-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع روايات حب جديدة للكاتبة مايسة ريان علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان. 

رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان (الفصل الأول)

رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان | الفصل الأول

كانت الحديقة الخلفيه للقصر شبه مظلمه الا من مصابيح أعمدة الأنارة التى شحب ضوئها وراء قطرات المطر المنهمره فوقها وقد اختفى القمر ونجومة خلف ستارة من الغيوم تاركا مهمتها اكثر صعوبه , وعلى بعد عشرين مترا تقريبا من سور الحديقة كان هناك نافذة مضاءة لمطبخ القصر الكبير .
وقفت عايدة الطباخة ومديرة البيت وهى امرأة ممتلئة الجسم فى الخمسينات من عمرها امام فرن كهربائى تمسك بيدها شوكه تغرزها فى فخذ ضاءن وتتنشق الرائحة العابقة منه بتلذذ قبل ان تعود وتغلق باب الفرن ثم تستدير الى حنان الخادمه الصغيرة النحيفة على عكسها والتى تجلس بهدوء اقرب الى الشرود على طاوله رخاميه تتوسط المطبخ وبيدها جزرة وسكين تقوم بتقشيرها
صاحت بها عايده
عايده : يابنتى حرام عليكى .. الجزرة مبقاش فيها اتنحتت فى ايدك خلاص.
رفعت حنان رأسها مجفله
حنان: ايه؟
زفرت عايدة بضيق وقالت
عايده: ولا حاجة .. هروح اودى العصير للحاجة وخلصى أنتى السلاطه بسرعة .. يوسف والأستاذ عمر على وصول ... يلا شهلى نفسك شوية.

******

دخلت عايده الى حجرة الجلوس وهى حجرة كبيرة مستطيلة الشكل يتوسط الجدار المقابل للباب مدفأة حجرية بها نار مشتعلة وقد علقت فوقها ساعة بندوليه عتيقه تشير عقاربها الى الثامنه والربع ووضع على جانبى المدفأة كرسيين وثيرين لهما طابع اثرى يتماشى مع أثاث الغرفة الكلاسيكى , وفى الجهه اليمنى توجد شرفه مصممة على الطراز الفرنسى بأبواب زجاجيه تغطيها ستائر طويله بلون الجاد الأخضر تتخللها خيوط ذهبيه رفيعه
جلست الحاجه فيروز على مقعد يسار المدفأة وكانت تتطلع الى الباب وقد أستبد بها الضيق والملل من طول أنتظار ان ينضم اليها أحد .
وضعت عايده الصينيه على منضده صغيرة بجوارها .
عايده : العصير يا حاجه .
فيروز : هوه ما فيش حد عايز يحس على دمه وينزل يقعد معايا .
عايدة : معلش.. الجو ساقعه وتلاقيهم مدفيين فى أواضهم .. أنا هقعد معاكى لحد ما الأستاذ عمر ويوسف يوصلوا.
تناولت فيروز كوب العصير وهى تمط شفتيها بأستياء وكانت أيضا تشعر بالقلق فالجو داخل القصر لا يختلف كثيرا عن الجو العاصف الذى بالخارج فما حدث بعد ظهر اليوم من شجار بين حفيدتها جينا وزوجة عمها ليلى جعل الجميع فى مزاج سئ وبمجرد أن يعود يوسف الى البيت سيشتعل الموقف من جديد فليلى لن تجعل ما حدث اليوم يمر مرور الكرام كعادتها .

******

فى الخارج توقف المطر وظلت الريح تلهو بفروع الأشجار حتى تكاد ان تطيح بأوراقها عن غصونها.
تعالى صوت زمور سيارة فأسرع رجل الأمن من حجرته التى تجاور البوابة ليفتحها على مصرعيها ويتنحى جانبا لتدخل سيارة يوسف ذات الدفع الرباعى وتسير فى الطريق الداخليه , توقفت السيارة وترجل يوسف وزوج عمته عمر منها ففاجئهم المطر مرة اخرى بالهطول دون سابق انذار , فركضا على درجات السلم ضاحكين .
دخل عمر من الباب يتبعة يوسف وهو يمسح قطرات الماء عن رأسه
خرجت عايده من حجرة الجلوس وأبتسمت قائله
عايدة : ايه اخدتوا نصيبكوا من الشتا.
قال عمر مبتسما
عمر: على اخر لحظة والله يامدام عايدة .
عايدة : طب أرتاحوا شويه .. نص ساعه والأكل يكون جاهز .
انصرفت عايدة وجاء صوت الحاجه فيروز من داخل حجرة الجلوس
فيروز: انتوا جيتوا ياولاد... يوسف ؟
دلف يوسف وعمر الى حجرة الجلوس وألقيا عليها التحيه , أقترب يوسف من جدته وطبع قبله على وجنتها , قالت فيروز بنبرة طفوليه متبرمه
فيروز: اتأخرتوا كده ليه يا ولاد؟... بقالى ساعتين هنا لوحدى محدش عبرنى ونزل قعد معايا .
جلس عمر على المقعد المواجه لها ومد يده الى النار يدفأها فى حين جلس يوسف على ذراع مقعد جدته يحيط كتفها الرقيق بذراعه مبتسما فى وجهها المرفوع اليه بشكوى
يوسف : ولا تزعلى .. ادينا معاكى اهوه .
أبتسمت له بحب وربتت على يده بحنان فيوسف حفيدها المفضل صورة حية أمامها تجسد ذكرى ولديها الذى حرمها الموت منهما واحدا تلو الآخر , لقد أخذ يوسف من والده شدتة وقدرة تحمله وتفانية فى رعاية أسرته وأخذ من عمه وسامته وحنية قلبه
فيروز : ربنا يخليك ليا يا حبيبى ولا يحرمنى منك أبدا .
ثم أستدارت الى عمر زوج أبنتها وقالت
فيروز : صحيح .. مراتك رجعت من المستشفى انهاردة تعبانه وطلعتلها عايده من شويه لاقتها نايمه.
وقف عمر عاقدا حاجبيه قلقا
عمر: تلاقى دور البرد زاد عليها .. قولتلها تأجز انهارده ماسمعتش الكلام .. هطلع اطمن عليها وبالمرة انزل الولاد عشان يتعشوا .
خرج عمر وأنتقل يوسف ليحتل مكانه على المقعد الأخر مادا ساقيه امامه و نظر الى جدته وسألها
يوسف : هاه .. احكيلى بقى... سايبينك لوحدك ليه؟ مش بعاده يعنى يختفوا كلهم فى اواضهم فى الوقت ده.. ايه اللى حصل ؟
ترددت فيروز قليلا وأشاحت بوجهها تجاة الباب ..فضاقت عيناه وقد أختفى الهزر منهما
ثم قالت فيروز وهى تلوح بيدها
فيروز : هحكيلك وخلاص مانت كده كده هتعرف .. امك كانت هتؤلك
وأظلمت ملامح يوسف وهو يستمع الى جدته .

******

جلس حسام وراء مكتبة وقد تراصت كتب الطب فوق سطحه وامامه لاب توب مفتوح على صفحته على الفيس بوك وقد أرتسمت على شفتيه ابتسامه بلهاء , كان مأخوذا تماما بما يفعل حتى أنه لم يلاحظ باب غرفته عندما فتح .
وقف عمر عند الباب ينظر الى أبنه بأستياء
عمر : هيه دى المذاكرة اللى انت مموت نفسك فيها.
فزع حسام وهب واقفا ثم ضحك قائلا
حسام : خضتنى .. افتكرتك ماما.
تصنع عمر الغضب قائلا
عمر: يعنى انت بتخاف من مامتك ومابتخافش منى ؟
قال حسام بتملق يسترضيه مازحا
حسام : طبعا انت بتخوف وكل حاجه لكن بصراحة ماما اكتر .. وخصوصا لما بتأفشنى على الفيس ومبذاكرش .
عمر : عندها حق .. كلية الطب كلية صعبه وعايزة مذاكره .. أقفل البتاع ده.. ويلا عشان نتعشى.
سار عمر الى الباب وهو يتابع
عمر : لما اروح اشوف اختك عالله الاقيها هيه كمان ما بتذاكرش .
حسام : هيه معايا دلوقتى اون لاين .. تحب اقولها حاجه.
نظر اليه عمر بدهشه
عمر : وهوه أنت لما بتحب تقول حاجه لأختك بتكلمها على الشات وهيه فى الأوضه اللى جنبك ؟
حسام : وهوه يعنى أنا لازم أروحلها لحد هناك ؟
قال عمر ساخرا
عمر : لا وعلى أيه تبوظ صحتك .. قولها بقى تنزل عشان تتعشى .. يعنى أنا اللى هتعب نفسى لسه وأخبط عليها ؟

******

كانت هدير تجلس القرفصاء فى منتصف الفراش وهاتفها المحمول على اذنها تسنده بكتفها وعيناها على شاشة اللاب توب وهى تقول لصديقتها على الهاتف
هدير: يا بنتى اعملى زى ما بقولك كده.. جربى البرنامج اللى بعتهولك .
أستمعت هدير للحظات الى صديقتها ثم قالت
هدير : طب بوصى هكلمك بعدين .. حسام كتبلى ان بابا عايزنى انزل عشان العشا .
ثم ضحكت وأكملت
هدير : ومش عايزة اقولك انا مستنيه العشا ده بفارغ الصبر أد ايه .
ثم نهضت عن الفراش وأبتسامه جذله على شفتيها .

******

وقفت حنان عند المجلى تغسل الفاكهه عندما دخلت عايده من باب المطبخ قائله
عايده : حنان.. سيبى اللى فى ايدك واطلعى قولى لجينا تنزل عشان تتعشى .
ألتفتت اليها حنان مجفله
حنان : ايه؟
صاحت بها عايده غاضبه وقد فاض بها الكيل
عايده : عليه النعمه من نعمة ربى ان ما بطلتى الهطل اللى انت فيه ده لأوريكى ..روحى اعملى اللى قولتلك عليه .
ترددت حنان للحظات ثم قالت
حنان : لكن جينا مش فى اوضتها .
قالت عايده بنفاد صبر
عايده: امال هيه فين؟
حنان: خرجت .
ضربت عايده على صدرها وصرخت فى وجهها
عايده : نهارك أسود .
قالت حنان متبرمه
حنان : وأنا مالى أنا هتسوديلى نهارى ليه ؟
عايده : ودى خرجت أمتى ؟
حنان : ع الساعه سابعه كده .
عايده : وماقولتيش من بدرى ليه ؟
حنان : وأنا مالى هوه أنا كنت ولية أمرها .. ثم أنها لو عرفت أنى فتنت عليها هتسودلى عيشتى كلها مش نهارى بس .
وقفت عايده تشعر بالقلق .. ماذا تفعل ؟ ثم قررت أن تخلى مسؤليتها وتخبر الحاجه فيروز وهى تتصرف

******

سألت ليلى عمر وهم جالسون حول مائدة الطعام
ليلى : فينها كريمان .. مش هتتعشى والا أيه ؟
كانت ليلى والدة يوسف أمرأة طويله نحيلة ورشيقة القوام لها ملامح أرستقراطيه جميله وتبدو اصغر من سنها الذى تجاوز الخمسين ببضعة سنين
رد عمر
عمر: تعبانه شويه مش هتقدر تنزل .. هتطلعلها عايده عشا خفيف .
ليلى : سارة كمان مش هتنزل تتعشى .. بتقول عندها شغل كتير فى المرسم .
قالتها بكثير من الضيق فتصرفات سارة المتعلقه بالعادات الأجتماعيه خاصة تلك المتعلقه بأبنتها وأسرتها لا تعجبها .
دخل يوسف الى الحجرة معتذرا عن تأخرة بسبب مكالمة عمل مهمه وجلس فى مقعده على رأس المائده ثم أنشغل مع امه التى تجلس الى يساره فى حديث جانبى هامس , وكانت عايده تضع طبق اللحم فى منتصف المائده عندما علق حسام قائلا بتأفف
حسام : عاملين شوربة عدس ؟
ردت عايدة
عايده : ما الجو ده مش عايز غير شوربة العدس عشان بتدفى .
كانت هدير تقلب الحساء بملعقتها وقالت بطريقه تبدو بريئه
هدير : كويس بقى ان جينا هتتعشى بره انهارده .. اصلها هيه كمان ما بتحبش شوربة العدس.
ساد الصمت فجأه وتعلقت العيون بوجه يوسف الذى أستدار رأسه بحده قاطعا حديثه مع أمه ونظر الى هدير بعد أن ألقى نظرة سريعه على المقعد الخالى بجوار جدته ولم تفوته النظرة التى تبادلتها فيروز وعايده فيما بينهما وسأل هدير
يوسف : وهيه جينا خرجت امتى ؟
هدير : من ساعتين تقريبا .
يوسف : راحت فين؟
هزت هدير كتفيها بعدم معرفه وقالت
هدير : معرفش ... هوه انت ما كنتش تعرف انها خارجه؟
تجاهل يوسف سؤالها وقال
يوسف : محدش فيكوا يعرف هيه راحت فين؟
و نظر الى جدته متسائلا فأطرقت فيروز برأسها لقد حاولت أن تتصل بها أكثر من مرة ولكن هاتفها كان مغلقا , أبتسمت ليلى ساخره وعيناها تلمع بالغيظ وقالت
ليلى: مش محتاج انك تسأل .. روح دور عليها فى الحتت المشبوهه اللى كانت بتسهر فيها وأنت مسافر .
وقف يوسف وقد شحب وجهه من الغضب ونظر الى عايده قائلا
يوسف : اعمليلى فنجان قهوه من فضلك وهاتيهولى فى المكتبة .
صاحت ليلى ساخطه
ليلى: مش هتتعشى ؟
لم يرد وخرج مكفهر الوجه
نظر حسام الى هدير بغضب فهزت كتفيها وأبتسامه شامته على شفتيها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية أميرة القصر
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة