):كنت قتلته قبل ما يعملها (ثُم أمسك يديها برفق):أسيل هترجع خلاص وهنرجع زي زمان

ملأت الدموع مقلتيها لأنها سعيدة برجوع أسيل وحزينة لأنها تعلم أن هذه ستكون النهاية معه ردت وهي تدير وجهها للناحية الآخري

نادين:الحمد لله ربنا يحميها ياااارب

أمسك ذقنها مديراً وجهها لمستواه وعينيه تأسران عينيها

مازن:ليه شايف حزن وخوف في عينيكي ؟

شعرت بالإرتباك وأصبحت وجنتاها مشتعلتان

نادين(بتردد):أنا....أنا مش حزينة ولا حاجه بالعكس أنا مبسوطة اوي إن أسيل راجعه

مازن(بإصرار):بس أنا حاسس إنه فيه حاجه مخوفاكي...مالك يا نادين صارحيني أرجوكِ

تخلصت من آسر عينيه قبل يديه وقالت وهي متجهة للداخل قائلة برسمية

نادين:أنا كويسة متخافش عليا يا دكتور

شعرت بذراعية القويتين تقبضان عليها حتي كادت تصطدم بصدره الصلب تبدل حنان عينيه إلي غضب شديد وهو يقول

مازن:إنتي غبية أوي تعرفي كدا!! ودماغك الناشفة دي هكسرها قريب بس نخلص من موضوع أسيل

لم يمهلها الرد لأنه ذهب من أمامها كالصاعقة...بعد كلماته التي ألقاها في وجهها للتو

طرق باب غرفة والده ثُم دلف عليهم بوجه مستبشر غير الذي كان عليه منذ دقائق

مازن(بإبتسامة):عندي ليكو خبر حلو أوي...خلاص ياماما أسيل هترجع بكرا

إنتفضت والدته من المقعد الذي كانت تجلس عليه وهرولت إليه نحوه والدموع تتساقط من مقلتيها

سميحة:بنتي هترجعلي بكرا بجد يا مازن؟؟

مازن(محتضناً إياها ):أيوة يا حبيبتي إن شاء الله خلاص أسيل هترجع

إحتضنته بشدة وهي تبكي أما ياسر فقام يسجد شكراً لله علي إستجابة دعائه في إستعادة صغيرته

بعد قليل دلفت عليهم نادين بإبتسامة مرتبكة إحتضنتها سميحة تتلمس فيها رائحة رائحة إبنتها الغائبة

ولكن نظرها هي كان مركز علي من ألقي عليها لقب الغبية ولكنه لما يعيرها إهتماماً بل فور دخولها إستأذن منهم بحجة الذهاب لإستنشاق بعض الهواء النقي وفي الحقيقة أنه خرج حتي لا يحطم رأسها الغبي ويخبرها بحبه بل عشقه لها هذه الحمقاء

.................................................. ......

حالة من الدهشة والغضب والتيه سيطرت عليه ها هي إبنة أخيه هي من ألقت به إلي التهلكة...هي من قتلت كل أحلامه في الوصول للقمة....وتأتي الأن لتتشفي به وبوضعه المخزي..كانت بقمة أناقتها وجمالها ترتدي فستان باللون الوردي وحذاء عالي الرقبة رافعة شعرها لأعلي بنظارة شمسية تنظر له نظرة إنتصار وإشمئزاز واضعة قدماً فوق الآخري في إستعلاء ظاهري ولكن داخلها كانت تشعر بالخوف والتشتت لما تشعر به

بدأ هو الحديث بتهكم

ياسين:جاية تشمتي فيا يابنت أخويا؟

إبتسمت إبتسامة واسعه ثُم نظرت له بإشمئزاز

ريما:بنت أخوك لأ لكن أشمت فيك أيوة وفرحانة فيك وكنت أتمني تاخد إعدام علشان أخلص منك وأرتاح

كما تدين تدان يا ياسين بيه ومتفتكرش أن دي النهاية لأ حسابك عند اللي خلقك أكبر

لم يستطع الرد ولم تعطه فرصة الرد بل ذهبت مسرعه وهي تخرج من مقر الشرطة وجدت والدها يتصل بها وبذلك علمت أنه يعرف بعودتها للقاهرة أخذت نفساً عميقاً تستنشق هواء الحرية ثُم ضغطت علي زر الرد

ريما:ألو

ماجد(بعتاب):بقي كدا أعرف إنك في مصر من برا وبقالك شهر كمان ليه كدبتي علي أمك ها؟؟

ريما(بشجن):كان لازم أبعد علشان أبني شخصيتي..كان لازم أبعد عن دلع ماما وكرهك ليا بعد اللي حصل علشان أحس بنفسي وأكون إنسانة جديدة تقدر تعرف الحياة لوحدها وعموماً أنا مش هسألك إنت عرفت منين إني هنا بس هقولك إني محتاجه لسه وقت أكون فيه إنسانة يا بابا

ماجد(بتأثر):سامحيني يابنتي لأني السبب في اللي حصل قبل منك وعلشان كدا هسيبك ترتاحي علي أد ما تقدري بس عاوزك تعرفي إني أنا كمان إتغيرت وهكون دايما جنبك

إمتلأت مقلتيها بالدموع لما قاله والدها ثُم قالت بإبتسامة مليئة بالدموع

ريما:ربنا يخليك ليا يابابا وأنا هكون عارفة دا دايما

أغلقت الهاتف مع والدها وهي تشعر بالراحة والأمان لأول مرة تشعر بأن والدها حقاً يدعمها في شئ جيد ويتحدث معها بهذه الصراحة.....أما عما حدث منذُ قليل فهي تشعر بالتشتت لما لم تشعر بالتشفي والكره كما كانت تشعر بل شعرت بالشفقة لأجله نعم الشفقة.....فقد سُلب منه ماله وجاهه وكل ما كان يملك يوماً وقد اُهين وهي تعلم أنه سيُهان أكثر وأكثر

حدث كما قيل لها من قبل ان إنتقامها لن يُفيد بشئ بل ستظل تشعر بنفس الشعور كل مرة فهي إلي الأن لم تحب حالها بل تنفر نفسها بشدة......ماذا تفعل حتي تتخلص من هذا الشعور فهي تنتقم وتُغير من حالها وتصرفاتها وتبني شخصية جديدة ولكن لما مازالت تشعر بهذا الإكتئاب لماذا!!!

صعدت السياره وهي تهاتف أشرف

ريما:الو أستاذ أشرف إزيك عامل إيه....كلمت المستشفي؟؟....طيب تمام....خلاص أنا جاية حالاً

إتخذت طريقها للمشفي وهي تفكر كيف ستبدأ الحديث معها إن قلبها يهدر في صدرها بعنف من الأن ويداها مرتعشتان فكيف ستتصرف عندما تراها

يجب أن تتماسك فهي وعدت الرجل أن تكون خير سند له ولإبنته...إتخذت طريقها للمشفي وهي عازمة علي المضي في طريق بناء شخصيتها وعندما تذكرته علت شفتيها أجمل إبتسامة

دخلت للمشفي وقابلت أشرف الذي قدمها للطبيب وأخبره أنها ستساعده في في حل مشكلة إبنته وأنه يريدها ان تدخل لها

دلفت للغرفة وجدت فتاه ذات شعر حالك السواد منسدل علي كتفيها وعينان شاردتان زائغتان مكومة علي نفسها ضامة ركبتيها إلي صدرها.....إنقبض قلبها وشعرت بالجرح الغائر في قلبها الذي لم يندمل ولكنه كان بعيد عنها ولكن هذا المشهد أعاده للحياة بشدة

إقتربت وجلست علي حافة الفراش ولكن هذه الفتاة الجميلة لم تلحظ ولم يرف لها جفن

ولكن ريما إقتربت منها واضعه يديها علي ركبتيها إرتجفت الفتاة الآخري بشدة ولكن ربما شددت علي يديها ثُم بدأت الكلام بصوت متأثر ومتهدج

ريما:أنا عارفة إحساسك سكينة جوا قلبك ومش راضية تخرج إنتهاك روح وحياة....عارفة إنك مش عاوزة تتكلمي كارهة نفسك وكارهة اللي حواليكي كارهة الدنيا...دموعك رافضة النزول مع إنك جواكِ بتنزفي ألف مرة..بس أبوكِ مش قادر يعيش إنتقم من ابو الكلب ده وأوعدك أول ما الكلب ده يرجع هموته بس إرجعي لأهلك وإرجعي لحياتك إشتغلي عيشي أجمل حياة وساعتها هتبني شخصيه جديدة أنا مش هيأس وهجيلك كل يوم لحد ما أسمع صوتك

وخرجت ولم تعلم أنها خلفت ورائها من تبكي بشدة وتنتفض بعنف علي الفراش وتنظر للسماء بكلمة واحدة (يااااااااارب)

نظرت لأشرف تقول له في حزن ودموع

ريما:أنا مش هسيبها والله وهفضل أجيلها كل يوم وأكلمها لحد ما ترجع

الطبيب:يا أنسة مجرد كلامك معاها ده انا واثق ان هيكون ليه نتيجه واتمني تيجي كل يوم

ريما:أنا هاجي كل يوم إن شاء الله

آشرف(بتأثر):ربنا يخليكي يابنتي يااااارب

خرجت وهي تتوجه لبيت هايدي حتي تجهر معها للخطوبة المقرر إقامتها بعد يومين فقد قررت الوقوف بجانب صديقتها في هذا اليوم الجميل حتي النهاية ولكنها لم تنسي إنتقامها من هذا الآسر فهو يشغلها أينما ذهبت

.........................................

هل من الممكن ان تعود لك الحياة وتذهب روحك بعيداً عنك في نفس الوقت

هذا هو ما شعرت به بالضبط عادت لها الحياة بهذه الكلمة وزُهقت روحها بنفس الكلمة فهي سوف تعود لأهلها وهذا شعور كبير بالسعادة أما بعدها عنه فهذا يعني موتها وهي تعلم جيداً أن لا عودة من هذا الطريق...بماذا ترد هل تقول له لا أريد بعدك حبيبي ولكني أريد عائلتي وكيف هذا

إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بحزن شديد

أسيل:هو فيه حد مش عاوز يرجع لأهله !!

صحيح..هل يوجد من لا يريد العودة لعائلته ما هذا السؤال الغبي....رد بهدوء شديد لا ينم عن العاصفة التي تضرب قلبه

آسر:خلاص إستعدي يوم وتكوني في بيتك

كان علي وشك الخروج من الغرفة عندما سمع إسمه من بين شفتيها الرقيقتين الهامستين

أسيل:آسر

دقات قلبه السريعه وأنفاسه القوية أعلنت عن إستسلام قلبه لإقتحام ونفاذ هذه الفتاة روحه فقد من مجرد النطق بإسمه لم يستطع أن ينظر لها.....وقف فقط عند باب الغرفة منتظراً ما ستقوله

أسيل(بإرتباك):أنا مش هنساك مهما بعدت عنك وهفضل دايما أدعيلك

خرج كالصاعقة صافقاً باب الغرفة خلفه.....ماذا يحدث لما تتغلغل وتتوغل بداخلي لما تخبرني بهذه الكلمات لما أشعر الخوف من خسارتها...لما أشعر بالسعادة لمجرد وجود طيفها حولي ,لما تفعل بي هذا لما !! ماذا علي أن أفعل ......هل بعدها عني سيجعلني انساها كما كنت أريد

هل سأعود كما كنت قبل إقتحامها حياتي أم ماذا!!

ظل يذهب ويجئ وهو يحدث نفسه بكلمة واحده (ماذا أفعل)

حل المساء وهو مستلقي علي الأريكة لا يتحرك ولا يسمع منها صوت من الغرفة ولم يدخلها منذ الصباح...إنتفض من الأريكة عندما سمع صوت صرير سيارة بالخارج أمسك سلاحه ثُم فتح الباب ببطئ ليجد أمامه أربع رجال ذات عضلات كبيرة وأطول منه بكثير ولكنه رد عليهم ببروده المعتاد

آسر:أفندم؟

رد عليه أحد الرجال الأربعه بصوت جهوري

أحدهم:لينا أمانة هنا عاوزنها

رد عليهم بتساؤل وهو يعلم ما هي الأمانة

آسر:أمانة إيه يعني؟

حاول الرجل تجاوزه ولكن آسر لم يسمح بذلك رد عليه بصوت أقوي

الرجل:عُمر بيه بيقولك هات الأمانة بالذوق لأننا كدا كدا هناخدها

لم يمهله آسر الفرصة للكلام لأنه يعلم جيداً انه إذا أمهله هذه الفرصة هسيبرحونه ضرباً وهو لن يسمح لهم بالحصول عليها حتي لو مات هو لذا بطلقة واحده في رأس ثلاثة رجال منهم أنهي الموقف وأبرح الأخير ضرباً وأجلسه علي المقود ثُم قال له

آسر:خلي اللي باعتك ييجي ياخد اللي عاوزه بنفسه

ودخل للمنزل وجدها كما كانت من الصباح وجه ذات لون شاحب أصفر والدموع تغشي عينيها والإنتفاض لا يبارح جسدها إبتلع ريقه مما فكر به للتو ثُم إقترب منها ولا يوجد علي وجهه أي تعبير ثُم قال

آسر:متخافيش

نظرت له نظرة مشوشة والدموع تغشي عينيها وجسدها ينتفض بشدة تشبثت بقميصه لا تعلم هل تستمد منه الأمان أم تحمي نفسها منه به !!

قالت بصوت متهدج

أسيل:أنا مش خايفة منك أنت أماني أنا خايفة عليك

نبضات قلبه تزايدت عند الكلمة الأخيرة ود يزرعها بين أضلعه و ياليته يستطيع ذلك نظر لها وطيف من الحنان ظهر في عينيه ثُم رد بكلمة واحدة بها كل المعاني بالنسبة لها

آسر:وانا هحميكي وأرجعلك لأهلك زي ما كنتِ معاهم بالظبط

نظرت له بكل العشق الذي يملأ قلبها ووجهها يتضرج بالحمرة القانية وكان لسان حالها يلهج بجملة واحدة (لماذا أحببتك أنت)

أسيل:أنت كويس حد عورك ؟

لدهشته نظر لجسده يبحث عما حدث ولكنه جرحه لم يكن أبداً في جسده بل كان في قلبه وروحه

آسر:أنا كويس متخافيش

إبتسمت من بين دموعها وكم كانت جميلة في تلك اللحظة كالطفلة البريئة التي دنسها هو

أسيل:الحمد لله يارب الحمد لله إنك بخير ربنا يحميك يااااارب

لم يرد ولكن عاصفة قلبه ودقاته المتسارعه كانت كفيلة بالرد علي هذه الطفلة البريئة

خرج وأغلق الباب خلفه وقلبه يهدر في صدره بعنف شديد

ماذا أفعل حتي أستطيع حمايتها من نفسي فأنا أدنس براءة قلبها بحبي...أدنس جمال حياتها بعشقي لابد أن تعود لابد ذلك لامفر من العودة

ولكن هل سيتركها عُمر تعود أم ماذا!!

كان عُمر يجلس مع غانيته المفضلة وهو يتحدث في الهاتف مع أحد البلطجية اللذين يعرفهم

عُمر:عاوزك تجيب أربعه من الحيطان اللي معاك وتوديهم في المكان اللي قلتلك عليه وتجيبها مش مهم تخلصو عليه تضربوه المهم البت دي تكون عندي الليلة دي

الرجل:أمرك يا عُمر باشا ساعة بالكتير والبت تكون عندك

أغلق الهاتف وهو بإنتظار أن تأتي الحلوي له وكم كان يشعر بالنشوة لحصوله عليها

ظل ينظر للساعه في إنتظار شديد حتي مرت نصف ساعة وجد هاتفه يرن بإلحاح ضغط زر الرد في لهفة

عُمر:ها عملت إيه وليه محدش جه

الرجل(بتردد):اصل يعني أصل

عُمر(بغضب):حصل إيه إنطق إتنيل إخلص

الرجل:آسر قتل تلاته منهم وطحن الرابع ضرب وقاله يعني

إنتفض عُمر من الفراش وقال بصوت يكاد أن يهشم أذن الرجل

عُمر:قال إيييييييه إنطق

الرجل(بخوف):قاله قول للي باعتك ييجي ياخد الحاجة اللي هو عاوزها

رمي الهاتف حتي تهشم بشدة وإرتدي ملابسه وأخذ سلاحه وإنطلق وهو عازم علي قتله وأخذها والإستمتاع بها حتي أخر نفس في حياته هذه مسأله كرامة بالنسبة له

كان يعلم أن عُمر لن يهدأ وسيأتي عاجلاً أو أجلاً ويجب ان يستعد له جيداً أفضل شئ ان يأخذها الأن ويذهب بها بعيداً لأنه سيعود حتماً سيعود فهو يعرف عُمر جيداً

لم يمهله عُمر هذا فقد وجده أمامه في خلال لحظات شاهراً مسدسه أمام آسر الذي وقف قائلاً بهدوء مصطنع

آسر:أهلا عُمر بيه شرفت

عُمر(يقترب منه):أنا هاخد البت يا آسر متحاولش تمنعني لانك لو منعتني مش هتلاقي غير المسدس في قلبك وإنت عارفني مش بهزر

أخذ نفساً عميقاً ثُم أكمل بهدوءه المعتاد

آسر:وإذا قلتلك مش هتاخدها هتعمل إيه ؟

عُمر(بغضب): قلتلك هقتلك يا آسر فااااااااهم هقتلك

لم يمهله آسر الفرصة للحديث بل باغته بضربة قوية أطاحت بالسلاح من يديه قام عُمر برد الضربة لآسر وبدأ العراك كان أشبة بعراك شوراع هذا يضرب والآخر يضرب وهي تشاهد والدموع تنهمر من مقلتيها بشدة وتنتفض وراء الباب

إنقض عُمر علي آسر يخنقه بيديه العاريتين حتي كاد أن يختنق فعلا ولكن في أقل من لحظة سمع طلقة تخرج من سلاح عُمر وجسده مُلقي بجانبه بدون حراك

كانت تتابع المشهد بخوف شديد ولكن عندما رأت هذا الحيوان ينقض عليه ويكاد يقتله لا تعلم كيف واتتها الجرأة لتمسك بالسلاح وتطلق منه طلقة واحدة ثُم وقع من يديها فور إنهيارها التام علي الأرض....نظر هو بدهشة ممزوجة بحب شديد لم يكن يعلم أنها مازالت بداخله

إنطلق لها وأخذها في أحضانه يزرعها بداخله وهي تنتفض بشدة

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أباطرة العشق بقلم نهال مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة