-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فؤادة بقلم ميمي عوالي - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل العاشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى

رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل العاشر

 دق الباب ودخلت نهاد وسلمى ومعهم والدتهم ، وما ان دلفوا الى الداخل حتى اسرعت نهاد جريا على فؤادة وقالت بلهفة : عاملة ايه النهاردة


فؤادة بابتسامة : احسن يانونو الحمدلله


وعندما دلفت سلمى ووالدتها القوا السلام على الجميع ثم اطمئنوا على احوال فؤادة


والدة نهاد : حبيبتى الجرح لسه بيوجعك واللا احسن شوية


فؤادة : الحمدلله ياطنط ، بيوجعنى طبعا بس المسكن مخلينى متحملة الوجع


سلمى : قبضوا على الهلالى وبيحققوا معاه ومتهمينه ان هو اللى ضربك بالنار


لتميل شفتا فؤادة للجانب باستياء وقالت : غالبا مش هيبقى هو


نهاد : الله ، مش انتى اللى اتهمتيه ان هو اللى حاول يعورك


لتضحك فؤادة بشدة وهى تسند كتفها ثم تقول : يعورنى .. انا عارفة ان انتى اللى هتجيبى اجلى


نهاد : آدى اللى بخده منك لماضة وبس


فؤادة : صح ، عندك حق


سلمى : صحيح يافؤادة ، لما انتى بتقولى انه مش هيطلع هو ، اومال اتهمتيه ليه


والدة نهاد : والاهم ، مين اللى ممكن يكون عمل فيكى كده يابنتى بس ، ده انتى كل اللى يعرفك بيعشقك عشق


فؤادة بابتسامة : حبيبتى ياطنط والله تسلميلى


نهاد بامتعاض : هو احنا جايين نخطب ، لما مش الهلالى ، اومال مين مش تفهمينا طيب


لتتبادل قؤادة النظرات مع جلال ثم تقول : لسه مش متأكدة يانهاد


والدة نهاد : ربنا يابنتى يظهر الحق ويحميكى من كل شر


نهاد بمكر : ااقولك على خبر كويس


فؤادة : ياريت


نهاد : محمد هيوصل الاسبوع اللى جاى


فؤادة بسعادة : بجد ، ده وحشنى اوى


سلمى بتحذير : بس خدى بالك ، بابا مايعرفش


فؤادة بأسى : وهو انا هشوف عمى فين عشان اقول له يا اذكى اخواتك


نهاد وهى تصفق بكفوفعا وهى تتقافز عن الارض : وجبتلك معايا شنطتك اللى كنتى محضراها قبل ماتمشى كلها


فؤادة : دى احلى حاجة عملتيها ، انا بجد محتاجاهم اوى خصوصا قبل ما اسافر


نهاد بتساؤل : تسافرى .. هتروحى فين ، ماتتهدى فى حتة بقى على ما التعويرة دى تخف


فؤادة وهى تتلفت يمينا ويسارا ببعض الغيظ : حد يشيل البت دى من هنا


نهاد بحنق : انا محقوقة لك .. اولعى يافؤادة


والدة نهاد : صحيح يافؤادة ، المفروض يابنتى تستريحى على ما الجرح بتاعك يلم وبعدين تبقى تروحى مكان مانتى عاوزة


فؤادة : غصب عنى ياطنط ، محتاجة اسافر ضرورى


سلمى : عموما يافؤادة ، وقت ما تحتاجى حاجة كلمينا ، وهتلاقيناعلى طول جايينلك مكان ماتكونى ، بابا خلاص ، فك الحظر


لينتبه الجميع الى سلمى التى اكملت وهى توضح لفؤادة : بابا لما لقى انك اتهمتى الهلالى اتخانق معاه خناقة كبيرة اوى ، اى نعم احنا مانعرفش اى تفاصيل لحد دلوقتى ، بس احنا لقيناه امبارح قال لماما انها تبقى تيجى تتطمن عليكى ، وكمان دخل قال للبت نهاد .. لو عاوزة تتطمنى على بنت عمك ابقى روحى اتطمنى عليها ولو احتاجت لحاجة ابقى بلغينى


نهاد : وانا طبعا ماصدقت وجبتلك حاجتك معايا


فؤادة بحزن : كتر خيره


لتتقدم والدة نهاد من فؤادة وتربت على يديها قائلة : ماتزعليش منه يافؤادة ، انتى عارفة انه بيحبك ، بس الطبع يابنتى غلاب


فؤادة بحزن : لما صمم يجيبنى اعيش معاه بعد موت بابا الله يرحمه ، كنت معتقده انه بيعمل كده عشان يعوضنى عن موته ، مش عشان يعمل اللى عمله


نهاد بسخرية : ماحدش قاللك تعيشى فى الوهم ياحيلتها ، وماتنسيش انى حذرتك وانتى اللى كنتى البعيدة غبية مابتفهميش


لتضرب سلمى اختها على كتفها قائلة بامتعاض وهى تهمس لها : يابنتى اتلمى بقى ، فى ناس حوالينا .. مش كده ابدا


لترفع نهاد عينيها وتتجول بين جلال واخوته ووالدته والتى وجدتهم يجلسون بصمت وهم يتابعون حواراتهم ، بينما وجدت عارف يتابعها بابتسامة تسلية جعلت الغضب يشتعل بداخلها ولكنها لم تستطع ان تنطق باى كلمة اخرى فما كان منها الا ان نظرت له شذرا ثم اعادت نظرها لفؤادة وقالت : طب انتى لو سافرتى هتسافرى امتى


فؤادة وهى تنظر لجلال : مش عارفة لسه يانونو ، بس اكيد هكلمكم على طول


سلمى : مسافرة فين يافؤادة


لينهض جلال وهو يتوكأ على عصاه قائلا : اسكندرية ، انا محتاج اعرض فؤادة على دكنور هناك عشان يطمننى على كتفها ، انتو عارفين ان اكيد الامكانيات واجهزة الاشعة هناك احسن من هنا


حسين وهو ينبرى مدافعا عن المشفى التى يعمل بها : مين اللى قال الكلام ده بس ياجلال ، احنا هنا عندنا كل حاجة


جلال : معلش ياحسين سيبنى اتطمن


والدة نهاد بابتسامة رضا : ربنا يجازيك كل خير يابنى ويسعد ايامكم ، فؤادة دى جوهرة .. ربنا يخليكم لبعض


لتتبادل فؤادة نظرات الامتعاض مع نهاد بينما تكتم سلمى ضحكاتها بيدها ، وبعد قليل استأذنت والدة نهاد فى الانصراف وحيت الجميع وانصرفت للخارج ، لتلحقها سلمى بعد ان قبلت فؤادة وتمنت لها الشفاء ، وحيت الجميع ايضا ، اما نهاد فمالت على فؤادة قبلتها ثم قالت باستياء : بقى انا ماصدقت ان قراقوش فك الحظر تقومى انتى تسافرى


فؤادة بتنهيدة : معلش بقى يانونو ، انتى بس ادعيلى


نهاد وهى تربت على كتف فؤادة : قلبى وربى راضيين عليكى يابنتى ، الله يرعاكى ، وتركتها وانصرفت دون ان تحيى احد كما فعلت عند قدومها


وبعد ان خرجت نهاد مغلقة الباب خلفها حتى ارتجت العرفة من صوت ضحكات عارف ، والذى ظل يضحك بشدة حتى انتابته حالة من السعال لم تهدأ الا بعد ان اخذ حسين يدلك له ظهره بطريقة رتيبة


وما ان هدأ عارف حتى قال بوجه يكاد ان بنبثق منه الدم من شدة احمراره : بجد بجد يافؤادة .. مش عارف اشكرك ازاى


فؤادة بحاجب مرفوع : دى تانى مرة تقوللى الكلام ده وماقلتليش على ايه


لبيتسم عارف قائلا وهو يحاول قراءة رد فعل من حوله : انك عرفتينى على بنت الحلال اللى اخيرا خلتنى افكر انى اهجر العزوبية واكمل نص دينى


فؤادة بفضول : تقصد مين


عارف بابتسامة : هيكون مين غير المجنونة بنت عمك


فؤادة : انهى مجنونة فيهم ، ما الاتنين مجانين


عارف : نهاد طبعا ، واضح يعنى ان سلمى عاقلة


فؤادة بمرح : ههههههه ، الحاجات دى نسبية حضرتك ، عموما .. ربنا يجعللكم نصيب فى الخير


كان عارف يتابع رد فعل حسنة ، وعندما رأى الابتسامة تزين ثغرها انحنى عليها وقبل رأسها


حسنة بابتسامة توجس : طب تفتكروا ان عم فؤادة ممكن يوافق على الحكاية دى


فؤادة : عمى كل اللى يهمه المركز المالى فى اللى متقدم ، بس متهيألى ، بلاش الحكاية دى دلوقتى ، انا بقول نصبر على ما النفوس تهدا شوية


عارف : لسه بدرى على الكلام ده


فى اليوم التالى ، كانت فؤادة مستعدة لمغادرة المشفى ، بعد ان ساعدتها حسنة واحدى فتيات التمريض على تغيير ملابسها


ليأتى جلال بصحبة عارف ، ليحمل عارف حقيبة فؤادة ويذهب بها الى السيارة ، ثم تذهب فؤادة بصحبة جلال وحسنة خلفه


ليجلس عارف امام عجلة القيادة وبجواره جلال وتجلس فؤادة وحسنة بالخلف ، وقبل ان يدير عارف السيارة يجدوا سالم يقف امام السيارة وهو ينظر الى فؤادة بجمود لتقول فؤادة بتردد : هو انا ممكن انزل اتكلم معاه ، لتقول حسنة بود قبل ان يعترض جلال : طبعا يابنتى ، ده مهما ان كان عمك ، انزلى اتكلمى معاه و احنا هنستناكى


وقبل ان تفتح باب السيارة يقول جلال وهو يغادر السيارة مرة اخرى : استنى انا هفتحلك الباب


ليهبط جلال ويتجه الى باب فؤادة ، ليفتحه لها ويساعدها على الخروج من السيارة وهو يقول بصلابة : انا قريب منك لو حصل اى حاجة .. ماتخافيش


لتسير فؤادة بهدوء خارجى حتى وصلت الى عمها ونظرت له بصمت فقال لها بجمود : لما نفيتى التهمة عنى قدام النيابة . ياترى نفيتيها لانك مقتنعة انى ما اعملهاش ، واللا نفيتيها عشان خاطر اسم ابوكى


فؤادة وهى تحاول كبت مشاعر حزنها : طبعا … اكيد انا يهمنى اسم بابا الله يرحمه ، ويهمنى سمعته حى وميت ، و يمكن تكون السنتين اللى فاتوا شفت فيك حاجات ماشفتهاش طول السنين اللى بابا كان لسه عايش فيهم ، لكن مهما شفت فى السنتين دول ، الا انى عمرى ابدا ماهنسى حضنك وحنيتك ، عليا ، ومش هنسى ان معظم عمرى قضيته فى حضنك انت وطنط ، وعمرى ماهنسى ان ولادك طول عمرهم كانوا اخواتى


لا يمكن اصدق انك ممكن تأذينى مهما حصل ، حتى لو كنت طمعان فى فلوسى ، حتى لو شايف انك احق بالثروة اللى بابا الله يرحمه سابهالى


رغم انى مش موافقة على التصرف اللى بابا عمله ، لانه اكيد كان عارف انه هيخلق عداوة بينك وبينى ، وعشان كده عرضت عليك اننا نعيد تقسيمة الورث على خسب الشرع من تانى ، لكن انت اللى رفضت


بس برضة ما اصدقش انك ممكن تأذينى للدرجة دى


لينظر سالم الى فؤادة بصمت ثم يستدير منصرفا الى سيارته دون ان ينطق بأى كلمة ليدير سيارته ويذهب مبتعدا دون ان يعيد نظره الى فؤادة مرة اخرى


لتبقى فؤادة بمكانها وهى تغالب دموعها ولم تنتبه الا على صوت جلال وهو يحثها على الرحيل قائلا : ياللا بينا يافؤادة


لتلتفت عائدة الى مكانها بالسيارة مرة اخرى ، ليغلق جلال الباب خلفها ويعود الى مقعده قائلا بهدوء : ياللا بينا ياعارف


وعندما وجدت حسنة ان تنفس فؤادة يخالجه بعض تنهيدات البكاء ، مدت يدها لتربت على قدم فؤادة وقالت لها بمواساة : اصبرى يابنتى ، وخلى دايما عندك ثقة فى ربنا انه مش هيضيع حقك ابدا


عارف : حمدلله على سلامتك يافؤادة


فؤادة بامتنان : الله يسلمك يا استاذ عارف ، انا الحقيقة مش عارف اشكركم كلكم ازاى على وقفتكم جنبى بالشكل ده


عارف بمرح : لا شكر على واجب يا استاذة ، ها .. ناوية على ايه


فؤادة وهى تنظر لوجه جلال بالمرآة : هروح المزرعة بتاعتى زى ماقلتلكم امبارح


جلال دون ان يلتفت اليها : ان شاء الله يا فؤادة ، بس الكلام ده مش قبل يومين


فؤادة باعتراض : يومين .. يومين ايه ، لا طبعا انا لازم اروح النهاردة


ليلتفت جلال اليها قائلا بسخرية : انتى قلتيلى انتى خريجة ايه


فؤادة بتحفز : خريجة آداب اسكندرية قسم لغات شرقية


جلال بتهكم : يعنى متعلمة ومثقفة كفاية انك تعرفى ان حاجة زى دى محتاجة ترتيبات خاصة


فؤادة باعتراض : ترتيبات ايه ، انا معايا شنطة هدومى ، وبيت بابا هناك مش ناقصه اى حاجة وانا هروح على هناك وخلاص


ليضحك جلال ضحكة لاول مرة تراها فؤادة ، ولاول مرة يراها كل من عارف وحسنة منذ سنوات ، لتتوه فؤادة فى ضحكته التى تجمع الوقار والسخرية فى آن واحد ، لتنتبه مرة اخرى عليه وهو يقول لها : ايه … روحتى فين


فؤادة بانتباه : مانا معاكم اهوه ما اتحركتش من مكانى


جلال وهو يعتدل مكانه مرة اخرى : واضح انك ماسمعتيش ولا كلمة من اللى قلتهالك


فؤادة بحرج : معلش .. انا اسفة ممكن تقوللى انت كنت بتقول ايه مرة تانية


ليلتفت اليها جلال ويقول بتنهيدة : بقوللك اننا لازم نتحرك قانونى ، انا بلغت علاء بية باللى قلتيه وادانى اسم ظابط تابعة ليه المزرعة بتاعة باباكى ، وطلب مننا اننا مانتواجدش هناك قبل يومين


حسنة : وبعدين يابنتى انتى محتاجة برضة تستريحيلك شوية على ماتتعافى حبة ، وبعد كده يفرجها ربنا


فؤادة بتردد : انا مش عاوزة حد يفهمني غلط ، بس مش عاوزة ارجع عندكم البيت تانى


ليتبادل جلال وعارف النظرات ثم يلتفت جلال ويقول وهو ينظر اليها : لو فى حد ضايقك هناك ، قوليلى وانا هتصرف


فؤادة بانكار شديد : لا طبعا ، ايه اللى حضرتك بتقوله ده ، انا طول عمرى ماشفتش ترحاب فى حياتى زى ماشفته عندكم من الكل كبير وصغير


ليبتسم جلال بشرود ثم يقول : عموما معلش ، هم يومين بس ، وهنروح على المزرعة على طول


فؤادة بارتباك : هو حضرتك برضة هتيجى معايا زى ماقلتلى قبل كده


جلال : طبعا


فرادة : ايوة ، بس كده هتعطل نفسك ، و ممكن تدخل فى مشاكل انت فى غنى عنها


جلال : ماتاخديش فى بالك ، وبعدين الراجل اللى بتقولى عليه ده لازم يعرف انك مش لوحدك ، وان ليكى ضهر ، ويمكن لما يعرف كده يسيبك فى حالك من غير مشاكل


فؤادة بتمنى : يسمع منك ربنا ، ياريت


حسنة وهى تربت على قدمها : سيبيها على الله يابنتى


فؤادة بهدوء : ربنا المستعان


كانوا قد وصلوا الى منزل جلال ، ليهبط الجميع من السيارة ، ويأخذ عارف حقيبة فؤادة ليدلف بها الى الداخل ، ويشير جلال بيده الى امه وفؤادة كى تسبقانه ، فتتعمد فؤادة ان تتأخر عن حسنة ، وما ان دلفت حسنة الى الداخل حتى وجدت ندا تجلس بصحبة ادهم وسلوى وتحمل ليلى الصغيرة على قدمها ، وما ان رآها الصغيرين حتى هرعا الى احضانها مرحبين بها بشدة ، معبرين عن مدى اشتياقهما لها


وعندما دخلت فؤادة كانت تقدم قدما وتؤخر الاخرى وهى ترتاب فى رد فعل ندا عند رؤيتها ، ولكنها فالت بحذر : مساء الخير يا ندا


ندا وهى تتعامل كأن شيئا ام يكن : اهلا يافؤادة حمدلله على السلامة ، معلش ماعرفتش اجى اتطمن عليكى ، بس كنت بتطمن عليكى من حسين كل شوية


فؤادة بامتنان : كتر خيرك ، تعبتك


ندا : لا عادى


كان جلال بتابع الحوار وهو يقف وراء فؤادة بصمت حتى قال وهو ينظر لسلوى بابتسامة : ها يا سلوى … اتغديتى واللا لسه


سلوى وهى تتجه لوالدها : ااه يا بابا اكلت مع ادهم


ندا : اتغديتوا واللا اخلى ام ابراهيم تحضر لكم الغدا


جلال وهو ينادى ام ابراهيم بصوت عالى : لا استريحى انتى


وما ان اتت ام ابراهيم ، حتى رحبت بحسنة وفؤادة ، ثم نظرت لجلال وقالت : اؤمرنى يابنى


جلال : الست فؤادة زى ما انتى شايفة كده ، محتاجة مساعدة باستمرار ، يعنى فى تغيير هدومها وقعادها وعدلتها ، فكنت عاوزك تشوفيلنا حد يبقى معاها باستمرار عشان انا عارف انك مش هتقدرى


فؤادة باعتراض : ليه ده كله ، انا ا ممكن اعتمد على نفسى و ..


جلال بحزم : انا عارف مصلحتك ، اسمعى بس الكلام


لتصمت فؤادة بينما تقول ام ابراهيم : حاضر ، هشوف واحدة


جلال : مش اى واحدة يا ام ابراهيم ، عاوز واحدة على ضمانتك ، خصوصا انها هتسافر معانا


ندا بفضول : هتسافروا فين


جلال : مسافر مع فؤادة المزرعة بتاعتها ان شاء الله


لتقول سلوى بمحايلة : خدنى معاك يا بابا ، عاوزة اجى معاك .. عشان خاطرى


لينظر جلال الى سلوى ويقول : معلش ياسلوى ، بلاش المرة دى ، عشان انا وطنط فؤادة مش هنبقى فاضيين ، ومش هعرف اخد بالى منك


لتجلس سلوى بصمت ويبدو على ملامحها الحزن لتقول فؤادة : على فكرة ياسلوى ، انتى ماجيتيش سلمتى عليا


لتنظر سلوى الى ندا ببعض الرهبة ، ثم تنهض من مكانها وتعدو فجأة الى الاعلى


فؤادة : على فكرة ، سلوى لو جت معانا هتنبسط اوى ، خصوصا كمان ان بابا عنده اصطبل خيل هيعجبها جدا


جلال : معلش ، بس مانضمنش الظروف ، خليها مرة تانية ، ثم تركهم واتجه الى الاعلى ، حيث غرفة سلوى ، ليدق عليها الباب ويدخل قائلا ببعض اللوم : على فكرة ، انا زعلان منك


لترفع سلوى رأسها قائلة ببراءة : انا عملت ايه


جلال : لما طنط فؤادة قالتلك انك ماسلمتيش عليها سيبتيها وطلعتى تجرى على هنا من غير برضة ماتسلمى عليها


سلوى بتنهيدة طفولية جميلة : انا بحب طنط فؤادة بس لو سلمت عليها خالتو ندا مش هتحبنى وهتزعل منى ، وانا مش عاوزاها تزعل منى عشان تسيب ادهم يلعب معايا


جلال بتركيز مع كلام سلوى : وهى قالتلك ماتتكلميش مع طنط فؤادة


سلوى : قالتلى انى لو اتكلمت معاها او بوستها مش هتحبنى تانى و مش هتخلى ادهم يكلمنى تانى ابدا


جلال وهو يهز رأسه علامة الفهم : بس انا عاوزك تعملى اللى انتى عاوزة تعمليه ، وماتخافيش ، عمو حسين لايمكن يوافق ان ادهم مايلعبش معاكى او يخاصمك ابدا


سلوى بحيرة : طب وخالتو ندا


جلال بطمأنة : ماتخافيش ، انا هقوللها ماتزعلش منك


سلوى : يعنى اتكلم مع طنط فؤادة عادى


جلال بابتسامة : ايوة طبعا ، عادى


سلوى بمهادنة : وهتاخدنى معاك وانت مسافر


جلال ضاحكا : لا ، انا قلتلك مرة تانية .. يبقى مرة تانية


سلوى بقلة حيلة : ماشى ، بس انتو هتوحشونى اوى


جلال بحنان : لما نسافر ، لو لقيت انه ينفع هخلى عمو عارف يجيبك عندى .. اتفقنا


سلوى بسعادة : اتفقنا


وعندما هبط جلال الى الاسفل مرة اخرى مع سلوى ، جرت سلوى اتجاه فؤادة وما ان وقفت امامها حتى قالت : هو لسه كتفك بيوجعك


فؤادة بابتسامة : شوية صغيرين


سلوى وهى تتابع رافع الكتف المعلق به ذراع فؤادة : طب هو انتى هتفضلى معلقة دراعك لحد امتى


فؤادة وهى تمد شفتها السفلى للخارج وضمت كتفيها علامة عدم المعرفة : مش عارفة يا لولو .. شوية كده


لينادى جلال مرة اخرى على ام ابراهيم طالبا منها اعداد فنجانا من القهوة قبل تحضير الغداء


ندا بفضول وهى تسأل حسنة : هو انتو شفتوا حسين النهاردة واللا ماعداش عليكم


حسنة : لا ازاى ، جالنا بعد الفجر وفطر معانا وشرب الشاى كمان ، وبعد كده سابنا وراح يشوف شغله بقى


ندا باستفهام : يعنى هييجى النهاردة واللى هيفضل بايت برضة فى المستشفى


حسنة بفضول : هو حسين كان بايت فى المستشفى


ندا بامتعاض : ايوة .. من يومين


حسنة : وليه كده ، ده تلاقيه لا بياكل عدل ولا بينام عدل


ندا بخفوت : كل واحد بينام على الجنب اللى يريحه


كانت ام ابراهيم قد اعدت القهوة لجلال ووضعتها امامه ، فشكرها جلال ثم نظر الى فؤادة وقال : روحى يافؤادة مع ام ابراهيم خليها تساعدك انك تغيرى هدومك ، وياريت لو تاخدى سلوى معاكى


لتستوعب فؤادة انه يريد الانفراد بالباقين فتنهض بابتسامة خجلى وتستأذنهم فى الانصراف ليسمحوا لها ، وبعد أن غابت بغرفتها مصطحبة معها سلوى وام ابراهيم ، نظر جلال الى ندا وقال : ايه الحكاية بالظبط ياندا


ندا بارتباك : حكاية ايه باجلال


جلال : حكايتك انتى وحسين ، انا حاسس كده ان فى مشكلة بينكم ومشكلة كبيرة كمان ، احكيلى وانا هجيبلك حقك لو ليكى حق


ندا : حق ايه وباطل ايه ، مافيش حاجة من اللى بتقولوها دى ليها اساس من الصحة


جلال : ماحدش هنا قال حاجة غيرى ياندا ، بتجمعى ليه بقى ، ثم … انتى شايفة ان لما كل واحد فيكم ينام فى اوضة ، ولمايبقى ماحدش فيكم عارف حاجة عن التانى ، يبقى عادى


ندا بارتباك : مين اللى قال بس الكلام ده ، احنا عايشين عادى جدا ، كل اللى انت بتقوله ده مجرد تخيلات


ليأتيهم صوت حسين قائلا بجمود : لأ مش تخيلات ياندا ، وانا حكيت لامى ولاخواتى على كل حاجة ، فمافيش داعى بقى انك تحاولى تجملى الدنيا قصادهم


ندا بغضب : وايه بقى اللى انت قلته ياسى حسين ، قلت انك هاملنى وهامل ولادك ، قلت انك مش قادر تبقى موجود وسطينا وقت مابنحتاجلك ، قلت ان شغلك والعيانين بتوعك اهم عندك منى ومن ولادك


لينظر لها حسين بذهول طوال حديثها حتى انتهت من الكلام فقال وما زال الذهول مسيطرا عليه : انتى ازاى كده ، من امتى انتى اشتكيتيلى من اى حاجة من كل الكلام اللى قلتيه ده


ندا بلجلجة : وهو المفروض انى اشحت جوزى واللا اشحت اب لولادى


يتملك الغضب من حسين لينقض على ندا جاذبا اياها من ذراعها وهو يقول بغضب : وخوفك على ثروة عمك من جلال راح فين ، و زنك انى الزق لجلال لحد ما اعرف كل اسرار تعاملاته وبعد كده اركنه على الرف واركب انا راح فين ، وكلامك عن ان ربنا رزق جلال ببنت واحدة عشان تاخديها لادهم وتفضل العمر كله تحت جناحك والفلوس ماتطلعش برة راح فين


لتجذب ندا ذراعها بعنف من يد حسين وهى تصرخ : انت كداب


ليفاجئ حسين الجميع بان رفع يده عاليا ثم هوى على وجه ندا بعنف لدرجة ادمت شفتاها ثم قال بعد ان سكن صراخها : انتى طالق يا ندا ، لو قررتى تفضلى هنا بالولاد ، ياريت حد يبلغنى عشان اشوفلى سكن تانى بعيد ، ولو هترجعى بيت عمى .. فياريت الكلام ده يتم النهاردة


ثم تركهم وعاد الى خارج المنزل وادار سيارته وانطلق مبتعدا وسط صدمة الجميع مما آلت اليه الاحداث دون اى سابق انذار


لينهض عارف مقاوما ذهوله وهو يسرع الى الخارج محاولا اللحاق بأخيه لتقول حسنة باسى : ماتسيبش اخوك ياعارف


ثم التفتت حسنة الى ندا وقالت بحزم : حسين ماكذبش فى ولا كلمة قالها ياندا ، انا بنقسى سمعتك قريب وانتى بتقوليله اكتر كمان من اللى قاله ده بكتير


ندا بدون وعى : ماشاء الله ، انتى كمان بتتسنطى علينا


جلال بغضب : اخرسى ، انتى زودتيها اوى ، من امتى وانتى كده انا مش فاهم ، ايه … كان فين كل ده ، وكنتى مخبياهم فين ، وليه


قصر معاكى فى ايه حسين انا مش فاهم ، كل يوم يرجع من المستشفى مابيتنقلش من البيت ، ولاده متعلقين بيه يمكن اكتر منك انتى نفسك ، و ده اكبر دليل على انه حنين ومراعى لبيته واولاده


كان كريم يقف بالباب الذى تركه عارف وراءه دون ان يغلقه عندما خرج وهو يحاول اللحاق بحسين ، وعندما نظرت له ندا وجدت على وجهه معالم الغضب الشديد ، وقبل ان تواصل انفاسها تفاجئت به يقترب منها ويجذبها بعنف من رسغها قائلا : واضح فعلا ان كان فى حاجة غلط فى تربيتك ، هستناكى نص ساعة مافيش غيرها ، تطلعى تلمى حاجتك وحاجة الولاد وتنزلى على طول

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى 
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة