-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثاني والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثاني والعشرون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثاني والعشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل الثاني والعشرون

 الفجر فاحت روايحه وقرآنه ابتدا وتمره وبكر قاموا عشان يصلو كالعاده اما مليكه فكانت لساها فأجازه من الصلاة واتوضت تمره الاول ولبست اسدالها وقعدت علي مصلايتها واستنت بكر اللي اتوضي وجالها وكان لسه باقي دقايق على الاذان قررت تمره تستغلهم في أنها تفاتح بكر فموضوع سفرها..

تمره :بكر قرب اهنه عايزه اقولك حاجه..


بكر وهو قاعد علي الكنبه : قولي علي اكده سامعك.


تمره بهمس : ياخي قرب هقولك حاجه مش عايزه حد يسمعها.. قالتها وبصت علي باب اوضة مليكه وبكر اول ما عيملت اكده ديق حواجبه باستغراب ونزل قوام قعد جارها عالارض بكل اذان صاغيه مادام الموضوع متعلق بمليكه، وتمره اتكلمت بسرعه : بكر اني هسافر البالد النهارده..


بكر هزلها دماغه باستغراب ومردش عليها غير بكلمه وحده : نعم؟!!


تمره : اللي سمعته يابكر.. بص ياخوي اني كلمت خالك سخاوي وقلتله ياجي ياخدني البلد اقعد هناك كد يومين تلاته اكده.. وديه عشان افضيلك الجو انت ومليكه وتحاول تدوب الخلافات اللي مابينكم وتتفاهموا مع بعض لما تقعدوا لحالكم وقت طويل.. وتشد حيلك يابكر وتحاول بكل جهدك عشان تصلح اي حاجه عفشه بينكم وتزيلها بمحبتك ليها، واللي عايزاك تعترفلها بيها من غير كبر ولا تعالي ولا تقول كرامه ولا بطيخ ، العشق مفيهوش كرامه يابكر فاهم ،

خليك لين معاها اكتر من اكده واسحبها من بحر عندها لشط حنيتك خليها ترتاح من معافرتها وسط موجه العالي، وتشوف ان قلبك هو مرساها الوحيد اللي مهتلقاش راحتها وامانها غير فيه.. انت زين يابكر، ويمكن احسن واحد فالدنيا بس عيبك الوحيد انك معارفش تتعامل مع الناس..

هديلك الفرصه يابكر وانت استغلها، وصدقني مليكه تستاهل اي محاوله هتعملها عشانها، وهتتأكد من كلامي ديه لما تقرب منها وتشوف الطيبه والحنيه اللي جواها واللي متقلش عن طيبتك وحنيتك..

حب ياولد ابوي بكل جوارحك وبين عشقك ومتخجلش منيه دا الشيخ حكيم بذات نفسه عمره ماخجل من حبه لامنا ولا يوم داراه من اي حد لا قريب ولا غريب وعينضرب بيه المثل فالعشق بين الناس هو وجمارته ..

خلصت كلامها وبصت لبكر منتظره منها اجابه علي حديتها لكن منعه صوت الاذان وهو بيرتفع فالمنابر وكبروا الاتنين وراه ورددوه فسرهم ورا المؤذن،

وبعد ماختم قام بكر وقف وطوالي قام الصلاة وصلى بيها ونزل لتحت من غير ولا كلمه وشكله هادي لكن جوا قلبه طبول عتعلن عن قرب ميعاد السعادة ليه..


صلي فالجامع وعاود وكانت تمره مجهزه الفطور ومليكه كانت طالعه من الحمام وعدت من قدامه متكلمتش وراحت قعدت علي السفره وتمره دخلت المطبخ تجيب الشاي واللي مكنش فيه غيره هو اللي ناقص علي السفره..


دخلت تمره الموطبخ وبكر راح ناحية السفره وقعد جار مليكه وضربها بكتفه ضربه خفيفه وهو عيقعد قال يعني من غير قصد وابتسم وهو واعيها بصاله بطرف عينها بزعل..


ميل عليها وهمس بصوت ناعم : صباح الخير... مليكه مردتش عليه ومدت اديها علي السفره وفضلت تتأمل فضوافرها ولمت اديها قوام بعد ماجاتها ضربه عليهم من سكينة الزبده اللي فيد بكر وهو عيقولها :

مش تردي الصباح دا السلام لله حتي ياجاحده!

مليكه ربعت اديها وبصت بعيد ومردتش عليه وهو فضل ينقر بالسكينه علي الطربيزه كام نقره قبل مايكمل كلامه ليها :

هو مش احنا امبارح اتصافينا واني راضيتك وقولتلك الوكل كان عشانك وانتي قوليلي الرز كان عشاني وخلص الزعل! صابحه ليه صارة وشك كيف سرة الدنانير اكده ومبينالوش ملامح نسيتي ياك؟


مليكه مدت يدها خدت حتته جبنه وابتدت تاكل فيها واتفاجئت ببكر خطفها منها وكلها مره وحده، بصتله ورفعت حواجبها وهزت اديها ودماغها بقلة حيله ومدت يدها خدت وحده تانيه وبرضو خطفها منها، ومره تالته ورابعه وكل ماتتلافه حاجه بكر يخطفها منها لغاية ما مسكت شريحة لانشون بخبث وهي عارفه ان بكر معيحبوش وعيقرف منيه واستغلت انه مش مركز فأي حاجه غير فملامحها وودتها علي بوقها وزي المرات السابقه لقتها بتتخطف وبكر حطها فخاشمه من غير مايبصلها وهما ثانيتين وكان باصص بعيد وواخد منديلين من علي السفره ومنزل فيهم اللي فبوقه بقرق وهي شافت منظره وضحكت بشماته،

وهو برغم كل حاجه الا انه سرح فضحكتها متناسي الريحه اللي فخاشمه واللي اول مارجع انتبهلها جري عالحمام يمضمض بوقه..

رجعت تمره من الموطبخ بالشاى وقعدت عالسفره تفطر وبكر رجع من الحمام وعلي طول صبله كباية شاي وابتدا يشرب فيها وعينه على مليكه اللي عتاكل فصمت، وتمره عينها عليهم هما الاتنين وحاسه بفرحة اخوها اللي باينه عليه قوي واللي اكدتلها ان قرارها صح وفكرتها بأذن الله هتجيب النتيجه المرجوه..


خلصوا وكل والكل قام بكر ومليكه دخلوا يلبسوا وتمره فضلت تنقل الوكل للموطبخ وابتدت تغسل الصحون،

لبست مليكه وطلعت واتفاجأت بتمره لساها فالموطبخ ملبستش وراحت عليها وسألتها باستغراب :

ملبستيش ليه؟

تمره : لهو انا مقولتلكش؟ ..

مليكه : له والله ماقولتي!

تمره :مش خالي سخاوي جاي النهارده من البلد فشغله سريعه مسألة ساعتين وتتقضي وعشان وراه اشغال هيعاود صد رد واني قولتله اني هنزل البلد معاه اقعدلي يومين تلاته اكده اصفي ذهني عشان ضغط المزاكره وادخل علي الامتحانات اللي جايه دي بنفس مفتوحه وزهن صافي.


مليكه هزت كتافها ومدت شفايفها باستنكار وقالتلها : تمره انتوا عيله غريبه قوي حد قالكم المعلومه دي قبل اكده؟

تمره : له بس احنا عارفين..

مليكه : طيب.. عموما تروحي وترجعي بالسلامه وابقي سلميلي على ابوي الشيخ حكيم وامي جماره وزينه وسلسبيل والشيخ تميم وكله كله..

تمره : يوصل ياحبي.

خلصت مليكه كلامها وطلعت لما سمعت صوت باب اوضة بكر اتفتح واترد تاني وعرفت انه جهز وطلعت وهو أول ماشافها سبقها علي الباب وهي راحت وراه.. نزلو للعربيه ولسه هتروح عالباب الوراني لقت بكر فتحلها الباب القدام وشاورلها بدماغه عشان تدخل، وعشان مش عايزه مشاكل معاه دخلت وقعدت من سكات، وهو لف وركب وطلع بالعربيه


ومليكه استغربت لانها كل ماتبصله بطرف عينها من ساعة ماصحيت الصبح شايفه الابتسامه مش مفارقه وشه، وكمان عينه كل شويه تروح عليها وهي تبص بعيد عشان ميعرفش انها بتبصله وعاملين زي حرامي بيسرق من حرامي..


وصلوا الجامعه ونزلوا من العربيه وكل واحد راح فطريقه علي القاعه بتاعته وابتدت محاضراتهم وبين المحاضرات كانوا يخرجوا ربع ساعه مليكه تقف مع صاحباتها وبكر هو كمان يقف مع اصحابه من بعيد وعينه عليها لغاية ميعاد المحاضره اللي بعدها... خلص اليوم وخلصت المحاضرات واتقابلوا بكر ومليكه حدا العربيه عشان يروحوا البيت لكن تليفون بكر رن برقم سخاوي خلاه غير مخططاته..


بكر : ايوه ياخال حمداله عالسلامه وصلت مش اكده، جايلك اني مسافة الطريق خلصت اديني محاضرات..


سخاوي : تاجي لمين يااهبل انت اني قطعت نص الطريق للبلد اني وتمره اختك..

بكر باستغراب : وه.. ميته جيت وميته رحت ومستنيتنيش اسلم عليك ليه؟


سخاوي : ولا تسلم عليا ولا اسلم عليك ياد يا ني انت يامرخدل ياللي حتة بت مش عارف تطويها تحت باطك وتقدر عليها وتاخد منها حقك اللي هتموت عليه ومطايلهوش .


بكر بص لمليكه بأحراج لتكون سمعت حاجه وهمس لخاله من بين سنانه : خااال اسكت..


سخاوي بغضب : خلخل دروسك يازرزور الخميره يابو ياللي حتتة بت ملعباك عالحبل لعب... بالك يابكر هو شهر ههملك فيه ولو اتصلت بيك ومقولتليش ياخال باركلي مرتي حبله هجيبك البلد واركبك حمار مقلوب واطينك واخلي العيال تزفك ويقولوا الدلدول اهو..


بكر بكل غضب شال التليفون من علي ودنه وقفل السكه قوام ورماه علي التابلوه قدامه وساق وملامحه اتغيرت من الراحه للتوتر ومليكه لاحظت دا لكنها مرضيتش تسأله ماله وخصوصا انها عارفه ان خاله سخاوي عيديه فوق دماغه وهو الوحيد اللي عيقدر عليه واكيد قاله حاجه تدايقه..


وقف بكر بالعربيه ومليكه اتفاجأت بأنهم وقفوا فحته غريبه واتلفتت حواليها وشافت انهم قصاد مطعم علي النيل وبكر لفلها بنص جسمه ورجعتله ابتسامته وهو عيقولها بنبره حانيه :


ايه رأيك نتغدوا اهنه النهارده بما ان تمره مقاعداش وانتي تعبانه من امبارح ومهتقدريش تقفي تجهزي وكل..


تمره بصتله شويه وبعدها هزتله دماغها بموافقه ونكست عنيها للأرض وابتدت تلعب بصوابعها فشنطتها واتفاجأت ببكر مد ايده علي ايدها وثبت صوابعها.. رفعت عنيها ليه لقته مبتسم ليها وعنيه عتلمع لمعه غريبه نقلت عنيها على ملامحه بغرابه اللي كأنها عتشوفها لأول مره.. والتكشيره وال١١١ اللي فجبينه اختفوا وخدوده لونهم احمر بدرجه زياده عن باقي وشه وحتي شفايفه لونهم وردي وكل حاجه فيه حلوه وكل دول مع لمعة عيونه ومسكته لايدها خلت قلبها خفق ورفرف بين ضلوعها،

وحست ان انفاسها عليت وقبل ماعيونها يفضحوا اللي حاسه بيه شدت اديها من بكر وبصت بعيد قوام وعملت روحها عتعدل فنقابها وهو ابتسم عليها ونزل ولف فتحلها الباب ونزلت وهي مستغربه علي طقم الزوق والجنتله اللي عيدلدقوا من بكر النهارده وهو قفل الباب وراها واتقدم عنها ومشي قدامها وهي راحت وراه ويادوب خطوتين ووقفت مكانها..


كام خطوه وبكر وقف لما حس انها مش وراه وفعلا بص لقاها واقفه مكانها بعيد ، استغرب ورجعلها تاني وسألها وهو مديق حواجبه : ايه وقفتي ليه؟


مليكه مردتش عليه واكتفت انها تبص علي اتنين كانو داخلين المطعم مع بعض والراجل كان ماسك ايد الست وماشيين يتهامسوا ويضحكوا بمنتهي الحب، وبكر فهم فورا وضحك ومدلها ايده وهو عيقولها : امممم بديتي تدوري علي حقوق مش اكده؟

مليكه وهي عتزيح يده الممدوده ردت عليه : حقوق ايه دي ياحظي؟

بكر : اومال ايه غيره؟

مليكه : متمشيش معاك احترام وتقدير وزوق وبرستيج يعني وانك المفروض تمشي قصادي وندخلوا مع بعض زي البني آدمين مش انت الاول واني وراك كيف الجاريه، في حين ان غيري واخدين وضعهم واني مقلش عنهم فحاجه؟


بكر بقلة صبر مد يده خد دراعها وحطه تحت باطه وشدها ومشي وهو عيقولها : خلصي مش وكت دروس هتفرجي علينا الناس قولي انقجني يابكر وبكر هيأنقج ميقولش له،، تموتي انتي فاللف والدوران والحوارات..


مليكه بصتله وبعدم تصديق قالتله.. انا ولسه هتتفتح عليه فالحديت لكنه رفعها حاجبه وشاورلها بصباعه قدام خشمه علامة السكوت وهي سكتت وبصت بعيد بعد ماخبطت بأيدها كام مره على شنطتها بغيظ مكتوم خلته ابتسم عليها وكمل بيها لغاية جوا وهو قابض على دراعها بكل قوته كيف مايكون ماصدق لقي الفرصه او خايف انها تهروب منه..


دخلوا وقعدو علي آخر طربيزه فالمطعم وبكر ادي ضهره للحيطه وكان المطعم كله قدامه وهي قعدها علي يمينه والناس فضهرها ووشها علي الحيطه اللي قدامها عالشمال ودا عشان تعرف تاكل علي راحتها من غير ماحد يبص عليها، ودا لان المطعم مفيهوش مكان للعائلات لكنه احسن مكان بيعمل اكل فالمطاعم اللي بكر بيروحها..


طلبوا الاكل واستنوا لغايه مايجهز وفالاثناء دي بكر فتح معاها الكلام :

قوليلي عامله ايه فدروسك.. الدنيا حلوه ولا فيه حاجه واقفه معاكي؟


تمره : هو كل المواد زينه بس مادة الكيميا العضويه هي اللي واقفه معايا حبتين فيها كام درس مش فاهماهم..


بكر : طيب ومقولتيش ليه كنت شرحتهملك دي ماده سهله قوي ولذيذه.. خلاص اول مانعاودوا للبيت تشاوريلي عالدروس اللي مش فاهماها واني هبسطهملك لما تحسي الدرس بقي كيف الميه..


مليكه : ايوه بس اخاف بسببي تتعطل عن دروسك؟

بكر : له متعتليش هم اني دروسي مسيطر عليها زين... فترة سكوت مرت علي الاتنين مليكه فيها فضلت باصه لبكر وهو ماسك ماديلية المفاتيح بتاعته اللي علي شكل حرف بي وعيرسم بيها دواير وهميه علي الطربيزه قدامه وسرحان وابتسامه خفيفه علي وشه وشويه وبصلها هو كمان وهزلها دماغه بتساؤل لما شافها بصاله وهي استجمعت شجاعتها وحطت ايدها تحت خدها وقالتله :

هو انت عتعمل معاى النهارده اكده ليه، طيب بلاش دي فهمني انت حنين ولا قاسي ولا طيب ولا شرير ولا ايه.. اصل مافيش صفه من دول وعكسها عتجتمع فقلب واحد ابدا، لازم فيهم صفه عتهزم التانيه وتسيطر علي القلب كله... انت عاد انهي صفه اللي مسيطره علي قلبك اعتبرها لحظة صراحه وقولي الصدق..


بكر ابتسم ابتسامه جانبيه وهو عيغمض عنيه وياخد نفس ويزفره وبعدها فتح وفضل باصص بعيد وعلي نفس ابتسامته جاوبها :

بصي يامليكه كلامك كله صوح فحتتة ان مفيش حد الصفه وعكسها يبقوا جواه، لكن اني الوحيد فالدنيا اللي كل الصفات دي جواي وعتعامل مع كل واحد حواليا بالاسلوب والطريقه اللي يستحقها وععرف افصل زين فأسلوبي ومعاملتي من شخص للتاني... يعني تبصي تلاقيني مع حد عتعامل بمنتهي الحب والود والاحترام، وتبصي تلاقيني مع حد تاني عتعامل بمنتهي القسوه والعنف والحقاره،، وديه مش تناقض فشخصيتي عشان متفسريهوش غلط.. ديه نهجي فالحياه واعدل طريقه من وجهة نظري لادارة حياتي.. وعدي كل حد اللي يستحقه ويستاهله من بكر وبس..


مليكه : طيب مفكرتش فيوم انك ممكن تكون ظالم لحد وانت عتعامله بقسوه، او مخدوع فحد وانت عتعامله بمحبه؟


بكر : محبتي معندمش عليها حتي لو اكتشفت ان اللي قدامي مكانش يستحقها عشان انا عحب الناس لله فلله لا عنتظر من حد عطاءاً ولا شكورا مقابل حبي، فبالتالي معخسرش حاجه مع خسارتي للشخص ديه،، ثانيا قسوتي وجبروتي لحد دلوك ولله الحمد متعاملتش بيهم مع حد ميستاهلهمش.. واللي شايف انه ميستاهلش معاملتي دي يرجع يراجع روحه وافعاله زين واني متأكد انه هيلاقي روحه يستاهل ويستحق.. قالها وبص لمليكه ورفع حاجبه مع ابتسامه وهي ديقتله عنيها واتنبأ من حركتها ان المزيد من الاسئله قادم وقد كان لما قالتله :


طب بص مش هجادلك فيا ولا فابوي ولا فأي حد تاني واحاول اثبتلك ان نظريتك غلط، لكن انا هجادلك فشخص واحد ومتاكده انك ظالمه ١٠٠ ٪ وهو اكبر اثبات لخطأك...

بكر ديق عنيه وميل دماغه بتساؤل وهي انهت فضوله لما نطقت الاسم : الشيخ حكيم .. ابوك يابكر.


بكر ملامحه اتغيرت وعنيه لمعتهم اختفت وظهرت فورا فيهم مسحة حزن مصحوبه بخذلان قبل ماينكسهم للأرض وضحك ضحكه خفيفه وبعدها همس بحسره : الشيييخ حكييييم... قالها واستني ثواني مطاطي راسه قبل مايرفعه ويبصلها بعيون لالت فيهم دمعة حزن مكتومه وهو عيقولها:

تعرفي يامليكه الشيخ حكيم ديه اكتر حد فالدنيا دي كلها خذلني وجرحني وباعني بالرخيص وفرط فيا بالساهل،، وهو الوحيد اللي مش نادم علي قسوتي عليه او معاه..بالك يامليكه انتي او ابوكي اوقات كتير كنت اقعد مع حالي واحطلكم اعذار لاغلاطكم معاي.. لكن هو الوحيد اللي كنت كل مااجي ادورله علي عذر ملقاش، ملقاش عذر علي مقاس قسوة اب علي ولده، ملقاش سبب مقنع يخليني اغفرله اللي عمله فيا.


مليكه بصدمه : واه.. ليه اكده يابكر.. هو عيمل ايه لديه كله.. دا اللي يسمع حديتك ونبرة صوتك يقول انه عامل فيك جريمه؟


بكر بصوت مخنوق من الزعل رد عليها : الخذلان لما ياجي من شخص عمرنا ماكنا نتوقعه منه هو اكبر جريمه فالدنيا يامليكه..


مليكه لسه هتتكلم وترد عليه لكن الجارسون كان جه بالوكل وابتدا يحطه قدامهم وكان عباره عن سلطات ومقبلات ورصهم ومشي يجيب الباقي وبكر استغل وجوده وفضل يبص بعنيه يمين وشمال عشان يتوه دمعه اتجمعت فيهم لغاية مانجح فديه، ورجع بص لمليكه اللي كانت باصاله بشفقه اول مره تحسها من ناحيته ورجع ابتسملها مره تانيه بس النوبادي الابتسامه كانت مختلفه.. كانت ابتسامة وجع باينه قوي..


مليكه ردت عليه بنبره حانيه علي حاله عشان هي عارفه ومجربه ان مفيش حاجه فالدنيا او زعل وكسره تضاهي كسرة البني آدم فأبوه، فعلا حاجه موجعه، ومع ان بكر حالته تختلف عن حالتها عشان هو موهوم وفاهم ابوه غلط، لكن برضك الوجع هواه الوجع :

تسمع مني يابكر لو قولتلك ابوك مش كيف ماانت مفكر..


بكر بنبرة سخريه : اللي هتقوليه مليهش اي عازه حداي يامليكه.. عشان انتي تعرفي شي واني اعرف شي تاني خالص .. عارفه اكتر حاجه كانت تدبحني منه ايه .. اني حسيت فالاواخر ان ابوي شايفني حاجه عفشه قوي، شايف بكر سيئ، حسيت انه ممتشرفش بيا اكون من نسله ولا اني انتمي لعيلته عشان مش شبهه ولا نسخه منه كيف تميم، مع اني عشت عمري اللي عشته معاه متشعبط فضله وعقلده تقليد اعمي ونفسي اكون زيه فكل حاجه من كتر حبي ليه وانبهاري بيه،،

كنت عايزه يفرح ويفتخر بيا ويقول بكر هو الشيخ حكيم التاني، وسعيت للقب بالعلم والتعب عشان يكون اسم على مسمي...

قوم اكتشف بعد كل ديه اني قليل فنظره، ومش قليل وبس دنا طلعت حداه مساويش جناح باعوضه، وديه بان قوي لما سلم امر ولده لحتتة عيله لا راحت ولا جات وسمحلها تستهزاء بيه وتقل منيه حتي بينها وبين نفسها، واني متأكد ان حاجه زي دي لو كان تميم هو اللي موطرحي عمره ماكان سمح بيها ولا قل منيه بالطريقه دي.


مليكه خدت نفس واتعدلت فقعدتها ورجعت لورا عالكرسي وبنبره جديه قالتله :

طب خليني اشهد شهادة حق اتحاسب عليها يوم الموقف العظيم لو كدبت فيها واتحاسب كمان لو كتمتها،،

والله يابكر ابوك عمره ماجاب سيرتك قبالي او قبال حد غيري فوجودي غير بكل خير ومحبه،

وعمره ماكان يقصد انه يقل منك فنظري ولا حتي سعالها ولا كان يسمح بيها.. بالعكس دا كان دايما يقولي بكر ديه دهب صافي،، بكر جوهره وانتي محظوظه بامتلاكه،، بكر منجم دهب هتندمي انك منقبتيش فيه من زمان وطلعتي الدهب الصافي من قلبه.

ابوك يابكر مكانتش حاجه مش عاجباه فيك غير بس عندك وتسرعك وحكمك علي الامور بالظاهر.. وهو ديه اللي كان عيسعي بكل طريقه عشان يغيره فيك،

ولما مقدرش وفشل في سعيه اتشعبط فآخر حاجه ظن انها ممكن تساعده ويثبتلك بيها انك طول عمرك عتبني قراراتك على باطل..

حتي لو كان الامل فالحاجه دي ضعيف لكنه حاول، واهو برضك اسمه امل...


فالو كنت فاكر ان الاب لما يحاول بكل الطرق انه يغير صفه عفشه فولده يابكر عشان يكون شخص خالي من الخصال السيئه ويخلي شخصيته نقيه من اي عيوب ممكن تأثر عليه وعلي حياته بالسلب مستقبلا اب غلطان يبقي وكتها اعتبر ابوك غلطان يابكر...

ياداكتور فيه حاجات وتصرفات لبعض الناس مهما كانت غريبه علينا، مش هنتأكدوا من مدي صحتها ولا خطأها ولا نحكموا عليهم من خلالها غير لما نتحطوا فيها بنفسنا ونشوفوا هنتصرفوا فيها كيف، وصدقني وكتها هنلاقوا روحنا عنتصرفوا نفس تصرفاتهم وبنفس اسلوبهم، ونعرفوا انه كان معاهم كل الحق..

انا قولت اللي حداي يابكر ويشهد الله اني ماكدبت فالصوره اللي نقلتهالك عن الشيخ حكيم ومحبتك اللي فقلبه واللي اني الغريبه عنكم متأكده منها كيف مامتأكده اني شايفاك قدامي دلوك.


بكر كان سارح طول مامليكه عتتكلم وحاسس انه عيسمع كلام غريب عليه.. معقوله ابوه شايفه اكده؟ معقوله هي دي نظرته ليه وهو طول الوكت ظالمه؟

فاق من سرحانه لما مليكه سكتت وبصلها وبصوت هامس سألها : ابوي كان يقول عني اكده يامليكه؟

مليكه بتأكيد : واضعاف اكده يابكر والله وكله بالخير والمحبه..


بكر غمض عنيه وبلع ريقه ورجع ابتسم بس النوبادي ابتسامه بشكل مختلف مع اللمعه اللي رجعت كست العيون من تاني،


وبعدها نكس دماغه ورجع يرسم قدامه علي الطربيزه بالميداليا بتاعته ولما ركزت مليكه علي حركة ايده ابتسمت وهي واعياه عيخط اسم حكيم وبعدها رسم حواليه دايره كيف ماتكون الدايره دي قلبه وكان مطلع ابوه براه ورجع دخله جواه من تاني...


ابتسمت مليكه ومتكلمتش ولا كلمه بعد اكده وخصوصا ان الجارسون جه بباقي الاكل وحطه قدامهم وراح، وهما ابتدوا ياكلوا من سكات.. وبين كل لحظه والتانيه مليكه ترفع عنيها علي بكر وهو ابدا بعد كلامها مرفعش عينه من طبقه لكنها حست انه ارتاح من ابتسامته اللي طول الوكت مرسومه على وشه واللي خلت ابتسامتها هي كمان تعاند فيها وتتسلل لشفايفها..


خلصوا وكل وبكر حاسب وقام قبلها ومن غير كلام مدلها يده بكل رقي عشان تمسك فيها وتقوم وهي اتلفتت حواليها واتحرجت وهي شايفه الكل باصصلها ومستني رد فعلها، وعشان تتلافي الموقف مدت يدها فيد بكر قوام وقامت وهو شدها بالراحه وطلع قدام الكل وهو ماسك يدها لغاية ماوصلوا للعربيه..


وقفت مليكه وشدت يدها من بكر واتنحنحت قبل ماتقوله : خلاص طلعنا ومافيش ناس اهنه..


بكر ابتسم وهو عيفتحلها باب العربيه وهي اتقدمت عشان تدخل لكنها رجعت لورا تاني لما بكر قفل باب العربيه مره وحده وبصلها وقطع استغرابها وهو عيقولها : ايه رأيك تيجي نتمشوا شويه عالكورنيش؟


مليكه بصت للنيل وشافت المظر جميل وابتسمت وهزتله دماغها بالموافقه وهو اول ماشاف الاشاره مسك ايدها وشدها واتحرك بيها بخطوات سريعه وهو حاسس انه النهارده طاير من السعادة وانه اليوم دا هيتسجل فتاريخ بكر بأنه اول اسعد ايام حياته..


اما مليكه فكانت تجاري خطواته بهروله اشبه للجري مقارنة بخطوة بكر وهي حاسه انها مش ماشيه عالارض وانها فوق غيمه بارده فالسما وخصوصا وهي حاسه بأيد بكر الضخمه حاضنه ايدها الصغيره وحاسه بدفوها كنها اب واخد بته فحضنه ومحاجي عليها..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والعشرون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة