-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل السادس عشر

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة زكية محمد, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل السادس عشر من رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد .

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل السادس عشر

تابع من هنا: روايات زوجية جريئة

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد

رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد - الفصل السادس عشر

 غرق وجهها بالدموع و اقتربت منه قائلة بخوف :- علشان خاطري خليني أشوف الجرح بتاعك و بعدين أعمل إللي أنت عاوزه، الله يخليك..


صرخ بعنف قائلاً :- أخرسي! مش عاوز أسمع نفسك.


إلا أنها لم تصغي له و أردفت ببكاء :- و حياة أغلى حاجة عندك خليني بس أعالجك، أقعد هروح أجيب علبة الاسعاف حالاً .


أنهت كلماتها و ركضت مسرعة للخارج وهي تشهق بعنف، بينما جلس هو بإهمال وقد داهمته عاصفة هوجاء فاجتثت جذوره فخر على قدميه فما عادت له قوة بعد ذلك.

لا يصدق أنه وقع ضحية للمرة الثانية في فخ الأنثى بكل غباء منه، وتلك المرة غير سابقتها فالضربة أقوى و أصابته بمقتل .


دلفت في تلك اللحظة و وضعت العلبة بجوارها، و بدأت تطهر له الجرح الذي يتطلب غرزتين فقطبتها له، أما هو كان يشعر بأن لمساتها لذراعه بجمر يحرقه، فما إن انتهت ابتعد عنها و كأنها شيء معدي تألم قلبها لأجل ذلك و بدأ ينزف من جديد بعد أن ضُمدت جراحه قليلاً.


أخذ يسير بالصالة كالمجنون لا يعلم ما يفعل؟ أيذهب و يفصل رأسها عن جسدها، أم يذهب و يخبر والدها و يتخلص منها؟

لو أتوا له بمياه المحيطات والبحار والأنهار وكل ما يوجد على سطح الأرض من مياه لن تطفئ تلك النيران المشتعلة بداخله، أمغفل هو لهذه الدرجة لتتلاعب به وهو كالأبله صدقها و صدق ذلك الوجه الذي يشع براءة ؟


ركل المقعد بقدمه بعنف قائلاً بتوبيخ لنفسه :- قولتلك، قولتلك يا حمار!


بداخل غرفتها سمعت صراخه، فانتفضت بخوف ولكنها يجب أن تخرج لتبرئ نفسها، إذ خرجت بخطا أشبه بالسلحفاة ازدردت ريقها بتوتر و هتفت بخفوت :- إسلام!


زفر بغل وهو يحدجها بنظرات لو كانت سهاماً لأخترقت صدرها في الحال، و سرعان ما جذبها بعنف بذراعه السليم قائلاً :- عاوزة إيه من زفت إسلام ها؟ المرة دي هتبرري عملتك دي بإيه بحجة إيه؟ أنتِ إيه يا شيخة !


أردفت بدموع و ألم :- والله مظلومة يا إسلام و....


صرخ بغضب :- اسمي ما يتنطقش على لسانك، أنتِ سامعة؟


هزت رأسها بخوف، بينما دفعها بقسوة وهو على حالته، وما إن همت لتتحدث، وجدت صفعة قوية نزلت على وجنتيها صرخت على إثرها، بينما أردف هو بغل :- القلم دة كان لازم أدهولك من أول ما جيتي هنا، بتوسخي بيتي يا........


أردفت ببكاء :- لو سمحت كفاية أنا سكتلك كتير وأنت سايق فيها .


رفع حاجبه باستنكار قائلاً :- دة أنا! بجيبه من عند أمي أظن ولا بتبلى عليكي! واللي شوفته من شوية دة؟ اه فعلاً بهينك لدرجة إني المفروض أقتلك، بس واقف متكتف هقول إيه لعمي و محمود ؟ ما يستاهلوش أبداً..


صرخت بقهر تدافع عن نفسها قائلة :- والله مظلومة، أنا فتحت الباب لقيته في وشي و بعدين ....و بعدين دخل و قفل الباب، هددني هيقولكم إني جايباه بمزاجي هنا لو صوت، و بعدين سحبني لجوه و......


نهرها بغضب قائلاً :- أخرسي متكمليش.


أردفت بوجع :- لا هكمل أنت لازم تسمعني أنا معملتش حاجة غلط و ربنا يشهد .


حدجها بغضب قائلاً :- اللي زيك ما ينطقش اسم ربنا على لسانه، يا بجاحتك ما أنا شوفته وهو.....


صمت زافراً بغضب، بينما هتفت هي بصدق :- والله كان قافل بقي بأيده و مكتفني، كان أقوى مني صدقني.


أردف بغيظ :- أنتِ عارفة كام مرة يتبعتلي رسالة بيتقالي فيها إنك خاينة و بتستغفليني، انا ما صدقتش كل دة في كل مرة، بس لما أجي ألاقي راجل غريب في بيتي وعلى سريري عاوزاني أعمل إيه أشجعكم؟


صرخت بقهر قائلة :- قولتلك محصلش بينا حاجة .


أردف بتهكم :- اه سوري لو جيت في وقت مش مناسب و قطعت لحظاتكم الزبالة .


أردفت بحدة وهي تهم لصفعه :- أخرس!


امسك يدها قبل أن تلطم وجنته قائلاً بفحيح :- متخلنيش واحد تاني أنا مش عاوز أكونه، ما تطلعنيش عن شعوري وإلا ساعتها هتكرهي اليوم اللي أتولدتي فيه.


نفض يدها بعيداً عنه قائلاً بازدراء:- مش عاوز أشوف وشك قدامي، بس أجيب أمه ابن ال.....و أنا هطلقك، استحالة أعيش مع واحدة زيك.


أردفت بحدة وقد فاض بها الكيل :- أنا اللي مش عاوزة أعيش معاك و أول ما أثبت برائتي تطلقني علطول، أنا اللي استحالة أعيش مع واحد شكاك زيك.


ركل الطاولة بعنف قائلاً :- أمشي من وشي أمشي.


بلحظة كانت بداخل غرفتها و سقطت أرضاً في إحدى زواياها، و أخذت تنتحب بمرار وهي تبتسم بسخرية وتهتف بداخلها :- متى ابتسمت الأيام لكِ؟


______________________________________


بعد عدة ساعات هتفت سندس بقلق :- أنتِ متأكدة أنها قالتلك أنها رايحة تجيب أكل؟


هزت رأسها بموافقة قائلة بدموع :- اه والله يا مدام أنا خايفة عليها أوي هتكون راحت فين؟


أردفت بقلق مماثل :- أنا هتصل بأخوها أشوفها لو كانت معاه ولا لا .


وبالفعل قامت بالاتصال به، وما إن رد عليها هتفت بحذر :- إزيك يا شادي ؟


أردف بهدوء و مرح :- أهلاً يا مدام سندس، البت رحيق عملت حاجة ولا إيه؟ قوليلي هشدهالك من ودانها.


أردفت بقلق أكبر :- يعني هي مش معاك ولا مع مراد


هز رأسه بنفي قائلاً :- لا مش هنا، تلاقيها زمانها روحت.


اغلقت عينيها قائلة بسرعة :- أصل حاجتها هنا، وهي نزلت من ساعتين تقريباً وقالت إنها هتجيب أكل و مجاتش لحد دلوقتي.


اتسعت عيناه بصدمة قائلاً :- بتقولي إيه؟ طيب اقفلي وأنا هتصرف.


أنهى المكالمة و اتصل على زوجة عمه بالقصر لتخبره بأنها لم تعد بعد، فأسرع يهرول لمكتب مراد حيث فتحه بعنف، فهتف الأخير بسخط :- أنت إزاي تدخل بالشكل دة يا .......


قاطعه قائلاً بخوف :- رحيق مش موجودة مختفية!


قطب جبينه بتعجب قائلاً :- مختفية! إمتى دة حصل؟


أردف بسرعة :- سندس اتصلت عليا و بتسأل لو كانت يعني جات هنا، هتكون راحت فين بس؟


نهض من مكانه قائلاً بهدوء:- أنا هتصرف


أردف الآخر وهو يركض للخارج :- وأنا هروح مكان شغلها و هشوف. بقلم زكية محمد


______________________________________


توقفت السيارة بعد مدة قضتها في السير، ثم ترجل هو منها و سحب الأخرى قائلاً بتهديد وهو يكمم ثغرها :- لو طلعلك نفس اتشاهدي على روحك .


صعد بها للبناية و دلف بها لإحدى الشقق الفارغة، ثم زجها بداخلها بعنف و أوصد الباب خلفه .


هتفت بصراخ :- أنت جايبني هنا ليه؟ أنا عاوزة أمشي أفتح الزفت الباب دة.


ضحك بشر قائلاً :- أنتِ بتحلمي ! أنتِ مش هتعتبي عتبة الباب دة .


أردفت برجاء :- أرجوك يا حاتم خليني أمشي بابا هيقلق عليا.


أردف باستهجان :- أنسي أبوكي دة خالص، من النهاردة في حاتم وبس .


هزت رأسها بذعر قائلة :- أرجوك يا حاتم خليني أمشي، بالله عليك يا حاتم أنا بنت خالتك بردو!


أردف بحدة :- و بنت خالتي تروح تتمرمغ في العز لوحدها و ناسية ابن خالتها! شوفي مين اللي غلطان.


أردفت بحذر :- خلاص أنا... أنا هخلي بابا يدفعلك اللي أنت عاوزه بس سيبني بالله عليك أمشي.


أردف بمكر :- لا يا حلوة بعد إيه! ما أنا خلاص هطلع من وراكي بمصلحة إنما إيه لوز اللوز..


ركضت بسرعة نحو الباب لتلوذ بالفرار، ولكنه كان الأسرع حينما جذبها عنوة فأخذت تصرخ بصوت عال :- إلحقوني يا ناس، حد يلحقني..اااااه.


تلقت صفعة قوية طرحتها أرضاً، بينما مال عليها ليجذبها من حجابها بقسوة قائلاً:- أخرسي يا بنت ال....، صوتك ما اسمعهوش.


هزت رأسها بنفي قائلة بإصرار :- لا مش هسكت و هفضحك في المكان دة .


ضحك بصوته العالي قائلاً :- هو أنا مقولتلكيش! العمارة فاضية و المكان فاضي و لو صوتي لبعد بكرة محدش هيسمعك.


تعالت وتيرة أنفاسها وهي تطالعه بذعر، و عقلها يصور أسوأ السيناريوهات التي بإمكانه أن يفعلها. ازدردت ريقها بصعوبة قائلة :- أنت بتعمل كدة ليه؟


أردف بغل :- ملكيش دعوة و دلوقتي يا حلوة هطلع القديم والجديد، أنتِ تحت رحمتي دلوقتي و مبقاش حاتم إن مخليتك تبوسي رجلي علشان أرضى بيكي و وقتها هقولك شطبنا.


تراجعت للخلف بخوف وهي تكاد تقع مغشياً عليها من كلماته تلك فأردفت بدموع :- أنا... أنا متجوزة حرام عليك، طيب أعمل حساب لخالتي الله يرحمها مش دايما كانت تقولك راعيها؟ هتنهش في لحمي علشان شوية فلوس يا حاتم! هي دي الرجولة؟


طالعها بمكر قائلاً :- لا الرجولة دي هوريهالك جوة.


صرخت بفزع حينما اقترب منها فجأة ثم جذبها خلفه بقوة، بينما هي تقاتل بكل ما أوتيت من قوة وهي تغرز أظافرها بوجهه، وحينما رأت إصراره وأنه لن يتراجع عما ينويه وأنها هالكة لا محالة، تصنعت الإغماء لعل ذلك ينجيها منه، و بالفعل خارت قواها ولم تتحرك.


تفقدها هو بحذر قائلاً بغلظة :- أوعي يكون شغل التمثيل دة هياكل معايا لا فوقي يا بت ..


وحينما لم يجد منها رد حملها للداخل، بينما كاد قلبها أن يقف مكانه، وضعها على الفراش و نظر لها برغبة قائلاً :- هتروحي مني فين أدينا قاعدين و اليوم طويل يا مزة.


أنهى كلماته و ترك الغرفة لتلتقط أنفاسها براحة وهي تحمد الله و ترجوه بأن ينجيها منه، ضربت على رأسها بعنف حينما تذكرت أنها نست الهاتف بالشركة فهتفت بهمس :- لو معايا دلوقتي كنت عرفت أتصرف! يا رب نجيني منه يا رب، يا ترى يا بابا عامل إيه دلوقتي؟


بالأسفل ترجل من سيارته و تبعه بعض الحراس الخاصين بحراسته، و دلف لتلك البناية ومن ثم للشقة التي بداخلها.

طرق الباب بغضب عاصف ففتحه حاتم الذي تلقى لكمة قوية أطاحت به أرضاً، فنهض ليحاسب من قام بتلك الفعلة و لكنه تسمر مكانه وهو يجده واقفاً يطلق سهاماً نارية نحوه، و ما لبث أن لكمه مجدداً و مسكه من تلباب ملابسه قائلاً بفحيح :- هي فين؟


هتف بتلعثم :- مم ..مفيش حد هنا غيري.


لكمه مجدداً وهو يقول :- أكتر حاجة بكرهها في حياتي هي الكدب.

نظر لرجاله قائلاً بأمر :- امسكوه و أوعى يهرب منكم.


حدجه بوعيد قائلاً :- لو بس لمست شعرة منها صدقني الموت هيكون أرحملك بكتير.


قال ذلك ثم ولج للداخل ليبحث عنها من بين الغرف، و ما إن فتح الأخيرة تم ضربه بقوة على رأسه ومن قوة الضربة وقع على الأرض فاقداً الوعي في الحال.


سمعت هي أصوات قريبة من الغرفة فأخذت تبحث عن أي شيء تحتمي به فوقع بصرها على إحدى المزهريات فمسكتها و وقفت خلف الباب، وما إن فتحه هو حتى قامت بضربه بكل قوتها وهي تهتف بشراسة :- والله لأقتلك يا حاتم الكل......


هربت الحروف من على لسانها و تجمدت أطرافها، حينما تحققت من هويته، إذ ضربت بيديها على قدميها بقسوة قائلة بذعر :- يا مصيبتي! دة الفريزر! يا لهوتي يا خرابي، إيه اللي أنتِ هببتيه دة يا رحيق الجزمة؟ هترملي نفسك بدري بدري، قتلتي الراجل يا أختي..


جلست أرضاً بجواره ثم أخذت تهزه برفق قائلة بخوف :- مراد فوق والله ما أقصد، أنا كنت فكراك الزفت حاتم .


وعندما وضعت يدها على رأسه وجدت أنها ملطخة بالدماء، فشهقت برعب و أخذت تصرخ بصوتها كله تترجاه بأن يستيقظ.

اهتدت أخيراً لهاتفه عندما عبثت في جيوبه و مسكت يده لتضع إصبعه على البصمة لُيفتح الهاتف فوراً، لتتصل بعدها على شادي الذي ما إن أتاها صوته هتفت ببكاء :- إلحقني يا شادي مراد مات!


توقف بالسيارة بصدمة بعد أن كاد أن يفتعل حادث قائلاً بعدم فهم وهو تحت تأثير الصدمة :- رحيق! مش دة تليفون مراد؟!


أتاه ردها قائلة ببكاء :- أيوة ..أيوة تعال بسرعة بالله عليك، أنا ضربته أنا مكنتش أقصد والله... أنا آسفة..


أردف بخوف :- رحيق رحيق ركزي معايا كدة، أنتوا فين؟


أردفت بضياع وهي تتطلع حولها بانهيار :- مش عارفة ...مش عارفة


أردف بقلق :- طيب بصي أكيد مراد معاه الحرس بتوعه هو مش بيمشي من غيرهم، أدي التليفون لأي حد منهم..


نهضت بدون تفكير لتخرج، و عندما رأت الحرس ممسكين بحاتم تراجعت للخلف بحذر، بينما أردف هو بحدة :- مفكرة نفسك هتهربي مني! ماشي يا رحيق ماشي.


نظرت لأحدهم قائلة بلهفة :- لو ...لو سمحت خد كلم شادي. بقلم زكية محمد


أذعن لطلبها و التقط منها الهاتف ليتحدث معه ببضع الكلمات في إحدى الجوانب، و بعدها ينهي المكالمة ليتوجه للداخل بعد أن أملى على البقية بأن يحتفظوا بحاتم ، بينما ركضت هي خلفه بخوف و بداخلها يدعو أن يكون على قيد الحياة.


______________________________________


بعد وقت كان ممدداً على الفراش بإحدي المستشفيات الكبرى، و يحاوطه عائلته الذين يتابعوه بقلق، بينما كانت رحيق منهارة في أحضان شقيقها و الآخر يمسد على ظهرها بحنو، و يلقي عليها ببعض الكلمات المطمئنة لها ليهدأ من روعها و ما عانته في تلك الساعات القليلة .


على الجانب الآخر كانت ناريمان تطالعها بحقد دفين، وهي تجز على أسنانها بغضب من فشل مخططها وهي تتعجب من كيفية وصوله لها بتلك السهولة!


لما حدث قبل ذلك، عودة للزمن بساعات للخلف حيث وقفت سيارة ضخمة في حي شعبي، و ترجلت منها سيدة من الطبقة العليا ولم تكن سوى هي.

أخذت تطالع المكان باذدراء واضح، و لكن عليها فعل ذلك لكي تتخلص منها . صعدت للأعلى حيث شقته و طرقت الباب و انتظرت قليلاً حتى فتحه حاتم الذي هتف بتعجب :- أفندم؟!


هتفت بكبرياء :- عاوزة أتكلم معاك شوية.


أشار لذاته قائلاً بدهشة :- أنا!


أردفت بتأفف :- أيوة انت أومال هيكون مين يعني .


نظر لها بريبة قائلاً :- اتفضلي قولي اللي عندك.


مطت شفتيها بسخرية قائلة :- إيه هنتكلم على الباب كدة !


كشر بحاجبيه قائلاً وهو يفسح لها الطريق :- اتفضلي.


دلفت للداخل وهي تنظر لما حولها بتعالي، و جلست على المقعد قائلة :- أنت ابن خالة اللي ما تتسمى رحيق مش كدة؟


هز رأسه قائلاً:- أيوة ابن خالتها، ليه، هي عملت حاجة؟


زفرت بغل قائلة :- بص أنا هعرض عليك عرض كدة أنا عرفت أنك طمعان فيها من زمان و عاوزها لنفسك، إيه رأيك تاخدها و تبعدها عن القصر و تعمل فيها اللي أنت عاوزه و هديك مبلغ مش بطال، أهم حاجة مترجعش القصر نهائي، ها إيه رأيك؟


حك مؤخرة رأسه بتفكير قائلاً بتساؤل :- لا مؤاخذة أنتِ مين، و إيه مصلحتك من كدة؟


أردفت بغلظة :- دة شيء ما يخصكش، ها هتعمل اللي قولتلك عليه ولا أشوف حد غيرك؟


هز رأسه مسرعاً وهو يقول :- لا موافق طبعاً بس هطلع بكام من المصلحة دي؟


أردفت بجمود :- 400 ألف جنيه.


قطب جبينه برفض قائلاً:- لا يا هانم أنتِ فاكرة العملية سهلة ولا إيه؟ دي مصاريف و قعاد و بيات ، لا شخللي جيوبك شوية.


جعدت أنفها بعدم فهم قائلة :- إيه؟


زفر بضجر قائلاً :- يعني زوديهم شوية عاوز الضعف وإلا كدة يفتح الله.


أردفت بغيظ :- أوك موافقة بس تعمل دة بأسرع وقت و يا ريت النهاردة.


أردف بثقة :- أضمن أن الفلوس في جيبي أعملك اللي أنتِ عاوزاه.


و بالفعل بعد أن تأكد من وصول النقود على حسابه أسرع بتنفيذ الخطة التي باءت بالفشل، وها هي تجني منها ثمار الحسرة على مجهودها الذي بذلته سدى.

عادت للوقت الحالي وهي لا زالت على حالتها، لم تستطع أن تمكث بمكان واحد هي فيه، فخرجت مسرعة للخارج ريثما يستيقظ هو.


فتح عينيه أخيراً لينتبه له الموجودون و أولهم والدته، التي اقتربت منه و تساءلت بلهفة :- أنت كويس يا حبيبي؟


ابتسم لها بحنو كي لا يقلقها قائلاً :- أنا كويس يا أمي متقلقيش.


أردفت بحنو وهي تمسد على شعره :- حمدا لله على سلامتك يا حبيبي.


توالت عليه العبارات التي تحمل السلامة و العافية له، بينما خرجت رحيق بسرعة ما إن علمت أنه بخير فهي تشعر بالذنب الشديد يأكلها كما تأكل النيران الحطب. أبعد أن خاطر بنفسه و أتى لإنقاذها يُلاقي منها ذلك؟


رفعت عينيها المغرورقة بالدموع لتجد سندس و آلاء، فأسرعت فوراً لتلقي ذاتها بين ذراعيها قائلة ببكاء :- أنا السبب، أنا السبب!


احتضنتها بحب قائلة :- هششش بس خلاص أهدي، دة قدره و الحمد لله هو كويس دلوقتي يلا بقى متبقيش كئيبة كدة، يلا علشان ندخل نطمن عليه.


ابتعدت عنها و نظرت أرضاً قائلة بخجل من نفسها :- لا، روحوا أنتوا أنا هقعد هنا، أنا مش قادرة أبص في وشه بعد اللي حصله بسببي، أنا غبية أوي.


أردفت بمرح :- يا روحي أول مرة تعرفي إنك غبية!


جعدت أنفها بحنق قائلة :- أنا بس اللي أقول على نفسي كدة.


ضحكت بخفة قائلة :- ماشي يا رورو، يلا بقى تعالي دة جوزك مش حد غريب!


هزت رأسها باستسلام و دلفت معهم، إذ ألقوا التحية و تمنوا له الشفاء العاجل .


ما إن وقع بصرها عليه صدفة شعرت بمن ينزع روحها منها ببطيء، و سكين حادة تمزقها بداخلها، بينما أخذ هو يطالعها بسخرية و اتهام و تشفي. لم تستطع أن تمكث بالغرفة أكثر من ذلك، فرسمت شبح ابتسامة على صفحة وجهها الباهت و تعللت بالخروج لعمل مكالمة هاتفية ضرورية.


هتف شادي بمرح :- طيب يلا بينا يا جدعان نطلع إحنا و نسيبهم لوحدهم شوية.


تطلعت له برجاء، فأخبرها بعينيه بأن لا بد من تلك المواجهة .

انصرف الجميع لتظل هي واقفة أمامه كالتلميذ الذي ينتظر العقاب من مدرسه.

تطلع لها هو بغيظ من تهورها و غبائها الغير منتهي. رفعت عينيها نحوه بحذر و هتفت بتوتر :- حمدا لله على سلامتك.


هتف بجمود :- الله يسلمك.


تابعت برقة :- أنا مكنتش أقصدك أنا كنت فكراك هو علشان كدة ضربتك، أنا متشكرة أوي على أنك أنقذتني.


أردف بهدوء :- أنا عملت كدة علشان عمي اللي مش هيستحمل يسمع عنك حاجة وحشة.


أردفت بغيظ :- بس؟


هز رأسه قائلاً ببرود :- أيوة بس أومال هيكون في إيه تاني؟


أردف و بانفعال :- مفيش يا أخويا مفيش. ثم تمتمت بصوت خافت :- قال وأنا اللي كنت خايفة عليه ليجراله حاجة، ما هو زي القرد أهو !


و فجأة دلفت سالي كالإعصار وهي تقترب منه و تتفحصه بعينيها قائلة بقلق :- مراد أنت كويس؟ حصلك حاجة؟ ألف سلامة عليك، أنا كنت هموت من الخوف عليك.


طالعتها الأخرى بحاجب مرفوع يصيبها الذهول مما تراه أمام عينيها قائلة بتهكم و خفوت :- و دي مين دي كمان؟ بقلم زكية محمد


______________________________________


بالخارج أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة، و يديها ترتعش بشدة وهي تهتف بتشجيع لنفسها و دموعها ملئت مقلتيها وعلى وشك أن تفيض لتغرق وجنتيها :- بس خلاص أهدي، أنا قوية مش ضعيفة، مفيش حاجة بس أهدي..


جلست على الكرسي الموجود بالطرقة و لكنها تفاجئت بصوته الساخر قائلاً :- أهلاً بمدام سندس، معقولة الدنيا صغيرة كدة و نتلاقى تاني بعد السنين دي!


وقفت بصعوبة وهي تطالعه بصدمة، وما إن همت لترحل أردف بتهكم :- إيه معندكيش حاجة تقوليها ! أخبار زوجك المصون إيه؟ أوبس قصدي طليقك.


أردفت بصوت ضعيف :- من فضلك ما تتكلمش.


ضحك بسخرية قائلاً:- مش دة اللي فضلتيه عليا؟ اشربي بقى .


صرخت بحدة قائلة بدموع متساقطة :- اسكت اسكت أنت مش فاهم حاجة.


هز رأسه قائلاً باودراء:- ولا عاوز أفهم، أنا بس جيت أشوف الليدي سندس اللي باعت حبها علشان شوية فلوس، ها كسبتي الفلوس؟ بالعكس أنتِ خسرتي كل حاجة، أنا جيت أأكدلك بس إنك متعنيش ليا بحاجة فبلاش تستخبي زي الحرامية و إتعاملي عادي.


أنهى حديثه و تركها لتقع على الكرسي بإهمال وهي تتنفس باختناق و تهتف بوهن :- إيه اللي جابك يا عاصم بس؟ يا رب صبرني و خليك جنبي مليش غيرك ..


على الجانب الآخر ضرب الجدار بقبضته بقوة وهو يصك أسنانه ببعضها وهو يؤنب نفسه على ما حدث و لكن يجب أن يفعل ذلك ليرجع جزءًا من كرامته المهدورة على يدها منذ أكثر من ست سنوات حينما أخبرته صريحة بأنها تريد الزواج بآخر من أجل ماله، ولن تعيش معه لأنه سيبدأ من الصفر رغم امتلاك والده لأكبر الشركات، إلا أنه أخبرها أنه سيستقل بذاته وعلى الرغم من أنها كانت مرحبة بتلك الفكرة إلا أنها تغيرت في عشية و ضحاها لتخبره بأنها لن تكمل معه، وكم صدمه ذلك و أوقعه صريعاً، ليخرج من شروده و يهتف بقسوة :- تستاهل، تستاهل خليني أدوقها شوية من اللي شربتهولي.


______________________________________


ليلاً بعد أن طلبت من والدتها أن تعتني بالصغير هذه الليلة جلست على الأريكة تفكر بشرود و قد حسمت أمرها في أن تخبر إسلام بالحقيقة و تبرئ نفسها عندما تقدم له دليل برائتها، وعلى الرغم من أن هذا الدليل سيفتح أبواب النار على أشياء أخرى أكثر خطورة، إلا أنها مضطرة لذلك فهي كانت ستخبره عن ذلك الأمر في كلا الحالتين فهي كانت بحاجة لترتب أمورها و تخبره بكل شيء.


وضعت يدها موضع قلبها الذي ينزف بغزارة، و تساقطت دموعها قائلة بتشجيع :- أنا عارفة إنك موجوع و هتتوجع زيادة، أنا عملت كل حاجة علشان أرضيك و منفعتش علشان كدة هنبعد دة الأحسن صدقني،انا أتوقعت الكل يوجعني إلا هو بس طلع هو أكبر وجع ليا، أنا هخلص الموضوع دة بسرعة و همشي مش هوري حد وشي تاني، أنا تعبت نفسي حد يحس بيا، لكن لا الكل جاي عليا.


مسحت عبراتها بعنف عندما سمعت صوت الباب فعلمت أنه عاد، لتتأهب كل حواسها استعداداً لما هو قادم.

ولج وعلى وجهه علامات الأرق، فهو يتعمد أن يأتي متأخراً لكي لا يراها بوجهه، و يغادر المنزل باكراً إلا أنه تفاجئ عندما وجدها لا زالت مستيقظة، زفر بضيق و توجه للداخل مباشرة، إلا أن صوتها الصارم أوقفه حينما هتفت بجمود :- عاوزة أتكلم معاك.


هتف باقتضاب :- وأنا مش عاوز أتكلم .


أردفت بانفعال :- بس أنا عاوزة أثبت برائتي علشان أخلص من وشك دة.


رفع حاجبه باستنكار قائلاً بغيظ :- هتثبتي براءتك إزاي؟ ماشي قولي اللي عندك لأني مصدع عاوز أنام.


نظرت أرضاً وهي تشعر بتفتت كرامتها إلى قطع صغيرة قائلة بقهر مغلف بالخجل :- قربلي وأنت تعرف.


رفع حاجبه بعدم فهم قائلاً بسخرية :- أقربلك إزاي يعني؟


توقف قليلاً ليستوعب مرمى حديثها فأردف بتهكم :- بالطريقة دي!

ثم انفجر ضاحكاً بسخرية قائلاً :- وحشك البيه و عاوزة تعوضي غيابه؟


أردفت بدموع ذليلة :- لو سمحت كفاية إهانات ليا لحد كدة مش أنت عاوز دليل برائتي، وأنا بقولك أهو بالطريقة دي بس هثبتلك .


هز رأسه قائلاً بخبث و تفكير :- وماله أهو نستفاد بأي حاجة من الجوازة دي بدل ما كله ماشي في إتجاه واحد.


قال ذلك ثم حملها ليدلف بها للداخل وهو ينوي القسوة معها، إلا أنه وجد ذاته يعاملها كقطعة زجاج يخشى عليها من أن تتهشم، ليدلف معها إلى عالم جديد لم يختبره من قبل، ليشعر بأنه يدلف الجنة و يتنعم بنعيمها، ليتمم زواجه بها ليصبح فعلي، ليبتعد عنها بعد وقت كمن أصابته صاعقة رعدية وهو ينظر لتلك البقعة التي على الفراش بذهول و كمن على رأسه الطير، و داخله يتساءل كيف لها أن تظل إلى الآن عذراء؟!!!!!!!

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس عشر من رواية ذئب يوسف بقلم زكية محمد .
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة