-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"البراءة المشوهة"

هلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ في قصة من قصص موقع26، سنتكلم اليوم علي قصة مشوقة جداً وهي قصة للكاتبة الشهيرة ايمان سعد، لها عدة احداث وسوف نتكلم اليوم علي الحدث الثالث وهو "البراءة المشوهة" ثم نرجو منكم ان تتابعكوا باقي الاحداث علي موقعنا.
أقرأ ايضاً في قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"عفريت الليل"
قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"البراءة المشوهة"
=============================================== 

قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"البراءة المشوهة"

" البراءة المشوهة " 


لا يتبادر إلى ذهنك عندما تراه وهو يركل الكرة أو 

عندما يعرقل طفلا فى طريقه وهو سائرا أن ذلك طفلا 

عاديا مثل بقية أطفال القرية . 

إنه بمثابه القرد الهائج الذى يتسلق الشجرة بكل ما 

أوتى من قوة 
معبرا عن نفسه . مزهوا بحركته السريعة الصائبة التي 
لا تخيب أبدا . 
يخرب بيتك يا إبراهيم ....... 
قالها أحد المارة فى الطريق ودائما ما يقولها الناس 
حينما 
يمرون عليه وهم ذاهبون إلى أعمالهم . 
إنه طفل لم يتجاوز بعد العاشرة من عمره لكنك عندما 
تتعامل معه يخيل إليك أنك 
أمام شاب فى العشرينات من عمره بل يكاد يفوق 
الشباب فى حديثه وذكائه ورده على الناس إذا ما قاموا 
بسبه ولعنه . 
ذات مرة ذهب لأداء صلاة الظهر فهو نادرا ما يدخل 
المسجد بسبب زجر الناس وطردهم له 
..لأعماله الشيطانية .. انتهز فرصة الوضوء الجماعى 
للمصلين 
وقام بالمرور عليهم فرد فرد فضرب كل واحد منهم، 
أى جزء 
تصل اليه يده... على الرأس .. الظهر ... المؤخرة ... 
فعل ذلك وهو يفر بسرعة البرق ولأن الناس 
مستغرقون فى الوضوء 
والسكينة ، ذهلوا لحدوث ذلك الأمر فتأخر رد الفعل 
لديهم وحينما هموا بمطاردته 
كان الأوان قد فات وتبخر الطفل فى الهواء . 
هرب إبراهيم الصغير وسط غضب وسخط كل 
الموجودين 
وقتها تأخر أداء الصلاة وظل الناس يسبون ويلعنون 
هذا الصبى كما أنهم اكتشفوا 
بعد أداء الصلاة إختفاء بعض الأحذية الخاصة بهم 
وكالعادة ردد بعضهم .. الله يخرب بيتك يا إبراهيم ..... 
إن والد هذا الطفل طيب القلب رقيق الحال يعطف عليه 
الجميع ويتعجبون .. فكيف 
لهذا الرجل أن يكون ولده أحد الشياطين الصغار يشتكى 
منه الجميع ويتأذى منه القريب والغريب ولا يعرف 
كيف يحل تلك المعضلة . 
إن هذا الطفل 
ليس ولده الوحيد ويختلف كلية عن إخوته ولم تجد معه 
أى وسائل التهديد والوعيد والضرب المتكرر . 
ذات مرة قال أحد الجيرانلأبيه مداعبا إياه .. أية رأيك 
يا عم الحاج نجمع فلوس من كل 
الناس ونشترى شقة مخصوص لإبراهيم بس .. يقعد 
فيها ونرتاح شوية ... 

قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"البراءة المشوهة"

ظل أبوه يضحك حتى تساقط الدمع من عينه ورد قائلا 
: يا ريت ينفع ...همٍ يضحك وهم يبكى والله ما أنا 
عارف أعمل أية معاه 
ربنا يهديه علشان نرتاح ... إن الهداية المطلوبة من 
الله لإنسان معين تهدف لإراحة الناس من شره 
إن مثل هذا الطفل لا يسمع لأحد 
، ولا يستجيب لأحد ،لا لأمه ولا لأبيه ولا لأى أحد كان 
لا يعترف بأن لأحد سلطة عليه هو ابن الطبيعة ويفعل 
ما يتبادر بذهنه سواء عجب أم لم يعجب أحد ... 
فى إحدى المرات التى لا تنسى قام بشراء مجموعة من 
المفرقعات وجمعها وإخفائها فى بيته داخل حجرته التى 
ينام بها . 
حتى اليوم المشهود ... 
كانت الساعة الواحدة صباحا فقام بإخراج المفرقعات 
وإشعالها دفعة واحدة أمام بيته وفى نفس اللحظة 
أطلق مجموعة من الصرخات المتتالية والعالية .. 
قام الجميع مفزوعين 
مهرولين وقتها لم يدر أحد ماذا حدث هل إحت لت القرية 
... أم قتل أحد .. أم ماذا.. 
وقامت إحدى السيدات بالصراخ وتبعتها أخرى دون أن 
تعلم ماذا حدث .. 
حينما خرج الجار وشاهد ما حدث وقعت عيناه على " 
إبراهيم " وهو مستغرق فى الضحك قال له : هو أنت يا 
ابن الكلب يا وسخ ليلتك سودا النهاردة .. وجرى 
ناحيته ... 
فبصره الطفل فأطلق لقدمه العنان وجرى ناحية الحقول 
المجاورة للبيوت وتبعه الرجل وظل يعدو إلى أن خرج 
من القرية وابتعدكثيرا والرجل يجرى خلفه يسب 
ويلعن اليوم الذى ولد فيه هذا الطفل قائلا : والله ما أنا 
سايبك الليلة دى إلا لما أموتك .. 
خالص ونرتاح منك 
.. ولما نظر الطفل خلفه رأى الرجل يمسك بعصا غليظة 
متجها ناحيته تلفت الطفل يمينا ويسارا فلم يجد أحدا 
حوله والظلام يلف المكان فتوقف عن الجرى واستدار 
يواجه الرجل ثم بدأ يبكى بشدة ، 
وبخوف وهلع فليس هناك غيره والرجل الذى يلحق به 
وسط الحقول فى الظلام الدامس .. 
عندما اقترب الرجل منه ذهل من المنظر 
لأول مرة فى حياته يرى الرعب والهلع فى وجه ذلك 
الطفل الشيطانى والدموع الغزيرة المنهمرة منه 
...فى تلك الساعة أدرك أنه أمام طفل صغير لا يقوى 
على فعل شئ مهما فعل هذا الشيطان ... فهو طفل 
صغير ....

قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"البراءة المشوهة"

ونسى ما كان منه وتذكر وجه الطفل فقط فاحتواه 
وضمه إليه حتى يهدأ وقال له : 
خلاص يا إبراهيم ما تعيطشى مش هضربك بس ما 
تعملهاش تانى ... خلاص بقى . 
أخذ الرجل الطفل عائدا إلى البلدة وعندما وصل وجد 
الجميع خارج منازلهم ينتظرونه 
ووسط ذهول الحشد المتجمع ، لم ينطق أحد كأنهم 
تماثيل ربضت لا يشغلها ما يدور من حولها، 
رأوه محتضنا الطفل بكل ود وحنان كأنه والده 
وحينما اقترب من والد الطفل انفرجت شفتاه عن 
إبتسامة رقيقة وأعاد إبراهيم سالم ا دون أن يحدث 
شئ. 
*
تابع القصة :-"السائرون وهم نيام"
=======================================================================


ونرجو ان تكون قد اعجبتكم قصة اليوم ولاتنسي ان تقوم بالاعجاب بصفحتنا و تشاركها مع اصدقائك علي صفحتنا في الفيس بوك.

أقرأ ايضاً في قصص عربية | قصة الساحر والدرويش"عفريت الليل"
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة