-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الأول

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الأول

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية


رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت

رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الأول

 شهقت بعنف حينما ألقى أحد مياة باردة على وجهها، أنتفضت من مكانها وهي تنظر حولها برعب، جحظت عيناها بصدمـة وهي ترى نفسها في ساحة القرية، والجميع ينظرون إليها بتفحص واضح، أعتدلت في جلستها وهي تحاول الإستيعاب ما يحدث لها من المصائب على ذنب لم تقترفه، سمعت همساتهم وهم يقولون بفضول:

-مش دي تيجان؟؟.. إيه اللي رماها بفستان فرحها كده؟؟..


هتف أحدهم:

-إيه اللي خلي جوزها يرميها الرمية دي إلا لو أكتشف أنها مش عـذ..


حركت رأسها بالسلب وعيناها تلتمع بالدموع، أشار إليه زميله قائلاً:

-متكملش، بس معقولة يطلع منها كل ده؟؟..


هتفت إحدى السيدات بإمتعاض:

-كان الله فـ عون جوزها، ده كان بيحبها أوي قبل ما يكتشف أنها ***.


أنسابت عبراتها بألم وهي تستمع إلى تلك الكلمات السامة، تابعت فتاة ما بقلق:

-ده الـ king زمانه عرف وهيعاقبها بالقانون اللي جدوده عملوه زمان!!!..


تابعت "تيجان" همساتهم المخيفة بنظرات مرتعدة، حركت رأسها بنفي وهي تهمس برعب:

-لأ، أنا معملتش حاجة، والله معملتش حاجة.


هبت واقفة وهي تقول سريعًا:

-أنا لازم أهرب، مش هقدر أشوفه، هيموتني.


قبل أن تتحرك كي تغادر من المكان وجدت ثلاثة رجال أشداء البنية يقتربون منها، صرخت بعنف:

-لأااااا، متقربوش مني.


هي تعلم أنهم من رجال "الملك"، يبدو أنها ستموت اليوم على شيء لم تفعله، سُتعاقب وسُتقتل ظلمًا، قبض أثنين منهما على ذراعيها بينما هدر الثالث بقوة كي يسمع جميع الموجودين:

-الـ king زمانه جاي، هو إللي هيحدد عقابك، إحنا خلاص بلغناه بمكانك.


هدرت "تيجان" بكل قوتها:

-أنا معملتش حاجة، والله العظيم معملتش حاجة.


ألتفتت برأسها نحو رجل ما وهي تهتف بألم:

-عم حسين، ياعم حسين أقف جنبي، ده أنا أتربيت على إيدك، معقولة هتصدق عليا الكلام ده؟؟..


رمقها بنظرات جامدة وهو يشيح بوجهه عنها، دارت برأسها نحو جهه أخرى وتحديدًا نحو أمرأة في منتصف الأربعينات وإبنتها:

-وإنتي يا أم وتين، هتسبيني كده!!!!.. أنا عشت ست سنين معاكم يعتبر، كنت بلعب مع وتين وبحميها من أي أذى حتى لو على حسابي، هتصدقيهم وتسبيني؟!!...


أطرقت رأسها وهي تبكي بصمت، فهي إن تدخلت سُتعاقب على ذلك، وقعت عيني "تيجان" على أمرأة أخرى فقالت بتلهف:

-وإنتي يا أم وجد، هتسبيني كده؟؟.. مش كنتي دايمًا بتقولي إني بنتك التانية، فين كلامك؟!!!!!!!..


بكت "أم وجد" بعد جملتها تلك وهي تشير لها بعجزها، أغمضت "تيجان" عينيها تكاد أن تعتصرهما وهي تصرخ بكل قوتهــا:

-ياااااااااااااااااااارب.


لولا تلك الأذرعة التي تقبض على ذراعيها بقوة لكادت سقطت سقطة عنيفة.


دقائقٌ وكان وصلت ثلاثة سيارات سوداء، رفعت عينيها الباكيتين نحو السيارة الثانية حيثُ فتح أحد رجاله الباب، ضيقت عيناها بوهن وهي تراه يترجل منها، كان هدير أنفاسها عاليًا وهي تحدق به، أرتفعت نبضات قلبها وهي تراه يتقدم منها رويدًا رويدًا.


شاب في أوائل الثلاثينات من عمره ولكن ملامحه تحمل جمودًا وعمقًا، عيناه السوداء تشتعل تلقائيًا، عيناه ذاتا الجمر المشتعل.. نيرانًا من اللهب الأزرق، ملامحه سوداء ونظراته العميقة التي حدجها بها أشد سوادًا، وقف أمامها قبل أن يقول بصيغة آمرة لرجاله:

-سيبوها.


رد أحدهم بإحترام:

-أمرك يا أصهب باشا.


إذًا أسمه "أصهب"!!.. أي شديد البرودة، يا له من البداية المُبشرة، حتمًا سيقتلها بدم بارد، خرجت من شرودها على صوته الأجش:

-شكلك صغير، 20 أو 19 سنة، مش كده؟؟..


حركت رأسها إيجابيًا بصعوبة بالغة، في حين مط "أصهب" شفتيه ببرود متابعًا بأسف مصطنع:

-ياعيني على زهرة شبابك اللي بقت زي الفجلة.


لم تجيبه بل أطرقت رأسها فـ أخفى شعرها وجهها البارد الحزين، ألتوت شفتاه في إبتسامة متوحشة وهو يقول ببطئ أمام أعينها:

-غلطي لما سلمتي نفسك قبل الجواز، وكملتي الحكاية بأنك ضحكتي على جوزك، بس معملتيش حسابك أنه أول ما يعرف هيرميكي هنا قدامنا عشان عاوز حقه.


أبتسمت بتهكم مرير وهي ترفع وجهها المعذب نحوه، تابع "أصهب" بصوتٍ حاد صلب كالسياط التي تجلدها:

-إنتي قبل ما تضحكي على جوزك كنتي زانية، وإنتي هنا فـ مملكتي، يعني القوانين هنا قوانيني، فـ هتتعاقبي على جريمتك دي وهي المـــوت.


قال كلمته الأخيرة وهو يخرج سلاحه الناري، صوبه نحوها قبل أن يقول ببرود ثلجي:

-نفسك تقولي حاجة قبل ما تموتي؟؟..


نظرت إلى أهل القرية نظراتٍ سريعة الذين يتابعون ما يحدث بخوف كبير، عاودت النظر إليه وهي تهز رأسها نفيًا دون أن تدرك ثم قالت بنبرة معذبة:

-ربنا ينتقم من ساهد، وأنا هستنى أن حقي يرجعلي حتى لو أنا ميتة.


لن تموت وهي تبكي وتُقسم له أنها لم تقترف تلك الجريمة، لذا رفعت ذقنها قليلاً وهي تغمض عينيها، هتفت بصوت لا حياة فيه:

-أنا جاهزة للموت.


حدجهـا "أصهب" بنظرات ميتة وقد أشتدت ملامحه سوادًا، في حين ظلت واقفة "تيجان" بثبات منتظرة مصيرها الأسود، وبالفعل شعرت بتلك الرصاصة تخترق جسدها بقوة، فـ تهاوى جسدها على الأرضية الصلبة، تسرب إليها خدر مغري فـ أستسلمت له بصدرٍ رحب، لم تشعر بعدها بتلك الصرخات العنيفة والمُخيفة التي ملأت المكان.

تشعر بما يحدث حولها، صوت الطبيب ومن ثم صوت فتاة تتحدث معه عن حالتها الصحية بإهتمام، ومن بعدها صوتٍ قاسي يتحدث بعدة كلمات قبل أن تسمع صوت خروج أحدهم، بدأت تتململ وهي تئن بألم، فتحت عيناها بتثاقل شديد وهي تحرك رأسها للجانبين، كانت تشعر بألم عنيف في جسدها وتحديدًا مكان إصابتها بتلك الرصاصة، أستطاعت أخيرًا فتح عينيهــا فبدأت تمرر أنظارها الواهنة على المكان، أتسعت عينيهـا قليلاً وهي تشهق بخوف عندما وجدته يقف أمام فراشهـا عاقدًا ساعديه أمام صدره الضخم، حركت رأسها بعدم تصديق وهي تهمس بذهول:

-لأ، مش ممكن.


حدجها بنظرات قاسية غريبة، أعتدل "أصهب" في وقفته وهو يقول بإبتسامة جانبية:

-حمدلله على السلامة يا.. يا تيجان.


هزت رأسها بالسلب وهي تنظر حولها نظرات شمولية سريعة، أعتدلت في جلستها وهي تقول بنبرة مُهتزة:

-أنا ماموتش!!.. أنا عايشة لسه؟؟.. ماموتش!!.. إنت ليه مموتنيش، ليـه؟!!!!!..


قالت كلمتها الأخيرة وهي تصرخ بقوة، حاولت النهوض من مكانها ولكن سرعان ما وقعت على الأرض وهي تصرخ بألم بعدما هاجمتها تلك الوخزات الحـادة، أدمعت عيناها من شدة الألم وهي تهدر برجاء:

-يااااااارب، يااارب.


أقترب "أصهب" منها وهو يقول بنبرة تهكمية:

-دلوقتي أفتكرتي ربنا؟؟.. قومي.


قبض على ذراعيها بقوة كي يجعلها تقف عنوة ثم أجلسها على الفراش قائلاً بصرامة مُخيفة:

-إياكِ تتحركي من مكانك، خليكي أعدة على السرير لغاية ما تبقي كويسة.


صرخت "تيجان" بعنف وهي تضرب صدره بقبضتيها ولكن بضعفٍ واضح:

-إبعد عني، سبتني عايشة ليه؟؟.. ليـه؟؟!!!.. أنا عايزة أموت، ليه عملت فيا كده؟؟..


قبض على معصميهــا بقوة وهو يهدر بنبرة جهورية:

-أهدي، أهدي وبطلي جنااان.


صرخت ببُكاء مرير هاتفة بشراسة:

-أنا فعلاً أتجننت، أتجننت لما نسيت الماضي وقولت أحب من تاني لأن الحياة مش بتقف على حد، وهو عمل فيا كده، رماني في النار وأنا معملتش حاجة، وآآآ


صمتت قليلاً قبل أن تتسع عيناها ثم هدرت بغضب جامح:

-إنت ضربت عليا نار، وبعدهـا جاي تنقذني!!!.. إنت إللي مجنون، عملت كده ليه؟؟..


لمعت عيناه بوميض غريب وهو يهتف بحدة عالية:

-ملكيش دعوة، إنتي هنا فـ مملكتي وقوانيني، فاهمة يعني إيه؟!..


قبض على ذقنها فـ شهقت بتلقائيًا وهي تنظر إلى عينيــه السوداوين الشرستين بنظرات مصدومة، تابع بهسيس خطير:

-يعني حياتك أو موتك ملك إيديا، أي حاجة تتعلق بيكي تتعلق بيا أنا الأول، بإختصار إنتي كلك ملكي.


مرر أنظاره على جسدهـا الذي يرتجف بشدة بنظرات مُرعبة، وقد إلتوت شفتاه بما يشبه الإبتسامة السوداء، زادت رجفتها من نظراته الوقحة، فــ أغمضت عينيهـا وهي تهمس له:

-إبعد عني.


أصبح قريب منها، قريب جدًا لدرجة أن أنفاسه الثائرة كانت تغزو وجهها الأبيض فيهلك سيطرتها المزعومة، تقوس فمه بإبتسامة قاسية قبل أن يهمس بجوار أذنها بما أشبه فحيح الأفاعي:

-إستعدي للجحيم إللي هتشوفيه على إيديا، هاتشوفي مني إللي عمرك ما شوفتيه، وأنا معنديش ياأمه أرحميني.


ظلت مُغمضة العينين وهي تحاول أن تظل ثابتة قليلاً، ولكن أنفاسه الحارقة التي تلهب وجنتهـا تجعل رجفتها تتزايد، وكلماته المسلحة توعدًا وغضبًا تهاجم سطو جوارحهـا، أرخى أصابعه عن فكها قبل أنها يُضيف بكلمة واحدة ولكن مُخيفة:

-هرجعلك.


أعتدل في وقفته قبل أن يتحرك نحو باب الغُرفـة، تابعته بنظرات حانقة وهو يفتح الباب ويدلف إلى الخارج، وجدته يقف أمام رجل ضخم مثله تمامًا ويهدر فيه بصيغة آمرة:

-إسمع، هي متخرجش من أوضتها مهما حصل، ومن بكرا الصبح ترميهــا في أوضة رقم 26 زي زمايلهـا، عشان تشوف العذاب بحق وحقيقي، فاهم؟!..


حرك الحارس رأسه وهو يقول:

-أمرك يا أصهب باشا.


ألتفت "أصهب" برأسه نحوها فوجدها تحدجه بعينين دامعتين لامعة بكرهٍ شديد، إبتسم لها ببرود ثلجي قبل أن يغادر من الغُرفة تاركًا إياها في صدمة مما تعيشه.


******

وقف "ساهد" أمام قبر أخيه الأكبر يبتسم إبتسامة حانية صغيرة، أدمعت عيناه تأثرًا برحيله ولكن سرعان ما مسح عبراته قبل أن يجلس على ركبتيه، سحب نفسًا عميقًا للحظة قبل أن يزفره على مهل، ثم قال بإشتياق:

-وحشتني أوي يا جاسم، يارب تكون مرتاح دلوقتي.


أطرق رأسه وهو يقول بإنتصار:

-جبتلك حقك خلاص، زي ما هي قتلتك بدم بارد، أنا كمان قتلتها بالحيا وبعدها سلمتها لـ إللي يبعتها للموت.


سكتٍ لحظةٍ قبل أن يقول بشرود:

-شوفتها وهي بتتقتل، كنت واقف مستني الكينج لغاية ما جه، طلع المسدس وفعلاً قتلهــا بدم بارد زي ما شوفتها وهي بتقتلك بنفس البرود، فضلت ببص عليها لغاية ما خدها عشان يدفنها، وبكرا الصبح هاروح أشوف قبرها بعينيا عشان أرتاح أكتر.


إبتسم بظفر وهو يقول بثقة:

-النهاردة بس هقدر أنام مرتاح.


******

ظلت "تيجان" جالسة على الفراش تنظر أمامها في نقطة فراغ بعينين جامدتين، لأول مرة تشعر بذلك الألم الحارق يضرب قلبها وروحهـا، تدفع ثمن شيء لم ترتكبه، فرحت كثيرًا في البداية حينما أتى الموت إليها، فالألم الذي يعتريهـا أكبر من أي شيء، لن تستطيع أن تتحمل، لن تستطيع أن تظل صامدة طويلاً، أغمضت عينيهـا وهي تهمس بداخلهـا أنها ستنهار قريبًا.. قريبًا جدًا.


أستمعت صوت طرقات باب غُرفتها قبل أن تدخل فتاة في مُنتصف العشرينات وهي تحمل صينية مليئة بالطعام الصحي، لم ترفع رأسها نحوهـا بل لم تشعر بها من الأساس، جلست أمامها وهي تضع الطعام على الفراش قبل أن تقول بجدية:

-الأكل.


هنا... إنتبهت لهـا "تيجان"، رفعت رأسها نحوها قبل أن تسألها بتردد:

-ممكن سؤال؟؟..


أومأت الفتاة برأسهـا، نظرت "تيجان" حولهـا بقلق قبل أن تعاود النظر إليها وهي تتسائل بخوف:

-هو أنا فين؟؟..


صمتت الفتـاة قليلاً تنظر لهـا بهدوء مريب، ثم ردت عليهـا وهي ترفع ذقنها قليلاً:

-إنتي هنا فـ سجن الكينج.


ثم نظرت حولهـا مبتسمة متابعة:

-وإنتي حاليًا أعدة فـ أوضة الكينج، بس بكرا الصبح هتتنقلي للزنزانة الخاصة بيكي، عشان تاخدي عقابك.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة