-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الحادى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة الجديدة ميمى عوالى ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الحادى والعشرون من رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى .

رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الحادى والعشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى

رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الحادى والعشرون

 رءووف بغضب : انا لا يمكن أوافق ابدا على الكلام ده ، انتو ازاى تفكروا بالشكل ده


هشام : يارءووف اسمعنى بس


رءووف بانفعال : اسمع ايه ، انت بتضحوا بيها و بعمرها ، بتقدموها كبش فدا ، وانتم عارفين كويس اوى أن احتمالية رجوعها سليمة تقريبا معدومة


ليضع هشام يده فى خصره زافرا أنفاسه ثم قال : طب لو سمحت ، من فضلك ، خلينا نتكلم بهدوء ونتناقش ، ولازم تبقى واثق تمام الثقة انى لا يمكن اعرض حنين للخطر


رءووف وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : ازاى بقى مش هتعرضها للخطر وانت نأوى تحطها على خط النار قدام عمها والاسيوطى الاتنين مرة واحدة ، تيجى ازاى بقى دى


هشام : ما انت ياعمنا لو تدينى فرصة اتكلم ، كنت فهمت لوحدك كل حاجة ، لكن انت شاطح وطايح ومش مدى فرصة لحد أنه يتنفس حتى


ليلقى رءووف نفسه على أقرب مقعد وهو يزفر أنفاسه ويقول : ادينى سامعك ...اتفضل اتكلم


هشام : احنا فى أمن الدولة بيبقى عندنا عربيات مصفحة ضد الرصاص ، انت وحنين هتبقوا فى العربية دى وانت هتبقى مسلح بس طبعا من غير ماحد يعرف والسلاح ده مش هتلجأله الا لو وحط تحت لو دى مليون خط ، لو احتجت له وده مش هيحصل ، انا بس هسيبهولك للاطمئنان مش اكتر ، علاوة على ذلك هتلبسوا واقى للرصاص ، واهم حاجة انكم مش هتنزلوا من العربية اصلا


اللى هيشوفكم من بعيد هيعتقد انكم متكتفين ومتكممين ، لكن فى الحقيقة الكلام ده مش هيبقى بجد


والأمن كله هيبقى محاوط المكان ، وهو أول ماهيشوف نسخة البحث هيتلهى فيها


لتتحدث حنين للمرة الأولى منذ بداية الحوار لتقول بحزم : وانا بقى مش موافقة


لينظر لها الجميع مابين مؤيد ومندهش ومشفق لتكمل قائلة : انا مستعدة اعمل اى حاجة تقولوا عليها إلا انكم تدولهم البحث فى أيديهم ، ده على جثتى


ليتحدث سليم ضابط الأمن الوطنى المكلف بتنفيذ المهمة قائلا : يا مدام حنين ، ده مش هيبقى البحث الاصلى ، احنا بس هناخد العنوان على شوية من المقدمة وبعد كده معلومات عامة من النت ، والاسيوطى اصلا مش تخصصه عشان يعرف ده ، احنا بس هنلهيه على مايتمم صفقة السلاح عشان تقبض عليه متلبس


هشام : للأمانة الشديدة ، انا كمان لازم اوضحلكم نقطة مهمة ، محمود كمان كان رأيه من رايك يا رءووف وعشان كده منعته أنه ييجى يحضر معانا الكلام ده ، من ناحية عشان اكيد هيبقى متراقب ومن الناحية التانية عشان ماتبقوش جبهة ضدى


لينظر رءووف بفضول الى حنين قائلا : انتى ايه رأيك


حنين : انا موافقة على اى حاجة ترجع حق حليمة وعبدالله حتى لو فيها موتى


رءووف بغضب : ومين هنا جاب سيرة الموت ، ثم زفر بشدة وسأل هشام : والكلام ده المفروض يبقى امتى


هشام : بعد بكرة ، وعشان كده لازم تيجوا معايا على الفيوم الليلة دى ، ثم ناول حقيبة بلاستيكية لحنين وقال : ده نقاب هتلبسيه واحنا ماشيين وناول أخرى لرءووف قائلا بدعاية : ودى جلابية وعباية ولحية ياحاج


…………………….


عند سليمان بالمعرض


سليمان بسخرية : بقى تتجوز بنت ادهم وتخبى عليا ، وكمان كنت نأوى تكوش على كل حاجة لوحدك


محمود يتهكم : ادينى بتعلم منك ياحاج


سليمان : تتعلم تقوم تخبى


محمود : ماهو انا مش كل مايبقى حيلتى حاجة تلف انت وتاخدها ، واللا نسيت ورث امى وخالى


سليمان بمسكنة ،: ده انت قلبك اسود اوى


ليتمتم محمود : هو انت لسه شفت حاجة ، ده السواد كله لسه فى السكة


سليمان : انت بتقول ايه


محمود : بفكر هخزن السلاح فين


سليمان : طب فكر الاول هتصرفه ازاى


محمود : لا ..من الناحية دى اتطمن ، عندى اللى يشيل وكله على الترابيزة


سليمان بذهول : وده مين ده


محمود : شيخ قبيلة على حدود ليبيا


سليمان : وده وقعت عليه منين ده ، ده انا زى ما اكون ماتعاملتش معاك ولا عرفتك قبل كده


محمود بزهو : عشان تعرف بس ، وتبقى تسمع كلامى


سليمان : طب وعمولتى


ليضحك محمود بشدة ويقول : أيوة كده ، ارجع لقواعدك ياحاج ، كنت مستنى السؤال ده من امبارح ، بس اتاخر اوى


سليمان : ااه برضة مافهمتش


محمود : عشان بس تعرف انى جدع ، ٢٥٪ ، ها مرضى


سليمان بابتسامة طمع : الا مرضى ….يدوم العز يامعلم حوده


…………………..


فى شقة صغيرة بالفيوم وبحى هادئ نسبيا … تجلس حنين بجوار رءووف على أريكة متوسطة الحجم وهى تقرأ بعض القرآن وتردد بعض الأدعية متمنية من الله أن تمر الليلة على كل خير


فقد هاتف رءووف والديه وصديقه وابن عمه صالح واخته علياء وبادلهم السلام والاخبار والحكايات وكذلك حنين


ولكن لم يجرؤ منهم أحد أن يصرح لهم بما هم مقدمين عليه من تعريض حياتهم للخطر ، وانهم فى انتظار مصيرهم ، فقد هاتفهم هشام وطلب منهم الاستعداد التام للحركة ، فمحمود فى انتظار إشارة الاسيوطى وخريطته التى تحدث عنها


رءووف بخفوت وهو يمد كف يده ليحتضن كف حنين : خايفة


حنين دون أن تنظر إليه : ابقى كدابة لو قلت لا


رءووف : طب قاعدة بعيد عنى ليه


حنين باستغراب : بعيد عنك ازاى مانا جنبك اهوه


ليمد يده ويسحبها إليه ليضعها تحت جناحه وهو يضمها إلى صدره بيد وباليد الأخرى يرفع رأسها إليه قائلا بهمس رخيم : ربنا أن شاء الله مش هيخزلنا ابدا ، وهنرجع مجبورين الخاطر ، بس لو خايفة خلاص ..مش لازم


حنين وهى تهز راسها علامة الرفض : مااتعودتش ارجع فى قرار أخدته


لينظر رءووف إليها وهو يتنقل بين عينيها قائلا : كل أما بصارح روحى بحبك بسأل نفسى سؤال مابلاقيلهوش إجابة


حنين بخجل : سؤال ايه ده


رءووف بهمس : ياترى لو ماكنتيش ظهرتى فى حياتى ، كنت هفضل كده طول عمرى ماعرفش طعم الحب ولا شكله ، طب كنت هبقى زى الآلة اللى ماشية بالريموت كنترول كده وخلاص ، مش هحس بدقة قلبى اللى بتكهربنى اول ماعينى بتقع عليكى ، مش هشوف عيونك على السحاب ووش القمر اللى ياما كنت بسهر معاهم ليالى وليالى لمجرد انى أفصل عن اللى حواليا وبس ، لكن من ساعة ماشفتك وانتى عيونك دايما مصاحباهم قدام عينيا


ليقترب من وجهها مقبلا جبينها بقبلة عميقة أودعها كل اشتياقه ، ليستفيق من سحرها على صوت هاتفه ، ليخبره هشام بأنه فى الطريق إليهم بصحبة محمود وان عليهم الاستعداد


……………………….


فى مكان ما يطل على بحيرة قارون ، كان الوقت ليلا والرياح قوية نوعا ما ، فنحن على مشارف فصل الشتاء ، والسماء مليئة بالغيوم


فكانت الدنيا ظلاما لا يبدده سوى مصابيح السيارات وبعض انعكاسات إضاءة الطريق من على بعد


وقف محمود بسيارته خلف المقود وبجواره سليمان ، الذى كلما حاول الالتفات لمحادثة حنين أو رءووف ..يمنعه محمود بحجة أنه لا يريد تشتيت انتباهه، فهو يريد أن يكون متيقظا لكل حركة بالخارج وماهى الا دقائق معدودة حتى ظهرت اربع سيارات من الدفع الرباعى لينزل منها خمس اشخاص يبدو على هيئتهم كأنهم مصارعين من عصر الرومان ، ثم يتبعهم الاسيوطى بصحبة شخص ما لم يراه محمود من قبل


محمود : مين اللى معاه ده


سليمان ،: ما اعرفش ، بس شكله مش مصرى


فيشير محمود لأبيه بالنزول من السيارة ثم يتبعه محمود وهو يحمل حقيبة جلدية بعد أن أنار السيارة من الدخل واحكم إغلاقها ، مما جعل من السهل على من بخارج السيارة أن يرى حنين ورءووف وهم مقيدين بداخل السيارة


ليتقدم محمود من الاسيوطى قائلا بجدية : منورنا ياكبير


الاسيوطى بابتسامة : والله وعملتها وصدقت فعلا وعرفت تجيبهم ….شكلك هتبقى داهية زى ابوك


محمود : ويشرفنى ابقى تلميذك


الاسيوطى بسخرية : تلميذ ايه ده اللى لطش من اول درس فوق ال ٢٠ مليون ده


محمود : ماتنساش ان ابويا له عموله فى الليلة دى ، مش هيعديها يعنى


الاسيوطى ضاحكا: مايبقاش سليمان ...المهم فين باقى الحاجة اللى وعدتنى بيها


محمود : وفين السلاح يا ريس


ليشير الاسيوطى لاحد رجاله ليفتح أحد السيارات ويخرج منه صندوقا مليئا بالأسلحة والذخيرة ، ثم يتجه للسيارة التالية فالتالية ليفعل مثلما فعل حتى كانت المحصلة اربع صناديق ضخمة من السلاح والذخيرة


ليبتسم محمود وهو يناوله الحقيبة التى كانت بيده قائلا : مبروك عليكم الإعدام


ليسود الهرج المكان فى اللحظات التالية ، مابين صوت مكبرات الصوت من الشرطة طالبة منهم تسليم أنفسهم ومابين طلقات الرصاص المتبادلة من كلا الطرفين ليعدو محمود إلى السيارة دالفا إليها بصعوبة من تحت وابل الطلقات الموجهه إليهم لينطلق رءووف بالسيارة مبتعدا عن المكان بأكمله تاركا ميدان المعركة لأهلها


……………………..


بالسيارة


كانت حنين ترتجف خوفا ورهبة مما حدث أمامهم ، وظلت تلتفت للخلف لتطمئن أنه لا يوجد احد خلفهم وسط طمئنة رءووف لها ، وصمت محمود التام ،حتى قال رءووف : انا عمرى ماهنسالك ابدا موقفك ده يامحمود ، ويشرفنى انك تقبل انك تبقى اخويا العمر كله


محمود بصوت مخنوق بالعبرات : ده شرف انا ما استحقوش


رءووف : مين اللى يقدر يقول الكلام ده


محمود ،،: انا ...انا ابن الراجل اللى قتل اخوك يا رءووف ،واللى قتل اختك ومراتى كمان بالمناسبة ياحنين


رءووف : مافيش دليل على كلامك ده


محمود بجمود : اعترفلى بلسانه أن رجالته اللى عملوها بامر منه ومن الاسيوطى ، انا مابقاليش عيش تانى فى البلد دى ، انا كل اللى يهمنى دلوقتى أن هم الاتنين يتعدموا عشان نارى تبرد شوية


رءووف ،: حتى ولو كان اللى انت بتقوله ده حقيقى ، احنا عمرنا ماكنا هنقدر نعرف ده ولا ناخد بتارهم غير بمساعدتك انت ، انت اللى جبت حقهم يامحمود ولازم تبقى فخور بده


حنين وهى تضع يدها على كتف محمود : أنا فخورة بيك ……..


لتقطع حديثها بشهقة عاليه وهى تصرخ قائلة : دم ...دم ، كتفك غرقان دم ، انت متصاب ، اطلع على أقرب مستشفى يارءووف


محمود : ماتخافيش ياحنين ، انا مش حاسس ان فى حاجة واجعانى ، انا بس حاسس انى خملان وعاوز انام


رءووف باضطراب وهو يزيد من سرعة السيارة: ماتنامش يامحمود ، اوعى تنام ، حاول تخليك واعى وفايق ، قدامنا عشر دقايق وتوصل المستشفى


وبالفعل وصلوا إلى المستشفى فى اقل من العشر دقائق ولكن محمود كان قد غاب عن الوعى تماما ، وأدخله المسعفون على الفور إلى غرفة العمليات ليغيبوا بداخلها مالا يقل عن الساعتين حتى خرج الطبيب اخيرا ليقابله رءووف وحنين بلهفة ليقول الطبيب بأسى شديد : حاولنا تنقذه بأقصى قدرتنا لكن للاسف الطلقة مزقت شريان حيوى مسؤول عن توصيل الأكسجين للمخ ، انا اسف ، البقاء لله


لتسقط حنين غائبة عن الوعى بين ذراعي رءووف وسط صدمته الشديدة لوفاة محمود


وبعد استرداد حنين لوعيها وتمالك رءووف نفسه حاول كثيرا الاتصال على هشام أو سليم ولكنه لم ينجح حتى ظن أن مكروها الم بهم وكان مترددا لا يعلم كيفية التصرف حتى قرر اخيرا مغادرة المستشفى ولكن فى طريق ذهابهم وجدوا ضوضاء شديدة وعدد من سيارات الإسعاف تتوالى محملة بعدد من المصابين بطلقات نارية فعلموا على الفور أنها نتيجة حادثتهم ،وانتظروا حتى رأوا عن بعد دخول هشام وسليم وهما يتحدثان بتعب شديد ، وما أن تلاقت الأعين حتى هرع كل من هشام وسليم إلى رءووف وحنين للاطمئنان عليهم وما أن علما بوفاة محمود حتى صرخ هشام قائلا : غبى ...غبى ، رفض يلبس الواقى وصمم وأقسم أنه مايلبسهوش ، كان عاوز يموت ، كان بينتحر


لتنشج حنين بالبكاء ، حتى لمحت عن بعد فراش نقال يرقد عليه سليمان مدرجا فى دمائه فهرعت إليه ووجدته يلقف أنفاسه بصعوبة فقالت له من بين نشيجها : استفدت ايه من طمعك وجشعك ، قتلت اختى وعبدالله وقتلت ابنك ، لتعلو الصدمة على وجه سليمان وحنين تكمل قائلة : ابنك مات من غير مايسامحك ياعمى ، وحليمة وعبدالله ماتوا من غير مايسامحوك ، دمهم كلهم فى ايدك ، ياويلك من ربنا يوم المشهد العظيم ، انا كمان هختصمك عند ربنا ، بدعيلك تعيش عشان تفضل عايش بذنبهم لحد ماتموت ، خلى الفلوس تشفعلك ، خلى الفلوس تنجيك ،خدها معاك فى قبرك ياعمى لو ينفع ، خدها معاك تكويك وتشويك وتزيد فى نارك


كانت حنين تتحدث بقوة وغضب بين نشيجها وسليمان على فراشه وياخذه الممرضين باتجاه غرفة العمليات وهو يلتفت برأسه الى حنين يسمعها بذهول غير مصدقا رحيل ابنه بهذا الشكل المحزن

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة