-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصص حب |أحببتك أكثر مما ينبغى(الجزء التاسع)

يحكى الفصل التاسع من قصة أحببتك أكث مما ينبغى عن الفتاة السعودية البدوية التى سافرت للدراسة فى كندا وتقابلت مع أحد الشباب زميلها فى الدراسة وقد احببته حبا كثير وهى فتاة رومانسية بطبيعتها وهو ايضا احبها ولكنها تحتاجه دائما بجوارها وقد أتعبها هذا الحب كثيرا تعالوا بنا نتابع احداث الفصل التاسع من القصة 
قصص حب |أحببتك أكثر مما ينبغى(الجزء التاسع)

أحببتك أكثر مما ينبغى


لم يكن هناك من مجال لنتلقي في الرياض ، كدت أن أدفعك

إلى الجنون وقتذاك .. كنا قد اعتدنا أن نلتقي في كل يوم قبل رجوعنا إلى الوطن ، وبات لقاؤنا محظورا ما أن وطئنا على أرض

المطار !.. كنت كمدمن انقطع عما كان يدمنه فجأة وبلا فترة

انسحاب .. كنت ثائرا عصبي المزاج . تطالب برؤيتي ليلا ونهارا حتى بتنا لا نتحدث في موضوع عداه .. كنت تتبعني بسيارتك أينما

ذهبت ، تنتظرني فيها لساعات لتتبعني في طريق عودتي إلى المنزل ..
تنزل في كل مكان عام أقصده وتقترب مني وكأنك تخشى أن أهرب أو أن أفلت منك .. كان بيت عمي قريبا من بيت أهلك ، في الحي

نفسه .. اتفقت معي بعد إلحاح على أن نلتقي في بيته .. وافقت على ذلك خشية أن تفقد صوابك فتقدم على فعل أدرك جيدا بأنني

وحدي من سيدفع ثمنه ، ما زلت أذكر مرورك ذاك .. كنت قد تركت لك باب البيت مفتوحا ، وقفت أنتظرك في حديقة البيت بينما كان

الجميع يتناولون طعام العشاء في الداخل .. كنت أرتجف يا عزيز فلم أكن قد اعتدت على فعل ذلك الأمر من قبل .. اذكر أنك دفعت

الباب برفق ودخلت بقامتك الممشوقة بهدوء واثق وكأنك تدخل بيتك ! .. كنت مرتديا ثوبا شتويا أسود اللون واضعا حول عنقك

شالا صوفيا .. كانت ذقنك نامية كما أحبها فزادتك رجولة لا تضاهيها رجولة ، كنت أنظر إليك بجوع حينا محاولة إشباع بصري المتعطش لرؤيتك .. وأتلفت حولي حينا آخر خوفا من أن يراك أحد .. لم أشعرإلا بقبضتيك تطبقان على زندي بقوة ، نظرت إليك وحرارة أنفاسك تلفح ملامح وجهي .. أسندت جبينك على جبيني وانت مغمض العينين وأخذت تستنشق أنفاسي بقوة ويداك تعتصران ذراعي بشدة .. همست وأنا أرتجف بين يديك : عزيز .. يكفي .. أرجوك ! ..أخذت تزفر بأذني وأنت تهمس : أووووووش .. لا تخافي ..!..

أخذت اصوات من بداخل البيت تتعالى ، كانت أصواتهم تنبئ بأنهم قد انتهوا من تناول عشائهم وباحتمال خروج أحدهم
في أي لحظة ، وبرؤيتك .. قلت لك بصوت مرتجف : عزيز ..! أرجوك .. إن رآك أحد هنا سنقع في مصيبة !..

فتحت عينيك وعقدت حاجبيك بغضب مخيف ، ازدادت قبضتا يديك تطويقا لذراعي حتى شعرت بأنهما سيتهشمان بين أصابعك ..

شعرت بك ترفعني من على الأرض بقبضتيك القويتين : اسمعي ..!.. لن يمّسك بشر بسوء ما دمت أتنفس .. أفهمت ..!

كنت أبحلق في ملامحك بخوف واستغراب .. كنت تتحدث بحرارة ( مخيفة ! ) .. هززتني بقوة : أفهمت يا جمان ..؟

هززت برأسي : فهمت .. والله العظيم فهمت .. لكن أرجوك أن

تذهب الآن .. من أجلي .. قلت وأنت تتحسس كتفي بقوة : من أجلك ؟!.. أتعرفين بأنني

على استعداد لأن أموت من أجلك ؟.. أبعدتك عني لتخرج : ارجوك .. هيا ..

أحببتك أكثر مما ينبغى


قلت وفي عينك رجاء ينطق : حسنا حسنا ..! سأذهب الآن .. قبّلت جبيني وأنت تضغط بشفتيك عليه وكأنك تكويه .. كنت أدفعك فتتراجع خطوة وتتقدم نحوي بخطوة أخرى ..! كانت في عينيك أحاديث كثيرة .. وكثير من الشوق .. اتصلت بي ما أن استقليت سيارتك ، كنت لا أزال في الحديقة ، أحاول استرداد أنفاسي وطرد رائحة سجائرك

الملتصقة بملابسي .. أجبتك وأنا ألهث : أهلا .. قلت بصوت يرتجف انفعالا : جمانة .. أريدك !.. أريد أن أتزوجك ، أريدك أن تكوني زوجتي .. ان تنجبي مني أطفالا كثرا !..

قلت وأنا أضحك : من يستمع إلى حديثك الآن يظن بأننا ولأول مرة نلتقي ..

تنهدت بقوة : أنا خائف يا بنت ! .. أخشى أن يأخذك مني أحد .. سألتك باستغراب : عزيز .. نحن هنا منذ أيام وسنعود إلى حيث كنا معا .. من أين جئت بهذه الأفكار ..؟

قلت بضيق : لا أعرف ..!.. أشعر بالاختناق .. بودي لو أخذتك

الآن وعدنا .. تخنقني هذه المدينة يا جمان !.. قلت لك : اهدأ الآن وقل لي ، ألم يتغير بي شيء ..؟ بلى ..!.. ازددت جمالا ..

سألتك وأنا أعبث بخصلة من شعري : وماذا أيضا ..؟ أممم .. فقدت بعضا من وزنك .. ما بالك يا حلوتي ؟! .. ألا يطعمك الأشرار ..؟

لا .. أرأيت ..؟!.. لا يهتم بي أحد بغيابك ..؟ تنهدت : إلهي !.. ماذا أفعل بك الآن لأهدأ ؟!.. أشعر بوجع في قلبي يا جمان ..وماذا أيضا ..؟ ضحكت : وبأن قطتي الشقية " تتغلى " عليّ.. ضحكت من قلبي وحول رأسي شعرت بعصافير الحب تغرد ..

وفي قلبي تفتحت ألف وردة ووردة .. إلهي يا عزيز .. كم تتعبني ذكرى كهذه ، تقحمني في حالة حيرة لا ينقصني الخوض فيها .. متعبة أنا من كل هذه الأحداث !.. تتعبني

حلاوة بعضها أكثر مما تتعبني مرارة أغلب ما فيها .. سألتك مرة إن كنت تؤمن بوجود توأم روح لكل منا .. أذكر أنك اعتدلت في جلستك شبكت أصابع يديك أمام وجهك وقلت : أممم! نعم ..أؤمن بأن لكل منا توأم روح .. سألتك : حبيبي ! .. صارحني .. أسبق وأن التقيت بتوأم روحك ..؟ ابتسمت : نعم ! سبق لي وأن التقيتها .. أأعرفها ..؟

قرصت خدي بأصابعك وقلت بسخرية : كم أنت فضولية !.. قلت بعصبية : أستجبني أم لا ؟

قلت وأنت تعبث بقوالب السكر أمامك .. أممم !.. لكل منا  توأم روح واحد ، شخص موجود في مكان ما على هذه الأرض ..!.. قد تلتقيه وقد لا نتمكن من لقائه ..

قلت وأنا أرتب قوالب السكر معك : محظوظ هو من يلتقي بتوأم روحه .. قلت : بل الأكثر حظا من يحظى به ..!.. قد نلتقي بتوأم الرو لكن قد لا نتمكن من أن نحظى به أو أن نحافظ عليه .. الظروف والأقدار تسيرنا في هذه الأمور يا جمان ..

سألتك بخبث : لم تجبني عن سؤالي بعد !.. من هي توأم روحك التي التقيتها ..؟

ضحكت بقوة : أنت مزعجة !.. ألا تنسين أبدا ..؟ تعرف أنني لا أنسى ..قلت وأنت تضحك : أخبريني بالمناسبة .. ما الذي حدث في مثل هذا اليوم ..؟

عبدالعزيز !

حسنا .. أنت توأم روحي .. وممتن أنا لقدر جمعني بك حتى وإن افترقنا .. وما فائدة أن نلتقي إن كنا سنفترق ..؟

على الأقل حظينا بلقاء بعضنا بعضا !.. يبحث الكثير ولعقود

طويلة عن النصف الآخر ولا تسنح لهم الأقدار بلقائهم ، بلقاء توأم الروح ..

وقتها حزنت كثيرا يا عزيز ، شعرت بكثير من الحزن يتسرب إلى نفسي .. حزنت لأنك دائما ما كنت تشعرني بأني مروري في حياتك يكفي ، وبأن لقاءنا يكفي ! بطبعك رجل يؤمن بأن الحياة قافلة لا تقف .. تسير وتسير وتسير ، تمر من الآلاف مرور الكرام ولا تتوقف من أجل أحد .. لطالما خشيت أن أتعب فتفوتني القافلة ، وقد كان لا بد من أن افهم بأنه سيأتي يوم أنهك به ويتعبني المسير فيفوتني الركب ..

الغريب بأنك كنت تسخر مني كثيرا وتطلق عليّ لقب ( حدث في مثل هذا اليوم )!

كنت تخبر زملاءنا دوما بأن زميلتهم البدوية الجذور كالناقة التي لا تنسى!.. وقد كنت أغضب كثيرا من وصفك ذاك .. كنت أرفض وصفك لي بالمرأة الحقود لكنني أعرف اليوم بأنك لم تخطئ في وصفي ، وبأنك أصبت كبد الحقيقة تلك المرة ..

فها أنذا ..! أنقلب على جمر ذكرياتنا وكأنني أعيش الأحداث لأول مرة .. الوجع ذاته ، الحزن ذاته والكره ذاته .. أحاول أن أنسى بعض ما مررنا به ولا أتمكن .. أذكر تفاصيل تفاصيلنا يا عزيز .. ما زلت أذكر التفاصيل وكأنها شريط مصور .. آه لو تدري كم هي قاسية تلك الذاكرة المختزلة بكل هذه الأحداث .. كم أبغض معرفتي

أحببتك أكثر مما ينبغى


بك وبتفاصيلك ..تناديني بالــ ( عنز ) حينما أغضبك ، أصبح ( عنزا ) حينما نتشاجر و (psycho ) عندما أظنُ بك ! .. و ( طويلة العمر ) حينما أنشغل عنك !..

عندما تنهي المكالمة بـ ( توصين على شيء ! ) .. أعرف أنك تخفي أمرا .. وحينما تصرخ ( مع ألف سلامة ) أعرف بأنك تعني أن أغرب وأن لا أعاود الإتصال بك مجددا .. وبأنك لن تتحدث معي لأيام كثيرة قادمة !..

إلهي كم تؤلمني معرفتي لتفاصيلك يا عزيز ! . اشعر أحيانا برغبة في أن أهشم رأسي ، أن أنتزعك من دماغي ، ان أنتشلك من

بين الأفكار وأن ألقي بك بعيدا .. بعيدا عن جمجمة يؤلمها وجودك فيها .. ما أبشع أن تستعمر ذاكرتك ! ما أفظع أن تستوطن روحك ، ما أقسى أن تسلب الخيار يا عزيز ، أن تسلب خياراتك .. بت أشعر منذ أن استعمرتني بأنني فقدت التحكم بقراراتي ، باتت خياراتي مرهونة برغبتك .. تصرح لي أحيانا وتوحي إليّ أحيانا أخرى وأنا

كالعبدة أستجيب .. أنفذ قراراتك وكأنك ولي عليّ .. كيف أذكر كل هذا وأنسى ما كنت عليه ؟!.. أنسى بأنني امرأة حرة وبأنني نشأت

على أن أكون سيدة قراري ! قال لي والدي يوما : لا تنسي أبدا بأنك خلقت بتكوني 
( سيدة ) .. ولم أنس يا عزيز .. لكنك استعبدتني قسرا ، علمني والدي كيف تعيش السيدة .. ولم يعلمني كيف تقاوم الاستعباد .. ويا ليته فعل !.. دائما يا يقال بأن الطفل 
( الأوسط ) يظلم دوما ويهضم حقه لكنني لم أظلم في عائلتي أبدا .. ولدت كالحد الفاصل .. يكبرني رجلان وتصغرني جميلتان .. يظن بأن نصيب الطفل البكر من العناية كبير .. كما ينال الطفل الأخير النصيب الأكبر من الرعاية والدلال ، وعلى هذا الأساس كان من المفترض ألا أنال شيئا على الإطلاق .. لكنني وعلى النقيض نشأت مدللة من قبل والديّ .. تشفق عليّ أمي كثيرا ، تظن بأن حظي في الدنيا قليل .. فتحاول أن تعوضني عن بعض الحظ بكثير من الحب !.. تدافع عني أمي دوما أمام أخوتي الرجال الذين لا يسعني ألا ان أتباهى بهم على الرغم من بعدهم عني وبعدي عنهم .. قلت لي مرة حينما كنت أحدثك عنهما : غريبة أنت ! حينما تتحدثين عن أو عن زملائنا تطلقين علينا ( أولاد ) وحينما تتحدثين عن خالد وسعود .. تقولين أخوتي ( الرجال ) !..وماذا في ذلك ؟ لماذا نحن ( أولاد ) وهم ( رجال ) ؟

قلت لك بسخرية : ظروف !.. أخبريني .. ما الفرق بيننا ..؟

لا ادري ..!.. لكن أخوتي لا يطلق عليهم ( أولاد ) أبدا !.. أتعرف يا عزيز .. أفكر أحيانا في شقيقيّ ( المتناقضين ) ، أفكر

في إمكانية أن يصبح أحدهما صديقك !.. أعرف بأنك لا تحب خالد .. اشعر بهذا وأن كنت تتحفظ بمشاعرك تجاهه خشية أن أحزن .. تدرك جيدا كم أحب هذا الرجل ، تدرك بأن في أعماقي حبا خالصا لأخي خالد على الرغم من خلافاتنا التي لا تنتهي .. 

أعرف أن أسلوب خالد معي لا يرضيك .. ترى في تعامله قسوة لا يحق له بها ، لكنه أخي الأكبر يا عزيز ، تجري في عروقي دماؤه

النبيلة . أعرف أنك ترفض أن يقسو عليّ رجل غيرك ، تظن بأنك وحدك المخول بهذا الحق ويخيفك الشعور بأن خالد هو الوحيد

القادر غيرك على التحكم بقراراتي حياتي .. سبق وأن أخبرتني بأنك تخشى ألا يزوجنا خالد .. سألتك حينذاك : ولماذا لا يفعل ..؟

أجبتني بتردد : أممم . تعرفين أن في سلوكياتي بعضا مما يرفضه .. ضحت : إذا فأنت تعترف بأن في سلوكياتك ما يعيب ؟

قلت : لا يهم ! .. لامهم الآن أن لخالد تأثيرة القوي على والدك ..

وبأنه يملك القدرة على حرماني منك .. قلت ـ: تعال .. وبعدها نتصرف ..! أشحت بوجهك وقتذاك .. وعلى ملامحك آثار ضيق ..أشعر أحيانا بأنك كنت مترددا في طلبي خشية الرفض يا عزيز ، أشعر بانك عشت على أمل أن نتزوج لكن الأقدار

خذلتك.. أعشقتك امراة مثلي يا عزيز ؟!.. امرأة تختلق اعذار خذلانك لها ..

أعتدت على أن تخذلني ! بتُ أفهم الآن بأنك اعتدت على أن تخذلني ، تخذلني في كل مرة من دون أن تخشى العاقبة ، لا أظن

بأنك قد فكرت يوما في وضعك عند خسارتي لأنك لم تتوقع خسارتي أبدا .. أنت ذكي إلى درجة تفهم فيها بأن امرأة متشبعة

بحبك إلى هذه الدرجة لا قدرة لها على العيش بعيدا عن محيطك وحدودك لكنني مللت هذا الخذلان يا عزيز .. ما عدت أحتمل كل هذه الخيبة ..

قلت لي ليلة محذرا : جمانة .. لا تجرحيني كي لا تضطري لِلعق جراحي ..


شعرت ليلتها بالمهانة ولا شيء غيرها ، تعرف بأنني مضطرة للعق الجراح سواء أنني كنت الجارحة أو المجروحة ، اعتدت على ملوحة جراحنا .. اعتدت على طعمها .. أصبحت كالسمكة التي تتنفس

الأوكسجين الذائب في الماء المالح بعد ان اعتادت على العيش في ملوحته .. السمكة التي تموت حالما تتنفس هواءا نقيا خارج تلك الملوحة ..

أذكر بأنك أغضبتني مرة فصرخت في وجهك : عبدالعزيز ! .. أنت لم تشتريني من 
( أبو ريالين ) لتفعل بي كل هذا .. كنت تقرأ الجريدة وبين شفتيك سيجارة ، أذكر كيف قلبت الصفحة ببرود .. وسحبت نفسا طويلا وقلت : بلى ! ..

أذكر كيف وضعت راسي على الطاولة وأخذت أبكي كطفلة معاقبة ..لكنك لم تكترث !..

لا أعرف كيف تهنأ بتعذيبي يا عزيز .. لا أفهم كيف تتمكن من رؤيتي وأنا انتفض أمامك من شدة القهر كطير يحتضر ولا يرف لك جفن ، رفعت رأسي نحوك وسألتك : لماذا تفعل بي هذا ..؟ صرخت : لماذا تفعلين انت كل هذا !.. ومشيت ...!....

أتدري يا عزيز .. يؤلمني كثيرا أنني حاولت ولفترات عديدة أن أثير شفقتك عليّ ، دفعني الخوف من أن أخسرك لأن احاول أن أثير شفقتك ! .. أن أجعلك تشفق على حالي وأن ترحم حاجتي إليك فتلطف بي ، وقد كنت تفهم هذا فازددت طغيانا وقسوة ... وازدادت حالتي سوءا ، صدقني يا عزيز لقد تسببت لي بكل أسباب البكاء

ولقد جربت أنا بسببك كل أنواعه . ثق بي يا عزيز ، لا شيء يؤلم كدموع القهر ، دموع القهر أكثر ملوحة من سواها ! .. ثق بامرأة اعتادت على الملوحة كما لو أنها عاشت طوال حياتها كسمكة ..
كنت قد تهربت من حضور إحدى المحاضرات لأعرض عليك إحدى محاولاتي الشعرية .. كنت سعيدة بما كتبت .. قلت بعد أن قرأتها بتمعن : جمان ! .. حاولي أن تكتبي بهدوء .. دائما تشعرينني بعصبيتك في قصائدك ، تخيلت بأن القلم قد انكسر بيدك من فرط عصبيتك خلال كتابتك لهذه المحاولة .. لكنني كتبتها بمزاج جيد ! .. قد تكون بعض الرواسب .. المهم ان عصبيتك جلية في كلماتك ..

لم تخبرني يوم ذاك ، إن كانت قصيدتي جيدة برأيك ام أنها لا ترتقي لأن يطلق عليها
 ( قصيدة ) .. دائما ما كنت تتجنب إبداء رأيك في شعري ! .. حتى بت أؤمن بأنك لا تؤمن بما أكتب ، شعرت بخيبة ألم ، فحاولت أن أغير الموضوع ، سألتك : اتصلت بك ليلة أمس ولم تجبني ، أين كنت ..؟ قلت بسخرية وأنت تتثاءب : نمت عند صديقتي سامنثا !.. سألتك بتهكم : عزيز ! .. ألن تعرفني على حبيبتك سامنثا !؟؟..

تخبرن يعنها نمذ سنوات ولم تعرفني عليها بعد ! أخشى أن تحرضيها عليّ .. لا أريدها أن تفسد ، سامنثا تحبني ، تدللني .. تلبي طلباتي. تثق بي وقنوعة ..ماذا عني ..؟!

قلت وأنت تعد على أصابعك : أنت ؟!.. امم .. طويلة لسان !..

متطلبة ، عصبية .. غيورة وشكاكة .. سألتك : ولماذا تحبني ؟ الشكوى لله ، أحبك !

قلت لك مستفزة : عزيز ! ما رأيك في أن تعرفني على شقيق سامنثا لترتاح مني !

رفعت حاجبيك وصحت : أليخاندروا ؟!.. اسمه أليخاندروا ..!.. لا بأس !عرفني عليه !.. بنت ! .. عيب عليك .. اليس بـ " عيب عليك " أيضا !.لا .. أنا رجل ..

لا فرق بين رجل وامرأة في هذه الامور ..اتكأت على الطاولة واقتربت مني : بلى ! .. هناك فرق ، فرق شاسع يا حلوتي .. بإمكاني أن أحبك وأن أقيم عشرات العلاقات

مع غيرك لأنني رجل ، لكنك لا تستطيعين فعل ذلك لأنك فتاة .. قلت لك بتحد : أنت مسكين إن كنت تؤمن بأنه يحق للرجل  ما لا يحق للمرأة .. الخيانة خياة سواء أكان الخائن رجلا أو كانت امرأة .. بل انت المسكينة ان كنتِ تضنين بأنهما سوءا في مثل هذه الأمور .. على أي حال سأثبت لك نظريتي بمشيئة الله ... يا سلام ! .. سأتزوجك يا بيبي ، سأتزوجك وسأتزوج عليك ثلاث نساء ! كل امرأة منهم أجمل من الأخرى .. ومن سيسمح لك بأن تتزوج عليّ ..؟ الشرع والقانون وأنا .. أتظن بأن امرأة مثلي تستمر مع زوج يتزوج عليها ؟ 
في العادة لا تستمر امراة مثلك مع رجل يتزوج عليها لكن في حالتنا هذه ستستمرين معي .. يحدث هذا في أحلامك فقط يا حبيبي .. قلت وأنت تلمس طرف أنفي بسبابتك محاولا استفزازي : ستستمرين رغما عن أنفك الجميل هذا .. أبعدت يدك عن وجهي بقوة ، قلت وأنت تضحك : لما انت غاضبة ..؟!..
 ستكونين زوجتي الأولى .. الغالية ..! ارتفع صوت هيفاء خلفي فجأة فأفزعنا : لا يكون ماد إيده عليك هذا .. قلت أنت : بسم الله ! من أين جاءت هذه ..؟ قالت وهي تسحب مقعدا لتجلس معنا : هبطت من السماء ! أجبتها : لا أعتقد .. فمثلك يخرج من تحت الأرض يا هيفاء .. سألتها وانا أضحك : هفوش ! .. كيف كانت المحاضرة ..؟ ممتعة ..! .. هل جئت في وقت غير مناسب ..؟ قلت لها : أنت هيفاء ..! .. أسمعت في الأغاني عن العذول ؟ قالت باستفزاز : لا .. أجبتها : لا بد من أنك سمعت عنهم يا هيفاء .. حاولي أن تتذكري ! .. قالت بعناد : لا .. لم أسمع بهم ! .. ماذا عنهم ..؟ قلت وأنت تشرب قهوتك : أبدا .. سلامتك .. قلت لها مشتكية : هفوش ! .. عبدالعزيز سيتزوج عليّ.. قالت هيفاء : ما شاء الله !.. ستتزوج عليها قبل أن تتزوج منها ؟ قلت : وما دخلك هيفاء ؟ .. أأمها أنت ؟ وهل تظن بأنني سأزوجك يوما ابنتي ..؟ قلت : وهل تظنين بأنني سأتزوج يوما امرأة انت أمها ..؟ 
كنت أضحك عليكما كثيرا ، لا أدري كيف لم أشعر بالغيرة يوما من هيفاء عليك .. كانت هيفاء تجلس معنا دوما وتخرج برفقتنا كثيرا ولم أخش منها أبدا .. على الرغم من أني امرأة شبه مجنونة وأغار عليك من طيف امرأة ! كنا في بيت بايت وروبرت ، حينما تشاجرنا بسبب غيرتي ( غير المحتملة برأيك )! قلت لي يوم ذاك وأنت تصرخ : أنت مجنونة !.. تغارين من خيالك عليّ ! صحت فيك : هذا غير صحيح ، لو كنت كذلك لما اصطحبت هيفاء معنا إلى كل مكان .. لو كنت مجنونة إلى هذا الحد لما جعلتها تهاتفك وتجلس وتخرج معك .. قلت وعروق رقبتك تكاد أن تنفجر : وهل تعدين هيفاء امراة ..؟؟ 
صرخت من دون أن أشعر : معك حق .. هيفاء ( ارجل ) منك ألف مرة .. أذكر كيف أحمرت عيناك كمارد غاضب ، كيف تضخم كل ما فيك حتى شعرت بقامتي تتضاءل من شدة الخوف أمام ضخامتك ، قذفت ولاعتك على الأرض وصرخت بصوت مبحوح من شدة الصراخ : تزوجيها إذا ! هرعت إليّ باتي ما أن سمعت صوت ارتطام الباب عند خروجك : جمانة ما الذي حدث ؟
 قلت لها وأنا أبكي نم شدة الغضب : إنه لا يفهم ! .. هذا الرجل لا يفهم ! صحبتني من يدي وأجلستني : جمانة .. لا بأس ..! أنا متفهمة لغضب عزيز ... لكنه يغضب من كل وأي شيء يا باتي .. قالت لي وهي تبحلق في وجهي من خلف زجاج نظارتها السميكة : جمانة ! .. 
أنا أتفهم عاداتكم وأحترم محرمات دينكم .. لكن الجنس من أقوى ركائز الحب يا جمانة . قلت لها بعصبية : باتي أرجوك ! .. لا تخلطي الأمور ببعضها .. لا شأن لهذا بخلافنا .. قالت وهي تمسح على ظهري : جمانة ! .. أنا امرأة طاعنة بالسن ومررت بتجارب جعلتني أفهم رغبات الرجال .. جمانة .. لا تصدقي بأن رجلا عاشقا لا يرغب بامرأته التي يراها أمامه كل يوم .. حتى وإن كان دينكم يمنعكم من هذا .. لا تتخيلي ألا يكون عزيز بحاجة لأن يستمتع بك ! قلت لها : باتي ما الذي تسعين لقوله ..؟ قالت : أن تتفهمي غضبه !..
 أن تقدري تنازله عن أمور اساسية من أجل حبه لك .. دخلت حينها بعينين صارمتين .. نهرتك باتي ما أن أغلقت الباب : عزيز ! .. كدت أن تكسر الباب قبل قليل ! قلت وانت تشير بيدك إليّ : سأكسره في المرة القادمة على رأسها ! قامت وهي تتمتم مبتسمة : يا لكما من سخيفين ! جلست أمامي .. قلت وأنت تعبث بمفاتيح السيارة : لو كنت أعلم أنك ما زلت هنا لما عدت ! لم أكن بانتظارك ، بقيت لأتحدث مع باتي .. فيما كانت تتحدثان ..؟ في أمور .. ألا تعرف هذه الامور باسم ..؟ بلى ! .. أمور مخلة .. رفعت حاجبيك بدهشة : أمور " قليلة أدب " ..؟ شيء من هذا القبيل . السيئة باتي ..! كنت متأكدا من أنها قليلة أدب ..
 لا تجلسي معها أبدا .. أتفهمين ..؟ أنت من تركني وحدي معها .. نظرت إليّ طويلا وابتسمت برقة ، أشرت بيدك : تعالي ! قبلي راسي وقولي " أنا آسفة " يا حبيبي .. أشرت بأصبعي أمام وجهك رافضة .. قلت : تعالي قبل أن تتلبسني الجنية فأغضب وأكسر إصبعك الجميل هذا لأصنع منه ميدالية أعلقها على مرآة سيارتي ! .. طيّرت لك قبل في الهواء ..
 قلت لي بسخرية : هذي وين أصرفها ..؟ قمت وقبلت جبينك واعتذرت ، من يرى وجهك حينذاك لا يصدق بأنك الرجل نفسه الذي كاد أن يقتلع الباب من الجدار قبل دقائق ! .. قلت : اسمعي .. "  تعوذي " من إبليس وابعدي عنك الأفكار
السوداء .. أنت في حياتي مصيبة ، مصيبة واحدة تكفيني .. لست
بمجنون لأجلب لحياتي مصيبة أخرى ! قلت لك بعناد : لكنك تحب المصائب ..
قلت بنفاذ صبر : لقد كرهتني بكل ما هو مؤنث .. ارجوك
ارحميني ..!.. لا تخسريني بشكوكك يا جمان .. لا بأس يا عزيز .. سأحاول أن أكون أكثر هدوءا ..أشرت بسبابتك مهددا : هناك أمر آخر .. هذه آخر مرة أسمح
لك فيها أن تهيني رجولتي .. لم أكن أقصد .. كنت غاضبة ..
انتبهي يا جمانة .. لن أسمح لك بجرح رجولتي مرة أخرى حتى وإن كنت غاضبة.. أفهمت ؟
أجبتك بخوف : فهمت..صمت قليلا وابتسمت : بالمناسبة .. أكان في حديثك وباتي أمر يخص رجولتي ؟ كيف عرفت ..؟
ضحكت : باتي الفتانة ! .. اسمعي .. أعرف عن أي أمر تحدثتما ،
سبق وأن تحدثت معي في الموضوع ذاته .. دعك منها ، لا تجعلي حديثها يقلقك ..
إلهي يا عزيز ! .. كم كنت رقيقا حينذاك ، كان في رقتك صخب رجولة أغرى سكون أنوثتي .. شعرت حينها بأن قلبي يخفق بقوة
حتى تهيأ لي سماع نبضاته تدوي كقرع الطبول .. تشعرني أحيانا
وكأني يمامة بيضاء تحيطها بكفيك القويتين ، تقذفها عاليا لتحلق في السماء وقلبها يخفق من السعادة والحب والحرية .. لا أعرف كيف
تقذفني بكلمة أو كلمتين إلى أبعد سماء يا عزيز .. لكنني أعرف كيف توصلني لنشوة التحليق ! .. الهي يا عزيز .. ما ألذها من نشوة ! يحتفظ والدي المتحضر / البدوي بالكثير من طباع البدو التي أحب بعضها منها وأكره بعضها الآخر ! .. يعشق والدي الصقور ،
يربي الخيول ويصطاد الغزلان في رحلتي صيد يخرج إليهما في كل عام .. من سوء حظ والدي أن لا يشترك معه أيّ من شقيقيّ بهواياته تلك ، على العكس مني أنا التي أذوب حبا بالخيول منذ نعومة  أظافري .. كنت أراقب والدي وهو يقطع المضمار بخيله كفارس
عربي من عهد قديم .. يجتاز حاجزا ويحلق فوق حاجز وروحي تحلق معه بِوله وبرغبة كنت أدرك بأنها لن تتحقق يوما ! .. منعني نقص فيتامين دال  ( الوراثي ) من أن أصبح ( فارسة ) كوالدي .. عانيت منذ الطفولة من نقص خطير بفيتامين دال ، جعل نسبة احتمال أن ينكسر أي شيء في جسدي عالية .. خاصة أنني لا أتناول الدواء حتى يومنا هذا ، وذلك لعدم قدرتي على بلع حبوب وكبسولات
الدواء .. ولا أعرف كيف يتمكن الناس من ابتلاع جسم صلب كهذا من دون مضغ !..
كنت أرجو والدي في كل مرة ننزل فيها إلى المزرعة بأن يسمح لي بركوب الخيل ، لكن رغبتي تلك لم يقابلها سوى رفض أب حريص وأم خائفة .. كانت حيرة الأطباء كبيرة في صغري لأن نقص الفيتامين كان بمستويات لافتة .. وعلى الرغم من هذا لم
أتعرض إلى أي كسور أبدا ! .. أذكر بأن طبيبا قد قال لوالدتي بعد إجرائي لبعض التحاليل الدورية : ( سيدتي إما أن التحاليل خاطئة وإما أن ابنتك هادئة كملاك .. من النادر أن لا تكسر فتاة تقفز وتلعب بحالتها هذه ) .. والحق بأنني نشأت طفلة صامتة كنت أقضي
يومي بين الدمى بعيدا عن ضجيج ولدين يكبرانني بسنوات ، ولدين لا يروق لي صخب وعنف ألعابهما ولا يروق لهما برود وهدوء ألعابي .
ولدت في جيل من الأولاد ، كان هناك جيش من أبناء عمومتي وقد كنت الفتاة الأولى في فريق كرة القدم ذاك ! .. مجموعة كبيرة من الأولاد يكبرونني بعام ويصغرونني بآخر .. وقد كنت البنت الوحيدة قبل أن تولد شقيقتاي بالإضافة إلى فريق كرة آخر
" للإناث " جاء من بعدي وزاد من رصيد فتيات العائلة !
أذكر كيف كان يتشجار أبناء عمومتي من أجل اللعب معي ،
وكيف كنت أنظر إليهم باستعلاء الفتاة الوحيدة المدللة .. أتذكر
الرسائل والصور التي أحضرتها لك معي بعد زيارتي الأخيرة للرياض يا عزيز ؟ .. قرأت لك العشرات من رسائل الحب الطفولية المرسلة من قبل فتيان العائلة .. الحق يقال بأنهم كانوا " مضطرين "
على حبي ، حيث لم يكن هناك من فتاة غيري وقتذاك .. لكنني غفلت عن ذكر هذه النقطة لك ، أو فلنقل بأنني فضلت أن أتجاهل ذكرها لغرض أنثوي في نفسي !
قرأتها حينذاك وقلت : وجع ! لم نكن سوى مجرد أطفال . 
تابعونى فى الجزء العاشر لتكملة القصة على صفحتنا على الفيس بوك 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة