-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية عصفورة تحدت صقراً بقلم فاطمة رزق - الفصل السادس عشر

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل السادس عشر بروايةعصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الخامس عشر"


روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل السادس عشر"

عصفوره تحدت صقراً

الفصل السادس عشر 

مساءًا لم يكن بيجاد قد ترك الشركة بعد، لقد قرر أن يبقى لنهاية اليوم ... هو لم يعلم لما أبقى عليه صهيب حتى الآن فهو لا يفكر مرتين قبل أن يبعد مش يشاء عن طريقه ..
لكنه لن يهتم فهو لن يبقى بعد اليوم هنا وسوف يغادر...
وخاصة أنه قد علم كل ما يخطط له، والأدهى أن عُقاب كان يعمل معه كل ذلك الوقت ...

كل شيء يدور حول نقطة الأصل ..

هو لم يضع في الحسبان يومًا أنه سيعلم بالأمر،..
أو بمعنى أصح، لم يرتب أي خطط للدفاع عن نفسه ..

لن ينكر هو أن صداقتهما بنيت على مصالحه الخاصة، ولطالما كان يعلم أن مصلحته بجانبه، فقد كان فقيرًا وقد توفي والداه مذ صغره حيث لم يكن قد أتم السابعة عشر بعد، ولم يكن يملك إلا وظيفتة تكسبه قوت يومه، لكن بعد أن قابل صهيب ذاك الصغير الثري المنزوي قرر أن حاله يجب أن لا يقل عنه، سيأكل مثله ويشرب مثله ويتنعم بحرير الثياب الباهظة مثله ...
كانت صداقتهما صعبة في البداية، خاصة أن صهيب كان عنيفًا برغم هدوئه الغريب، ولم يكن يحب أن يعطي الثقة لأحد، كان وحيدًا لكن لم يرد أنسة...
لكنه لم يستسلم وظل يحاول أن يبذل كل طاقته في ذلك، في صداقتهما !
وبعد أكثر من عام بدأت صداقتهما، ولم يستطع هو تحت أي ظرف أن يجعله لينًا، كان صهيب وعاش صهيب، ولم يغير أي شيء صهيب ...
لكن كصديق كانت له الأولوية، فحين بدأ بالعمل كان له دور كبير بجانبه وكانت سلتطه لا تقل عنه كثيرًا إذا ما غاب هو ..
وكل ذلك كان جيدًا إلى أن أدرك هو أنه لا شيء بالمقارنة به، وأنه يستطيع محوه عن الحياة وعن كل تلك الثروة التي يتنعب بها، وحينها سيعود ذاك الفقير من جديد..
وكانت خطته محكمة فقد قرر أنه حين تبدأ الشركة بالإفلاس بسبب تلاعبه بالعقود والمستندات والكثير من الميزانيات، ومحاولته جعل جميع العملاء يرفضون العمل لديه، وبالأخص أنه قد نوى تدمير ذاك العقد الذي تعب لإقناع عملائه بالموافقة بعد أن إضطر آسفًا لإنجاحه من أجل كسب بعض الوقت ...
وبعدها أراد أن يؤسس شركته الخاصة، لكن كل ذلك تحول إلى رماد في الوقت الحالي، فقد كُشفت أوراقه وأصبح النرد لدى خصمه ..
نظر بيجاد لكل ما حوله بفتور شديد، وظل يبحث بعينه مرة أخرى في كل مكان وفي الاركان عن آلة التصوير التي صورت حماقته ليلة أمس، ياله من غبي كيف نسي أن يطفئ الضوء حتى لو كان قد فعل فقط !
لو أطفأ الضوء حينها لما إستطاعت الآلة تصوير أي شيء !
لا يهم فهو يعلم أن صهيب لن يغامر بسمعة شركته، وخاصة أن رحيل هو من أسسها وهو يعلم أن رحيل هوس صهيب ...
-أكيد مش هلاقيها، وحتى لو لاقيتها كل حاجة هتبقى متسجلة على الاب بتاع صهيب
قالها هو بنبرة مغتاظة وهو يقف ممسكًا بحقيبته السوداء، ثم سار ناحية باب المكتب ....
تقدروا تشوفوا احداث الفصل الأول من هنا  حب لا يجوز شرعاً "الفصل الأول" 
في نفس التوقيت، وأمام مقر الشركة ترجلت جويرية وبراء من سيارتهما وخلفهم ما يقرب من أربعة سيارات شرطة ...

...................

كان صهيب يعمل على حاسوبه الخاص، وحين سمع صوت سيارات الشرطة بدى على وجهه ملامح العجب ...
حقًا أنفذت تهديدها !
نظر في ساعته.. العاشرة والربع ..
-بجد فكرتها مش هترجع !

أغلق حاسوبه، وإنتصب واقفًا، ثم سار عدة خطوات ليراهم من خلال النافذة في مكتبه ...
وحين رآها ورآى رجال الشرطة بجانبها، وأحد آخر لا يعلم من هو تأكد أنها بالفعل نفذت تهديدها ..
لكن
من ذاك الممسك بيدها !

إبتعد عن النافذة وقرر أن يذهب لإستقبالهم بنفسه ...

...................

كان بيجاد في منتصف الطريق حين سمع صوت صافرة سيارة الشرطة، لكنه ظن أنه يتوهم ...
فكيف ستأتي الشرطة بدن دليل ملموس !

لكن الصوت لم يتوقف وحين إقترب من الباب وجد بعض رجال الشرطة يلجون إلى الداخل ..
جحظت عيناه وتسمر في مكانه لوهلة، قبل أن يرى نفس الفتاة تدلف إليه من جديد ..
-فيه إيه !
قالها بيجاد بنبرة منفعلة وهو يرهم يقتربون منه..
فأجابته جويرية بنبرة هادئة :
-غريب مش حذرتك الصبح !
نظر لها أحد الضباط، وسألها بروية :
-هو ده نفسه ؟
أومأت رأسها وهي تجيب :
-أيوة هو
أمرهم الضابط بنبرة عالية :
-إقبضوا عليه فورًا

ذعر الأخير فأنى لهم أن يأخذوه هكذا، وخاصة أنهم قد بدأو في تكبيله بالأصفاد !
وحاول الدفاع عن نفسه بـ :
-إيه ده إنتم عارفين أنا مين، وفيه أصلًا مذكرة إعتقال !
إقترب منه ذاك الضابط، وأخرج ورقة من جيبه وهو يقول :
-لأ أكيد إحنا مش بنتبلى عليك دي المذكرة
-طب أقدر أعرف إيه جريمتي !
-التعدي على سكرتيرة الشركة ومعانا أدلة تثبت الكلام ده، يلا إتفضل معانا
ثم صمت الضابط قليلًا قبل أن ينظر لباقي الضباط غير الممسكين ببيجاد ويردف بـ :
-وإنتم شوفو صاحب الشركة دي فين وإمسكوه
-أنا هنا
قالها صهيب بهدوء شديد وهو يتقدم عدة خطوات أمامهم، وحتى وقف أمام جويرية ..
ثم نظر لها نظرات غامضة وإبتسم ببرود وهو ينظر لها ويقول :
-لأ بصراحة عجبتيني !
نظر له براء بغضب شديد، كالذي أشعل فتيل القنبلة وإنتظرها لتنفجر..
وبنبرة نارية وهو يشدد على كل حرف من أحرفه أردف بـ :
-إلزم حدودك، إنت سامع !
رفع صهيب حاجباه مستنكرًا، وأردف بإستخفاف بـ :
-وإنت إيه دخلك !
زفرت جويرية من برود المنطقة، ثم عقدت ساعداها أمام صدرها، ونظرت لبراء وهي تردف بـ :
-بص يا براء، هذا الكائن ملناش دعوة بيه
جحظ صهيب عيناه مصدومًا من ردها، بينما لم يستطع براء تمالك نفسه فضحك ضحكة خافتة وهو يشيح وجهه لعدم إستطاعته إخفاء ضحكته

وبالرغم من أن الجو كان مضطرب إلا أنها إستطاعت إضحاكه، والعجيب أنها لم تقصد أن تفعل فهي كانت تتحدث بجدية !
كاد صهيب أن يتحدث ليفرج عن غضبه ذاك الذي أشعلته هي، لكنه وجد الشرطي من خلفه يقول بجدية :
-دلوقت يا باشا إنت لازم تيجي معانا على القسم علشان ناخد أقوالك
إستدار صهيب ليواجهه بنظراته الصارمة، وبنبرة منفعلة قال :
-نعم !
-معلش لازم تيجي معانا حالًا
إستدار صهيب بنظره ليراها ..
يال تلك الإبتسامة الباردة المستفزة التي تعتلي ثغرها، هل سلطها أحدهم علي !
-إحم يا باشا !
نظر صهيب لشرطي بعد ان إشتفاق من شروده، وحدجه بنظرات قاتمة وهو يردف بـ :
-ماشي
ثم شدد على حروف كلمته المُقالة بنبرة حادة :
-جاي

وفي ذاك الوقت كان الشرطي قد أخرج بيجاد المكبل بالأصفاد، ووضعه في سيارة الشرطة، ولم يستطع بيجاد ان يقاوم، فالمقاومة ليست جيدة بالنسبة لوضعه الآن ...

وفي داخل الشركة ...
نظر براء إلى جويرية مستعجبًا، فقليل ما يثير إنتباهها وهو يرى في عينيها هاتين التحدي لذاك المدعو صهيب ...
لا يعلم لما وما المميز في تحديه، لكن ما يثق به هو أنه لن تخسر أبدًا .

-أنا هاجي وراكم بالعربية بتاعتي روحو انتم
قالها صهيب بنبرة هادئة وهو ينظر إلى الشرطي..
هز الشرطي رأسه نافيًا وهو يقول بجدية :
-ماينفعش نسيبك تـ ...آآ
قاطعته جويرية بثبات :
-خلاص يا معتصم سيبه وهو أكيد مش هيهرب !
وكأن دلوًا من المياه الباردة سقطت فوق رأسه، أيقتلها !
لما لا يقتلها وينهي الأمر !

رد عليها معتصم برسمية :
-بس آآ
وضع براء يده على كتف معتصم، وأردف بثقة :
-خلاص يا معتصم سيبه يجي بالعربية متخافش ..

-أنا مستنيكم برا
قالها صهيب وهو يزفر بحنق، متجها نحو الخارج

ومالبثوا أن خرجوا جميعًا وإتجه كلٌ منهم إلى سيارته...

 اقرأ ايضاً ...عيد الحب والقديس فالنتين

-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالتها هي بخفوت وهي تُسلم لتنهي الصلاة
وحين إنتهت إستندت على الجدار المجاور وظلت تسبح لفترة ...
لربما ينتهي الكابوس ولكن تبقى آثاره !
رُب لألم يُذيب القلب أن تختفي أسبابه !
حيثما وجد العُسر تأكد أن يُسر ربك قادم، فمنذ متى ينسَ الله أحبابه !
تلك الكلمات التي ظلت على مقربة من قلبها، تتذكر صاحبها حُسن التذكر ...
لقد كان والدها دومًا ما يردد تلك الكلمات أمامها، ومع تذكرها لها ظهرت إبتسامة خفيفة أعلى وجهها ..
إن الحياة غريبة جدًا، فهي تعطينا ما نريد حين لا نحتاج إليه، وحين تشعر بإحتياجنا إليه تسلبه منا !

نظرت للفراغ، حيث يوجد نفس فراغ قلبها ... وبكت لكن تلك المرة بكت تدعوا ...
-يارب، إنت عالم بيا وبحالي يارب، عالم إني عمري ما كنت وحشة مع حد أو ظلمت حد، عالم إني عمري ما إتمنيت الأذى لحد، وراضية يارب باللي إنت كاتبهولي، سامحني يارب أنا كنت دايمًا بعيدة عنك ومعرفتش قد إيه البعد ده إلا لما ... لما أنا .. 
لم تستطع أن تتابع، وتركت دموعها تكمل عنها ..

.....................

ظل يزفر كل ثانية منذ ولج إلى هنا، ولم تكن عيناه تبتعدان عنها للحظة حتى أن الواقف بجانبها كاد يقتله فقد ضايقته نظراته حد الجنون ...

أما هي فلم تأبه لنضراته، بل كانت تنظر بكره نحو بيجاد ...

وبعد لحظات إقترب معتصم من براء وهمس له بشيء ما في أذنه، فنظر إلى جويرية وأردف بهدوء :
-خمسة وراجعلك ماشي !
أومأت رأسها ولم تتكلم، فذهب براء مع معتصم تاركًا إياها في ردهة قسم الشرطة مع بعض الضباط وأيضًا بعض الجرمين !

حين وقف براء ومعتصم بعيدًا نظر له الأخير وقال :
-بص يا براء عشان تكون عارف القضية دي صعبة مش سهلة خالص يعني هتاخد وقت، وأنا وأبان هنعمل كل اللي نقدر عليه عشان ...آآ
قاطعه براء بتبرة ممتنة :
-عارف إنكم مش هتقصروا والله أنا مش عارف بجد أشكركم إزاي عسان دي مش أول مرة تقفوا معايا !
نظر له معتصم بضيق ولكزه في كتفه وهو يقول :
-بس يا بابا بس إحنا التلاتة صحاب من خمس سنين، وإنت وقفت معانا أكتر بكتير ما إحنا وقفنا معاك، ونفسنا من زمان نردلك جمايلك دي، جاي الوقت تشكرنا !
-الصحاب مفيش بينهم شكر يا جهلة !
قالها أحد ما فإستدار براء ليراه بينما ضحك معتصم وهو يقول :
-ومن أعمالكم سلط عليكم !
حين رآه براء إبتسم بود وقال :
-أبان !
بادله الأخير الإبتسامة، ومد يده ليصافحه، وحين مدالآخر يده سحبه أبان وإحتضنه بعنف ...
-ضهري يا مفتري !
أردف بها براء بضيق مصطنع حين ضمه أبان، فربت أبان بعنف أكبر على ظهره وهو يقول ضاحكًا :
-ضريبة سنة مشوفناش بعض بقى !

وقف نعتصم يرقبهم ضاحكًا، ودنى منهم قائلًا بخفوت :
-يحرقكم خلصونا بقى
لم يبتعد عنه أبان ونظر لمعتصم وهو يقول :
-إبعد ياض من هنا ..
إبتعد عنه براء مبتسمًا وأردف بهدوء :
-والله إنتم وحشتوني جدًا
وضع معتصم يده على كتفه، وقال بصوته الرخيم :
-وإنت كمان والله يا براء، كل دي غيبة !
زفر براء ليفرج عما في صدره، ونطكظر لهما ثم أردف ببشم بـ :
-ما أنا قولتلكم الشركة اللي كنت بشتغل عندها كانت شركة كبيرة جدًا وخلتني أمضي على ...
قاطعه أبان بضيق :
-ما أنا مش فاهم إزاي توقع من غير ما تبص على اللي في الورقة دا إنت محامي ياشيخ !
-يلا بقى يا عم اللي فات مات خلينا في المهم
قالها براء بضجر وهو يحرك يده في الهواء ..
هتف حينها أبان :
-بس متقلقش إن شاء الله هنكسب القضية دي، وبعدين عمرنا ما اشتركنا في حاجة إحنا التلاتة إلا لما كسبناها
هز براء رأسه نافيًا قبل أن يقول :
-أربعة وإنت الصادق، إزاي تنسى جوري !
نظر لهم معتصم بجدية وأردف :
-صح إزاي تنساها، دا جويرية دي بينا كلنا !
وعلى الجانب الآخر
كان الشرطي قد إصطحب بيجاد إلى داخل مكتب التحقيقات ليتم التحقيق معه ..
لكن المحقق لم يكن قد حضر بعد، وطلب بيجاد أن يتحدث مع محاميه الخاص ووافقوا على ذلك ...

وقفت جويرية، في إحدى الأركان هادئة جدًا ومستندة على الحائط خلفها، وللعجب لم تكن منتبهة لمن ينظر لها فقد شردت تفكر في والدها الذي لم تزره اليوم، لكن بعد الإنتهاء يجب عليها زيارته و ....

إستند صهيب على الجدار المواجه لها، تارة ينظر لها، وأخرى ينظر للطريق أمامه بضجر ..
إلى أن قرر أن ..

ولا يجب عليها أبدًا أن تهمله وتهمل زيارته حتى ولو ...
-أنا جاي هنا ليه !
قاطع شرودها صوته المزعج، فنظرت له بضيق ولم تجبه ..
جن هو أن كيف لها ألا تجيب عليه، وحاول السيطرة على غضبه
العجيب أنه لا يتذكر أنه سيطر على غضبه من قبل، بل كان دائمًا ما يفرغ شحنة غضبه بمن حوله ولا يأبه ..
لكنها تتحداه في ذلك، هل من المعقول أن والدتها أطعمتها ثلجًا في صغرها !
أو ربما وُلدت في القطب الشمالي !
منذ متى كنت أفكر كثيرًا هكذا !


رأت جويرية براء قادم برفقة أبان ومعتصم، فذهبت نحوهم ووقفت أمام براء وقالت بهدوء :
-هتبدأو !
أومأ براء رأسه بالإيجاب، بينما أجابها أبان بـ :
-ايوة هنحقق معاه الوقت، والدليل معايا
-تمام
أفسحت لهم المجال، وتركتهم يمروا، حتى ولج أبان، فهو الذي سيحقق معه
............

ولج أبان إلى المكتب، هو يسعر بكره رهيب نحو الجالس هناك، لأجل صديقه العزيز ..
ولأن تلك الجريمة لا ينفذها إلا مسخ، ليس ببشر هذا !


إقترب منه، ثم إستدار ليجلس على المقعد المقابل، وبكل هدوء قال :
-ها بقى إحكيلي كل اللي حصل !
أشاح بيجاد وجهه عنه، وبحنق قال :
-لما يجي المحامي بتاعي ..
نظر أبان له ومنه إلى الجالس على مقربة منه يسجل كل جديد في تلك القضية، ثم تنهد بخفوت وأردف بـ :
-أنا معنديش مشكلة المحامي جاي امت !
رد عليه بإقتضاب :
-هو في الطريق
الشيء الذي يجعله لا يشعر بالذعر حقًا عدم وجود دليل ضده، إلا ذاك الفيديو، ومن المستحيل أن يعطيهم صهيب إياه..
يعني هذا أنه استدعي في ذاك التحقيق فقط لأنها رفعت دعوة ضده، وببساطة يستطيع محاميه إخراجه من كل ذلك، ولا أحد يستطيع أن يثبت أي تهمة عليه !
بسيطة ..

طرق الباب، فقال أبان بنبرة طبيعية :
-إدخل
دلف أحد الضباط ذوي البذات البيض، وأردف :
-فيه راجل برة بيقول إنه المحامي يا باشا أدخله !
-دخله
أومأ الضابط رأسه وخرج على عجالة، وما لبث أن دلف المحامي وعلى وجه إبتسامة رسمية ..
بسط أبان يده وأشار إلى المقعد الذي بجانب بيجاد وتحدث :
-إتفضل ..
جلس المحامي بجانبه، ونظر لبيجاد ومنه إلى أبان ..
ففهم أبان أنه لم يحضر أي شيء من أجل تلك القضية لذلك إستطرد هو حديثه بـ :
-دلوقت الباشمهندس بيجاد متهم في قضية إعتاء على فتاة و ...
قاطعه المحامي بسرعة :
-وفيه دليل يثبت !
إغتاظ أبان من مقاطعته له، لكنه حاول السيطرة على غضبه وقال بحدة :
-أيوة فيه دليل يثبت، وفيه شهود كمان ..
شعر المحامي بالحرج، ونظر لبيجاد فهو لا يعلم ما الدليل ضده، وكذلك بيجاد كان مشدوهًا فهو لا يعلم ما ذاك الدليل !
-دلوقت يا بيجاد عندك أقوال قبل ما أجيب الشهود !
وقف بيجاد ولم يستطع تمالك غضبه، ثم ضرب على المكتب وهو يقول :
-كل ده كدب أنا معملتش حاجة !
نظر له أبان بحدة، وأردف بجمود :
-بس إنت إعترفت على نفسك قبل كده !
قوس بيجاد حاجباه، وبدى عليه الحيرة أثاء قوله :
-أنا !
ظهرت إبتسامة جانبية على شفة أبان، ثم وبنبرة متزنة أردف بـ :
-إتفضل اقعد وإنت هتسمع بنفسك
فتح هو إحدى الأدراج، وأخرج منها كارت ذاكرة صغير، ثم أوصلها بحاسوبه النقال الذي أمامه، وشغله ...
تقدروا تشوفوا الفصل الأول من عصفورة تحدت صقرا
صهيب :
-ها تحب ادهولها
بيجاد :
-أنا كنت شارب ومش في وعيي

صوت التصفيق
جويرية :
-وعلى كدة كنت شارب قبل ما تحاول تمد إيدك عليا في الشقة !، لأ لأ ثواني بلاش أظلمك، إشرب إنت ودمر حياة بنت لمجرد إنك مش في وعيك أو مختل عقليًا !
بيجاد :
-أنا لو كنت مكانك هسكت خالص !
جويرية :
-عيبة في حقي لو قارنت نفسك بيا، ايش جابك ليا !

أغلق أبان التسجيل وهو يرى الصدمة التي إعتلت وجوههم، وبنبرة ثابتة قال :
-ها هاتعترف ولا !
رمش عدة مرات ليستوعب الصدمة، قبل أن يردف بتعلثم بـ :
-دا .. دا كدب ! أ..آآ أنا مقولتش كدة !
نظر له ابان بنزق، وقال :
-ده على أساس إن إحنا منعرفش نفرق بين المزور والحقيقي !
-بس آآآ

أما المحامي فقد رفع يده من تلك القضية، فهو لا يرى أي مخرج ولم يدرسها حتى بل جاء على عجالة حين أستدعى ..

نظر له أبان، وهو يحرك يده بإستعجاب وقال بروية :
-تحب أكمل !
هز بيجاد رأسه نافيًا، ثم نظر للمحامي بجانبه بذعر لربما إستطاع أن يدافع عنه، لكن ما باليد حيلة فهو حتى يشعر أنه لا يفهم عما يتحدثون !
وهل إعتدى عليها حقًا ام أنها خدعة للإيقاع به !

............

وفي مكتب آخر ..

-يعني إنت مكنتش موجود ساعة الحادثة !
قالها معتصم بنبرة عالية
زفر صهيب من ذاك الإستجواب الذي إستمر لأكثر من ساعة، والعجيب أنه يعيد ما يسأله كل خمس دقائق مع تغيير صيغة السؤال ..
أجابه صهيب بنبرة حادة :
-قولتلك لأ، وبعدين إنت خلاص سألتني على اللي إنت عاوزه أمشي بقى !
نظر له معتصم غاضبًا، فتابع صهيب غير آبه :
-إنت متعرفش أنا مين ! ولحد الوقت أنا ساكت ..

وسأل نفسه لما لم يفعل أي شيء حتى الآن ولما قد يترك أبلهًا كهذا يخنقه بأسئلته، لكنه شعر أنه إذا إستنجد بأحدهم أن يكون قد خسر التخدي، فنعم هو لم يعتبر نفسه قد خسره بعد، وإن لم يرد لبيجاد أن يخرج من السجن لكن سيخرجه، فقط من أجلها ..
وليرى من منهم سيخسر التحدي في النهاية ..

لكن بعد أن سمع ذلك الفيديو، علم أن خصمه ليس بالهين، وليس بالغبي ولذا سيكون ذاك التحدي مسليًا ...

-قول يلا هتعمل إيه !
زفر حين أخرجه ذلك الممل من أفكاره، ونظر بنفاذ صبر ليرد قائلًا :
-همشي إمت !
نظر له معتصم بضيق، وأردف بثبات :
-أما تقولي الفيديو فين !
رد عليه الأخير بإقتضاب :
-وأنا قولتلك إن الفيديو دا مش حقيقي، وإن بيجاد قال كدة بس عشان يستفزها مش أكتر، ومفيش أي فيديوهات ولا أي حاجة وإن البنت دي بس بتدعي علينا، ها تحب أعيد الكلام تاني !
يأس معتصم منه، فيبدوا أنه لن يغير إفادته أبدًا، ولا يجب أن يتأخر الإستجواب عن هذا !
لذلك ...
-يعني دا آخر كلام عندك !
-أيوة
نظر معتصم للجالس بجانبه يدون كل شيء وسأله له بهدوء :
-كتبت كل اللي قاله يا ابني !
أومأ الرجل أي نعم ..
ولم يعد لمعتصم إلا أن :
-طيب تقدر تمشي الوقت ..


أما عند بيجاد ..

أنكر بيجاد وجود ذاك الدليل أصلًا فقرر أبان إدخال جويرية لتعترف بمَ سمعته..
وحينها كان إعترافها كالآتي :
-كل اللي في التسجيل ده حقيقة، وفيه فيديو يثبت كل الجريمة دي .. وأنا مش هتهاون أبدًا في حقها ..

ومنه فقد كان ذلك دليلًا آخرًا ضده، وعليه فقد فرض عليه الحبس على ذمة التحقيق..

.............

منتصف الليل ..

خرجا كلاهما من قسم الشرطة، شعرت جويرية بالحيرة، أتذهب وتزور والدها أم يكفيها غياب عن فيروز !
وليبسط براء الأمر عليها قال :
-انتي تروحي البيت الوقت أما عمي فا بابا قاعد معاه من الصبح وهيبات معاه النهاردة، هو لسا مكلمني
نظرت له بتردد وقالت :
-بس أنا آآ ...
قاطعها براء بهدوء :
-فيروز محتجالك الوقت يا جوري مينفعش تتأخري عليها أكتر، وأنا هوصلك وأروح البيت عشان ماما وحشتني
إبتسمت له وهي تومئ رأسها، وبود قالت :
-خلاص روح وسلملي عليها
-متخافيش بكره الصبح هتلاقيني في وشك أنا حتى اللي هاجي أصحيكي
لم تزل تلك الإبتسانة مرسومة على وجهها وأردفت بنبرة جادة :
-شكرًا يا براء بجد عشان و....
نظر لها براء بضيق، قبل أن يقاطعها بـ :
-من إمت بنشكر بعض !
ثم وضع يده خلف رأسها، وقرب رأسها إليه قبل أن يطبع قبلة حانية على رأسها ويقول :
-بلاش إستعباط لو إحنا شكرنا بعض خلينا إيه للغريب ...
.........

وبعيدًا وقف أحدهم يأكله الفضول ليعلم من ذاك الذي تتركه ليقبل رأسها في منتصف الشارع ..
-غريبة.....!!!

...............................!!!!!

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل السادس عشر"

يتبع ....

يارب تكون حلقة النهارده عجبتكم وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد فصل جديد من رواية عصفورة تحدت صقرا وعلشان تجيلكم الفصول بتسلسلها تقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة