-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.

رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل الخامس والعشرون


رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس

رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر") 

الفصل الخامس والعشرون

مشت جوين بجانب غودفري, رأسها يكاد ينفجر بسبب كل ما حصل معها, عندما واجهت كلب غاريث والتقت بستيفن. لا تزال تشعر بالخدوش التي أصيبت بها على ركبتيها ومرفقيها, كانت تشعر بصدمةٍ كبيرة لأنها كانت قريبةً جداً من الموت. وتشعر بالصدمة لأنها قامت بقتلٍ رجلٍ للتور أيضاً. لا تزال تشعر بيديها ترتعشان منذ أن قامت بأرجحة العصا الحديدية مرةً تلو الأخرى وضربت الرجل بها.ولكن في الوقت نفسه, شعرت بالامتنان العميق لأنها لا تزال على قيد الحياة, وبامتنانٍ عميق لستيفن, الذي أنقذ حياتها. لقد كانت تقلل من شأنه كثيراً, لم تكن تقدّر كم أنه كان رجلاً جيداً, بصرف النظر عن مظهره, وعن دوره في قتل سيده, الذي يبدو أنه استحق الموت في الحقيقة. كانت تخجل من نفسها لأنها كانت تحكم عليه بناءً على مظهره. يبدو أنها عثرت على صديقٍ يمكن الوثوق به. عندما ينتهي كل هذا, كانت مصممةً على عدم السماح له بالبقاء هناك, في الطابق السفلي, بعد الآن. كانت مصممة على أن تدفع له الكثير من المال, كي يجعل حياته أفضل إلى حدٍ ما, لقد كان شخصاً مأساوياً. وكانت مصممةً على أن تجد وسيلةً لمساعدته.

بدا غودفري قلقاً أكثر من أي وقتٍ مضى. سار اثناهما نحو الأسفل عبر ممرات القلعة. لقد كان مذعوراً بينما كانت جوين تروى له قصتها وكم كانت قريبةً من الموت, وعن ستيفن الذي أنقذ حياته, والأهم من ذلك, اكتشاف ستيفن للخنجر. كانت قد أحضرت الخنجر معه, وقد تفحّصه غودفري, وأكّد هو أيضاً أنه لغاريث.

لقد أصبحا يملكان سلاح الجريمة الآن, وكان يعرف اثناهما ما عليهما القيام به فوراً, قبل أن يذهبا إلى المجلس مع الخنجر, كان عليهما أن يحصلا على الشاهد الذي يحتاجونه. كان غودفري قد تذكر تورط فيرث بالأمر, وتذكر رؤيته وهو يمشي مع غاريث على طريق الغابات. أعتقد غودفري أن عليهم أن يحاصروا فيرث بالأدلة التي يملكونها, ويحثونه على الاعتراف, ثمّ مع وجود سلاح الجريمة والشهود, يمكنهما أن يذهبا إلى المجلس ويوقعا بأخيهما. وافقت جوين على ذلك, وانطلق كلاهما لإيجاد فيرث في الإسطبلات.

بينما كانا في طريقهما, كانت جوين لا تزال ممسكةً بالخنجر في يدها, إنه السلاح الذي قتل به والدها, لا يزال ملطخاً بدمائه, شعرت برغبةٍ شديدة في البكاء. لقد افتقدته بشكل رهيب. كانت تتألم بشكلٍ لا يوصف عندما تفكر بأنه قتل بهذه الطريقة, بأن هذا السلاح قد اخترق جسده.

ولكن مشاعرها كانت مخلوطةً بالحزن والغضب, فقد أدركت تورط غاريث في كل هذا. لقد تحققت أسوأ شكوكها. كان جزء منها متشبثاً بفكرة أن غاريث, رغم كل شيء, ليس سيئاً بهذا القدر الكبير, ويمكن أن يصبح جيداً في وقت ما. ولكن بعد أن حاول قتلها مرة أخرى, ورأت هذا السلاح الذي قتل به والدها, عرفت أنه لم يكن كذلك أبداً, لقد كان ميؤوسٌ منه. إنه شرٌ محض. وقد كان شقيقها. كيف يمكن أن يؤثر ذلك عليها, فهي تحمل نفس الدم الذي يحمله. هل يعني ذلك أن الشر متربّصٌ في مكانٍ ما داخلها أيضاً؟ هل يمكن لأخٍ وأخت أن يكونا مختلفين إلى هذا الحد؟"لا زلت لا أستطيع تصور كيف يمكن لغاريث أن يفعل كل ذلك," قالت لغودفري وهما يسيران بسرعة معاً, ويتلفان عبر أروقة القلعة الطويلة, متجهين نحو الإسطبلات البعيدة.

"لا تستطيعين ذلك؟!" قال غودفري. "أنت تعرفين غاريث. كان العرش هو كلّ ما عاش من أجله طوال حياته."

"ولكن يقتل أبانا فقط من أجل أن يحصل على السلطة؟ فقط من أجل المنصب؟"التفت غودفري وحدّق في وجهها.

"أنت ساذجة, ما الذي يمكنه أن يجعل شخصاً يصبح قاتلاً أكثر من شجعه كي يصبح ملكاً؟ أكثر من أن يملك السلطة في يديه؟"التفت جوين نحوه بينما بدأ وجهها يحمر من الغضب.

"أعتقد أنك أنت الساذج," قالت جوين. "هناك أشياءٌ كثيرةٌ في الحياة أعظم من السلطة. في الواقع, السلطة هي أقل شيءٍ جاذبيةً في هذه الحياة. هل تعتقد بأن والدنا كان سعيداً؟ لقد كان بائساً بسبب حكم هذه المملكة. كان كل ما فعله هو التذمر والشكوى, والتألم لأنه لا يستطيع أن يمضي المزيد من الوقت معنا."

"أنت تحافظين على نظرتك التفاؤلية دائماً. بالنسبة لي لم أقضِ معه وقتاً كافياً, وفي عقلي الداخلي, أجده متعطشاً للسلطة كالجميع. لو أراد أن يقضي بعض الوقت معنا كان بإمكانه فعل ذلك. ولكنه لم يكن يريد ذلك. بالإضافة إلى أنني كنت أشعر بالارتياح عندما لم أكن أراه لفترةٍ طويلة, لقد كان يكرهني.

"نظرت جوين إلى شقيقها وهما يسيران, وللمرة الأولى أدركت كم كانت ذكرياتهم الطفولية مختلفة. لقد كان ذلك كما لو أنهما كبرا مع أبوين مختلفين. تساءلت جوين إذا كان ذلك بسبب أنها فتاة, وهو صبي. أو كان ذلك مجرد اختلاف شخصيات. وعندما كانت تفكر بكلامه, أدركت أنه كان على حق: والدها لم يكن يميل إليه في الواقع. لم تعرف جوين لماذا لم تدرك هذه الحقيقة بشكلٍ كاملٍ من قبل, ولكن عندما فكرت بذلك, شعرت بالأسى الكبير نحو غودفري. لقد فهمت الآن لماذا كان يقضي معظم وقته في الحانة. لقد كانت تفترض دائماً أن عدم تقبل والدها لغودفري هو أنه يقضي معظم وقته في الحانات. ربما كان الأمر أكثر تعقيداً من ذلك, ربما كان غودفري يسعى لقضاء وقته في الحانة لأنه كان ضحيةً لرفض والده له.

"أنت لم تحاول أبداً أن تفوز برضا والدك وتقبله لك, هل فعلت؟" سألته بتعاطفٍ كبير, فقد بدأت تفهم الأمر من جميع الجوانب. "إذاً, أنت لم تكلف نفسك حتى عناء محاولة ذلك.

"استهجن غودفري كلامها, محاولاً أن يبدو غير مكترثٍ بذلك, ولكنها استطاعت أن ترى ملامح الحزن على وجهه.

"لقد كانت شخصياتنا مختلفتين," قال غودفري. "ولم يستطع أن يتقبلني أبداً.

"بينما كانت تنظر إليه وهو يتكلم, وتتأمل بكلامه, شاهدت غودفري بشخصيةٍ مختلفةٍ تماماً. للمرة الأولى, لم تره بحالة السكر التي اعتادت أن تراه فيها. رأته طفلاً ذو إمكانياتٍ كبيرة, ولكنه نشأ في ظروفٍ سيئة. شعرت بالغضب من والدها بسبب ذلك. في الواقع, كان بإمكانها رؤية آثار والدها فيه.

"أراهن لو أنه تعامل معكَ بشكلٍ مختلفٍ, لكنتَ شخصاً مختلفاً الآن," قالت جوين. "أعتقد أن سلوكك كله كان مجرد صرخاتٍ من أجل لفت انتباهه. أعتقد أنه لو تقبّلك بصفاتك الخاصة التي تملكها, كنت ستكون من بيننا جميعاً, أكثر شخصٍ يشبهه.

"نظر إليها غودفري فجأةً, ثم أعاد نظره إلى الأمام, نظر بجبينه المجعد وبدا أن يفكر فيما قالته.

واصلا مسيرتهما بصمت, وهما يفتحان باباً تلو آخر, في الممرات الطويلة, ويلتفان من مكانٍ لآخر. وأخيراً, خرجا من القلعة, وأحسا بالجو الخريفي البارد. حدّقت جوين بعينين نصف مغمضتين بضوء النهار.

كان الفناء يضجّ بالنشاط, وكانت الحشود المتحمسة تمرّ من أمامهما جيئةً وذهاباً. الناس يشربون في الشوارع, وقد بدأوا بالاحتفالات في وقتٍ مبكر.

"ما الذي يحدث؟" سأل غودفري.

وفجأةً تذكرت جوين ذلك.

"الفيلق, سيعود إلى المملكة اليوم," أجابته.

مع كل الذي حصل معها اليوم, نسيت ذلك تماماً. خفق قلبها مرةً أخرى عندما تذكرت تور وفكرت به. يجب على سفينته أن تكون قادمةً إلى الموطن في وقتٍ قريب. كانت في شوقٍ شديدٍ لرؤيته.

"سيكون احتفالاً كبيراً," أضافت جوين بفرح.

تجهّم تور عندما سمع كلامها.

"إنهم لم يقبلوني أبداً في الفيلق, لماذا عليّ أن أهتم بذلك؟"نظرت إليه جوين بضيق.

"يجب عليك أن تهتم بذلك, سيعود ريس معهم, وكذلك تور."التفت غودفري وحدّق في وجهها.

"أنت تحبين ذلك الصبي الذي من عامة الشعب, أليس كذلك؟" سألها.

احمر وجه جوين خجلاً وبقيت صامتة.

"يمكنني أن أفهم ذلك," قال غودفري. "هناك شيءٌ نبيلٌ في ذلك الصبي, شيءٌ نقيٌّ جداً.

"فكرت جوين بكلامه, وأدركت أنه كان محقاً. لقد كان غودفري ذو بصيرةٍ وإدراك أكثر مما كانت تتخيل.

سارا معاً عبر البلاط الملكي, وبينما كانا كذلك أحسست جوين وكأن السكين تحترق في يدها, أرادت أن ترميها بعيداً, بقدر ما تستطيع. استطاعت أخيراً أن ترى الإسطبلات من مسافة بعيدة, وقامت بزيادة سرعتها. لم يعد فيرث بعيداً الآن.

"سوف يجد غاريث طريقةً للخروج من هذا," قال غودفري. "أنت تعرفين هذا, أليس كذلك؟ إنه دائماً يفعل ذلك.

"ليس إذا استطعنا أن نجعل فيرث يعترف بما حصل, وأن نجعله شاهداً.""وحتى لو استطعنا أن نفعل ذلك, ماذا بعد ذلك؟" سألها غودفري. "هل تعتقدين حقاً أنه سيتنحى عن العرش بهذه السهولة؟""بالطبع لا, ولكننا سنجبره على ذلك. سوف نحصل على تأييد المجلس كي نجبره على ترك العرش. مع وجود الأدلة والإثباتات بإمكاننا أن نستدعي الحرس الملكي بأنفسنا.

"هزّ غودفري كتفه مستهجناً كلامها, ومشككاً بذلك.

"وحتى لو فعلنا ذلك, حتى لو استطعنا تنحيته عن العرش, ماذا بعدها؟ من سيحكم؟ سيندفع واحدٌ من النبلاء لملء الفراغ الذي سيحصل. لن يصل أيٌّ منا إلى العرش.""يجب على كندريك أن يحكم," قالت جوين.

أومأ غودفري برأسه بالنفي.

"لا, يجب عليكِ أنت أن تحكمي, لقد كانت هذه رغبة أبي.

"احمرت جوين خجلاً."ولكنني لا أريد ذلك," قالت معارضةً كلامه. "أنا لا أفعل ذلك كي أصل إلى الحكم. أنا ببساطة أريد أن تتحقق العدالة, ونحاكم قاتل والدنا.""يمكنك ذلك, يمكنك أن تحققي العدالة, ولكن يجب عليكِ أيضاً أن تجلسي على العرش. إذا لم يحصل ذلك, فسيكون إهانةً لوالدنا, وإذا قلت لا, فإنّ الحكم الشرعي ينتقل للابن التالي, وهو أنا, وأنا لا يمكنني أن أجلس على العرش أبداً." قال ذلك بحزم.

خفق قلب جوين بشدة وهي تفكر بذلك, أرادت أن تفكر بأيّ شيءٍ آخر غير هذا.

عبرا على العشب الناعم, ثمّ وصلا إلى المدخل الكبير المفتوح المؤدي إلى الاسطبلات. توجها نحو الداخل وأصبح المكان أكثر ظلمة, مشيا عبر صفوفٍ وصفوفٍ من الخيول, وكان كل منهم أشدّ جمالاً من الذي قبله, وكانت الخيول تصهل كلما اقتربا منها. سارا على أرضيةٍ من القش, وملئت رائحة الخيول أنف جوين, ثمّ استمرا بالسير حتى وصلا إلى نهاية الطريق. نزلا عبر أحد الممرات, ثم ممرٍ آخر, حتى وصلا أخيراً إلى المكان الذي يتم فيه رعاية خيول الأسرة الملكية.

اسرعا نحو المكان المخصص لغاريث, وشاهدا خيوله كلها, ثمّ تفحصّت جوين الأسلحة التي كانت معلقةً على الجدار. كان هناك صفٌّ من الخناجر ولكنّ أحدها كان مفقوداً.

فتحت جوين القطعة القماشية ببطء, ثمّ رفعت الخنجر بحذرٍ شديد, ووضعته في المكان الفارغ على الجدار, لقد كان هذا المكان مناسباً له. تنفست جوين الصعداء.

"هذا جيد," قال غودفري. "ولكن هذا لا يزال دليلاً غير قاطع على أنّ غاريث هو من استخدم السكين أو أنه هو من أمر بالقتل, يمكنه القول أن شخصاً ما قد سرقه منه.""هذا لا يثبت تورطه بشكل كامل," ردت جويندولين. "ولكنه سيساعدنا كثيراً, مع وجود الشهود ستكون القضية محسومة.

"لفت جوين النصلَ مرةً أخرى داخل القطعة القماشية, وخبأتها مرةً أخرى داخل حزامها, ثمّ تابعا المسير داخل الإسطبلات حتى وصلا إلى مشرف الإسطبلات.

"سيّداي," قال الرجل وهو ينظر بدهشةٍ لوجود شخصين من العائلة الملكية في هذا المكان. "ما الذي جلبكما إلى هنا؟ هل أتيمتا من أجل خيولكما؟ لم يتم إخبارنا بأيٍّ شيءٍ بهذا الخصوص.""كل شيءٍ بخير," قالت جوين وهي تضع يدها على معصمه لطمأنته. "لم نأتي إلى هنا من أجل الخيول, لقد أتينا من أجل مسألةٍ مختلفة. نحن نبحث عن الفتى الذي وضعه غاريث هنا من أجل أن يرعى خيوله, فيرث.""أجل, إنه هنا اليوم. يمكننا البحث عنه في الخلف, عند أكوام القش.

"أسرعا عبر الممر المؤدي إلى الجزء الخلفي من الإسطبلات.

وهناك, في الساحة الخلفية المفتوحة, كان فيرث. يستخدم المذراة لجرف أكوام القش. لقد كان الحزن بادياً على وجهه.

وبينما كانا يقتربان منه, توقف فيرث ونظر نحوهما, فتح عينيه من المفاجأة, ومن شيءٍ آخر, ربما كان الخوف أيضاً.

استطاعت جوين أن ترى كل شيءٍ تحتاج إليه من خلال تلك النظرة التي علت وجهه. لقد كان لديه ما يخفيه.

"هل غاريث هو من أرسلكما؟" سألهما فريث.

تبادل غودفري وجوين نظرةً سريعة.

"ولماذا من الممكن أن يفعل ذلك؟" سأله غودفري.

"أنا أسأل فقط," قال أجاب فيرث.

"لا," قالت جوين. "إنه لم يفعل ذلك. هل كنت تتوقع حدوث ذلك؟"ضاقت عينا فيرث وبدأ ينظر إلى كلٍّ منهما. ثمّ هزّ رأسه ببطء, وصمت.

تبادلت جوين نظرةً مع غودفري, ثم التفتت إلى فيرث.

"لقد جئنا إلى هنا لوحدنا," قالت. "نريد أن نسألك بعض الأسئلة حول مقتل أبينا.

"راقبت فيرث بحذر, واستطاعت أن ترى كم كان منفعلاً. لقد كان يتململ ويحاول اللعب بالمذراة.

"لماذا تسألينني؟""لأنك تعرف من فعل ذلك؟" قال غودفري بشكلٍ قاطع.تجمد فيرث في مكانه, ونظر إليهما, كان الخوف الحقيقي ظاهراً في وجهه.

"إذا كنت أعرف ذلك يا سيدي, فسأكون خائناً لو أخفيته عن الجميع. يمكن أن يتم إعدامي بسبب ذلك. لذلك إذا كنتما تسألانني فإجابتي هي لا, لا أعرف من فعل ذلك.

"لاحظت جوين كما كان عصبياً, اقتربت منه خطوةً إلى الأمام.

"وما الذي تفعله هنا, هل تجمع القش؟" سألته بعصبية. "قبل بضعة أشهر, كنت دائماً بجانب غاريث. في الواقع بعد أن أصبح ملكاً, يجب أن يرقي مراتبك, إذا لم أكن مخطئةً في ذلك.""لقد فعل, مولاتي," قال فيرث بخنوع.

"إذاً لماذا أنت ملقىً هنا الآن, لقد قام بإبعادك عنه, هل تنازعتما بشأن شيءٍ ما؟"رمشت عيون فيرث بسرعة, وأخذ ينظر إلى جوين وغودفري بالتناوب.بقي صامتاً, ويفكر.

"ما الذي حصل بينكما, وما هو الأمر الذي تنازعتما بشأنه؟" ضغطت جوين عليه. "اتساءل إذا كان لذلك الأمر علاقةٌ بمقتل والدي؟ شيءٌ ما تقوم بإخفائه, ربما؟""ليس هناك أي خلافاتٍ بيننا, سيدتي. أنا اخترت المجيء والعمل هنا.

" ضحك غودفري."حقاً؟" سأله باستهزاء. "يبدو أنك تعبت من أن تكون في قلعة الملك وبجانبه, ولذلك اخترت بدلاً من هذا أن تأتي إلى هنا وتجمع الروث بالمجرفة في الإسطبلات.

"نظر فيرث بعيداً, وبدأ وجه بالاحمرار.

"سوف أسألك ذلك مرةً واحدةً فقط," قالت جوين بجزم. "لماذا أرسلك أخي إلى هنا؟ وما هو الشيء الذي اختلفتما من أجله؟"تنحنح فيرث.

"كان أخوكما مستاءً لأنه لم يستطع رفع سيف القدر, هذا كل ما في الأمر. وكنت أنا ضحية غضبه, الأمر ليس أكثر من هذا, مولاتي.

"تبادل غودفري وجوين النظرات. وشعرا أن هناك شيئاً من الحقيقة في قوله, ولكنه لا يزال يخبئ شيئاً ما.

"وما الذي تعرفه عن الخنجر المفقود, من أسلحة غاريث الموجودة في الإسطبلات؟"ابتلع فيرث.

"لا أعلم شيئاً عن الخنجر المفقود يا سيدي.""حقاً؟ هناك فقط أربعة نصولٍ على الحائط, أين هو الخامس؟"ربما استخدمه غاريث لشيءٍ ما. ربما فقده؟" سأل فيرث بضعف.

تبادلا نظرات الشكوك."من المضحك ان تقول ذلك," قالت جوين. "لأننا تحدثنا للتو مع أحد الخدم المعنين بالأمر, وأخبرنا شيئاً مختلفاً تماماً. أخبرنا عن ليلة مقتل أبينا, وبأنه تمّ إلقاء الخنجر إلى الأسفل, إلى حجرة النفايات, ولكنه قام بالاحتفاظ به. هل تعترف بذلك؟"مدّت جوين يدها نحو وسطها, وأخرجت الخنجر الملفوف بالقماشة.

فتح فيرث عينيه بشكل واسع, ثمّ نظر بعيداً.

"لماذا تحملين ذلك, سيدتي؟""من المثير للاهتمام أنك تسأل حول ذلك," قالت جوين. "لأنّ الخادم أخبرنا شيئاً آخر," كذبت جوين محاولةً خداعه. "لقد رأى الخادم وجه الذي قام بإلقاء هذا الخنجر, وقد كنت أنت.

"فتحت فيرث عينيه بشكل واسع.

"وقد كان معه شاهدٌ آخر, أيضاً," أضاف غودفري. "وكلاهما يشهدان بأنهما رأيا وجهك.

"نظر فيرث بقلقِ شديد, بدا وكأنه يتمنى أن يختفي من أمامها بأي طريقةٍ كانت.

اقتربت منه جوين خطوةً أخرى. لقد كان مذنباً, يمكنها الشعور بذلك, وأرادت أن تكتشف ما يعرفه.

"سوف أسألك للمرة الأخيرة," قالت بصوتٍ حازمٍ جداً. "من الذي قتل أبانا؟ هل كان غاريث؟"لقد بدا أنهما استطاعا محاصرة فيرث.

"حتى لو كنت أعرف شيئاً ما عن الذي قتل والدكما," قال فيرث. "سوف يقوم بقتلي إذا تحدثت عنه. وكما قلت, ستكون عقوبتي هي الإعدام بكل الأحوال. ما الذي سأحصل عليه إذا وقفت إلى جانبكما؟""إذا أخبرتنا من هو المسؤول عن قتل والدنا, إذا اعترفت بأنّ غاريث كان يقف وراء ذلك, وحتى لو كان لك دورٌ في ذلك, سوف نتعهد لك بأن سيتم العفو عنك.

" قالت جوين.نظر فيرث في وجههما, بعد أن ضاقت عيناه.

"عفواً كاملاً, عن كل شيء," سألهما. "حتى لو كان لي دورٌ في ذلك.""نعم," أجابت جوين. "إذا وافقت على الوقوف كشاهدٍ ضد شقيقنا, سوف يتم العفو عنك. فرغم كل شيء, غاريث هو الشخص الوحيد الذي استفاد من مقتل أبينا, وليس أنت. أنت فقط منفذٌ لأوامره.""والآن أخبرنا," أكملت جوين بإصرار. "هذه فرصتك الأخيرة, لدينا دليل يربطك بالجريمة. وإذا بقيت صامتاً فسنكشف الأمر وستبقى في السجن لبقية حياتك, الخيار لك.

"بينما كانت تتحدث جوين, شعرت بقوة والدها تسري داخلها مرةً أخرى. قوة العدالة. وفي تلك اللحظة, لأول مرة, شعرت بأنها فعلاً قادرةٌ على الحكم.حدّق بهما فيرث لمدةٍ طويلة, وأخذ ينظر بينهما, بدا أنه يناقش الأمر في عقله.

ثمّ أخيراً, انفجر فيرث بالبكاء.

"اعتقدتّ أنّ هذا هو ما أرداه شقيقكما," قال وهو يبكي. "لقد استغلني من أجل أن يحصل على السم. وكانت تلك محاولته الأولى. وعندما فشل, اعتقدت... حسناً.... اعتقدت أنّ عليّ أن أنهي ذلك العمل من أجله. لا أملك أي نيةٍ سيئةٍ اتجاه والدكما, أقسم بذلك. أنا آسف, لقد كنت أحاول إرضاء غاريث. هو من أراد أن يحصل هذا. وعندما فشل في محاولته الأولى, لم أستطع أن أقف مكتوف الأيدي. أنا آسف.

" قال فيرث وهو ينوح ويبكي, ثمّ انهار على الأرض, وجلس هناك, واضعاً يديه فوق رأسه.

هرع غودفري نحو فيرث, أمسكه من قميصه, ثمّ رفعه على قدميه. أمسكه بعنف شديد, بوجهه الغاضب.

"أيها القذر," قال غودفري. "أودّ أن أقتلك بيدي.

"كانت جوين متفاجئةٍ لرؤية غضب غودفري, خصوصاً بالوضع الذي كانت عليه علاقته مع والدهما. ربما, في أعماقه, امتلك غودفري مشاعراً اتجاه والده أكثر مما كانت تعتقد.

"ولكنني لن أفعل," أكمل غودفري. "أريد أن أرى غاريث مشنوقاً أولاً.""وعدناك بأن نعفو عنك, وستحصل على ذلك.

" قالت جوين. "ولكن عليك أن تدلي بشهادتك هذه ضد غاريث, أمام المجلس. هل ستفعل ذلك؟"أومأ فيرث برأسه بخنوع, كان ينظر إلى الأرض, متجنباً النظر إليهما, بينما بقي يبكي بشدة.

"بالطبع سوف تفعل ذلك," أضاف غودفري. "إذا لم تفعل ذلك, سوف نقتلك بأنفسنا.

"أفلت غودفري فيرث, ثم انهار على الأرض مرة أخرى."أنا آسف," قالها مراراً وتكراراً. "أنا آسف."نظرت إليه جوين, باشمئزاز. شعرت بالحزن يطغى عليها, وهي تفكر بوالدها. كيف يعقل للرجل الشجاع والنبيل, أن يموت على يدي هذا المخلوق المثير للشفقة. هزّت ذلك الخنجر, الذي لا يزال في يدها, بقوة, أرادت أن تغرسه في قلب فيرث بنفسها.

ولكنها لن تفعل ذلك, قامت بلفه مرةً أخرى بعناية, وأعادته إلى حزامها. إنها تحتاج إلى الأدلة.والآن أصبح لديهم ما يكفي الشهود.

لقد حان الوقت للإيقاع بغاريث.

**************
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة