-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والعشرون )

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الحادى والعشرون من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن وهي رواية رومانسية واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل العشرون )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والعشرون )
رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والعشرون )

رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الحادى والعشرون )

عاد الفارس إلى صهوة جواده مرة أخرى وأستأنف حياته العملية ثانية ولكن هذه المره وهو يجلس خلف مكتب الدكتور حمدى مهران كنائباً عنه ومديراً للمكتب وشريك فيه بمجهوده بنسبة الثلث ...لينفذ فكر استاذه فى قبول القضايا ورفضها حسب ما يترائى له من حلها وحرمتها مهما كانت باهظة الثمن ...وعادت دنيا تقبع خلف مكتبها تقلب أوراقها بملل غير راضية عن وضعها القديم فقط كانت تتصور أن شأنها سيرتفع لمجرد أنها زوجته وأنه سيعطيها مكتب مخصص لها ولكنها تركها كما هى حتى عندما غضبت وطلبت منه ذلك رد ببرود:
- لو هارقى حد هيبقى على حسب كفائته مش على حسب هو يقربلى ايه
وقد كانت الضربة الموجعة لها والقاسمة لغرورها وكبريائها أنه أعطى نورا صلاحية مدير المكتب وخصص لها مكتبه سابقاً بل وخفف عنها عبء عمل النهار وأصبحت تعمل مساءا كمديرة للمكتب فقط مما جعل دنيا تستشيط غضباً وحنقاً وتستعر النار بداخلها ...خرجت من المكتب دون أستئذان وتوجهت لوالدتها لتحكى لها مأساتها معه والظلم الذى تلاقيه فى عملها فاجابتها والدتها بهدوء:
- فى حاجه مش طبيعيه بينك وبينه ومحدش فيكوا عاوز يقول عليها
جلست دنيا تقلم اظافرها وهى ترفع كتفيها وتقول بدهاء :
- بصراحه يا ماما فيه بس يعنى ..ضميرى مش سامحلى انى افضح جوزى
نظرت لها والدتها مستفهمة وقد عقدت حاجبيها قائلة:
- يعنى ايه يابنتى مش عاوزه تفضحيه هو فى ايه بالظبط
رفعت رأسها إلى والدتها وتصنعت الخجل وهى تقول :
- اصله بصراحه يعنى مش قد كده معايا ..يمكن بقى علشان كده علطول مضايق وبيعاملنى وحش زى ما اكون أنا المسؤله عن حالته ديه
زاد أنعقاد حاجبى والدتها وهى تنظر إليها قائلة:
- طب ليه ما يروحش لدكتور بدل ما العلاقه بينكوا متوترة كده
زفرت دنيا متبرمة وهى تقول بملل:
- يووه حاولت كتير معاه وكل مره بيزعل ويعمل خناقه ..خلاص بقى قسمتى ونصيبى انا راضيه
جلست والدتها واستندت إلى ظهر مقعدها وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر لأبنتها بشك ثم قالت :
- غريبه أوى الحكايه دى
عادت دنيا لتقليم أظافرها ثانية وهى تقول بأسى :
- شايفه يا ماما انا مستحمله أيه وكمان قاعده مع أمه فى مكان واحد ومعاملتها بقت حاجه صعبه اوى
مالت أمها للأمام بأبتسامة متهكمه وقالت :
- اهى دى بقى لو حلفتيلى عليها عمرك كله مش هصدقك ..ده أنا شفت بعينى محدش قالى
نظرت دنيا إليها وقالت بحزن:
- كده يا ماما بقى أنتى برضه تخيل عليكى حركات الست دى ...دى بتعمل كده قدامك بس
ضحكت أمها بسخريه وقالت :
- روحى شوفيلك كدبه تانيه بس تكون محبوكه شويه عن دى
هبت دنيا واقفة وهى تقول بإنفعال :
- كده يا ماما ...ماشى ...أنا هدخل اناملى شويه
- انتى مش هتروحى
- لاء لازم يعرف انه غلط ..دخلت غرفتها وتنفست بقوة وهى تزفر بضيق متسائلة بداخلها.. لماذا دائما يكذبها الجميع حتى والدتها لا تصدقها فى شىء !!
ألهذه الدرجة هى مكروهة منهم ...هوت إلى فراشها بقوة وغضب وهى تلوم نفسها على سذاجتها التى أودت بها ..تذكرت يوم وفاة ابيها واليوم الذى توعدتها أمها أنها ستجعل عمتها تأخذها معها إلى الصعيد لتعيش هناك بقية عمرها وتذكرت يوم أن قررت مصيرها وحددت معاد عقد قرانها على فارس دون الرجوع إليها عادت لتذكر الشعور الذى مر بها والغضب الذى تملكها حينها وهى ترى حياتها تسير فى الاتجاه الخاطىء وسينتهى بها الامر فى حاره مع حماتها فى شقة واحده ...أستعادت ذاكرتها هذا اليوم المشؤم الذى بحثت فيه عن الدواء المنوم خاصتها ووضعت منه لوالدتها فى مشروبها والذى جعلها تنام نوما عميقا مما أتاح الفرصه لها أن تخرج وأول ماتوجهت كان لمكتب باسم الذى رحب بها وأغلق الباب قائلا:
- ولا يهمك محدش يقدر يجوزك غصب عنك
- كل ده بسببك أنت ..ماما عملت كده علشان سمعتك وانت بتكلمنى فى التليفون بالليل فى الليله اللى بابا مات فيها ...أسمع بقى أنا مش هغرق لوحدى لازم تطلعنى من الحكايه دى فورا
- يعنى عاوزانى اعمل أيه
- أنت مش قلت هتجوزى وتخلينى شريكتك فى المكتب ؟...يبقى تيجى بكره وتطلب ايدى رسمى أنت فاهم ولا لاء
- أيه ده يعنى بتفضلينى على حبيب القلب ولا ايه مش فاهم
- حبيب قلب أيه دلوقتى ..يعنى ارمى نفسى بايدى فى الحاره مع أمه علشان بحبه ..لاء طبعا
فكر قليلا ثم قال :
- أومال انتى خرجتى ازاى دلوقتى .. مش بتقولى أمك كانت حابساكى فى البيت ؟
- حطيت منوم لماما هينيمها طول الليل وقلت أجيلك وارجع البيت من غير ما  تحس أنى خرجت ..وطبعا أنت هتتقدم بكره رسمى ومش هتسيبنى فى اللى أنا فيه ده لوحدى مش كده يا باسم مش كنت بتقول أنك بتحبنى وأنك مستعد تعمل أى حاجه علشانى ...
أغمضت عينيها وهى تتذكر نظرة عينيه فى تلك اللحظه وكيف عادت لبيتها وهى تجر أذيال الخيبة ... مترنحة لا تصدق ما فعله بها بعد أن وثقت به وعاد صوته يتردد داخلها مرة أخرى وهو يقول بمنتهى الوقاحة :
- أعرف دكتور كويس هيرجعك زى ما كنتى وأحسن كمان ..
شعرت بغصة فى حلقها عندما وصلت لهذه النقطة من ذكرياتها المقززة ... و أخذت تفكر فى طريقة تعيد بها مكانتها مرة أخرى .. فكان لابد أن تبدأ بفارس أولا ...لابد أن تستعيد مكانتها فى قلبه بأى شكل من الاشكال وبشتى الطرق ..
******************************************
ظلت مُهرة تداعب أبناء عبير الاربعة وتجرى وهم يجرون خلفها وصوت ضحكاتهم يتردد بين جدران المنزل فى سعادة بينما قالت أم بلال وهى تضع يدها على صدرها :
- كفايه يا مُهرة قلبى وجعنى من الضحك يابنتى
قالت عبير وهى تجرى خلف أحدهم بطبق الطعام:
- سيبيها يا ماما دول كده بياكلوا وجبتهم كلها
جلست مُهرة على الارض والاطفال تجذبها من يدها لتقوم مرة اخرى وهى تتنفس بصعوبه وتقول بأنفاس متقطعة:
- كفايه مش قادره قطعتوا نفسى يا ولاد الدكتور
ضحكت عبير وهى تقول بمرح:
- أنتى خلاص يا مُهرة بقى عندك خبرة ينفع نجوزك من بكره
نهضت أم بلال وهى تقول أنا هدخل اريح شويه دماغى وجعنى من كتر الضحك
نهضت مُهرة وأخذت طفلين على قدماها تداعبهم وشرعت عبير فى إطعام الاثنين الاخرين وهى تنظر إلى مُهرة نظرات متفحصة ثم قالت :
- مُهرة أنتى فى حاجه مضايقاكى
ألتفتت إليها مُهرة بحيرة وقالت بتردد :
- أبدا يا ابله عبير ليه بتقولى كده
ركزت عبير على عينيها وقالت بثقه:
- علشان عارفاكى كويس  لما بتبقى مضايقه ومهمومه بتقعدى تجرى وتلعبى وتضحكى  أكتر من الطبيعى بتاعك
حاولت مُهرة تغير مجرى الحديث وهى تقول :
- أحنا مش هنروح لـ عزة ولا ايه يالا بقى قومى ألبسى
نهضت عبير وهى ترمقها بنظراتها وقالت :
- ماشى يا مُهرة بس خليكى فكرة أنى أختك الكبيرة لو أحتاجتى تتكلمى انا موجوده
قالت عبير كلمتها الاخيرة وتوجهت لغرفتها مصطحبة اطفالها لتبدل لهم ملابسهم بينما كانت عينان مُهرة تتابعها فى شرود وقد عاد الاسى يسكن قسمات هذا الوجه الملائكى مرة أخرى  .
سمع صلاح طرقات منغمه على باب غرفته فالتفت إلى الباب وقال بمرح :
- ادخل يا عريس
أطل عمرو برأسه من فتحة الباب بابتسامته العذبه المرحه ودخل إليه يعانقه قائلا:
- وحشنى والله يا أستاذ صلاح
نظر إليه صلاح متأملا وهو يقول :
- وأنت والله يا عمرو ..بس ايه الحلاوه دى هو الجواز عامل عمايله معاك ولا ايه
رفع عمرو يديه يستعرض عضلاته وقال بغرور مصطنع :
- لا ولسه مشفتش المجانص كمان
لم يضحك صلاح فنظر إليه عمرو فوجده ينظر خلفه ووجهه قد عاد إليه جموده فألتفت عمرو خلفه فوجد إلهام واقفة خلفه عند الباب وتنظر إليه بنظرات إعجاب جريئة تكاد تلتهمه بعينيها وقالت برقه :
- حمد لله على السلامه يا بشمهندس ..تعال المكتب شويه لو سمحت ضرورى
وخرجت متوجهة لمكتبها فوضع صلاح يديه على كتف عمرو وقال :
- ربنا يخليلك مراتك يابنى
نظر له عمرو نظر مبهمة وأتجه إلى مكتب إلهام ..طرق الباب ودخل فقالت :
- أقفل الباب يا بشمهندس
أغلق عمرو الباب ووقف مكانه قائلا :
- خير يا بشمهندسه
أشارت له بالجلوس أمامها فأقترب قائلا:
- أنا أصلى لسه هستلم الشغل من أستاذ صلاح
قالت ببطء وهى تتفحصه :
- مش هعطلك كتير أتفضل
جلس عمرو على المقعد أمام المكتب متحاشيا النظر إليها ..مالت للأمام وأسندت ذقنها إلى راحتها وهى تنظر إليه مبتسمة وقالت :
- تعرف أنك أحلويت فعلا بعد الجواز
نهض عمرو على الفور وقال بضيق:
- معلش أنا لازم أمشى عندى شغل كتير
نهضت من مقعدها ودارت حول مكتبها ووقفت امامه ..مدت يدها إليه ولمست بأناملها أزرار قميصه وقالت هامسة:
- أنت ليه مش حاسس بيه يا عمرو
نظر ليدها وابتعد خطوة للخلف ونظر فى الاتجاه الاخر وهو يقول بجدية:
- يا بشمهندسه اللى بيحصل ده مينفعش خالص
أقتربت هى الخطوة التى أبتعدها ونظرت إليه برجاء وقالت بضعف:
- مينفعش أيه ..مينفعش أحبك
نظر إليها بدهشة وقال :
- يا مدام إلهام انا راجل متجوز وبحب مراتى وحضرتك كمان متجوزة و..
قاطعته بسرعه وهى تتلمس قميصه مرة أخرى وقالت بعينين ملتهبتين  :
- وبحبك أنت ..
أشاح بوجهه وهو يبتعد عن يدها فقالت تستعطفه:
- يا عمرو أنا بحبك ومش عاوزه منك أى حاجه... أنت ليه مش قادر تحس بالى جوايا
شعر بالحرج والاضطراب وحاول أن ينتقى عبارات غير جارحه وهو يسمع نبرتها الواهنه التى ترجوه بها ..ألتفت إليها قائلا بهدوء:
- يا بشمهندسه أحنا كلنا هنا بنحترمك وبنقدرك لكن غير كده مش هينفع صدقينى أنا محبتش ومش هحب حد غير مراتى ...عن أذنك
وتركها وأنصرف وهى ترمقه وتراقب حركته العصبيه وهو يفتح الباب ويخرج ويغلقه خلفه مسرعاً ... فرت دمعة من عينيها فمسحتها بسرعة وهى تقول بأبتسامه :
-  غلطان يا عمرو ..
توجه عمرو مباشرة إلى مكتبه وعانق زميله احمد بحرارة والتفت إلى زميله نادر متناسياً المشاحنه التى كانت بينهما وقال:
- أزيك يا بشمهندس نادر
نظر له نادر نظرة متعاليه وقال:
- كويس
ربت أحمد على كتفه وقال بمرح :
- واحشنى والله يا عمرو ووحشانى خفة دمك ..ايه خلاص هترجعلنا تانى ولا ايه
قال عمرو وهو يجلس خلف مكتبه بخفه :
- اه ان شاء الله ..هرجع أرخم عليكوا تانى
ضحك أحمد وهو يضع امامه بعض الرسومات الهندسية وبدأ عمرو فى العمل بينما كان نادر يراقبه عن كثب ويتتبعه  وهو يعمل بنظرات محتقنة حاقدة ...

**************************************

أنهى بلال جلسته العلاجية لاحد مرضاه الذى قال مرحاً :
- بجد يا دكتور بلال أنت ايدك مرهم ولا حسيت بحاجه
رفع بلال رأسه إليه وقال مداعباً:
- أنت محسسنى أنك جاى تاخد حقنه فى الصيدليه وبعدين لو محستش بحاجه تبقى الجلسه فشلت يا كابتن
ضحك كابتن علاء وهو يقول :
- لا نجحت ان شاء الله ...بس حلو أوى حكاية التسبيح والتكبير والاستغفار اللى انت بتعملها دى يا دكتور بجد أنت ليك سبق فى الحكايه دى ...ده انا أول ما سمعت عنك وعن اللى بتعمله من زميلى فى الفرقه قلت لازم أجى أجرب بنفسى وسبت دكتور الفريق..
ابتسم بلال وهو ينهض من خلف مكتبه قائلا:
- الكلام كله عاجبنى الا الحته الاخيره ناقصلك شويه وتقولى أعملى خصم
ضحكا الاثنان بينما نهض بلال وهو يأخذ مفاتيحه من فوق المكتب وقال :
- يالا يا كابتن يدوب نلحق العصر
ساعده بلال على النهوض وهو يقول له مشجعاً:
- لا بقولك ايه بلاش دلع أنجز علشان عاوزين الكاس السنه دى
ابتسم علاء بإجهاد وهو يتحرك معتمدا على يديى بلال وقال :
- أنا معتمد على الله وعليك يا دكتور
رد بلال مبتسماً وقال معلماً:
- يا ابو الكباتن قول على الله ثم عليك
نظر له علاء مستفهماً وقال :
- وايه الفرق ؟؟
شرع بلال فى الشرح له وهما يتوجهان خارج المركز وقال :
- يعنى لما اقول خرجت من المركز انا وعلاء يعنى خرجنا احنا الاتنين سوا... زى زيك يعنى
لكن لما اقول أنت ثم أنا يعنى أنت الاول وبعدين أجى انا فى المرتبه التانيه ..كده أحنا مش متساويين مع بعض
هز علاء راسه بدهشة وقال :
- تصدق أول مرة أعرف ده احنا بنقولها كتير اوى
ما كاد ينتهى من كلمته حتى أصطدم بمُهرة التى كانت تهبط الدرج بسرعة مداعبة الطفل على يديها ..نظرت له مُهرة وقالت بإندفاع:
- مش تحاسب يا استاذ أنت ..ايه الناس دى
نظر بلال إلى عبير التى كانت تهبط السلم بهدوء وهى تساعد الأطفال على تعلم هبوط السلم بحذر ويبدو ان مُهرة قد سبقتها كما تفعل دائما وسمع علاء يقول لها وهو يتأملها ملياً:
- المفروض انتى اللى تعتذريلى على فكره أنا اللى تعبان وانتى اللى خبطى فيها
نظرة له مُهرة شذراً قائلة بحنق :
- وأنت مبتشوفش يعنى
بينما قال بلال بسرعه :
- خلاص يا كابتن حصل خير خلاص يا انسه مُهرة
قالت عبير بتلقائيه :
- خلاص بقى يا مُهرة محصلش حاجه
اقترب بلال من عبير وهمس فى اذنها :
- مش قلت محبش راجل غريب يسمع صوتك ..ماشى لما نطلع بيتنا بس
أبتسمت عبير بصمت فهى مازالت وستظل تحب غيرته عليها حتى من ان يستمع رجل غريب لصوتها فقط ...نظر علاء ل مُهرة وقال بإعجاب :
- وكمان اسمك مُهرة لا بصراحه اسم على مسمى
نهره بلال على الفور وهو يأخذ بيديه للاسفل قائلا:
- بقولك ايه يا كابتن أنت هتعاكسها قدامى كمان طب أحترمنى على الاقل يا أخى
همس علاء فى اذنه قائلا:
- هى تقربلك ولا ايه
قال بلال وهو يعبر به باب البناية قائلا:
- حاجه زى كده ..وبعدين وانت مالك
************************************
وفى أحد الليالى أفترش فارس الارض بعيدا عن الفراش ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية ..نهضت من فراشها وتعطرت وارتدت ثياباً مكشوفة شفافه وجلست على الارض بجواره وأتكأت على طرف وسادته لينفذ عطرها لأنفه رغماً عنه وقالت بدلال :
- هتفضل تنام على الارض لحد أمتى ...هو احنا مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه:
- أنا حذرتك قبل كده يا دنيا ...أرجعى على سريرك وابعدى عنى
غلفت صوتها بنبرة ناعمه وهى تتلمس خصلات شعره :
- ولو مبعدتش هتعمل ايه
فتح عينيه وألتفت إليها بعصبيه وقال بغضب :
- هتشوفى فارس اللى عمرك ما شوفتيه قبل كده ..ثم قال محذرا:
- والكام شهر اللى هتقعدي على ذمتى فيهم  تتجنبينى خالص  وتبطلى محاولاتك دى علشان أنا بحس بقرف لما بتقربى منى ...ألقى عليها نظرة أحتقار أخيرة وأغمض عينيه ثانية وولاها ظهره غير مباليا بها ...نظرت إليه بغضب وحقد شديد وهبت واقفة فى عصبية كبيرة وبدلت ملابسها ونامت وهى تعض على يديها من كثرة الغيظ والغل ...
******************************
جلس فارس بجوار والدته على مائدة الافطار وقبل يديها قائلا بابتسامه :
- تسلم ايدك يا ست الكل
ربتت على كتفه برضا وهى تقول :
- بالهنا والشفا يابنى ...ثم نظرت إالى دنيا وقالت بود:
- مبتاكليش ليه يابنتى
اشاحت دنيا بوجهها وقالت بغطرسة :
- ماليش نفسى ..هشرب الشاى بس
تناولت ام فارس أحد الاطباق ووضعته امامها وقالت بأهتمام:
- ملكيش نفس أزاى بصى بقى ده انا عملتلك بسطرمه بالبيض أنما هيعجبك اوى
نظرت دنيا إلى الطبق ساخره وقالت :
- بسطرمه ..لا ميرسى مش عاوزه
ثم نظرت للمائدة وقالت بترفع :
- أومال فين الشاى
شرعت أم فارس فى النهوض وهى تقول بطيبة:
- يوه نسيت أحطه على النار
أمسكها فارس من يدها وأجلسها مرة اخرى وقال ل دنيا بعصبيه:
- اللى عاوز حاجه يقوم يعملها لنفسه ...ثم التفتت إلى والدته وقال :
- متتعبيش نفسك يا ماما من فضلك كتر خيرك اصلا انك عملتى الفطار
رفعت حاجبيها وقالت بأستفزاز :
- الله هو انا عملت حاجه دلوقتى انت بتلكك ولا ايه
زفر فارس بضيق ولم يرد عليها فقالت متهكمه:
- هو أنت مش ناوى تحلق دقنك دى ولا ناوى تستشيخ زى صاحبك الدكتور
نظر إليها بحدة وقال :
- أه ناوى أستشيخ زى صاحبى الدكتور عندك  مانع
تبادلت معه النظرات الحاده ونهضت الى المطبخ لتعد الشاى وهى تتمتم بخفوت:
- ماهو ده اللى ناقص كمان
ظهرت سحابة حزن فى عينيى أم فارس ...فما يحدث الان هى ما كانت تتوقعه تماما ولكن مع الاسف سبق السيف العزل وانتهى كل شىء ..ولا بد من التعامل مع الواقع كما هو ..
************************************
بدأت مُهرة فى العام الجديد وبداية مرحلة جديده ..مرحلة الثانويه العامه وعكفت على المذاكره من بداية العام وحتى أنتصافه تحاول ان تمحى من أفكارها كل ماهو ليس له علافة بمستقبلها ومذاكرتها وتتعايش مع الواقع بشكل أكثر حسمأ وواقعية ..ولكن الواقع هو الذى لم يتركها لشأنها كثيرا..
تزوج والدها بامرأة اخرى واصبح اكثر أهمالا لهم ماديا ومعنويا ولم يكن هذا هو العبء الوحيد عليها وأنما لحق به عبأً آخر .. بدأ العرسان يتوافدون عليها وبدأت هى الصراع فى الرفض دائما مماجعل والدها يزداد سخطاً عليها وعلى رفضها المستمر بدون اسباب حتى كانت الطامة الكبرى بالنسبة لها وتقدم للزواج منها احد الاشخاص الذين يصعب على والدها الانصياع إليها ولم يقتنع باسبابها ..ولكنها اصرت مما جعله يضربها لاول مرة ..ولكنها اصرت على الرفض بعناد ...وأخيرا أضطر والدها إلى الاستماع إلى راى زوجته أم يحيى واللجوء الى الشخص الوحيد الذى يظن الجميع انه يمكن له أن يقنعها بالموافقة ...
فتح فارس باب منزله ليجد امامه والد مُهرة ثائرا جدا و لكنه قال بحرج:
- معلش يا أستاذ فارس عملنالك أزعاج بس كنت محتاجك عندى ضرورى لو سمحت
قال فارس  بدهشة متسائلاً:
- طيب اتفضل شويه مينفعش من على الباب كده
- معلش يا أستاذنا مش هينفع
أومأ فارس براسه وقد بدأ القلق يتسرب لنفسه وقال :
- حاضر ثوانى هغيرهدومى  واجى معاك
بدل ملابسه سريعاً وهو يشعر بقلق بالغ وتوجه الى والدته بالمطبخ قائلا:
- ماما انا هطلع مع عم ابو يحيى اشوفه عاوزنى فأيه
ألتفتت إليه متسائلة :
- طب مقالكش عاوزك فايه؟
هز راسه نفيا وقال وهو يربت على ذراعها:
- متقلقيش ان شاء الله خير هروح اشوفه ولما ارجع هقولك
أخذه والد مُهرة وصعد به إلى شقته ..وجلس معه فى غرفة استقبال الضيوف وقال بحنق:
- بص بقى يا استاذ فارس البت دى غلبتنى وطلعت عينى وبصراحه كده امها شارت عليا ان مفيش حد غيرك هيقنعها ويخليها تغير رايها بما انك مربيها ومن صغرها وهى بتسمع كلامك ..
عقد فارس بين حاجبيه وقال بقلق :
- فى ايه طيب فهمنى
لوح الرجل بيديه وقال بعصبيه:
- عماله ترفض عريس ورا التانى وانا ساكت عليها ومش عاوز أغصبها لكن العريس ده بقى هتجوزه حتى ولو غصب عنها .. يا أستاذ فارس ده لاعيب كورة معروف وغنى وهتتبسط اوى معاه وهتخرج من الحاره لمستوى تانى خالص هو حد يطول أنا مش عارف البت دى مالها كده
مال فارس للأمام وواستند بمرفقيه على قدمه وفرك كفيه فى توتر وعصبيه وقال :
- مُهرة لسه صغيره مش لما تخلص الثانويه العامه الاول
قال والدها بحنق:
- وأيه المشكله هى يعنى هتجوز النهارده ..الراجل عاوز يكتب الكتاب بس ولما تدخل الجامعه تبقى تتنيل تروح بيته
حك فارس ذقنه بعصبيه وقال متهكما:
- ياااه كمان عاوز يكتب الكتاب مش يخطب ده شكله مستعجل على كده
- اومال أيه يا استاذ فارس وبعدين ده هيخطب ليه ده جاهز من مجاميعه ومش عاوز مننا حاجه خالص ولا حتى شنطة هدومها
زاد أضطرابه وتوتره وتعرقت يديه بشدة وقال محاولا التحكم بعصبيته:
- اه علشان كده بقى
دخلت ام يحيى وقدمت له الشاى قائلة :
- والله يا أستاذ فارس شاب يفرح ويشرح القلب  ومن ساعة ما شفها عند الدكتور بلال وهو يتجنن عليها انا مش عارفه البت دى هتفضل دماغها ناشفه لحد امتى
ثم توجهت للخارج وهى تقول :
- انا هناديهالك وأنت بقى تحاول تاثر عليها انا عارفه انها بتسمع كلامك
دخلت أم مُهرة غرفتها وقالت لها بلهفة:
- قومى بسرعه أستاذ فارس عاوزك بره
نهضت مُهرة من خلف مكتبها الصغير وهى تحدق بوالدتها وقالت بحزن:
- يعنى هو جاى يقنعنى انى اوافق على العريس
أومأت أمها براسها وقالت مؤكده:
- طبعا اومال معطل نفسه كتر خيره وطالع مع ابوكى ليه ... وبعدين يا مُهرة خلى بالك لو فضلتى رافضه ابوكى هيبهدلنا ويمكن يطلقنى يابنتى يرضيكى امك تطلق على كبر كده
زاغت نظراتها وهى تجلس على مقعدها مرة اخرى ترمى بثقل جسدها عليه دفعة واحدة بعد ان خذلتها قدميها وقد شعرت ان الالم يعتصر قلبها أعتصارا محاولا أن يتخلص من هذا الرجل الذى طالما أحبه وعشق كل سكناته وخلجاته وحروف كلماته وضحكاته بل وآلامه وأحزانه ,,خرجت كلماتها بصعوبه بعد أن بللت الدموع شفاهها وقالت :
- قوليلوا مفيش داعى يتعب نفسه يا ماما ..أنا خلاص موافقه
خرجت أم يحيى من غرفة ابنتها وهى تطلق الزغاريد فنهض فاروس ووالدها متسائلين فقالت أم يحيى بسعادة كبيرة:
- بركاتك يا استاذ فارس أول ما خطيت بيتنا عنادها أتفك
ونظرت الى زوجها قائلة:
- كلم العريس وقوله البنت وافقت يا ابو العروسه
خفق قلبه بقوة وهو ينظر إليها مشدوها قائلا:
- هى قالتك انها موافقه يا ام يحيى
ضحكت ام يحيى وهى تقول:
- طبعا يا استاذ فارس موافقة ...
توجه والد مُهرة إلى الهاتف قائلا :
- انا هكلمه أقوله أنها وافقت علشان نحدد معاد كتب الكتاب قوام قوام قبل ما ترجع فى كلامها
شعر ان الدنيا تميد به وأنه يتنفس من ثقب إبرة لا تروى ظمأ رأتيه فاتجه إلى الباب خارجاً وهو يتمتم غاضباً:
- مبروك
**********************************
عاد الفارس مهزوما الى شقته ولكنه غاضباً لاقصى حد ..فتح الباب بعنف واغلقه خلفه بقوة .. خرجت والدته من المطبخ فزعة ورأته غاضباً بشدة لا يرد عليها ودخل الى الحمام وضع رأسه تحت الصنبور لعله يطفأ النار التى نشبت برأسه وهو لا يدرى مصدر النار الحقيقيه .. وقفت والدته بجواره ترجوه ان يتحدث ويخبرها ما به وأخيرا أغلق الصنبور وأعتدل واقفا وهو يتكأ على الحائط أمامه بكلتا يديه ناظرا لوجه بالمرآة والمياه تقطر من كل مكان بوجهه وشعره لتغرق ملابسه
قائلا بصوت يشبه أصوات الفراغ القاتل حول المقابر :
- هتتجوز ..
رفعت والدته حاجبيها دهشة وهى تقول :
- هى مين يابنى
وفجأة أنقلب الصمت الى زوبعة شديدة تتلوها الاعاصيرا تترا ..وأخذ يهدر فى غضب شديد:
- خلاص مبقاش ليا لازمه عندها ..انا بقيت ولا حاجه عند الهانم..رايحه تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى ...خرج من الحمام متوجها الى المائدة وراح يركل المقاعد واحداً  تلو الاخر فينقلب على عقبيه محدثا جلبة شديدة وهو يصيح :
- كانت بتاخد رأيى فى لون الفيونكه اللى فى شعرها كانت بتاخد رأيى فى  القلم اللى بتكتب بيه
دلوقتى بتقرر تتجوز ...كده من نفسها ...خلاص كبرت وعاوزه تجوز خلاص مبقاليش قيمه عندها ...
حاولت والدته ان تهدىء من روعه وتتشبث به لتجلسه ولكنه كان كالعاصفه الهوجاء يطيح بكل ما يقابله امامه  يمينا ويسارا ...لم تعد تعرف كيف تعيده الى رشده ...
أخذت تمسح على ذراعيه تاره وعلى راسه تاره وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ أخيرا وجلس وقد أحتقن وجهه بشدة ودفن راسه بين كفيه محاولا السيطرة على غضبه يلتقط انفاسه بصعوبه كأنه كان يعدو بقوة ...
وقفت والدته بجواره تمسح راسه وتقرا المعوذتين والاخلاص بينما وهم كذلك صدح رنين هاتف المنزل ..تركته والدته يهدأ وأجابت المتصل أمتقع وجهها وهى تنظر ل فارس الذى بدأ يهدأ قليلا وأنفاسه تنتظم ...وقالت:
-  أمتى حصل ده يابنتى...
رفع راسه ونظر الى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها:

- لاحول ولا قوة الا بالله  ..البقاء لله يابنتى ....
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من  رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع 

الفصل الثانى والعشرون

 من رواية مع وقف التنفيذ لدعاء عبدالرحمن 




اقرأ أيضا رواية آدم ولانا

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة