-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل التاسع والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل التاسع والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل التاسع والثلاثون

 ياشيخ الحق جمره عتولد وبشندى عيقولك العيل جاى مخلوف وهى خايفه ومعارفشى يعملها ايه ...


حكيم انتفض من الخوف وعينه راحت على باب اوضة جماره وبلع ريقه بتوتر وهو عيهمس لنفسه :

استغفر الله العظيم وديه وكته برضك ياجمره!!..حكمتك يارب ..


راح على الاوضه وخبط عليها وطلب الداكتوره تطلعله وبمجرد مالباب اتفتح بص لجماره اللى كانت واخده وضع الولاده على السرير المخصوص بتاع الولاده الطبيعيه وامها جارها ماسكه يدها والتعب باين عليها وبصتله باستنجاد وهمست بأسمه من غير صوت بس هو شاف حروفه على شفايفها ونار قلبه زادت عليها بزياده وغصب عنيه بعد عنيه عنها وسأل الداكتوره : قدامها كد ايه وتولد ياداكتوره .


الدكتوره : خلاص تقريبا نص ساعه وتكون والده وقايمه بالسلامه بأذن الله ..الرحم فتح والطفل معدول وكل حاجه طبيعى ..


حكيم هز دماغه وابتسم وهو عيبص لجماره مره اخيره يطمنها وهى فعز تعبها ردتله الابتسامه وبعدها الداكتوره دخلت وقفلت الباب وحكيم بسرعة الريح كان مغادر الوحده وراكب الكارته اللى جاله بيها الغفير بعد مابشندى روح بيها طوالى بعد ماوصلهم بطلب من حكيم عشان يفضل جار جمره


طلع بيها حكيم بكل سرعه وهو عيهمس لنفسه : سامحينى ياجمارتى مش بيدى وبص للسما وابتدا يدعى

يارب عدلها من حداك وسهلها عليهم هما التنين يارب ..يارب حطنى فأئ اختبار فالدنيا تمتحن بيه صبرى وايمانى بس بعيد عن جمرتى وجمارتى ..عبدك الضعيف قليل الحيله عشمان فكرمك ياأكرم الاكرمين ...


دقايق معدوده بأقصى سرعه بالكارته وكان حكيم قدام بوابة السرايا وفط من الكارته حتى من قبل ماتوقف زين ورمح دخل السرايا وشاف بشندى والسايس عيحاولو ينومو فجمره وهى رافضه وواقفه وبمجرد ماشافته صهلت عليه باستناجاد ..


حكيم قرب منيها قوام وحضن رقبتها وبص لبشندى والسايس وسألهم بقلق ..هى واقفه على حيلها ليه ..ليه مانايماشى !


السايس : بكريه وخوافه قوى ياشيخ كل ماتنام ويجيها الطلق تقوم تقف من الخوف وديه سبب خلفة العيل وانه جاى بدماغه مش برجليه ..


حكيم حب جمره وابتدا يهمسلها وهو عيمسد عليها بحنان وخوف ويميل رقبتها للأرض ويقعد معاها بالراحه عشان تنام ..


يلا ياجمرت حكيم شدى حيلك هبابه عارفك عفيه وكدها وكدود ..يلا عشان تقوميلى بالسلامه وتجيبيلى مهره حلوه شبهك اكده ..يلا ياحبيبتى متخافيشى دانتى قومتى من حضن الموت وعارفك اقوى فرسه فالدنيا ..يلا يابتى يلا ...ومع كل همسه كانت جمره تستجيب وتطمن لصوت حكيم اكتر وتنزل معاه للأرض لحدت مانامت ..


وبمجرد ماعيملت اكده بشندى بسرعه مسك رجلينها القداميه والخلفيه وضمهم قيدها وهى بصت عليه بخوف لكن حكيم بسرعه خد دماغها على حجره وطبطب عليها يهدى خوفها وبص للسايس وقاله بحزم ...ادفع الراس لجوه تانى والقُط الرجلين بسرعه ...


السايس هز دماغه بالموافقه وبسرعه ابتدا ينفذ وبمجرد ماعميلها جمره رفعت راسها وجضت بألم خلت حكيم زعق بعلو صوطه فالسايس :


مابالراحه ياخى ..

السايس :هدى حالك ياشيخ ماهى لازمن تتألم داى ولاده ..ومش اى ولاده داى بكريه وخلفت العيل وحدها عذاب ليها ..ادعيلها ربنا يسلم وتقوم بالسلامه عشان الفرس شكله اتخنق ..


حكيم رد عليه بتوتر زاد مع كلامه ..ربنا معاها ومعاى قادر يجبر بخاطرنا ..بس انتا هم برضو وبالراحه عليها هبابه ..


السايس بفرحه :اهم الرجلين اهم ..مسكت وحده ...واددى التانيه ااااهه ..


وابتدا يشد لغاية ماطلع الرجلين بعدهم الراس بالاكتاف وبعدها جمره حزقت مره وحده وطلع منيها العيل وبشندى والسايس هللو بفرحه لما الفرس الصغير نزل حى وبشندى بص للسايس وبضحكه قاله :مش قولتلك مهتولدشى غير لما تشوف حكيم الفاجر عشاقة حكيم

اصل انى عارفها يابوى روحها مربوطه بيه القزينه داى ...


حكيم ضحك بفرحه وبالذات لما جمره حطت راسها على حجره بتعب و ميل عليها وحبها وهمسلها :مبروك ياروح الشيخ ورفيقة دربه ..والله وبقيتى ام ياجمره !!

وبسرعه شال دماغها سندها على الارض وجرى لبره بعد ماوصى بشندى على جمره وولدتها وركب الكارته وطار على نص قلبه ونص عقله التانيين ..

وبشندى هز راسه هو واعيه متشندل وهمس لروحه :يعينك ياولدى عاللى انتا فيه ديه ...وانتبه وبص للسرايا على صوت بكا ولده سخاوى واطمن على جمره قوام وراحله يشيله ويسكته ..


حكيم وصل الوحده ومن على بابها صوط صراخ جماره خلى رجليه بادو وبالعافيه قدر يمشى المسافه لغاية اوضتها ووقف قدام الاوضه يرجف وهو سامع صرخات متتاليه من جماره ومسك مقبض الباب وكان هيفتحه ويخشلها لكنه وقف موطرحه لما صراخها اتبدل بصرخه تانيه صغيره شقت قلب حكيم شق من الفرحه.


غمض عنيه وابتسم لأحلى نغمه ممكن حد يسمعها فالدنيا صوت حته منيه عتعلن عن وجودها فالحياه وعتنبه الجميع انها وصلت للدنيا .


دقايق معدوده فضل فيها حكيم يحمد ربه ويشكر فضله وبعدها طلعتله عيشه شايله العيل ومدتهوله وهى عتقوله بفرحه : مبارك عليك الشيخ الصغير ياشيخ حكيم ..


حكيم قبل مايبص للعيل رفع نفسه وبص لجماره من فوق دماغ عيشه وهى اول ماشافته ابتسمتله بتعب ووكتها بس قلبه ارتاح وشال عينه من عليها ونزلها على حتتة اللحمه الحمره اللى ملفوفه بالقماش وقلبه رفرف عليه ..


وشاله وكبر فودنه وسمى ورفع حواجبه بدهشه واستغراب وهو شايف ولده عمال يودى خشمه شمال ويمين وهو فاتحه كيف الزرزور الصغير الجعان ..


حكيم بص لعيشه وضحك وهو عيقولها : ديه نازل جعان ياخاله ..كنه طالع على عمته غاليه مفجوع!


عيشه :حقُه ياولدى شوف امه بقالها كام ساعه مكلتشى ..هروح اساعدها تقوم واجيبها انى والتومارجيه على الاوضه التانيه ترتاحلها هبابه وترضعه السرسوب اللى يشبعه ويشد حيله ..


حكيم وهو بيمدلها الواد :هتساعدها كيف هتخلوها تمشى يعنى؟


له يبوى خدى الواد انى هدخل اشيل مرتى واجيبها على الأوضه

هتقدر تمشى كيف وحيلها باد من وجع الولاده ..


اداها الواد ودخل على جماره الاوضه وشالها بعد مالفلفها بالملايه اللى كان جايبها بيها كويس، وطلع وداها على الاوضه التانيه وسط استغراب الداكتوره والتمارجيه اللى معاها عشان داى اول مره يشوفو راجل عيعامل مرته بالحنيه والحب ديه كلياته ..ومش اى راجل دا الشيخ حكيم بذات نفسه ..


حكيم وصل بيها للسرير ونزلها بشويش وهمس فودنها : كبرتى وبقيتى ام يانن عين حكيم وخليتينى اب ياجمارة القلب بس

احلى ام فالدنيا كلها والله .


جماره همستله بتعب :شوفت ولدنا ياحكيم؟ طالع شبه مين فينا .


حكيم : والله ما مكنت فيه زين من قلقى عليكى وخوف قلبي ..وبعدين ياستى يطلع كيف مايطلع ..اهم حاجه تمام الخلقه ..


واثناء ما هما عيتحدتو اتدخلت عيشه فالحديت وهى عتقرب منيهم :اخدى يابتى وشوفيه وملى عينك منيه ..افرحى يابنيتى بعوضك بعد تعبك وقرى عينك ..


جماره مدت يدها لولدها لكن حكيم سبقها وهو اللى شاله من عيشه وقربه على جماره وهى ضحكت بفرحه وهى شايفاه عيملمص من الجوع وحطت صباعها جار خشمه وهو ابتدا يحاول يوصل لصباعها عشان يرضع وهى زادت فالضحك وحكيم كمان ضحك عليه معاها ..


جماره :بص ياحكيم عامل كيف الزرزور الصغير كيف!!

حكيم :والله لساتنى قايلها ..


عيشه :يتربى فعزك ياشيخ وفحنانك يابتى ..


حكيم :تعيشى يام سخاوى ..


عيشه واعيه فرحتهم وضحكهم وجماره واخده الواد فحضنها وحكيم واخد التنين فحضنه ودعتلهم من كل قلبها:

ربنا يديم الفرح عليكم والود مابينكم يارب ياعيالى ..الحمد لله القلوب الصافيه عرفت طريق بعضها وربكم جمع ووفق ..


وبعدها علت صوتها وهى عتسأل :هتسميه ايه ياشيخ ؟


حكيم ابتسم وهو باصص لابنه :تميم ..هسميه تميم


جماره ديقت حواجبها باستغراب وسألته :تميم !! ايه الاسم الغريب ديه ياحكيم؟ وبعدين معناته ايه!


حكيم :غريب كيف يابوى ..تميم معناته الرجل الكامل الخَلْق والخُلُق، الشديد ..وبنو تميم من أكبر قبائل العرب.


جماره هزت دماغها بتفهم وبصت لولدها ومسكت يده وميلت عليها حبتها بحنان وهى عتهمسله : نورت الدنيا ونورت قلوبنا ياسى تميم


عيشه :زين مااخترت وسميت يابو تميم ..

حكيم هزلها دماغه وابتسملها ورجع بص لولده ومرته واتقطعت لحظة السكينه اللى التنين فيها بسماع صوت بشندى عيلعلع فالوحده ..


هى فين بت المحروق داى ..مهمله الواد اللى عيرضع وجايه بطولها ..


عيشه جريت عشان تفتح باب الاضه واول مافتحت لقته فوشها وعلى وشه غضب الدنيا ومدلها الواد وهو جازز على سنانه :


الواد اتفلق من البكيه شاله تتفلقى نصين يابعيده ..فايتالك عيل صغير وراكى معياكلشى ومعيعرفشى غير يرضع للناس تعمل فيه ايه وتسكته كيف؟!


عيشه :وانى كنت فايه ولا فأيه يابشندى ..كنت هوعاله ولا اوعى لبتى!


بشندى :ولدى اولى من بتك ..سخاوى ديه سخااااوى واد بشندى ..يعنى تهملى الدنيا وتقفيلو زنهار سامعه ..غورى يلا رضعيه فالاوضه التانيه دوكها ...


عيشه طلعت بالواد من جاره وهو بص لحكيم وجماره :حمداله بسلامتكم انتو التنين ..وبالزات حكيم اللى كان عيوطلوق اكتر منيكى ..قوليلى جبتى ايه يابت عيشه؟


جماره :واد ياعم بشندى .

بشندى ابتسم بفرحه :جدعه يابه طالعه لامك ..يتربى فعزك ياشيخ البلد .. نقيتولو اسم ولا اسميهولكم انى ..

التنين فنفس واحد :له نقيناله.


بشندى :ومالكم فطيتو من موطرحكم اكده؟ دانى كنت هسميهولكم اسم محدش مسميه واصل ..كيف سخاوى اكده ..بس يلا انتو حرين ..عقولك صوح جمره قامت على حيلها وولدتها قامت ورضعت وبقو كيف الورد هما التنين ..


حكيم غمز لبشندى عشان ميكملش لانه ماصدق انه لحق رجع لجماره فالوكت المناسب وكان ناوى يدس عنيها انه راح لجمره وهملها


لكن بشندى كمل وهو عيقلد حكيم وهو عيغمز :

عتغموزلى لييه ..ليه عتغموزلى اكده ..وحكيم عضله على شفته وبرضو بشندى عض على شفته زييه وكمل ..عتغموزلى بعينك وخاشمك ليه هاه ..واستمر يقلده ..


حكيم ضرب مقدمة دماغة بأسى وبشندى كمان عيمل زيه واتحدت بإدراك اخيرا :


إيوه إيوه ..انتا معاوزنيشى اقول قدام جماره انك هملتها عتولد وروحت ولدت جمره وعاودتلها تااااانى ..اهو انى دلوك فهمت ..طب مش تقول ياخى !


حكيم بص لبشندى بغيظ :ياريتك مافهمت ياشيخ ..روح يابشندى روح شوف مرتك وولدك فين روح ...


بشندى وهو ماشى :انى واد مركوب اصلا انى واقف وعاخد وادى معاكم ياشوية هلس معيتمرشى فيكم ..اروح لولدى يابوى ..


حكيم رفع عنيه على جماره اللى كانت بصاله ومبتسمه وهمسلها :يلا بسرعه قولى اللى فنفسك بس ماتتعصبيشى عشان مش زين عليكى وانتى نفسه ..


قالها وغمض عنيه وعقص وشه استعداد لوابل من الشتائم وموجه من الغضب لكنه اتفاجأ بنبرة جماره الهاديه وهى عتقوله :

حمداله على سلامتها ..جابت مهر ولا مهره؟


حكيم فرد ملامحه وفتح عين وحده وبص لجماره يتأكد ان كانت ملامح وشها هاديه زى كلامها ولا الكلام الهادى دا ماهو الا سخريه ..لكنه اتفاجأ بنفس الابتسامه على وشها وفتح عنيه الاتنين وبرق بذهول وهو عيسألها :


يعنى مزعلاناشى عشان هملتك وروحتلها ؟

جماره هزت دماغها بنفى :له مزعلاناشى ياحكيم ..عشان خابره ان جماره مليهاشى غيرك وانك مكنتش سامحت حالك واصل لو كنت هملتها وقعدت جارى وهى جرتلها حاجه ..


حكيم حب على راسها واخد نفس وزفره براحه :متتصوريش انى كنت عاتل هم انى اقولك كيف ..لدرجة انى فكرت مقوليكيشى عشان متزعليشى ..


جماره :اهو انى لو كنت دسيت عنى كنت وكتها زعلت منيك صوح ياحكيم ..


انى خابره انك النوبادى كنت هتدس عنى عشان مزعلشى واخد فنفسى ..


لكن انى عقولهالك اهه ..مفيش حاجه تحصول مع حد فينا ويدسها عن التانى حتى لو كانت هتزعله ..الزعل عيروح لكن كسرة النفس عتتتخزن ..


حكيم مسك يدها حبها وهمسلها :


آخر نوبه هدس حاجه عنيكى حتى لو كان فيها زعل ..هقولها وازعلك وهعرف مااراضيكى بعدها

وغمزلها وضحك ..


جماره ابتسمت وميلت دماغها على صدره وهمستله :هاه مقولتليش برضك جابت مهر ولا مهره ..

حكيم :والله ماعرف ولا استنيت اعرف انى بمجرد مانزلته هملتها وجيتلك جرى ومكنش فدماغى اى حاجه غير انها قامت بالسلامه وانى اطمن عليكى انتى كمانى وتقوميلى زيها بالسلامه


عيشه كانت واقفه على الباب بقالها شويه مراضياشى تقطع حديتهم لكنها فالاخر اتنحنحت :احممم..يلا ياجماره عشان ترضعى تميم اديكى استرحتى هبابه يابنيتى ..


جماره اتعدلت وعيشه قربت منيها وحكيم استأذن حيائا من عيشه لما جماره ابتدت تفتح زارير جلابيتها وطلع قعد جار بشندى بره ..


جماره ابتدت ترضع ولدها واخدت نفس وزفرته بديق وبصت لولدها وهمستله :واعى ابوك هملنى آنى وانتا بين الحيا والموت وراح لفرسته كيف !


عيشه :وااااه ..يشندلك شنديل ..ماتوك كنتى عتقوليلو مزعلانشى وكنتى ناعمه فالحديت كيف قالب زبده عيدب قدامه يابت عيشه ..ايه قَلب حديتك دلوك !!


جماره :قولتها من ورا قلبي يمه ..قولتها بلسانى بس برضك صعُب عليا منيه وصعبت عليا نفسى ..

بس اديكى واعياه كان هيدس عنى عشان ميشوفشى زعلى ولا يسمع منى كلام يأنبه ..


الوحده يامه لازمن تدس غيرتها وزعلها من جوزها على حاجه عيعملها عشان لو عيملت اكده هياخدها على كد عقلها ويعملها من وراها ..


على كد غيرة الوحده من حب جوزها لغيرها زى اهله زى حاجه تخصه زى شغله وخابره زين انها حاجه غصب عنيه ومهيبطلهاشى يوبقى تكتم فقلبها ومتبينشى وتخلى كل حاجه تحصول قبال عنيها بدال متوحصول من وراها ..


واديكى شايفه الشيخ حكيم بزات نفسه كان هيبتدى يعمل الحاجه من وراى ويدس عنى ..هو ايوه لموصلحتى بس بردك انى محاباشى الدس حتى لو لموصلحتى ..


عيشه ابتسمت لبتها وهزتلها دماغها بالموافقه :طول عمرك عاقله ياجماره ومن موصغرك عقلك يوزن بلد ..ربنا يكملك بعقلك يابتى ..


حكيم قاعد جار بشندى اللى كان شايل ولده وعمال يلاعب ويهشتك فيه وفضل باصصله شويه ومبتسم وبعدها جلى صوته وكلمه بهداوه وعينه على سخاوى :


عتحبه كد ايه يابشندى ؟

بشندى وهو عيحب ولده :ياااابوى ياحكيم ..عحبه كد الدنيا بحالها ..عحبه اكتر من نفسى ..


حكيم :طب ايه احساسك لو ربنا لاقدر الله حب ينتقم منك فاللى عميلته فغاليه وفولدها اللى سقط على يدك فسخاوى ..واهى روح بريئه قبال روح بريئه ؟!


بشندى ملامحه اتغيرت وضم ولده لصدره بخوف وبلع ريقه ورد على حكيم بتوتر : ليه عتقول اكده ياحكيم ؟


حكيم : عفرض معاك فرض وعوعيك لقصاص ممكن يتاخد منيك وكما تدين تدان ..بشندى لساته هيفتح خشمه ويتحدت لكن حكيم سبقه :


خابر اللى هتقوله وخابر زين كنت تقصد ايه باللى عميلته وكتها ..بس آنى عتحدت على حق ربنا يابشندى ..قبل مالواحد يعمل اى حاجه لازمن يحط ربنا قبال عنيه حتى لو الحاجه داى كانت هتخدم وتريح ناس كتير لكن فالآخر هو وحده اللى هيتحاسب عليها مش الناس اللى ريحهم ...


خابر انى قولتلك ليه الحديت ديه ودلوك بالزات ..

عشان دلوك بس آنى جربت غلاة الضنا وعرفت انه اغلى من الروح وعشان اكده قولتلك الكلام ديه ..


قولتهولك خوف عليه يابشندى ..


قولتهولك عشان تستغفر ربك فكل ثانيه على مااقترفت يداك بجهاله ..ايوه اللى عملته ريح غاليه وريح الكل وريحنى آنى شخصيا وغاليه ربنا عوضها بجوز زين وحبله بعيل غيره ..لكن برضك هيفضل وذرُه فرقبتك لحالك ولازمن تراضى ربك بالتوبه وكثرة الاستغفار ..


وطبطب على كتفه وقام وفاته حاضن ولده وباصصله وعيبلع ريقه بخوف من كلام حكيم ليه وبرغم حسن نيته فاللى عيمله الا انه خاف ان ربنا يردهوله ففرحة عمره ويتكسر ضهره على كبر ويتحرم من ولده كيف ماحرم واد غازى من الدنيا ..


حكيم راح على الداكتوره يشوف هيقدر يعاود بجماره وولده للسرايا ميته وبشندى فضل على حاله ضامم ولده وعمال يستغفر فى سره بخوف خلاه حكيم بكلامه غزا روحه غزو ..


اخيرا حكيم رجع السرايا بولده وجمارته وجماره وقفت هى وامها اللى سانداها لما حكيم وقف غصب عنيه وهو شايل ولده يبص بفرحه على جمره وولدها اللى طالع نسخه منيها نفس الشكل ونفس الجمال وجمره واقفه عترضعه وتشم فيه ورجع بص لولده وبص لجماره وابتسم :


بذمتك فيه قلب يتحمل كل الفرحه داى فيوم واحد !! جمرتى وجمارتى سوا ! الف حمد وشكر ليك يارب ..


جماره ابتسمتله بحب وهى عتهمس :على كد القلب مايستاهل ربنا عيديله فرحه ياشيخى ..وكملت هى وامها للسرايا وحكيم وقف لما شاف السايس جاى عليه يجرى :


مبروك ماجالك ياشيخ ..الف مبروك يتربى فعزك ..


حكيم :الله يبارك فيك ..قولى جمره جابت ايه؟

السايس :مهره ياشيخ ..مهره الخالق الناطق امها ..


حكيم هز دماغه برضى :صوح اللى يشوفها يقول جمره صغيره ..


السايس :هتسميها ايه ياشيخ ؟


حكيم وهو باصص للمهره بأعجاب :بشاير ..هسميها بشاير


السايس :حلو قوى ياشيخ ..ربنا يجعلها بشرة خير عليك يارب ...


حكيم :آمين يارب العالمين ..وحط يده فجيبه طلع فلوس من غير مايعرف كد ايه ولافاهم للسايس اللى خدهم النوبادى بفرحه من غير تل ولا سحب وباسهم وبارك لحكيم تانى وتالت ومشى

حكيم بص لبشندى اللى كان قرب منيه وهو شايل ولده :


خش بالواد واقف ليه بيه اهنه فالطل.. ديه كيف الكتكوت معيحملشى ..


حكيم :كنت عطمن على جمره وبشاير ..


بشندى :التنين كيف الورد خش بالواد يابوى خش ..


حكيم اتحرك لكنه لف لبشندى تانى وكلمه بحنان :تزعلشى من حديتى يابشندى انى عوعيك عشان تفكر فالحاجه قبل ماتعملها من اهنه ورايح


بشندى :يابوى مزعلانش وقولتلك قبل سابق انى وربى نتخالصو متشغلش بالك بيا انتا بس ادخل بالواد الله يرضى عليك ..


حكيم هز دماغه واتحرك على السرايا وبشندى معاه ودخل بالواد حطه فحجر امه تماضر اللى مبطلتشى زغريت من اول ماشافته ودموعها بقت نازله عشره عشره وحتى زبيده انضمتلها فالزغريت وصوت الفرح صدح فالسرايا بتميم واد الشيخ حكيم ونسل وامتداد الشيخ جاهين حامل كتاب الله اللى عاش ومات يتحرى شبهة الحرام فكل حاجه حتى اللقمه اللى كانت تدخل جوفه ..


عدت الايام ويوم السابع اتدبحت الدبايح ..عجول حكيم اشتراها من بيوت موثوقه واتحرى عن وكلها وتربيتها ودبح ووزع لناس البلد وعيميل ليله حضرتها كل البلد والبلاد اللى حواليها بشيوخها بشبابها بشييابها وكانت ليله فضلت الناس تتحاكى بيها شهور ..


************

عدت سنه على ولادة تميم ومن يوم ولادته ودخوله للسرايا وولادة بشاير وكنهم اتولدو ونزلو جارين الخير فيدهم للشيخ حكيم اللى كل يوم عن يوم تجارته تكبر وتزيد والبركه ملازماها والفرح من يومها نزيل السرايا ..


حكيم لما هد المشتمل طلع منيه الاجهزه التلاته وحطهم فالسرايا وشغلهم ورجع الكاميرات تشتغل من تانى بس نقل الكاميرا اللى فأوضته فأوضة غاليه القديمه اللى بقا ينام فيها تميم...

عشان لما امه تنزل وتهمله نايم توبقى واعياه فالجهاز وتشوفه لما يصحى ..

والتانيه فضلت فالجنينه كيف ماهى عشان تميم وخاله سخاوى لما يلعبو فالجنينه يكونو قبال عنيهم وواعينهم ...


اما التالته فخدها ركبها على بوابة السرايا عشان وهو فالسرايا يشوف الرجاله ويشوف مين جايله ومين رايحله وديه وفر على بشندى مشاوير كتير للسرايا عشان ينادم حكيم للناس .. وبصراحه الكل اجمع ان الكاميرات دى احسن حاجه عميلها غازى قبل مايموت .


*************


بشندى فيوم خد عيشه على استعجال وخلاها هملت سخاوى مع اخته وولد اخته وركبها الكارته وطار بيها من غير مايقولها رايح بيها وين .


جماره استغربت وسألت حكيم بشندى واخد امها ورايح فين وحكيم ضحك وقالها امفاجأه لما تعاود امك هتوبقى تعرفهالك وهملها بحيرتها وطلع ..


بشندى وصل بعيشه على اطراف البلد قصاد بيت مسلح مبنى دورين بس كبير وتقريبا بحجم سراية الشيخ حكيم لكن جنينته اصغر هبابه..


بشندى نزل من الكارته وساعد عيشه تنزل ودخل بيها من بوابة البيت وهى مستغربه وعتتلفت حواليها وسألته :


بيت مين ديه يابشندى وداخل كيف من غير احم ولا دستور اكده!


بشندى وقف وبص لعيشه ومسك اديها :ديه بيتنا الجديد ياعيشه ..


بيت السخاوى واد بشندى ..


بيت يليق بولدى حطيت فيه تحويشة عمرى عشان ميوبقاش اقل من حد ولا يكبر فسراية حكيم وحد من عيال حكيم يسمعه كلمه تهينه وتحسسه بالقل ..الناس هتكون غير الناس ومتعلميش النفوس هتكون كيف ..


ولدى أدى سرايته وغير حتتة ارض اشتريتهاله باللى فضل من الفلوس اللى معاى ..

عيشه وهى عتبص حواليها ومش مصدقه حالها :يشندلك يابشندى ..بقا معاك كل الفلوس داى ومباينشى عليك! جبتها من وين ياراجل؟


بشندى ضحك وساب ادين عيشه وبص للبيت بفخر :عيشت طول عمرى احط القرش عالقرش ومصرفشى حاجه غير للضروره ..


عميلت فلوس كتيره وكنت كلت يوم بالليل قبل ماانام اسأل حالى ..ياترى هتعمل ايه بالفلوس داى يابشندى وياهل ترى الفلوس داى هتروح لمين بعد منك وانتا وحدانى مليكش حد فالدنيا ..


كتير كنت اقول اصرفهم ياد واتبغدد بيهم وعيش والعمر خلاص قرب يخلص ..لكن فيه حاجه كانت تقولى له ..هملهم عازتهم جايه ..واول ماربنا رزقنى بسخاوى عرفت ان ربنا كان شايلهمله ..


بنيتله البيت واشتريتله حتتة الارض وأمنتله مستقبله ودلوكيتى ارتحت ولو ربنا خد امانته فأى وكت هموت وانى مطمن مخايفشى عليه ولا عليكى ..


عيشه بسرعه سدت خشمه واتكلمت بخوف :اوعك تنطوقها تانى ..ربنا يديك طولة العمر لحدت ماتفرح بيه وتجوز عيال عياله ..


بشندى بضحكه وهو عيشيل يدها من على خشمه ويحبها : وااه عيال عياله ياعيشه ..اخى بس يدينى العمر وافرح بسخاوى بس ..هو يعنى العمر فيه كد ايه ..


عيشه :العمر لساته قدامك وانتا لساك فعز شبابك ..العمر معيتقاسش بالسنين يابشندى ..العمر عيتقاس بالفرح وعيطول من الراحه ..واحنا اللى جاى كلياته هنقضوه فراحه ..راحه من بعد تعب وصبر هترجعنا شباب من تانى ..


بشندى ابتسم وهو باصص لعيشه وعينه فعنيها ..كلامك عينزل القلب كيف الميه البارده متنزل فالجوف العطشان فعز الحر يابت المحروق انتى ..


عيشه ضحكت وهو شاورلها بدماغه عالبيت :همى اتفرجى على دارك عشان ندشنوه قوام قوام ونعاودو للواد بطلى سهوكه وغمزلها بعينه وخاشمه


عيشه شافته عيميل اكده وضحكت بصوت عالى ودخلت قدامه وهو دخل وراها وهو عيضحك وعيقول :

غازيه يبوى والله ..انى عقول متجوز غزيه محدش مصدقنى ..اهى حتى الضحكه ضحكت غوازى ..ودخل وقفل باب البيت وراه ..


*************


ابتدت الشهور تمر وتميم كبر وتم سنتين وبقا روح السرايا كلها ..

وطول الوكت يأما مع حكيم فالمندره يأخده يحضر قعدات الرجال يأما يفضل يحفظه قرآن هو وسخاوى ويعده للمشيخه من صغره يأمه مع سته تماضر تحكيله فقصص الانبياء وسيرة الرسول بطريقه شيقه وتخليه يحب سماعها ...


اما جماره فكانت ملهيه عنيه بحبل تانى اصعب من حبلها فيه..


ويادوبها من النوم فحضن حكيم للنوم فحضن المخده لما يطلع وحركتها بقت بطيئه وتقريبا معتقومش من موطرحها غير للضروره ..

ولو نزلت تحت لازمن حكيم يطلعها فوق شايلها ذنب عليه لو كان عايزها تنام جاره يأمه تهدده لو هملها تنام موطرحها تحت للصبح

وهويشيل ويلفح وعلى قلبه كيف العسل ..


اما بشندى فنقل للبيت الجديد واشتراله كارته تسهل عليه المشوار للسرايا وحكيم اداه فرس عفى هديه للكارته وبشندى اتحسب على الاعيان سرايا وارض وكارته..


لكن برضك لساته فخدمة ولده البكرى حكيم واول فرحة قلبه ولساته واقف فضهره وقفت اب لولده وبرغم غلاوة سخاوى ولده الا ان حكيم لساته ولد قلبه وولد القلب معيرخصشى واصل ..


************


غاليه كل كام يوم تكلمهم ويكلموها وعرفو انها جابت راغب صغير والكل اهناك طاير بيه وبيها ودايما تشكر فجوزها وتقول انه شايلها على كفوف الراحه هو واهله


وقالت لامها انها ادته الدهب باعه وابتدا بيه تجاره جديده وحالها ماشى وعتجيبله فلوس خير من الله وحالتهم من بعدها اتحسنت كتير وراغب واسامه شايلين لغاليه الجميل وفالطالعه والنازله ميندهوش عليها غير بالاصيله ...


ورد الشام اتجوزت من تاجر كبير ساكن فالشاغور واستقرو اهناك وعايشه معاه فسعاده وحامل من قريب وهو اهله طايرين بيها طير .


جماره لتانى نوبه تخلى قلب حكيم يرجف من الخوف عليها لما دخلت فالام الولاده وجالها الطلق ..


لكن النوبادى كانت اسهل من اللى قبلها وولدت فالبيت وجابت لحكيم بت اول ماشالها بين اديه ابتسم فوشها وهمسلها فودنها بعد ماكبر وشهد ..


يامرحب بالمؤنسات الغاليات يامرحب ..نورتى دار ابوكى يانوارة الدار وبت الشيخ ..واتمعن فيها وابتسم وهو واعى فيها ملامح امه كلها وراح على امه حطها فحجرها :بصى على تماضر الصغيره يام حكيم !!


تماضر سمت وضحكت وهى عتبصلها :ايوه الله ياحكيم ياولدى شبهى صوح !


حكيم :اهو الشبه اللى خدته منيكى ديه هيخلينى احبها اكتر من الكل ..وزيدى عليها لما تاخد الاسم كمان ..يعنى من اليوم ورايح بقيت تماضر الصغيره اسم وصوره من تماضر الكبيره ..


تماضر ضحكت بفرحه وبصت لحكيم :يخليك ليا يانن عينى وواد روحى ..


حكيم :ويخليكى ليا يالبة القلب ..وقرب ليها :هاتى تماضر عشان اديها لامها ترضعها وبصى للى واقف جارك مكلضم ديه على مطرحه فحجرك بس شاف غيره قاعد فيه ..


تماضر بصت لتميم وفردتله اديها بحب :له له له ..ولا يحلى ولا يغلى الا الغالى اول بلة الزور واول فرحتنا ..تعالا ياتميمت الخير ياغالى قلب ستك ...


وتميم اول ما عيملت اكده راح عليها جرى وقعد فحجرها وحضنها بتملك كيف مايكون كان متغرب عنيها سنين

او حس ان غيره استولى عليها ..


اما حكيم فدخل بالبنت لجماره وحطها فحضنها وقعد جمبها .


جماره :هتسميها ايه ياحكيمى

حكيم :سميتها تماضر ياجماره ..بعد اذنك يعنى عشان مش عاوز اسم امى يتقطع من الدنيا ابوى اسمه ملازم اسمى وعيتنطق معاه فكل وكت ..لكن اسم امى هيتنَسى بعد موتها بعد عمر طويل ..وعشان اكده سميت البت على اسمها ..


جماره ابتسمتله :يازين ماسميت ياشيخ قلبي ..يارب بس تاخد من ستها الاسم والطبع والطيبه وكل حاجه كيف ماخدت الاسم ..


حكيم :مخدتش الاسم بس له داى واخده الشكل كمان ولا مخدتيشى بالك من دقة الحنك ..


جماره :له خدت بالى ولساتنى كنت عقول لامى عليها ..وبصت للبنت واتكلمت بطفوليه وحنان :

تماضر ..ياتمره ..ياجميله ..

فتحى عينك خلينى اشوف لونهم ياقمره ..

يارب تكونى وارثه لون عنيا كيف اخوكى ..فتحى ياقلب امك ..وحطت ايدها فوق عنين البت عشان تعملها ضل وبالفعل البت فتحت عنيها وجماره ضحكت بفرحه ..زورق ياحكيم ..عنيها زورق كيف عنيا وعنين تميم ..


حكيم ميل عليها وباسها وبعدها بص لتمره وهمس: والله واتحاوطت ياحكيم بعيون البسس وعوم عاد فى بحر العيون الزورق لودانك ..


جماره بدلع :معاجباكش العيون الزورق ياشيخ ولا ايه !


حكيم :واه يابوى كيف معجبانيش عاد ..طب وهو انى ايه اللى شندل بالى غير العيون الزورق دول طيب دانى لو خرج المارد من قمقمه


وقال لي لبيك ..دقيقة واحدة لديك


تختار فيها كل ما تريده


من قطع الياقوت والزمرد


لاخترت عينَيْك الزرقاِء بلا تردد


جماره ضحكت بفرحه وسندت دماغها على صدر حكيم وهو حاوطها بدراعه وميل عليها وباس دماغها وبص لفوق واخد نفس وردد :


يارب قلبي لم يعد كافيا لان من احبها تعادل الدنيا ..فضع بصدرى واحدا غيره يكون فى مساحة الدنيا ..

(نزار قباني)

ورجع بص لجمارته اللى عتضحك بفرحه وبته بعيون فايضه محبه وشكر لرب العباد ..


****************

عدت السنين وجماره خلفت فيهم


واد تانى وحكيم سماه بكر واصبح معاه تميم وبكر صبيان وكان بعض الناس ينادوله ابو بكر وهو يستبشر بالاسم تيمنا بأبو بكر الصديق متمنيا ان ينال من الاسم بعض ماناله ابو بكر الصديق من مكانة عند ربه ..


واصبح حدا حكيم وادين وبت هما نص الدنيا عنده ونص القلب والنص التانى فيه باقى الناس ..


واستمر الشيخ حكيم على عهده يصول ويجول حاكما بالحق ناصحا بالمعروف قابضا على دينه محافظا عليه كالقابض على جمرة من نار واشتهر بين الناس بالشيخ الحكيم اسما وفعلاً..


اما جمره فمن بعد بشاير محبلتش تانى وبشاير بقت لعبة تميم المفضله هو وسخاول وطول اليوم يأمه فوق شجره التوت .يأما عيتناوبو فوق ضهر بشاير وتمره وراهم تبكى عايزه تلعب معاهم وهما يقولولها احنا رجاله معنلعبوش مع بنته..


اما بشندى فاعايش فراحة بال مع عيشه وفرحته عتكبر يوم عن يوم وهو واعى سخاوى عيكبر قدامه


وطول الوكت مقعد الواد قباله ويقوله اوعك تخلى حد يغلبك ولا يجور على حقك، واعمل حسابك ان اولاد اختك دول اخواتك وانتا كبيرهم والمسئول عنهم وعن حمايتهم ..


واوعك تفوت حد ياجى عليهم فيوم طول ماراسك عيشم الهوا ..


وفعلا سخاوى بقا واخد دور الكبير وبقا يحكم على ولاد اخته وهما يسمعو وياويله اللى ميسمعشى كلامه ولا ينفذه يوبقى يوم مشندل مطلعتلوش شمس على الكل ..


**************


فتحت جماره عينيها ببطئ وهى تشعر بأيدى تلتف حول خصرها بحنو بالغ فتبسمت وهى تشعر برأس حكيمها تتوسد كتفها وهمس بجوار اذنيها بحب :

سنين تباعد سنين والشيب غزا الشعر وكبرنا ولساتها التنهيده ملازماكى كل ماعتتطلعى للجنينه !!...

تعبت من كتر الكلام وانى اقولك انسى وامحى الذكريات العفشه من جواكى وانتى مفيش فايده فيكى ...


جماره همستله :مش بيدى ..كل مااتطلع للجنينه احس بلسعات الكورباج على جسمى ..وحتى الطلقه موطرحها عحسه آلمنى حتى بعد كل السنين داى ..


حكيم :يعنى كل الحب والهنا اللى عيشناه ديه مقدرشى ينسيكى !


جماره :الحب والهنا دول عوض ..

وبالعكس طول مانى باصه للعوض عفتكر اللى ربنا عوضنى عنيه


حكيم :قولتلك نهملو السرايا وابنيلك وحده غيرها مرضيتيشى ونشفتى مخك ..كنت عايز اريحك وابعدك عن زكرياتك العفشه خالص ..


جماره :مهى زى ماليا فيها زكريات عفشه ..ليا فيها كمان احلى زكريات عمرى ..فيها قابلتك وفيها حبيتك ..


فيها اتجوزتك وقضيت معاك اوقات لو هتتحسب يوبقى تتحسب كل دقيقه بسنه عشق ..

فيها خلفت عيالى وفيها كبرو قبال عينى ..

السرايا داى ليا فيها حياه كامله ياحكيم ..حياه حباها بمرها بزينها بشينها ..بحلوها اللى غير طعم المر وحلاه ...

وكيف ماشفت فيها القسوه شفت فيها العشق ..ومابين القسوه والعشق مرت سنين العمر ..


ماان انهت كلماتها حتى ادارها حكيم عليه و قبلها حكيم على جبينها قبلته الصباحيه المعتاده والتى يعقبها دائما بأبيات شعر اعتاد ان يرددها على مسامعها كل صباح منذ ان اخبرته كم انها تعشق تلك الابيات من فمه فعاهدها بأن يسمعها اياها فى كل صباح حتى ينتهى العمر..ويصمت اللسان عن الكلام :


يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر


أحبك جداً

وكان الطريق الى المستحيل طويل أحبك جداً

وأعرف أني اسافر في بحر عينيك دون يقين،


وأترك عقلي ورائي وأركض أركض خلف جنوني


واستجديكى عطفا بألا تتركيني فماذا أكون أنا اذا لم تكوني


أحبك جداً وجداً وجداً،

وأرفض من نار حبك أن أستقيلا


وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا،

وما همني ان خرجت من الحب حيا، وما همني ان خرجت قتيلا.


احبك جدا وجدا وجدا

(نزار قباني)

حكيم خلص الابيات وخد نفس قوى وزفره وهمس لجماره :

خابره ياجماره انى كل مااشم هوا الصبح ونسايمه تلاطف وشى عيوبقى نفسى فأيه .


جماره :ايه ياشيخ قلبي!


حكيم :نفسى اعاود لايام زمان واشوفك وانتى متلتمه وشايله طبق الجبنه وماشيه وانى امشى وراكى واراقبك بجمره وقلبي يرجع يرقص بين ضلوعى على خطوات رجليكى واشم ريحتك اللى عتنعش روحى وهى حاملها الهوا ليا هديه..


جماره ضحكت وهمستله :بس اكده؟ هو ديه اللى نفسك فيه ياضى عينى !

حكيم :متستهونيش بكده دى امنيه كبيره وفرحه لقلبي متتقدرشى .


جماره اخدت نفس ومدت يدها اتلمست دقن حكيمها اللى الشيب غزاها وزاده هيبه ووقار وجمال فوق جماله

وبعدها حاوطت رقبته بأديها التنين وابتدت تقرب منيه وهو كمان ..


لكن التنين بعدو مره وحده وهما سامعين صوت اكتر حد مزعج فالدنيا :


اصطبحو يازرازير الحب وبعدو عن الشبابيك عيب على شيبكم ..هملى قيس ياليلى وروحى صحى عيالك ورانا مدارس ياخيتى ..


حكيم جز على سنانه وهمس بقلة حيله وغلب : سخااااوى


جماره ضحكت واتحركت بسرعه قبل ماسخاوى يشن الحرب عليهم ..


دقايق معدوده وكان الكل صاحى وبيلبسو وبعدها نزلو وسخاوى فالوقت دا كان صبح على بشرى وفطرها وانضمله حكيم يفطر جمره وسأله على بشندى ابوه وسخاوى قله ان ابوه قله انه النهارده اجازه ..


سخاوى نتر اديه بقلة صبر وهو واعى عيال اخته التلاته طالعين من باب السرايا وزعق فيهم : متفضونا وتصحو بدرى كيف البنى آدمين عاد ..ينفع يعنى كل يوم اكده آجى اصحيكم من النوم !

دم يلحس عنوقكم عايشن الدور قوى ..

الولاد مردوش عليه عشان عارفين لو ردو صبحيتهم مهتعديش و تميم وبكر صبحو على ابوهم من بعيد لكن تمره راحت جرى لابوها وحضنته وباسته وهو ضحكلها بحب وهمسلها كيف كل يوم :اصباح الهنا على دلوعة ابوها وست البنته كلها ..


وطلعلهم مصروفهم هما الاربعه كلهم كد بعض..واتأكد انهم خدو السندوتشات اللى عملاهالهم خديجه بت زبيده اللى بقت تاجى مع امها تساعدها ووقف يراقبهم وهما ماشيين سخاوى فالنص وفارد دراعاته التنين محاوط عيال اخته بكر وتميم وواخد كل واحد فيهم تحت جناحه بالظبط كيف ماكان يعمل معاه بشندى وتمره ماشيه قدامهم ومشكلين وراها سد حمايه منيع مخلى حكيم مطمن عليها طول ماهى فوسطهم ..


*************


النهارده الجمعه وحكيم نايم بعد ماصلى الفجر ومره وحده حس بأيد هتهزه وسمع صوت بته تمره وهى عتصحيه وتقوله ...

ابوى ابووى ..امى عتقولك لو عايز تشوف بت بياعة الجبنه روحلها قبل ماتخلص بيع جبنه وتعاود .


حكيم فتح عنيه ورفع حواجبه باستغراب وهو واعى النور لساته ماطلع زين والدنيا مضهضبه وقام منتور لما فهم القصد ونزل يجرى خد جمره وطلع بيها يسابق الريح على طريقهم القديم والضحكه شاقه حلقه وكان الطريق فاضى مفيش غيره هو وجمره ونسايم هوا بارده عتلاطف شعره وملامح وشه ...


وزادت ابتسامته لما لمحها فوسط الطريق واقفه وحاطه اللثام على وشها وشايله الطبق فوق دماغها واول ماشافته قرب عليها ابتسمت وعرف من ضيق عنيها لما قرب منيها


بصتله بطرف عينها وبعدها اتحركت تتمشى قدامه بدلع رجعه لسنين فاتت..

وحتى قلبه رجع افتكر الدقات اللى كان يدقها زمان وهو شايفها على نفس الطريق ورجع يدق بنفس الطريقه وهى عتتمشى قباله بدلع ورهدنه وتتمايل فطريق مفهوش غيرهم هما التلاته..


بعدت عنيه كام خطوه وهو ابتدا يمشى وراها بجمره بشويش والاتنين يضحكو بصوت عالى واللى يشوفهم يحسبهم عيال صغيره قلبها اخضر وطالعه للدنيا جديد ولساتها شرارة العشق بادئه مابينهم


حكيم مره وحده قرب من جماره وبسرعه وبدراع واحد خطفها وحطها على جمره قدامه كيف ماكان يتمنى انه يعمل زمان وهى رمت الطبق الفاضى وصوت ضحكها خلى العصافير تغادر الشجر وتحلق فوقهم مستغربه وحكيم لف اديه حواليها ودفن دماغه فرقبتها يشم ريحة الصبا وسنين فاتت لكنها هملت حلاوتها فجمارته قبل ماتغادر ..

ورخى اللجام لجمره اللى انطلقت بيهم بسرعه تقطع شوارع العشق بالعشاق وجعتهم ورجعت معاهم للذى مضى

ونسمات الهوا البارده عتلفح قلوبهم الفايضه بالمحبه ..وجماره فردت اديها وغمضت عنيها بأستمتاع وفرحه بحبيب العمر اللى حافظ على عهده ليها وحافظ على حبها فقلبه سنين زاد فيها حبها فقلبه منقصشى ...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة