-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال سالم - الفصل الرابع والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال محمد سالم .

رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال سالم - الفصل الرابع والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 

رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال سالم

رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال سالم - الفصل الرابع والعشرون

حول مائدة مستديرة، اجتمعت القيادات الأمنية، برتبها المختلفة، لمناقشة تطورات قضايا التهريب، وما يحدث خلالها من تجاوزات تضر المجتمع والمواطنين. رن هاتف "وجدي"، فأوصده على الفور معتذرًا عن ضجيجه الذي أزعج الحاضرين، وضعه على وضعية الصامت، وحرص على تدوين الملحوظات الهامة، من قبل رؤسائه المخضرمين، للاستعانة بها في تحرياته الدقيقة، خاصة بعد انتقاله لمكتب مكافحة المخدرات، وما يتطلبه ذلك من يقظة وفطنة شديدة، لاكتشاف أساليب المهربين الملتوية، لإدخال تلك المواد المخدرة، عبر حدود البلاد، أو الموانئ المختلفة.

انفض الاجتماع، وخرج منه ليجد عدة مكالمات فائتة من صديقه "ماهر"، أيقن وجود خطب ما، فهاتفه على الفور، ليأتيه صوته الجاد متسائلاً:

-إنت فين يا باشا؟

أوضح له بتريثٍ، ونبرته يشوبها زفير مرهق:

-كان عندي اجتماع مهم مع سيادة اللواء والقيادات في مديرية الأمن.

علق في تفهمٍ:

-عشان كده مردتش عليا.

قال مقتضبًا:

-أيوه ..

سأله "ماهر" كتمهيدٍ في الحديث:

-والدنيا تمام معاك؟!

منحه ردًا حياديًا حين أجاب:

-يعني أهوو.. بس إنت عارف شغل المكافحة، لازم تحريات دقيقة عن أي بلاغ يجيلنا، واحنا اليومين دول شغالين على حاجات من دي.

تنحنح وهو يكمل بنبرة شبه حرجة:

-الله يعينك، معلش يا باشا هاطلب منك خدمة على السريع، إنت عارف أنا في أجازة، ومش هاينفع أنزل دلوقتي وآ...

قاطعه معترضًا على خجله منه:

-أؤمر يا "ماهر" .. ومن غير ما تبرر يا باشا.

شكره مجاملاً:

-تسلملي يا غالي،..

ثم دخل في صلب الموضوع متسائلاً:

-فاكر البنت اللي جيت أتوسطلها قبل كده في القسم عندك، وقت ما كنت شغال هناك؟

فرك جبينه؛ وكأنه ينشط بذلك ذاكرته، قبل أن يرد:

-مش واخد بالي أوي.

أعطاه إضافة أخرى ليتذكرها بقوله:

-صاحبة "علا"، كان اسمها "فيروزة".

على الفور تذكر مشاجرتها المميزة، خلال خدمته في ذلك القسم، وقال ببسمة جانبية صغيرة:

-افتكرتها، مش دي بتاعة خناقة عربية الأكل؟ اللي كانت على الكورنيش؟

أكد عليه صحة جوابه قائلاً:

-أيوه هي دي.

سأله "وجدي" في سخرية:

-مالها؟ اتخانقت مع مين تاني؟

أجابه بحيرةٍ لم يخفها عنه:

-هي مش خناقة، حاجة تانية أهم، بس معنديش تفاصيل أوي عنها.

أومـأ رفيقه برأسه، وقال:

-خلاص، أنا هاطلع على القسم دلوقتي، أنا عارف "محمود" بيه، هتواصل معاه، وأعرفلك الليلة فيها إيه، وأكلمك بعدها.

هتف في امتنانٍ أكبر:

-حبيبي، مش هنسالك الخدمة دي.

ابتسم معقبًا عليه:

-احنا في الخدمة معاليك، النهاردة عندي، بكرة عندك، وكده

ضحك "ماهر" معلقًا على كلماته الأخير:

-بالظبط يا باشا، يالا مش هاعطلك بقى، وهستنى مكالمتك

-بإذن الله .. سلام.

قالها "وجدي" وهو يختم اتصاله معه، قبل أن يبحث في هاتفه عن رقم الضابط "محمود"، ليطلبه وهو يتابع سيره خارج المبني الأمني، حيث تتواجد سيارته.

.................................................................

الجلوس معها –بمفردهما- كان يُعد حلمًا مستبعدًا، غير قابل للتحقيق، على أرض الواقع مُطلقًا، خاصة بعد معرفته بمسألة خطبتها بذاك البغيض، الذي فهمه بمجرد التطلع إليه؛ ولكن لقائه بها حدث، وإن كانت الظروف غير مناسبة، فماذا عن مشاركتها لقيمات معدودة من الطعام؟ شعور لا يوصف بالسعادة العارمة تخلل تحت جلده، تسبب له في تأثيرات حسية ظاهرية عليه، جعلته في حالة من الانتشاء والطرب، حتى دقات قلبه خفقت بقوةٍ، من حماسه المتلهف، كقرعٍ عنيف على طبول أفريقية في احتفال قبائلي عظيم، وياله من إحساسٍ رهيب يخوضه الآن! لم يعشه من قبل أبدًا، ورغب بشدة ألا ينتهي شعوره به. اختلس "تميم" النظرات الحذرة نحوها، كان مفتونًا بابتسامتها الهادئة، وإن كان يشوبها الحزن، ورغم هذا كانت تمنحها جمالاً ناعمًا غير متكلف، وحين لجأت "فيروزة" للصمت، تولى زمام الحوار عنها، وأخبرها بهدوءٍ، ليواصل سلاسة حديثهما:

-متقلقيش على الحاجة والدتك، أنا وصلتها البيت...

تنحنح بخفوتٍ، وتابع بحرجٍ طفيف:

-يعني ما يصحش ست محترمة زيها تفضل هنا، وتتبهدل من الأعدة في المكان ده، فاطمني عليها..

كان حذرًا في اختيار كلماته، حتى لا يتسبب في إزعاجها، بدا مترددًا بعض الشيء وهو يكمل:

-وأنا وعدتها هفضل معاكي..

رفع عينيه نحوها ليراقب ردة فعلها، كانت محدقة به بغرابةٍ، فأبعد نظراته معتقدًا أنها أساءت فهمه، وبادر بالتوضيح بلجلجة خفيفة:

-قصدي يعني إني موجود لحد ما تطلعي من هنا، كل حاجة هتتحل .. مش عايزك تشيلي هم يا أبلة.

لم يجرؤ على النظر إليها، خشية أن يرى علامات الضيق في عينيها، بعد أن كانت مليئة بشيء مختلف، ظل مطرقًا لرأسه وهو يختم حديثه معها في ذلك الموضوع الشائك:

-هو الغلط من عندنا احنا .. وبنت خالتي مكانش ينفع تعمل كده..

بلع ريقه، واعتذر موجزًا:

-فحقك عليا.

انتظر أن يأتيه الرد منها، ولو كان على سبيل المجاملة؛ لكنها بقيت صامتة، رفع رأسه نحوها، وتطلع إليها بنظراتٍ حذرة، لم تكن تنظر ناحيته، بل كانت محدقة أمامها في الفراغ، وذلك الوجوم المريب يغطي وجهها، ناداها باهتمامٍ قلق:

-يا أبلة!

لم تعقب عليه، وبقيت جامدة في مكانها، لم تهتز لها عضلة، أو يتحرك لديها طرف من أطرافها، تحفز في جلسته، وضاقت عيناه بشكٍ، ثم سألها بتوجسٍ ظاهر في صوته:

-مالك؟ إنتي كويسة؟ في حاجة تعباكي؟

نهض من مكانه ليتأملها عن كثب، وكانت المفاجأة التي انخلع فيها قلبه؛ رؤيتها على نفس الحالة االمرضية التي عايشتها من قبل، مع فارق تأثيرها الأقوى، أزاح بيديه الطاولة التي تعوقه عن الوصول إليها، ثم وضع ركبته على الأريكة بجوارها، ليلقي بثقل جسده عليها، انحنى نحوها يربت على وجنتها برفقٍ، وهو يناديها بلهفةٍ ملتاعة:

-"فيروزة"، ردي عليا.

لم تتجاوب مع ضرباته الخفيفة، بل تراخى جسدها كليًا، وباتت في حالة من اللا وعي، تضاعف خوفه، وتراجع عنها مخفضًا ركبته، ليساعدها على التمدد على الأريكة، كان قريبًا من وجهها، ناداها بأنفاس مضطربة:

-"فيروزة"، سمعاني؟

خفق قلبه بقوةٍ، حين استجابت لحظيًا لندائه، والتفتت ناظرة إليه. منحته نظرة حزينة سريعة، عكست مدى الألم الذي تعانيه، وتخفيه عمن حولها، قبل أن تطبق على جفنيها، وابتسامة باهتة ظهرت على شفتيها، لتختفي مع هروب عقلها المؤقت عما يؤذيه. تركها في مكانه، واستدار مهرولاً نحو باب الغرفة طالبًا للنجدة، صاح بنبرة أقرب للصراخ المفزوع:

-يا جدعــان حد يلحقنا.

ولج إلى الغرفة على إثر صوته بعض أفراد الأمن، وكان على رأسهم أحد الضباط، فتساءل في جديةٍ، وهو يدنو منها ليتفقدها:

-حصلها إيه؟

أجابه بقلقٍ، وقد تضرج وجهه بحمرته المنفعلة:

-دي نوبة بتجيلها كل شوية

سأله الضابط بسذاجةٍ:

-صرع يعني؟

نفى ذلك كليًا، موضحًا له، بناءً على تصريح توأمتها السابق:

-لأ، حاجة نفسية.

هز رأسه في عدم اقتناعٍ، وهو يرد:

-طيب .. هاشوف.

رمقها الضابط بنظرة أخرى مدققة، وقد بدا مستخفًا بحديثه عن مرضها، انتظر "تميم" أن يتخذ ذلك الضابط الخطوة الملائمة للتعامل مع حالتها، لكنه لم يكن مهتمًا بالقدر الكافي، لذا هتف قائلاً بحدة ملموسة:

شكلها مايطمنش، أنا هطلبلها الإسعاف وآ...

قاطعه الضابط بلهجة رسمية:

-هي مش سايبة عشان تعمل كده من نفسك، ما جايز تمثيلية منها وآ....

رد عليه مقاطعًا بصوتٍ شبه قاتم، ونظراته الحانقة مسلطة عليه:

-خلاص هاتلها دكتور يا باشا يشوفها، بدل ما ناخد وندي، وهي قصادنا كده مفرفرة.

علق بسماجة باردة، تناقض طبيعة الموقف:

-لازم الظابط يشوفها الأول، ويقرر.

احتج بعصبية بائنة في نبرته، ونظراته، وأيضًا حركة جسده:

-وأنا قولت إيه غير كده؟ هات حتى المأمور، بس نتصرف!

علق الضابط ساخرًا منه:

-إنت واخد بالك أوي منها، تكونش متجوزها؟

رد بحنقٍ، وعروقه تنتفض بغضبه المكبوت:

-لأ..

بدا صوته كالهسيس وهو يحادث نفسه:

-بس يا ريتني كنت متجوزها، على الأقل مكونتش سمحت لحد يتعرضلها ولا حتى دخلتها مكان زي ده!

سأله الضابط السخيف بفضولٍ:

-إنت بتكلم نفسك؟

رد بوقاحةٍ:

-ليه شايفني مجنون؟

زجره بخشونةٍ:

-اتكلم عِدل، ماتنساش نفسك، إنت هنا في قسم!

تدخل "وجدي" مقاطعًا الاثنين بجديةٍ بحتة، ويتبعه شخص آخر، تبدو هيئته رسمية:

-في إيه بيحصل هنا؟

أجاب "تميم" موضحًا على الفور:

-يا حضرت الظابط الأبلة تعبانة جدًا.

مد الضابط الأول المتواجد بالغرفة مصافحًا زميله، وقاصدًا تجاهل ما أفصح عنه "تميم"، ليشعره بعدم أهميته:

-"محمود" بيه، نورت معاليك.

ثم انتقل للترحيب بزميله السابق، بمصافحة حارة أيضًا:

-أهلاً "وجدي" بيه..

تساءل "محمود" في اهتمامٍ، وهو يتجول بنظراته على جسد "فيروزة" المسجي أمام الجميع على الأريكة:

-هي دي قريبة "ماهر" بيه اللي مكلمك عشانها؟

تلك النظرات العادية، أو حتى غير المهتمة، من بعضهم على جسدها، كانت بمثابة السهام القاتلة التي تخترق صدره، وتفتك بأعصابه، لم يكن راضيًا أبدًا عما يحدث، احترقت أحشائه وتقطعت وهم يمررون عليها أنظارهم الفضولية، وعلى قدر المستطاع حاول حجبها عنهم بجسده، يتحرك مع اتجاه أي وجه ينظر إليها ليمنعه من النظر إليها، وليحافظ على خصوصيتها، انتبه إلى صوت "وجدي" المتسائل:

-حصلها إيه؟

أجابه محذرًا بأعصابٍ شبه تالفة من حنقه الشديد:

-مش عارف، بس لو فضلت كده هيجرالها حاجة.

التفت "وجدي" للضابط الأقل رتبة، وقال بلهجةٍ آمرة:

-بعد إذنك يا "محمود" بيه، هتخلي حد من رجالتك يطلب الإسعاف.

رد عليه بإيماءة من رأسه:

-تمام يا "وجدي" بيه، وفي قوة أمنية هتروح معاها المستشفى...

ضاقت عينا "تميم" بحدةٍ، لكن الضابط تابع كلامه موضحًا:

-بحيث لما تفوق ناخد أقوالها هناك..

ثم تركزت نظراته على "تميم" وهو يكمل باقي حديثه:

-وبالمرة نتكلم مع الضحية، ونعرف بالظبط تفاصيل الواقعة.

نظرات الاتهام كانت ظاهرة في عيني الضابط "محمود"، وقوبلت بزفيرٍ ثقيل من "تميم" الذي كان يكز على أسنانه، مانعًا نفسه من التصرف برعونة، فقط من أجل الوصول إلى الحقيقة، وإثبات براءتها.

...........................................................

أصر على نقلها لأكثر المستشفيات حرصًا على تقديم الرعاية الطبية القصوى لمرضاها، ولا يدري إن كان ذلك لحسن حظه أم لسوءه، فقد تواجدت في نفس المشفى مع طليقته السابقة؛ ولكن كان الفارق في مكوث "فيروزة" بالطابق الخاص بالشخصيات الهامة، على عكس "خلود" التي مكثت بغرفة أقل تكلفة، وانتظر بترقبٍ خروج الطبيب المكلف بفحص حالتها لطمأنته عليها، جالت نظراته على القوة الأمنية المتواجدة أمام باب غرفتها، وبدا هذا مزعجًا له بحدٍ كبير، فلم يثبت بعد إدانتها، لتعامل بتلك الطريقة؛ لكن نصيحه محاميه الخاص، بعدم الاحتكاك بهم، حتى لا يتعقد الموقف، والانتظار ريثما تنتهي التحريات والإجراءات القانونية المتبعة في مثل تلك الظروف.

مضى ما يزيد عن النصف ساعة، وهو ما زال واقفًا بالخارج، تحركت عيناه مع الطبيب الذي خرج لتوه من الداخل، أقبل عليه دون تأخير، وعيناه تحاولان التطلع إلى "فيروزة" من تلك الفرجة الصغيرة في موضع الباب، ليتمكن من رؤية ما يحدث لها، ثم سأله في اهتمامٍ واضح:

-عاملة إيه دلوقتي؟

أجابه بهدوء، ونظراتٍ ثابتة:

-حالتها مستقرة حاليًا.

سأله بترددٍ، وهو يشرأب بعنقه للأعلى ليلمحها بعد أن حجبت الممرضة -المتواجدة أمام فراشها- الرؤية عنه:

-طب يعني أقدر أشوفها؟

جاوبه بالنفي القاطع:

-لأ..

انخفضت عينا "تميم" على وجه الطبيب، فاستأنف موضحًا أسبابه:

-هي هتفضل نايمة بسبب المهدئات اللي واخدها، وده أحسن لها الفترة دي.

هز رأسه قائلاً بضيقٍ انتشر على تعابيره الواجمة:

-طيب يا دكتور، طالما فيه الفايدة لديها.

التفت الطبيب برأسه نحو المحقق الشرطي الذي سأله:

-ها يا دكتور، ينفع نتكلم مع الأستاذة ولا ..؟

تنحنح موضحًا من جديد:

-لا يا فندم، هتضطر تنتظر شوية، المريضة مش في وعيها، ونايمة تحت تأثير المهدئ.

حك الضابط "محمود" ذقنه؛ وكأنه يفكر في حديثه، لم يكن راضيًا عن رد الطبيب، ونظراته لم تفارق وجه "تميم" أيضًا، بينما طالعه الأخير بنظراتٍ متشفية؛ لكن الأول عاد ليقول بسماجةٍ رسمية:

-عمومًا هنروح نشوف المجني عليها، وناخد أقوالها، بيتهيألي هاتكون فاقت.

وارتسمت على قسماته ابتسامة باردة مستفزة، متوقعًا أن يعارضه زوجها الأسبق؛ لكنه خالف توقعاته، وقال مرحبًا:

-يا ريت، وكمان تاخد أقوال الشهود كلهم اللي كانوا موجودين.

انزعج الضابط من مناطحته الرأس بالرأس، وعنفه بلهجة قوية:

-إنت مش هتعرفني أمشي شغلي إزاي؟

بهدوءٍ تام علق عليه "تميم"، وهو يشير بيده:

-وأنا أقدر يا باشا، تعالى أما أوديك بنفسي.

حدجه الضابط "محمود" بنظرة قاسية، تعكس حنقه منه، وقبل أن يتكلم مجددًا ليعنفه، توقف أمامه أحد أفراد القوة الأمنية، انتبه إليه، عندما نطق برسميةٍ بحتة:

-سعادت الباشا، مكالمة لحضرتك من الباشا المأمور.

تناول الهاتف المحمول منه، وهو يرد على مضضٍ:

-طيب.

تحرك الضابط مبتعدًا عن محيط "تميم"، شيعه الأخير بنظراته القاتمة وهو ينصرف، ليردد في نفسه بقنوطٍ:

-اتبسطتي كده لما خربتيها يا "خلود"؟

............................................................

-يعني إيه مكونتش عايزيني أعرف؟

تساءلت "همسة" بتلك العبارة، وبصوتها الحاد، وهي تسحب والدتها بخطواتٍ متعصبة في اتجاه المصعد، فزوجها هاتفها ليطلعها على آخر المستجدات، والتي لم تكن على علمٍ بها، لتهرع بعدها إلى أمها، وتأتي بها إلى المشفى، في حالة انفعالية مفهومة. حاول "هيثم" إيقافها، وتهدئة ثروتها قائلاً:

-ما هو ده اللي كنت خايف منه، تجي وتجيبي أمك على ملى وشها.

رمقته بنظرة نارية وهي ترد عليه:

-مش أختي يا "هيثم"؟ ولا عايزني أعرف اللي هي فيه وأنام على المخدة، ولا كأن في حاجة حصلت؟

رد بوجه مقلوب، وتكشيرة جانبية:

-ماشي، بس الأمور تتاخد بالعقل، مش قفش كده!

صاحت بنفاذ صبر، وقد فُتح بابي المصعد:

-معدتش في عقل..

ولجت كلتاهما للداخل، وظلت "همسة" تردد بصوتها المنفعل:

-ده احنا كلنا كنا واقفين وشايفين أختك عملت إيه.

صاحت فيهما "آمنة" ليكفا عن الجدال:

-خلاص يا ولاد، مش وقت خناق، لا ده مكانه، ولا حتى وقته، وخلوني أطمن على بنتي.

رد "هيثم" وهو ينضم إليهما بداخل المصعد:

-اتفضلي يا حماتي.

منحت "همسة" زوجها نظرة لا تبشر بخيرٍ، وقد خبت نبرتها حين قالت له مهددة:

-الكلام بينا لسه مخلصش يا "هيثم"!

نظر لها بقلةٍ حيرة، وهو يردد في نفسه:

-ده اللي أنا كنت خايف منه، هاتقلب الليلة عليا في الآخر، ويتقال أختي وأختك!

...........................................................

اصطحب كلتاهما إلى غرفتها بالطابق المميز، ورغم المحاولات المضنية لمنعهما من رؤيتها، إلا أن والدتها وتوأمتها نجحتا في الأخير في الدخول لها، والبقاء بجوارها، بعد اللجوء لوساطات لا طائل لها من مسئولين ذوي مناصب هامة، كلمتهم مسموعة، ونافذة. انتظر "تميم" بالخارج مع ابن خالته، لم يحاول اقتحام خصوصية العائلة، وطلب من "هيثم" التواجد معه؛ لكن تلك النظرة المختلسة على وجه "فيروزة" النائمة، وهي تدير رأسها للناحية الأخرى، أشعرته بالارتياح. انغلق الباب، فاستدار "تميم" في اتجاه شقيق طليقته، ليمسك به من ياقته، جذبه بعيدًا عن أعين أفراد القوة الأمنية المراقبة لهما، ليشرع في توبيخه بغلظةٍ، وهو يكز على أسنانه:

-إنت غبي يا ابني؟ كلمتهم ليه؟ لازمتها إيه الشوشرة دي؟

حاول "هيثم" انتزاع ياقته من قبضته المحكمة عليه، وقال مبررًا تصرفه:

-ما كده كده كانوا هيعرفوا، دي أمها ودي أختها، يعني مش حد غريب...

ثم بلع ريقه، وأضاف بتمهلٍ؛ وكأنه يفصح عن عيبٍ خطير:

-وبصراحة كده أنا مابعرفش أمسك لساني مع مراتي!

أرخى "تميم" أصابعه عنه، ومنحه تلك النظرة الحادة، قبل أن ينطق بغيظٍ:

-ما هو باين!

سأله "هيثم" وهو يضبط هيئته:

-ها قالك إيه الدكتور؟

أجاب على مضضٍ، وبزفيرٍ سريع:

-واخدة مهدئ، نفسيتها مش حلوة.

أكمل "هيثم" مسترسلاً في الحديث بتوترٍ مختلط بالمزاح:

-آه لو أمي عرفت إنها هنا، يا لهوي، هتولع الدنيا.. وهي أصلاً والعة لواحدها.

نظر له "تميم" بطرف عينه، وقال:

-ومين هيقولها غيرك؟!

رفع ابن خالته كفيه معترضًا:

-لأ مش للدرجادي، أنا برضوه بأفهم.

ساد الصمت للحظات لم تدم كثيرًا ليبوح بعدها "هيثم" بمناقشته المحتدمة مع والدته:

-ده أنا مرضتش أشهد زور

التفت "تميم" كليًا نحوه، وسأله بوجه حائر:

-تشهد زور في إيه؟

رد بكتفين متهدلين:

-ما هي عايزاني أخد صف "خلود"، وأقول إن أخت مراتي وقعتها من على السلم.

تحفز ابن خالته في وقفته بعد سماعه لذلك، وسأله بقلبٍ يدق بقوةٍ:

-والأبلة معملتش كده، صح؟

أتاه دليل براءتها واضحًا حين جاوبه:

-أنا شايف أختي وهي قاصدة تحدف نفسها من عليه، محدش لمسها، ده غير إن كان في مسافة كبيرة بينهم، ومراتي شافت ده كمان، بس أمي الله يسامحها ضميرها ميت.

سكت "تميم" لبرهة ليستعرض في عقله ما يدور ويحلله، قبل أن يخبره:

-وطبعًا هتجبرك تشهد معاها.

حرك "هيثم" رأسه موضحًا موقفه النهائي:

-ما أنا قولتلها لأ.. وقلبت بخنافة معها...

ثم لفظ الهواء المحبوس في صدره ليطلب منه، بما يشبه النصيحة:

-حاول إنت تحل الليلة دي كلها يا معلم، لأنها لو فضلت على الشكل ده مش هنخلص أبدًا، والحكاية هتوسع وهتبقى محاكم، وجايز يبقى فيها سجن.

غامت عيناه بشكلٍ غريب، حاليًا لم يلم بعد بالأبعاد القانونية لتلك المسألة العويصة؛ لكن لا يضمن عواقب تركها معلقة، فخالته ليست بالشخص الهين الوديع، وابنة خالته لا تقل خطورة عنها، تنفس بعمقٍ، وتحدث بعدها بغموضٍ:

-فعلاً لازملها حل، ويجيب من الآخر كمان.

...........................................................

وجودهما بغرفتها، وإلى جوار فراشها، كان بدون طائل، ما زالت في سباتها الإجباري، ومع صرامة الضابط "محمود" الواضحة، اضطرت والدتها وتوأمتها للذهاب، وتركها بمفردها، وسط الحراسة المفروضة عليها، بدون أسباب معلومة؛ وكأن الضابط يشك في احتمالية هروبها، وإدعائها لتلك التمثيلة السخيفة، بعد ما وَرد إليه من معلومات، أو بمعنى أدق أوامر مشددة، بتضييق الخناق عليها، وزيادة القوة التأمينية، إلى أن ترد أوامر جديدة بشأنها.

ألقى الضابط "محمود" نظرة متأملة عليها، بعد أن قرأ ما كتبه الطبيب في اللوح المعدني المعلق على فراشها، أمعن النظر فيها مرة أخرى وهو يسألها، رغم يقينه بعدم استطاعتها الرد عليه:

-إنتي مزعلة مين من الكبارات؟

الغريب في الأمر أن التوصيات التي جاءت لصالحها، تفوق تلك التي تشدد على إبقائها محتجرة، بدا الوضع متناقضًا، محيرًا، ومُريبًا بالنسبة له، يُظهر صراعًا خفيًا، محوره تلك الشابة غير الواعية، خرج من غرفتها، وأعطى أوامره للأفراد قائلاً بلهجةٍ صارمة:

-محدش لا يدخل ولا يخرج من هنا بدون إذني، مفهوم؟

أدى الفرد الأمني التحية العسكرية له، وقال:

-تمام يا باشا.

انصــرف بعدها الضابط "محمود" من المشفى، وقد تعذر عليه أيضًا الالتقاء بالطرف الآخر في قضيته المنوط بها؛ "خلود"، بسبب ظروف حالتها الصحية، ليعود إلى منزله، ويأخذ قسطًا من الراحة، قبل أن يأتي مجددًا لهذا المكان، ويبدأ في تحقيقه الدقيق، ويملأ تلك الفراغات المحيرة فيه.

...........................................................

بوجه مكفهر، ونظرات متنمرة، وأنفاس مدمغة برائحة التبغ، من السيجارة المتدلية من بين شفتيه، التقط "فضل" بعينيه مساحة خالية، في المنطقة المخصصة لركن السيارات بالقرب من مدخل المشفى، تصلح لإيقاف السيارة العتيقة التي استأجرها، دفع جسده دفعًا للخروج من المقعد الجلدي المشقق، وهو يلعن بكلماتٍ قانطة، التفت نحو والده الذي ترجل من السيارة أيضًا، وإجهاد السفر يبدو واضحًا على تعابيره، وحركته الثقيلة، صــاح الأول فجــأة بما يعتريه من حنقٍ:

-خلينا كده نلف ورا الهانم من الأقسام للمستشفيات!

رد عليه "اسماعيل" بصوته الأجش:

-دلوقتي نقابل مرات عمك، ونفهم في إيه بالظبط.

لامه بنوعٍ من الهجوم، مستخدمًا يده في التلويح:

-إنت اللي غلطان يابا، كان لازم تفضل معانا في البلد، مش مطلوقة كده لا ليها كبير ولا عاملة اعتبار لحد.

نظر له بنظراتٍ متشددة، وقال على مضضٍ:

-مش وقته الكلام ده.

رد بعنادٍ، ونظراته لا تنم عن لمحة خير:

-لأ وقته يا حاج، عايزني أسكت زي الحريم؟

تطلع إليه والده في انزعاج، فتابع ابنه كلامه الناقم:

-هانستنى إيه بعد كده؟ ده تلاقي أهل البلد واخدين سيرتها لبانة في بؤهم.

علق باستهجانٍ، وهو يهم بالتحرك بعيدًا عن الموقف:

-وحد يعرف في إيه لسه؟!

تبعه بخطواتٍ شبه متعجلة، وبرر له سبب حمئته المتعصبة:

-الناس بتألف على مزاجها، ومش هتقدر تمنع حد مايتكلمش، وحتى لو مش في وشك، هيتكلم من وراك، والكلام يمس سمعتنا.

توقف "اسماعيل" عن السير، واستدار نحوه، ليزجره بنفاذ صبرٍ:

-"فضل"! متخلنيش أندم إني جبتك معايا!!

لوى ثغره معقبًا باستنكارٍ متهكم:

-يعني كنت هاسيبك تروح لوحدك تدور وراها؟

ثم نفخ عاليًا، لافظًا بقايا سيجارته المحترقة، وأكمل:

-تعالى يا حاج نشوف راقدة في أنهو أوضة.

تنهد أباه مرددًا بصوته المغلف بالتعب:

-بينا.

واتجه كلاهما إلى مدخل المشفى، الذي كان على بُعد بضعة خطوات، ليبادر "فضل" بالسؤال عن مكان حجرة "فيروزة"؛ حيث ترقد بها، أو الأحرى تحتجز بها مؤقتًا.

......................................................

بلغا الطابق المنشود، ولم يجدا صعوبة في معرفة غرفتها، فالحراسة الأمنية كانت كفيلة بالإشارة إلى تواجدها بالداخل، انعكست علامات السخط على وجه "فضل"، وظل يُسمع والده بالمزيد من العبارات الناقمة، عن سوء تصرفاتها، وتركها دون رقابة، لتسيء لنفسها ولسمعة العائلة في النهاية، أراد شحن عمها ضدها، فلا ينحاز لصفها، حين يتخذ القرار الحاسم، ويقيد حريتها. حاول ابن عمها تجاوز رجال الشرطة، والمرور عنوة للداخل، لكن تم منعه، ولم يسمح له أو لغيره برؤيتها دون موافقة الضابط المسئول عن التحقيق في قضيتها، بعد التعليمات الجديدة التي تلقاها، فأدى ذلك لانفلات أعصــاب "فضل"، فصرخ باهتياجٍ:

-أنا ابن عمها، مش حد غريب.

رد الفرد الأمني ببرود:

-إن شاءالله تكون أبوها حتى، ممنوع.

صاح به بغيظٍ، وقد انتفخ وجهه:

-يعني إيه؟ هي محبوسة هنا؟

قال بسماجة سخيفة؛ مظهرًا عدم اكتراثه به:

-دي أوامر، ولو خالفتها هتتحبس يا أستاذ.

غمغم في سخطٍ:

-استغفر الله العظيم، يعني يبقى بيني وبينها باب، ومعرفش اطمن عليها؟

لم تهتز شعرة للفرد الأمني، وعلق بجمودٍ:

-حتى لو خطوة، ممنوع!

اغتاظ "فضل" من أسلوبه السمج في طرده، فهدر به بانفعالٍ شديد:

-إنت مخك قفل يا دُفعة؟

اشتعلت نظرات الأخير، وسأله بتعابيرٍ محتدة:

-بتغلط في الحكومة؟

تدخل "اسماعيل" على الفور معتذرًا:

-لأ يا دُفعة، مايقصدش، دي بردك بنتنا، وكنا عايزين نطمن عليها.

نظر الفرد الأمني في اتجاه الرجل الكبير، ورد عليه يأمره بلهجته الجافة:

-خد ابنك وامشي يا حاج.

وضع "اسماعيل" قبضته على ذراع ابنه، وجذبه منه بمجهودٍ واضح، ليبعده عن الباب، وهو يرجوه بتوسلٍ:

-تعالى يا "فضل"، الحكاية مش ناقصة شوشرة.

استل ذراعه منه بخشونةٍ، وصاح محتجًا:

-يابا مش شايف اللي بيحصل؟

رد عليه بعقلانيةٍ، ونظراته مسلطة عليه:

-خلينا نكلم محامي ونشوف هنعمل إيه، ده باين الحكاية فيها عوأ كبير، واحنا مش أده.

بصعوبةٍ استجاب لوالده، وتحرك في اتجاه المصعد، ثم توقف أمامه يسأله بأنفاسه الهادرة، بعد أن ضغط على زر استدعائه:

-ومرات عمي فين؟ المفروض تكون هنا، ولا هي بس فالحة تجيبنا من آخر الدنيا عشان المصايب دي

تنهد قائلاً بتعب:

-جايز قالولها تمشي زينا.

أضاف بنبرته المتنمرة:

-وأنا بأطلبها وتليفونها مابيجمعش، حاجة قرف.

أشــار له والده وهو يلج لداخل المصعد

-بينا على بيتها، وهناك هنتكلم.

...........................................................

تسمرت قدماه في مكانه، ورأسه تدور باحثة عن أحدٍ بالجوار، فسيارته محتجزة تقريبًا بسيارة شخصٍ آخر، لم يراعِ وضع مسافة بين السيارتين، لتمكنهما من الحركة بحرية، وبات عليه انتظاره، ليزيحها. أطل "اسماعيل" برأسه من نافذة السيارة، بعد أن طال وقوف ابنه بالخارج، نظر إلى وجهه الحانق، وقال له بهدوءٍ مغاير لما عليه الأول:

-تعالى يا ابني اقعد بدل الوقفة دي.

صاح بغضبٍ أكبر:

-لأ يابا، أنا مستني أشوف الحمار اللي عمل كده عشان أربيه، ما قدامه حتت كتير فاضية.

تلفت والده حوله ليجد انشغال غالبية الموقف بالسيارات، فتلك الفترة تقريبًا هي الموعد المخصص لزيارات أهالي المرضى بالمشفى، استراح في جلسته، وقال معللاً ما حدث:

-جايز حد كان مستعجل، وملقاش ركنة.

نعت "فضل" ذاك المزعج بسبة نابية، وتوعده بالرد العنيف حين يظهر أمامه.

في تلك الأثناء، كان "تميم" قد انتهى لتوه من إيصــال "آمنة" وابنتها إلى منزل الأولى، وبصحبتهم "هيثم"، ثم توجه لاحقًا لأقرب مطعم لشراء وجبات جاهزة لـ "بثينة" ووالدته المرافقتين لـ "خلود"، لم يجد في البداية مكانًا متاحًا لركن السيارة، وبالتالي أوقفها بشكلٍ عشوائي، لبضعة دقائق، أمام إحدى السيارات، وبعيدًا عن طريق عربات الإسعاف، ليسلم الطعام للاثنتين قبل أن يعود ويصفها بالخارج، فما زال لديه حديث معلق مع طليقته.

لمح "تميم" أحدهم، يرتدي جلبابًا من اللون البني، تظهر عليه بقع متفرقة مبللة من العرق، ويبدو في حالة غليانٍ، ووجهه يختلجه أمارات الغضب، فاعتذر من بعيد رافعًا ذراعه:

-لا مؤاخذة يا عمنا.. أنا جاي أشيل العربية

التفت إليه "فضل"، ولعنه:

-الله يحرقك، إنت البغل اللي سيبنا ملطوعين كده، مش عارفين نتحرك

تباطأ "تميم" في خطواته، وسأله بوجهٍ تلون بحمرة مشبعة بغضبٍ مهدد:

-طب وليه الغلط يا بلدينا؟

رد بوقاحةٍ أكبر:

-شايفني واقف بعِمة قصادك يا طُربش، يا (...)؟

حذره "تميم" بغموضٍ، وقد شمر عن ساعديه:

-طب إدي بالك جيالك!!

سأله "فضل" باستخفافٍ:

-معناه إيه ده؟

وقبل أن يتطور الوضع للأسوأ، ترجل "اسماعيل" من السيارة، ليحول دون استمرار ابنه في التشاجر مع الغريب، ورجاه:

-بالراحة يا ابني.. ماينفعش اللي بتعمله ده.

لم ينظر "فضل" في اتجاه والده، وقال بشراسةٍ:

-خليك على جمب يا حاج، وسيبني أربي الأشكال بنت الـ ..... !!!

عند تلك الإساءة المهينة، فقد "تميم" السيطرة على غضبه، وسدد لكمة عنيفة مباغتة إلى فك "فضل" جعلته يرتد للخلف، وتبعها بأخرى أشد قوة طرحته أرضًا، لم يتركه بعد، بل جثا فوقه يخنق عنقه بركبته، مانعًا الهواء من الوصول إلى رئتيه، ثم أشهر مديته المخبأة في جيبه الخلفي، وألصقها بجلد وجهه المتعرق، وهدده بوحشيةٍ جمعها مما مر به طوال اليوم من ضغوطات قاسية مكبوتة:

-الـ (...) اللي مش عاجبك ده، هيرقدك الليلادي في الإنعاش ....................................... !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية الطاووس الأبيض ج2 بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من رواية غرام
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة