-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثانى عشر )

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الثانى عشر من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفـصل الحادى عـشـر )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثانى عشر )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثانى عشر)

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الثانى عشر )

كان فارس يجلس بمكتبه حين سمع جلبة بالخارج حرك جسده قليلا وهو يحاول النظر من الباب المفتوح امامه فرأى رجلا يصيح بعصبيه قائلا:
- ده مش اسلوب معامله اومال مكتب كبير واسم كبير وخلاص وكل ده على الفاضى ومش عارفين تخلصولى حتة قضيه يخلصها محامى صغير
هب فارس ناهضا وأثناء خروجه وجد الدكتور حمدى يدخل حجرة مكتبه ويغلق الباب فى وجه الرجل بحده مما جعل الرجل يشتعل غضبا أكثر ودنيا ونورا يتابعان ما يحدث عن كثب وبعض المحامين يحاولون التحدث للرجل للرحيل بسلام ودون اثارة المشاكل ولكن كان منفعلاً بشدة فلم يستجب لأحد .. حاول فارس تهدأته وعرض عليه الجلوس فى مكتبه ليتفاهم معه ومحاولة اصلاح  الامر بصفته مدير المكتب ..أستجاب الرجل ودخل حجرة فارس
جلس فارس أمامه على المقعد المقابل له ولم يجلس خلف مكتبه ليستطيع التعامل معه ومع أنفعاله وهو يقول :
- أهدى بس حضرتك وقولى ايه الحكايه بالظبط
هدأ الرجل قليلا ثم قال متهكماً:
- ابدا يا سيدى حتة قضيه شرعى صغيره قد كده يخلصها اى محامى صغير ..جيت للدكتور بتاعكوا وقلت اسم وسمعه وهيخلصها قوام قوام لقيته بيرمى الملف ويقولى شفلك محامى غيرى وطردنى من مكتبه
قام فارس بتهدأته مره أخرى ثم قال:
- ورينى كده الملف ده
أعطاه الرجل الملف ..استند فارس لظهر مقعده وهو يقلب فيه سريعاً ثم قال بأستغراب:
- والدكتور رفض القضيه ليه دى قضية طلاق عاديه جدا
قال الرجل متهكما:
- ايوا يا سيدى اديك قلت قضية طلاق عاديه جدا ..
مال فارس للأمام وهو يتفحص الرجل وقال بجديه وهو يتكأ بمرفقيه على رجليه والملف بين يديه:
- ممكن حضرتك بس تحكبلى الموضوع من الاول كده علشان افهم واقدر افيدك
- ولا حاجه ...طلقت مراتى وراحت بيت ابوها بالعيال ..رفعت عليا قضية نفقه ليها وللعيال ومؤخر بقى وقايمه والذى منه
حثه فارس على المتابعه قائلا:
- وبعدين
- ولا قابلين ..واحد صاحبى ليه تجربه فى الموضوع ده قبل كده ...شار عليا أنى لو قلت عليها انها ماشيها بطال وجبت شهود وأدله على كده كل حقوقها هتسقط ومش هيبقى ليها حاجه عندى غير نفقة العيال بس
قطب فارس جبينه بشدة وقال مستفهماً:
- وأنت فعلا عندك شهود على كده
ضحك الرجل بسخريه ثم قال:
- أهم مرمين على القهوه قدام المحكمه مش لاقين شغلانه ..كل واحد عشرين جنيه و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالدماء تغلى فى راسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول:
- شهود زور يعنى ؟؟!!!
- زور ولا مش زور المهم الوليه دى متخدش منى حاجه الا بمزاجى
صمت فارس قليلا ثم قال بعد تفكير:
- وتقبل أن مراتك أم عيالك سمعتها وشرفها يبقى في بؤ كل واحد شويه وانت عارف ومتأكد أنها ست شريفه وكل ده علشان ايه ..علشان خاطر أنت مش عاوز تديها حقوقها اللى ربنا أمرك بيها وأستحلتها كزوجه بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به:
- بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ ..هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف ...
ثم اردف بسرعه ..
- ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ...ها قلت ايه
أبتسم فارس وهو يقول:
- قلت أن حضرت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره كويس ...ده مكتب محاماه مش شقة دعاره
نظر له الرجل بدهشه وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا:
- أه والله مش مصدق ولا ايه ...ماهوأنا لو وافقت على اللى بتقوله يبقى مراتك دخلت عندنا شريفه وطلعت من عندنا مشيها بطال ...تبقى شقة دعاره ولا لاء
ثم هب واقفاً وهو ينظر للرجل بأحتقار وقال بهدوء:
- أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعت مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده...بس خلى بالك أنت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور...يعنى حسابك عند ربنا مش بس عقوبة القذف لالا دى كمان شهاده زور وتحريض على شهاده الزور ...
ثم غمزله بعينيه وهو يقول:
- يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلُغة القانون الوضعى ..أعدام ...والاعدام بتاع الاخره ..على جنهم عدل
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى أنتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والارتباك وقال متلعثماً وهو يغادر بسرعه :
- أنا مش فاهم ,,مكتب محاماه ده ولا جامع
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع راسه بين كفيه قائلا باسى:
- لا حول ولا قوة الا بالله معقوله توصل للدرجادى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفه:
- أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ..ها ظبطت الراجل وهتشتغل انت القضيه دى لحسابك صح ..؟؟
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن:
- لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز ايه
قطبت جبينها وقالت بغضب:
- ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول:
- حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول:
- الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء وكمان هيجيب شهود زور على كده ..
وهز راسه متهكما وهو يقول:
- لاء ويقولى خد القضيه لحسابك ...فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه ..لم تكن هى الوحيده التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام شديد ..حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه:
- الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه..وأنصرفت على الفور
***********************************************
نظر فارس الى وجه الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالدماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال:
- أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور حمدى بعصبيه وهو يضرب سطح المكتب بقبضته :
- شفت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول:
- أيوا يا دكتور وعموما أنا أديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس:
- أديته كلمتين فى عضمه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضرب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجباً:
- لاء المصيبه يا فارس أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ضمير لكن للأسف الكام محامى اللى شفتهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل ..تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقه دى
نهض فارس واقفا بقلق وهو يقول:
- أنا هروح اجيب لحضرتك كوبايه مايه
أشار إليه حمدى مستوقفاً أياه وهو يقول:
- لا متقلقش يا فارس..أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يعيد ظهره الى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا :
- الحمد لله أنا كده أتأكدت أنى أخترت صح من الاول
******************************
أنتهت نورا من عملها وأنصرفت من المكتب وما ان هبطت للاسفل حتى وجدت خطيبها رامى ينتظرها امام البنايه داخل سيارته الصغيرة..أبتسمت ابتسامة صغير وأستقلت السيارة بجواره فأنطلق بها وهو يقول:
- وحشتينى يا نورا شكلك مرهق أوى النهارده
نظرت له وقد بدا عليها الارهاق بشده وهى تقول:
- ما أنت عارف يا رامى شغلنا متعب أزاى
- أنا مش عارف ايه اللى جابرك على كده منا قلتلك كفايه بقى من زمان بس أنتى اللى مصممه تشتغلى مش عارف ليه ..كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المره قابلت الحديث بصمت وهى تستند براسها للخلف وتقول:
- هبقى افكر فى الموضوع ده تانى
أغمضت عينيها بأسترخاء ولكن فجأه فتحتهما وكأنها تذكرت سيئا وقالت بأهتمام:
- عاوزه اخد رأيك فى حاجه مهمه
- قولى يا نورا انا سامعك
قصت عليه ماحدث فى المكتب اليوم من شد وجذب مع هذا الرجل ولكنها لم تذكر له رد فعل فارس وأكتفت بما فعله الدكتور حمدى ثم قالت تختبره:
- أنت ايه رايه يا رامى لو كان الراجل ده عرض عليا القضيه أشتغلها لحسابى اوافق ولا لاء ؟؟
قال بسرعه وبدون تفكير:
- لاء طبعا ده راجل معندوش دم ولا ضمير ده كويس أن الدكتور حمدى طرده بس ده لو كنت انا كنت طبقت فى زمارة رقبته
- حتى لو كان هيدفعلى الفلوس اللى أنا عاوزاها
قال بغضب:
- حتى لو كان هيدفع مال قارون دى هتبقى فلوس حرام
أبتسمت نورا وهى تسترخى بجسدها بالكامل للوراء وتسائلت ...لماذا اذن لم تكن ترى خطيبها يحمل تلك المشاعر النبيله والضمير اليقظ من قبل ...هل لانها لم ترى ألا فارس فقط أم لانها كانت تحكم على رامى مسبقا دون ان تعرف شيئا عنه او تحتك به عن قرب كما كان يحدث هذا يوميا مع فارس تعددت الاسباب والحكم واحد فى النهايه ..لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام عينيها تتلاشى لتحل محلاها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة ..حانت منه ألتفاته إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها ابدا فى عينيها منذ أن عقد قرانها ..فأوقف السياره جانبا وظل ينظر إليها بحب وشوق لتلك النظرة المطلة من عينيها ..فقالت :
- وقفت العربيه ليه يا رامى
- ابتسم وهو يقول:
- اصل أنا معرفش أحب وأسوق فى نفس الوقت بصراحه
************************************************

عاد فارس لمنزله فى اليوم التالى سريعاَ بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها وهو ما يزال مشدوها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا الرجل ..ربتت والدته على راسه بحنان وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام ...نظر لها بابتسامته العذبه فقالت:
- مالك يابنى من ساعة ما رجعت وأنت سرحان وبالك مشغول
ما كادت أن تنهى عبارتها حتى سمعت طرقاً على باب الشقة ..نهض فارس سريعاً وأتجه ليفتح الباب فوجد أم يحيى أمامه ويبدو عليها علامات العجلة والتوتر وقالت:
- أسفه والله يا استاذ فارس هى الست أم فارس موجوده
نادتها أم فارس من الداخل :
- تعالى يا أم يحيى أتفضلى
أفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها أكتفت بأن تطل براسها وهى تقول :
- معلش يا ست أم فارس مش هقدر اصل أختى تعبانه شويه ولازم اروحلها دلوقتى
نهضت أم فارس واقتربت منها وهى تقول مستفهمةً:
- خير مالها
أم يحيى: لا ابدا حاجه بسيطه أنا هروح أطل عليها وارجع على طول ..ثم قالت بحرج:
- بس لو مكنش فيها رزاله مني ممكن بس لو مُهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع اصلها عليها واجبات كتير النهارده ومكنش ينفع اخدها معايا
تدخل فارس قائلا:
- هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج:
- لا اصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق وأنا سبتها معاهم لحد ما ارجع بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجه فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع ,,أنا مش هتأخر ان شاء الله ....قاطعها فارس مرة اخرى وقال مؤنباً أياها:
- معقوله يا أم يحيى سايباها مع شباب لوحدها فوق وكمان المدرس اللى معاهم كده ينفع يعنى
ضحكت أم يحيى وهى تقول:
- شباب ايه بس يا استاذ فارس دول شوية عيال فى تانيه ثانوى وهى مقروضه زى ما انت عارف وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسه
رفع فارس حاجبيه وقال متهكماً:
- شويه عيال والله انتى غلبانه يا ست أم يحيى ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت أكلمه مهموش وعاد نفس الكلام قدامى  مابالك بقى بالاتنين التانين ثم اشار إليها  بأتجاه السلم وهو يقول:
- لو سمحتى أطلعى هاتيها دلوقتى ..أهى تقعد معانا لحد ما ترجعى
قالت ام يحيى وهى تهم بالرحيل:
- مينفعش والله ده انا يدوب ألحق اروح وارجع وبعدين دى مُهرة هتشلنى على ما تلم كتابها وكراريسها وهتأخرنى
قالت أم فارس :
- خلاص روحى أنت وأنا هبقى أطلع أجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعاً وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا:
- استنى يا ماما لما أطلع أجيبها الاول
- أتغدى طيب وبعدين انا هبقى أطلع أجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه الى السلم :
- معلش يا ماما هجيبها الاول وأهى تتغدى معانا بالمره
- طيب يابنى على راحتك
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا:
- أبيه فارس أتفضل
دخل فارس وهو يضع ذراعه على كتفه بود قائلا:
- ها عامل ايه فى المذاكره
- المستر لسه مجاش أتأخر النهارده وانا قاعد أهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسه
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد الولدان الاخران يقلبان فى قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى ويدفعون بعضهما البعض ومحمود يقف فى الشرفه يضايق مُهره كالعاده وهى تلعب بدميتها المفضله باربى هدية فارس لها....أشار له فارس بأتجاه محمود وقال بغضب:
- أزاى أمك تأمنك على أختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مُهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاها ضاحكه بينما كان يحيى يقول:
- مانا مخلى بالى منها يا ابيه هو انا عملت حاجه وبعدين يضايقها ايه دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى :
- طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد أتكلم معاك فى الحكايه دى بعدين وافهمك
ثم ألتفت لمهُرة قائلا:
- يالا روحى هاتى شنطتك والواجب بتاعك علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فأبتسمت عندما رأتها بصحبته وقالت :
- أزيك يا مُهرة  تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول :
- كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال:
- بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومُهرة امام كراساتها على الارض وهى تحل بعض المسائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس:
- يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مُهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال:
- سيبيها يا ماما ما أنتى عارفاها دماغها ناشفه
نظرت له والدته وقالت:
- على فكره أنا منستش أنك كنت سرحان   وبالك مشغول وأنت خدتنى فى دوكه فى موضوع مُهره ده ..ها قولى بقى مالك
 تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجباً :
- تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب النهارده ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول وأهتمام وهى تضيق عينيها:
- كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن :
-  ومالك يابنى مستغرب كده ليه ده بقى عادى خلاص ..الناس بقت تاكل فى بعضها
- عمرى ما قابلت شخصيه زى دى ابدا . دى مراته وأم عياله ازاى يعمل فيها كده أزاى ضميره يسمحله يجيب عليها شهود زور يقولوا عنها كده..طب بلاش ضمير ..طب معندوش ذرة دين طيب
مطت والدته شفتاها وهى تقول:
- أومال يابنى لو سمعت اللى أنا بسمعه فى طابور العيش ..تبقى واحده وبتكلم جارتها على أختها وعماله تقطع فى فروتها ..أبقى مستعجبه وأقول سبحان الله ازاى تبقى أختها وبتتكلم عليها كده ..ده حتى المثل زمان كان بيقول انا وأخويا على بن عمى وانا وبن عمى على الغريب..دلوقتى بقى العكس والله يابنى وسيرة الناس بقت لبانه فى بؤ كل واحده شويه من غير خشى ولا ضمير بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق
هز فارس راسه نفيا وهو يقول:
- حتى المثل ده كمان غلط يا ماما مفيش حاجه فى الدين اسمها كده ...الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول:
- أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ...فالصحابه سألوه ننصره مظلوما يا رسول الله لكن كيف ننصره ظالما ..فقال الرسول صل الله عليه وسلم :ترده عن الظلم ...يعنى نقوله أنت غلطان يا ماما ونبينله أنه غلط
تابعت والدته قائله:
- عموما يابنى انا مبرضاش أدخل وبحاول على قد ما أقدر مسمعش كلامهم رغم ان بؤهم بيبقى فى ودنى
- أنتى يا ماما برضه حاولى تذكريهم ان ده حرام واو مستجابوش ليكى خلاص ..اقعدى سبحى واستغفرى بصوت عالى أهو منه متسمعيش كلامهم اللى بيقولوه ومنه يمكن واحده فيهم تخلى عندها دم وتفتكر أن ليها رب مطلع عليها وعلى كلامها
قالت والدته مردفة:
- والله يابنى كنت اجى أتكلم الاقى اللى تطلع فيا وتقولى هو أحنا بنقول حاجه غلط ما اللى بنقوله ده فيها فعلا يعنى مش بنجيب حاجه من عندنا
تنهد فارس وأخذ نفسا عميقا وهو يقول:
- ماهو ده من الجهل بالدين يا ماما ..ميعرفوش أن اللى يجيب سيرة واحد بكلام هو فيه فعلا يبقى ده اسمه غيبه ولو كلام مش فيه يبقى اسمه بهتان ونميمه والاتنين من كبائر الذنوب
والرسول عليه الصلاة والسلام قال : - لا يدخل الجنة نمام
رفعت مُهرة راسها من بين كتبها وقالت:
- يعنى لو واحده صاحبتى قالت عليا لواحده صاحبتى تانيه ان انا أوزعه يبقى كده حرام صح يا فارس
نظرا إليها كل من فارس ووالدتها متعجبين وقالت أم فارس :
- ايه ده أنتى واخده بالك من الكلام وانا اللى فاكراكى غلبانه أه منك أنتى
ضحك فارس ووجه كلامه لمُهرة قائلا:
صح يا مُهرة وهحكيلك بقى حكاية علشان تفضلى فاكره الموضوع ده فى دماغك على طول بما أنك بتحبى الحكايات يعنى
جلست مُهرة فى أنتباه وهى تستمع إليه فقال:
- بصى يا ستى كان مرة الرسول عليه الصلاة والسلام ماشى وكان فى ناس ماشيين وراه بيتكلموا على واحد مش موجود كلام مش كويس بعد شويه الرسول عليه الصلاة والسلام شاف حمار ميت مرمى فى الطريق ...عمل ايه بقى الرسول علشان يعلمهم براحه
شاور على الحمار الميت ده وقالهم ياكلوا منه...وبعد ما الناس أستغربت وقالوا ..ازاى هناك حمار ميت ..أم الرسول بقى قالهم لو كنتم أكلتم لحم الحمار الميت ده أهون من أنكم تتكلموا على أخيكم وتتكلموا عليه كلام هو ميحبش حد يقولوا عليه
يعنى يا مُهرة لو لقيتى حد بيتكلم على حد بحاجات هو ميحبهاش فى نفسه أتخيلى كده أنهم قاعدين ياكلوا لحم حمار ميت
وضعت مُهرة يدها على فمها متقرفه ... وهى تقول :
- طب لو انا عملت كده أعمل ايه طيب
ضحكت أم فارس من طريقتها وأبتسم فارس وقال:
- قولى استغفر الله وأستغفرى كتير ليكى وللى اتكلمتى عليها
*******************************************
صلى فارس الجمعة ووقف يبحث بعينيه عن الشيخ بلال وأخيرا وجده فاقبل عليه مسرعاً وصافحه بحراره فقال بلال:
- هو انا يابنى مش هشوفك غير فى المصايب ولا أيه
ضحك فارس لداعبته وقال مدافعاً:
- لا والله مفيش مصيبه المره دى ..دى خدمه بس
ضحك بلال وقال:
- أنا برضه بقول عليك بتاع مصلحتك..ها خير
- شوف يا سيدى الحكاية بأختصار ..أخت خطيبة عمرو صاحبى وقعت من على السلم ورجلها أتكسرت والدكتور قال لازم علاج طبيعى بعد ما تفك الجبس وأهى فكته من يومين ومن ساعتها وأحنا دايخين على دكتورة ست ..مش لاقين التخصص ده ستات خالص وبما أنك بقى دكتور علاج طبيعى يبقى مفيش قدامنا غير سيادتك
حاول بلال أن يتكلم رافضاً ولكن فارس قاطعه بسرعه
أولا انا عارف أنك ملكش فى علاج الستات وبتتعامل مع الرجاله بس ..لكن والله غصب عننا ومفيش حل تانى يا أما ست يا أما دكتور نضمن خلقه وامانته
ثانيا انا عارف أنك شهم ومش هترضى نوديها عند أى دكتور منضمنوش ده غير أنها رافضه تروح لدكتور لانها منتقبه ومش عاوزه راجل يلمسها يرضيك بقى يحصلها مشكله فى رجلها
أطرق بلال برأسه قليلا ليفكر فى الامر لقد كان الامر شبه مستحيل بالنسبة له أن يتعامل مع النساء وخصوصا فى هذا المجال الذى يتطلب بعض اللمسات المباشرة ..فرقع راسه وقال متسائلا:
- قلتلى أنها رافضه تروح لدكتور راجل ؟؟
- أه والله يا بلال ده حتى لما رجلها أتكسرت وراحت المستشفى بدل ما تعيط من الالم كانت بتعيط أن راجل شاف وشها وصممت ان والدها يدخل معاها عند الدكتور علشان يجبسها وكل اللى كان مضايقها انه هيلمس رجلها
قال بلال بعفويه :
- هى منتقبه من زمان ؟
نظر له فارس بدهشة وقال:
- افتكرتك هتسألنى على حالتها الصحيه
أنتبه بلال لسؤاله وقال مستدركاً:
- طب ماهى هترفض تجيلى برضه مش بتقول رافضه تروح لدكتور راجل
أبتسم وهو يقول:
- لو وافقت هقول لباباها وهو هيتصرف ..وبعدين لما هتعرف أنك ملتزم أكيد هتوافق مفيش قدامها حل تانى ماهو الدكتور خوفها بعد ما فك الجبس وقالها لو معملتيش علاج طبيعى هيحصل تيبس للعضلات وضمور ومش هتعرفى تتحركى تانى
قطب بلال جبينه وهو يعقد ذراعيه امام صدره قائلا:
- قصدك يعنى ان انا اقل الضررين
وضع فارس يده على ذراعه قائلا بنفس الطريقه :
- بالظبط كده يا دكتور
أبتسم بلال قائلا:

- هاتهالى المركز بكره ..بس يكون والدها معاها
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من  رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع 

الفصل الثالث عشر

 من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن 




اقرأ أيضا رواية آدم ولانا

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة