-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفـصل الحادى عـشـر )

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفـصل الحادى عـشـر من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصــل العاشــر )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفـصل الحادى عـشـر )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفـصل الحادى عـشـر )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفـصل الحادى عـشـر )

وقفت عزة فى حضن والدتها تبكى بمراره ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد اصابت بسوء ...أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب :
- مش كده يا عزة المفروض أنتى اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
بكت عزة بقوة أكبر وهى تقول :
- مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خايفه على عبير أوى
خرج الطبيب من حجرة الكشف وتبعته الممرضه تدفع الترولى أمامها التى رقدت عبير فوقه ما بين النوم واليقظه قال الطبيب فى عجلة من أمره
- مش كده يا جماعه وسعوا شويه لازم أعملها اشعه على رجلها حالا
تشبث والدها بالطبيب وقال بصوت متهدج وهم يسرعون خلفه:
- طب طمنا عليها طيب قولنا أى حاجه
طمأنهم الطبيب قائلاً:
- متقلقوش هى كان مغمى عليها من اثر الوقعه وانا فوقتها والالم كله فى رجلها هنعمل الاشعه ونشوف
ربت فارس على كتفه من الخلف مطمئنا وقال :
- متقلقش ان شاء الله خير ..ثم اشار الى الجميع قائلا:
- تعالوا طيب اقعدوا فى أستراحة المستشفى لحد ما تخلص الاشعه
قالت الام بعصبيه:
- استراحه ايه ومين ليه نفس يستريح ودونى عند أوضة الاشعه دى عاوزه أعرف بنتى مالها
أومأ فارس براسه متفهما وقال محاولا أحتواء الموقف:
- طيب مفيش مشكله تعالوا نستناها هناك
أسرعت الام السير وهى مازالت متشبثة بذراع عزة التى كانت تحث الخطى بجوار أمها ووالدها ...أنحنى عمرو على أذن فارس خلفهم وقال بأعتذار:
- متزعلش يا فارس أنت مقدر طبعا الحاله اللى هى فيها
نظر له فارس معاتبا وقال:
- ايه اللى بتقوله يا ده عمرو  ...طبعا مقدر وفاهم الله يكون فى عونهم
أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الاشعه وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال:
- متقلقوش يا جماعه الموضوع مش خطير الحمد لله
قال الاب بلهفه:
- يعنى مفيهاش حاجه يا دكتور طمنا الله يخليك
وقف الطبيب امامهم يحاول ان يخفف من وقع كلماته وقال:
- بصوا يا جماعه وقعه زى دى كانت ممكن تأذى العمود الفقرى لكن الحمد لله العمود الفقرى كويس محصلش كسور غير فى الرجل اليمين
ضرت أمها على صدرها وشهقت وهى تقول:
- بنتى رجلها أتكسرت
ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائله:
- الحمد لله يا ماما أنها جات على قد كده بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتاذى
تابع الطبيب قائلا:
- أحنا دلوقتى هنحط الجبس ومش أقل من 3أسابيع علشان نشيله وبعديه كمان هنبدأ فى العلاج الطبيعى برضه مش اقل من شهر
شعر الاب بوهن شديد ووخذ فى صدره ولكنه تماسك وقال بضعف:
- يعنى دلوقتى هى هتتجبس ونروح على البيت ولا ايه
الطبيب: لازم تبات هنا يومين على الاقل وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامه
خرجت الممرضه تدفع عبير أمامها وما أن رأتها والدتها ملقاه على الترولى وهى مستقيظه حتى أندفعت أليها وأوقفت الممرضه وهى تقول لها بلوعه:
- حمد لله على سلامتك يابنتى ياريتنى ما كنت قلتلك اطلعى هاتى الصندوق من بره
كانت عبير تشعر بالالم فى جميع انحاء جسدها من اثر السقطه التى سقطعها من أعلى السلم  حاولت أن تخرج صوتها متماسك ولكنها لم تنجح بشكل كامل فى ذلك وقالت :
- متقلقيش يا ماما انا كويسه قدر الله وماشاء فعل أدعيلى أنتى بس..لم تلاحظ عبير وجود عمرو وفارس لم تكن ترى الا امامها فقط فقالت لوالدها
- بابا فى حد شافنى
قالت عزة حانقه:
- انتى فى ايه ولا فى ايه يا عبير دلوقتى
أعادت عبير سؤالها مره اخرى على والدها فقال :
- متقلقيش يا بنتى وشك كان متغطى لحد ما جيتى المستشفى ودخلتى اوضه الكشف
قالت الممرضه وهى تدفع الترولى مرة اخرى :
- يا جماعه كفايه كده الدكتور مستنى لما تخلص ابقوا أتكلموا زى ما أنتوا عاوزين
سار الجميع خلفها مرة اخرى وسمعوا عبير تسأل الممرضه قائله:
- هو انا كان مغمى عليا ؟؟
قالت الممرضه وهى تسير بسرعه:
- ايوا
- مين اللى فوقنى ..؟؟
- الدكتور
- كشف وشى ؟؟
- طبعا أومال هيفوقك ازاى
شهقت عبير وهى تضع يدها على وجهها وبدأت فى البكاء وهى تسترجع قائله:
- إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله
تقدمت والدتها وقالت بلهفه:
- مالك يا بنتى حاسه بألم ولا حاجه
قالت عبير من بين دموعها:
- ياريت تيجى على ألم رجلى يا ماما الدكتور شاف وشى ولسه طبعا علشان يجبس رجلى لازم هيشوفها ويمسكها لا حول ولا قوة الا بالله اللهم أنك تعلم اننى لا ارتضى وذلك ولكنى مكروهه عليه
تركت الممرضه الترولى وفتحت باب غرفة الطبيب ثم عادت مره اخرى لتدفع الترولى داخلها ولكن عبير استوقفتها قائله :
- والدى هيدخل معايا
تقدم والدها وهو يقول:
- متقلقيش يا بنتى انا جاى معاكى
قالت الممرضه بأصرار:
- مينفعش حد يكون موجود وبعدين ما انا معاكى يا ستى
قالت عبير بحسم:
- لو والدى مدخلش معايا مش هدخل ومش هجبس رجلى
خرج الطبيب الذى كان يستمع إليهم وقال:
- طيب خلاص سبيه يدخل معاها مش مشكله
دخلت هى ووالدها وأغلق الباب جلست عزة بجوار والدتها وقد تحسنت حالتهما كثيرا
ووقف عمرو بجوار فارس الذى كان يستمع الى كل تلك الحوارات وشعر بالاعجاب الشديد حيال عبير وتصرفاتها ...سار قليلا الى آخر الممر حتى وصل للنافذة المطله على حديقة المشفى
وأتكأ إلى السور فراى بعض أهالى المصابين يخرجون من المشفى متوجهين للخارج ومن بينهم بعض الفتيات الاتى يرتدين الملابس الضيقة منها والمفتوحة نوعا ما فشعر بالدهشه وهو يغض بصره عنهن وقال:
- سبحان الله واحده رجلها مكسوره وبتتألم ألم محدش يعرفه غير اللى حصله كسر قبل كده ورغم كل ده حريصه على ان محدش يكون كشف وشها ولا شافها ومضايقه ان الدكتور هيشوف رجلها المسكوره وهيجبسها وبتعيط ..رغم انها فى حالة ضروره ومفيش قدامها حاجه تانيه...وبنات تانيه نازلين من بيتهم بارادتهم ايديهم ورجليهم مكشوفين سواء بالعريان او الضيق اللى مجسم جسمهم ..وعادى جدا مش حاسين بأى حاجه ولا بأى مشكله ثم ابتسم بسخريه وهو يتمتم:
- لا و الواحده منهم لما تيجى تكلمها تقولك منا محجبه أهو.. زى ما يكون حد قالها الحجاب أنك تغطى شعرك وتعرى جسمك ..صحيح والله هناك نساء وأشباه نساء .....فى هذه اللحظه تذكر خطيبته دنيا وعزم على أمر ما بداخله
*****************************************
أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائياً وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب ولكنه لم يذهب مباشرة الى مكتبه وانما مره بالحجرة الاخرى الخاصه فارس ونورا ودنيا ..أطل براسه وقال موجهاً حديثه لفارس:
- تعالالى يا فارس شويه عايزك
نهض فارس واقفاً وذهب خلف الدكتور حمدى وترك دنيا ونورا تنظران اليه وعلامات الاستفهام تطل من اعينهما بوضوح..دخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه:
- اقفل الباب وراك يا فارس
أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه بأهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمه من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجىْ به يقول:
- أنت هتمسك ادارة المكتب مكان الاستاذ باسم
أتعست عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع ابدا أن تسند إليه مثل هذه المهمه فى هذا التوقيت المبكر
وقال:
- ايوا يا دكتور بس ..
قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجديه :
- انت طلعت كارنيه ابتدائى ولا لسه ؟؟
أومأ فارس براسه وقال:
- ايوا طلعته
 فقال الدكتور حمدى:
- مبروك يا سيدى عقبال الاستئناف والنقض كمان..ثم اردف متابعاً:
- متقلقش من حاجه الموضوع اصلا مش محتاج حاجه يعنى مش مسؤليه زى ما انت فاهم وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما أنت شايف
أطرق فارس براسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع راسه وقال:
- بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
ابتسم الدكتور حمدى وهو يقول بثقه:
- بس انا بثق فيك أنت...
ثم نظر امامه وكانه شرد قليلا وهو يقول:
- وبعدين انا بحضرك لحاجه كبيره بس مش دلوقتى
حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الامر ولكنه قاطعه مرة اخرى قائلا:
- رسالة الماجيستير قدامها قد ايه وتخلص
فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الاوراق امام عينيه وقال:
- ان شاء الله كام شهر وأنتهى منها
هز راسه مبتسماً وهو يقول:
- طب يالا بقى على مكتبك الجديد..
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربه ما بين السعادة والخوف من المسؤليه الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعاً:
- يارب وفقنى أنا محتاجلك اوى يارب
دخل حجرته فنهضت دنيا على الفور تقول متسائله:
- خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه
ابتسم فارس وهو يأخذ نفساً عميقا ثم قال:
- الدكتور كلفنى بأدارة المكتب بدل الاستاذ باسم
شهقت دنيا فرحاً وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة:
- معقوله ..ألف مبروك يا حبيبى
نظرت إليه نورا بعينين لامعتين ما بين الفرحة والاسى فهو لم يعد يشاركهم نفس الحجرة مستقبلا فلن تراه الا عندما يطلبها فقط للعمل وقالت:
- مبروك يا استاذ فارس تستاهلها والله ..بس خلى بالك بقى الناس القدام اللى هنا مش هيعجبهم
قال فارس بجديه:
- انا قلت كده للدكتور لكن هو مصمم
قالت دنيا بحماس :
- ولا يهمك محدش يقدر يعملك حاجه
كان قد أنتهى من جمع بعض أوراقه فأنصرف قائلاً:
- طيب عن اذنكم يا أساتذه ..سلام عليكم ..وقبل أن يخرج توقف وكأنها قد تذكر شىء ذات اهميه وقال:
- لو سمحتى يا دنيا تعاليلى كمان ساعه كده عاوزك ضرورى
أبتسمت دنيا وهى تتابعه وهو يخرج من الحجرة ثم نظرت إلى نورا بغرور ..تجاهلت نورا نظرات دنيا وعادت لعملها وهى تشعر بالقهر تجاهها لم تستطع نورا حبس مشاعرها اكثر من ذلك وهى تشعر بنظرات دنيا الثاقبه ...وبرد فعل عكسى نهضت واقفه ونظرت إليها نظرات مشابهه وتوجهت لحجرة مكتب فارس الخاصه ..طرقت الباب ودخلت عندما سمعته يعطى الاذن بالدخول..وقفت فى حيرة من أمرها لا تدرى ماذا تقول ..فقال فارس بهدوء لا يخلو من الدهشه:
- فى حاجه يا استاذه نورا
وبحركة تلقائيه كادت ان تغلق الباب ولكنه أستوقفها قائلا:
- لو سمحتى سيبى الباب مفتوح
دلفت للداخل وجلست قبالته وقالت بتوتر:
- استاذ فارس ..أنا عارفه أنك مشغول أوى بس أنا...أنا بجد مخنوقه أوى ومحتاجة أتكلم معاك
ترك فارس مافى يده من ملفات وقال ببطء متسائلا:
- خير فى حاجه مضايقاكى ..فى الشغل...قال كلمته الاخيره تلك وهو يضغط حروفها جيدا وهو يعلم ماذا يقول وماذا يقصد
فرفعت نظرها إليه متعجبه وقالت باستنكار:
- غريبه اوى أنت كنت بتسمع لمشاكلى كلها وبتحاول تلاقيلى حل مهما كانت نوع المشاكل دى
أستند فارس إلى سطح المكتب وهو ينظر لكفيه ويقول :
- عارف يا استاذه نورا..بس أنا عرفت أن ده كان غلط ..مش غلط انى أحللك مشاكلك ..لاء..لكن الغلط فى حد ذاته أنى أخلى زميله ليا تشوفنى على أنى سوبر مان اللى مفيش مشكله بتقف قدامه ...وأنتى أغلب مشاكلك متعلقه بخطيبك وبعلاقتكم مع بعض وخصوصا المشاكل العاطفيه ومع الاسف انا مكنتش منتبه لما كنت بقعد اقولك ان خطيبك غلطان فى كده وكان لازم يعمل كده ومكنش المفروض يتصرف بالشكل ده فى الحكايه دى وكلام زى ده كتير كان بيتقال..وده طبعا كان ممكن يبقى باب فتنة ليكى كبيرة أوى..
بيتهيألى لو حكيتى لبنت زيك هيكون افضل وهنسد باب الفتن دى من أولها لاخرها
قطبت جبينها وقالت فى حرج :
- بس يا استاذ فارس حضرتك عمرك ما قلتلى كلمه وحشه علشان تقول كلمة فتنة دى
ابتسم فارس وهو مازال غاضا بصره عنها:
- ايوا مكنتش بقول ..بس الشيطان مش هيسيبك فى حالك هيفتحلك الف باب وباب ويهيألِك انى محصلتش.. والحقيقه انى بشر زى اى بشر بغلط وباتوب بتكلم حلو ووحش زى كل الناس لكن لما بنشوف المشكله من بره بيبقى حكمنا وطريقة كلامنا غير اللى عاشها فعلا
وقفت وهى تقول بحنق وقد شعرت بكلماته تغوص بداخلها لتخرج ما به من انفعالات وقالت بضيق شديد:
- متشكره اوى يا استاذ فارس على تنبيهك ده ..عن اذنك
خرجت من حجرته حانقةَ عليه وعلى نفسها دخلت لتتوضأ وعادت لحجرتها فى المكتب لتصلى فى أحد اركانه وتلكأت فى جلستها حتى نهضت دنيا ودلفت إلى مكتب فارس
وبنفس الطريقه اشار لها أن تبقى الباب مفتوحا
جلست امامه فى سعادة بالغه وهى تقول:
- مبروك مره تانيه يا حبيبى تستاهلها بجد
أخذ نفساً عميقا وهو يغمض عينيه وزفر فى بطء وهدوء ثم قال:
- دنيا أولا مينفعش تقعدى تقوليلى يا حبيبى والكلام ده ..متنسيش أننا لسه مخطوبين
مطت شفتاها بتبرم وهى تقول:
- وثانيا ؟؟؟؟؟؟؟
قال بسرعه:
- وثانيا بقى ياريت يعنى علشان خاطرى تغيرى طريقة لبسك دى ومتنسيش أنى كلمتك كتير فى الحكايه دى
- يوه بقى يا فارس أنت كل شويه هتطلعلى حاجه شكل مش عاجباك فيا
- يعنى أنتى شايفه ان لبسك ده صح
قالت بعناد وضيق:
- ايوا صح وبعدين دى الموضه
- حتى لو كانت الموضه دى مترضيش ربنا
- يعنى عاوز ايه دلوقتى يا فارس
- عاوز لبسك تنطبق عليه صفات الحجاب الشرعى لا يصف ولا يشف ومش ملفت للنظر
صاحت فى غضب وهى تهب واقفه:
- ما تقولى البسى خيمه أحسن
- أنتى زعلانه انى باغير عليكى وعاوزك تبقى ماشيه فى الشارع مستوره وربنا راضى عنك
تبرمت فى حنق وجلست مره اخرى ولم ترد أو بمعنى اصح تقلب الامر فى راسها فهى معتاده على ذلك لا ترفض ولا توافق قبل أن تفكر ايهما يأتى بأقل الخسائر..صمتت قليلا ثم قالت:
- طيب سيبنى بس لما اقبض علشان اعرف اشترى لبس جديد علشان انا معنديش لبس غير اللى مش عاجبك ده
أبتسم لموافقتها وقال:
- بسيطه كلها كام يوم ونقبض ...شعرت أنه يحاصرها وقالت فى نفسها بضيق :
- كام يوم..
قاطع حديثه الخاص وقال بابتسامه اكبر:
- وعلى ما الكام يوم دول يخلصوا مش هينفع طبعا أسيبك تمشى كده فى الشارع ..
ثم أخرج بعض المال وقدمه لها قائلا:
- معلش ده مبلغ بسيط بس هيكفى ان شاء الله تجيبى طقم بسيط كده على ما نقبض
نظرت للمال ثم نظرت إليه بضيق وهى تقول:
- حتى الكام يوم مش عاوز تسيبنى براحتى فيهم وبعدين شكرا يا سيدى هاخد فلوس من بابا
- أومال ليه بتقوليلى استنى لما اقبض
زفرت فى غضب هاتفةً:
- يووووووه بقى يا فارس ....حاضر حاضر حـــاااااااضر

******************************
جلست نورا على مقعدها خلف مكتبها وهى تدفن راسها بين كفيها وتستعيد كلمات فارس الذى ألقاها عليها منذ قليل كمن يلقى دلواً باردا فى ليل الشتاء القارص على قلبها بلا رحمه أو شفقة
ولم تعد تدرى اهو يقصد صالحها كما قال أم يتهرب منها ومن مشاكلها التى غطت اذنيه منذ عملهما معاً...كانت تريد أن تختلى بنفسها قليلا بعيد عن أعين الناس ..نهضت وأخذت حقيبتها وبدون أن تستأذن للأنصراف خطت بسرعه خارج المكتب مسرعة لا تعبأ بالسؤال عنها حين ملاحظة غيابها ..بل لم تعبا بالدنيا كلها كانت مرتبكة قلقه تتردد كلماته على قلبها قبل عقلها فتحث السير أكثر كأنها شبحا يطاردها
****************************************
تقوقعت نورا فى فراشها وهى تحتضن قدميها إلى صدرها وهى تفكر فيما قاله لها اليوم وتفكر فيه بعمق وتحادث نفسها قائله
- مش عارفه معاه حق ولا لاء ..بس ..بس أنا فعلا فى الاول كنت بتكلم معاه على أنه زميلى وبس لكن مع كل مشكله كان بيحلهالى كنت بحس أنه هو ده اللى بدور عليه ..وكنت بندم على أنى مقابلتوش قبل خطيبى قبل ما نكتب الكتاب ..
أستلقت على أحدى جنبيها وهى تقول:
- مقدرش أغلطه ..لانه للاسف معاه حق ..انا فعلا من كتر من اتعودت عليه وعلى طريقة كلامه اللى كانت بتفتحلى السكك المقفوله لقيت نفسى بحبه من غير ما اقصد وبقارن بينه وبين خطيبى من غير ما اقصد وقلبى بيبعد عنه برضه من غير ما اقصد وبيقرب من فارس غصب عنى ...ألقت راسها على الوسادة وهى تفكر فى حل لما وقعت فيه بدون ارادة منها وقالت بضيق :
- ياريتنى كنت حكيت لبنت زيى على الاقل كنت هفضفض معاها من غير ما يحصل اللى حصل ده جوايا....تململت فى الفراش كتململ العصفور المبلل بماء المطر حتى استسلمت للنوم وقد قررت أن تقف مع نفسها بحسم وتصرف عن قلبها صورة فارس الهُلاميه التى صنعتها له بيديها ... صورة الرجل المتكلم الذى لا يخطىء أبدا ...وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه.....
************************************
طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات ..وقفت أمامها وهو يقول:
- خير يا بشمهندسه حضرتك بعتيلى
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول :
- تشرب أيه الاول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج:
- أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء:
- أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤنه الخاصه بها الشكل السافر وقال على الفور:
- لا معاد غرامى ايه أنا مش بتاع الكلام ده ..ثم اردف سريعاً:
- خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت:
- أومال رايح فين
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال :
- ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره:
- ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق :
- أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت راسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول:
- ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ..ايه قصة حب ولا ايه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول :
- حاجه زى كده ...طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
نظرت إليه بحده وهى تقول بجديه:
- ساعات العمل الرسميه لسه مخلصتش يا بشمهندس ..ثم ابتسمت ابتسامه صفراء وهى تقول:
- لسه نص ساعه
أستند الى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق:
- هو أنت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الغضب بداخله وقال دون ان ينظر اليها:
- انا مكنتش همشى قبل مواعيدى يا بشمهندسه ..أنا قلت لحضرتك فى الاول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما أمشى
هبت واقفة وقالت بتعالى:
- طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس أنا عندى أجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضه فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معاه من الاساس فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى أرتياح وهو يغادر إلى مكتبه
كسرت القلم بين يديها فى غضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق
**************************************
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى الخاص به تحت نظر زميله  نادر الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له  فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخريه:
- أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى أنفعال:
- بتكلمنى انا
قال نادر متهكما:
- هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى غضب شديد:
- أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وده يقول بسخريه وهو ينظر لاحمد:
- شفت يا عم أحمد طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو بغضب مرة أخرى قائلا:
- بقولك اتكلم معايا كويس أحسنلك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما:
- ميصحش كده يا جماعه ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق:
- وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره الى عمله مرة اخرى دون ان يتفوه بكلمة أخرى وكأنه كان يختبر أعصاب عمرو هل هو سريع الغضب أم لا
ربت احمد على كتف عمرو قائلا بهدوء:
- معلش يا بشمهندس خاليها عليك المره دى
قال عمرو وهو يرمق نادر بعينيه ياريت الناس كلها فى أخلاقك يا بشمهندس أحمد ..دقائق من الهدوء سادت فى المكتب وكل منهم يتابع عمله حتى ينتهوا منه قبل مواعيد الانصراف
***************************************
قطع عمرو بوابة المشفى مسرعا الى الممر ثم الى المصعد ومنه الى غرفه عبير وعندما وصل وجد والدها فى الخارج ينتظر خروجهم من الغرفه وفارس يقف خلفه يحمل حقيبة ملابس صغيره لعبير كانت بصحبتها فى المشفى
فقال بأنفاس متقطعه وهو يلهث:
- انا اسف والله أتأخرت غصب عنى ربنا ينتقم من اللى كان السبب
قال والد عبير بحنو:
- براحه يابنى خد نفسك وبعدين أحنا لسه ممشيناش أهو
جلس عمرو الى المقعد القريب منهم وهو يقول:
- هو الدكتور جوه ولا ايه
ابتسم والد عبير وهو يقول:
- هو لو الدكتور جوه كنت أنا هبقى هنا ليه يا بشمهندس
قال فارس بمزاح:
- طول عمرك ناصح على فكره
تابع والد عبير وهو يضحك على كلمات فارس قائلا:
- عزة ووالدتها معاها بيجهزوها علشان نمشى
أقتربت الممرضه وهى تدفع الكرسى المتحرك امامها ودخلت غرفة عبير وبعد دقائق قليله
خرجت تدفع الكرسى فهب عمرو واقفا وهو يقول مشفقاً:
- حمدلله على سلامتك يا انسه عبير
وكذلك قال فارس :
- حمد لله على السلامه
قالت عبير وهى تخفض نظرها عنهما:
- الله يسلمكم جزاكم الله خيرا
************************************
عادت عبير إلى منزلها بصحبة عزة وعمرو ووالدها ووالدتها بينما استأذن فارس للعوده الى عمله مرة أخرى ....دخلت غرفتها بصحبة والدتها وأختها عزة ..استراحت على فراشها وسمعت عزة تقول:
- أجيبلك تاكلى يا عبير ولا هتنامى
- لا يا حبيبتى انا هنام شويه اصلى مكنتش عارفه انام فى المستشفى خالص
- منا عارفه مبتعرفيش تنامى بره البيت يا حبيبتى
تدخلت والدتها قائله:
- سيبى اختك تنام وأطلعى اقعدى مع خطيبك شويه ميصحش كده
نظرة عزة إلى عبير تستنجد بها فقالت عبير بسرعه:
- يا ماما مينفعش تقعد معاه لوحدها ده لسه خطيب مش زوج
نهضت والدتها وجذبت عزة من يدها وهى تدفعها تجاه الباب وتقول:
- أبوكى قاعد معاه بره مش هتقعدى معاه لوحدك يالا ياختى وخدى معاكى كوباية عصير فى ايدك الراجل واقف معانا من بدرى
خرجت عزة وهى تنظر تحت قدميها ان صحت العباره.. نظر عمرو اليها بطرف عينيه وشعر بخفقان قلبه كما يحدث له دائما عند رؤياها ...وضعت الكوب على الطاوله امامه وهى تقول بخجل:
- أتفضل ...تابعها بعينيه  حتى جلست على مقعد آخر يبعد عنه بعض الشىء فقال والدها:
- اختك عامله ايه دلوقتى
- الحمد لله يا بابا ..سبتها تنام وترتاح
قال الوالد وهو يهز راسه راسه بأسى :
- والله منا عارف هتقعد فى الجبس 3 اسابيع ازاى وبعديهم كمان علاج طبيعى وشغلانه
تدخل عمرو قائلا:
- متقلقش يا عمى ان شاء الله خير وبعدين متقلقش من حكاية العلاج الطبيعى دى ..فارس يعرف دكتور كويس اوى وقريب من هنا جدا
خفق قلبها عند سماعها أسمه واشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يرى أحد علامات تاثرها بادية على وجهها ..ساد الصمت للحظات قطعه والدها قائلا :
- منور يا بشمهندس
تنحنح عمرو بحرج وقال وهو ينهض واقفا :
- ده نورك يا عمى ..طيب أستأذن انا بقى
وقفت عزة ووالدها الذى قال بتصميم:
- لا والله ما ينفع ده أنت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجه
ابتسم عمرو بمودة وهو يقول:
- معلش يا عمى مره تانيه ان شاء الله
نظر إليها والدها وقال آمراً:
- وصلى خطيبك يا عزة
أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنه وجدت علامات الجديه على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو :
- اتفضل يا بشمهندس
توجه والدها للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر الى الارض كانت تتصور ان يلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل...وقف ينظر اليها وكل خلجه من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه الا مرآة يمر الحب خلالهما وينساب بدون أن يشعر ليسكن فى عينيها عندما رفعت عينيها اليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت :
- فى حاجه يا بشمهندس
قال بنفس خفوتها وابتسامته تملىء وجهه :
- على فكره أنا اسمى عمرو ..هه
قالت دون ان تنظر اليه :
- فى حاجه يا عمرو
خفق قلبه لنطقها اسمه وابتسم فى سعاده و ...قاطعت نظراته وافكاره ورفعت راسها فجأه وقالت بجديه:
- على فكره مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
تراجع للخلف بدهشه وأغلقت هى الباب وسمعته يقول من خلفه
-  يخرب عقلك قطعتى لحظه رومانسيه بنت لذينه
وخبط كفا بكف وينزل درجات السلم وهو يهتف:
- ايه شغل الجنان ده
أبتسمت رغما عنها وأتجت للداخل ..لا تعلم لماذا تزداد أعجابا به يوما عن يوم رغم أنهما لم يتقابلا الا مرات معدوده ولكنه فى كل مره يثبت انه أهلا لها ولتحمل المسؤليه عن جداره تستحق الاحترام رغم صغر سنه بالمقارنه ببعض الرجال الذين تعدوا الثلاثون ولكنهم لا يشغلهم من الحياة الا أنفسهم  ورغباتهم فقط ..فالايام لا تغير البشر ولكنها فقط تنزع القناع عنهم
*********************

إلي هنا ينتهي الفـصل الحادى عـشـر من  رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع 

الفصل الثانى عشر

 من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن 




اقرأ أيضا رواية آدم ولانا

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة