-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس والثلاثون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة بقلم ريناد يوسف

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس والثلاثون

منعم كان باصص لحكيم وهو عيتقدم عليه كيف مايكون ملك موت وجاى يقبض روحه،، بلع ريقه مره بعد مره لغاية ماحس ان حلقه جف ومبقاش فيه ريق ينبلع،،

قعد قباله حكيم والكل لاحظ ديقه مش بس منعم،، اما بكر فعرف ان مهمة تمره تمت على اكمل وجه واتأكد لما قالها حكيم بنفسه..

حكيم : منعم ياولدي،، كنت طالب مني طلب وقولتلك القبول فيد اتنين،، منهم واحد وافق ودا موافقته متغنيش عن موافقة صاحبة الشأن،، لكن صاحبة الشان للأسف رفضت..

وهنا منعم شخص بصره وهو واعي روحه عتفارقه مع كلام الشيخ حكيم وفضل باصصله بعدم تصديق وذهول،، معقوله تمره هي اللي رفضته؟ طيب كيف !! وليه؟


فضل منعم ينقل عنيه مابين كل الموجودين ولما شاف فعيونهم الشفقه على حاله متحملهاش،، اتنحنح وحاول يرسم على وشه ابتسامة رضى لكنه فشل، حاول مره بعد مره لكن مع كل مره الابتسامه ترفض تكتمل،، حتى الدموع فكرت انها تزور عنيه لكنه بكل جهده قفل الباب عليها ورفض زياتها العزيزه،،


بص لحكيم واخيراً طلع صوته اللي كان عيستدعي فيه ويقسم عليه بكل عزيز مايخونه فاللحظه دي بالذات ويختفي،، وصوته انصاع للقسم ولبى الندا، لكنه حضر ضعيف مكسور وطلع بالغصب متكسر ومتلعثم..


منعم : أا عادى ياشيخ الجواز قسمه ونصيب،، بس يعيعني ممكن لو مككانش فيه إساءة ادب مني اعرف السبب اللي اترفضت عشانه؟


حكيم بحرج واضح على ملامحه ونبرة صوته رد عليه : عشان موضوع فرق التعليم ياولدي..


منعم هز دماغه بتفهم و فاللحظة دي بس ابتسامته قدرت تستقر على وشه،، بس للأسف كانت ابتسامة كسره،، معقولة كانت عتضحك عليه،، ولا راجعت نفسها وشافت انه مينفعش،، ولا خدت رأي حد ونصحها بأنه مشروع فاشل،، اسئله كتير عصفت بدماغ منعم واحتمالات اكتر لكن فاللحظه دي دماغه من شدة الصدمه كان واقف عن التحليل والتفسير،،

وكان احساسه بالظبط عامل كيف احساس واحد فضل يرفع فحد لغاية ماطلعه للسما وخلاه شاف الدنيا كلها من فوق وبعدها ساب ايده خلاه يقع على جدور رقابته..


حاول يمثل ويعمل روحه ان الموضوع مفرقش معاه، ورجع يحاول يتكلم مع سخاوي وتميم مره تانيه على الشغل والمحلج،، لكن للأسف حالته مخفيتش عليهم.


حكيم كمان مخفيش عليه حزن منعم اللي كان عيحاول يداريه ومش قادر ولا عارف وهمسله بحنان وشفقه :

خلاص بذياده حديت فالشغل دلوك وروح انعسلك هبابه يامنعم وابقي تعالا بعد ماترتاح،، اصلا تعب عشيه باين عليك وحتى عليهم،، قالها وبمجرد مامنعم سمعها قام وقف كنه كان متسلسل واتفك من قيوده، واخيراً هيقدر يغادر المكان اللي حابس فيه مشاعره وحزنه وغضبه وهيروح مكان تاني ينفس فيه عن كل اللي جواه..


طلع على برا تحت انظار الكل، وحكيم شاور بعكازه لتميم او سخاوي واحد منهم يروح وراه،، والاتنين قاموا وراحوا وراه عشان يوصلوه بيته ويهونوا عليه الطريق..


اما بكر فاطول الوقت قاعد مستغرب من حالة منعم وزعله، وان كيف اللي يشوفه يقول انه عاشق بقاله سنين مش مجرد واحد طالب يد وحده للجواز من غير مايشوفها او يكلمها وموافقتش عليه؟!


والاغرب الزعل اللي شافه فعيون الكل على منعم،،

واللي كان يساوى زعل منعم نفسه ويمكن اكتر،،

ولا ابوه اللي قاعد كيف المكبوب طحينه ومن بعد خروج منعم سند دماغه على عكازه بهم وزعل، ودخل فحاله عمر بكر ماشافه عليها غير مرتين،، يوم موت سته تماضر ويوم موت جمره،، وسأل روحه،، معقوله تكون خسارته لمنعم تضاهى خسارته لعزاز قلبه دول؟!!!


قام بكر وراح على الاسطبل وفضل قاعد شويه جار الخيول وهو عيراجع نفسه ويأنبها بناء عاللي شافه من منعم وابوه وتميم وسخاوي ويسألها،، معقول يكون غلط برفضه لمنعم غلطه كبيره وهو مش داري؟

لكنه رجع وهمس لروحه يشد أذرها ويطمنها،،

وايه هي الغلطه الكبيره دي،، منعم وهيفضل معاهم مهيقطعش ومسيره هيتجوز وينسي،، اما تمره ففرصها فالجواز كتيره واكيد هيجيلها الاحسن من منعم والاجدر بيها، ومنعم ماهو الا اختيار ناقص وعلى كل الاحوال مكانش يناسبها.


اما عند تمره في السرايه..


فبمجرد مابعتت الرساله لمنعم وشافته قراها،، قوام عملتله حظر من علي الواتس ومن الرقم ومن الفيس ومن كل مكان يقدر يوصلها من خلاله ويسألها او يعتب عليها وهي مهتتحملش عتبه..


نامت بعدها عالكنبه قبل مامليكه هي كمان تسألها عن حالها ولا تشوف الدموع اللي خلاص عتستعد للنزول من عنيها محمله بإحساس بظلم وندم وقهر وشفقه مالهمش مثيل..

وكانت فاكره نفسها لما هتخبي ملامحها ولا دموعها عن مليكه خلاص اكده هي فأمان،، لكنه مخدتش بالها لهزة جسمها اللي اكدت لمليكه انها عتبكي، وسألتها بالفعل مليكه مالها،،


لكنها ماردتش عليها،، ومع انطواء تمره على نفسها مليكه مرضيتش تضغط عليها اكتر او تقولها مالك مره تانيه، وقالت انها اكيد لو عايزه او محتاجه تحكي كانت اتكلمت لحالها من غير سؤال حتى ..


فضلت مليكه ساكته وباصه لتمره بشفقه ونفسها تعرف ايه اللي جرالها ووصلها للحاله دي، وهي طول عهدها بيها انها ياجبل مايهزك ريح،، وزاد استغراب مليكه وهي واعيه الكل عيدخل يطمن عليها ويطلع وشكلهم عادي ومش واضح على اي حد ان فيه حاجه حاصله!!!


عدى عالحال دا حوالي ساعه واخيراً جسم تمره ابتدا يسكن وواضح انها ابتدت تنام،، وبعد شويه مليكه بصت للباب اللي بيتفتح وشافت بكر داخل منه، وقالت خلاص اهو جه اللي هتقدر تسأله وتعرف منه تمره مالها..


دخل بكر الاوضه يتسحب وراح على اخته الاول بص عليها واتأكد انها نايمه وبعدها راح علي مليكه وقعد جمبها ومسك ايدها باسها وبايده التانيه رفع القزازه اللي فأيدها يطمن انها عتشرب ميه زي ماموصيها،،


مليكه بجديه : بكر هو ايه اللي حصل مع تمره النهارده،، انت شيعت عليها ودقايق ورجعت متكدره،، وابوها بعد منك شيع عليها والنوبادي رجعت تبكي ومقهوره،، هو فيه ايه بالظبط؟؟


بكر بص لتمره واتنهد وهو عيقولها : كله بسبب سي منعم،، تلاقي ابويا لما جه ياخد رأيها حاول يضغط عليها او سمعها كلمتين واعرين زعلوها واصلاً تمره حساسه وعتزعل من اقل حاجه..


مليكه : طيب دا اللي قالهولها ابوك ايه عاد اللي قولتهولها انت،، وليه كدرها،، وكمان ردها كان ايه على الموضوع لما ابوك شارها؟


بكر : سيبك من القول والعيد ومتشغليش بالك بس انتي،، المهم ان تمره رفضت منعم والموضوع انتهي وخلصنا،،


قالها وعينه راحت علي تمره اللي كانت نايمه ومستسلمه،، لكن طلعت منها شهقة استغربها وحس ان زعلها كبير فعلاً وراح عليها وقعد جارها وبشويش هزها،،


بكر : تمره،، ياتمره قومي عايزك..


تمره صحيت وخدت نفس وزفرته و ردت عليه وهي لساها مغمضه عنيها،، عايز ايه يابكر قول..


بكر : هو ابوكي قالك ايه زعلك للدرجه دي؟

تمره اتعدلت وبصت لبكر وشاف عيونها اللي باين عليها اثر البكا وقالتله :

أبوي مقاليش اي حاجه يابكر ابوي سألني عن رأيي فمنعم واني قولت اللي انت قولتهولي والموضوع خلص خلاص واللي انت عايزه حصل وياريت منتحدتوش فالموضوع دا تاني..


بكر بإستغراب من طريقة اخته العصبيه اللي اول مره تتكلم بيها معاه : مالك طيب ياتمره وعتتكلمي اكده ليه؟


تمره : عتكلم كيف يابكر مش عرد عليك!


بكر بحنيه : طيب ليه زعلانه ومن ايه؟

وهنا دخلت جماره عليهم الأوضه وشافت منظر تمره وبنبره حازمه قالتلها :

تمره تعالى عايزاكي،،

تعالى عايزك او عايزاكي،، كلمه كل ماتسمعها تمره النهارده من حد عياجي بعدها كوارث،،

لكنها قامت على اي حال وراحت ورا امها تشوف هتقولها ايه هي كمان..


دخلت جماره اوضتها ودخلت وراها تمره،،

جماره : اقفلي الباب ياتمره وتعالي،،

نفذت تمره وقفلت الباب وجات لأمها ووقفت قدامها وعنيها للأرض.


جماره شدتها من ايدها بشويش وقعدتها جارها وبعد مابصت فملامحها شويه سألتها من غير مقدمات :


ايه اللي بينك وبين منعم ياتمره؟


تمره رفعت عنيها بسرعه على امها وكانت هتتكلم لكن امها قاطعتها :

ومن غير كدب عشان مش تمره بت الشيخ حكيم اللي تكدب،، وحتى لو دا حصل مش جماره اللي يخيل عليها من بعد ماشفت بصة عنيكم لبعض فالمستشفي،، ولا من بعد منظرك ديه وعنيكي المنفخه من البكا...


تمره خدت نفس قوي وطلعته فهيئة دموع نزلت علي خدها وهي عتقول لامها بمنتهي الصدق ومنتهى الضعف والانكسار : عحبه يمه،، حبيته واتمنيت يكون من نصيبي وهو كمان اتمناها كتير..


جماره بذهول : وميته دا حصل ياتمره وكيف،، كيف وانتي طول الوكت فبلد وهو فبلد؟ كلمتيه فالمحمول وحبيتي واتحبحبتي ياتمره كيف الفواجر؟ خضعتي بالقول لراجل غريب عنك وسمعتيه حسك يابت الشيوخ وخليتي قلبه طمع ؟ وصفتيله نفسك وخلتيه يتخيلك يابت حكيم؟


تمره بنفي : والله العظيم ابداً ولا حاجه من دي حوصلت ولا خضعت بقول ولا وصفت،

ولا كان بينا غير كلام علي عمليته وتعب امه والمره الوحيده اللي قالي فيها انه عيحبني ورايدني من بعدها متكلمش معايا تاني،،

متكلمش غير من كام يوم عشان يقولي انه طلب يدي واترجاني عن طريق امه اني اوافق،، وشهقت وهي بتكمل،، ووعدني اني لو وافقت هكون اسعد وحده فالدنيا،، وعدني بجنه يمه ابوي اكدلي بكلامه انها حقيقه وانها مستنياني مع منعم..


جماره وقفت وردت عليها بغضب مكتوم : بس ديه اسمه خان الامانه والعيش والملح اللي كله فبيت الشيخ ومايؤتمنش على عرض ياتمره،، ولا يتماشي مره تانيه ولا يتخالل..

تمره باعتراض : له يمه حرام عليكي،، ان كان منعم ميتماشاش ولا يتخالل امال مين اللي يتماشى بس،، ان كان منعم ميؤتمنش عالعرض مين يؤتمن،، منعم احسن واحد فالدنيا يمه وابوي عمر نظرته في الواحد ماتخيب ابداً..


جماره قعدت وخدت نفس وزفرته وبصت لتمره وسالتها : طيب ولما هو اكده موافقتيش عليه ليه لما ابوكي سألك وشارك؟

تمره صرت ملامحها بألم وردت عليها : عشان اخوي بكر يمه،، عشان قلي انه مهيتحملش ان منعم يكون نسيبه ويحط ايده فأيد اللي فيوم من الايام كانت عينه على مرته ولا يصاهره.. وطلب ان الرفض ياجي منى اني.


جماره بقلة حيله : بصراحه بكر مينلامش فالحته دي ياتمره،، دا ابوه لما طلقني من غازي طلب انه ميشوفش وشه فالبلد خالص،،

صعبه علي اي راجل،، بس اللي عمله بكر دا مش صوح ابداً،، كون انه يصدرك للرفض من غير مايعرف رأيك او يسألك حتي لو ليكي غرض للجوازه،، دا قمة الظلم والانانيه من بكر،، وإن كنت عاذراه في رفضه فملهوش عندي اي اعذار لانانيته..


تمره: خلاص يمه اللي حصل حصل ولا عاد ينفع اعذار ولا مبررات.


جماره بصت لبتها بشفقه ولما شافت الدموع مغرقه وشها قلبها اتقسم نصين،، نص مع بكر اللي هيتكوي بنار الغيره وغيرة الراجل نار فمراجل متتحملش لو جواز تمره ومنعم تم ،، وبين قلب بتها المكسور اللي عشق واتمنى ومطالش،، وبنبره حانيه سألتها :

وعدتيه بالموافقه ياتمره؟

تمره رفعت عنيها ودمعه هربت منهم ومردتش، لكن امها عادت عليها السؤال بصيغه تانيه،، عشمتيه ياداكتوره،، اديتيه امل؟


تمره هزتلها دماغها ومتكلمتش وجماره غمضت عنيها وجزت علي سنانها وهمست بصوت مسموع :

والله الجدع قلبه اتكسر بسببك وسبب اخوكي وكسر القلوب واعر،، وبالذات قلب راجل حر كيف منعم والنوع دا لما عيتعشم فحد عيبقي من شدة حبه فيه، ولو خاب عشمه عيقتله..


تمره بكسره :بذياده يمه احب على يدك.

جماره باستسلام :

خلاص كفايه يابتي،، روحي اوضتك نامي وارتاحي هبابه، ولااقولك اطلعى لاوضة بكر ومليكه نامي فيها وسيبيلهم اوضتك واهو عشان تقعدي لحالك لغاية ماتهدي هبابه،،

وإن كان على منعم متزعليش عليه ربك هيجبر قلبه، وإن كان عليكي اللي حاسه بيه ديه مجرد انه عاجبك وحبيتي تدخلي الجنه اللي وعدك بيها،،

انما مش عشق ابداً ياتمره،، العشق معيجيش بين يوم وليله،، وبكره ربنا هيبعتلك الاحسن منه واللي تكون حداه جنه اكبر من جنة منعم ومحبه اكتر ليكي،،


تمره قامت من جار امها وطلعت علي اوضة بكر ونامت فيها لحالها وبمجرد ماحطت دماغها هربت من التفكير بالنوم طوالي.


اما جماره ففضلت رايحه جايه فالاوضه وهي حاسه بحيره وقهر،، حيره تقول لحكيم عاللي عمله بكر ولا متقولهوش،، وقهر علي عيالها الاتنين اللي كل واحد منهم راحته فوجع قلب التاني.


استمرت رايحه جايه لحد ماتعبت وفى الآخر استسلمت وطلعت راحت على المطبخ بتاعها تشغل نفسها وسط الحلل والقدور عشان عقلها اللي تعب من التفكير والحيره ده.


وابتدت تعدي الدقايق والساعات بتاعة الليل علي حكيم وتميم وسخاوي اللي عاودوله،، وبداء كل واحد فيهم يقرا قرآنه ونصيبه اليومي من الذكر ومن بعد ماوصلوا منعم ورجعوا محدش فيهم نطق كلمه،،ولكن من جواهم كانوا حاسين ان دا اسلم قرار للجميع رغم صعوبته ورغم زعلهم على منعم..

وعلي زينه اللي كانت قاعده فأوضتها جار بتها النعسانه وعتقرا برضوا فكتابها،، وعلى مليكه اللي جابت القرآن على تليفونها وابتدت تقرا منه، وجار منها عالارض بكر عيقرا ويصلي،،

وحتي جماره خلصت مواعينها وشطبت موطبخها واتوضت وقعدت تصلى لغاية ماحكيمعا يجيلها..


اما تمره فمغفيتش غير بس نص ساعه وقامت بعدها اتوضت وفضلت تصلي وتدعي من ربها انه يخفف عن منعم وجع قلبه اللي اتوجعه بسببها وتبكي كل ماتفكر فحاله وتسأل روحها ياترى عامل ايه دلوك وعيقول عليها ايه؟


اما منعم فكل اللي عمله الليله دي انه دخل بيته واتوضى وصلى ٤ ركعات تهجد ونام علي المصلايه موطرحه،، من غير مايشكي او يدعي او حتي يطلب اي حاجه من ربنا النهرده،، وكانه خلاص معادش عايز حاجه من الدنيا ،، وفيش غير سؤال واحد وجمله وحده عتتردد فدماغه،، ليه ياتمره؟!!


دخلت عليه امه فميعاد السحور عشان تصحيه، ولما لقيته نايم اكده وشكله باين عليه الزعل سألته ايه اللي مزعله وهو رد عليها بجمله وحده :

زعلان على حلم متحققش،،

فضلت امه تستفسر وتسأل كتير، لكن اكتر من إلاجابه دي محصَلتش،، لكنها بخبرتها قدرت تخمن ان ولدها اترفض من بيت الشيخ حكيم،،

طلع منعم وقعد معاهم على الطبليه ونقشله لقمتين اتبلعوا بالعافيه ومع بداية قرآن الفجر دخل استحمي وغير واتطيب بعطره وطلع راح على مندرة الشيخ حكيم وهو عازم انه يمثل ان مبيهوش حاجه ولا اتأثر برفض تمره ليه..


اما في السراية

على ميعاد كل يوم حكيم وتميم عاودوا السرايه وكانت زينه وجماره حضروا السحور وتمره مرضيتش امها تنادي عليها غير لما خلصت تحضير هي وزينه عالاخير،،


نزلت تمره والكل اتجمع على السفره ومفضلش غير بكر بس هو اللي مجاش،، راحتله امه تسأله اذا كان هيتسحر جار مليكه عشان تجيبله سحور ولا معاهم بره،،

ومليكه قالت لبكر يطلع يتسحر معاهم بره مادام الوكل محطوط بدال مايتعبها وهو وافق وجه طالع،،

بس وهو عالباب ندهت عليه مليكه وقالتله،، بكر بالله عليك لافيني محمول تمره عشان ابعت لروحى من حداها برنامج المصحف اللي حداها خطه اكبر واوضح..

رجع بكر وادها التليفون اللي كان على الكنبه موطرح ماكانت نايمه تمره وطلع،،


ومليكه فتحته وبعتت لنفسها البرنامج،، لكن بعدها الفضول كلها وحبت تعرف ايه اللي مشقلب حال تمره وعامل فيها اكده وخصوصاً انها لما رجعت من عند ابوها اول حاجه عملتها انها جريت علي تليفونها كتبت فيه حاجه وقفلته ورمته ودخلت فنوبة البكا اللي كانت فيها!!


دخلت علي الماسنجر والواتس والايمو والفايبر وكل برامج التواصل لكنها ملقتش حاجه،،

فطلعت وفضلت ماسكه التليفون بتاع تمره وباصه بعيد بحيره،، لكنها رجعت فتحته تاني لما افتكرت حاجه وجابت المحادثه السريه فى الواتس، وضربت الرقم تاريخ عيد ميلاد تمره واللي كانت عاملاه باسورد للتليفون قبل سابق،،

قبل مابكر يطلب منها تلغيه وتخلي تليفونها مفتوح،، واتفتحت معاها المحادثه واتفاجأت برقم مش متسجل بأسم ولما دخلت على الرسايل وقرتها اتفاجأت ان دا منعم ومن خلال الرسايل قدرت تفهم كل حاجه وتعرف سبب الحاله اللي تمره فيها،،


واكيد مخفيش عليها اللي عمله بكر واللي استنكرته جداً لانه مش عدل ابداً انه يبني سعادته وراحة قلبه علي تعاسة اخته،، لكن اللي شفعله عندها هبابه انه ميعرفش اللي بين تمره ومنعم..


اما على السفره فتمره نزلت وقعدت وسطهم وحالتها مخفيتش عليهم كلهم ولما ابوها سألها قالتله صداع وصل بيها لدرجة البكا من شدة الالم،، الكل سكت وانطلت عليه الحجه الا ابوها الشيخ حكيم اللي فضل باصصلها طول الوقت بعيون متفحصه، وطبعا قدر يعرف بسهوله انها عتكدب،، وخصوصا لما بص لجماره لقاها هي كمان عنيها علي تمره طول الوقت وحتى وكل مش بتاكل زي تمره..


حكيم شبع وقام ودخل على اوضته واستني جماره اللي هيفهم منها ايه الفوله بالظبط،، ومستناش كتير وكانت جماره داخله وراه الاوضه..


اما بره،، فتمره شبعت وقامت وراحت على اوضة مليكه بطلب من بكر عشان تطمن عليها وتقولها انه هيقعد مع تميم لغاية صلاة الفجر، ودا كان اقتراح تميم اللي عايز يتحدت مع بكر فموضوع يخص المصنع بتاعهم اللى فى القاهره قبل مايسافر..


دخلت تمره لمليكه واول مادخلت وردت الباب وراها مليكه قالتلها بنبره آمره :

تمره تعالى اقعدي جاري اهنه..


تمره راحت لمليكه بإستغراب وقعدت جارها ومن غير مقدمات مليكه فتحت تليفون تمره على الشات بتاعها وبتاع منعم وقالتلها كلمه وحده :

فهميني!!

تمره خطفت التليفون من مليكه بغضب وقالتلها : انتي كيف يامليكه تسمحي لروحك انك تفتشى فتليفونى؟ هو ديه مش تجسس برضك،، مخدتيهاش فقرآن ولا فأحاديث قبل سابق؟


مليكه بهدوء : اني مش عتجسس لغرض سو ياتمره،، اني كل الموضوع اني كنت عايزه اعرف فيكي ايه وانتي مهما سألتك معتقوليش،، وآني يعز عليا اشوفك فالحاله اللي انتي فيها دي ومأكونش عارفه اساعدك! اني كل الحكايه اني كنت عايزه اشوف لو واقعه فمشكله نحلوها سوا.


تمره : طب واديكي عرفتي اللي بيا،، هتساعديني كيف يامليكه،، وهتحلي مشكلتي اللي مليهاش حل كيف؟


مليكه : حلها بسيط ياتمره انك تقولي لابوكي انك موافقه على منعم..


تمره : واكسر قلب اخوي يامليكه؟ طيب وابوي لما يسألني موافقتيش ليه من الاول ويصر اني اديله سبب واقوله عاللي قالهولي بكر، يبقي موقف بكر ايه قدام ابوه وشكله يبقي ايه،، له يامليكه انا مرضهاش على اخوي ابداً،،

وياستي خلاص اني ومنعم ملناش نصيب فبعض وربك يقسمله الاحسن،، قالتها وقامت من جار مليكه وراحت قعدت على الكنبه وفتحت تليفونها على المحادثه اللي بينها وببن منعم وفضلت تقرا فيها لغاية ماأذن الفجر قفلت تليفونها وقامت تصلى،،


اما قبل سابق حدا حكيم وجماره فأوضتهم..


حكيم : جماره اقعدي جاري وبصي فعيني وقوليلي داسه ايه عنى انتي وبتك!


جماره بإرتباك : ههكون داسه ايه يعني اني وبتي،، وفيه ايه يتدس من اصله؟


حكيم : جماره،، عمري مااتعودت منك عالكدب ولا اللوع وطول عمر اللي فقلب واحد فينا عيتصب فودن التاني،، قوليلي ايه اللي اتغير دلوك وايه اللي جرا،، وكد ايه كُبره عشان تحجبيه عني؟


جماره خدت نفس وزفرته وغمضت عنيها وفتحتهم تاني واتكلمت لما ملقتش بُد من الانكار :


تمره ياحكيم كانت رايده منعم وموافقه تتجوزه،، لكن بكر هو اللي أ..


حكيم قاطعها بحده : وقفي وقفي،، كيف يعني رايداه؟ يعني تمره كانت عاشقه منعم؟ يعني كان فيه بيناتهم تواصل؟


يعني منعم طول الوكت ايده فمعوني وعينه على عرضي وعيلف من وراي يتمعشق فبتي؟ وغير ده وديه بتي كانت ماشيه على هواه وقابله منيه كلام وحديت؟


جماره بلجلجه : للاه ياحكيم العباره مش اكده واصل؟


حكيم حاول يهدي نفسه ويمسك اعصابه وسألها بمنتهي الهدوء عكس براكين النار اللي جواه واللي كاتمها بالغصب :

اومال ايه هي العباره ياجماره فهميني؟


جماره : منعم كان يكلم تمره بعد العمليه وكان متابع معاها وهي كانت متابعه حالته بإعتبارها الدكتوره اللي عملتله العمليه وعتطمن على اول حاله ليها،،

ومع الكلام اكيد قلبها مال ياحكيم،، وخصوصاً انك عتقول ان منعم اسلوبه فالحديت يشد اللي قدامه ويسحره،، فبالله عليك ماتلوم فاللي متملكش عليه تمره حكم،، متلومش عالقلوب ياشيخ القلوب..


حكيم : اني مش ظالم عشان الوم عالقلوب ودواخلها ياجماره،، اني كل لومي على تصرفات اصحاب القلوب، القلب صوح معليهوش سلطان،،

لكن تصرفاتنا وافعالنا لينا عليها سلطان ونقدروا نحكموها،، وإن كان تمره ولا منعم فنظرى غلطانين وغلطهم مغطيهم من ساسهم لراسهم.... وخد نفس وزفره،، ودلوك كمليلي اللي كنتي هتقوليه..


جماره بصتله وخافت تكمل وتقوله على تصرف بكر واللي بيه هتزيد على النار اللي فقلب حكيم حطب،،

لكن حكيم حثها علي الكلام لما همسلها،، كملي ياجماره عشان اكيد اللي جاي مش هيكون اصعب من اللى اتقال،، كملي وقولي،،

وحكت جماره اللي عمله بكر واللي قاله لأخته، واللي خلى حكيم يغير رايه ويعرف ان اللي متقالش اصعب من اللي اتقال، وهب واقف وهو عيضروب يد بيد وخد طريقه للطلوع بغضب الدنيا علي وشه، لكن جماره وقفت قدامه ومنعته وهي عتترجاه وتقوله :


سُقت عليك حبيبك النبي وحلفتك بغلاوته،، وحياة جماره عندك ماتزيد على بكر وجع اللي فيه على مرته وبته مكفيه،،


اوعاك ياحكيم بالله عليك تكدره وهو داخل على امتحانات ووجع راس،، همله دلوك والعتب وكته ممدود،، خليه على هم واحد دلوك.


حكيم اتراجع وقعد وهو عيستغفر ربه وفرك وشه بغلب وهو عيهمس لروحه بصوت مسموع :

مفيش فايده فيك يابكر واصل،، عمرك ماهتتعلم تواجه مخاوفك ابداً، دايما هتفضل تهروب وتتدسدس وتسيب غيرك هو اللي يقع فمشاكلك،، كنت فاكر ان مليكه غيرت طبعك لكن الظاهر انك متغيرتش غير درجه من ١٨٠ درجه ولسه الباقي قاعد على حاله ماتغيرش..


جماره قعدت جاره ومسكت يده حبتها وهمستله بحنان : معلهش وحده وحده هيتغير واهو اللي غيره الدرجه يغيره الباقي..


حكيم رد عليها وهو عيحاول يبتسملها لكنه فشل :

اذا كانت درجه خدت الوكت والجهد والصبر دا كله ياجماره،، اشحال الباقي محتاج كد ايه؟

وحتي لو اتوفر حدانا الصبر والجهد هنضمنوا العمر منين،، عموماً مش هقول غير ربنا يهديه،،

انما اللي عيمله بكر ديه مهيعديش بالساهل،، ولفه ودورانه خلى الحق اللي اديتهوله فالرفض سقط خلاص،، وطالما رمى الموضوع فحجر اخته،، يبقي يقف يتفرج على اللي هيوحصول من بعيد كيف مابعد روحه بروحه..


قالها وقام طلع وبص لبكر وتميم اللي كانوا قاعدين عيتحدتوا فالصالون، وهملهم وراح علي اوضة مليكه وتمره بالخطوه السريعه، ومع كل خطوه كان يدب عكازه فالأرض كنه عيفرغ مع الخبطه غضبه،،

ووقف قدام الاوضه وخبط خبطتين واستنى الرد والاذن بالدخول اللي جاله من تمره بعد ما مليكه لبست نقابها ،،

وفي الوكت دا كان بكر وتميم لحقوه بعد مابصوا لبعض بأستغراب،، وبمجرد مااتفتح الباب وحكيم شاف تمره زاحها بعكازته ودخل،، ودخل بكر وتميم وراه..


حكيم فالاول بص لمليكه وسألها : كيفك يابتي عامله ايه دلوك؟


مليكه وسط استغرابها من دخلة حكيم ردت : بخير يابوي الحمد لله

حكيم : يديم عليكى الصحه والحمد،، قالها ولف بص لتمره بملامح متجهمه وبصوت غاضب وجهلها الكلام :


تمره هسألك سؤال واحد،، انتي معتاخديش اي قرار غير لما تصلى استخاره،، استخارتك اللي صليتيها على منعم قالتلك ايه؟


تمره بصت لبكر بإرتباك ومردتش لكن ضربه من عكاز ابوها فالأرض رجعتها تنتبه ليه مره تانيه وعاد عليها السؤال من تاني :

لما اسألك تبصيلي اهنه وتجاوبيني،، ردي عليا استخارتك كانت نتيجتها ايه ياتمره؟


تمره فتحت خشمها عشان ترد لكن بكر رد مكانها وقال بسرعه :

يابوي استخارة ايه تمره ملحقتش تص.... وقبل مايكمل عكاز ابوه كان ممدود ناحيته وبكل غضب قاله : شششش انت تسكت خالص،،

السؤال مكنش ليك انت عشان تجاوب،، سؤالي كان لتمره، وبس تمره هي اللي تجاوب عليه،، وبص بعدها لتمره وقالها وهو جازز علي اسنانه : انطوقى..


وهنا تمره نكست عنيها للأرض وردت عليه : كانت بالقبول يابوى..


حكيم بغضب مكتوم : طيب ولما شفتي علامة القبول ايه اللي منعك عن القبول يادكتوره،، او خلينا نقولوا مين اللي منعك؟


قالها وبص لبكر اللي نكس عنيه للأرض وهو متأكد ان ابوه عرف حاجه وكان مستني دوره فالتوبيخ والحساب،،

لكن لحسن حظه ان ديه محصلش والشيخ حكيم اكتفى بأنه نقل عنيه علي كل الموجودين وطلع من الاوضه بعد ماقال بهمس مسموع وهو بيهز دماغه بوعيد :

يصير خير،، يصير خير..


وطلع من قدام الكل كيف اعصار دخل مكان وطلع منه لكنه مهملش المكان كيف ماكان قبل دخوله،، له دا قلب موازين عقول الكل كيف مالاعصار عيقلب الموطرح اللي عيدخله..


بعد ماحكيم طلع بكر بص لتمره بتساؤل وحتي تميم، وتمره ماكان منها الا انها رفعتلهم كتافها ونزلتهم علامه على عدم فهمها هي كمان للي عيجرا،،


فضل بكر باصصلها كتير وهي هزت دماغها تأكدله انها مقالتلهوش حاجه،، ومن بعدها انصرف الكل مع آذان الفجر وكل واحد راح على الموطرح اللي عيصلى فيه وابتدا يصلي..


وتمره بعد الصلاة راحت لامها وسالتها عن سبب حالة ابوها وتصرفه وان كانت قالتله حاجه من الكلام اللي دار بينهم،،

وجماره عشان تقفل باب انشغال الفكر على بتها قالتلها انها مقالتلهوش حاجه، وانه عمل اكده محبه فمنعم وانه زعلان من رفضها ليه مش اكتر ،،

وطلبت منها انها فالوكت الحالي متركزش غير فأمتحاناتها وبس وترمي كل حاجه تاني ورا ضهرها..


اما حكيم فلما راح المندره وبص لقى منعم فيها تجاهله لأول مره من بعد مارمى عليه السلام، ومنعم لما شاف من الشيخ حكيم عدم القبول ليه النهارده لأول مره، عرف ان دي بداية الانشقاق والبعد وانه معادش مرغوب فيه وسطهم خلاص..

وصلى معاهم الفجر وغادر المندره وروح طوالي واتأكدت شكوكه لما حكيم ممسكش فيه النهارده زى تميم وسخاوي عشان يقعد كالعادة..

ومش بس منعم اللي استغرب،، لا دا الكل استغرب وحس بنفس احساس منعم بأن الشيخ حكيم زعلان من منعم وزعل كبير كمان..لكنهم عارفين انهم لو سألوا عن السبب مهيلاقوش جواب.


طلع بعدها النهار عليهم وهما قاعدين فالمندره،، وقام تميم وسخاوي كل واحد راح يشوف مشاغله، وحكيم راح على الاسطبل بتاعه، اما بكر فراح على السرايا عشان يقعد اكبر وقت ممكن جار مليكه النهارده قبل مايسافر بالليل..


قضي معاها ساعات النهار وكل واحد فيهم عياخد من التاني اكبر قدر من الكلام والابتسام والكلام الحلوا،، ويجمع من حبيبه زاد من المحبه يعيش عليه في بعاده،،


اما تمره فعشان تعدي الساعات فضلت تنضف فأوضة بكر، وطلعت نضفت باقي الدور الفوقاني كله ومسحته، وخلته زي الفل،، حتى اوضة زينه طردتها منها هي وبتها وقلبتهالها ونضفتهالها، عشان زينه معتقدرش تنضفها غير لفوق لفوق بسبب انها خلاص فشهرها التامن وحركتها بقت تقيله،،


خلصت تمره اللي كانت عتعمله ودا كان على آذان العصر،،

صلته ودخلت بعد اكده لأوضتها بعد مابكر طلع يصلي، وابتدت تحضر الحاجات اللي هياخدوها معاهم هي وبكر وكل دا ومليكه مراقباها بعيون مرغرغه بالدموع، ونفسها كانت حاجتها هي كمان تتلم زيهم وتسافر معاهم، وتحضر امتحانها زيهم ومتضيعش عليها السنه،، لكنها حطت يدها على بطنها وهمست لنفسها،، قدر الله وماشاء فعل،، الحمد لله على كل حال..


ورفعت ايدها تمسح دموعها وفى الاثناء دي دخل عليها بكر بعد ماخبط،، وشاف اثار دموعها لسه على طرف عينها وبص شاف تمره عتحضر فشنطتها وعرف السبب،، وقربلها وقعد جارها وخد دماغها فحضنه وهمسلها بحنان :

هتتعوض يامليكه والله هتتعوض،، عارف انها صعبه بس معلهش دا اختبار من ربنا ليكي..بس انتي كده،، احمديه واحتسبي وربك هيعوضك خير بإذن الله.


مليكه برضى : وانا راضيه يابكر وحامداه وشكراه،، اني كل اللي مزعلني اني كيف هقدر اقعد من غيركم انت وتمره بعد مااتعودت عليكم،، وبصتله وبعيون حزينه همستله : وانت بالذات يابكر هقعد كيف من غيرك،،


بكر ضمها ليه اكتر وبلع غصه كانت فجوفه ومردش على سؤالها اللي هو ذات نفسه فضل يسأله لروحه طول النهار وملاقلهوش أى إجابه،،وهمس بيه مره اخيره لنفسه،، دااني اللي هقدر اقعد كيف من غيرك يامليكه؟


شويه وراحت تمره فتحت الباب اللي خبط ولقيت احسان ام مليكه واقفه على الباب،،

دعتها للدخول وكانت هتقفل باب الأوضه لكنها وقفت متسمره وهي واعيه ام منعم تاقت قدامها ووقفت،، وبصتلها بعيون عاتبه وسلمت عليها ودخلت لجوه،،


وبكر اول مالقاهم سلم عليهم وطلع وهملهم جار مليكه بعد ماوصاها متبطلش شرب ميه وعصير،، وراح فالجنينه تحت شجرة التوت وقعد يفكر فمليكه وفى القلق اللي هياكل قلبه عليها طول ماهو بعيد ومش شايفها قدام عنيه طول الوكت ومطمن عليها،،


وغمض عنيه وسند دماغه لورا وساب عقله فى صراع مع قلبه واحد يحدثه بشيئ والتاني يرد عليه بأنه مش هينفع وهيكون تعب وعذاب وحرام،، ويرد عليه التاني ان الاشتياق والقلق هو اكبر تعب وعذاب..


شويه وابتدت الحريم اللي عتساعد جماره كل يوم فالحلويات والتجهيز تهل على السرايا، وبكر لما شاف اكده خد بعضه وطلع من السرايا وراح عالمندره عشان الحريم تاخد راحتها وميتقيدوش وهما عارفين ان فيه راجل في السرايا..


وفي الوكت دا كانت احسان وام منعم خدوا قعدتهم جار مليكه واطمنوا عليها،، وقاموا عشان يمشوا، وطلعت احسان الاول زي مادخلت الأول واتأخرت عنها ام منعم اللي راحت لتمره وسلمت عليها مودعه وهمستلها :

ترا كسر القلوب مش هين واصل ياداكتوره وليه قصاص،، عشان دعوة القلب المكسور تعادل دعوة المظلوم ومعتتردش،، ولدي قاللي ان انتي اللي كسرتي قلبه وقالي متعاتبيش وطول الوكت مش عيقول غير ربنا يسامحها،


بس عاللي شايفاه من امبارح فولدي ياداكتوره مقدرتش معاتبش،، وعقولك من كل قلبي ربنا مايسامحك زي ماعشمتى وخليتي.


قالتها وطلعت وهملت تمره تتقلب فنار الندم والذنب بعد مااكدتلها ان منعم حالته صعبه بسببها وهي طول اليوم عتقنع حالها ان منعم قوي وهيتخطى..


راحت وقعدت على الكنبه وبصت لمليكه بملامح باكيه ومليكه اول مابصتلها وعرفت انها رايحه تبكي حمقت هي كمان وبكت قبلها والاتنين دموعهم بقت تنزل عشرات وكلُ بكى على ليلاه...


بكوا الاتنين لغاية ماتعبوا، وبعدها واسوا بعض وسكتوا بعض، وابتدوا يهدوا، وفي الوكت دا كان خلاص المغرب هيأذن، والمفروض ان بكر وتمره هيطلعوا من البلد بعد العشا، وخلاص ساعتين او ٣ ساعات بالكتير وبكر هيفارق مليكه،، وعقلها اتعلق علي رمح عقرب الدقايق وبقي يلف معاه،، وقلبها اتوحد نبضه مع صوت حركة العقارب والاتنين عيحسبوا لأول فراق للحبيب..


فضل بكر بره وصلى معاهم في الجامع العشا والتراويح،

وسلم على ابوه اللي كان زعلان ومن عشيه عيتحدت معاه من تحت الدرس ميعرفش ليه، ولكن اللي طمنه انه عيتكلم مع الكل اكده مش بس هو، وكمان فى الجامع سلم على منعم من غير نفس برضك،،

واستغرب بكر تناقض ابوه عشان وهو منعم مش قاعد يسأل عليه ولما ياجي يتصرف معاه كانه مش طايقه؟!!!

رجع بكر السرايا وكان راجع وعامل حسابه علي وداع،،

وهو اكتر حاجه عيكرهها فالدنيا الوداع،، وابدا معيحبوش،،

دخل عند مليكه وانهار وهو واعي عليها اثار بكا وفضل حاضنها ويهدي ويطمن ويصبر فيها، وهو اصلا عايز اللي يصبره وتنه عالحال دا ساعه،،

كانت فالساعه دي تمره لبست وامهم حضرتلهم وكلهم وشربهم وزاد وزواد للسفر وخزين ياخدوه معاهم ومنسيتش اي حاجه عيحبوها عيالها محطتهاش..


قام بكر من جار مليكه اخيراً بعد مافضل يوصيها علي نفسها وعلى بته وانها تاخد بالها من روحها، وتعلق دايماً المحاليل لنفسها فالميعاد متنساش،، وقالها انه طول الوقت هيكلمها فيديوا ويطمن عليها بإستمرار،،،

وبعدها عن حضنه متغصب وخصوصا وهي ماسكه فيه ومش عايزه تسيبه،،، وقام لبس قوام ورجعلها عشان يحضنها الحضن الاخير اللي مكانش حد فيهم عايزه ينتهي ابداً،، لكنهم فالآخر اضطروا للبعد،،

واتحرك بكر من قدامها بسرعه بعد ماخد محفظته وتليفونه وطلع ورد الباب وراه واتحرك لبره بالخطوه السريعه وساب مليكه غرقانه فدموعها،،


راح علي امه وزينه ووصاهم على مليكه واكد عليهم ميهملوهاش واصل،، وراح علي العربيه اللي كانت فيها تمره قاعده ومستنياه،، ومربعه اديها وسانده دماغها على الشباك كيف اللي مكبوب طحينها،،


وعشان هو كمان حاله مايفرقش عنها ركب وطلع بالعربيه قوام وهو حاسس انه سايب روحه فالسرايا وماشي من غير روح..


ساعه عدت على مليكه كانت دموعها اتصفت فيها،، وجماره وزينه غلبوا يسكتوها معتسكتش،، وحتي سلسبيل اتدخلت في المحاولات وبقت تحاول تضحك مليكه وتسكتها ولما مقدرتش قعدت تبكي زيها..


وفجأه ومن وسط البكا مليكه رفعت دماغها والكل رفع دماغه مع فتحة باب الأوضه ورمشت بفرحه كذا مره وهي شايفه بكر هو اللي عالباب عشان تتأكد انها معتحلمش،

وهو بصلها واتنهد وبقلة حيله همسلها :


مقدرتش اسيبك واعاود من غيرك ياوجع قلب بكر ولا قلبي طاوعني،،

قالها ومع نهاية الجمله الكل سمع صوت اسعاف فالجنينه بتاعة السرايا،

ومليكه ابتسمتله وهو عيتقدم عليها وبص لامه وقالها : لميلي كل حاجتها يامه عشان ماشيين،، قالها وراح علي الدولاب وطلعلها العبايه السوده اللي عتلبسها تمره للطوارئ وكانت بسوسته من قدام لبسهالها علي هدومها وربطلها النقاب،، وفي الاثناء دي كانوا امه وزينه لموله علاجها وحاجتها كلها فأكياس،، وجه تميم دخل وخدهم منهم وطلعهم للعربيه، وبكر ميل على مليكه وشالها، بعد ماشال المحلول من ايدها واداه لامه تطلعه معاه لبره..


وصلت معاه جماره عند عربية الاسعاف وفضلت مستنيه لغاية مابكر طلع مليكه فيها ونومها وجالها عشان ياخد منها المحلول وهي ابتسمت وقالتله :


المفروض اقولك خلي بالك منها واوعالها،، لكن مش هقول اكده يابكر ولا هوصيك عشان خابره زين انك اكتر واحد فالدنيا هتخلي بالك منها،، وانك متتوصاش ابداً على مليكه..


بكر ابتسم وبص لمليكه وهمسلها بتأكيد،، وهو فيه حد مايخليش باله من روحه برضك ياجماره؟


جماره : ربنا يسعد قلبك ياولدي ويفرحكم بضناكم ويديكم تعبكم،، روح ياولدي فرعاية الله وحفظه،،


قالتها وبكر باس ايدها ودماغها وطلع العربيه والمسعف قفل الباب وراه وراح ركب من قدام عشان يسوق،،


وجماره نقلت عنيها لعربية بكر وشافت سخاوي قاعد فيها مع تمره وحاطط ايده على خده بغلب، ولما شافت منظره ضحكت،، وهو بس شاف ضحكتها زعق بعلوا حسه:

اضحكي ياخيتي وانتي عليكي بأيه، خلفتي وسخاوي اللي اتبلى،،

قالها واتحرك بالعربيه ورا عربية الاسعاف،، وتميم قرب من امه ولف ايده حوالين كتافها وميل عليها وهمسلها :


ولدك مجنون ياحجه،، عشان تعرفي بس ان تميم هو العاقل الوحيد فعيالك


جماره وهي عتلف يدها حوالين وسطه ردت عليه بعد ماضحكت بخفه :

وهو اني خلفت غير فيك انت يابكري قلبي،، بس يلا هنعملوا ايه عتكون امينة الطوب وحده وطوبه منها عتتحط فميدنة جامع وطوبه منها عتتحط فخزان مجاري..


تميم بضحكه : آه لو بكر كان سمع التشبيه كان دبح روحه عالقبله،،بس بسيطه هقوله ههههههه

جماره : وماله عاد عايز تجنه اكتر ماهو ياك؟ ،، همل بكر فاللي هو فيه وادخل لمرتك وشوف سلسبيل اللي من الصبح فتحاها مناحه كانت عتواسي مرت عمها..


تميم بزعل : بتي سلسبيل كانت عتبكي،،، ياااااابااااطل..

قالها واتحرك على السرايا بسرعه وساب امه مراقباه وعتتبسم وعتدعيلهم كلهم مع بعض ان ربنا يسعد قلوبهم..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية البجعة السودا بقلم نور خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة