-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق - الفصل العشرون (الأخير)

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتميزة سهام صادق والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون (الأخير) من رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق

رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق - الفصل العشرون (الأخير)

اقرأ أيضا: روايات رومانسية

رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق

رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق - الفصل العشرون (الأخير)

شعر بدوار يلفح رأسه فأغمض عينيه وهو لا يستوعب ما نطقت به للتو ولكن ماجعله يفيق من غيبوبته الضئيله صوت نحيبها الذي يعلو تدريجياً.. ليهمس داخل نفسه :

هشام هو حبيبك الاولاني يازهره ، هو ده اللي خلاكي تفقدي ثقتك في الناس ..وتذكر عبارات والدتها عندما أخبرته يوم عقد قرانهم عنه .. الي ان جاء اليها يومً وجلس معها بمفردهم لتقص له الحكايه وكيف تعلقت به زهره وتقرب منها ليخدعها

ليشرد فيما كان داخله عندما علم بذلك ...فشعر بغضب لا يعلم سببه رغم انه في البدايه لم يكن يحبها بل تزوجها زواجاً تقليدياً وبهدف .. ولكن اليوم والثقل الذي يشعر به داخل قلبه

قد تغير تمامً ... فألتف اليها ببطئ شديد عندما سمع صوت نحيبها يزداد وهي تتسأل بضعف وخوف :

انت هتسبني ياشريف علي غلطه ماليش ذنب فيها

ورغم انه يعلم ان لا ذنب لها الان فما حدث كان ماضياً الا انه في تلك اللحظه لا يُدرك لما وقف غاضباً بهذا الشكل .. فلو كان اخيه امامه الان لكان

خنقه لانه عبث بقلب زوجته قبله .. وجعل قلبها يدق اليه اولاً

وهو من له الحق بذلك

خنقه لانه لم يخبره حتي الان عن ذلك الامر ...

ليُطالع ملامحها بجمود قد قتلها قائلا : انتي عارفه احنا بقالنا أد ايه متجوزين

فحركت زهره رأسها اليه بسكون تام .. فوجدته يتسأل بغضب: ولسا فاكره حضرتك تصارحيني النهارده

لتغمض زهره عينيها وهي تلوم جُبنها هذا.. الذي يضيع حقها وكادت ان تُبرر فعلتها .. الا انها سمعت صوته الصارخ : عارفه انا فنظر نفسي ايه دلوقتي

لتُسلط زهره اعينها عليه ومازالت دموعها تتساقط

فوجدته يخبرها بغضب : راجل مغفل ... انتي واخويا خدعتوني

ورفع بيده نحو فروة رأسه ..ليغزر أنامله بقوه في خصلاته السوداء الناعمه .. وهو يتذكر أول مره أجتمعوا فيها

فقد كان في المطار قبل رحيلهم ... وتعود ذاكرته الي يوم وجدهم بالمطبخ سويا بعد ان جرحت يدها .. ثم رحيل اخيه

كل ذلك كان يدور بعقله دون هواده

الي ان وجدها تهمس بضعف : لو مش هتسامحني ، طلقني ياشريف .. بس اللي لازم تكون متأكد منه .. ان من يوم ماأتجوزتك وحتي أتخطبتلك عمري مابصيت لأي راجل غيرك ولا قلبي حب غيرك..

لتسقط كلمة طلاق علي اذنه كالجمر ، فأقترب منها بغضب وأمسك ذراعيها ليتوعد بشر : طلاق مش هطلق سامعه ...

وقذفها بذراعيه لتسقط أرضاً متأوها .. ثم سمعت صوت باب شقتهما يُقفل بعنف

لتضع بيدها علي بطنها وهي مازالت أرضاً ..متألمه من دفعته لها وهي تهمس بخذلان : هو ده اللي كنت خايفه منه .. محدش بيسامح ولا بيغفر غلطه ملناش ذنب فيها

...................................................................

ذهبت اليه في الشركه حتي تفهم منه ماينوي فعله ...

فعلقها يُخبرها بأنه فعل ذلك من أجل أن يُهين جميله

وعندما سمحت لها سكرتيرته بالدخول .. دخلت منه بوجه أخر غير وجهها الذي كان يتراكم عليه طبقات مساحيق التجميل ... كم انها بها شئ غريب وبملابسها

فمنه قد أرتدت الحجاب ...

وظل للحظات يُطالعها ، ناظرا الي كل أنش فيها

حتي وجدها تشيح وجهها بعيداً عن نظراته المتفحصه

فتنحنح بجديه قائلا : ايه الموضوع المهم اللي كنتي عايزاني فيه

فتمتمت منه بخفوت : انت عايز مني ايه

ليضحك هشام علي عباراتها قائلا بجديه : اتجوزك ، ايه الغريب في كده

فأبتسمت منه بتهكم وهي تستمع اليه قائله بخفوت :

تتجوزني انا ... حضرتك واعي بلي بتقوله

وتابعت بمراره : اقولك انت هتتجوز مين

ليجف حلقها وهي تتذكر أفعالها القديمه قائله بأنفس متقطعه :

هتتجوز انسانه زباله ..بتسهر في الديسكوهات .. ومقضياها بمزاج

ليبتسم هشام لما هو يعلمه عنها بكل تفاصيله وتنهد بضيق قائلا : ماضيكي انا ماليش دخل فيه

ثم تابع بجديه وهو يجلس علي كرسيه ليُتابع أعماله : اعملي حسابك هفوت عليكي بليل عشان تتعرفي علي والدتي واختي

لتقف منه مزهوله مما تسمع .. فهي توقعت بأنه يتلاعب بها

وانه اليوم سيُخبرها بأنها كانت مجرد دور في لعبه

لتجده منشغلا بما يتفحصه وكأنه يخبرها بأن لا وقت لديه الان

.............................................................

نظر الي معالم وجهها الصافيه وهي تُلاعب طفلها في حجرته ... فيومان في المتابعه مع تلك الطبيبه أصبحت هكذا

ليتسأل داخله بما فعلته الطبيبه .. ليشرق وجهها هكذا

وتجعله يجن ..

ووجدها تتمايل بخفه وهي تُساعد صغيرها في رسوماته ...ليغلق الباب سريعا ..عندما شعر بأن تفكيره نحوها يأخذ مدخلا أخر .. فهو لو ظل واقفاً هكذا.. سيروي عطشه الان منها حتي لو كان امام صغيرها وسينسي أمر أنفصالهم

لتبتسم مريم بعد ان سمعت انغلاق الباب .. وتذكرت أخر جمله قالتها لها الطبيبه في الجلسه الماضيه

"انتي مش مريضه ولا حاجه يامريم ، كل اللي انتي فيه بسبب كرهك لنفسك وتفكيرك ديما انك لو كنتي حصلتي علي أول حب في حياتك مكنش حصل ليكي أي حاجه من اللي أنتي عايشاها دلوقتي .. مع ان ده أكبر غلط ممكن الانسان يرتكبه في حق نفسه .. ويظن ان الخير كان في اللي فات .. رغم ان الخير بيكون ديما في اللي جاي "

وأنحنت علي صغيرها .. لتقبله برضي .. داعية الله من أن يعطي اليها فرصه كي تنشئ حياه جديده

..................................................................

نظرت منه الي والدة هشام وأخته وهما يفحصونها بتمهل

وعدم رضي .. رغم ان والدته عاملتها بمحبه ولم تشعرها بشئ

الا ان وجودها في بيته جعلها تشعر بأنها ليست تشبهم

واخفضت رأسها سريعا عندما رأت نظرات نسرين اليها الجامده .. ليشعر هشام بكل ذلك التخبط

حتي وجد والدته تسير نحوها وهي تحمل الصغيره قائله : بتعرفي تشيلي الاطفال

فنظرت الي يدها الممتده بالطفله .. وحملتها بشعور غريب لا تعلمه .. شعور لأول مره تجربه .. فيبدو ان الاطفال لهم نقاء غريب يخطفون به القلوب

فطالعتها والدة هشام بنظره عميقه .. وهي تتأمل كل تفصيلها

لتضم منه الطفله لحضنها وتبتسم بسعاده .. وعندما وجدت الصغيره تُطالعها بضحكه واسعه .. اقسمت ان لو كان لها نصيب علي والدها فستجعلها كأبنتها ولن تُضيعها كما هي ضاعت بسبب والديها وانفصالهم

لتنظر نسرين الي والدتها بأندهاش وهي تُتمتم بخفوت :

ايه اللي عملتي ده ياماما

فلم تعيرها والدتها اي أهتمام .. وسطلت أنظارها علي ابنها الذي وقف مصدوماً مما يري فأبتسمت قائله كي تخرجه من كل تخبطه هذا : مبرووك يابني ..

فنظر الي والدته بشك مما سمعه ، ليجد أبتسامت والدته مرسومه علي شفتيها .. رغم أنه قبل مجئ منه كانت تجلس عابسه رافضه كل هذا .. حزينه علي زوجته الاولي وابنته

...................................................................

حطمها بتجاهله لها .. حتي انه لم يعطيها اي فرصه لبدء الحديث معه .. فسقطت دموعها وهي تراه يُحذرها بيده بأن تصمت

فأنصرفت زهره من أمامه وهي تري ان السعاده التي عاشت فيها معه قد ضاع بريقها .. فأنسحبت بعد أن كانت ستخبره بحملها ...فمن الممكن اذا علم بذلك ينسي ويُسامحها ..

اما هو وقف بنيران هائجه .. وهو يضغط علي قبضة يديه التي أبيضت مفاصلها منتظراً حجز سكرتيرته تذكرة سفره

.................................................................

مسحت علي وجهها المرهق ، وهي لا تقوي علي الحركه بسبب ذلك النزيف الذي يقضي عليها .. فالأول مره عادتها الشهريه تكون بهذه القوه

فدخلت عليها والدتها وهي تتسأل : أتصليلي بشريف خليني اطمن علي اختك .. أختك صوتها مش عجبني

لتُطالع جميله والدتها بأرهاق وهي تخرج رقم شريف من هاتفها ..

وتذكرت قبل ان تخبر شريف بكل بشئ .. وجدته يسألها عن اذا كانت تعرف هوية حبيب زهره السابق .. فأخبرته بالأيجاب

ليغلق بعدها الخط في وجهها .. وكأنه لم يتحمل الحقيقه

.................................................................

نهض هشام فجأه وهو يري اخيه يقف أمامه .. ليلكمه شريف في وجهه فتمتم هشام بفتور : شريف أسمعني طيب

ليلكمه شريف بلكمه أخري وهو لا يشعر بنفسه ... حتي ترنح هشام للخلف وهو يمسح الدماء التي تقطرت من أنفه

قائلا : أهدي الاول وبعدين نتكلم

ليقترب منه شريف .. وهو يهتف بغضب : عارف يوم ماعرفت أنها كانت علي معرفه براجل قبلي وضحك عليها واستغلها اتمنيت ايه ... اتمنيت أخنقه بأيدي ..

ليخفض هشام أعينه بأنكسار وهو يشعر بالذنب بما كان يفعله واستغلاله لمشاعر الفتيات قبل زهره .. لتأتي زهره ويأتي بعدها تعقله وزواجه بنهي

وشعر اليوم بأن عبارة " داين تدان "

قد ردت له .. ففي النهايه أحدهن أصبحت زوجه اخيه واصبحت من عائلته

ليهوي شريف علي الكرسي الذي امامه وهو يُتمتم :

لسا بتحبها

ليهتف هشام بصدق : والله ياشريف كل شعوري اللي كان اتجاه زهره هو الذنب .. انا عمري ماأخونك ولا أضيع ثقتك فيا

فطالعه شريف بسخريه وضحك بخفوت : عمرك ماتخوني

وتابع بحديثه : لاء خونتني ياهشام وهي كمان خانتني .. لما مقولتوش ليا الحقيقه وخلتوني مغفل بينكم

وتنهد بأرهاق : ماما قالتلي انك هتتجوز

وعندما ظل الصمت بينهم للحظات .. تابع حديثه بتهكم :

مبرووك !

ليُتمتم هشام بهدوء : الله يبارك فيك

وعاد الهدوء بينهم ثانية .. ليلح سؤال يخشاه هو

وتسأل قائلا : هتعمل ايه مع زهره !

فرفع شريف وجهه نحو اخيه .. ولولا معرفته اليوم بأمر زواجه من أمرأه اخري لكان ظن بأن أخيه مازال يفكر في زوجته .. فرغبة هشام بالزواج من أخري جعلت ثورته تهدأ قليلا .. ليقف شريف فجأه قائلا :

سيبك من حياتي .. وخليك في حياتك انت

ليقترب منه هشام سريعا قائلا برجاء : هتسامحني ياشريف مش كده

ليُطالعه شريف ببرود .. وأنصرف من أمامه وهو يُتمتم :

سيب السماح للزمن ياهشام

...................................................................

مرت الايام بأحداث جديده ورغم جمالها للبعض الا انها كانت علي البعض الأخر باهته

جلست زهره علي المكتب الخاص بها كمصممه منذ شهر.. فهي عندما عدت الي فرنسا أبلغها عمران بأن تصميماتها قد حازت علي الفوز في المسابقه التي دخلتها الشركه

لتتذكر زهره سعادتها بالخبر في هذا اليوم .. وبحثت عن رقمه سريعا

لتخبره بما حدث وعندما سمعت صوته .. اخبرته عن فرحتها

ليأتيها صوته البارد وهو يخبرها بأن عمران قد حدثه ..ثم أغلق الخط سريعا دون حتي ان يبثها بكلمه حنونه

فهبطت دموعها وهي شارده في ذلك التصميم الذي أمامها

ومدّت بيدها نحو بطنها التي اتأخذت بروز صغيراً فهي في شهرها الثالث .. وهمست بضعف لطفلها : تفتكر لازم يعرف بوجودك ..

ومر شريط جفاه معها وهي تُتابع بحديثها : هو مش عايزنا .. ولو عرف بوجودك هيفتكر اني بضغط عليه بيك

وعندما وجدت عمران دخل غرفتها المستقله .. أبتسمت اليه بفتور ليقترب منها قائلا : مصممتنا المحترفه بتعمل ايه

وعندما رأي بعض الاوراق امامها .. اقترب منها سريعا قائلا بلمعه : فنانه يازهره

فنظرت اليه زهره بنظرات ممتنه وهي تري التشجيع الذي تحصل عليه منه وحده ..

وشردت في شريف الذي لا يعيرها اي اهتمام ..

ولكنها مازالت ممتنه له فهو أساس نجاحها هذا في البدايه فلولاه ماكانت هنا الان

وتنهدت بصوت غير مسموع وهي تهتف بأسمه : اه ياشريف ...هتفضل لحد امتي بعيد عني

وأفاقت علي صوت عمران وهو يتسأل : بس ليه حاسس بنبرة حزن في تصميماتك

لتُطالعه زهره بصمت وهي لا تعرف بما ستُجيب عليه

..............................................................

طالعت جميله الطبيب بصدمه بعد أن تفحص تحليلها

فالطبيب يُخبرها دون رحمه بأن لديها سرطان في الرحم ..

لتجده يكمل باقي عباراته : والرحم لازم يتشال

فسلطت أنظارها عليه وهي لا تُصدق بأنه يطلب منها ان تزيل رحمها وهي مازلت بنتً .. مازلت لم تذق طعم الامومه كي تتخلص أن أهم جزء في كونها كأمرأه

لتهتف به بأعين يكسوها الدموع : انت لازم تتصرف .. استأصل الورم من غير ماتشيل حاجه ..

وظلت تبكي بهستريه وهي تخبره : أرجوك ساعدني

ليُطالعها الطبيب بأشفاق ، ولكن لم يكن بيده أي شئ .. فالورم قد انتشر ولابد من ازالته ولن يستطيعوا فعل هذا غير بأستأصل الرحم

ليُحرك لها الطبيب رأسه بأنه لابد من فعل ذلك

لتشرد هي عندما بدأت عادتها الشهريه تأتيها بكثره .. وبنزيف مستمر .. فقررت أن تذهب للفحص

...............................................................

خطت قدميها بصعوبه نحو مقر شركته .. لتُطالع غرفه مكتبه بوجع .. وتذكرت في بداية عملها عندما كانت تأتي اليه .. وفجأه سمعت صوت رامز من خلفها وكان هو معه وهتف بمرح : اخيراً يازهره شفناكي هنا ، انا قولت خلاص زهره نستنا وعمران اخدها مننا

فأبتسمت له زهره بألم وهي تري نظرات شريف تتجاهلها

وكادت ان ترد علي رامز الي ان سمعت صوت شريف وهو يتجه نحو مكتبه : انا دخل مكتبي عشان اشوف الايميل اللي اتبعت وانت حصلني يارامز

وتركها دون أن يسألها حتي عن سبب وجودها

لينظر اليها رامز بعد أن رحل صديقه قائلا بتسأل :

هو انتوا زعلانين مع بعض ولا أيه يازهره

فتمتمت زهره بخفوت : لاء ..

وتابعت بأختناق : هي فين جيداء صحيح

فطالعها رامز بتسأل : جيداء سافرت سويسرا من شهر تقريبا وقررت تستقر في حياتها هناك

لتبتسم اليه زهره بخفوت .. وتنهدت قائله وهي تُغادر :

طب انا نزله بقي عشان اشوف شغلي

فودعها رامز بعينيه في صمت .. ليتجه بعدها الي شريف

..............................................................

أخذ يزيل رابطه عنقه بأختناق وهو يتذكر ملامحها الباهته التي قد أنطفئت ونظرت عينيها المكسوره .. فشعر بألالم

من حالتها تلك .. فهو قد كسرها كما كسرته بخوفه منه وجعله كالمغفل

ليجد رامز يهتف به بتسأل : أحرجت زهره علي فكره ، مهما كنت زعلان كده منها متعملهاش كده ...

ليتنهد شريف قائلا بلامبالاه : خليني نشوف شغلنا يارامز

..........................................................

هبطت الي مكتبها سريعا .. كي تترك لدموعها العنان

ووضعت بيدها علي قلبها وهي تهدأ من حالته قائله :

هتفضل تتوجع لحد أمتي من غير ماتتكلم ..

وفجأه وجدت أحدي صديقاتها التي تعرفت عليها مؤخراً وقد كانت فتاه تونسيه ..

زينب : زهره انا حجزتلك عند دكتوره كويسه عشان تطمني علي البيبي

لتمسح زهره دموعها سريعا .. فتقترب منها زينب قائله بتسأل : مالك يازهره انتي بتعيطي ياحببتي

فحركت زهره رأسها بفتور وهي تمسح دموعها قائله :

مافيش حاجه يازينب .. ميعاد الدكتوره أمتي

فطالعت زينب ساعتها قائله : بعد ساعه .. نستأذن ونخرج

فأبتسمت اليها زهره ببتسامه ممتنه قائله : طب يلا

..............................................................

وقفت فرحه بجانبه تتأمل شبكتهما وهو ينتقوها .. فمر شريط ذكرياتها مع مصطفي منذ اعترافه بحبه لها .. الي فرحتها عندما جاء يطلب من والدها .. حتي يوم شبكتهما وعقد قرانهما

لتنحدر دمعها من عينيها .. مسحتها سريعا وهي تُشاهد حازم ينتقي هو أيضاً دبلته الفضيه

وأقتربت منه وهي تنظر الي دبلتها التي تلمع في بنصرها

داعيه من قلبه وبصوت خفيض : يارب ديمه نعمه في حياتي

..................................................................

وقفت زهره مزهوله .. وهي تراه أخيراً يتحدث معها

ورغم ان نبرة حديثه كانت قويه .. الا انها شعرت بالسعاده بأنه أصبح يشعر بوجوده ..

لتجده يسأله بجمود : كنتي فين ، السواق قالي انك مروحتيش معاه ..مع انه استناكي في ميعاد الانصراف

فتذكرت زهره امر السائق الذي يصطحبها صباح بعدما يُغادر هو ذاهب بمفرده .. ويأتي عند انتهاء دوام عملها ليصطحبها ... حتي تجاهله كان في هذا ايضا

لتُمتم زهره بخفوت : روحت مشوار مع زينب صاحبتي

فأقترب منه شريف بجمود وهو يهتف بها بغضب : والهانم مقلتش ليه قبل ماتخرج ، ولا خلاص فاكره نفسك مش متجوزه

فأبتلعت كلمته بوجع .. فهي بالفعل أصبحت لا تشعر بأنها أمرأه متزوجه .. هي الان تشعر بالوحده والمراره

وتنهدت بألم : لما طلعتلك الشركه .. كنت جايه أقولك

بس انت قولت وراك شغل ومسألتنيش حتي انا هنا ليه

فطالعها بصمت .. وهو يعلم بخطأه وتسأل ببرود : وروحتي فين بقي

ظلت تتأمله للحظات وهي لا تعلم أتخبره أنها ذهبت لتطمئن علي طفلهما ام تظل صامته .. وهتفت بتنهد : زينب كانت تعبانه شويه فروحت معاها للدكتور

فتأملها قليلا .. وهو يحرك رأسها بصمت الي ان قال :

كتب كتاب هشام كان النهارده !

.................................................................

أحيانا نظن بأن الحياه ستظل دوماً هادئه دون عواقب

رغم ان الكون ليس كذلك .. فالبحار رغم صفائها لها أمواج تقتلع كل ماحولها .. والسماء رغم جمالها يأتي الرعد ليجعلها كالصاعقه وأيضا الجبال رغم سكونها تتهاوي قممها احيانا

كان لا يعلم لماذا يعاقبها..

ايعاقبها علي ماضي لا ذنب لها فيه

فهي احبت مثلما أحب هو ..فماذا يفرق الآن هل لأن اخيه هو حبيبها السابق ام ماذا ..ام يعاقبها علي خوفها منه وعدم أخبارها له بهوية حبيبها في البدايه ...

ليردف الي حيث يجدها دوما

فقد كانت تقف تنظف المطبخ الذي يلمع من كثرة تنظيفه

ووقف مصدوما عندما وجدها تسحب منامتها الواسعه للخلف كي تضيقها علي خصرها وأسفل بطنها

ولولا وقوفها بزوايه ماكان شاهد بروز بطنها الصغير

ليسمعها تهمس بحب وهي تضع بيدها علي بطنها :

تفتكر بابا هيعرف بوجودك امتي؟...

وفرت دمعه هاربه منها تتذكر فيها تجاهله إليها منذ 4 أشهر عندما قررت أن تخبره بكل شيء بعدما علمت بزواج هشام من أخري والتي لم تكن اختها بل صديقتها "منه"

ليصعق هو مما سمع فزوجته بالتخمين حامل منذ 6 أشهر

وتسأل طفلها متي ستخبر والده بحقه فيه .. ليفهم الأن سبب طلبها من عمران أن تعمل في البيت منذ شهر ونص

وأيضا أرتدائها دوما ملابس واسعه امامه

غير هروبها منه بعدما تسأله عن أي شئ يُريد ان تفعله له

كل ذلك التخبط كان يدور بعلقه .. ليجد نفسه يقترب منها اكثر حتي همس بضعف : يامجنونه لسا بتفكري تقوليلي

لتشهق زهره فزعاً .. وهي تراه امامها .. لتجد نفسها مازالت تقبض علي ثوبها ..فتركته سريعا

ليُتابع هو حديثه : عايزه تقوليلي يوم ما تروحي تولديه ..

لتنظر اليه زهره بأعين دامعه قائله : كل مره بفكر اجي اقولك فيها ..كنت بتتجاهلني

وتعال صوت نحيبها وهي تُتمتم : انت عملتني وحش اوي ياشريف ، انا مكنتش مصدقه انك انت

فأبتسم اليها بدفئ .. فهو حتي لو لم يعلم بحملها .. كان سينهي تلك المهزله .. فأخيه قد تزوج وأصبح له حياه ..

وهي وحدها من تحملت الذنب .. وأخرج فيها غضبه .. وعاقبها شهوراً

فضمها اليه بندم : بعدي عنك كان تعبني اكتر منك يازهره

بس كان لازم ده يحصل عشان اعرف أخد قرار

فأرتجف قلبها من قراره .. وظنت بأنه سيتركها

ليبتسم قائلا : مقدرش أبعد عنك يامجنونه ، انتي حياتي كلها يازهره

وعندما تعلقت نظرات أعينهم .. أخفض بيده نحو بطنها كي يتحسس جنينهم بحب

ليجدها تبتعد عنه قائلا بتذمر : انا كمان لازم أعاقبك واخد حقي منك

فعادت الضحكه تظهر في ملامحه ثانيه ليهتف بدعابه :

هنقضيها بقي عقاب .. ونضيع حياتنا

لُتمتم هي بغضب مصطنع : انت اللي بتعاقب بس ، اشمعنا انا

ليُلامس وجهها بأناملها وهو يتسأل كي يُغير حديثهم هذا :

ولد ولا بنت

فرسمت ابتسامة صافيه علي ملامحها ونظرت للأسفل نحو بطنها قائله : ولد

ليجذب خصلات شعرها برفق قائلا بوعيد : هنتقم منك لما تولدي يامجنونه!

........................................................................

فتح عينيه عندما شعر بملمس ناعم وأنفاس تقترب منه

لينظر اليها فيجدها نائمه بجانبه علي الفراش

فطالعها بنظراته الي ان اقتربت منه لتضع برأسها علي صدره قائله : هكون زوجه صح ياحاتم صدقني .. وهعلم ولادي ان الحب هو اهم شئ في الحياه

ليجد حاتم ذراعه تمتد دون شعور ليحتويها من خصرها ..

فشعرت بنجاح تلك المهمه التي طلبتها منها الطبيبه من أجل أن تُصلح علاقتها به مدام هي تُريده

ورفع وجهها بأنامله وهو يتنهد : هعاقبك علي كل لحظه كنتي قدامي ومقدرتش اقرب منك فيها

ومال عليها بنظرات عطشه .. فوجدها تبتسم اليه قائله :

يعني مش هتسبني !

وكانت الاجابه ليله لم تكن تحلم بها يومً .. فقد جعلها تشعر كأنها تعلو في السماء .. فزوجها بالتأكيد خبير بما يجعل أمرأته تذوب بين يديه

..................................................................

كان يجلس بجانب والدته بدفئ .. ليجد زوجته تقترب منه وهي تحمل الصغيره وبيدها الاخر تحمل طعامها ..

ليبتسم اليها هشام بحب .. فرغم هجرانه لها

ومكوثهم كل واحداً فيهم بغرفه .. الا انها تتعامل معه برضي

راضيه بكل مايقدمه له وتفعل من أجله واجل أبنته كل شئ

حتي والدته .. احبتها

وأبتسم وهو يتذكر يوم ان جاء بها هنا ليُعرفها عليها

فكان ردها " شايفه فيها نظرة خير يابني ، شكلها طيبه وهتسعدك "

ولم تُخيب نظرة والدته حتي الأن .. فهو بعد ظلمه لنهي أصبح لا ينظر للناس مما كانوا عليه في الماضي

فالجميع يُخطئ ولكن ليس الجميع يشعرون بالندم ويصلحون من أنفسهم

لتجلس منه بالقرب منهم علي استحياء من نظراته المتفحصه فيها ... وظلت تتطعم الصغيره بأعين هاربه

لتسمع صوت حماتها الضاحك وهي توكظ أبنها علي ذراعه : خد مراتك وروح .. بدل النظرات ديه

فطالع هشام والدته وهو يُقبل يدها بدفئ قائلا بدعابه : بتطردينا ياست الكل

فأبتسمت اليه والدته برضي وهي تدعي اليه بالسعاده

.................................................................

فتحت عينيها بصعوبه وهي تشعر بالألم في كل أركان جسدها .. فطالعتها الممرضه بتسأل : انتي كويسه

فلمعت عين جميله بالدموع وهي تري بأن كل شئ قد تحطم

وأنها اصبحت لا تصلح لشئ

لتقترب منها الممرضه بأشفاق : اهدي عشان غلط عليكي

وذهبت كي تأتي بالطبيب لفحصها

وأغمضت عيناها وهي تتذكر كذبتها علي والديها

بأنها ستسافر من أجل مشروع مهم رشحتها له الشركه

لتكون هنا اليوم بمفردها .. فهي لا تُريد ان ينظر احد اليها بأشفاق حتي والديها

..................................................................

شعرت بسعاده وهي تراه يجلس معها عند الطبيبه .. فأخيراً دعوتها قد استجابت واصبح شريف معها الان

لتمسك بيده قائله بمرح : لم يتولد هقوله انك مكنتش بتهتم بمامته

ليضحك شريف علي عبارتها وهو يضمها بأحد ذراعيه قائلا : وانا هقوله ان امك الهابله خبت عليا وجودك وقال ايه خايفه مني ..

وتابع حديثه بغرور ومشاكسه : ده انا مافيش أطيب من قلبي ياظالمه

فلمعت عين زهره بالسعاده وهي لا تُصدق بأن كل شئ قد انتهي منذ ان علم بحملها .. وعاد شريف كما كان

ليلاحظ شريف شرودها فيه قائلا بأسف : عارف اني كنت قاسي يازهره ، بس ده عقابك عشان تتعلمي ازاي متخافيش

وتابع بتنهد : كنتي خايفه مني يازهره ، المفروض أكون انا أمانك واقرب حد ليكي

فطالعته زهره بألم .. وهي تتمني أن ينسي فعلتها .. ليسمعوا صوت نداء دورهم فيقفوا سويا في صمت ولكن ذراعه مازالت تحتويها

...................................................................

باغتها هشام بأختضانه لها وهو يشعر بالسعاده بعدما هاتف شريف الذي اخيراً غفر له فعلته .. وعلم منه بحمل زهره

ورغم انه شعر بالحزن عندما طلب منه مازحاً بأن يعود الي مصر ويستقر .. فرده كان

" بأن الوقت لم يحن .. وان غربته ستطيل لفتره "

فأخيه يُريد ان يبتعد عنه وهذا ما ألمه .. ولكنه يعلم في النهايه سيسير كل شئ علي مايرام .. فكل منهم أصبح لديه عائله

ليفيق من شروده علي تملص منه من بين ذراعيه .. فيلتقطها ثانية

لتهتف به قائله : سيبني ياهشام .. عشان أكل نهي

فتنهد هشام بحنق : هو في ايه .. هي نهي ديه دكر بط مثلا عماله تزغطي فيه

فضحكت علي نبرة صوته .. ليُتابع قائلا : نهي نامت علي فكره

فأبتعدت عنه أخيراً لتهمس بهدوء : طب هروح انام انا كمان

ليجذبها هشام اليه قائلا بمكر : نوم تاني لوحدك مافيش

وقبل ان تُبدي اي أعتراض او تتسأل عن تغير قراره

كان يحملها بين ذراعيه وهو يهمس بدعابه : يارب مانهي تصحي !

..............................................................

ورغم حزنها بأنهم لن يأتوا لمصر لسنوات وأنها ستلد هنا

لا انها شعرت بالراحه قليلا من اجل تلك الهدنه ..

ليقترب منها شريف وهو يُطالع بطنها قائلا بدعابه : انا شاكك في الحمل ده .. انتي عندك انتفاخ صغير ولا ايه يازهره

فضحكت بتعب : ماعشان كده قدرت أخبي عليك

فجذبها نحوه .. وظل يُطالعها بتوعد : متفكرنيش بعملتك المهببه ..

وعندما وجدها تضحك ثانية نظر اليها بتمعن وهو يهتف :

اول مره اشوف ست بتحلو علي الحمل

فشعرت بالخجل من مُغازلته وتنهدت بشوق : الله يخليك ياشريف متبعدش عني تاني مهما كان

فظل يتأملها بندم علي مافعله بها وقسوته معها .. ورفع بيديها الاثنان نحو شفتيه ليقبلهما بدفئ قائلا : صدقيني يازهره هجري ليكي مكنش غير اني كنت محتاج افكر ..

وتابع بحديثه : ولما فكرت لقيتني بسأل نفسي سؤال

" ازاي اعاقبك ومعاقبش نفسي .. ماانا برضوه عشت قصة حب .. ولا هو بيكون حلال للراجل وحرام للست "

وبعدما أنهي عباراته .. اندفعت نحوه سريعا تتخذ حضنه أماناً لها

...................................................................

وبعد خمسة أعوام..!

كان يقف يصفق بحراره وهو يراها تُكرم كمصممه عربيه

ليجد أنامل صغيره تجذبه من بنطاله .. ليتذكر صغيره

الذي يقف بجانبه وقد نهض من علي مقعده عندما نهض هو

ليُطالعه الصغير بعينيه السوداء اللامعه : شيلني عايز أتفرج علي مامي

ليهبط شريف لمستواه ضاحكاً وهو يحمله وتنهد قائلا :

هو في راجل بيتشال

لتنكمش ملامح الصغير بطريقه مضحكه .. ويبتعد بوجه عنه وهو يُتمتم : انا مس عارف بتحبك علي أيه ..

ليحملق شريف فيه .. وهو لا يُصدق بأن هذا الطفل المتمرد صاحب اللسان الطويل .. طفله هو وزهره

وطالعه وهو يلوح لوالدته بيده قائلا : مامي .. مامي .. هييه ..هييه

لتركض زهره نحوهم بعد ان ألقت كلمتها بسعاده ومنحت تلك الهديه لعائلتها الصغيره

واقتربت منهم بحب ..

"حبايبي الحلوين اوعوا تكونوا اتخانقتوا تاني "

ليمسك شريف وجه طفله وهو يضغط عليه برفق : انا وفهد نتخانق برضوه

وقذفه نحوها وهو يُتمتم : انا حاسس ان الواد ده مش أبني

ليُطالعه الصغير بنظرات ضائقه ، واقترب من وجه والده بتذمر قائلا : اه انا ابن مامي لوحدها

وأخرج له لسانه .. ليضحك شريف علي طفله الذي يناكشه دوما وحمله منها ثانية مُتذكراً بأنها في بداية حملها الثاني

قائلا بتوعد : العيل التاني لو مطلعش بنت .. هطردك انتي وابنك

فوضعت زهره بيدها علي فمها وهي لا تُصدق بأن هذا هو زوجها .. الذي يهابه الجميع فهو في السنوات الاخيره

أصبح أسمه يعلو بصداره

وتبطئت بذراعه وهي تستمتع بمشاكسة فهد اليه ...حتي انتهت المشاكسه بقبله من الصغير علي وجنتيه

لتسمع شريف يخبره بفرح : حبيب بابي

فيرد عليه الصغير : حبيبي ياشقيق

ليلتف نحو زهره غير مصدقاً بما تفوه به قائلا بصدمه :

انتي متأكده ان الواد ده ابننا

فضحكت زهره وهي تُطالع طفلها المتشرد كما تطلق عليه قائله : بصراحه لاء ..

وتذكرت ما فعله بها في حملها قائله بحنق : انت السبب علي فكره .. نفسيتي فهد اتكونت بسببك

فرفع اليه أحد حاجبيه وهو لا يُصدق ما تتفوه به ... ليهتف قائلا : والله .. ماشي يازهره

فأبتسمت زهره بسعاده وهي تري تغير ملامحه .. وعندما ركبوا سيارتهم مالت عليه لتُقبل احد وجنتيه قائله : بضحك معاك ياحبيبي !

ليبتسم اليها بعشق .. وغمز لها بأحد عينيه كي تفهم مقصده

ثم نظروا الي طفلهم القابع بالخلف .. ليجدوه يُطالعهم بتذمر قائلا : صالحوني انا كمان

فضحك كلاهما وهم يُطالعونه بحب .. ثم أقتربوا منه ليقبلوه

..................................................................

لم تُصدق نفسها عندما أخبرها بأنهم أخيرا سيعودون لوطنهم

ويعيشون بكنف عائلتهم... ولكن عندما هبطت بقدميها هي وهو وطفلهم علي أرض المطار أدركت انها لا تحلم

ليضمها شريف بذراعه وبذراع اخريمسك يد طفله قائلا : ربنا يخليكم ليا

..................................................................

خطي بأقدامه نحو والدته التي كانت قابعه وتحت أقدامها أطفال اخيه يلعبون ... لتصحو والدته من غفلتها القصيره

علي صوت أحفادها .. لتُطالع الواقف امامها بشوق

وتمتمت بخفوت : انا مش بحلم ياشريف

ليقترب منها شريف أكثر .. وينحني نحو والدتها ليقبل يداها

فضمته اليه بحب وظلت تقبله بأشتياق .. غير مصدقه انه الان بين احضانها .. فقدومه لم يعلم به أحداً

لتهمس بعتاب : مش هخليك تسافر تاني ، حتي لو أضطريت أضربك واحبسك

فضحك وهو يستمع لحديث والدته .. ونظر الي زهره وطفله الواقفين ينظرون اليهم ببتسامه هادئه

وشعر اليوم بأن اكثر الاشياء حقاً مرهقه عندما يتركك اولادك .. ويرحلوا بعد أن أفنيت عمرك لأجلهم

فهو لم يفهم ذلك الشعور الا عندما أصبح أبً

لتبعده عنها بذراعيها بعدما لمحت حفيدها وزهره

وفتحت ذراعيها اليهم لتتقدم زهره نحوها بأشتياق

هي والصغير الذي يقف يُطالع ابناء عمه وهم يلعبون بألعابهم

وبعد عناق دام طويلا ..

هتفت بزهره بوعيد : انا جوزتهولك عشان ميسافرش تاني ، سامعه

فضحكت زهره علي نبرة والدة زوجها الحنونه .. ونظرت الي زوجها

ليبتسم شريف قائلا : احنا خلاص ياماما قررنا نعيش هنا ..

فخفق قلب والدته وضمته بذراعيه وأخيراً قد تحققت أمنيتها..

ليسمعوا صوت مشاغبه الصغار مع بعضهم .. فهشام أصبح لديه طفلا من منه ..

فنظر شريف الي طفله الذي هو أساس ذلك الضجيج

ليسمعه يُعنفهم قائلا بطفوله : وسعوا كده خليني ألعب معاكم

فتتأمله جدته وهي تنظر لوالده قائله :طالع لعمو هشام

ليردف في تلك اللحظه هشام وبجانبه منه من باب فيلته التي يقطنها هو وعائلته الصغيره .. ليُطالع اخيه بدهشه واقترب منه بسعاده : مين بقي اللي طالعلي ياست الكل

وعانقه بشوق وهو لا يصدق بأنه اخيراً قد رأي أخيه وقد تبدلت نظراته من العتاب الي الحب

ليهمس في اذنه بحب: وحشتني اوي ياشريف

ليضمه شريف اليه أكثر... الي ان وجد أيد تتشبث به

فيعلم بأنه المتشرد طفله .. ليبتعد عن أخيه فيسمعه يهتف :

ابعد خليني أبوس عمو هشام

لينظر اليه هشام ضاحكا، وأنحني بجسده كي يحمله بحب ..

ليهتف بهم شريف قائلا : نسختك ، اتفضل ياسيدي !

ليُطالع هشام الصغير وهو يدغدغه قائلا : سبهولي بقي

ليتركهم شريف ويتجه نحو أبناء أخيه الذين قد تخلوا عن اللعب واصبحوا يأخذون دور المتفرجون وفتح ذراعيه اليهم بدفئ قائلا : انا خليني مع نهي وأدم .. دول بقي اللي طالعين لعمهم مش زي المتشرد أبني

لتضحك والدتهم عليهم وهي تربط علي اقدام زوجات اولادها الجالسين بجانبها

..................................................................

خطت زهره بخطوات سريعه نحو والديها وقد ظهر عليهم الشيب اكثر .. لتُعاتبها والدتها قائله : براحه يازهره عشان اللي في بطنك

لتبتسم اليها زهره وهي تشعر بالسعاده ... فأخيراً اصبحت بينهم..

وتري نظرات والدها المتلهفه علي حفيده

وعندما رأه تركهم ليذهب اليه .. فالصغير قد اطار عقله منذ أن جاء ليحتل مكانه كبري في عقله وقلبه

لتنظر والدتها الي الانوار المعلقه في الحديقه قائله : ماشاء الله يابنتي ، ربنا يباركلك انتي وشريف

وعلي نطقها لأسم شريف .. وجدته يقترب منهم ليُقبل يدها بحب قائلا : منوره بيتك ياماما

فربطت هي علي كتفه بحنان .. فهو لم يخن ثقتها به يومً

ليتسأل : فين جميله !

لتهمس بحزن علي حال ابنتها الذي تغير منذ سنين .. واصبحت تقتل نفسها بعملها .. فهي أصبحت ناجحه في مجالها ولكن قد خسرت أشياء اخري في حياتها

وهتفت بحزن : قالتلي هتيجي بعد ما تخلص شغلها

ليمسك شريف بيدها وهو يُطالع زوجته التي تقف بجانبها...

ويبدو انها حزينه علي حال اختها المُتغير الذي لا يعلم به أحدا

................................................................

كان الكل يضحك رغم ما به من هموم .. فتلك الحفل الذي فعلها شريف من اجل عودته وبدئه صفقته الجديده مع حاتم

كانت هي عودت تجمعهم كأسره

ليأتي المصور طالبً منهم بأن يقفوا جميعهم ليلتقط لهم صوره عائليه ...

وعندما وقفوا جميعهم مصطفين ببتسامه واسعه قبل ألتقاط الصوره

خرجت زهره راكضه من بينهم نحو شقيقتها التي جائت اخيراً .. لتضمها بذراعيها

فضمتها اليها جميله بوجع اصبح يمتلك قلبها .. لتجد زهره تجذبها من يدها قائله :

يلا ياجميله عشان تتصوري معانا

فوقفت جميله للحظات تُطالعهم .. وهي تظن بأن جميعهم يقفون يُطالعونها بأشفاق ولكن كل واحداً منهم كان مشغول بعائلته الصغيره ..

فهشام يقف بجانب منه وطفليه

وحازم يقف بجانب فرحه يضمها بذراعيه لحضنه ويحمل طفلته الصغيره بذراع

وحاتم يضم شريف الذي أقترب منه في الطوول بحنان ابوي.. ومريم تحتضن أبنتها اليها

وكل من والديها يبتسمون اليها ببتسامه حزينه علي حالها

والباقي يقفون منتظرين ألتقاط الصوره بعد ان اوجعتهم أقدامهم من الوقوف

فلم تشعر بنفسها الا وهي تقف وسطهم بعد أصرار زهره عليها .. وعندما أستمعت لصوت المصور وهو يبدأ في الاستعداد لألتقاط الصوره

وقفت في الهامش كي لا يلتقطها المصور بينهم

ليبتسم اليهم المصور بعدما ألتقط الصوره .. ونظر في عدست كاميرته لكي يُطمئن علي ألتقاطه للصوره

فيكون وجه شريف وزهره من يتوسط الصوره ناظرين الي أعين بعضهم بحب .. والأخرين حولهم يبتسمون

أما واحداً يقف علي اطراف الصوره .. لا يظهر سوا جزء منه


ومن هنا تنتهي حكايتنا

وتوته توته خلصت الحدوته بحلوها ومرها

لنعلم أن الحياه لا تتوقف عن أعطائنا الدروس دوماً

وكل منا سيجد عبره خاصه به وحده ليتعلم منها


الــــنـــــهـــايــــــه ❤

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة