-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة زيزي محمد علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد. 

رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد (الفصل العاشر)

اقرأ أيضا:  رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد

رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد

رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد | الفصل العاشر

في احد معارض الاثاث .

وقفت سلمى تنظر لاثاث الغرفة بحزن، لا احد يشعر بها وبما تعاني، سوف تضحي بنفسها من اجل انقاذ امها من السجن، وتضع نفسها تحت رحمة " مديحة " وزكريا، ذلك الشاب الغير ملتزم، الخائن من وجهة نظرها، حولت بصرها نحوه، وجدته يجادل مع صاحب المعرض على السعر، بعد دقائق قليلة وجدته يأتي اليها وهو يشعر بالانتصار لشراء الغرفة بالثمن الذي ارداه، وقف امامها ثم ابتسم قائلا:

_ جبتها بالسعر اللي انا عاوزه، شوفتي فاكرني اهبل وهوافق، بس على مين دا انا زكريا .

هتفت بضيق : طيب ممكن نمشي انا تعبت .

قطب هو ما بين حاجبيه ثم هتف بقلق : ليه، يعني لامؤاخذة بسبب السكر.

نظرت له بحزن مردفة : لا متخافش مش هو، تعبت بس من اللف على المعارض.

اردف هو بتهكم : اه تلفي على المعارض وتنقي اوضة اسود في اسود
ثم تابع بهمس لنفسه : وامي تشلوحني لما تشوف الاوضة .
*******************************
في المقابر .

وقف رامي بحزن امام القبر، قرأ بعض الايات القرأنية، ثم قال بحزن : ربنا يرحمك يا اميرة، كنتي اميرة فعلا .
ثم تابع بأسف : انا عارف اني هاخلف وعدي معاكي، بس غصب عني، امي مقدرش على فراقها، متزعليش مني، انتي متعرفيش انا عانيت قد ايه وانا بفتكر كلامك ليا وانا مضطر انفذ عكسه .

هبطت دمعة ساخنة على وجنيته، ازالها بسرعة، ثم شرد في الماضي ....

( فلاش بااااك )...
في احدى المستشفيات .

يجلس بجانب والدته يشعر بالقلق فحالة زوجته تسوء يوما بعد يوم، لكن صوت تلاوة والدته للقرأن الكريم بعث في نفسه الطمئانينه، انتبه هو لخروج الممرضة من الغرفة القابعة بها زوجته ، هتف بقلق : ايه حالتها دلوقتي .

هتفت الممرضة بأسف : والله حالتها بتسوء، بس هي طالبكو، حاولو مش تجهدوها بالكلام بس .

أومئ لها رامي ثم دلف للغرفة ووراءه صفاء، نظر لها بحزن، شاحبة، فقدت نصف وزنها، اقترب ببطئ، ثم طبع قبلة رقيقة على جبينها، شعرت أميرة بقبلته الحنونة، فتحت عينيها بتثاقل ، ثم هتفت بتعب : رامي ..

هتف بهمس : نعم يا اميرتي .

ابتسمت بضعف ثم هتفت بتساؤل : ماما فين .

اقتربت صفاء قائلة بنبرة يشوبها الحزن : انا اهو يا بنتي .

حاولت اميرة تنظيم انفاسها ثم هتفت بصوت متقطع : رامي انا عاوزة اطلب منك طلب .

ربت رامي علي شعرها بحنان : قولي اللي نفسك فيه وانا هانفذه .

سالت دموعها بكثرة : رامي انا حاسة اني هاموت، لو موت اوعى تتجوز وتجيب مرات اب لابني، اوعى يا رامي، وانتي يا ماما ربيه زي ما ربيتي رامي كدا، بس بلاش تجبله مرات اب ....

قاطعها رامي بحدة : هشش متقوليش كدا، انتي بس بتدلعي عليا علشان تشوفي معزتك عندي، انتي ان شاء الله هاتقومي بالسلامة وهاتبقي زي الفل، وانتي إلي هاتربي ابننا ونجبله اخوات كمان .

هتفت صفاء مؤكدة على حديث ابنها : ايوا ان شاء الله تقومي بالسلامة يا أميرة، قوليلي بقا هاتسميه الواد دا ايه .

ابتسمت اميرة ابتسامة بسيطة : حمزة، حمزة رامي المالكي .

(باااااااك)

عاد من شروده على صوت حارس المقابر :

_ استاذ رامي حضرتك الليل بدأ يهل، ومينفعش تفضل كتير هنا.

ابتسم هو على سذاجة الرجل ثم قال : طيب ياعم امين، اهتم بس بالذرع اللي حوالين القبر .

اومئ له حارس المقابر قائلا : من عنيا يا استاذ رامي، بس امانة توصل سلامي للست والدتك .

نظر رامي للقبر مرة اخرى ثم قال بشرود : حاضر .
*******************************
في منزل كريمة .

جلست كريمه في منزلها تنظر لتلك الاوراق تقرأها بتمعن شديد، وما ان انهت قرأتها حتى وضعتها امامها، ثم ابتسمت بشر :

_ والله ووقعتي تحت ايدي يا ليلى، وعاملة فيه متربية، ماشي والله لافضحك واربيكي واربي ابن اخويا قبلك بس كله بآوانه، الصبر يا كريم يالا علشان تتعلم تعصاني ازاي وتيجي بيتي وتبهدلني حلو .

( فلاش باااك )..

تجلس في غرفتها تقرأ احد الكتب، بينما طرقت الخادمة الباب بهدوء، نظرت كريمة للساعة وجدتها الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من يجرأ على طرق باب غرفتها في ذلك الوقت، اذنت بصوت صارم للطارق بالدخول، دخلت الخادمة على استيحاء ناظرة للاسفل قائلة بأدب شديد :

_ كريمة هانم، استاذ كريم ابن اخو حضرتك برا، وعاوزك ضروري.

اندفعت هى صوب الخارج بسرعة، قائلة بقلق : كريم، ابوك حصله حاجة .

رفع بصره اليها ثم احتدت نظراته : لا ابويا تمام، بس انا مش تمام .

قطبت ما بين حاجبيها قائلة بعدم فهم : مش فاهمة، يعني ايه إلي انت قولته .

وقف كريم وهتف بصوت عالي نسبيا : انتي مش هاتبطلي بقا طريقتك دي، انا جتلك لغاية عندك انا ومراتي وقولتلك حقك عليا، المفروض انك تهدي، لا بقا ازاي، تقومي تيجي البيت انهاردا وتضايقي في ليلى، ليه؟، كانت عملتلك ايه .

ابتسمت بتهكم : هى لحقت اشتكتلك، اما تربية حواري بصحيح .

اتسعت عيناه من كلامها الفظ : انتي بجد مش طبيعية .

هتفت هي بصرامة شديدة : ولد احترم نفسك، انا عمتك .

هتف كريم بعصبية : طيب يا عمتي لو سمحتي ملكيش دعوة بيا تاني واخر مرة تكلميها كدا، على فكرة هي كرامتها من كرامتي، خلص الكلام .

( بااااااك ).

عادت هي من شرودها قائلة بغيظ : والله لاعلمك الادب واخليك تطلقها علشان تبقى تقف قصادي حلو يا كريم ياابن ناني .
*******************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى تنظر للمرآة باستيحاء، فأول مرة تظهر هكذا امام كريم، صحيح منامتها لم تظهر جسدها ولكن لونها الاحمر يتناسب جدا مع لون بشرتها، منذ وفاة والدها وهي ترتدي ثياب غامقة اللون كئيبة، ولكن بعدما وعدته بانها تعطيه فرصة قررت خلع الاسود، والعودة للحياة تدريجيا، ابتسمت ابتسامة صافية ثم مشطت شعرها للخلف تاركة بعض خصلاتها لتتمرد، خرجت من الغرفة تبحث بعينيها عن زوجها، وجدته يطلق صفيرا خلفها، استدرات بسرعة ثم هتفت بصوت مضطرب :

_ كريم، ايه خضتيني .

اقترب كريم ممسكا بخصلة من شعرها قائلا بحنان : سلامتك من الخضة يا روح كريم ..

اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر ثم وضعت يديها تلقائيا عليهما تتحس سخونتهما : احم، انت كدا بتوترني .

ابعد يديها برفق قائلا بمكر يصحبه غمزة بسيطة من عنيه : لا اوعي، خليهم كدا يظهرو، دول احلى حاجة في الدنيا والله .

تسربت ابتسامة صغيرة على ثغرها : احم انا هاروح اعشي عمو .

داعب وجينتها بلطف ثم جذب يديها : عمو اتعشى، تعالي نتفرج على فيلم .
********************************
في منزل رامي .

تحدثت شهد بعصبية مشيرة الهاتف في وجه صفاء : شفتي مبتردش عليا .

هتفت صفاء بهدوء: ياينتي اهدي انتي على طول مهيبرة كدا، تلاقيها مشغولة .

كانت على وشك الرد ولكن قاطعها دخول رامي الى المنزل، نظر لها ورأي ملامح الغضب على قسمات وجهها، ابتسم بسخرية قائلا : مالها الحلوة، مضايقة ليه .

انتفضت هي من جلستها قائلة بعصبية : خالتي قوليله مالوش دعوة بيا، ولا يكلمني ابدا، اصل والله افركش الموضوع، مش كفاية هو السبب .

ما ان انهت حديثها اتجهت صوب غرفتها بضيق، وتلك الدموع اللعينة تمنعها من التساقط .

نظر رامي لصفاء بذهول ثم هتف بتساؤل : انا قولت ايه لكل دا، هى ما صدقت ولا ايه .

زمت شفتيها بضيق : معلش يابني، امها مبتردش عليها، هى بتكلمها علشان تقولها عن كتب الكتاب بكرة .

شعر بسعادة بسيطة بداخله لموافقتها على امر زواجها منه، ثم تجاهل هذا الشعور سريعا قائلا : وهى تكلمها ليه وتحرق دمها، هي مش رمتها من الاول يبقى خلاص تنسى ان ليها ام عايشة .

اتسعت عيناها بصدمة قائلة بعتاب : انت ينفع انك تنسى امك مهما عملت، ينفع تنساني يارامي، يابني دي غريزة في الانسان، حتى لو امها قست في لحظة رغم انها كانت مجبورة، هاتنسى امها بالسهولة دي، وبعدين شهد معدنها طيب واصلها نضيف، بس هي زعلانة على نفسها، مينفعش يا رامي نيجي ونقولها انسي امك، عيب يابني احنا كبار مش صغيرين، وبعدين دا جواز هو لعب عيال امها لازم تعرف .

هتف رامي بضيق : لا انا مقتنع باللي بقولو هي موقفتش جنبها ورميتها والله اعلم حياتها كانت هاتبقى ازاي لو مكناش موجودين، بس براحتكو تقولو متقولوش في الاول وفي الاخر دي امها .

اطلقت صفاء تنهيدة قوية بعدها اردفت : هو انت روحت زورت اميرة .

اكتفي بتحريك رأسه بمعنى ( نعم) والتزم الصمت، ادركت صفاء انه لايريد التحدث في الامر، التزمت الصمت هى الاخرى، بينما في الغرفة المجاورة هناك النقيض تمام، تقف امام المرآة تتحدث مع نفسها بضيق :
يعني وافقت ان اطرد من بيت ابويا وقولنا ماشي معلش مغصوبة على أمرها، مش تعبرني بعد ما امشي قولت بردوا ماشي، انما اتصل عليها فوق الستين مرا متردش، لا هي كدا بتقولي انها مش عاوزاني في حيا...

قاطع حديثها رنين هاتفها، نظرت فيه وجدت اسم والدتها، احتل الغضب ملامح وجهها ثم ضغطت على الزر المجيب قائلة :

_ لسه فاكرة ان ليكي بنت، افرض كنت في مصيبة وبستنجد بيكي، هو انتي لدرجادي بيعاني، ليه بتعملي معايا كدا .

هتفت سميحة بعتاب : انا يا شهد هانسى انك بنتي وكمان هابيعك، انتي ليه مش قادرة تسامحيني يابنتي والله غصب عني، انا المخروب دا مش عارفة مكنش بيرن ويعمل صوت عالي ليه، جبته علشان اشوف سلمى اتاخرت ليه، لقيتك رانة كتير اوي .

شعرت شهد ولاول مرة بالغيرة اتجاه سلمى حاولت كبح هذا الشعور قائلة بغضب : طيب نهايته انا متصلة عليكي علشان اعرفك ان رامي اتقدملي وانا وافقت وهايكتب كتابه بكرا عليا ماشي، عاوزة تيجي تعالي مش عاوزة براحتك .

قطب سميحة حاجبيها باستغراب : هو رامي مش متجوز، انا فاكرة كويس انه جه مرة عندي وكان متجوز جديد .

قالت شهد بتهكم : وانتي ايه يعرفك اللي حصله مانتي مقاطعة اختك بقالك سنين، على العموم هو مراته ماتت وهي بتولد ابنه حمزة، وطلب ايدي وانا وافقت، كتب الكتاب الساعه ٧ في ...، عاوزة تيجي براحتك مش عاوزة بردو براحتك مبقتش فارقة كتير .
******************************
في منزل زكريا .

وقفت مديحة على اعتاب غرفة زكريا قائلة بغضب : يعني ايه لون الاوضة اسود، انت اتهبلت يا واد، ازاي اصلا تسمح وتوافق على كدا .

هتف زكريا بالامبالاة : عادي ياما انتي مكبرة الموضوع ليه، عروسة وبتختار لون الاوضة .

نظرت له بغضب وقالت بصوتها الجهور : مش اسود يا روح امك، دي كانها بتقولك حياتك معايا سودة، بس على مين والله لاعلمها الادب بنت سميحة، اديني يا واد اسم المعرض ومكانه .

هتف زكريا بخشونة : ليه ياما .

اردفت بازدارء : علشان اتصور جنبه يا حبيب امك .
ثم تابعت بغضب : هايكون ليه، علشان اغير الاوضة دي واجيب اوضة على مزاجي، انت عاوز الناس تيجي تبارك تلاقي اوضة سودا، يالهوي دي حتى فضحتي تبقى بجلاجل في الحارة .

حرك رأسه برفض قائلا : لأ ياما انا كدا ابقى عيل في نظرها .

اندفعت صوبه تحركه بعنف قائلة بعصبية : واد يا زكريا هو من دلوقتي خلاص بقيت بتسمع كلامها، بتريل عليها يلاااا.

ابتعد زكريا بغضب عن مديحة : امااا ابعدي عن دماغي السعادي، عاوزة المعرض هاقولك عليه مش فارق اصلا معايا ..

هدئت قليلا ثم هتفت : طيب هات الكارت بتاعه ويانا ياهي .
*********************************
في منزل حسني .

ربتت سميحة علي يد سلمى قائلة بحنو : معلش يا ضنايا اتعاملي معاه حلو علشان تشتري دماغك من ابوكي .

ازالت سلمى دموعها ثم اردفت بصوت مبحوح : تعبت ياماما وانا واقفة وبكلمه عادي، مش قادرة اتخيله جوزي، انا هاشوف جهنم على ايده هو وامه، ربنا يسامحك يا بابا انت السبب في كل دا .

حزنت سميحة على ابنتها : معلش يابنتي ، مش في ايدي اقولك غير معلش ...
التزمت الصمت ثواني ثم تابعت قائلة بإصرار : انا هاخليه يروح يقدم وصلات الامانة للشرطة وعندي اتسجن ولانك تكوني خايفة كدا .

ابتسمت سلمى بسخرية : قال يعني بابا هايقف ومش يجوزني زكريا، خلاص يا ماما دا قدر ومكتوب .
ثم تابعت متجاهلة ذلك الموضوع حتى لاتحزن والدتها اكثر قائلة :

_ امال ااول ما دخلت كنتي فرحانة ليه ؟.

هتفت بفرحة عارمة : شهد هاتتجوز رامي ابن خالتك اتصلت وقالتلي، انا فرحانة اوي يا سلمى اخيرا ربنا رزقها وهاتبقى في عصمت راجل .

اتسعت ابتسامة سلمى قائلة : الحمد لله، يارب بس يطلع كويس ويعاملها بما يرضي الله .

هتفت سميحة مؤكدة : اكيد دا رامي تربية صفاء اختي، انا فرحانة اوي ليها هي تعبت في حياتها اخيرا هترتاح من الظلم .

عانقتها سلمى بفرحة : الحمد لله يا ماما ربنا كرمها، هاتروحيلها صح .

ابتعدت سميحة وعلى وجهها ابتسامة : طبعا هانروح بكرا انا وانتي، لازم نكون جنبها .

_ لا يا ولية مفيش روحة في حتة، ولا انتي ولا بنتك.

نظرت كلا من سميحة وسلمى بصدمة لحسني الواقف على اعتاب الغرفة ونظراته كلها تنم على الشر والغل، هتفت سميحة بتلعثم : يعني ايه مش اروح يا حسني .

احتدت نظراته اكثر وهتف بصوت غليظ : اللي سمعتيه يا ولية مفيش روحة في مكان، البت دي مشيت ملناش علاقة بيها .

نظرت له سميحة بنظرات غير مصدقة ، يريد منعها عن حضور زواج ابنتها هتفت بانفعال : لأ يا حسني هاروح وهاحضر دي بنتي، انت عاوزاها تكرهني العمر كله ولا ايه .

تدخلت سلمى بهدوء لتهدئة الوضع : يابابا لو سمحت اهدى، انت مشتها من هنا، وهي هاتتجوز لازم نقف جنبها .

هتف حسني بصرامة شديدة : إلي اقوله يتنفذ مفيش مرواح في مكان والبت دي تنسيها يا ولية فاهمة والا لأ .

ثم اقترب منهم بخطوة سريعة وجذب الهاتف من يد سميحة وضعه في جيبه، حول نظراته لسلمى قائلا بغلظة : هاتي يابت تليفونك يالا .

تراجعت بعض الخطوات وهتفت بتلعثم : ليه يابابا، عاوز تليفوني ليه.

اختصر تلك الخطوات بخطوة واحدة ثم جذبها من شعرها قائلا بغضب : هاتي يابت بدل ما اخلعلك شعرك في ايدي .

هتفت سميحة بانكسار وبصوت باكي: اديله يا سلمى .

وضعت سلمى يديها في جيب سروالها واخرجت هاتفها مشيرة اياه في وجه حسني ثم هتفت بألم : حاضر يابابا اهو، اتفضل بس سيب شعري .

تركها حسني بعنف ثم نظر لسميحة قائلا بغل وضيق : بصي يا حلوة ان كنتي فاكرة انك بتقوليلها اديله التليفون فانا اهبل وهاسكت لا ياما، دا انا حسني يعني انا فاهم دماغك دي فيها ايه، انا قاعدلكو بكرة في البيت وابقي وريني هاتخرجي ازاي انتي والمجبورة بنتك .
***********************************
في منزل كريم .

لم تتابع الفيلم، ولم يتابع هو ايضا، احيانا تنظر بطرف عينيها له تجده ينظر لها متأملا وعلى ثغره ابتسامة بسيطة، يصيبها التوتر إثر نظراته تلك، تنتظر نهاية الفيلم بفارغ الصبر تريد الهروب ولكن تلك النهايه لم تأتي حتى الان.....

_ ليلى .

كان نبرة صوته حنونة لطيفة تزيل التوتر بداخلها، حولت نظرها نحوه مردفة بهدوء : نعم .

اتسعت ابتسامته اكثر مردفا بحنان اكثر : ماتبصيلي وبلاش الفيلم إلي انتي مش مركزة معاه دا .

ضحكت هي برقة ثم امتثلت الجدية : بقولك يا دكتور انت عندك اصرار رهيب تسرع في علاقتنا وانا قولتلك نهدي شوية .

اقترب اكثر مردفا بعبوس : قلبك قاسي اوي يا ليلى .

ابعتدت هي قليلا مردفة بنفس ذات العبوس وكأنها تريد تقليده : انت إلي عاطفي اوي يا دكتور كريم .

اتسعت عيناه بصدمة مردفا : انتي بتتريقي عليا يا ليلى ، يا فضحتي .

نظرت له بذهول عقب جملته : فضحتك!!!.
ثم تابعت بضحكات متقطعة : انت فظيع اوي، مبحسكش دكتور كريم إلي كان بيشخط فينا يكهربنا كلنا .

ابتسم هو بسعادة لضحكاتها تلك قائلا : طب انتي عارفة ان انا كنت بشخط فيكو، وكنت نفسي اقولك ماعدا انتي يا ليلى .

هتفت هي بتسرع : كنت بحس بكدا .
ثم استوعبت مانطقته، وضعت يديها على فهمها بإحراج : احم انا هاقوم انام تصبح على خير .

قامت سريعا من جلستها تهرب من نظراته نحو غرفتها، بينما هو جلس باريحية اكثر مردفا بفرح : كانت بتحس، يعني انا كنت صح، ليلى بتحس بيا، الله اكبر يعني المجهود اللي كنت ببذله مرحش هدر .

***********************************
مر الليل سريعا على ابطالنا، منهم من نام وهو يشعر بالراحة والسعادة، ومنهم لم يذق طعم النوم خوفا مما يخبئه له المستقبل، ومنهم لم ينام لشعوره بالحزن والقهر ، اتى الصباح بنسماته الطيب ، بدأت الشوارع بالحركة، خرج رامي من غرفته وجدها تقف تنظر لحركة الناس
من النافذة وتتنهد ببطئ وكأن يوجد عبأ ثقيل على صدرها، اقترب منها هاتفا بهدوء :

_ صباح الخير يا شهد .

استدرات شهد نصف استدارة قائلة بصوت مبحوح : صباح النور .

قطب رامي حاجبيه بتساؤل : مالك واخدة برد ولا ايه .

حركت رأسها بنفي قائلة بالامبالاة : عادي تلاقيني علشان منمتش .

استند بظهره على زجاج النافذة واصبح وجه مقابل وجهها، رأى عيونها المنتفخة ولونهم الاحمر، هتف بضيق واضح : مالك يا شهد، معيطة ليه .

وكأن تلك الجملة هي الاشارة لتنفجر بالبكاء : ماما لقيتها باعتلي رسالة الصبح بتقولي انها مش هاتقدر تيجي علشان جوزها مش موافق، شفت حتى يوم جوازي باعتني علشان مش موافق، طول عمري بقول انتي مش يتيمة ياشهد، انتي امك لسى عايشة، انتي ليكي اهل، بس اول مرة احس اني يتيمة الاب والام ويتيمة الاهل، عايشة بطولي ولوحدي، قلبي واجعني اوي يا رامي .

اقترب اكثر ثم عانقها بقوة، المته تلك الكلمات احيانا كان يشعر بالسخط على نفسه لانه يحبها، ولكن تلك الصغيرة تعاني وتتألم ولم تخبر أحدا بما يدور بداخلها ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية شهد الحياة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة