-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث عشر

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث عشر

رارتعاش فروع الاشجار وكأنها أرادت أن تخبرها شيء ولكنها لم تعد ادراجها بل تقدمت بالخطى .....رأت باب خشبي يشبه أبواب الشرفات بالقصور ويخلفه باب زجاجي وكلاهما مفتوحين على الحديقة .....أزاحت الستارة الخفيفة التي كانت تتطاير وتفصل الغرفة عن الحديقة ...جحظت عيناها بصدمة وهي تراه يقبّل ساندي من شفتيها ويداه تتغلل بخصلات شعرها الاشقر بشغف .....

صمت كل شيء بها وكأنه خرس الروح ...الصدمة صفعت كل بقاع العقل والقلب معاً لتحتوي الآنين بألم صاعق ...ابتلت اطراف الحجاب اسفل عيناها وامتزجت الشراسة مع الدموع التي خلفت لون قاني من الدمع ...انفاسها كانت تتسارع وهي تنظر لهم ببكاء ارتجف له جسدها بكامله حتى لمحتها ساندي وهي بين ذراعي عز فابتعدت عنه وهي مقتطبة الجبين ...نظر لها نظرة ماكرة وابتسم وعيناه به لمعة متطلبة :-
_ مالك ...بعدتي ليه ؟!
زمت ساندي شفتيها وهي تشير على التي تقف خلفه حتى استدار عز بفضول ليرى نا تشير اليه ساندي حتى ضيق عيناه بدعشة وهو يرى تلك الفتاة التي لا يرى من وجهها سوى عيناها الكحيلتين وتنساب من مقلتيها الدموع بغزارة ....هتفت ساندي بعصبية :-
_ أنتي أزاي تدخلي كدا ومين أنتي اصلا ؟ ...مين دي يا عز ؟!!
اطرف عز وهو ينظر لرحاب بنظرة عميقة حتى شك بشيء لتقل رحاب ببكاء :-
_ أنا اللي سيبتها مرمية في المستشفى بين الحيا والموت ...أنا ....
قاطعتها ساندي بغيظ :-
_ وجاية تعملي هنا ايه !!! هو عز عزمك ؟!!!!
هزت رحاب رأسها بحزن :-
_ قدري اللي عزمني عشان افوق
تقدم عز اليها وقال بحدة وعصبية :-
_أنتي جاية عشان تبوظي حفلة خطوبتي ...صح ؟
اتسعت عيناها الباكيتان بحمرة شديدة وصاحت بوجهه :-
_ أنا ماكنتش عارفة أن النهاردة خطوبتك اصلا ...ماكنتش فكراك بالاخلاق دي !!
ضيقت ساندي عيناها بسخرية ورمقتها بنظرة محتقرة وقالت :-
_ انتي اكيد مش طبيعية !! أنتي بتحاسبيه زي ما يكون خطيبك أو جوزك !! ااانتي مين اصلا عشان تتكلمي كدا ؟

اشار عز لساندي أن تصمت وقال :-
_ اسف حبيبتي ...ممكن تستنيني برا شوية وخمس دقايق وجايلك ..مش هتأخر اوعدك ....
رفعت ساندي حاجبيها بغيظ وانفعال ثم رمت رحاب بنظرة متعالية وهي تتمتم بعض الكلمات المنفعلة ثم خرجت من الغرفة ....
استدار عز الى رحاب مرة أخرى ونظرت له بألم يغور بقلبها وتحديدا عندما لمحت احمر الشفاه على جانبي شفتيه ....قال عز بنبرة حادة لا رحمة بها :-
_ يمكن لو كنتي جيتي في أي وقت تاني غير النهاردة كان ممكن اتكلم معاكي بهدوء ...لكن بما أنك اختارتي النهاردة تحديدا فأنا مش عارف احسن الظن فيكي .....أنتي عايزة ايه ؟
عايزاني اواجهك بحقيقة الوهم اللي عيشتي نفسك فيه ...اوك
أنا مش بحبك ولا عمرك حتى لفتي نظري ...انتي مين اصلا !! وطريقتي معاكي كانت بسبب أني حسيت بالذنب مش اكتر لما وقعتي بعد الحفلة لكن أنك تتخيلي ابعد من كدا يبقى مش مسؤول عن غبائك ابدًا ....
ارتجفت بعنف وهي ترمقه بصدمة لم تتخيلها يوما ....صرخ قلبها قبل صوتها فقالت ترتجف من البكاء :-
_ أنت ما تستحقنيش ....أنا احسن واطهر من اللي كانت معاك من شوية وسيبالك نفسها عادي ...انا ماجتلكش عشان بحبك انا جيتلك لأنك انت اللي سلمتني للموت بإيدك وانت اللي لازم تدفع التمن ....سلمتني لمجرمين سرقوا كليتي وكانوا هيموتوني ...سلمتني ومشيت عشان تشوف حياتك وسبتني اموت ....أنت لازم تتعاقب زيهم بالضبط

جحظت عين عز بصدمة ولم يستطع النطق لدقيقة حتى دلف فاروق بنظرة شرسة بعدما اخبرته ساندي بوجود فتاة مجهولة بالغرفة ....حدقت رحاب بعين فاروق التي تتذكرها مثلما تاذكر اسمها واشارت بصريخ :-
_ هو ....هو ده فاروق اللي سرق كليتي ...هو ده ....
قاطعها عز بصفعة مدوية على وجهها الصقت قماش الحجاب ببشرة خديها وتبدلت نظرته وكأنه حيوان شرس ينقض على فريسته وصاح بها :-
_ ااااخرسي ...لو نطقتي كلمة زيادة على ابويا موتك هيبقى على ايدي أنا
حدقت به بصدمة وذهول وهي تتحسس خديها بألم مبرح من الصفعة ومدى تأثيرها المؤلم على جراح وجهها ...رمقها فاروق بنظرة شامته وقال بثبات :-
_ سيبها يا عز ....دي شكلها مجنونة ومش طبيعية زي ما قالتلي خطيبتك...مش دي البنت اللي حاولت تنتحر ؟!!!

تنفس عز بحدة ورماها بنظرة شرسة وهو يتحدث بصوتٍ عالِ:-
_ آه هي ...للأسف لو كنت أعرف انها كدا ماكنتش دخلتها مستشفى ماكنتش تحلم حتى تعدي من قدامها ....بعد ما فشلت أنها تضغط عليا بمحاولة انتحار جت النهاردة تدمر حياتي ....انسانة فعلا مريضة بس بعقلها !!
نظرت رحاب اليهم الاثنان وقاربت وجه الشبه بينهم في ثوانٍ بسيطة وأكثر ما كان يشبه اباه فيه هو تلك النظرة النارية التي يرمقها بها وكأنه تحول الى شخص آخر ....كيف سيصدق حديثها الآن إلا بوجود دليل !!
قالت بنظرة متحدية بعد أن جمعت قواها ووقفت امامهم :-
_ انا قدامك ...وأنت عندك المستشفى بتاعتك أنت وابوك يعني في اقل من ساعة تقدر تتأكد من كلامي ...
تراقصت نظرة ساخرة بعين فاروق واجاب بنبرة جادة ومؤكدة وترتها وادهشتها في آن واحد :-
_ أوي أوي ...حاجة سهلة وبسيطة خالص ...أنتي عندك حق ...نخلص الحفلة وضيوفنا تمشي بهدوء ومن غير مشاكل وهتيجي معانا المستشفى عشان نثبت مين فينا الكداب ومين الصادق ....بس لو طلعت أنا الصادق مش هرحمك ...دي سمعتي !

ضيقت رحاب عيناها بخوف من حدة صوته واستشعرت تهديد خفي في حديثه .. قالت :-
_ أنت بتهددني !! أنا شوفتك بعيني وانت داخل تتكلم معاهم قبل ما يعملولي العملية ...وهوديك في داهية سواء ثبت كلامي أو زيفت الحقيقة ...ماهي المستشفى بتاعتك وتقدر تعمل اي حاجة !!
اقترب عز اليها بخطوات شرسة وكاد أن يصفعها مرة أخرى حتى اوقفه فاروق ومنع يداه من السقوط على وجهها مرة أخرى وقال بثقة :-
_ لا مش دلوقتي يا عز ....ومش بالبساطة دي ، أنا عايز أعرف مين اللي وراها وباعتها عشان تسوء سمعتي وتضيع تعب سنين ومجهود وكفاح لحد ما وصلت للي وصلتله ...البنت دي مش هتطلع من هنا غير لما أعرف مين اللي وراها ....

اسدل عز يداه طوعا لإرادة والده وهو يرمقها بنظرات محتقرة جعلتها ترتجف من الخوف والألم ....قالت بعنف وهي تجيب على حديث فاروق :-
_ يعني إيه مش هطلع من هنا ؟!! أنا هطلع واثبت كلامي وهفضحكوا في الدنيا بحالها ...انا مش ضعيفة واقدر اخد حقي يامجرمين ...
سهم نظرات فاروق بشرر شرس وهو يتوعد بصمت حتى هتف عز بغضب :-
_ حقيرة .....ولازم كنت اسيبك مرمية في الشارع لحد ما تموتي ...انا بكرهك بكررررهك وبحتقرك
بلعت غصة خانقة بحلقها وكاد صوتها ان يختنق ولكنها لابد أن تجيبه فقالت بصوتٍ مرتعش باكي من الطعنات والصدمات المتتالية... لم تخشاه وهي تقترب منه وتقف أمامه كالنمرة التي تتحدى الاسد :-
_ بتكرهني ! .....صدقني أنت مش هتحب حد ادي ياعز وهوجعك ...هوجعك أووي ...هوجعك لدرجة اني هكون قدامك وابعد من السما السابعة عنك ....اتريق واضحك ..اضحك اوي ...بس في يوم من الايام هفتحلك الدفاتر القديمة ...وهنتحاسب

ضم شفتيه بسخرية ثم قال باستهزاء :-
_ طب قبل ما تتكلمي بصي لنفسك !! ....اظن يوم ما احب مش هحب واحدة كدا .....
رفع يداه للثام حتى ازاله بقوة عن وجهها ليظهر تشوه بشع يحاوط ملامحها ....اغمضت عيناها بكسرة ونزف الدمع لم يقف حتى أخذت اطراف الحجاب واخفت وجهها مجددا ....تحدث فاروق بسخرية أيضا واحتقار :-
_ اعوذ بالله ....أنا خارج يا عز اشوف الضيوف زمانهم بيسألوا علينا وخطيبتك مستنياك ....اظن ماينفعش نضيع دقيقة كمان مع الاشكال دي !!

قال عز وهو يتوجه ويغلق الباب الزجاجي المطل على الحديقة المنزلية بالخارج :-
_ هرجعلك تاني ....هرجعلك عشان اثبت انك كدابة مع أني متأكد ..
خرج عز مع والده بعد أن رماها بنظرة كريهة لا تحمل سوى الكره حتى سقطت على قدميها باكية وكتمت صرختها من ما مرت به .. فهي ملزمة بالانتظار حتى تثبت صدق حديثها .....
يبدو أن احدهم اغلق الباب من الخارج ليأت بعد دقائق وصوت حركة المقبض تعلوا ثم يفتح الباب من جديد ويطل فاروق بملامحه الاجرامية القاسية :-
_ لو فاكرة أنك هتخرجي من هنا حية تبقي غبية ...انتي جيتيلي برجليكي وهخلص عليكي ....أنا كنت هسيبك وانساكي لو انتي نسيتي الموضوع لكن بما أنك بتتحديني فأسف ...التمن حياتك ....
خرج مثل ما اتى واغلق الباب مرة أخرى بمفتاحه ...تسارعت انفاسها وهي تتسائل بأي جحيم وضعت نفسها به !! بأي قوة ستثبت صدقها وهي بين اغلال الشيطان !!! لا تريد أن تثبت شيء وهي بين مخالبهم لابد أن تهرب من هنا ...هكذا عقدت النية ...نهضت وازالت دموعها بفوة وتوجهت للباب الزجاجي لتفتحه ولكن عز قد اغلقه بالمفتاح أيضا !! كسر هذه النوعية السميكة من الزجاج يبدو صعب جدا بحالتها هذه .....
ركضت الى الباب واطرقت عليه بحدة ولكن لم يحدث شيء يكسر سوء الموقف ....
نظرت للسماء وهي خلف الباب الزجاجي تتوسل لرب العالمين وهي تسقط على قدميها باكية برعب ...
***********************

ترك الجميع ولو يلتفت لأحد إلا هي ...وكأن الظلام أوضح ضي عيناها المتلألأة بلمعاتها الحية بين السكون ....وهي ترتبك بقوة كلما اقترب صوته حولها يمينا ويساراً ....قد بدأت رقصة بطيئة أخرى ليعود عز الى ساندى محاولا ارضائها وهي بين ذراعيه بملامحها الغاضبة ...قال :-
_ الموضوع انتهى والبنت مشيت ....فكي التكشيرة بقى
ساندي بغضب :-
_ انا شكلي كدا مش مكتوبلي افرح .....حتى يوم خطوبتي تطلعلي بنت شكلها مش طبيعية وتخرب فرحتي
همس بأذناها بمكر :-
_ طب ايه رأيك في هدية تانية ؟
ابتسمت ساندي رغما عنها وقالت :-
_ لا كفاية هدية واحدة ....وبعدين أنا اول مرة اشوفك كدا ياعز !!
ابتسم عز بثقة :-
_ مش بقيتي خطيبتي ...خلاص
رمقته بتقطيبة وانفعال وقالت :-
_ وده يديلك الحق ؟!! ...افرض ما كملناش مع بعض اظن هتبقى ذكرى مش لطيفة !
اجابها وهو يقربها له أكثر :-
_ بس اللي حسيته انك مبسوطة ... المهم اننا انبسطنا وعمرها ما هتكون الا ذكرى حلوة ما بينا حتى لو ما كملناش ...
ابتلعت ساندي ريقها بشعور خانق من حديثه وقالت وهي تبتعد عنه :-
_ دوخت ....عايزة اقعد شوية رقصنا كتير

اخذها عز لزاوية خاصة بعيدة عن الأعين ....بينما سامح يستمر في غنائه بصوته الدافيء حتى شعت الاضاءة بأنحاء المكان واظهرت الجموع وضحكاتهم فيما بينهم ...لينظر سامح بضيق حوله عندما اختفت قمر من امامه بشمل مفاجئ .....ذهب الى اسمهان التي كانت ترمقه بابتسامة وقال :-
_ هي فين ...قمر ؟!!
تنحنحت اسمهان وقالت :-
_ مش عارفة ...ممكن تكون بتتكلم فون ..هي خدت نسرين واستأذنت دقيقتين ...او ممكن راحت التوالت
كانت اسمهان تعلم الى أين ذهبوا الفتايات ولكنها ارادت أن تراه يبحث عنها في كل مكان قبل أن يجدها ......
قطب ملامحه وخلع حامل الجيتار بحنق ثم استأذنها وانصرف مبتعدًا ....اتسعت ابتسامة اسمهان لرؤيته هكذا ....


*********************

قطفت نسرين زهرة بالحديقة وقالت وهي تمررها على وجهها بنعومة :-
_ مش عارفة ايه اللي خلاكي تطلعي هنا في الجنينة يا قمر !! بقى كل الهوى اللي جوا مش مكفيكي !!!
ابتسمت بمكر وهي تقل جملتها الآخيرة حتى استدارت قمر وقالت وهي تأخذ انفاسها بقوة وكأنها تختنق :-
_ مش عارفة يا نسرين ...بس فجأة حسيت أني مخنوقة وعايز اخد نفسي ...حسيت أن قلبي اتقبض فجأة كدا مع أني كنت مبسوطة !!

مطت نسرين شفتيها بتعجب واردفت وهي تستنشق رحيق تلك الزهرة بيدها :-
_ حاجة غريبة !!! بس يلا بقى عشان ماما قالتلنا دقيقتين بالعدد وما نتأخرش ....
هزت قمر رأسها بموافقة وبدأت بطريق العودة للداخل حتى انتبهت لصوت قرع يأتي من جهة قريبة .....استدارت وهي تنظر حولها بريبة قائلة :-
_ سامعة صوت يا نسرين ؟
استرقت نسرين السمع فأجابت بنفي بعد برهة :-
_ لأ !
كاد الفتايات أن يعودوا لطريقهم حتى تجدد القرع مرة أخرى ليلتفيتو سويا وحدقت نسرين بالظلام بقلق :-
_ قمر ...انتي سامعة حاجة ؟
اطرفت قمر عيناها بالايجاب :-
_ ايوة ...في صوت قريب من هنا ....
لم تشعر قمر بقدماها الا وهي تركض بممر طويل بالحديقة حتى وصلت أمام الغرفة المضاءة لتتسمر لدقيقة وهي ترى من تنظر له بذات الذهول ....
وضعت رحاب يدها على الزجاج حينما تذكرت ذلك الوجه التي قابلها مرة في الطريق وشاركتها في البكاء ....
خرجت قمر من شرودها لتقترب اليها وتفرد اناملها على الزجاج بموضع يد رحاب بالتحديد وكأنهم يصافحون بعضهم ....تشاركت نظراتهم والحاجز الزجاجي هو الفيصل الوحيد بينهم ...القلب هو من يستشعر دمائه فأجاب الحنين الغامض بمقلتيها الباكية ....تعجب قمر من شعورها اتجاه هذه الفتاة وكأنها تعرفها !! تلك العينان رأتهم من قبل ...ولكن رحاب تذكرتها على الفور وهزت رأسها بتأكيد وكأنها تريد تثبيت ظنون قمر فابتسمت قمر ثم قطبت لرؤية دموع عين تلك الغريبة مجددًا والتمعت بعيناها دمعة ثم انتبهت أن رحاب تشير اليها أن تحاول فتح الباب من الخارج أن استطاعت من لمسها لمقبض الباب وتحريكه بقوة .... .

تطلعت اليهم نسرين في تعجب وحاولت ان تجذب قمر لتعود للحفل ولكن قمر آبت أن تذهب وقالت بقوة :-
_ لا مش هسيبها دي شكلها محبوسة ....هحاول افتح الباب
تذمرت نسرين من عناد قمر حتى شهقت وهى تراها تأخذ مقعد بخارج الغرفة ومتوجهة به لكسر الباب الزجاجي ......هتفت نسرين :-
_ بتعملي ايه يا مجنوووونة
اشارت قمر لرحاب أن تبتعد وابتعدت الأخرى بالفعل لتدفع قمر الباب بالمقعد عدة مرات بعصبية واضحة حتى استطاعت ان تشرخ الزجاج بالفعل بعد محاولات كثيرة فاشلة .... وانتثرت شظايا الباب الزجاجي على الارض لتخرج من حوافه رحاب بحذر .....

التقفتها قمر بالخارج لترتمي رحاب بين ذراعيها وهي تبكي وتتمتم كلمات الشكر :-
_ متشكرة اوووي
ابتسمت قمر بشيء من الحنان داعب قلبها وقالت :-
_ انتي مين ؟ومين اللي حابسك هنا ؟
ابتلعت رحاب ريقها بصعوبة وهي تكفكف عيناها ثم نظرت حولها بخوف وقالت :-
_ معلش أنا لازم امشي من هنا دلوقتي قبل ما يمسكوني ....اتمنى اشوفك تاني ....
ركضت رحاب لباب آخر قد لمحته للتو وهي تركض...و قد جذبت نسرين يد قمر بغلظة :-
_ يلا بقى كفاية جناان لحد كدا ...يلا قبل ما حد يشوفنااا
خطت قمر مع صديقتها ولكن عيناها تتابع الفتاة المجهولة بقلق عليها ...
**************

أرسل سامح رسالة نصية الى هاتف محمود قائلا :-
(بطل تكلمني في الحفلة مش عايز حد يشك اننا نعرف بعض يا اغبى الناس !!)
ارتفع صوت هاتف محمود وهو يتشارك الضحكات مع مجموعة من الفتايات والشبان ثم ابتعد قليلاً وقرأ الرسالة ليغتاظ من الكلمة الآخيرة واتصل على رقم سامح فرد الآخر وهو ينظر حوله باحثا عن قمر :-
_ يابني مش قولتلك ما تكلمنيش خااالص في الحفلة !! هو ده اتفاقنا يا محمود ! ربنا يستر ومايكنش ابويا شك في حاجة
رد محمود بسخرية :-
_ لو تبطل السرحان ده وكأن ضايع منك كنز وتفكر ثواني هتفهم حاجة بسيطة يا ذكي ...أن عز اصلا عرفنا على بعض في بداية الحفلة واتعرفت على ناس كتير جدا وابوك لو هيشك فهيشك في كل اللي موجودين هنا انهم معايا ...حتى اللي واقف معاهم ماكنتش اعرفهم اصلا .. اطمن ابوك عارف اني عشري وبحب الفرفشة ....ومش معقول يظن أن حد فرفوش زيي مصاحب حد معقد وكئيب زي حضرتك !!

وقفت نظرة سامح على وجه قمر ذو الملامح والنظرة الشاردة فقال سريعا :-
_ اقفل اقفل مش فاضيلك
زم محمود شفتيه بغيظ ثم عاد للمجموعة التي كانت يتشارك معهم الاحاديث ....
*****************

وقفت نسرين وقمر بجانب اسمهان فقالت الاخيرة بلوم :-
_ اتأخرتوا كدا ليه ؟
رمقت نسرين قمر بنظرة ذات مغزى وقالت نسرين :-
_ هما خمس دقايق زيادة يا ماما مش مشكلة يعني ! وبعدين احنا جانبك اهو
لمحت قمر الذي يقترب وعلى وجهه الضيق فأراظت ان تبتسم ولكنها تحلت بالثبات حتى هتف سامح بعصبية :-
_كنتي فين ؟!
اطرفت قمر عيناها بحرج وقالت نسرين مجيبة عنها :-
_ كنت بعدل الحجاب وهي جت معايا
تطلعت قمر الى صديقتها وفهمت أنها لا تريد أن تشير بوجودهم في الحديقة بعدما حدث فهزت رأسها مؤكدة على حديث نسرين ليقل سامح بغيظ :-
_ دورت عليكي كتير أوووي .. قصدي عليكوا
عدل حديثه عندما لمح الثلاثي ينظر له بتعجب فقالت قمر بشبح ابتسامة على جانب شفتيها :-
_ خلاص جينا اهو وكويس اني ما توهتش في بيت الاشباح ده
رمقتها اسمهان بنظرة عاتبة ونسرين ايضا فشعرت قمر بالحرج وكادت أن تتأسف ولكنها تفاجئت بضحكة سامح مجيبًا :-
_ في دي عندك حق ههههههه
ارتاحت قمر لأزالة الضيق بينهم فقالت بتسائل :-
_ أنت عندك اخوات بنات ؟
تعجب سامح من السؤال ولكنها أرادت أن تعرف من هي تلك الفتاة بالتحديد ومن قيدها بتلك الغرفة !! فأجاب :-
_ أه عندي ...دعاء اختي
كررت قمر الاسم بخفوت فتابع سامح :-
_ بس للاسف مسافرة وماحضرتش خطوبة عز
شعرت قمر بالحيرة أكثر فقالت :-
_ يعني انت ووالدك واخوك عايشين هنا لوحدكوا ؟
قمعت تعبيرات الابتسامة وتبدلت للضيق ولكنها اجابها بنظرة تائهة :-
_ هما بس اللي عايشين هنا ...لكن أنا ليا شقتي اللي عايش فيها ...
اسمهان :-بقلم رحاب إبراهيم
_ يعني عايش لوحدك في شقة ..طب مين بياخد باله منك ؟!
لوت قمر شفتيها بضيق وعصبية وقالت دون أن تشعر :-
_ اه ماهو مطرب بقى ومشهور ويحب يقابل المعجبات لوحده ...اومال هيعيش هنا ومايعرفش يقابل حد ....
رمقها سامح بنظرة ماكرة واراد أن يبتسم لعصبيتها فزاد الشك بداخلها وقال :-
_ اه طبعا ....لازم يكون ليا عالمي الخاص من غير قيود . .هنا ماينفعش خالص اقابل حد بصراحة ...
جزت قمر على اسنانها بغيظ وانفعال فقالت لنسرين :-
_ عايزة امشي
نسرين بتذمر :-
_ استني يا قمر شوية كمان احنا حتى لسه ما سلمناش على العريس والعروسة ولا اتعرفنا عليهم
فهمت قمر ما يحدث بينهم فابتسمت في خفاء وقال سامح بابتسامة واسعة :-
_ تعالوا اعرفكم عليهم ......
اخذهم سامح لشقيقه عز الذي وكأنه يظهر عليه بعض الشرود والتيهة بعكس المفروض أن يكون ....فوقف امامهم وبدأ بالتعارف للجهتين ...ابتسمت ساندي ابتسامة خفيفة ورسمية وقابلوها الفتايات بمثيلتها ...فنظر عز لقمر بنظرة غامضة وقال :-
_ حاسس أني شوفتك قبل كدا ؟
نظر سامح بتعجب لقمر ورمقته قمر باستغراب واجابت :-
_ بس أنا عمري ما شوفتك خالص !
رد عز بهدوء :-
_ يمكن حد شبهك
قمر بشعور غريب :-
_ يمكن !!
________________________________________استغفر الله

وصلت الى باب صغير يبدو أنه مخصص للخدم فتحته سريعا وبحذر وهي تلتفت حولها ثم خرجت منه للطريق وكأنها نجت من الجحيم ...استنشقت الصعداء وملأت رئتيها هواء ثم ذهبت يمينًا تبكث عن صديقتها نعمة ولكنها لم تجدها !! .....انتبهت لوجود حارس البوابة فابتعدت مختبئة عن ناظريه خلف أحد الاشجار الصغيرة بالخارج ثم نظرت حولها في حيرة من امرها .....أين ذهبت صديقتها وتركتها هنا ؟!

مرت بالطريق لتصل الى الضفة الاخرى منه وراقبت البوابة بخفاء ولكن لم تظهر نعمة من اي جانب ...حدقت رحاب بخوف شديد عندما رأت عدة رجال يخرجون من الفيلا واحدهم يتحدث وكأنه يأمرهم بالبحث عن شيء احدهم يمينًا واحدهم يساراً.....
ابتلعت ريقها برعب خوفا أن يجدوها وما كان من بداً أن تركض متخفية بتسلل خلف السيارات حتى تصل للطريق الرئيسي .....كانت ترتجف من الخوف أن يجدوها أو أن يكن حدث مكروها لصديقتها نعمة والالام قدميها تثقل عليها الالام ولكن أن استسلمت للألام ستطعن بالغدر ....
وصلت للطريق الرئيسي واوقفت سيارة أجرة كانت الوحيدة المارة بالطريق حتى جلست بداخلها وامرت السائق أن يذهب سريعا من هنا ....تعجب السائق للذعر بصوتها وقد لمح بمرآة السيارة الجانبية رجل يركض وبيده سلاح اسود ويبحث مترقبا حوله عن شيء ....فتحرك السائق بسيارته في الطريق بتردد وقد انتابه القلق منها ورمقها باستغراب بسبب هذا اللثام على وجهها ! .....

وضعت رحاب يدها على رأسها وقالت بخوف وخفوت :-
_ ياترى حصل ايه يا نعمة أنا مش عارفة انتي روحتي فين ؟! لازم ابعد عن هنا عشان ....
اخرجها السائق من زمرة عمق تفكيرها واوقف السيارة قائلا بأمر :-
_ انزلي هنا
تطلعت رحاب حولها بدهشة وقالت :-
_ مش عايزة انزل هنا !!
هز السائق رأسه بحدة واجاب :-
_ أنتي شاكلك عاملة مصيبة وانا مش عايز مشاكل ...انزلي والا هنزلك بالعافية
حدقت رحاب به بغضب ثم دفعت بعض النقود من جيب ردائها ثم خرجت من السبارة وسألته بوجوم :-
_ مافيش سنترال هنا أو اي مكان فيه تليفون اقدر اتصل منه ؟
لم يجيبها السائق وتحرك بسيارته وكأنه يهرب منها ....نظرت حولها للطريق الذي انزلها فيه وشعرت بالخوف اكثر ....الطريق يبدو خالٍ من البشر وحتى السيارات !! مسكت رأسها بألم وقالت :-
_ اعمل اايه يارب ؟...لا ينفع ارجع من غير نعمة ولا ينفع ارجع الفيلا دي تاني ! ياريتني جبت الموبايل بتاعي معايا كنت اتصلت بيها ..بس هي معاها موبايلها ....يارب استرها يااارب ..

نظرت حولها بتمعن باحثة عن أي شيء يمكن أن تجري به اتصال حتى شعرت باصوات قريبة تأت من بين الاشجار المصطفة على الطريق .....بلعت غصة بخلقها وبدأت تركض مجددا خةفا أن يلحقو بها ....حتى كادت أنها تتعثر مرارا بسبب احجار بالطريق ....الاصوات اختفت من حولها لتقف مستندة على جسد شجرة كبيرة وهي تلهث .....

**************

استقل سيارته وصولا الى فيلا صديقه عز واستخدم ذلك الطريق الجانبي لخلوه من السيارات نظرا للطريق العام حتى توقفت سيارته بصوت حاد وتبين من ذلك أن احد الاطارات قد ثقب ويجب تبديله في الحال ....نزر ياسين للايطار المثقوب بضيق ثم ضربه بركلة من قدمه بغضب وقال :-
_ مش وقتك خاااالص ....مافيش اي مكانيكي قريب هنا ولو غيرت العجلة بنفسي يبقى كدا البدلة هتتبهدل ومش هعرف احضر الخطوبة !!
على العموم كويس أن موجود استبن .....

خلع ياسين حلته السوداء الانيقة التي خصصها لليوم بعدما عاد متأخر من يوم عمل مرهق ....اخرج الايطار البديل من حقيبة السيارة وبدأ في التغيير بشكل حرفي .....

كانت تلتقط انفاسها حتى تسمرت وهي ترى رجل يجثو بجانب سيارته ويبدو أن يقوم بتصليح امر ما بإيطارها ...كانت ستتحاشاه حتى جحظت عيناها وهي ترى افعى تتسلل بين العشب الموجود على جانبي الطريق وفي اتجاهها اليه ...وهو لا يراها بسبب انغماسه فيما يعمل ويواليها ظهره ....
كلما اقتربت الافعى ارتجف جسدها ولم تنتظر كثيرا حتى ركضت اليه وجذبته من يده بقوة قبل أن تصل الافعى لجسده وتبث ريقها السام بجسده ....
وقع ما بيده عندما انتبه ليدان ضعيفتان ورغم ذلك تدفعه بقوة ليبتعد عن المكان حتى صرخت عندما لاحظت قربه الافعى منه لتنجح اخيرا في دفعه بعيدا .......
وقفت ترتجف وهي تنظر للافعي وهي تقف ناظرة لهم بثبات ولم تدرك انها تتشبث بياقة قميصه الابيض .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة