-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج5 قسمة الشبينى

رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

 قاد محمود سيارته شاعرا براحة لذلك التخبط الذى ظهر على رنا بعد علمها عدم زواجه .


مؤكد أنها تحمل له ذرة من اهتمام ، وهذا الاهتمام يمكنه أن يتطور بسرعة إذا عمل مازن على ذلك .


ترى هل ل مازن نفس رد الفعل ؟؟


ام سيفضل أن يتابع حياته بتلك الوحدة التى ارتضى لنفسه .


زوجته وأخيه محقين ؛ لابد من دفعه دفعا للمتابعة .


هو لم يقابل بحياته رجل بعمر مازن عاجز عن متابعة حياته

الماضى !!!


ما الذى حدث لا يعلمه زعزع ثقته بنفسه لتلك الدرجة ؟؟

ليحيا هذه الوحدة حتى هذا العمر !!!


مؤكد أنه أمر جلل .. فهذا الشخص الذى أصبح يحيا بمنزله منذ سنوات ليس هو مازن الذى عرفه فى الماضى .. ليس ابنه الذى كان يحفظ كل خبئات نفسه والتى كانت تغضبه بشدة .


لقد أذنب مازن ذنبا عظيما يعاقب نفسه عليه كل هذه المدة .. وهو كان الأب الذى قبل أن يغمض عينيه عن عذابه .


طالما لام حياة لفزعها وخوفها الشديد على مازن حتى هذا العمر

لكنه يرى الأن أنها كانت محقة تماما فى هذا الخوف .


داخل هذا الرجل المدعو ولده طفل صغير حبيس ذنب كبير .


عليه أن يحرره ..


أن يساعده .


أن يشعره بالغفران ..

الذى سيساعده ليتابع .


***************


ومحمود راح يتكلم مع رنا


أنهت حياة حديثها بهذه الجملة التى تخبره أن الأمر حاليا بإمرة رنا ... تلك التى لا يعلم لما تكرهه ؟؟


كيف يراها ؟؟


شرد لدقائق مستحضرا رؤيته لها ، فتاة مدللة ؛ لكنها قوية .


لقد رأها كذلك منذ أول مرة لكنه تأكد من قوتها حين أخبره أبيها قصتها مع ذلك المدعو زوجها الأول .


فتاة نشأت بتلك الرفاهية كانت ستلجأ لأى شخص من معارفها للمساعدة وما كانت لتتحمل عناء ترك مدينتها وأسرتها والعمل وحيدة بمدينة غريبة وهى تنتظر طفلا أيضا .


طفلا !!


تلك المحظوظة ؛ رزقت بأجمل طفلة يراها منذ سنوات .


أفاق على كف أمه تربت فوق ساقه متسائلة : مازن انت كويس ؟


هز رأسه : كويس يا ماما بس نور تعبتنى شوية هدخل انام .


استقام لتتساءل : وموضوع رنا .


لم ينظر نحوها وتحرك للأمام : بعدين يا ماما .


غاب عن ناظريها لتشعر بالأسف لحاله ، يبدو أنهم سيفشلون مجددا وستنتصر وحدته التى سيطرت عليه بما يكفي .

سينتصر الماضى بكل آثامه على الحاضر بكل طهارته .


**************


استعدت نسمة للسفر كما طلب منها أبيها واستيقظت باكرا كما استيقظ أفراد الأسرة جميعا لتوديعها .


أخرج إياد حقيبتها وكان والدها وفارس يجلسان متقاربين بينما أمها أبدت إعتراضا بالجلوس بمنأى عنهم .


ابتسم فارس وتحرك نحوها ممسكا بعلبة مخملية من لونها المفضل ، فتحها بإرتباك : دى هدية منى .. هى مش غالية .. فضة عليها اول حرف من أسمى واسمك يا ماما .. من فضلك خليها فى رقبتك علطول .


مدت ذراعيها للخلف تخلع السلسال الذهبى الذى ترتديه بلا تردد بينما دار فارس ليضع لها سلساله الفضى لتتلمسه بسعادة : مش هقلعها ابدا يا فارس .. عمرى .


دارت لتضمه بكل ما تشعر به من أسف لأجله ، حين فكرت فى الزواج من هذا المسمى والده ما كانت تظن أنه سيكون بهذا السوء وحين اكتشفت ذلك لم تفكر أنه سيكون يوما ما أبا لأبنائها وحين تحقق ذلك لم تفكر أن اغراضها الشخصية فى ذلك الوقت قد تصل بها لنهاية كهذه ، لم تفكر أن صغيرها قد يتأذى لهذه الدرجة .


أبعدته لتحيط وجهه وتنظر له بأعين دامعة : هتوحشنى اوى .


أعادها لذراعيه : وانت كمان يا ماما هتوحشينى اوى .. خدى بالك من نفسك واوعى تقلعى السلسة دى حمايتى ليكى .


لم تلتفت للهجته التحذيرية الجادة بل ضحكت لبراءته التى لم تختلف كثيراً عن براءة إياد الذى دفعه للخلف قليلا : انا كمان عاوز اسلم عليها ..


ضحكت وهى تنتقل لصدر أخيها الذى قال بأسف : كان نفسى اجى معاكى بس مش هينفع ..


نهض طايع ينظر نحو الساعة : كفاية سلام بقا رؤوف وصل تحت


نظرت له بتساؤل ليشير نحو النافذة : مش سامعة كلاكس عربيته .


كان وداع ليليان حار بشكل اسرى القلق بقلب نسمة ، ليست المرة الأولى التى تسافر فيها تاركة أسرتها ولم تودعها أمها ابدا بهذه الحرارة .


أوصلها ثلاثتهم للسيارة ولم تكف الألسنة عن توصية رؤوف بها خيرا حتى تحركت السيارة مبتعدة عن الجميع .


نظرت للخلف لترى فارس محاط بذراعى والدها وأخيها لتغمض عينيها بألم وتتنهد بحزن .


نظر رؤوف نحوها بأسف فهو لا يعلم اى منهما يحتاج للحزن أكثر من صاحبه .


فتحت عينيها تنظر له بحدة : ممكن اعرف رايحين فين ؟؟


ابتسم تلك الابتسامة التى طالما خصها بها : رايحين سوهاج .. عند اختك .


انتفضت بوجه متهلل : بجد ؟؟

اتسعت ابتسامته مؤكدا : بجد .. مين اكبر بقا انت ولا هى ؟؟ هى اسمها ايه صحيح ؟؟


فهمت أنه يمهد لحديث طويل وربما شعرت بالراحة لعدم إلمامه بمعلومات كافية عنها ، هى لا تريد حتى الأن أن يصبح جزءا من حياتها .


لذا أغمضت عينيها تعلن رفضها الحديث معه وقد كان سريع الاستسلام بشكل جعلها تتشكك فى اهتمامه بالمعرفة .


*****************


تحركت بسمة بحماس : بسرعة يا سويلم هنتأخر

ابتسم سويلم لتلك اللهفة التى تشعره بالغيرة : لسه بدرى يا بسمة فاضل نص ساعة على معاد الطيارة وعلى ما يخرجوا وقت بردو .


لم يخبت حماسها : ما إحنا لسه هنوصل الولاد المدرسة .


اعترض عابد : انا عاوز اجى معاكم اشوف خالتى


ابتسمت بسمة : لما تيجى من المدرسة شوفها .


دفعه سويلم برفق : بينا احسن امك دجيجة كمان وتحدفنا من البلكونة .


لكمته برفق لينظر لها مدعيا الحدة : الحمدلله نسمة المرة دى مع چوزها يعنى مش هتبيتى معاها وتهملينى .


عادت تلكمه ليتقدم الجميع نحو الدرج الذى هبطوه بسرعة كبيرة مع مشاكسات سويلم التى زادت هذا الصباح بشكل لم تنتبه له حقا .


****************


تأفف دياب ودينا تدور حوله بإلحاح : لأچل خاطرى يا دياب .. ماليش غلاوة عنديك ولا إيه !!


ذلك العبوس الذى تبالغ فيه يفتنه بلا أمل فى النجاة من سطوة فتنتها وغالبا ما يرضخ لمطلبها الذى تستخدم عبوسها للضغط عليه لقبوله .


لكن ليس هذه المرة .. لقد شدد عليه الجد أن يمنع زيارتها لمنزله حاليا حتى تنتهى تلك الإضطرابات بالمنزل .. ما يدور بين يزيد وزوجته لا يجب أن تعلم به فيؤثر سلبيا على حالتها النفسية التى أصبحت حساسة للغاية .


أولاها ظهره بأسف : ماعنديش وجت اوديكى .. يوم تانى .


دارت حوله مجددا : يا دياب انا زهجت .. جاعدة لحالى طول اليوم .. ولدك اللى دراعه متصاب نزل المدرسة وعمير بيروح الحضانة وانا بكلم حالى .


رفع حاجبا واحدا ونظر لها بحدة زائفة : ماسمعتش أسمى يعنى ؟؟ ولا انى مش فى حسبتك ؟؟


اربكتها حدته المفاجئة لتتلعثم : انت هتنزل يعنى انت هتجعد چارى ؟؟


حل ربطة عنقه التى أنهاها للتو وقد زالت الحدة ليرفعها نحوه : ايوه هجعد فى مانع ؟؟


زاد ارتباكها مع فرار الأرض بعيدا عن قدميها ، هى فرصة جيدة لقضاء بعض الوقت بقربها ، وفرصة اكبر لتشتيت انتباهها عن مغادرة المنزل الذى لن يسمح به .


تعلقت برقبته شاعرة بدوار لحركته المباغتة ليهمس محذرا : لاه مش أوان وحم خالص .. انسى


عادت بترنحها لصدره الذى يقبل بها دائما مهما كانت حالتها .


*************


ابتسم سويلم مع هرولة مشتركة فور ظهور نسمة التى استقرت بين ذراعى زوجته فى لحظات ، لحق رؤوف بها لينظر لهما بدهشة : توأم ؟؟


ضحك سويلم وهو يقترب ليصافحه : ماكنتش تعرف ولا إيه ؟؟

نظر نحو نسمة بلوم : حد تعمد يخبى عليا .


لم تهتم بما يتحدث به وبدأ سيل من الأسئلة يعلم سويلم أنها ستطرحه وتعجب له رؤوف الذى يرى جزء منها لم يره من قبل .


****************


دخلت الطبيبة غرفة آيات التى تبدو فى حال أسوأ من أمس ، أجرت فحصها اليومى ونظرت لها بشفقة : بردو فى تدهور


دارت لتنظر نحو والديها : انا مضطرة ادخلها عناية إذا التدهور ده استمر ساعات .. راعوا يا جماعة حالتها النفسية .. وبعدين حد يجيب ولادها تشوفهم اكيد ده هيفرق معاها وهتقاوم علشانهم .. انا ساعة وهعدى عليها .


خرجت لينظر سالم إلى زوجته : وبعدين البت هتروح منينا ؟

اقتربت منه تتحدث بنبرة منخفضة : بالله عليك اذا چوزها چه ماتحوشوش عنيها .. يمكن لما يطل عليها ربنا ياخد بيدها .


زفر سالم : وهو چه وانا منعته !! ده من يوم ما سعد جاله كلمتين كأنه ماصدج ورمح ماعاودش .


لم ينتبه اى منهما لتلك الدموع التى تفر من عينيها المغمضة .


تلك الكلمات التى تصل مبعثرة لأذن الجريح فتزيد جرحه ونزفه دون أن ينتبه له أحد .


هكذا تركها بلا حماية من طعنات الكلمات التى ستأتى على ما بقى منها .


******************


غادر فارس مدرسته ليجد أبيه فى انتظاره ، زفر بضيق لمجرد رؤيته يعلم أنه جاء باحثا عن أمه لا اكثر .


اقترب فارس من السيارة ليعبر نحو عربة المدرسة ليستوقفه : جرى إيه يا فارس مش شايفنى ولا إيه !!


نظر له الفتى بلوم : لا ازاى بس عاوز ألحق الباص


حمحم بسول : ما تيجى اوصلك ونتكلم شوية ؟؟


نظر الفتى للعربة : معلش يا بابا انا متعود اروح للنادى فى الباص واروح مع ماما


وصل بسول لمبتغاه سريعا : مامتك مش فى النادى


ابتسم فارس : ايوه عارف جدو هيجى ياخدنى


عاد بسول يقف بطريقه : امال هى فين ؟؟


اتسعت ابتسامة فارس : سافرت مع كابتن رؤوف .. اقصد عمو رؤوف


تحولت ملامح بسول للغضب فى غمضة عين ، رغم أن غضبه ذا أشعر فارس ببعض الراحة فأسرع يتابع : أصلهم اتجوزوا امبارح وسافروا هانى مون .


تجاوزه الفتى وتحركت سيارة المدرسة بالفعل دون أن ينتبه بسول لذلك ، فقد غرق فى احقاده ونيران غضبه .


أحقا فضلت رجل آخر عليه !!


ومن !!!


رؤوف ؟؟؟


أضاقت الأرض ليصلا لتلك المواجهة مجددا .


أشار لحراسه واسرع يتحرك ، عليه أن يعلم أين اتجها لتكون وجهتهما الأخيرة .


****************


عكف إياد على إنهاء عمله بمجرد وصوله حتى يتفرغ ظهرا للقاء فيروز الذى أصبح أهم ما يميز يومه .


دخل خضر مسرعا : خلاص يا إياد ؟؟ عاوز اروح المصنع

لملم إياد أوراقه مبتسما : خلاص يا خضر .. تعالى قولى رأيك


اقترب خضر يطالع الرسومات كما اعتاد منذ صغره منبهرا بكل ما يرسمه إياد .. بدأ يطالع الخطوط التى يتفنن إياد فى إبراز كل منها ببراعة لتتسع ابتسامته . لطالما كانت اعمال إياد المفضلة لديه .


دقائق ودخلت فيروز كما اعتادت دون استئذان ، لم يعد إياد يرفض دخولها المفاجئ بل أصبح ينتظره ويعترف امام نفسه بهذا .


تهلل وجهه بينما تهرب نظر خضر من النظر نحوها وبدأ يجمع الأوراق ، التقطت عينيه سعادة إياد الواضحة ليبتسم : انا ماشي يا إياد .. سلام يا فيروز .


أشارت له دون حديث ليغادر مسرعا بينما تعلقت عينى إياد بها بلهفة واضحة ، اقتربت تضع ما تحمله فوق المكتب : انا جايبة كيك نأكله سوا .


جلس أمامها بحماس لكن قاطع حماسه طرقات على الباب تبعها دخول شخص غريب : قالوا لى فيروز هنا


نظر نحو إياد بإستخفاف : مين ده ؟؟


دهش إياد بينما قالت فيروز بحدة : استاذ إياد طايع اكبر مصمم ازياء فى البلد .


عاد الغريب يتحدث بنفس الطريقة : اكبر إيه ؟؟ هو اى حد رسم درس ولا بلوز بقى مصمم ازياء ؟؟


اقترب إياد منه بعدائية غريبة عنه تماما : انت .. مييين وميين أذذنلك تدخل .. ماااهر .


هرول مساعده نحوهما : ده استاذ حاتم يا استاذ إياد .


نظر له دون فهم ليتابع حاتم : ابن خال فيروز .. بس غريبة عمرى ما شوفتك مع انى هنا مع فيروز علطول .


فهمت فيروز فورا ما يحاول حاتم فعله ، لطالما كان لأفراد الأسرة عيونا واشية بين موظفيها .. لابد أن أحدهم تحدث عن ترددها الدائم على مكتب إياد لذا يحاول أن يرسم صورة تحمل تقاربا بينهما .. لطالما رأت مطامعهم وتغافلت عنها .. حتى طمعه وغيره من المتطفلين فى مالها تغافلت عنه .. فقط كونها لا تملك من ترفض وتقاوم لأجله .


أما الأن وبوجود إياد الأمر مختلف تماما ، عقدت ساعديها ووقفت أمامه بحدة : حاتم إلزم حدك .. انت عمرك ما كنت معايا ولا هتكون .. انت جاى النهاردة عاوز توصل حاجة معينة احب اطمنك مش هتقدر .


رفع حاتم حاجبيه بدهشة : هنشوف يا فيروز .. عن أذنك .


وغادر ليتبعه ماهر معتذرا لتنظر نحو إياد : إياد إحنا لازم نتكلم شوية .. ينفع نتقابل برة بعد الشغل ؟؟ فى حاجات كتير لازم اشرحهالك .


ظل إياد صامتا لتقترب منه : إياد انا عارفة إن فى حاجات جديدة عليك .. انت كنت صريح معايا جدا وانا لازم اكون صريحة كمان .. ممكن ؟؟


زفر إياد : ممكن .


****************


جلس زيدان مترقبا عودة حفيده الذى عاود الغياب بلا مبرر ، فرك حسين جبينه متسائلا : اعمل ايه يا بوى ؟؟ يزيد ماعاودش.. بدى اروح اطل على آيات وخايف يسألوا عنيه .. والولد !! اتوحشتهم يا بوى .


تحدث زيدان بإنهاك : يزيد فى مزرعة الغالى .. دياب بيطمنى عليه كل يوم .. والولد فى دار چدهم محدش غريب .. لو روحت ماحدش هيسألك كرامتهم هتمنعهم .


*****************


جلس رفيع على رأس الطاولة بالمضيفة على يمينه جلست رنوة يجاورها سويلم وزوجته وولديه بينما على يساره جلس رؤوف ونسمة تجاوره بإعتباره فردا جديدا من العائلة .


لم يتخلف رفيع عن معاونة طايع حين أخبره بما يجرى مع ابنته وطلبه أن يستضيفها وزوجها حتى يغادر ذلك البسول إلى عمله مجددا أو تتكشف مخططاته التى يعمل بها على إفساد حياة صغيرته .


ورغم علم الجميع أن هذه الزيجة تمت فى ظروف مضطربة إلا أن الجميع يتمنى أن تستمر وربما كان هذا الفرد الجديد فردا دائما .


أشار رفيع للطعام : ما تاكل يا ولدى زين .. ولا وكلنا مش زين ؟

ابتسم رؤوف : اكل اكتر من كده ايه بس ؟؟ الاكل زى الفل ما شاء الله .

أعاد رفيع ملء طبقه : لاه لازمن تاكل زين يا عريس .. وبعد الوكل انزل الاسطبل مع سويلم اتفرچ على الخيل بتاعتنا بما انك فارس


اعترض رائد : فارس ابن خالتو نسمة يا جدو


نظر له رفيع بحدة : خابر يا لمض .. فارس يعنى بيركب خيل مش اسم يا ابو عجل نور .


ضحك رؤوف وهو يبدل نظراته بينهما: ههههه معلش اعذروني .. بس علاقتكم ببعض غريبة شوية .


نظرت رنوة لزوجها نظرة ذات معنى بينما وكزت نسمة رؤوف ليصمت ، حول سويلم مجرى الحديث فورا متسائلا : بس غير الفروسية بتشتغل إيه يا رؤوف ؟


نظر رؤوف نحو الطعام وأقبل عليه مجددا بشكل مريب : مهندس .. مهندس بترول .


ساد الهدوء بعد ذلك بشكل نسبى سوى من حديث ودى بين النساء وفور مغادرة رفيع للطاولة تبعه رؤوف عازفا عن الطعام بنفس الريبة التى أقبل عليه بها ليتبعه سويلم .


****************


وقف يزيد وملابسه ملطخة بالدماء ، اتجه نحو ربع العجل المعلق ليرفعه فينزعه ويتحرك به حتى طرحه ليبدأ فى تقطيعه بهمة مع مراقبة العاملين بالمزرعة .


فمنذ لزم المزرعة يذبح يوميا بنفسه ويعمل على تقطيع اللحم بنفسه أيضا وعليهم فقط مساعدته في النحر ثم توزيع اللحم فقط .. يرفض بحدة اى مساعدة ..


عاد رنين الهاتف ليزفر بغضب ناظرا للعامل : هاته


قدم له العامل الهاتف ليجيب بضجر : السلام عليكم .

تصنم لحظات قبل أن يقف ببطئ متلهفا : ليه حوصل إيه ؟؟


عاد للصمت ليزداد تجهم وجهه ويلقى السكين : چاى على الطريج


نظر نحو العمال : كملوا الربع ده ووزعوه


تحرك مسرعا بينما يهرول خلفه أحدهم : يزيد بيه هتمشى إكده ؟


لكنه لم يلتفت وانطلق بسيارته مسرعا .


******************


وقفت نسمة خلف بسمة التى تعمل على جلى الصحون صامتة ، الأفكار تتصارع برأسها منذ أن هاتفها فارس وأخبرها عن لقاء أبيه ، تشعر أن فارس لم يخبرها الحقيقة كاملة .


بعد هذه الملاحقة والتهديدات من بسول يصعب عليها تصديق تقبله خبر زواجها بهذه البساطة .


أم أنه ينتوى أمرا اخر وينتظر عودتها !!


أفاقت على صوت بسمة : نسمة .. روحت فين يا بنتى ؟


ابتسمت لها بتشوش : ابدا معاكى .. بس مرهقة شوية .


ضحكت بسمة : لا انسى مفيش راحة كفاية لما جوزك يجى هسيبك .


نظرت لها نظرات تدعى خبثا : بس انا وصيت سويلم يأخره هههه


ضحكت نسمة وكأن الأمر يعنيها : ههههه بقيتى شريرة ولا إيه ؟


جففت بسمة كفيها لتمسك كف نسمة : تعالى يلا نقعد فوق الولاد هيقعدوا مع ماما رنوة .


تبعتها نسمة بصمت فهى بالفعل مكتفية بتلك السعادة التى تراها بعينى بسمة .. ربما أصبحت تتمنى أن تحصل على سعادة مماثلة ، كانت فى الماضى تنتقد علاقة بسمة وسويلم التى قامت على المصارحة والتفاهم وظل وافر من الحب .. وها هي ترى بنفسها كم كانت مخطئة !! بل لقد ضرت هى بأفكارها صغيرها الوحيد الذى بدأت تشعر مؤخرا أنه اكتسب أعواما إضافية لا تدرى إن كان هذا أمر جيد أم لا .


**************


لفت مظهر يزيد الجميع بينما لم يلتفت لأحد ، دقائق وكان يقتحم الغرفة التى ترقد فيها ليجد الأطباء حولها ، لم تكذبه هذه الطبيبة ولم تسرف فى وصف تدهور حالتها .


هرول نحو الطبيب الذى ارتد للخلف متسائلا : خبر إيه ؟؟ كانت زينة عشية .


نظر له الطبيب بتشكك : انت مين ؟؟


أجابت عنه : ده زوج المريضة يا دكتور .. معلش انتظر برة .


نظر لها بحدة اعادتها للصمت وهو يقترب يضرب وجنتيها برفق : آيات .. ايااات .


نظر نحوهم : عاوز عربية إسعاف .. هوديها اكبر مستشفى في المركز


اقتربت تحاول التحدث إليه : مفيش داعى احنا هنعمل لها اللازم .


نظر لها بإستخفاف : ماهى حداكم ليها تلت ايام ماعملتوش اللازم ليه ؟؟ هتچيبوا الإسعاف ولا اتصرف لحالى .


تحرك الطبيب نحو الخارج بلا مبالاة : سيبيه ينقلها .. دى ناس الكلام معاهم جهد مهدر .


هزت كتفيها : هبعت لكم إسعاف انت حر .


وغادرت ليدخل والديها فورا ويسرع سالم نحوه لتوقفه يد زوجته وعينيها الراجية ، ضرب الأرض بقدمه لينظر نحوه يزيد ويقف بإحترام : معلش يا عمى انا مش ههمل مرتى إكده .. هنجلها ولما نجوم بالعافية اللى بدها إياه هعمله .


أشار سالم إلى ملابسه دون حديث ليلتفت إلى الدماء التى تغطيه فيحمحم بحرج ويتغافل سالم عن الإجابة .


***************


مسد رؤوف عنق الفرسة التى صهلت بخفوت لرقته فى التعرف عليها ، ابتسم سويلم الذى يقف بالخلف يبدو له ودودا للغاية ، هو لم يكن يشعر بأى ارتياح تجاه بسول .. يعلم أن ما بداخل المرء يقرب وينفر القلوب منه .. لكنه رغم شعوره بالارتياح ل رؤوف إلا أنه لا يثق به بشكل كامل .


ما أخبرته به بسمة عنه معلومات قليلة جدا ، لا يعلم كيف قبل طايع هذا الزواج دون أن يحصل على معلومات كافية عنه ؟؟


ربما يخفى هذا الشاب وطايع أمر ما !!!

هذا هو الاحتمال الأقرب للدقة .


تحدث رؤوف : الفرسة دى فكرتنى بفرسة غالية عليا جدا ..


ضم رقبة الفرسة لتزداد دهشة سويلم ويقترب منه : اتفضلها


ضحك رؤوف وهو يربت فوق غرتها : ههههه .. شكرا يا سويلم بس الفرسة بتاعتى شرسة شوية .. الخيل هنا عندك هادى جدا .. سهل تروض الخيل الهادى .


ابتسم سويلم وهو يداعب المهر : ماتغركش المظاهر


رفع رؤوف أحد حاجبيه واتجه نحو السرج عازما على التجربة بنفسه ..


******************


جلس إياد برفقة فيروز ، للمرة الأولى لا يعود للمنزل برفقة خضر ، مجرد تغير روتينه اليومى يشعره بالارتباك .


تناولت رشفة من كوب العصير لتقول : إياد انا كلمت بابا عنك


ابتسم ببشاشة : وانا كمان كلمت بابا عنك .


تحمست للفكرة : بجد !! قولت له إيه ؟؟

نظر لأعلى للحظة ثم قال : انت الأول


عبست ليكتم ضحكته ثم يقول بعند طفولى : مش هقول بردو


ارتخت ملامحها وبدأت تتحدث عن حوارها وأبيها ليلة أمس متغافلة عما قد يثير حفيظة إياد أو يحزنه .


تنهدت بالنهاية : إياد انا مستعدة احارب علشان علاقتنا بس انت كمان لازم يكون عندك نفس الاستعداد .. مفيش علاقة بتنجح بطرف واحد .. انا عيلتى اكترهم طمعانين فينا خصوصاً بعد ما مهند ساب البلد وسابنا .. مهند نفسه اللى عايش في أروبا ممكن يرفض علاقتنا طبيعة الناس بتخاف من الاختلاف .


ظل صامتا حتى النهاية ليتساءل : تعرفى !! انا من زمان كنت ببحث عن كل حاجة خاصة بالمتلازمة .. خالد ابن عمى ودانى مركز البحوث كتير من غير بابا وماما مايعرفوا .. انا بحب كل الناس وبحب الحياة .. ززى اى حد .. عاوز اعيش سعييد زى كل الناس .. كرررهت نظررات الشفقة والاحتقااار .


لاحظت أنه بدأ ينفعل من تلعثم أحرفه لتمد كفها فى جرأة وتمسك كفه هامسة : إياد اهدا من فضلك


نظر بالاتجاه الاخر مغمضا عينيه ، كان يعلم أنه سيواجه مواقف صعبة مع كل خطوة يتقدم بها للامام .


لما يحاسبه الناس على ما لم يختره ؟؟

تلك النظرات التى يخصه به الناس تؤلم قلبه ، هو لا يريد شفقتهم ويرفض احتقارهم ، هو ليس غبيا وليس مريضا .


لم يؤذ أحد ولن يفعل فلما يتعرض لكل هذا الإيذاء ؟؟

عاد ينظر لها : فيروز انا قولت لك قبل كده انى مش عارف أقرر .. انا بحب وجودك معايا وعاوز ابقى معاكى .. بس اى حرب مع الناس هخسرها .. لأن انا مااقدرش احارب ..


استقام واقفا : انا هاخد إجازة من الشغل .. عن أذنك


وتحرك مغادرا لتنظر فى أثره بحسرة ، لم تكن تظن أنه سيتخلى عن الأمر بهذه السرعة .

أعدت الكثير وعزمت على دعمه مهما اشتدت المواجهة لكنه لم يتقدم للمواجهة من الأساس .


هل أخطأت حين أحبته بكل جوارحها ؟؟


سار إياد بخطوات سريعة مرتبكة .. لم يشعر بهذا الرفض من قبل

كان متصالحا تماما مع نفسه .


لكنه يشعر بألم لا يحتمله .. فهذه الفتاة التى تحدثت عن اختلافه هى الفتاة الوحيدة التى زارت أحلامه وسعد بزيارتها .

الفتاة الوحيدة التى أراد أن يتابع القرب منها .

الفتاة الوحيدة التى دق لها قلبه بإختلاف .


ربما لهذا السبب .. لكونها الوحيدة لديه لن يقبل أن تراه بهذه الصورة وإن كان المقابل ألا تراه مطلقا .

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية الشرف ج 5 بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة