-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن (الفصل الخامس والعشرون)

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الخامس والعشرون من قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن وهي قصة واقعية ذات طابع ديني تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الرابع والعشرون )
قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الخامس والعشرون )
قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الخامس والعشرون )
قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن ( الفصل الخامس والعشرون )

و صعدنا الى الاتوبيس .... أشار لى أدهم الى مقعد زوجى ذهبت إليه على الفور و جلست بجانب النافذة وهو جلس بجوارى وسمعته يسأل عن ميعاد تحرك الاتوبيس

فقال له الناس :
- السواق قال هينزل يشرب شاى وزمانه جاى
أدهم مال علي أذنى وقال معتذرا:
- انا اسف يا منى معلش بس الظروف
قلت مندهشه:
- بتتأسف ليه

أدهم بحرج:
- يعنى نزلتك من بيتك متأخر وركبتك أتوبيس معلش بس الظروف جات كده
منى بمزاح :
- فى ايه يا أدهم الناس كلها بتركبه ولا انا يعنى على راسى ريشه وبعدين المره اللى فاتت سبتك تروح لوحدك عيب بقى مروحش النهارده كمان

ولكن فجأة وانا أتحدث اليه رأيت أمرأة تصعد الى الاتوبيس ويظهر على عينيها أثر البكاء وعلى وجهها الكآبه
ملامحها لفتاة أعرفها جيدا لم يطرأ عليها سوى الحجاب الصغير الذى تلفه على شعرها
وصعد خلفها..... يااااربى ..سامح!!   "معقول سامح وياسمين" !!!

وضعت يدى على وجهى وكأننى أتأكد من النقاب خفت أن يعرفنى الحمد لله أننى أرتديته
جلسا أمامنا مباشرة وسمعته يتكلم وهو يحاول أن يخفض من صوته ولكنه لا يستطيع كان عصبى جدا وكان يتكلم وهو يلتفت اليها بحركات عصبية:
- بقى كده يا ياسمين بتعصى أوامرى وقدام أبوكى وأمك كمان

بدأت ياسمين بالبكاء وهى تقول:
- كفايه يا سامح حرام عليك انت مسود عيشتى من ساعة ما نزلنا من هناك كفايه بقى

سامح بتهديد :
- كفايه ؟... هو انتى لسه شوفتى حاجه..علشان تحرمى بعد كده تناقشينى وتقوليلى لاء..انتى باين عليكى نسيتينى

ياسمين بتضرع:
- حرام عليك بقى أرحمنى انا واللى فى بطنى ...
سامح بغلظه:
- ان شاالله تغورى انتى وهو وأستريح منكوا ...

بدأت فى البكاء بصورة أشد وهو يتوعدها ويحاول ان يخفض صوته:
- أخرسى مش عاوز أسمع صوتك
ثم لكزها بشده  , لم تستطع المسكينه على أثرها ان تكتم الاهه .. تأوهت بصوت وصلنى كخنجر فى قلبى
وجاءت منها التفافه التقت عينياى بعينيها ولكنها لا تستطيع ان ترانى ولكنى رأيت عينيى أبأس أمرأة على وجه الارض فى نظرى
هل هذا معقول هل هذه ياسمين الناعمه الجميله التى فى يوم من الايام شعرت بالغيرة منها لتفوقها علي فى الجمال والعذوبه والرقه!!

لم أكن أعلم ان زوجى يتابعهم مثلى وقد لفت نظرة فظاظة رجل مع أمرأته
لم يستطع ان يحتمل اكثر وخصيصا بعد أن لكزها بشدة وتأوهت تدخل على الفور ومال الى الامام وقال بصوت رصين:
-  يا أخى ميصحش كده الرسول عليه الصلاة والسلام قال (رفقا بالقوارير (
سامح  بغلظه:
- بقولك ايه يا شيخ لو سمحت متدخلش بينى وبين مراتى

المسكينه بكت بشدة وهى تنظر حولها وكأن تيقنها من سماعنا لبذائته قد زادها ألم وهم وحزن
زوجى بهدوء:
- يا أخى دى علشان مراتك لازم تكون أرفق بيها من اى حد تانى , العتاب مش كده الناس بتتفرج عليك
سامح بغطرسه:
- واحد بيأدب مراته هو فى ايه وانت مالك
قال زوجى بانفعال :
- يا أخى الادب مش انك تفرج الناس عليها حرام عليك أتقى الله دى أمانه عندك ربنا هيسألك عليها

ألتفت اليها بعصبيه وقال:
- عجبك كده يا وش النحس خاليتى اللى يسوى واللى ميسواش يكلم معانا
لم يستطع زوجى ان يضبط أعصابه فى هذه اللحظه :
- قام وجذبه من ملابسه وتوعده  قائلا:
- والله لو مكانش معانا حريم أخاف أفزعهم كنت عرفتك مين اللى ميسواش يا عديم المروؤة ..انت راجل انت

تجمع الناس حولهما وانا فزعه جدا ومتوترة وواضعه يدى على قلبى وكأننى أبعث الطمأنينه فى نفسى
قامت ياسمين متوسله لزوجى:
- أرجوك سيبه
والناس يحاولون فكاك قبضة زوجى عن ملابسه :
- صل على النبى يا شيخ , مش كده معلش , أمسحها فينا
نظر لى زوجى فوجدنى على وضعى هذا خائفه فتركه وهو يدفع بحدة للخلف و يتوعده أكثر بنظرات حاده
وجاء ليجلس بجانبى ولكن الناس أشاروا عليه ان يجلس بعيدا عنه وقام احد الاشخاص من مكانه هو وصديقه وبدلا معنا المقاعد  فأصبحنا بعيدين عنهما بعض الشىء

أجلسنى وجلس بجوارى وأمسك بيدى يطمئننى وهو يقول:
- متخافيش  متخافيش انا اسف مقدرتش أمسك نفسى ..حيوان صحيح
قلت له:
- أتدخلت ليه

زوجى:
- مش شايفه يعينى مراته عامله ازاى وهو بيعمل فيها ايه , خلاص مفيش خوف من ربنا للدرجه دى ..بيفترى على واحده ست
قال أحد الاشخاص :
- يا شيخ سيبه منه لله انت كده ممكن تخاليه يستحلفلها ويمد ايده عليها قدامنا
قال زوجى بحده:
-  طب خاليه يعملها
قلت له هامسه:
- هو انت تعرفها يعنى يا أدهم
زوجى :
- هو انا يعنى لازم أعرفها علشان ادافع عنها ..مش دى أختى فى الدين ولا ايه ..انا مقدرش أشوف حد بيمد أيده على واحده ست واسكت

صعد السائق وبدأ الاتوبيس فى التحرك وأنا ألمح المسكينه واضعه رأسها على زجاج النافذه..  وكأنها تشكى اليه سوء أختيارها وجهل قلبها وظلام حبها

يا ألهى ..لا أعلم ماذا أقول لك ..أنها المره الاولى فى حياتى التى أقول فيها الحمد لله وأنا أتلذذ معناها بهذا الشكل  , لقد حرمتنى من البذائه لتعطينى المروئه والشهامه , حرمتنى سوء الخلق لتعطينى حسن الخلق
حرمتنى رجل سىء العشرة بذىء اللسان لتعطينى رجل حسن العشرة حلو الكلام
يا ألهى كم فى الكون من مليون سامح لهم غلاف خارجى لامع جاذب ......وبواطنهم سيئه
وكم من فتاة غرها هذا البريق الامع وطارت اليه كالفراش الذى يطير الى النار ليلقى حتفه وهو يظنه النور

لا أملك الا الحمد من قلبى لا أملك الا شكر وجدانى
ووجدت نفسى ألف ذراعي الاثنتين حول ذراع زوجى وأحتضن ذراعه بقوة وأضمها الى صدرى لتصل الى قلبى.... فنظر لى متعجبا فأشرت إليه أن يقترب ...فلما أقترب همست فى أذنه بشوق السنين :
- بحبك
رفع رأسه ونظر لى بأبتسامه مندهشه ثم مال مرة أخرى وهمس غير مصدق :
- قولتى ايه ؟!
قالت منى مكرره بصدق :
- بحبك ... بحبك أوى

أبتسم أدهم أبتسامه عريضه وهو يضم أصابعى بين أصابعه بقوة يغلفها الحنان
وهمس فى أذنى:
- يااه أخيرااا.... أحمدى ربنا أننا فى الشارع دلوقتى وإلا مكنش ههيحصلك كويس

ضحكت ضحكه خافته لم يسمعها ولم يراها على شفتى ولكنه رآها فى عينيى واصلت ضم ذراعه بقوة الى صدرى وأرخيت رأسى على كتفه وأغمضت عيونى باسترخاء لم يحدث لى من قبل
وبين الحين والاخر أفتح عيونى فيذهب نظرى بدون أرادة إلى المرأة المسكينه التى تستند برأسها على زجاج النافذه  .. أشفقت عليها بشدة فكل هذا الحزن المطل من عينيها ولكنها لا تجد رجل حنون مثل زوجى ترتاح على كتفه مثلى
ثم توجهت بنظرى الى الرجل العابث الذى يجلس بجوارها وشعرت جدا بالغضب
وانا اقول فى نفسى "كيف يتجرأ هذا العابث ويتكلم مع زوجى بهذه الطريقه الفجه  الا يرى ان زوجى تركه فقط لان معه زوجته المسكينه هذه ":
- قلة أدب صحيح

نظرت الى زوجى الحبيب وأنا أرفع رأسى له فوجدته مسترخى جدا وتعلو وجهه أبتسامه وهو يردد بخفوت :
- الحمد لله الحمد لله الحمد لله

أغمضت عينى مرة أخرى وأرخيت ر أسى على كتفه ولاول مرة أنام فى مواصلات عامه
لا أعلم كم مضى من الوقت ولكنى صحوت على هزه خفيفه من زوجى وهو يقول :
- يالا الناس كلها نزلت كده هيقولوا علينا لابسين حزام ناسف وعاوزين نفجر الاتوبيس وهو فاضى يالا
أبتسمت لدعابته وقمت وأنا ممسكه بيديه ... بحثنا عن تاكسى حتى وجدنا ومازلت ممسكه بيده وهو بجوارى فى التاكسى قلت له:
- أدهم .. أنا عاوزاك تحفظنى قرآن ممكن؟
أدهم بفرح:
- ممكن طبعا ..ايه رأيك أبقى الشيخ بتاعك ولا أنتى تحبى تروحى معهد؟

منى:
- الاتنين ..  لحد ما أخلص الجامعه تبقى أنت شيخى وبعد ما أخلص أروح معهد  ايه رايك؟

أدهم بحماس:
- طبعا موافق جدا تحبى نبدأ أمتى؟
منى:
- أول ما نطمن على والدك ونرجع البيت

أدهم بشغف:
- أتفقنا ..... وأهو هبقىأانا أول واحد حفظ زوجته القرآن وهما فى شهر العسل
منى بتعجب:
- شهر العسل ايه هو مش خلص

هز رأسه نفيا وقال بهمس:
- لالالا  , ده لسه هيبتدى
أبتسمت بخجل ونمت على كتفه مرة أخرى ..حتى وصلنا لمنزل والده

لم تنفذ والدته نصيحته وأتصلت بمنال وجاءت بها هى وزوجها
قابلتنى والدته بدهشه وهى تقول:
- ايه ده معقول منى!! أنتى لبستيه أمتى البتاع ده؟

أدهم :
- يا ماما اسمه النقاااااااااااب
قبلنى أخى هشام فرحا بى جدا وهنأنى على قرارى السليم ونظر لمنال وقال :
- عقبال ناس
"منال طول عمرها قلبها أبيض" عندما رأتنى هكذا نسيت ما كانت تكرهه مني  وأقبلت علي وقبلتنى وهنأتنى به كثيرا قالت:
- عقبالى

أدهم وهو يحدث والدته:
- ها يا ماما بابا عامل ايه دلوقتى
والدته:
- أتحسن شويه بس لسه تعبان برضه يابنى

منال وهى تتثائب :
- حرام عليكى يا ماما كل شويه تجبينا على ملى وشنا كده وانتى عارفه ان بابا الحكايه كلها شوية ضغط
والدتها:
- كده يا منال ده أبوكى اللى رباكى وعلمك مش عاوزه تقفى جنبه وهو فى الحاله دى

منال:
- يا ماما حالة ايه دى كل الحكايه شوية ضغط بابا كويس والحمد لله

والدتها:
- لا انا مش مطمنه ابدا كل شويه الضغط يرتفع كده لا لازم نوديه المستشفى
أدهم يعلم جيدا طبعا والدته القلق بصفه دائمه:
- الصبح ان شاء الله يا ماما أول ما يصحى هنوديه على طول مش معقول نصحيه دلوقتى

أقتربت منال من أدهم وقالت :
- بعد كده يا حلو أنت اللى هتدبس لوحدك هشام خلاص هيرجع الشغل كمان أسبوع
تفاجأ أدهم وقال محدثا هشام :
- بجد يا هشام حددت خلاص معاد السفر

هشام :
- اه ان شاء الله كلها أسبوع وأخلع
منى بحزن:
- طب مش تقول يا هشام , كده برضه

هشام:
- والله كنت هقولك بكره الصبح , معرفش اللى هيحصلنا النهارده ده

أقبلت والدة أدهم وهى تقول:
- معلش بقى يا ولاك أدخلوا أستريحوا شويه للصبح  سامحونى أنا تعبتكوا وجبتكوا كده على ملى وشكوا

منزل والد زوجى ليس به الكثير من الغرف فأضطررنا الى النوم أنا ومنال فى غرفه وأدهم وهشام فى المعيشه
بعد أن أغلقنا علينا باب الغرفه أنا ومنال قالت لى بود:
- متزعليش مني يا منى أنتى عارفه أنى بحبك بس يعنى أضايقت شويه على أخويا
منى بابتسامة:
- مش ممكن أزعل منك ابدا على فكرة ..... ده انتى اختى يامنال

تسامرنا قليلا وحاولت بعدها أن أنام مثلها ولكنى لم أستطع  كان قلبى يهفو شوقا إلى زوجى لا أريد أن أنام بدونه "وحشنى أوى بقالى نص ساعه مشوفتوش"

تركت منال نائمه وخرجت أبحث عنه فسمعته يتسامر مع هشام وضحكاتهم تعلو واحده بعد الاخرى
حتى أشار أدهم لهشام أن يخفض صوته قائلا:
- ششش عاوز أمى تسمعنا تيجى تنيمنا بالعافيه وطى صوتك

هشام:
- خلاص يا عم أيه كارت الارهاب اللى الحاجه عملهولنا ده
أدهم مشاكسا:
- ايه مش عاجبك طب يالا أتخمد بقى

مررت من أمامهم وتوقفت وأنا اقول:
- أنا رايحه أعمل شاى حد عاوز

نظرا لى بدهشه وقال هشام:
- من أمتى وأنتى بتشربى شاى ما أنتى طول عمرك مبتحبيهوش

نظرت الى أدهم وأبتسمت وقلت بدلع:
- بقيت أحبه

قال هشام:
- يا بختك يا عم أدهم , شوف أنا بقالى أد ايه متجوز أختك ولحد دلوقتى مش عارف أخاليها تحب العسليه

ضحك أدهم وقال:
- والله العظيم أنتوا الاتنين أعبط من بعض
تركتهم ودخلت المطبخ لأصنع الشاى الوهمى وضعت براد المياه على النار  ورفعت رأسى للجزء الاعلى من المطبخ أبحث عن شىء غريب يحبه الناس يسمى الشاى
بعد لحظات قليله دخل أدهم المطبخ وقال :
- أنا قلت برضه مش هتعرفى طريق الشاى والسكر
أقترب من مكانى وأشار لى على علبة الشاى وقبل أن أمسك به ألتقطه سريعا وقال:
- كده ببلاش ؟   وأشار إلى وجنته
طبعة قبله على خده وحاولت أخذ العلبه منه ولكنه قال:
- لالالا دى معجبتنيش .. واحده تانيه بسرعه ... وأشار الى شفتيه..
لم أعد أستطيع أن أرفض له طلبا أبدا فطلبه عندى أصبح أمراً وإن حمل لهجة الرجاء

بعد قليل

دخلت منال المطبخ فجأة دون أن نشعر وهتفت  :
-  الله الله  , ايه الرومانسيه دى كلها
أحمر وجهى خجلا لما رأتنا عليه وتخلصت من ذراعيه سريعا وهربت الى الغرفه
تدثرت وغطيت وجهى وأصطنعت النوم حتى لا أرى منال مرة اخرى بعد هذا الموقف المحرج
ولكنى فوجئت بها بعد دقائق تنزع الغطاء من على وجهى وتضحك وتقول :
- حــــــالة تلبس أقبضوا عليــــــها
ضحكت منها وغطيت وجهى مرة أخرى فقالت :
- مكسوفه ليه ده جوزك , طب تصدقى بالله أنا فرحتلكوا .. كده بقى أسافر وأنا مطمنه على أخويا
لم أرد عليها كانت جريئه جدا وكان جسدى ملتهب من هذا الموقف المحرج

أستيقظت صباحا على صوت أدهم وهو يوقظنى برقه :
- قومى بقى يا منى عاوزين نمشى
قلت بابتسامه خجله:
- صباح الخير

أدهم بحب:
- صباح النور والفل والجمال
ثم أشار إلى شفتيه وتابع :
- وطعم الشهد اللى لسه حاسس بيه
خفضت رأسى خجلا من تلميحاته ودخلت منال تقول :
- يالا الفطار جاهز

منى بتسائل:
- هو عمى عامل ايه دلوقتى ؟
منال :
- الحمد لله كويس أتمرنى بقى وخدى على كده

أدهم محذرا:
- أسكتى بدل ما أمك تسمعك
منال وهى تخرج:
- طب يالا تعالوا انا خلصت الفطار يالا هشام هيخلص الاوملت

خرجت منال وخرجت خلفها ولكن أدهم همس فى أذنى وأنا أمر من أمامه:
- بسرعه خالينا نروح بيتنا بقى   , خرجت مسرعه وقلبى ينبض بشدة

الحمد لله والده كانت صحته جيدة وجلس للأفطار معنا وأخذ أدهم وهشام بألقاء وتبادل النكات
ولا نملك أنا ومنال ووالدته ووالده الا الضحك المتواصل
بعد لحظات ألتقت عيناي بعينيه وفى غفله ممن حولنا أرسل لى قبله فى الهواء تلقيتها بأبتسامه خجلة وتركت عيناى تبتعد عنه فهو لن يتوقف ابدا
نظرت إلى والد أدهم وقلت له بود:
- بس حضرتك يا عمى خضتنا عليك أمبارح الحمد لله أنك بخير
أجابنى بحنان:
- والله يا بنتى ده أنا اللى عاوز أتأسفلكوا .. جبناكوا فى وقت زى ده وكمان فى المواصلات زى جوزك ما قالى
لا أعلم لماذا أنتشى قلبى سعادة وهو يقول "جوزك "..أول مرة أشعر أنى أنتمى إليه وأنا سعيدة بذلك

أدهم:
- بصراحه يا بابا هى اللى صممت تيجى معايا تطمن عليك
والدته:
- الحمد لله أنك أتحسنت يا أبو أدهم أحنا كنا فين وبقينا فين

قال بعتاب:
- يا ستى منا قولتلك قبل كده دى حاجه عاديه أنا مش عارف أنتى بتخافى عليا أوى كده ليه
قالت:
- متقولش كده لو مكنتش أخاف عليك أومال أخاف على مين هو أنت فى حد حنيتك فى الزمن ده

قالت منى بابتسامة مشاكسه:
- أنا كده عرفت السر يا عمى
الاب:
- سر أيه يا بنتى

منى:
- سر حنية أدهم ,  أتاريها بالوراثه بقى
الام:
- إلا يا بنتى ده أدهم عليه حنيه والله ما شوفتها غير على أبوه

منى مؤكدة:
- أنتى هتقوليلى يا ماما ما أنا عارفه
نظر لى أدهم نظرة حب طويلة أعقبتها تنهيده من منال  وهى تقول:
- شايف يا عم هشام الحب , أظاهر كده أنا راحت عليا
 قال هشام على الفور:
- لا يا حبيبتى مين ده اللى راحت عليه أنا ساكت بس بستمتع بوصلة الحب الصباحيه دى
لكن أنتى عارفه أنك فى الحته الشمال

أنهينا الفطار سريعا ودخلت لأرتداء ملابسى  وأستأذنا الجميع للعودة إلى عش الزوجيه لكن والدته أبت بشدة ورفضت رفض قاطع وصممت على بقائنا للغذاء  , حارب معها أدهم كثيرا جدا ولكن لا حياة لمن تنادى وأخيرا أستخدمت والدته السلاح المناسب الذى لا يستطيع مقاومته

- يا واد أقعد ده أنا عاملة ورق عنب وكوارع انما ايه
أدهم بلهفه:
- بتقولى ايه يا حاجه ورق عنب وكوارع أشطه عليكى

ضحكت على طفولته هذه الذى لا يستطيع ان يتحكم بها ابدا وقلت:
- يا سلام يعنى هتقعد دلوقتى علشان ورق العنب

قال رافضا :
- لالالالا مش ورق العنب بس دى كوارع يا حبيبتى كوارع عارفه يعنى ايه..طب والله انا أمى بتحبنى وبتدعيلى وهى فى المطبخ دايما

هشام :
- بصراحه انا مش هقدر أرفض الأكله الجامده دى وهقعد يعنى هقعد

تبعنا الام الى المطبخ لمساعدتها فى الطبخ وقد ساد جو من المرح لا ينقصه إلا والدتى وتكون الصورة قد أكتملت هكذا عبرت عن ما يجول بخاطرى أمام والدة زوجى ومنال
فقالت والدة أدهم بسرعه:
- والله فيكى الخير يا بنتى ختيها من على لسانى روحى يا منال أطلبى الحاجه ونادينى أكلمها
تكلمت والدة أدهم مع أمى وصممت أن تأتى , وافقت أمى على الفور فهى لا تحب البقاء مع زوجة أخى الاخر كثيرا  وهكذا أكتملت الصورة وبها كل من أحب وأعتبرت هذه هى الصورة المثاليه للعائلة البسيطه المحبه
 التى كنت أتمناها لا أعلم لماذا دمعت عينى وأنا أنظر الى الجميع على طاولة الغذاء وهم يأكلون ويتضاحكون

لم يلاحظ أحد منهم دمعه سريعه فرت من عينى فمسحتها فى سرعه ولكنى كنت مخطأة  لقد كان هناك من يلاحظ ويراقبنى عن بُعد ويسألنى بقلبه عن هذه الدمعه
لم ألاحظه إلا عندما سمعت صوت والدته تقول:
- مالك يا أدهم مبتاكلش ليه يا حبيبى
أنتبهت فى هذه اللحظه أنه كان يتابعنى عن بعد وقال لوالدته منتبهاً:
- هه لا يا ماما مفيش حاجه سلامتك , ده انا خلصت الاكل كله اهه هو انا سبت حاجه

أنهى أدهم طعامه وقام ليغسل يديه , قمت خلفه مباشرة ووقفت بجواره أحمل المنشفه وأنتظره ..أنتهى من غسل يديه وأخذ المنشفة مني وهو يقول بصوت خفيض:
 - ايه الدمعه اللى شوفتها دى ..ممكن أعرف؟

منى:
- انا اسفه يا حبيبى مش عارفه جرالى ايه
أدهم:
- أنتى فاكرانى هقتنع كده يعنى
قاطعنا صوت والدته وهى تطلب مني صنع الشاى
وانا أُعد لهم الشاى جاء تليفون لهشام وأضطر ان يأخذ زوجته ووالدتى لتوصيلها والذهاب الى موعد ضرورى  و سلم علينا وأخذهم وذهب سريعا
ثم دخلت الغرفه لأرتدى ملابسى دخل أدهم خلفى وصمم بشدة أن يعلم سبب دموعى , أنا لم أكن أعلم سببها بشكل صحيح وواضح ولم يستطع أدهم أن يستوعب أن صورة أسرتهم هى التى أثارت شجونى
لا أعلم لماذا شعرت بغصة فى حلقى فى هذا الوقت  وأنفجرت دموعى وأنفجر معها ألم السنين وانا أقول :
-  أنا عمرى ما كنت زى كل البنات... كل البنات كان ليها أب أو أخ يخدها فى حضنه ويعلمها الحياة فيها ايه  والناس بره البيت شكلها ايه .. إلا أنا
عمره ما خدنى فى حضنه عمره ما طبطب عليا حتى لما كان بيشوفنى تعبانه كان كبيره أوى يقول ودوها للدكتور
عمره مقالى مالك يا بنتى .. بنات ايه اللى المفروض أبقى زيهم ؟!.. البنات اللى كنت بشوفهم متعلقين فى ايد أبهاتهم واخواتهم  , البنات اللى كنت بدخل بيوتهم وبشوف علاقتهم بأبهاتهم أحس أن أنا يتيمه ...أنا يتيمه من زمان أوى يا أدهم أنا كنت دايما يتيمه حتى لما كان أبويا عايش ..علشان كده لما مات محستش أنه مات لانه كان ميت من زمان أوى .. زى ما مشاعرى كانت ميته من ناحيته من زمان.. ومش كده وبس

أنت عارف ؟... أنا كنت بشوف زمايلى فى المدرسة ماشين جنب أخوتهم بيوصلوهم وبيطمنوا عليهم
وأنا الوحيده اللى أخويا بيمشى ورايا بيراقبنى عاوزنى أغلط أى غلطه علشان يفضحنى ....ليه ؟!! .. ليه كده
.. ليه مياخدنيش فى حضنه ليه بدل ما يراقبنى ...طب يفهمنى , ما يفهمنى الدنيا ما يفهمنى الولاد بيعملوا ايه وأزاى أخلى بالى من نفسى , ما يفهمنى يا أدهم بدل ما يراقبنى ويحسسنى أنى مجرمه على طول
أنت عارف يا أدهم أنا أيه أول حاجه حبتها فيك؟...علاقتك بأختك , حبك ليها هزارك معاها , بتتفاهموا مع بعض بالنظرة , ده غير علاقتك بأختك هيام  ووقوفك جنبها وخوفك عليها ونصحك ليها ولجوزها وتحملك مسؤليتها ومسؤلية بنتها
أتمنيت تبقى أخويا أنا .. وأبويا أنا ... أنا كنت محرومه دايما يا أدهم ... حرمونى من كل المشاعر اللى فى الدنيا , أنا كنت عامله زى الارض العطشانه اللى بتترجى أى نقطة ميه حتى لو كانت دموع

وفى هذه اللحظة زاد أنتفاضى وأنتحابى وكأنى أنعى إليه نفسى وهى على قيد الحياة  حتى قدمي تخلت عنى وتركتنى لأسقط .. لكن أدهم أنتبه لذلك رغم دموعه وأنقذنى من السقوط وأحتضننى ....بقيت فى حضنه فترة ليست بالقصيرة أبكى وأبكى وأرتعش أستسلمت لحضن زوجى وسكنت فيه وكأننى أروى جوارحى من عطش السنين العجاف ظل أدهم صامتا وهو يحتضنى بقوة ويرتب على ظهرى وكتفى ويمسح على شعرى وعندما هدأت وسكنت تماما قال:
- ياه يا منى متكلمتيش ليه معايا من زمان ,, عارفه يا حبيبتى أنا ايه أكتر حاجه كانت بتصبرنى على بعدك عني ؟ مش عارف ليه كنت دايما بحس أنك بنتى وكنت دايما أحس أنك محتجانى زى منال بالظبط
وكنت بحس بمسؤليتى ناحيتك زيها بالظبط  , أنتى كل أهلى وأنا كل أهلك يا منى , ترضى بيا ولا ترفضى ؟

نظرت له من بين دموعى بأمتنان وقلت:
- المهم أنت اللى ترضى عني بعد كل اللى عملته فيك

أدهم بابتسامة جذابه:
- عملتى أيه ؟...أنتى حبتينى وخلتينى أحبك ,هو ده اللى أنتى عملتيه فيا, هو فى أجمل من كده

شعرت براحة نفسية لم أشعر بها من قبل شعرت أنى وجدت نفسى  , لقد كانت أكبر غلطه أرتكبتها أنى كنت أبحث عن نفسى فى مكان آخر بعيد عن هذا الحبيب الغالى  ولا أعلم لماذا عادت الى مشاعر لم أشعر بها من قبل نحو أبى  ووجدت نفسى أبكى لوفاته وكأنى لم أعلم بوفاته إلا اليوم .


ونحن فى طريق العودة إلى المنزل ,, كأنى لم أرى هذا المكان من قبل ,, كأننى أذهب إليه لأول مرة فى حياتى كلها ,,  فتحت زجاج النافذه وبدأت أستمتع بالهواء العليل فأنا كما تعلمون أحب الاماكن المتسعه الغير مزدحمه  وكأن النسيم قد شعر بذلك فأخذ يداعب وجهى من وراء غطاءه وأنا اغمض عينيى وكأننا نلعب الغميضه
لاحظ ادهم أستمتاعى فتركنى حتى أنتهيت وعدت ألتصق به وأقول:
- الله المكان هنا حلو أوى
أدهم بتعجب:
- غريبه أوى ...أنتى أول مرة تشوفيه ولا ايه

منى بسعادة:
- بجد حاسه أنى أول مرة أشوفه

أدهم:
- طب يا ستى ألحقى بقى أستمتعى بيه علشان بعد ما تخلصى دراستك على طول هنخلع من هنا
منى:
- ازاى يعنى

أدهم:
- ولا حاجه أمبارح هشام كلمنى على شغل معاه هناك وشكلها كده فرصه كويسه قوليلى صحيح ايه رأيك؟

منى بسعادة:
- بجد يا أدهم , الله يعنى هنبقى مع هشام فى نفس البلد
أجاب مؤكدا ثم تابع بأهتمام:
- وكلام فى سرك أنا حاسس أن مامتك مخنوقه اوى هنا وناويت ناخدها معانا , أتكلمنا أنا وهشام فى الحكايه دى برضه وهو خلاص رتب نفسه ياخدها معاه المره دى وهو مسافر , أنتى عارفه مامتك بتحب منال
وشكلها مش مستريحه مع أخوكى الكبير ومراته

ضغط على يده من فرط سعادتى وأنا اقول:
- بجد يا أدهم يعنى هنبقى كلنا مع بعض
أدهم بابتسامه حانيه :
- أنا كنت عارف برضه أنك هتفرحى أنا عارف انتى بتحبى هشام قد أيه

قلت بتفكير:
- بس كده هقعد مشفش مامه لحد ما أخلص دراسه؟
أدهم:
- لا مش لازم تخلصيها كلها ممكن نسافر بعد أمتحانات السنه دى  وأخر سنه تاخديها أنتساب وتنزلى على الامتحانات على طول

شعرت فى هذه اللحظه أن أدهم حقق لى أغلى أمانى حياتى سوف يجمعنى بكل من أحب فى مكان واحد
شعرت أن حبى له يزيد وأن قلبى لا يدق أنما هو يطرق باب قلبه

دخلنا عشنا وأدهم فى منتهى السعادة والحماس , رفعت نقابى ووقفت مكانى وكأنى أدخل بيته للمرة الاولى
نظر لى وهو يقول بتسائل:
- فى ايه مالك؟

شعرت بمشاعر غريبة مزيج من السعادة والتوتر والخجل كانى عروس ليلة زفافها وقلت بخفوت:
- مفيش بس حاسه أنى أول مرة أدخل بيتك
أقترب مني بابتسامة شغوفه وهو يقول:
- لاه ده أنتى حالتك دى ميتسكتش عليها أبدا

حاولت الفرارخجلاً  منه وأنا أقول بتلعثم:
- الله   ,, أنت مش قلت نفسك تشوفنى بفستان الفرح
للمرة الأولى أراه ينظر لى نظرة جريئة متفحصة ثم قال بهدوء :
-  آه صحيح يالا أدخلى ألبسيه

منى مداعبة:
- وأنت مش هتلبس بدلة الفرح؟
 قال بمزيج من المزاح والحنين:
- طبعا هلبسها , فى عريس يحضر فرحه سبور كده

منحنى أدهم مهلة مفتوحه من الوقت لأستعد وأرتدى فستان زفافى .. نظرت فى المرآه وأنا أضع لمساتى الأخيرة على وجهى بعد أن ثبت طرحة الفستان على شعرى وكأننى أول مرة أشاهد نفسى وأنا عروس

كنت سعيدة جدا وأدور حول نفسى لأشاهد الفستان من كل جوانبه , تأخرت بعض الوقت حتى أنتهيت فسمعته
يطرق الباب وهو يقول مداعباً:
- كده بقى خدتى وقت مضاعف وهحسبه من الوقت بدل الضايع خلاص ولا لسه ؟

أستدرت فى مواجهة باب الغرفة وأنا قلبى يدق بشدة ويخفق بجنون
وقلت :
- خلاص

فتح الباب ببطء و دخل بخطوات هادئة , نظرت إلى حلته الرائعه وشعرت انى اراه يرتديها لاول مرة  , كأنه عريس يوم زفافه , كانت به وسامه وجاذبيه لم أشاهدها من قبل  فى أى رجل قابلته  فى حياتى  علت وجهه أبتسامة رضى وشوق مطولة مختطلة بنظرات لم أراها فى عينيه من قبل وكانه كان يخبأها لتلك اللحظه  ,,
لم يترك كلمة مديح إلا وقالها لم يترك كلمة غزل إلا وغازلنى بها حتى ذابت مشاعرى وأشتاق له قلبى
ولأول مرة أسمع منه هذا الدعاء 
( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )

ونزلت علينا ستائر الوصال .... ولم يعد بيننا شىء مُحال ...
وصعد بى فوق كل التلال .....  وقذف بى فى بحر الخيال ..... 
ولم يعد حبنا كلام يُقال .... وأصبح زوجى هو معنى الجمال 
              وذقت معه كل حب حلال
*********************

إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من  قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري
تابع 
الفصل السادس والعشرون والأخير
 من قصة أكتشفت زوجي فى الأتوبيس لدعاء عبدالرحمن 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة