-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الأربعون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الأربعون

 تماضر بضعف وصوت نهجان :هملها يابكر قولتلك ..طيب لما يعاود حكيم انى هقوله انك ضربت اختك من غير ذنب ولا سيه .


بكر :اهو مفيش حد مفرعن البت داى علينا غير جلعك فيها انتى وابوى ..يعنى ايه اخوها الراجل يقولها قومى اعمليلى حاجه تقوله قوم اعملها لحالك ..ايه لزمتها هى فالبيت ..ولاهى بت كيف يعنى !


تمره :اوعى اكده انى اختك الكبيره ولازمن انتا اللى تحترمنى وتحاسب على حديتك معاى ..انى مش خدامه فالبيت وزيي زيك اهنه ومليكش سلطه عليا فوجود ابوى واصل ..

ومش هعملك حاجه يابكر واعلى مافخيلك اركبه..


جماره طلعت من الموطبخ تنشف فأديها وبصت لبكر وضربت بأديها التنين على رجليها واتحدتت بقلة حيله ونفاذ صبر :


انى تعبت منيك يابكر ومن مشاكلك ..طول النهار يامعصب ستك يااخوك ياماسك فاختك ونازل فيها ضرب ..مالك بس ياولدى مطالعشى كيف اخواتك هادى وكيف النسمه ليه ؟


بكر بعصبيه :آنى مزيش حد ولا حد زيي انى دمى حامى مش ملسلس زى دم عيالك ..وبدال ماتقوليلى اكده فهمى بتك ان شغلة البت فالبيت خدمة اخواتها الرجاله والوقفه زنهار على طلباتهم ..


تمره كانت هترد عليه لكنها سكتت ومسكت اديها فبعض ونزلت دماغها للأرض وهى شايفه ابوها وتميم داخلين من باب السرايا ..


بكر : اخرسيتى يعنى واللسان اتقطع دلوكيت...اكيد عشان عرفتى حالك غلطانه والغلط راكبك من ساسك لراسك ..يلا خشى قوام اعملى اللى قولتلك عليه يلا ومتليش وتسحبى معاى فالحديت نوبه تانيه بدال ماسحب زمارة رقبتك واديها لعيال البلد يزمرو بيها ..


تمره اخيرا رفعت دماغها على ابوها وبرطمت ملامحها وبكر بلع ريقه وهو عيلتفت موطرح ماعتبص واول مالمح طرف جلابية ابوه غمض عنيه وهو عيستعد للى جاى وفتحهم وبص لابوه اللى كان ماسك اديه فبعض ورا ضهره ومكشر ومديق عنيه ومميل دماغه على جنب وعامل كيف اسد واخد وضع الهجوم ..


بكره ابتسم ابتسامه منهزمه ورجع خطوه لورا اول ماابوه فك ايده اليمين وشاورله بيها بحركه دائريه بمعنى يتابع كلامه ..


حكيم :كمل حديت سكت ليه ؟ كمل كمل كنى مواقفشى وسمعنى عتقول ايه لاختك !


بكر استجمع شجاعته ورد على ابوه :عقولها ايه يعنى ..عقولها قومى اعمليلى كباية شاى ..تقوم الست هانم ترد تقولى قوم اعمل لحالك قال ..

وكل مااقولها اعمليلى حاجه مترضاشى ..مع انها عتعمل لتميم كل حاجه وسعات من غير مايقولها كمان يلاقيها عملاله كل حاجته ..


حكيم :اول هام البيت فيه اللى تطلب منيه حاجتك ومهيتأخروشى عنيك ..تانى هام اختك مليكش ضرب ولا حكم عليها طول مانى عايش وراسى عيشم الهوا ..تالت هام ياترى حضرت جناب سعادتك مسألتش حالك ليه هى عتعمل لتميم حاجته وانتا له ؟!


بكر :معتحترمنيشى ..ولا عتحبنى

حكيم :طيب وتفتكر ليه معتحترمكشى ولا عتحبك!


بكر :عشان ممربياشى ...بكر نطق الكلمه وغمض عنيه لما استوعب هو قال ايه لكنه ملحقش يتراجع عنيها او يعتذر وهو واعى ابوه فثانيه كانت واقف قباله وماسكه من هدومه وابتدا يكلمه ويهز فيه وهو جازز على سنانه وعيونه اتحولت للون الاحمر :


عتقول على مين ممربياشى ياقليل الربايه انتا ..بتى آنى ممربياشى ؟ بت الشيخ حكيم اللى عينضرب بيها المثل فالادب والاخلاق تاجى انتا اخوها تقول عليها ممربياشى !!


طب وعزة جلال الله لو الكلمه داى كانت اتقالت من حد غريب كان بقى غريمى لآخر العمر ..

جماره بسرعه جريت عليهم وابتدت تسلك بكر من ايدين حكيم وهى بتقوله :ميقصودهاشى ياحكيم ولا يعرف معناها ..والله لو يعرف معناها مكان نطقها من خاشمه ..


حكيم :وداى نصيبه اكبر ياجماره ..ان واد الشيخ حكيم يطلع من خاشمه كلام ميعرفشى معناه ..


بكر وعينه فالارض :آسف يابوى مقصدشى حقك عليا ..


تماضر بضعف :سيبه ياحكيم ..خلاص ياولدى وغلاوتى حداك لتسيبه وهو مهيعملهاشى تانى داى آخر نوبه ..ديه عيتجلع على اخته من كتر المحبه ياولدى ..


حكيم بعد عن بكر وبعد اديه بعد كلام امه عشان ميتعبهاش فالكلام اكتر من اكده وهى تعبانه لحالها ..

اخد نفس وبص لتمره وبحزم وجهلها الحديت :

تمره انتى اهنه فبيت ابوكى اميره تأمرى ميتأمرش عليكى ..الحاجه بكيفك انتى تعمليها ولو مليكيش الغيه متعمليشى حاجه واصل ..


اقعدى فغرفتك على مكتبك وزاكرى واتعلمى وهو ديه كل اللى عايزه منيكى ..انتى اميرة قلب الشيخ حكيم وطول عمرك هتفضلى اكده لحدت ماياجى صاحب النصيب اللى تروحى داره ملكه فداره وعلى قلبه ..ونقل عنيه بين الكل وهو عيصدر آخر امر ..تمره اللى عاجبها تعمله واللى ميعجبهاشى متعملهوش ..حداكم زبيده وخديجه ومحدش يطلب منيها حاجه تانى..


بكر قلب عنيه وتمره جريت بفرحه استخبت فحضن ابوها اللى ضمها بحب ولف دراعه حواليها بحمايه وهو عيبصلهم بتحدى ونفسه حد فيهم بس ينطق كلمه ..


ولما محدش نطق بص لبكر وشاورله بدماغه وهو رايح على اوضة غاليه القديمه وبأمر قاله : حصلنى .


بكر بلع ريقه ومسح على وشه وراح ورا ابوه وتمره اول مامشيو الاتنين جريت على تميم وحضنته وضحكت وهو كمان ضمها وضحكلها لما همستله :عاوز حاجه اعملهالك؟.. استنى هعمل عصير واجيلك نشربو سوا فالجنينه وبالمره يكون الخال جه عشان يشرب معانا ..


تميم بهمس :روحى ياكياده ياللى هتفقعى مرارة بكر وتخليه يطق كيف الجمل اللى طق من الغيظ ..


تمره :يستاهل من عمايله ..سيبك منيه البو بكر ديه واطلع فالجنينه وانى هحصلك واجيب الكتاب عشان فيه درس مفاهماهوشى تشرحهولى .


تميم هزلها دماغه بموافقه وهى اتحركت من جاره ودخلت على الموطبخ من قدام امها وجماره دخلت وراها وربعت اديها لما لقتها ابتدت تعمل عصير مانجا من اللى عيحبه تميم ودايما تعملهوله ..


جماره :تمره انتى عتفرقى بين اخواتك على فكره


تمره :طب وايه يعنى عفرق عفرق هو انى امهم عشان حرام عليا افرق ولا ايه ..وبعدين انى ععامل كل واحد باللى يستحقه وعلى كد حبه ليا ..


جماره :التنين عيحبوكى كد بعض ياتمره ..

تمره :ايوه صوح بأمارة زمارة رقابتى اللى كان ولدك عايز يطلعهالى من شويه ويديها للعيال تزمر بيها ..حقا ياجماره ملكيشى حق ..بقا هتقارنى تميم وحنيته وقلبه الطيب وحضنه الدافى ولسانه اللى عينقط شهد للبو بكر اللى ميعرفشى غير المشاكل والنق؟!!


جماره :ديه طبع يابتى وبكر طبعه حامى ..

تمره :له يايمه بكر قلبه قاسى وبطلى انتى اللى تحامى عنيه ..انى عحبه بس عتدايق منيه ومن امعاملته ليا وهو طول الوكت يدينى اوامر كيف مااكون جاريه حداه او كل شغلتى فالدنيا انى اخدمه ..


واصلا بكر عيبص لكل البنته والحريم انهم اتخلقو لخدمت الرجاله وبس وملهمش اى عازه تانى..وياويل اللى هيتجوزها وتكون من قسمته ونصيبه هيزقيها المر بالمعلقه وابقى شوفى ...

واخدت نفس وزفرته بضيق ..اقولك ايه يمه فوكينا من سيرة بكر والحديت عنيه انى دلوك طالعه اقعد مع تميم يزاكرلى هبابه والخال جاى كمان ..حضريلنا الوكل قوام قوام على مانخلصو احسن اخوكى ابو كرش ديه يشندلك ويشندلنا على قول ستى عيشه ..


الا اقولك يمه هى ستى بطلت تاجينا ليه؟


جماره :وهى فاضيه يابتى داى يادوبها على جدك بشندى وطلباته دا كفاياها لسانه والشتيمه ربنا يعينها عليه ..


تمره :بس والله عسل جدى بشندى وعحب قعدته وحديته قوى ..ولا لما كل هبابه ينسانى ويسألنى انتى مين وبت مين واقوله اسمى واسم ابوى واسمك يمه ويقولى ايوه ايوه انى عارف امك اللى عتبيع جبنه فالطريق وحكيم ولدى حايس وراها ليل نهار فالطُرق ممتلايمش عليه..


ويقولى اوبقى روحى قولى لامك ان ولدى حكيم عاشقها وعايز يتجوزها واخطبيهاله قبل مايخطبها غازى ويخطفها منيه ..ولا لما ينادم على ستى ويقولها تعا ياغازيه اقعدى جارى ..ياااااابوى يانهار ضحك ..


جماره بضحكه :عم بشندى ديه مليهوشى حل ومهما كبر فالسن لسانه عيفلت بزياده معيتلمش ..


تمره :همليه يمه طب دا الناس داى هى اللى عتحلى الدنيا وتهون ايامها والله ..وفعلا يابخت اللى فحياته حد من الناس البركه داى ..


جماره :طب يلا يابركه اخدى عصيرك واطلعى من الموطبخ ونادميلى خديجه وانتى طالعه من فوق تلاقيها خلصت توضيب اوض خواتك واعملى حساب ستك فكباية عصير وابعتيلى زبيده من حداها تاجى تعمل شوية مبروم عشان اللى حدانا خولوص ومحدش عيعرفله زيها وتميم اخوكى عيحبه ويحب يفطور بيه ..


تمره هزت دماغها لامها وخدت صينية العصير عليها شفشق وكبايات فاضيه وحطت الشنطه بتاعتها فوق دماغها وفالصاله صبت كباية عصير لستها ودتهالها وحبتها وقالت لزبيده اللى قالتهولها امها ورجعت وقفت على اول السلم ونادمت خديجه ولما ردت عليها قالتلها تنزل لامها وخدت العصير بعد اكده وجرت عالجنينه.


*********

فالاثناء داى حكيم وبكر كانو فالاوضه وحكيم قاعد على السرير وبكر قدامه واقف وموطى راسه للأرض وعيستمع لكلام ابوه بانصات .


حكيم :هاه يابكر قولى ليه عمايلك الشينه داى ؟


بكر رد على ابوه ولساته موطى دماغه :عمايلى آنى ولا عمايل بتك تمره يابوى ؟

حكيم :انى شايف ان تمره مغلطتش فيك ولا عيملتلك ايتوها حاجه يابكر ..كل الحكايه ان البنيه عتعترض على اوامر مش عايزه تنفذها ومش جايه على هواها ..

بكر باستغراب :واااه ..حديت ايه ديه يابوى هى البنته يهملوها على هواها واللى ياجى عليه ولا ايه ؟!


حكيم اخد نفس ورقق صوته واتحدت بنبره حانيه :


تعالا جارى اهنه يابكر اقولك حاجه وافهمك على حاجه غايبه عنيك

بكر راح قعد جار ابوه ع السرير وحكيم لف وبقا مواجه لبكر واخد نفس وابتدا الكلام :


بص ياولدى لمن كان الله سيأمر الزوجه او المره ان تسجد لغير الله لو امر ؟

بكر باستغراب :لزوجها يابوى!

حكيم :يعنى شوف المنزله اللى ربنا عطاها للزوج حدا زوجته والتكريم واصل لفين ..

لدرجة السجود لو ربنا امرها بديه ..يعنى معنى اكده انها تطيعه طاعه عمياء فكل حاجه الا مايغضب الله سبحانه وتعالى ..


وبرغم ديه الا انه مأمرهاشى ولا الزمها بخدمته ولا خدمة بيته ..طبعا انتا دارس شرع الله وخابر الكلام ديه زين ..

وكمان عشان ربنا يعطيها حقها ويعظم الامر لو حوصل ربنا شبه اللى عتخدم جوزها وبيتها وعيالها بالمجاهده فى سبيل الله وحطها مع المجاهدين فنفس الدرجه والمنزله ..


وديه عشان الجهاد تطوع مش فرض كيف ماخدمتها لاهل بيتها تطوع مش فرض ..واظن انتا دارس وقارى الاحاديث وخابر زين ان كلامى ديه صوح يابكر .

يوبقى متاجيش انتا الاخ وتفرض على اختك خدمتك بالعنوه وتعطى لنفسك حق ماانزل الله به من سلطان ..

وبعدين ياولدى انتا عتتحدت على قلة احترام اختك ليك وناسى ان الاحترام ديه شيئ مكتسب من طريقة المعامله والمواقف ومحدش عيقدر يجبر حد على احترامه بالغصب واصل ..

اللى عياجى بالغصب والشده هو الخوف يابكر مش الاحترام ..وانى معاوزش اللى بينك وبين اختك يكون خوف ولا جبر ..شوف معاملة اخوك تميم لاختك وشوف ناتج عنيها حب واحترام وتقدير عامل كيف ..وديه كله عشان عيعاملها باللين واللين يولد المحبه يابكر ياولدى ...

واظون انتا مش اكبر مقاما من رسول الله عليه الصلاة والسلام ..

بكر :عليه الصلاة والسلام ..وكمل حكيم :

لما دخلت عليه اخته فالرضاعه الشيماء بنت الحارث، فبسط لها رداءه حتّى تجلس عليه،وإن كنا هنستن بسنته يوبقى لازم نتعامل بود كيف وده ..


قرب من خيتك وطيب حديتك واطلب منيها الحاجه بالمحبه ووكتها لو اختك رفضت اوبقى كيف ماتقول قول ..ويكون فمعلومك لو رفضت مليكش حق تعترض او تتعصب عليها ..حداك امك اطلب منيها او زبيده اوخديجه ..او انتا اعمل لحالك الحاجه لاهو عيب ولا حرام ولا عار عشان تستكبر عليه ..فهمتنى يابكر ..وعيت لحديتى زين ياولدى ؟


بكر هز دماغه لابوه بموافقه وحكيم ضربه على كتفه بضحك :رد بلسانك ومتهزليش فراسك كيف اللى عليه غزاله اكده ...

بكر بضحكه :فهمت يابوى فهمت ..

حكيم :طاب يلا قوم ورينى فهمت ايه

بكر باستغراب :اوريك ايه يابوى!

حكيم :ورينى حنيتك على اختك وعاوز اشوفك وانتا عتراضيها وتطيب خاطرها بعد ماضربتها وزعلتها ..

بكر قام وقف على حيله :مش دلوك يابوى وكت تانى .

حكيم بضحكه :ياولدى مش عيب ان الراجل يظهر مشاعره ولا حبه وحنيته للى حواليه ومهتنقوصشى من رجولته حاجه ولا الناس هتهاهى عليه ويقولو الحنين اهو !


بكر بضيق :خابر يابوى خابر ..بس والله انى مععرف اتحدت بالمزوق ولا ععرف اتمحلس لحد انى عحب الناس ومش لازمن ابينلهم المحبه هما يعرفو لحالهم ..

حكيم :وهيعرفو من وين يابووى اذا كان انتا كل كلامك مع الناس شخط ونتر وزعيق وعراك ..عتبان ميته محبتك للناس!

بكر وهو ماشى :معرفش شاله عنها ماتبان ولا يعرفوها ..انى طالع بعد اذنك يابووى ..

حكيم ابتسم وهز دماغه على بكر وطبعه اللى مهيتغيرشى واصل وهو مراقبه عيطلع من قدامه وقام طلع وراه من الاوضه وكان بكر طلع من السرايا ..


جماره جات لحكيم :طالع يانن العين تانى ولا ايه

حكيم وهو باصص لبره :ايوه ياجمارتى طالع هشيع على بشندى النهارده واجيبه يقعد معاى شويه متوحشه قوى ..


جماره هزتله دماغها بموافقه وهو قرب منيها حب على راسها وطلع الجنينه وشاف بكر قاعد مع تميم وتماضر تحت شجرة التوت وتميم ماسك الكتاب وعيشرحلها وهى حاطه وشها بين اديها ومركزه عليه وبكر باصصلها وحكيم ابتسم لما شافه وعرف انه فالوكت ديه عيجاهد عشان يراضى اخته بس مقادرشى من خجله يطلع الكلام وهز دماغه بيأس وطلع من الجنينه ووقف قدام بوابة السرايا ونادى على واحد من الغفرا ..


حكيم :ياغفير روح هاتلى بشندى بالكارته من بيته وتعالالى ..


الغفير بصدمه وزعر :له ياشيخ.. امانه عليك ماتبعنى آنى اجيب بشندى وابعت اى حد يجيبه..

وغلاوتك ياشيخ عم بشندى طول الطريق عيشوينى ضرب بنشو الرمان بتاعه ديه اللى ماعارف اتلايم عليه منين الواكل ناسه وضربته عتلسع عامله كيف ضربة الكورباج وكل مايضربنى ضربه يقولى وصل دى للحصان خليه يجرى هبابه ..


حكيم رد عليه وهو كاتم ضحكته :معلهش راجل كبير ومخه بقا على كده واللى يتحمله ويتجلد عليه ليه ثواب كبير واجره عند ربنا ميضيعش ..


الغفير :ياشيخ بس...

حكيم مد يده على دراع الغفير :ياراجل روح وعيب عليك توبقى خايف من لطشة عصايه وانتا كيف الباب اكده !


الغفير :ياااابوى الشيخ هيقولى لطشة عصايه ...طب ولما عيخلى العيال يزفونى واحنا ماشيين لو قلتله بزياداك ويقولى انتا متقوليش بزياداك انى اعمل اللى يلد عليا ياواد الغازيه ويبص للعيال ويقولهم قولولو امك غازيه عتبيع طعميه ويخلى العيال تزفنى ..


ولا لما فنص الطريق يفضل يصرخ مره وحده ويقول الحقونى الراجل ديه خاطفنى عاوز يدبحنى و ياخد حوايجى من جوا بطنى ..طب بذمتك ياشيخنا عم بشندى فيه فبطنه حاجه سليمه تتاخد!!


وهنا الشيخ حكيم اتنهد بزعل وهو عيفتكر عمايل بشندى فالناس وفيه هو شخصيا من ساعة ماجاله مرض النسيان اللى عيقولوله زهايمر وعقله يوقف نوبه وحده ويعمل عمايل عفشه فالناس وهمس للغفير :


معلهش ديه عيا ولازمن نقولو ربنا يلطف ويساعد ..روح يلا ياراجل هاته وعاود وخدلك لطشتين عشان خاطر شيخك وخليه يصرخ يعنى الناس معرفاهش ولا عارفاك !


الغفير اتحرك بقلة حيله وهو عيهمس :عشان خاطر شيخى احط روحى على كفى مش اجيبله بشندى بس ..وراح على الكارته ركبها وطلع بيها على بيت بشندى يجيبه وهو عيتمنى ان بشندى النوبادى يكون فاكر حكيم والسرايا وميزقيهوش المر كيف كل مره ..


فالاثناء داى حكيم وعى سخاوى جاى عليه من ناحية الاسطبل واول ماوصل قباله صبح عليه والشيخ رد الصباح ..


حكيم :مش قولتلك تجيب ابوك وانتا جاى النهارده ياسخاوى ؟

سخاوى :يابوى ياشيخ معقدرشى عليه عيبهدلنى فالطريق وسط الناس ومعيقوليشى غير واد عيشه الغازيه معينادمشى عليا باسمى واصل ..


ولما ينسانى واقول ياكرمك يارب اهو ناسينى النهارده ومهيجرسنيش فالطريق يقعد يزعق بعلو صوطه ويقولى انتا مين وواد مين قولى اسم امك ولما مقلهوش يقولى طول ماراضيش تقول اسم امك توبقى امك فاجر ومستعر منيها ويجرسنى برضك وهو عيقولى هم ياواد الفاجر سوق قوام ...


حكيم ضحك بعلو صوته على بشندى وعمايله اللى حتى ولده مسالمانش منيها وضحك على حاله مقدما وعاللى هيعمله فيه بشندى بس ياجيله لكن على قلبه كيف العسل ..


سخاوى دخل الجنينه وراح على تمره والعيال وقعد جارهم واول ماقعد مسك الكتاب من تميم وبص فيه وقفله وضرب بيه تمره على دماغها وهو عيقولها : متتعبيش حالك مهتفهميش حاجه عشان انتى بجره ..متتعبشى حالك فالشرح ياتميم فالبت داى وهو اصلا اخرتها هتتجوز ومش بعيد اليومين دول ياجيلها واحد طاحن دقايقه نشوحهاله ونقولوله حلال عليك ..


تمره :مين داى اللى تتجوز!! انى هكمل علامى واطلع داكتوره كد الدنيا وقلت لابوى ووافق ..وليك عليا اول كشف هكشفه عليك انتا ياخال ..


سخاوى :دكتورة ايه يام دكتوره انتى حدناشى حد وصل للمرحله المريبه داى من التعليم احنا..بصى هو لو اتمعظمتى قوى وابوكى الشيخ وقف فضهرك هى كلية تربيه تاخديها وتحبى يدك مقلوبه معدوله...


بكر لاول مره يدخل فالكلام مع تمره ابتسم وقالها : وناويه تتخصصى ايه لو طلعتى دكتوره ياتمره ..

تمره بصتله وحطت القلم فخشمها وهى عترفع شعرها وتلمه بالتوكه اللى اتزحلقت من نعومته : مش هتخصص هطلع بتاعت كله ..


بكر رد على تمره وهو عيأنب نفسه عشان لساه ضاربها ومع ذلك لما كلمها باسلوب زين ردت عليه :كيف ديه !

تمره :ايوه كيف ماعقولك اكده اصلى هدخل طب بيطرى.. البلد محتاجه طبيب بيطرى يوبقى متواجد فيها دايما مش لما بهيمه تتعب يشيعو على الدكتور من البندر وعبال ماياجى تكون البهيمه ماتت وداى عتكون راس مال واحد غلبان وكل مايملك ياعينى ...


تميم هزلها دماغه وابتسملها بتشجيع وبكر كمان لكن سخاوى كان عيسمع وهو مبرق ومأرنب ودانه ومره وحده هجم عليها وشدها من شعرها وهو عيقولها :

عايزه تطلعى داكتورة بهايم وتقوليلى هكشف عليك اول واحد ياجزمه يبت الجزمه ..

طب والله ماحد يغيتك منى النهارده ياغازيه يافاجر على قولت ابوى ..سخاوى كان عيتكلم وكلهم ميتين من الضحك وبكر وتميم بالعافيه سلكو تمره من يده ودسوها وراهم منه وهى عتضحك وخربانه ضحك حتى وهى واعيه لشعرها اللى طلع فأيد خالها سخاوى لكن كونها علمت عالخال اللى محدش عيقدر يعلم عليه فالكلام دا انتصار بالنسبالها ...


اما حكيم فالوكت ديه ففضل واقف منتظر لحدت ماوعى الكارته اللى راحت تجيب بشندى جايه من بعيد والغفير كل هبابه يقمز لفوق وملفلف راسه ورقبته بشاله ممبينشى غير وشه وحكيم كتم ضحكته لما الغفير وقف جاره وفط بسرعه من الكارته عالارض كان هيتكفى على بوزه ووشه اوحمر من الغيظ والضرب ...


حكيم قرب من الكارته وطل لبشندى :

اصباح الخير ياراجل ياكهل ..كيفك يابوى اتوحشتك والله .


بشندى بضعف :كهل فعينك لو اتوحشتنى كنت غسلت الحنه اللى على رجليك وجيتنى والحبيب عيعرف طريق دار حبيبه ياسلامه الردى .


حكيم ضحك وهو عيتلقى بشندى على اديه وعينزله من الكارته وبعدها شاله على اديه لحد المندره وهو عيرد عليه :

يابوى والله ماعفيق دقيقه يابشندى والمشاغل لفوق راسى وانتا خابر ..وبعدين قولتلك تعالا اقعد معاى اهنه علطول كيف زمان انتا اللى مراضيشى .


بشندى : يابوووى اقعد معاك علطول كيف واهمل الغازيه اللى فالبيت داى لمين ..

وكمانى هى بالعافيه عتهملنى اجيلك لما تبعت عليا وعتتشندل وتتخبط..


عتقولى انها عتتوحشنى لما اجيلك .


وتلاقى حتى الغازيه بتاعتك انتا كمان هى اللى مراضياش تهملك تاجينى مش المشاغل اللى ممفيقاكش يالئيم ..

خابر انى عيشه وبتها زين غواااازى غوازى ..


حكيم ضحك بعلو صوطه وبعدها همس لبشندى :مش هتبطل الكلام ديه واصل ياواكهم انتا ..

الناس دلوك عتستنقض منيه ومعتتقبلهوشى يابوى.


بشندى وهو عيشاور بالنشو بتاعه فالهوا ..انتا هتعملى كيف سخاوي ياك ..انى كلامى اكده واللى ميتقبلشى كلامى البِعُه بالنشو ديه لما يبانله صحاب ..


حكيم وصل المندره وحط بشندى على الدكه وحطله مسند وراه ورفع رجليه مدهمله وقعد جاره وابتدا يقشرله سفندى من اللى عيحبه واللى كان محضرهوله وابتدا يديله وبشندى فضل يهز فدماغه باستمتاع وهو عياكل ..


حكيم ابتدا يحكى مع بشندى وحمد ربنا انه النوبادى مفتكره وبشندى فضل يرد عليه ويضحك معاه ..


بعد مسافه حكيم قشر سفنديه ومدها لبشندى وبشندى بصلها ومرضيش يتلافاها بعد ماكل ياجى ٣ كيلو وهمس لحكيم بزعل :اكفايه اكده عشان عيشه متزعلشى اكمنها منبهه عليا ماكلش سفندى تانى ومانعاه عنى ...


حكيم كل هو اليوستفندايه وقال لبشندى :تلاقيها خايفه عليك من الاملاح عتحافظ على صحتك ياحزين هنيالك ..


بشندى بص شمال ويمين وميل على حكيم وشاورله بيده وحكيم قرب منيه وبشندى همسله :

له مش عشان الاملاح عشان لما عاكل سفندى ولا برتكان واكتر منيه عشخ على روحى بالليل وعقوم الصبح مرطول وعيشه عتتخبط وتقعد طول اليوم تقولى يشندلك يابشندى خخخخخخ..


حكيم زور فالسفنديه اللى كان عياكلها ومات من الضحك على بشندى اللى عيتلفت حواليه و عيغمزله بشفته عشان يبطل ضحك وحكيم خرب من الضحك عليه اكتر ..

بشندى بهمس :بس خلاص بطل ضحك هتفضحنى ياواكل ناسك ..وبطل انتا كمان وكل سفندى لتعمل زيي والغازيه اللى حداك تشندلك حاكم انى عارفها طالعه لامها فكل حاجه استر على نفسك ياولدى.


حكيم اتنهد وهو عيحاول اخيرا انه يسيطر على ضحكه ومسح عنيه اللى دمعت من كتر الضحك وبص لبشندى اللى كان باصصله ومبتسم هو كمان وهمسله حكيم بحب :


طب والله ماعضحك من قلبي غير معاك يابشندى ..

بشندى وهو عيتجول بعنيه فملامح حكيم وعلى كل حاجه فيه ومد ايده ملس على شعره وهمسله بحنان :قصدك عتضحك عليا ياراجل ياشايب ياعايب ..واتنهد وكمل ..كبرت ياحكيم وعرايس الشيب البيضه ملَت راسك ودقنك ...

الحمد لله اللى ربنا مد فعمرى وورانى واد قلبي وهو متلفلف بوقار الشيب ..

حكيم ابتسم وبشندى كمل:

بس مهما تكبر هتفضل طول عمرك فعينى بكرى قلبي الغالى واول واكبر فرحته ..


حكيم مسك يد بشندى حبها وهو عيهمسله : وانى كمان عحمد ربنا انه ادانى طولة العمر لحدت ماشبت وشفتك عجوز وكهل ياراجل ياكهل انتا ..


بالك انتا يابشندى كل شعره من الشعر الاوبيض ديه مديونالك بالشكر عشان لولاك مكانتش داقت اللون الاوبيض ولا زينت صاحبها ولفلفته بيه.. ولولا حمايتك ليا كان زمانى فى طى النسيان دلوك ..ربنا يديك الصحه وطولت العمر يابو حكيم وسنده وحزام ضهره ..


بشندى سحب ايده وطبطب بيها على كتف حكيم وهو مبتسم ورجع لورا وغمض عنيه تحت انظار حكيم وثوانى وكان رايح فالنوم وعيشخر ..


فالاثناء داى دخل تميم وبكر وسخاوى يضحكو مع بعض وحكيم شاورلهم بصباعه عشان يسكتو وشاورلهم بعنيه على بشندى وسخاوى اول ماشاف ابوه نايم بسرعه جرى على الاوضه وجابله بطانيه رماها عليه ولفلفه بيها وبعدها قعدو هما التلاته على الارض قبال الشيخ حكيم وهو ابتدا يتحاور معاهم فأمور الدين ويسألهم وهما يجابو باللى يعرفوه واللى ميعرفوهوش حكيم يشرحهولهم ...


تميم فالوقت دا كان فسنه تانيه كلية دراسات اسلاميه وتماضر كانت فسنه تالته ثانوى ازهرى وبكر كان فتانيه ثانوى ازهرى عشان على حظه لغو سنه ساته والا كان زمانه فسنه اولى ..اما سخاوى فكان فسنه تالته كلية زراعه ..


حكيم كالعاده بدأ يحاور تميم اكتر منهم ويتقصد انه يحطله الغاز ويحكمه فمشاكل وهميه ويطلب رأيه فمشاكل وفصول ويشوف هيرد عليها كيف ويتصرف ازاى لو كان هو حكم بين الطرفين..


ودايما كان حكيم حريص على انه يخلي تميم يحضر كل الفصول ويطلب سماع رأيه فلاول، ولو كان الراى صوح وعجب حكيم هو اللى يحكم بيه بين الناس وديه كله عشان يعد تميم للمشيخه من بعده ويثبت قبال الناس كلها ان تميم اهل ليها ..


لكن الكلام ديه مكانش عاجب بكر اللى دايما كان يناطح بكر ويسابقه للاجابه على كل سؤال وحل كل لغز حكيم يقوله لتميم ودايما يقول لابوه انى اللى هبقى الشيخ مش تميم ..والكل يبتسم ويعدى كلام بكر على انه مزاح ليس اكثر ..


اثناء ماهما قاعدين يتحدتو بشندى صحى وفضل يتلفت حواليه باستغراب معارفشى هو فين وبص للى قاعدين فالارض وعيتحدتو وبص جاره وشاف نشو الرمان مسكه ومره وحده نزل بيه عليهم بكل عزمه والضربه جات فضهر حكيم اللى فط من فوق العيال وبقى الناحيه التانيه ووشه حمر من الالم وهو عيتلوى ويحاول يحط يده موطرح الضربه وبعدها بشندى دخل فنوبة زعيق :


انى فين ياولاد الكالب ..انتو مين وخاطفينى ليه ..انتو خطفتونى عشان تشقو بطنى وتاخدو حوايجى انى عارفكم ياولاد الجزم ..عاودونى بيتى قوام ياولاد المحروق ..


الكل كاتم ضحكته وتميم وسخاوى بصو لبعض وغمزو لبعض ومره وحده مسكو بكر هما التنين وشدوه ورموه جار بشندى فوق الدكه قدامه وسخاوى زعق :

اهو ديه اللى قالنا نخطفوك وهو رئيس العُصابه اللى عتخطف الناس ..

بشندى سمع اكده ونزل على بكر ضرب بالنشو وكل مابكر يقوم ويبعد تميم وسخاوى يزوقوه ويرجعوه على بشندى وهو يضرب فيه وبكر يصرخ ويقوله انى بكر واد الشيخ حكيم ياجَد وبشندى برضو مستمر لما ضرب بكر ياجى عشر ضربات

وبكر استوى خالص ..


مخلصهوش من يد بشندى غير ابوه حكيم وهو عيضروب تميم وسخاوى ويبعدهم ويشد بكر من من قدام بشندى ويبعده وحتى هو طالته ضربه من نشو بشندى..وفضل يهدى فبشندى ويطمن فيه ويقوله :

اهدى اهدى محدش هيعملك حاجه ..اهدى هخليهم يروحوك بيتك دلوك متخافش احنا لقيناك واقع عالارض وجبناك نقوقوك وهنروحوك دلوك تخافش ..


بشندى نزل يده بالنشو وبص لحكيم :صوح صوح انتا باين عليك راجل زين ياولدى معتخطفشى ولا عتدبح ..اصلا وشك منور مش كيف العيال الصيع دول ..وبالزات الواد اللى باين عليه الاجرام وشكله واد حرام ديه ..وشاور بالعصايه على سخاوى اللى برق عنيه وحولهم بحركه مضحكه وتميم وبكر ضحكو عليه بعلو صوتهم ..


حكيم هدى بشندى وقال للعيال يرجعوه على بيته وحدش رضى يروحه غير سخاوى ولده اللى شاله وراح بيه عالكارته يروحه وهو عيبرطم ويلوم فالشيخ حكيم اللى بعت جابه ونبه عليه بعد اكده انه لو عازه يروحله البيت ميجيبهوشى اهنه تانى ..

وحكيم كان يهز راسه بموافقه على كلام سخاوى وخصوصا ان لبعة النشو لسه واجعاه لحد دلوك وعتصل عليه كيف لسعة العقرب وصعب عليه بكر اللى خد كذا ضربه من بشندى وبص عليه بشفقه وهو عمال يفرك فجسمه وحمقان وكاتم المه وعيمثل القوه ويضحك لكنه خابر زين انه من جواه عاوز يصرخ دلوك ويتألم لكنه ميوبقاش بكر لو مكتمش احساسه وداراه ورا قناع القوه ..


سخاوى روح ابوه وقعد معاه هبابه ودسو منيه النشو هو وعيشه لغاية مايهدى ويفتكر كل حاجه يبقو يرجعوهوله تانى واصلا هو اول حاجه هيسأل عليها بعد مايرجع يفتكر هو النشو بتاعه ..

وبعدها سخاوى قام وراح على السرايا ..


الكل اتجمعو فالسرايا على الغدا وكالعاده تماضر الكبيره كانت من مسئولية تمره وابتدت توكلها وتشربها قبل ماهى تاكل كيف كل مره..

ومش بس اكده داى مراعيه الكل وعينها على كل واحد قاعد وعتاخد بالها من اللى عياكل زين واللى عياكل نص نص واللى معياكلشى ودايما تقول ملاحظاتها عالكل ..


اما جماره فاكل شغلها الشاغل هو شيخ قلبها ووكله وشربه ولازمن توكله بيدهاا وتجيب وتحط قدامه ولولا مايشبع لولا ماترتاح وتاكل هى بعد اكده ..


اما تميم فازى العاده سمى الله وابتدا ياكل فى صمت وبكر طول ماهو عياكل يبص على ابوه وامه وحنيتهم على بعض وبالزات امه اللى مراعيه ابوه كيف الميه فالصينيه وعيتمنى لما يكبر ويتجوز انه يتجوز وحده كيف امه اكده فجمالها وطيبتها واهتمامها وحنيتها ..


اما سخاوى فاطول مهو عياكل عينه تسترق النظر عاللى جوا المطبخ ومتلاهيه فشغلها ويتطلع على وشها الضحكان البشوش حتى وهى مش عتضحك ويبتسم ويبعد نظره عنها من خوفة حد ياخد باله للى متدارى فالقلب احسن تفضحه العيون والكل يدرى ان (خديجه بت زبيده ) معششه فقلب سخاوى وهو كاتم فقلبه من سنين ..


الكل شبع وقامو والشباب طلعو مع ابوهم للمندره عشان وعيو فالكاميرا اللى بره السرايا عربيتين وقفو ونزلت منيها ناس والغفرا استقبلتهم ودخلوهم المندره ...


وصلو الشيخ حكيم والولاد المندره ولقو فصل كبير مستنيهم وكالعاده حكيم بعت على كبارات البلد ورجالتها الخيرين عشان يكونو شهود على الفصل ويشهدو عالحكم ومطولوش كتير والناس كلها اتجمعت ...


فالاثناء داى حكيم قال لتميم يستعد ويستمع زين عشان يحكم والشيخ يشوفه هيحكم بأيه ويشوف رأيه وبعد ماتمشى الناس يتناقشو فيه ولو غلط فحاجه ينبهه ليها ويقوله الغلط فحكمه كان فأيه ..وفوسط الكلام نط بكر ...وانى كمان هقول حكمى ورأيي وتشوف مين فينا اللى رأيه صايب وحكمه عادل .


حكيم :وماله يابكر مانتا لازمن تتعاون مع اخوك الشيخ تميم وتعينه على حمل المشيخه وتكون مرجعه وتشور عليه وتصححله غلطه لو غلط وتنبهه للهفوه والزله ..


والكلام ديه لسخاوى خالكم برضك ..

انتو التلاته عايزكم دماغ واحد وايد وحده ودايما تكونو مع بعض وفضهر بعض كيف ماعهدت منكم طول عمركم ..


بكر بص لابوه ونفخ بقهر لأنه مهما بكر يلمحله ان هو نفسه فالمشيخه وامنية حياته يكون هو الشيخ من بعده ويخلفه لكن برضك ابوه دايما ينسبها لتميم ..ومهما بكر جاهد واتعلم وجاوب واثبت المعرفه والدرايه برضك ابوه ماواعيش غير تميم ولا شايف حد شيخ غيره ..


الفصل اتقام واتحكم فيه وحكم تميم ورأيه كان نفس رأي بكر ونفس رأى سخاوى كمان وحكيم ابتسم بفخر وهز دماغه بعد ماسمعهم لان هو ديه الرأى السليم والحكم العادل وهو نفسه الحكم الى حكم بيه فالفصل والناس رضيت بالحكم وقبلت والطرفين اتراضو..


ومن بعدها الشيخ حكيم قدم واجب الضيافه وعشى الناس عشان كانو من نجع تانى غير نجعهم وفضلو بعد العشا يتسايرو فشتى الامور ومن ضمن الامور كان موضوع بين حكيم وشيخ تانى الشيخ كان عيقوله انه لبس عمة المشيخه لولده واداه المسئوليه خلاص واتنازله عنيها فالمركز وسأله ميته هو كمان هينصب ولده شيخ موطرحه ..


حكيم ابتسم وبص لتميم وهمس للشيخ :قريب قوى ياشيخ ..خلاص الشيخ تميم تقريبا بقا جاهز للمشيخه وفأقرب فرصه هلبسه العمه واتنازله عنيها واخلى الناس تبايعه ..


وهنا بكر من بعد جملة ابوه اللى سمعها بوضوح من وسط كل الكلام قام منتور ووقف وسط المجلس وكل العيون اتوجهت عليه وهو من غير تردد اتكلم :


يارجال ..اسمعونى عايز اقول حاجه فحضوركم ..وبص لابوه ..بعد اذنك يابوى .بعد اذنكم كلكم ..انى عاوز ابقى الشيخ من بعد ابوى الشيخ حكيم ...


حالة ذهول واستغراب سيطرت على الكل وبالذات على حكيم وتميم وسخاوى اللى كان هيقوم يتلافه بكر ويعمل معاه الصح لكن مسكت حكيم لدراعه منعته ..


*************


فالاثناء دى فالسرايا تماضر وجماره كانو عيكلمو غاليه فالتلافون وفرحو قوى لما عرفو انها نازله مصر زياره هى وولادها الاربعه وجوزها من بعد غيبه استمرت ٥ سنين منزلتش فيهم وامها تماضر فيهم كانت هتموت على شوفتها هى وعيالها وكل ماتقولها هاتيهم وتعالى غاليه تقولها مينفعشى عشان مفاضياشى لا هى ولا جوزها اللى من بعد موت ابوه الحجى راغب وهو كل الشغل على دماغه ومش عيلاقى وكت لأيوتها حاجه غير يادوب ساعتين تلاته راحه ويكون ممسك ولده راغب فيهم الشغل بداله ومعطله عن مزاكرته ..


تماضر قفلت السكه وبصت لتمره واتحدتت بفرحه : عمتك وعيالها جايين السبوع الجاى ياتمره ..يلا عشان تروبيلى حنه وتحنيلى راسى وحواجبى عشان عيال بتى يشوفو ستهم حلوه كيف ستهم نادره .


تمره :عنيا ياست الستات ..هروبلك حنه واحنى شعرك واديكى واخليكى كيف البلحه واطلعك احلى من عروسه ..


تماضر ضحكت على كلام تمره وجماره ابتسمت على فرحة تماضر اللى زقت الكرسى على اوضتها بلهفه وهى عتقول لتمره :


تعالى وراى عشان تطلعيلى خلجاتى الحلوين اللى هغير وابدل فيهم قدام عيال بتى ..تعالى ياتمره عشان لو ملقناش حاجه زينه اديكى فلوس وتشتريلى جديد ..واستمرت فدفع عجلات الكرسى بحماس ومبطلتش كلام لحدت ماوصلت لباب اوضتها وتمره وراها تسمع وترد عليها وهى عتضحك على حماس ستها ..


************

حكيم وقف قبال بكر وابتسم وهو عيوجهله الكلام :


بس اخوك تميم الكبير وهو الاولى بخلافتى فالمشيخه يابكر .


بكر :وانى هرد عليك الرد اللى رده الغلام لسيدنا عمر رضوان الله عليه واقولك لو كان الامر بالسن لكان هناك من هو اولى منك بها يابوى ..واظن المشيخه مش حكر ولا ميراث بدليل انك خدتها وهى المفروض مكانتش ليك ..خدتها بمبايعة الناس وحبهم ليك وبجدارتك بيها ..


حكيم ابتسامته زادت وهز دماغه وهو عينقل عنيه على كل الموجودين واللى عنيهم كانت متعلقه ببكر وعتلمع باستغراب من جرئته ورد عليه :


كلامك عين العقل والصح ياولدى وهو ديه اللى حوصول بالمظبوط ..بس اكيد انتا خابر انى خدت المشيخه عشان الاحق بيها مكنش اهل ليها وعشان اكده الناس بايعتنى ..لكن فحالتك انتا واخوك انتا واعى زين ان اخوك فاهم ودارس وحامل كتاب الله وعيحكم بالحق والناس عترضى بحكمه ..يعنى حجتك فأخد المشيخه منيه باطله يابكر ..


بكر :مع احترامى ليك ياشيخ بس برضك المشيخه مبايعه مش ورث ..وانى عطالب بحقى فمنافسه عادله بينى انى واخوى للفوز بالمشيخه ..حط الشروط اللى تلد عليك وحدد المنافسه ونهملو الحكم للناس اللى هتكون شاهده على كل حاجه ..


حكيم اخد نفس وبص فعيون بكر وركز عليهم وابتسم وهو واعى التحدى فيهم :


انى خابر زين انك عايز تمشى على نهجى يابكر ..وان كنت ماشى على نهج ابوك يوبقى تمشى فكل حاجه ..والحكم فموضوع المشيخه ديه هيتم بمبايعة الناس للى يرضوه شيخهم ويشوفوه انسب ليهم ..


وديه اللى تم معاى وهيجرى عليك وعلى اخوك ..قولت ايه ؟


بكر :وانى موافق بس تدينى وكت .


حكيم :معادنا بعد سنه من اليوم بالتمام فأول يوم جمعه بعد بعد تمام السنه ورا الصلاه نتجمعو ونجمعو الناس والمشيخه للى ترسى عليه المبايعه ..


بكر هز دماغه بموافقه وعيونه لمعت بفرحه وحكيم بص لتميم لقاه باصص فالارض ومبتسم وسخاوى قاعد جاره وواخد وضع الهجوم على بكر لكنه ماسك حاله بالعافيه ...


الكل روح من المندره والعيال رجعو السرايا وتميم كان عيتعامل عادى ولا كأن حاجه حوصلت لكن سخاوى كان يفط ويقطع ومبطلش عراك مع بكر عاللى عيمله فابوه قصاد الناس وطمعه فحاجه مش من حقه

وبكر كل اللى كان عامله انه مبتسم بنشوه على فرصه اخدها من حنك السبع زى ماعيقولو وامل ان حلمه اللى طول عمره عيحلمه بأنه يكون شيخ زى ابوه ممكن يتحقق وعاهد حاله لو ربنا كرمه وخد المشيخه انه على خطى ابوه هيسير بالملى وهيكون امتداد ليه فكل حاجه ...


رجع حكيم فآخر الليل بعد ماخلص كل اشغاله وراح على اوضة امه سلم عليها وحب على يدها لكنه محبش على راسها وهو واعيها ملفلفاها وريحة الحنه عتعج منيها والحنه نازله ع السوالف من تحت الربطه ..وتمره كانت نايمه جارها فالسرير من جوه ونعسانه واديها باين عليهم اثر الحنه فصوابعها وعرف منهم انها هى اللى حنت ستها


وضحك لما سأل امه عن سبب الحنه وقالتله عشان غاليه وعيالها جايين وشافها عتستعدلهم كنهم عيد وجاى.


بعدها حكيم طلع على اوضته واتخطى اوضة العيال وهو سامعهم عيودودو مع بعض وتميم عيتحدت ويضحك عادى ولا كأن حاجه حوصلت من اخوه ولا زعل منيه وابتسم وهو عيقول لحاله :


هو ديه تميم وديه عهدى بيه ..حمول جلود عاقل مترفع وحكيم وعمره مايخلى الزعل من حد يوصل لمشارف قلبه ابدا ...


وصل اوضته وفتح الباب واخد نفس وابتسم وهو واعى جنته وراحته مستنياه وفارداله اديها بحب وهو سند عكازته عالحيط وقلع عبايته وجزمته وراح طوالى دخل فحضن جنته ورمى كل همومه على صدرها لما سند عليه دماغه وهى ابتدت تمسد على شعره وتدلك دماغه بحنان ومن تنهيدته عرفت انه جاى وشايل هم جديد ...


جماره :قول يانن العين ايه اللى مكدرك اكده


حكيم خد نفس وهمس مع زفرة النفس : بكر

جماره :وااه ..لساك زعلان منيه على خناقة الصبح بتاعته هو واخته ياك !! طيب ماهو دايما اكده هو وهى عيتعاركو ويتصالحو ومحدش عيقلك عشان متزعلش حالك ..دول عيال ياحكيم واخوات وياما الاخوات عيوحصول مابينهم ..روق بالك وسيبك من الحجات الصغيره داى ...


حكيم اتعدل وبص فعيون جماره وهمس :ولدك وقف فمجلس رجال قبالى النهارده وطلب انه يمسك هو المشيخه بدال اخوه ياجماره وخلانى فموقف لا احسد عليه ..


جماره ضربت على صدرها بصدمه وهى عتهمس : يامرى ..وقعتك سوده يابكر اصبرلى بس يصبح عليك صبح .


حكيم مسك اديها وحبهم وحده ورا التانيه :

ولا تتحدتى معاه ولا تفتحيله سيره عشان مش بكر اللى يغير رأيه بكلمتين يسمعهم ..بكر عنيد وطبعه حامى وان كان عيعمل اكده وعاوز المشيخه فديه من حبه ليا مش طمع فمنصب ولا جاه ...بكر عايز يكون نسخة الشيخ حكيم التانيه والناس تشاور عليه وتقول بكر هو حكيم التانى ..


فاكره الجلابيه الزيتى والعمه بتوعى اللى دورتى عليهم فمره ملقيتيهمشى .


جماره هزتله دماغها بموافقه .

حكيم :لقيت بكر واخدهم وشفته فليله وانى معاود لابسهم وباب غرفته كان موارب وقاعد على الارض ومتربع وعيتحدت كنه فيه ناس قدامه وهو عيحدتهم بنفس طريقتى وعيقلدنى وحتى ضحكتى عيقلدها ولما يخلص حديت يرد على حاله ويقول ..كفو ياشيخ بكر كفو ..والله شيخ من ضهر شيخ ...

كيف مالناس عتقولى بالظبط ...


جماره برقت عنيها بصدمه وهى عتهمس : يامرى يعنى الواد اتدب؟!!

حكيم :له ماتدبش الواد هايم بحب ابوه يام تميم ..وياخوفى الحب ديه يتقلب كره لما كل احلامه تتبخر والصوره اللى راسمها لحياته تتمحى خطوطها ...


جماره بصت بعيد بتوهه وقلق على صورة بكر المتعلقه على الحيطه وهو مع ابوه ومايل عليه وحاضنه من ورا وساند دماغه على كتف ابوه ومبتسم بفخر وحكيم محاوط ادين بكر بأديه اللى ماسك بيهم السبحه بتاعته ..


حكيم بلمسه حنونه جذب وش جماره عليه وهمسلها :له عقولك ايه مهنقضوشى الكام ساعه اللى عيطولونا من اليوم نكونو فيهم لحالنا فالسرحان والصفنه عالصور ..حبيبك مشتاق ياجمارة القلب وجاى يقلع توب الهم فغرفتك ويلبس توب الراحه ..قربي وزيحى بلمسة أديكى عن شيخ قلبك تعب النهار كله ..


جماره وهى عتقرب لحكيم :شيخى وشيخ قلبي يأمر أمر وجمارته ماعليها الا السمع والطاعه ..


حكيم عنيه غمضت براحه اول ماابتدت جماره تمشى يدها على شعر دقنه بحنان وثوانى وفتحهم وابتدا يهمس :


اقتربى ..اقتربى ياجمارة قلبي اقتربى اكثر ..

اليوم من قربك ساثأر

اعلنت الحرب عليكى مولاتى واقسم لن اخسر

ساناضل من اجل الموج الازرق واقطف طيب الكرز الاحمر ..


(وكمل وهو عيمسك ايدها ويبوس اطراف صوابعها ..)

وان واجهتنى اناملك اقبلها ودون الخمر من عينيك سأسكر ..اقتربى اكثر مولاتى اقتربى اكثر ..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة