-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد - الفصل التاسع والعشرون والأخير

أهلا بك مرة أخري في موقع قصص 26 ويسعدني أن أقدم لك الفصل التاسع والعشرون والأخير من رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد وهي نوع مختلف من القصص الرومانسية المليئة بالصراع بين الحب والإخلاص.
 تتسم رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد بالكثير من الأحداث والمواقف الدرامية التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد (الفصل الثامن والعشرون)

رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد - الفصل التاسع والعشرون والأخير
رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد
=============================

 رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد - الفصل التاسع والعشرون والأخير

قبل أن يلتحم بها حرفيًا كان الباب يُدفـع بعنف وصقر كالثـور الهائـج يدلف راكضًا ليجذبه من قميصه بعنف ويلقيه ارضًا ثم اصبح يلكمه عدة مرات بجنون....
وترنيم أصبحت تصرخ بارتعاد وهي تسمع اصوات العراك ليس الا !!...
قلبها ينبض بخوف رهيب... خوف كالحشائش التي اشتعلت بها نيـران لا تُطفىء!!..
اصبح يضربه بجنون..
الشياطين تلبستـه بمجرد ان رآه شبه ملتصق بها !!..
كيف لشخصًا غيره أن يمسه ؟!!!
أن يستمتع بقربها ويختلي بها هكذا دون أي قيود...!!
لم يتركه الا عندما بدأ رجال الامن يفصلوه عنه بصعوبة شديدة وحازم ملقي ارضًا خامد القوى ينزف من كل اتجـاه.. !!!
كان يلهث وهو يحدق به فاقد الوعي ووجهه مغطى بالدمـاء ليسير تجاه ترنيم التي ما إن وضـع يده عليها إنكمشت على نفسها بخوف شديد..
فاحتضنها بحنان وهو يهمس لها :
-هشششش اهدي يا حبيبتي اهدي يا ترنيمتي انا معاكِ
لفت يداها من حوله وازداد بكاءها.. لم تكن تتخيل شعورها إن رآها في ذلك الوضع.... والان يهدئها بكل بساطة؟؟!
رفعت رأسها له لتسأله بتوتر :
-أنت آآ... عـ عرفت منين اني هنا؟
تنهـد بقـوة تنهيدة تحمل الكثير والكثير في طياتهـا.. ثم تشدق بــ :
-المرة اللي فاتت لما اشتكيت قالولي عديها، المرة دي شوفته وهو بيسحبك فروحت جبت صاحب المستشفى وجيت على طول عشان مش هسكت الا اما يطرد من هنا !!
وبالفعل كان الرجل جواره يتنحنح متمتمًا بصوت حرج :
-نعتذر لك يا سيد عما حدث، وأعدك أن يحذف اسمه من نقابـة الاطبـاء لسوء استغلاله لمرضـاه.. وتعويضًا منا على ما حدث ستدفع المستشفى نصف ثمن العملية التي ستُجرى بعد قليل لزوجتك!!
رد صقر بجدية :
-انا لم اكن يومًا طامع بالأموال، لدي منها ما يكفيني.. ويكفي ان لا يصبح طبيبًا بعد ذلك وقد نال قدرًا كاف من التهذيب البدني
عندها سمعـوا صوت "جسار" الذي أتى لتوه من الفندق يتدخل قائلاً بخشونة :
-في ايه يا صقر؟؟
هـز "صقر" رأسه نافيًا ليتابـع مدير المستشفى بابتسامة هادئة :
-حسنًا.. اتمنى لزوجتك الشفاء والنجاح بالعملية... عمت مساءً !
ثم غادر هو وباقي الطاقم ومعهم "حازم" الفاقد للوعي...!
ليزفـر "صقر" عدة مرات..
تنفك وعكـات حياته ام يُهيء له ذلك؟!...
لم يبقى سوى تلك العصابة التي تسعى خلفه.. وحينها تصبح حياتهم صفحة ناصعة البياض!!...
نظر لجسار ثم تمتم بهدوء :
-متقلقش مشكلة بسيطة وحليتها، المهم انت جيت لية؟ انا كنت هتصل بيك اول ما تخرج من العمليات ان شاء الله
كان "جسـار" متلهف حد الجنون وهو يخبره بسرعة :
-انا مضطر انزل مصر على اول طيارة.. في حاجة مش طبيعية بتحصل في مصر ولازم اروح..
انتبـه لترنيم التي غزى صوتها القلق الحقيقي وهي تسأله مستفسرة :
-حصل ايه يا جسار طمني؟ نور كويسة
هـز رأسه بقلة حيلة :
-معرفش بعتتلي نص رسالة كتبالي جسار إلحقني وتليفونها مقفول دلوقتي.. كلمت جارتنا قالتلي بخبط محدش بيفتح !!!! لازم انزل مصر
ثم سارع يحتضن ترنيم وهو يتمتم وقد ارتعشت نبرته كمن على خط الموت :
-اسف يا حبيبتي، انا سايبك هنا فـ إيد امينة.. لكن نور ملهاش حد هناك الا اختها واكيد ماحكتلهاش حاجة
اومأت ترنيم مسرعة ببسمة ناعمة :
-ربنا يعينك يا حبيبي لما توصل كلمني
اومأ مؤكدًا ثم القى التحية على صقر ليغادر على الفور...
وفجأة شهقت ترنيم وهي تشعر بصقر يجذبها من خصرها له بعنف مغمغمًا :
-هششش اوعي تنطقيها تاني
سألته بقلق :
-هي ايه؟!
كان إصبعه يتحسس شفتاها المرتجفة كالعادة حينما تتوتر ... كسمفونية تغريه للعزف عليها بشفتـاه !!...
ليهمس بشرود :
-كلمة حبيبي ماتطلعش غير ليا.. ليا انا وبس
ثم لثم عنقهـا بعمق جعل اعصابها ترتخي ليستطرد همساته الحارة :
-انتي كلك ليا.. بتاعتي انا حبيبتي انا.. ومحدش ليه الحق يسمعها غيري
ثم ضغط على خصرها بعنف لتفتح شفتاها متأوهه بألم وهو يكمل :
-فاهمة ؟؟
اومأت بسرعة.. فلم يترك هو تلك الفرصة بالطبـع.. إنقض على شفتاها بلهفة ذئب جائع لفريستـه...
يأكـل شفتاهـا ما بين السفلية والعلوية والنهم في لمساته يتزايد...
وهي تحاوط رقبته وتبادله شغفه بجنون اشد.. شكل إعصـار من اللهب حولهم !!...
قطع تلك اللحظة احدى الممرضات التي دلفت لتبتسم باحراج ما إن رأتهم :
-اعتذر عن قطع لحظتكم السعيدة.. غرفة العمليات جاهزة والطبيب ينتظركم !!
ثم غادرت ليسبهـا صقر بصوت عالي، فضربته ترنيم على صدره بخجل :
-عيب احترم نفسك
عض شحمة اذنهـا وهو يقول بعبث :
-وهو انتِ لسه شوفتي العيب؟؟ دا انا هوريكِ كل مراحله اما نرجع الفندق بس !!!......

*******

بعد مرور ساعات.....

وصل "جسـار" منزله ركضًا.. لم يتخيل ماذا عسـاه أن يفعل إن اصـاب تلك المعشوقة مكروه ؟!...
لمن سيخـرج ذلك النفس الذي يغادر صدره.. ولمن سترقص تلك الدقـات التي تؤرق قلبه !!....
طرق الباب بقوة وهو ينادي على "نور" :
-نووووور... نوووور افتحي
مـرت دقائق قليلـة مرت عليه كساعات في الجحيم ليجد الباب يُفتح ووالدته تهتف مستنكرة رؤيته الان :
-جسار !! أنت جيت امتى يا حبيبي؟
دفعه بهدوء من امامه ليدلف مسرعًا وعينـاه كجندي لا يبحث في ساحة الحرب الا عن حياته !!....
وجد غرفة "حسام" مفتوحة فركض مسرعًا ودلف لها ليرى ما هو الوضع عليه..
نور في نفس موضعها على الفراش تبكي بقوة وتلك السيدة امامها تجلس بهدوء غريب...
ركض نحو نور ليجعلها تنهض وهو يأخذها بأحضانه متمتمًا بصوت به بحة الصدمة :
-هششش اهدي انا معاكِ خلاص محدش هيأذيكِ اهدي
ولكن بكاؤها ازداد بمجرد أن اخترق عطره أنفها وتنبهت لوجوده...
وجوده أنـار تلك الربطة العصيبة التي كادت تخنقها بظلامها !!...
فظلت تردد اسمه دون توقف وهي تحتضنه باكيـة..
نهض معها ليغادروا تلك الغرفة.. ثم دلفا معًا الى غرفة جسار ليجلس نور هامسًا بحنان :
-استنيني دقيقة واحدة راجعلك تاني
وبالفعل غادر متجهًا للخارج..
وبمجرد أن رأى تلك السيدة إنفجـر كالأعصـار الذي اصبح يهدد سير الرياح الطبيعية :
-اطلعي برا يا ست إنتِ، برا إياكِ تعتبي عتبة البيت دا تاني عشان ماطلبش لك البوليس !
مطت السيدة شفتاها مرددة بامتعاض :
-والدتك هي اللي طلبتني يا استاذ، وعلى العموم مش هاجي هنا حتى لو بتموتوا !!...
ثم أسرعت تغادر بغيظ.. حينها إلتفت جسار نحو والدته التي كان التوتر يتآكلها كمن ينحت في جماد صلابته واهية !!.....
هتف بخشونة قاسية :
-هي دي الأمانة اللي سبتهالك!؟ هو دا الشيخ اللي وصيتك تجيبيه، جيبالها دجالة وربطاها زي البقرة فـ السرير !!؟
حاولت التبرير بسرعة :
-دا عشان لو حصل حاجة ماتحاولش تضربنا او تهرب بس!!
عندهـا تحررت كل شياطينه...
وإنتفخت اوداجه كمن على وشك القتل في التو واللحظة وهو يزمجر بعصبية مفرطة :
-انتوا اللي مجانين مش هي، انتوا اللي محتاجين تتعالجوا.. على الاقل هي في واحد ربنا يرحمه هو اللي عملها النيلة السحر دا، إنما انتِ ايه؟؟ مش المفروض إنك مؤمنة وعارفة إن القرآن والدين أنسب علاج من التخاريف دي!!...
بدأت تذرف الدمـوع...
ربما تكون اخطأت.. ربما تكون لم تصب هدفها...
ربما أضلت الطريق المرسوم بحديد راسخ...
ولكن تلك الاخطـاء لم تُخلق الا من درع خوفهـا على ولدها الوحيد !!..
إنتبهت لقول جسار الذي أكمل بحدة عدائية واضحة :
-ملكيش دعوة بيا او بـ نور بعد كدة، اكيد مش هتبرى منك بس مش هنسالك إنك ماوقفتيش جمبي فـ وقت انا محتاجك فيه !!....
ثم غادر ليعود لتلك المسكينة بالداخل....
وجدها منكمشة على نفسها تبكي بقهـرة جعلت من قلب "جسار" أشلاء صغيرة....
ليحتضنها بسرعة متمنيًا لو استطاع ادخالها داخله ليحميها دومًا... !!!

******

بعد مرور ثلاث اسابيـع......

كانت "فجـر" تنظف المنـزل وصوت الأغنية المصرية الشهرية " يا بتاع النعناع " يصدح من هاتفها في الأرجـاء...
كانت متكأة تمسح الارضية وتتمايل بخفة مرددة بابتهاج :
-يا بتاع السكر يا مسكررررر.. كل يوم فـ حبيبي بفكر !
وفجأة وجدت من يحيطها من الخلف مغمغمًا بصوت أجش :
-بتفكري فيه لية وهو جمبك اهو ؟!
شهقت هي بعنف وهي تنتصب في وقفتها مغمغمة بفزع :
-الله يخربيتك قطعت الخلف، حسبي الله
ضحك "ليث" بخشونة وهو يراقبها...
كانت ترتدي جلباب قصير يصل حد الركبتين وضيق جدًا يرسم مفاتنها وشعرها مفرود بعشوائية على ظهرهـا وحبات خفيفة من العرق تتساقط منها...
مد يده بحنان يمسح وجهها وهو يهمس بصوت هادئ :
-ربنا يعينك يا حبيبي
عضت هي شفتاها وهمست بتلقائية رغمًا عنها ساخرة :
-تراني اتأثـرت.. لا لا انا مش واخدة على الحنية دي!!
اتسعت ابتسامته المرحة ثم اتكأ بجذعه ليحملها فجأة مرددًا بصوت أجش :
-فعلًا، الست اصلًا عايزة عربجي عايش معاها.. وترجعوا تشتكوا من ارتفاع نسبة الطلاق
ظلت تضربه على ظهره وتتشدق وسط ضحكاتها التي لونت لوحة جديدة مشرقـة لينبوع جديد من حياتهم :
-طب نزلني عايزة اكمل تنضيف قبل ما مامتك تيجي
هـز رأسه نافيًا وراح يستطرد بخبث عابث :
-وانا في حاجات كتير عايز أكملها قبل ما مامتي تيجي وحياتك !
دلف الى الغرفة ليضعها على الفراش بهدوء.. أبعد تلك الخصلة عن عيناها وهو يسألها مشاكسًا :
-عارفة مين جاي النهاردة ؟
سألته بسرعة :
-مين؟؟
اقترب منها برفق يلثم رقبتها بعمق جعل قشعريرة باردة تسير على طول عمودها.. ثم همس :
-هقولك بعدين.. الموضوع دا اهم
حاولت ابعاده عنها وهي تعاود سؤاله بأصرار :
-لا قولي دلوقتي ميييين !!؟
أمسك يداها معًا يكبلهم بيد واليد الاخرى تفرد شعرها واصابعه تتغلغل بين خصلاتها...
يغرق في رائحة شعرها التي تجعله كالثمل لا يعي الدنيا وما فيها..
شفتاه تبحث بتلقائية عن مرمى شفتاها التي كانت كبئر يرتوي العطش منه.. عفوًا بل يرتوي هو وحده منه....
أصبح يلتهم شفتاها بجنون ما إن لمسها.. دائما ما يفقد سيطرته تحت تأثيرها...
يحترق شوقًا لها وهي تشعله بلهيبها اكثر !!....
ابعدته عنها اخيرًا ليرد هو بسرعة :
-باباكِ واختك جم من السفـر عرفت إنهم كانوا مسافرين لان باباكِ كان فـ شغل بس خلص ورجعوا ورحت عزمتهم على فرح جسار اللي حكتلك عنه عشان نشوفهم ونخرج معاهم بالمرة
ثم لم يعطها الفرصة فعادت قبلاته الساخنة تُلهب وجهها كله.. ثم انتشرت اكثر ليقبل كل ما تطوله شفتاه...
بينما يداه تعرف عملها جيدًا فتزيح ذاك الثوب الذي يعيق ما يريده.... !!!

******

كانت "ترنيم" في غرفتهما في صعيد مصر....
عادت لتعيش مع "صقر" ولكن في منزل منعزل عن منزل والده.. لم تتصافى مع والدته كليًا ولكن كشكـر لله عن إعادته لبصرها قررت العفوا عن كل من اخطأوا بحقها....!!
كانت تهندم نفسها مرتدية قميص نوم حارق ومغري بجنون متيقنة من انه سيزيد جنون صقر بها..
نظرت في المرآة لرسمة الحنة التي نقشتها اليوم وهي تبتسم بسعادة..
وبعد دقائق سمعت طرقاته على الباب فهمست بهدوء :
-ادخل يا حبيبي
دلف بالفعـل ليقـع قلبه صريع تلك اللحظة.. خطفته وسلبت أنفاسه ككل مرة تفاجئه بطلتها المغيبة للعقول....!!
كان يقترب منها ببطء مرددًا بعبث :
-صلاة النبي احسن، هو النهاردة ليلة العيد ولا ايه؟!
اصبحت امامه فطوقت عنقه وهي تشاكس أنفه بأنفها مجيبة بنعومة :
-لا النهاردة ليلتنا يا ابو العيال
ثم عادت لجديتها تسأله مضيقة عيناها :
-بس الاول قولي اتأخرت كدة لية معلش؟؟
تنهد وهو يرد بصوت أجش غير منتبهًا لحديثه بل كل انتباهه فيما ترتديه :
-النهاردة كنت بمسح اخر نقطة وساخة فـ حياتنا.. الناس اللي هددوني عشان ابعد عنك كانوا عايزين يلهوني عشان الشغل القذر بتاعهم بس، النهاردة البوليس عرف مكانهم واتقبض عليهم.. انا كنت على علم بكل خطوة بس كنت بجاريهم مش اكتر .. وزمانهم بيدعوا لي في السجن !!
ومع اخر حرف له كانت شفتاه تعزف سيمفونية من نوع آخر...
يأكل شفتاها وكأنه سيجن إن لم يفعل.. يلتهمها بنهم لا يقل ولا ينقص !!...
ابتعدت بعد دقائق لتقول من بين انفاسها اللاهثة :
-طب استنى شوف دي، عملتها عشان فرح جسار ونور
قالتها وهي تستدير لتريه تلك الرسمة على كتفها.. فلم يكن منه الا ان قبل تلك الرسمة ببطء شديد أتلف اعصابها !...
ليهمس بصوت خشن من فرط رغبته :
-تحفه.. لذيذ.. جميل.. عايز يتاكل أكل
ضربته على كتفه وهي تبتسم بخبث :
-هي ايه دي يا حبيبي اللي عايزة تتاكل؟ الحنة !!؟
-لا صاحبة الحنة
قالها وهو يحملها بين ذراعيه وشفتاه تعانق شفتاها في قبلة شرسة نهمة متطلبة ومشتاقة بجنون....
لينتهي بها المطاف ككل ليلة أنينها يطرب أذنيه وتدون ليلة جديدة من لياليهم الملتهبة....!!

*****

مشهد الخاتمة :-

بعد اسبوعان......

نهضـت "نور" من مقعدهـا متأوهة بألم.. تتنهد كل ثانيـة عل ما يجيش بصدرها من أنفاس وجوارح ثقيلة يخـف..
إنكمش وجههـا بامتعاض وهي تتذكـر الجلسات التي كان يُحضر فيها جسار الشيخ ويجبرها على حضورها..
حسنًا هي تعرضت لضغط نفسـي جعلها روحـها كـالكـرة المُختزنـة.. ينقصها وغـزة رفيعة من القـدر لتنفجر منهـارة !!....
نظـرت لجسـار الذي اقتـرب منها يجلس جوارهـا.. ثم هتف متنهدًا بثقل :
-خلاص فات الكتير ما باقي الا القليل، فاضلك جلسة واحدة وتبقي عال العال
ومن وسط شرودهـا... تكورهـا حول شظايـا الحقد التي كانت كالشوك تحيط بجوفها... إنتشلت نفسها بصعوبة لتستطع الهدوء وهي تسأله :
-انا في حاجة واحدة مش قادرة افهمها
همهم بتركيز :
-حاجة ايه يا نوري؟
عضت على شفتاها بقوة تُحارب أعاصير الإنهيـار من احتلال منطقة العقل داخلها، ثم بدأت تردف مستنكرة :
-لية حسام يعمل كدة؟؟ لية يعملي سحر عشان يربطني بيه وهو عارف اني هعاني بسبب الجنان ده!!
هو نفسه لا يدري اصلًا...
جزء ضخم داخله يستنكـر فعلة شقيقه.. ولكـن ظلام الحب داخله يمليه بتبريرات مظلمة مثله !!....
عاد ينظر لها مرة اخرى وهو يقول بصوت أجش لم تمت رعشة التأثر به :
-ولية ماتقوليش إنه حاول يوقف السحر ده وعشان كدة اتقلب السحر على الساحر ومات؟!!!
ظلت تهز رأسها نافية عدة مرات وهي تلقي بنفسها في أحضانـه.. في الجنة خاصتها تحتمي هناك تحت ظلال عشقه.. فهمست ببحة هادئة :
-مش عارفة. نفسي أحط له اعذار بس مش قادرة.. سحر !!!! لية هو حسام ماكنش إيمانه قوي لدرجة انه يفكر فـ السحر؟؟؟؟
بدأ يربـت على شعرها بحنـان...
ثم بدأ يُفكـر مغمغمًا بعبث لينتشلهـا من بين دائرة التساؤلات التي لا تنتهي :
-سيبك أنتِ، الشيخ قال فاضل جلسه بس والحمدلله انتِ بقيتي كويسة يعني ممكن نعملها بعد ما نتجوز
ثم صفق بحماس مرددًا والسعادة تتقافز من بين حروفه :
-وفرحنااااا بقا
ابتسمت وهي تشاكسه ببرود :
-وايه يعني فرحنا !!
غمـز لها بطرف عيناه هامسًا :
-الفرح.. وما بعد الفرح ودي اهم مرحلة بالنسبالي
ضربته على صدره وهي تقول بحرج :
-سافل وقليل الادب ودايمل نيتك شمال عشان كدة ربنا عمره ما هيباركلنا
ضحك وهو يجيب بسرعة :
-لا اذا كان كدة خلاص بعد الفرح هاجيبك وألبسك اسدال ونقعد نختم المصحف !
تعالت ضحكاتها وهي تحدق به لتظهر والدته من العدم ببطء..
حينها نهضت نور مسرعة وهي تقول موجهة حديثها لجسار :
-طب هاروح اعملك شاي
ولكن قبل ان تغادر وجدت والدته تمسك يدها مغمغمة بصوت مبحوح لم تختفي رنة الرجاء منه :
-استني يا نور انا عايزاكي انتِ
هتفت دون ان تنظر لها :
-اتفضلي ؟؟
عضت على شفتاها... رآن الصمت بينهم كملازم لنسمات الهواء !!!..
فاستطردت هي دون ان تنظر في أعين كلاهما :
-انا مش عارفة اقول ايه، انا مُحرجة منكم.. مُحرجة ابص في عيونكم، انا اسفه.. اسفه اوووي يا نور انا كنت انانية وفكرت بعاطفة الامومة بس فـ مصلحة ابني، خوفي عليه اللي خلاني اعمل كدة لكن اقسملك بالله اني ماكنش عندي اي نية أذيكي نهائي، سامحوني ولو عاوزيني اخرج من حياتكم هخرج بس اشوف ابني كل فترة واطمن عليه !!
تنهـدت نور بقوة وهي تخبرها بهدوء :
-وانا ماطلبتش من حضرتك انك تبعدي عنه اصلا، ده مهما حصل ابنك.. بس ياريت حضرتك تحاولي تتجاهليني بس
اومأت الاخرى بسرعة وقد بدأت عيناها تدمع وهي تهمس :
-متقلقيش مش هضايقك خالص
حينها ابتسمت نور برسمية وهي تغادر... هي مضطـرة... مجبرة على تمرير تلك الصخرة بين أمواج حياتهـم.. !!!!
دقيقة ووجدت جسار خلفها يحتضنها بحنان وهو يردد بفخر ؛
-وهو انا بحبك من شويه !

*******

ليلة الزفــاف.........

كان مبهور بطلتهـا... عينـاه تكاد تقفـز محتضنة جمال مظهرها الذي اوقـع قلبه لسابـع ارض... وسرق انتبـاهه !!!
احتضنها ما إن اصبحت امامه.. يود ان يُدخلها بين ضلوعه فلا تستطع الهرب منه مدى الدهر...!!
دفن وجهه عند رقبتها يهمس بصوت اثـار جوارحها المشعثة :
-بحبك... اخيرًا بقيتي ملكي وادام كل الناس دي !
ابتسمت هي بتوتر دون رد...
ليقطـع لحظتهم السعيدة صوت "ليث" وهو يقول بمرح :
-اسفين لقطع تلك اللحظة.. عاوزين ناخد تذكار بس !!
اومأ جسار بحماس مرحبًا بتلك الفكرة...
ليُقبل الجميـع....
صقر وترنيم التي كانت تسير ويدها على بطنهـا.. فأحاطها صقر برقة لتعترض مزمجرة :
-بطل تكلبشني كأني ههرب منك كدة ؟!!
غمزها بطرف عيناه ولم يستطع دفن الخبث من نظراته وهو يهمس عند اذنها :
-انتِ لسة هتشوفي الكلبشه اللي على حق فـ البيت يا ام العيال
وعلى الجهة الاخرى احتضن العروسان بعضهما...
وجوارهم ليث وفجـر التي ازداد نور وجهها لرؤية والدها وشقيقتها اللذان عادا من سفرهمـا.....
لتُلتقط لهم اجمل صورة جماعية..
صـورة كانت قصـة... قصة بدايتها بضعة حروف كان البغض مُدققها.. بينما النهاية اعتزلتها !!!!!

*****

تمت ♥
*********************

إلي هنا تنتهي رواية احتلال قلب بقلم رحمة سيد، 
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا للمزيد من الروايات الأخري 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة