-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثاني والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والعشرون

تاهت تحت تأثير المخدر ليرمقها ياسين بوخزة في قلبه ولكنه استطاع أن يتحكم بمشاعره ويرتدي قناع الطبيب المعالج ....

لم تسطع نعمة وهي بخارج غرفة العمليات أن تكبح دموعها ولكنّ استوقفها وجه مألوف فاجفلت من رؤية أمينة أمامها بشكل مفاجئ ...نهضت ببطء من الصدمة وتساءلت بدهش:-
_ جيتي هنا أزاي ؟!!! وعرفتي المكان منين ؟!!
رمقت نعمة غرفة العمليات بنظرات باكية واجابت بمرارة :-
_ مشيت وراكي ، انا ما نمتش طول الليل وراقبتك عشان عارفة أنك هتروحيلها ...ماقدرتش استنى
تنهدت نعمة وقد ضاقت من مواصلة حديث لا لزوم له بتلك اللحظات فقالت :-
_ مالوش لزوم الكلام دلوقتي ، هي بتعمل عملية ، ادعيلها أنها تقوم بالسلامة والعملية تنجح ،ده آخر أمل ليها
رمت أمينة نفسها على مقعد بقرب نعمة وتاهت في صمت مفعم بالتوسل الى رب العالمين ...
________________________________________صلِ على النبي

بمحافظة الغربية .....
اعتدل حامد في فراشه بعد أن ايقظه صوت الهاتف الارضي بغرفته ورفع سماعة الهاتف ذي الطراز القديم واجاب :-
_ االو ؟
رد الطرف الآخر بنبرة توضح نفاذ الصبر وقال :-
_ صباح الخير يا حج معلش صحيتك بدري ، بس انا زهقت من قعادي في مصر ومش لاقي قمر كأنها فص ملح وداب ...
زفر حامد بعصبية واجاب :-
_ ماترجعليش غير بيها ، يأما مش عايز اشوف خلقتك ، عايز ترجع فاضي عشان الناس تاكل وشي اكتر مش كفاية الفضيحة
لوى صلاح شفتيه بسخرية وقال :-
_ ياحج احنا دفنينه سوا، ما انت اللي خليت حسنية تذيع الخبر عشان يبقى ليك حجة تغسل عارك وتموتها وتخلص منها ، جاي دلوقتي زعلان على الفضيحة ؟!!!
اماقع وجه حامد من الغضب وهتف :-
_ اتحشم يا صلاح في كلامك ، وإلا أنت عارف غضب ابوك
تراجع صلاح بقلق واضاف بمكر :-
_ ما تأخذنيش يا حج ما اقصدش ، بس اتفقنا اني هتجوزها والارض كلها ليك ، ويبقى ضربنا عصفورين بحجر ، لكن موتها مش هيفيدني بحاجة
احتدت نبرة حامد قائلا :-
_ مش هيفيدك أنت لكن هيفيدني أنا ، وعموما لقيها أنت الاول وربنا يحلها ....ما انت لا عارف تتجوزها ولا عارف تميل دماغها نحيتك ...لو ما اتجوزتهاش يبقى موتها هيكون على يدي
قطب صلاح حاجبيه وأردف بتوتر :-
_ لا هتجوزها ، وهدور عليها لحد ما الاقيها وهجيبهالك راكعة تطلب السماح
غمغم حامد بكلمات غير مفهومة ولكنها تبدو وكأنه مستهزاء بحديث ولده واغلق الهاتف بعصبية ......

وضع صلاح هاتفه بضيق وقال معترفا :-
_ الارض والمِلك هيجننوك ياابا ، بس في جميع الاحوال مش هخليك تقتلها ، قمر ليا ومش هخلي حد يقربلها ، سواء أنت أو حد تاني
________________________________________استغفر الله العظيم

دلفت ناريمان لغرفة الصغير "يزيد" وراقبته في حذر فبعد تعنيفه واجباره على التحدث مع والده ياسين وهو يخاف منها ويبتعد كلما رأها ....
تأملت وجهه النائم المشابه لدرجة كبيرة مع وجه زوجها السابق فابتسمت في محبة واقتربت من فراشه كي توقظه بحنان ولكنه بمجرد أن فتح عينيه صرخ وابتعد عنها .....قالت بتوتر :-
_ مالك يا حبيبي ...أنا مامي ما تخافش
اطرف الصغير اهدابه بحركة سريعة بخوف وحرك رأسه رافضا القرب فتابعت وعي تتظاهر بابتسامة حتى تقربه لها :-
_ تعالى يلا عشان نفطر ونروح النادي .....هفسحك النهاردة فسحة جميلة أوي
كرر الصغير حركة الرفض وهو يحتمي بوسادة كبيرة اخفت صدره وقال بصوت يكاد لا يسمع :-
_ هستنى ...بابي ...لما يجي وياخدني
نظرت له ناريمان بألم وخذلان :-
_ ما أنت كلمته وهو ماجاش يا يزيد !! ، بس انا عارفة أنه مش عايز يجي هنا
انزلقت دمعة من عيناها وهي تنظر للاسفل
صمت الصغير ينظر لها بخوف وقال شيء صدمها :-
_ مش هقوله ...أنك زعقتيلي وكنتي هتضربيني ، عشان ما يزعلش منك

نظرت لأبنها للحظات ثم اقتربت رغما واخذته بين ذراعيها بحنان وهي تبكي :-
_ حقك عليا يا روحي بس ماكنتش اقصد ، نفسي نرجع زي الأول تاني واوعدك اني عمري ما هزعل حد فيكوا ، كنت غبية ومجنونة لما بعدت عن بيتي واتخليت عنه ، مش متخيلة أني عمري ما هرجع لياسين تاني ده انا اموت لو ده حصل ...
ربت الصغير بملامح ثابته على يدها دون أن يتحدث فرفعت انامله الصغيرة وقبلتها بمحبة وحنو وتابعت :-
_ أنت نسخة تانية منه ، مهما تكون زعلان من اللي قدامك بس ما بتقساش عليه ، انا بعشقكم انتوا الاتنين وما اقدرش اعيش من غيركم
________________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

لم تغفو حتى تستيقظ ولكنها نهضت مبكرا ورحبت بالنسمات الصباحية على بشرتها الباهته من البكاء طيلة الليل .....
حركة بعض الفراشات الراقصة على اغصان جذوع الاشجار النادية من رطب الليل لم ترفه عنها في شيء ...رغمًا عنها نظرت للبوابة الخارجية وتذكرت ما حدث بالأمس فتوجهت اليها بدقات قلب عالية وعيناها تشجب عن الهدنة وتمردت بدموع .....
الحارس الليل يبدو أنه ذهب فكان المكان خالٍ ، تمسكت بقضبان البوابة ونظرت بشرود امامها في بكاء صامت وقد ايقنت أن قصتها انتهت معه وهذا ما جعلها تشعر بألم مبرح يطعن قلبها فأسندت رأسها على القضبان ببكاء وتمنت أن تراه مرة اخرى رغم أنها لا زالت غاضبة مما حدث ولا شيء يثبت برائته ولكن بمجرد أن تمر خاطرة الفراق يهتز قلبها غاضبا بألم ، قالت بحزن وبكاء :-
_ يعني حتى لو خدت موقف من اللي حصل بس كان على طول يصمم أنه يتكلم ، حتى لو بعدت كان بيقرب اشمعنى المرادي !
لأ كدا احسن ، مش عارفة اصدق انه مظلوم ، ومش قادرة اصدق اني مش هشوفه تاني !!
نظرت للطريق الخالٍ إلا من بضع سيارات تقف متراصة بتنظيم وعلى الطريق العمومي تسير السيارات بسرعة عالية
ارتجف جسدها من البكاء ثم استدارت لتعود الى الداخل وقد ظنت بساذجة انها ستراه ، فربما اتى اليها مرة أخرى ولكنه لم يفعل ....

دلفت للداخل تجر اذيال الخيبة من وجهة نظرها ولكنّ قلبها صدق حدسه فهو كان بالخارج يقف بسيارته متخفيًا عن الآعين بحيث أنها لا يمكن أن تراه إلا إذا خرجت للطريق العام .....
اطرق سامح على المقود بعصبية وهو يرى دموعها فأيقن انها اشتاقت له كما جنّ شوقه ايضاً واتى به الى هنا ولولا ظهورها لكان ذهب اليها مباشرةٍ ، ولكنه تسمر متجمدًا وهو يراها هكذا ولم يستطع الاقتراب من دهشته ....قال غاضبا :-
_ عنيدة !! بس لازم قبل ما اكلمها واثبتلها يكون معايا دليل عشان تصدقني ، داليا ...البداية عند داليا ، حاسس ان عندها كل الاجابات على اسئلتي ...
_________________________________________الله اكبر

استيقظت ميرنا صباحا بلهفة ذهابها إلى نادر وكادت أن تذهب إليه ولكنها تراجعت عندما خطر في ذاكرتها موقف محمود من هذا الامر في السابق ، ففضلت الانتظار حتى يأت دكتور محمود إليها ....
ظهر محمود على اعتاب الغرفة بملامح هادئة فتطلعت فيه بابتسامة مشرقة واستعدت للنهوض ولكنه اوقفها قائلا :-
_ مش هنروح لنادر النهاردة ، خليه يستريح
التفتت له في دهشة وتساءلت :-
_ ليه ماله نادر ؟!
ابتلع هذه اللهفة الواضحة في صوتها بضيق ثم جلس على مقعد قريب من نافذة الغرفة واجاب:-
_ لسه عارف من الممرضة أن حرارته عالية طول الليل ، خد مسكنات وخافض للحرارة ونام ، ماينفعش نروحله النهاردة خليه يرتاح شوية
ضيقت عيناها برفض ونهضت قائلة بتصميم :-
_ لأ هروح اطمن عليه ، أنا لازم اروحله مش هسيبه لوحده
هب واقفا بعصبية ووقف امامها قائلا برفض :-
_ وانا قلت مش هتروحي ، اظن مش أنتي المسؤولة عن حالته ، أنا المسؤول ، ومش عشان عرضت عليكي موضوع الرسم ده يبقى ملزم بيه ، ماتننسيش أن حالته العصبية اصلا تعبانة وانا جبتك عشان تساعديني مش عشان ترجعيني خطوات لورا بسبب طريقتك دي !! ، أنا بقيت بحس انك انتي اللي مريضة مش هو !!

صدمت من غضبه الذي لم يجاهد حتى أن يخفيه عنها بل ظهره بمتسع الصدق في صوته ...تلعثمت في القول وعيناه عرفت طريق الدموع :-
_ أنت بتكلمني كدا ليه ؟ وبعدين فعلا انا مريضة واخويا جابني هنا عشان كدا ، وحالتي النفسية مش احسن من حالته على فكرة يمكن اسوء
صمت محمود لبرهة وهو يتأملها بعمق وكاد رده :-
_ تمام ....يبقى أنتي ليكي عندي جلسات نقعد ونتكلم فيها لوحدنا وبراحتنا ، زي ما بعمل مع نادر بالضبط وبقية المرضى ، واعتبري موضوع نادر منتهي خلاص ...هشوف طريقة تانية اساعده بيها لأن الطريقة دي فشلت ....
هزت ميرنا رأسها نفيًا :-
_ لأ ما فشلتش ، أنت اللي مش عايزني اروحله تقدر تقولي ليه ؟
كتم محمود الاعتراف بحلقه ولم يجيبها فصرخت به مجددا :-
_ ما ترد ساكت ليه ؟
اغضبه صراخها فأجابها بوضوح :-
_ لأنك معيشة نفسك في وهم كبير ، أنتِ كنتي محتاجة للحب زي أي بنت في عمر المراهقة بما انك ١٩سنة يعني ، ولما شوفتي نادر وعجزه احتياجك ده جه مع عقدة قديمة في حياتك ...انتي قولتيلي في مرة أنك كنتي دايما بتحسي أنك مسجونة ومتكتفة في بيتك ، هو ده اللي عجبك في نادر بالضبط ....لكن ك حب أنتي ما بتحبيهوش ، لو سيبتك للوهم ده مش عارف هتوصلي لإيه بالضبط ....ضميري ما يسمحليش أني اسيبك تدمري نفسك
حديثه اشعل غضب لأول مرة تشعر به فأشارت له بعد أن تحكمت قليلا عن صفعه :-
_ اياك تكلمني كدا تاني ، انا مش طفلة وعارفة انا عايزة ايه بالضبط ، وأنت مالكش أي حق انك تقعد تحلل مشاعري وسلوكي اتجاه أي شيء !! ، انا ما سمحتلكش عشان تسمح لنفسك تدخل في حياتي ....
ابعد اصبعها المشار في وجهه بيده ثم اقترب منها حتى بدأت تشعر بشيء غريب فابتعدت للخلف فكان اقترابه يوازي ابتعادها حتى التصقت بالحائط وهي تطرف بقلق وخوف ....اسند محمود يده على الحائط وباليد اليمنى اخذ منديلا ورقيًا وقربه لعيناها مزيلا تلك الدمعات المتساقطة وقال برقة :-
_كل مشكلتي معاكي أني _____بعتبرك مسؤولة مني ، بعتبرك طفلة بس طفلتي انا .....مش هسمح لحد يأذيها ولا حتى هسمحلك تأذي نفسك ...وعلى فكرة لما بتعيطي بتبقي عاملة شبه القطط وببقى عايز اضحك ...يرضيكي اضحك وانا بزعق ؟!
اشتعل وجهها من الخجل وتحركت مبتعدة عنه بشعور غريب لم تفهمه ولكنها ابتسمت بداخلها من آخر جملة وذلك ذكرها بحديث شقيقها ياسين فقد اخبرها بذلك عدة مرات .....
ابتسم بمكر من خجلها وقال بخبث :-
_ اللي مش حقي النهاردة هيبقى ملكي بكرا
تابع بصوت اربكها :-
_ هيبقى ملكي ...فاهمة
ترمها تتخبط من الارتباك والحياء والحيرة من حديثه وخرج وهو يظهر بسمة ماكرة على جانب شفتيه ....
قالت بعد أن تأكدت من خروجه :-
_ هو انا كنت مكسوفة اوي كدا ليه ؟!
_________________________________________سبحان الله وبحمده

تحت سماء الاسكندرية برداء الشتاء الساحر ...تظهر الشمس باشعتها الدافئة الحنون وتتخلى عن قسوتها اللاذعة ....
اخذ يرتشف عمر قهوته وهو ينظر للبحر من شرفة غرفة الكابين ويده اليسرى في جيبه بلياقة .....تذكر كل تلك الامسيات التي مرت عليهم هنا ...ابتسم وقد رضى بكل ما مضى من العمر معها ....
لم يشعر أنها وقفت بجانبه منذ لحظات وتاهت بملامح وجهه الوسيمة التي لم يؤثر عليها الزمن بل زادها سحر وهيبة ....شعر بأنفاسها فنظر جانبا بابتسامة ورفع يداه حتى حاوطه وجعل وجهها على صدره بدفء عاشق ...قالت مبتسمة :-
_ ما صحتنيش ليه يا عمر ...شكلك صحيت من بدري
ربت على كتفيها برفق واجاب :-
_ ماحبتش اقلقك ...احنا جايين نقضي يومين بهدوء وبراحتنا مش نصحى من بدري زي كل يوم ...
تنهدت ليالي براحة ولم تذهب ابتسامتها وهي تجيب :-
_ عندك حق _____ هنتغدى في البيت ولا برا ؟
اجابها بصدق :-
_ هنتغدى على الشط ، هطلب اكل من اي مطعم ما تتعبيش نفسك ، بس هناكل على البحر ، أنتي عارفة مابحبش اروح مطاعم وبالذات لما تكوني معايا
ضيقت عيناها باستغراب :-
_ اشمعنى بقى ؟!!
رفع وجهها الى عيناه وقال بمزيجا بين العشق والمكر :-
_ بحب املى عيني منك وانتي قدامي ، مسكة ايد كدا ، غمزة كدا ، كلام مابينا ، طبعا ماينفعش الكلام ده قدام الناس ...انتي ليا انا لوحدي
نظرت لأتجاه اخر وهي تبتسم بسعادة وقالت :-
_ اجمل حاجة حصلتلي أني بقيت ليك

😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒استغفر الله العظيم

في قسم الشرطة ....
وقف هشام أمام فهد واعطاه بعض المعلومات التي وجدها إثر بحثه فقال :-
_ اسمه المعروف ...حليمو ، محدش يعرف اسمه الحقيقي ايه بالضبط بس حليمو ده اكتر اسم معروف بيه ، قعد نشال لفترة وبيشتغل في الشوارع مع الحرامية بعد كدا محدش بقى يشوفه ولا حد عارف هو راح فين ...
نظر فهد مليًا للصورة المرسومة بخط اليد وقال مفكرا :-
_ كمل
تابع هشام واضاف :-
_ بس في واحد بس هو اللي اداني معلومة حلوة ...حليمو ده ظهر مرة واظاهر أن النعمة بانت عليه ونضف ، بس محدش عارف بيشتغل ايه ولا فين بعد كدا ما ظهرش تاني ....
رفع فهد رأسه وقال :-
_ مش مصدق يا هشام أن فات عليك تجيبلي صورته الحقيقية ، ماتجيش منك ولا تغيب عنك
ابتسم هشام بمكر وهو يخرج الهاتف من جيبه :-
_ ودي تيجي ، جبتلك صورته على الموبايل مع واحد صاحبه ،واد في القهوة ادهاني ....
اخذ فهد الهاتف وارسل الصورة لهاتفه ثم تمعن فيها وقال :-
_ تسلم ، اهو كدا عارف شكله بالضبط
ضيق هشام عيناه وقال :-
_ كنت ناسيه ولا ايه ؟
اجاب فهد بنظرة ساخرة :-
_ ماهو كلهم شبه بعض هفتكر مين ولا مين ، مهمتك انتهت ياباشا
اشار له هشام بثقة ثم خرج من المكتب ....
اخذ فهد الصورة المرسومة وطواها واضعا اياها بملف خاص داخل سجلاته ...ثم نهض وذهب للخارج .....

اتت منذ دقائق وقد اغضبها عدم مجيئه ليلة الامس فذهبت الى قسم الشرطة دون أن تفكر ولكنها وقفت حائرة ماذا تفعل فجلست بسيارته وانتظرت حتى يخرج .....بقلم رحاب إبراهيم
خرج من القسم مرتديًا نظارته الشمسية السوداء كعادته وهم بالاسراع حتى يعود لمنزله سريعا فقد ترك فاطمة دون أن يطمئنها عليه بالأمس ....لم يلمحها إلا عندما فتح باب السيارة وجلس أمام المقود فتفاجئ بها وهي تجلس بنظرات تتطاير منها الشرر فقال غاضبا :-
_ وبعدين بقى في الجنان ؟!!! أنا مش محذرك ماتجيش هنا تاني ؟ المرة اللي فاتت وعديتها لكن المرادي بقى اعمل ايه ؟!!

التفتت له بنظرة جانبية منفعلة وهتفت :-
_ سايبني ومعبرتنيش حتى بمكالمة تطمني عليك من امبارح ، المطلوب مني يعني اقعد في البيت استناك ومش عارفة حضرتك فين ؟!

كبت غضبه قليلا واجاب :-
_ في شغلي يا فاطمة ، أنا مش هفضل افهمك كدا طول العمر ، كان عندي شغل ماعرفتش اجي ...اسيب الشغل يعني عشان انتي عايزة كدا؟!!
تطلعت فيه بضيق وقالت :-
_ لأ طبعا ماينفعش ، شغلك الأهم طبعا ومش مهم أنا مافي ستين داهية قلقي وخوفي عليك ، اقولك حاجة ارجع شغلك تاني يا حضرت الضابط
فتحت الباب بجانبها بعصبية وخرجت منها في لمحة من البصر جعلته في ذهول ....
ولم تعرف هل من حسن حظها أم لسوء حظها أنها رأت سيارة اجرة تقف ليخرج منها احد الاشخاص فاشارت للسائق بالاسراع بعد أن دهلت السيارة بلمحة .....اتسعت عيناه وهو يخرج من السيارة غاضبًا مما فعلته ولم يلحقها فقد ابتعدت السيارة سريعا .....اطرق على سيارته بعنف وهو يتمتم ببعض الكلمات واسرع بسيارته هو الآخر خلف السيارة الأجرة ....
*****************

وقف السائق أمام البناية التي اخبرته عنها فاطمة ، خرجت من السيارة وهي ترقب ما حولها فقد شعرت انها تسرعت بالأمر ولكنّ الغضب تملك منها ففعلت ما فعلت والآن عليها أن تتحمل نتيجة حتما لن ترضيها ...اعطتهةاجرته واسرعت للداخل وعي تركض عندما لمحت سيارة فهد تقف في مصاف السيارات .....
ركضت الى المصعد وهي تلتقط انفاسها اللاهثة من الخوف وكادت أن تضغط على الزر حتى وجدته امامها بقامته الكويلة يسد مدخل المصعد وكأنه بدا اضخم مما كان عليه !!
ضم شفتيه بغضب شرس وهو ينظر لها ويضم قبضته حتى لا يتهور ...تلعثمت بخوف وهي تنظر لها واشارت بتحذير :-
_ أنا كنت متعصبة من طريقتك ، نتكلم بهدوء احسن مالوش داعي العنف
ضرب حائط المصعد وقد اغلق الباب في انتظار اختيار الطوابق وصاح بها بشراسة :-
_ انتي تعرفي لولا أني ماسك نفسي كان زماني كسرت دماغك دلوقتي
ضيقت عيناها في غيظ رغم خوفها من نظرته فقالت :-
_ يعتي قلتلك اني اتعصبت وبعترف ومش عاجبك ، ما أنا كمان من حقي ازعل بعد ماكنت قلقانة عليك ومستنياك والنفروض تفرح مش تعمل اللي عملته ده ، تصرفي كان رد فعل مش فعل مطلق بقلم رحاب إبراهيم
اشار لها كي تصمت :-
_ مش عايز اسمع صوتك ، خلص الكلام
ابتلعت ريقها بقلق :-
_ تقصد ايه ؟
ضغط فهد على زر الصعود ووالها ظهره دون اهتمام حتى جذبته لينظر لها وهتفت :-
_ قصدك ايه مش فاهمة ؟
دفع يداها بعصبية ولم يرمقها حتى توقف المصعد وخرج منه وهو يجرها لخارجه ......توقف عند باب شقته وفتح بابها ودفعها للداخل بغضب ....
قالت فاطمة ودموعها تنساب بعنف على خديها:-
_ أنت عارف أني ما قصدتش ازعلك وعارف أني بخاف عليك لما بتتأخر وعارف أني ....
قاطعها باشارة من يده وقال :-
_ ما تكمليش ....يلا حضري الشنط عشان هنرجع الفيلا مش عايز اقعد هنا ....
اتسعت عيناها الباكية بصدمة وقالت :-
_ أول مرة تقول كدا يا فهد !! ، مش معقول تعمل كدا ، انا مش همشي
اجابها بحدة وهو يخلع جاكته بغضب :-
_ هروح انا احضر شنطتي ، خليكي انتي انا اصلا مش عايز اشوفك
راقبته بصدمة وهو يدلف للداخل وقد ظهر بالفعل أنه بدأ باعداد حقيبته للرحيل !!! ....
ركضت اليه وهي تبكي وقالت باعتذار :-
_ انا اسفة والله ما كان قصدي ، على الاقل اديني فرصة اعتذرلك مش يبقى ده تصرفك أنا أول مرة اشوفك كدا !!
تابع فهد اعداد الحقيبة الملقاة على الفراش حتى دفعت فاطمة الحقيبة بغضب على الارض لتتبعثر محتوياتها بفوضي ليجذبها فهد بغضب من يدها مغرزا اظافره بجلد كتفيها بألم :-
_ ابعدي عني السعادي يا فاطمة أنا مش عايز اوريكي الوش التاني ، أنتي لسه ما شوفتهوش ومش حابب أنك تشوفيه
رمقته بدموع وهي تتلوى بيده متألمة وقالت :-
_ مش عارفة انت جرالك ايه ؟ عمرك ما كنت قاسي كدا مهما غلطت كنت بتسمعني .... انت مابقتش تحبني أو ماكنتش بتحبني اصلا !!
تحرك عصب فكيه بعنف ودفعها بقوة جعلت توازنها يختل وسقطت على فراشها ليهتف بوجهها عن قرب :-بقلم رحاب إبراهيم
_ ده كله ومابحبكيش ؟!!! المفروض اعملك ايه تاني ؟! انا مابقتش عارف اركز في شغلي بسببك
اطرفت بدموع وهي تنظر لوجهه الغاضب حتى استقام وقد شعر أنه بدأ يضعف امام دموعها فنهضت سريعا والقت نفسها بين ذراعيه بأسف وبكاء :-
_ والله العظيم بحبك وبترعب عليك ، ساعات ببقى غبية ايوة بس من خوفي مابعرفش افكر ، اوعدك مش هعمل كدا تاني بس عديها المرادي ، يارب اموت لو فضلت زعلان مني .... قلبي هيوقف وانا شيفاك كدا والله ، معلش معلش معلش
ضمها بقوة وتبدلت لحظات الغضب للعشق وقال هامسا ومبتسما رغما عنه :-
_ طالما ٣معلش يبقى خلاص ، سامحتك بالتلاته
لكمته بابتسامة ودموع تزيلها باناملها ونظرت له بلوم :-
_ ماكنتش أعرف أني بهون عليك كدا ! ، صدمتني
رفع اناملها لوجهها بهمس وقال :-
_ أنتي عارفة غضبي يا فاطمة ، أنتي مش بتهوني عليا ومتأكدة من كدا ، لكن لما بتعصب مش بشوف قدامي ، وانتي كمان عملتي حركة النهاردة لولا أن مخلص شغلي تمام وبالي رايق مش عارف كنت عملت فيكي ايه

اطرفت باعتذار :-
_ خلاص توبة مش هعمل كدا تاني ، وحتى مش هجيلك القسم تاني آخر مرة طالما بتزعل
ضمها مرة أخرى بقوة قائلا :-
_ خلاص مش زعلان يا حبي
___________________________________________صلِ على النبي

مرت عدة ساعات وخرج ياسين من غرفة العمليات متعرق الجبين ...ركض كلا من نعمة وامينة اليه فطمئنهم قائلا :-
_ الحمد لله اطمنوا ، لما تفوق اقدروا تشوفوها
تركهم وذهب مبتعدا حتى جر بعض الممرضات حورية لغرفة اخرى خاصة بالعناية المركزة ....
مر ما يقرب من ساعة حتى استطاعت نعمة رؤية صديقتها وقالت الممرضة :-
_ ياريت واحدة بس اللي تدخل عشان ما تتعبوهاش
قالت نعمة سريعا :-
_ هدخل أنا اطمن عليها واخرج على طول
وقفت أمينة متلهفة لرؤية حورية .....
دلفت نعمة لداخل الغرفة واسرعت الى فراش صديقتها حتى ظهر ابتسامة على ثغر حورية بين وجهها الذي تم لفه مجددا لتقل نعمة بابتسامة :-
_ حمد الله على سلامتك ، دكتور ياسين طمنا
جعدت حورية حاجبيها :-
_ طمنا ؟! في حد معاكي ؟!
هزت نعمة رأسها وقالت :-
_ خالتي أمينة راقبتني وجت ورايا ، عايزة تشوفك
اطرفت حورية عيناها برفض :-
_ لأ ....مش عايزة اشوفها ،خليها تمشي يا نعمة
هدأت نعمة صديقتها وقالت :-
_ خلاص ما تزعليش مش هدخلهالك بس ارتاحي أنتي ، دكتور ياسين راح مشوار وجاي على طول ، هو قالنا كدا قبل ما يمشي عشان لما تفوقي نقولك ....هيجي بليل
تنهدت حورية بأمل :-
_ مش عارفة اقول عليه ايه ....بدعيله طول الوقت
دلفت الممرضة محذرة فخرجت نعمة من الغرفة لتترك حورية تأخذ راحتها بعد الافاقة ....
كادت أمينة أن تدهل عندما لمحت خروجونعمة ولكن الآخيرة اوقفتها قائلة :-
_ مش عايزة تشوفك ، بلاش تدخلي بالذات دلوقتي ، سبيها ترتاح
اغرورقت غين امينة بحزن ثم ذهبت من المركز الطبي بقلب مقهور ....
خرجت نعمة من المركز لتتفاجئ بانتظار فهد لها أمام سيارته وأشار لها فأقتربت منه :-
_ نعم يا حضرت الضابط
ضيق عيناه عليها بمكر :-
_ انتوا سيبتوا المستشفى ليه ؟! المفروض في تحقيق هيحصل !!
اجابته بثبات :-
_ عشان صاحبتي بتعمل عملية وماكنش ينفع تعملها في المستشفى ، هو لازم ناخد الاذن من الشرطة ؟!
ابتسم بسخرية :-
_ تعالي معايا عشان في استجواب ، أنا عرفت انها لسه خارجة من العمليات ودكتور ياسين "خطيبها " مش موجود
رافقته نعمة بقلق حتى ذهبت معه بالسيارة .........

بقسم الشرطة .....
اقترب المساء وقد بدأ المكان أكثر قسوة من فترات النهار ..دلف فهد لمكتبه ولحقته نعمة .....
جلس أمام مكتبه واشار لها بالجلوس ....تحركت بتوتر حتى جلست أمامه فبدأ الحديث :-
_ اكيد لسه فاكرة شكل اللي ضرب صاحبتك ؟
حركت نعمة رأسها بارتباك ليوجه فهد هاتفه اليها قائلا بأمر :-
_ هو ده ؟
نظرت نعمة بتفحص لتتسع عيناها بخوف حتى ابعد فهد الهاتف قائلا :-
_ يبقى هو ، بصي مش عايزك تخافي ، أنتي لو قولتيلي كل حاجة هقدر احميكي ، لأن لو ما قولتيش اللي عمل كدا هيكرر فعلته والمرادي ممكن يبقى قتل وانتي كمان هتكوني في اللعبة .....يعني مصلحتك معايا
ابتلعت نعمة ريقها بخوف واحتارت في الأمر لتقل بعد برهة :-
_ انا ما اعرفش حاجة غير اللي قولتها لساعتك ، انا ماعرفش الشخص ده وعمري ما شوفته غير يوم الحادثة .....

ضيق فهد عيناه عليها وقال :-
_ هعرف كل حاجة سواء منك أو من غيرك ، بس سكوتك ده بيدخلك دايرة الشك قدامي ،بقلم رحاب إبراهيم ، انا متأكد أنك عارفة كل حاجة وسبب اللي حصل ، عموما انتي دلوقتي تعرفيني وعارفة مكاني .. لما تحسي انك في خطر تعاليلي وهعرف احميكي كويس أوي .....تقدري تمشي
نهضت نعمة وقد تنفست الصعداء رغم قلقها من حديثه وهي على علم انه محق في حديثه ، فهي تدرك أن فاروق سيكتشف امرهم يوما ما ....
كادت أن تخرج من الباب حتى اصطدمت بالعسكري الذي يحمل فنجان قهوة اتى به لفهد ولسوء حظها أن الفنجان سكب محتواه على ملابس الضابط هشام الذي اتى ليخبر فهد شيء ........
نظر هشام لملابسه بعصبية وهتف :-
_ يخربيت الغباء ....هدومي اتبهدلت !! بقلم رحاب إبراهيم
ارتعشت اناملها واخرجت منديلا ورقيا من حقيبتها ومدت يدها به حتى القاه هشام بانفعال :-
_ مستنيكي انتي بقى لما تديني منديل !!! مش كفاية انك السبب بغبائك ده !! ، طور ماشي في المكان !!
اندهشت نعمة من وقاحته فضرخت بوجهه ولم تدرك أنه ضابط شرطة :-
_ ما تلم لسانك يا بني ادم أنت والله كنت هعتذرلك بس عشان قلة ادبك دي اتفلق ....
اعتذر العسكري بخوف من هشام :-
_ معلش ياباشا ماكتش قصدي
اشار له هشام بالذهاب وتطلعت نعمة فيه بصدمة لمعرفتها أنه ضابط شرطة فقالت بتلعثم :-
_ هو أنت ضابط ؟
نظر هشام حةله بغرابة وقال :-
_ انتي ضاربة ايه على المسا يابت ؟ اومال انتي واقفة فين ؟ في الحديقة ؟
زمت شفتيها بغيظ وقالت :-
_ انا ما بضربش بس شكلي هضرب
رفع هشام حاجبيه بذهول من جرأتها فهتف فهد من مكتبه :-
_ سبيها يا هشام تمشي ورانا شغل
رمته بنظرة منتصرة وذهبت من امامه بثقة حتى اتسعت ابتسامتها من الغيظ البادي على وجهه ......
دلف هشام بملابسه المتسخة قائلا :-
_ عشان خاطرك انت انا سيبتها
ابتسم فهد قائلا :-
_ بتفائل بالخناقات في البداية أوي أوي ....مجرب بقى
تعجب هشام منه لتعلو ضحكة فهد وقال :-
_ ما تاخدش في بالك ....
تساءل هشام بمكر :-
_ مين البت دي ؟
رمقه فهد بنظرة ماكرة :-
_طالما سئلت السؤال ده تبقى ام العيال يا اتش الف مبرووووك ههههههه
______________________________________لا إله إلا الله

عاد ليلا بعد أن زار شقيقته بالمشفى واطمئن عليها من الطبيب المباشر حاليًا لحالتها وذهب لمنزله بعد ذلك اخذا حماما سريعا ثم ابدل ملابسه وعاد للمركز . ....
انتظرت حورية بتعجب من عدم رؤيته الى الآن !! حتى خرجت من شرودها على نظرته المتفحصة وهو يقف مستندا على باب الغرفة بابتسامة ....
_ حمد الله على سلامتك يا حورية
وكأن الامل فقد وعاد اليها مجددًا برؤيته فابتسمت :-
_ الله يسلمك يا دكتور .....
اقترب وجلس بقربها وقال :-
_ حاسه بإيه دلوقتي ؟ لازم تتفائلي العملية نجحت الحمد لله
ابتلعت ريقها براحة واجابت :-
_ الحمد لله كنت خايفة أوي
طمئنها بابتسامته :-
_ ايوة كدا ، دي أول خطوة واهم خطوة عشان العملية اللي بعد كدا
اتسعت عيناها بصدمة :-
_ هو في عملية تاني ؟
اكد لها مطمئنا :-
_ ما تخافيش ، دي عملية بسيطة وسهلة ، اسهل بكتير من عملية النهاردة بس لازم تتعمل ......بس بعد كام يوم مش دلوقتي ....بصراحة النتيجة النهاردة كانت افضل من كل توقعاتي رغم خوفي
تطلعت اليه بتعجب :-
_ كنت خايف عليا ؟
اجابها بنظرة تكشف ما بداخله من مشاعر :-
_ أول مرة اكون خايف وانا بعمل عملية ، لو تعرفي حاربت اعصابي أزاي عشان اثبت مش هتصدقي ...ونسيت أنك انتي غصب عني ...
عارفة يا حورية ، أول مرة اكره مهنتي ، عشان وجعتك حتى لو بقصد الشفا ، كل خطوة عملتها قيستها بخيالي ...هل هتكون لايقة مع عنيكي ولا لأ ....سبحان من خلى عيونك هى اللي تفرض جمال ملامحك على كل اللي اتعلمته
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة