-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والعشرون

استمعت صوته عبر الهاتف مثلما تسمعه وهو امامها ، ولكنه الآن كان أكثر دفء ...قال برقة :-
_ الارض وحشها الغريب ولا الغربة كانت احن عليه من وطنه ؟

دقات القلب قائلة أن هناك بحرًا من الاشتياق ولكنّ عواصف الخوف تُشهر ارتفاع موج الكبرياء ...الصوت صمت ولكنّ العين تحدثت بصوت العبرات المتساقطة على خديها ...فحيح صوتها الباكي اطرق بأذنه بضمة روحية ، ربما خجلت من الاجابة ، أو الكذب في الثبات ، أو الافصاح عن شيء يختلج بثنايا قلبها ....تابع بنبرة أكثر دفئا :-
_ خلاص ....عرفت
اجابته أراحتها واربكتها معاً ، ما الاجابة التي وصلته من بكائها ؟
تساءلت بإرتباك :-
_ عرفت إيه ؟
علو صوت أنفاسه بعض الشيء اظهر أنه يبتسم ..ليجيب بمكر :-
_ في الوقت المناسب هقولك ....وأنا مستني الوقت ده زي ما اكون مستني روحي ترجعلي ...
نظرت للنافذة ومنها إلى مساء الشتاء بإطرافة عين مرتبكة ودامعة وشبح ابتسامة على ثغرها المبتل بالدموع ....انفاسها تتسارع وكأنها كانت تركض بممر طويل وللتو وقفت ....فقالت :-
_ خلي بالك من نفسك يا ....د.ياسين
صمته اخبرها أنه غضب من لقب ما قبل اسمه فتابعت مصححة حتى لا يضيق أكثر :-
_ ياسين
تبدل في الحال ليصدح الاشتياق بصوته قائلا متلذذا بنطق اسمها ببطء :-
_ حورية ....
دقاتها تعلو مع الوقت لتستمع فجأة بصوت انثوي ينطق باللغة الانجليزية ...واجاب ياسين عليها سريعا بنفس اللغة ....
قالت بتقطيبة :-
_ هو في حد جانبك ؟!!
أشار مودعا لأحد الممرضات بمشفى كبير بالمدينة البريطانية لندن ليضيق عيناه بخبث من انفعال لهجتها فجأة قائلا :-
_ أه ...دي ممرضة في المستشفى ، أنا وصلت مالحقتش حتى استريح والله ....
شعرت بضيق غريب على قلبها لم تشعر بحدته من قبل فصمتت ...اتسعت ابتسامته بسعادة وقال :-
_ أنا بكلمها وانا مش مركز غير معاكي والله
تدرجت ابتسامة على شفتيها وأرضاها حديثه بشعورا من الاطمئنان فكادت أن تقل شيء حتى قال هو :-
_ أنا مش بركز غير في عيون واحدة بس ، شاغلة بالي حتى وأنا بعيد ....يرضيكي كدا ؟
جف ريقها برجفة حتى ابعدت الهاتف عنها قليلا وهي تبتسم بخجل ولم تجد أي كلمة لتجيب بها ....قربت السماعة مرة أخرى ليتابع هو بصوت ماكر :-
_ اتكسفتي ..عارف ....أنا مش عارف بتكلم كدا أزاي !! ، بس هحاول اسيطر لحد ما .....ما يرجع الغريب ويستقر ...
قالت بتوتر وخجل :-
_ توصل بالسلامة
اجاب عليها قائلا :-
_ الله يسلمك لحبايبك
انتهى الاتصال وهي تلتقط انفاسها اللاهثة ثم ظهرت الابتسامة على شفتيها بتجلّي .....
______________________________________صلِ على النبي

بشقة سامح .....
راقبها من فتحة الباب حتى تخرج من شقته ولكنها لم تفعل بل تئهب وتجيء وكأنها اصبحت المالكة لبيته !! .....رمقها بنظرة محتقرة ثم اغلق الباب بخفوت ليأخذ هاتفه متددا على فراشه مرة أخرى واجرى اتصال هاتفي على صديقه محمود :-
_ ايوة يا محمود ....لم هدومك وتعالالي النهاردة
اطلق محمود ضحكة عالية وهو يخرج من المشفى بعد انتهاء دوام عمله ، قال :-
_ هي لسه عندك ؟!! دي بجحة أووووي !!
كاد أن يهتف سامح ولكنه حذر أن لا تسمعه وهي بخارج الغرفة :-
_ اه لسه عندي واجرت الشقة اللي قصادي كمان عشان قال ايه تراعيني ، تعلالي يا محمود وانقذني منها ، هات شنطة هدومك وتعالى اقعد معايا وساعتها هتغور بعيد عني ....
اجاب محمود بموافقة :-
_ خلاص ماشي ساعتين بالكتير واكون عندك على ما اوصل واجهز شنطتي ....
اغلق سامح الخط لتمر دقائق وتدلف للغرفة دون استأذان ليزفر سامح برمقة غاضبة ....وضعت صينية الطعام أمامه على الفراش وقالت مبتسمة بحماس :-
_ حضرتلك العشا ، يلا عشان تاكل وتاخد الدوا
ابعد عيناه عن الطعام رغم شعوره بالجوع وقال برفض :-
_ مش جعان ....
انتبهت داليا للهاتف بجانبه فتعجبت قائلة :-
_ التليفون ده انا شوفته برا امبارح ، مين اللي جابه هنا ؟ انا سيبتك بعد صاحبك محمود ..هو في حد جالك بعد كدا ؟
اجاب بعصبية :-
_ اه ، في كام واحد معرفة جولي امبارح لما عرفوا من محمود اللي حصلي ....هو انا في تحقيق ؟!!
نفت سريعا:-
_ لأ يا قلبي بس خوفت تكون اجهدت نفسك وقمت على رجلك وانت تعبان ، أنت بقيت عصبي أوي على فكرة !!
قال بزفرة خانقة :-
_ يعني هو اللي انا فيه ده ما يعصبش !! ، لا عارف أخرج ولا عارف اتحرك وحاجة زهق ....
قصدها بهذا الكلام ولكنها فهمت غير ذلك وارجعت الأمر لألتواء قدمه فقالت بلطف :-
_ هتقوم بالسلامة أن شاء الله ، الموضوع مش خطير لدرجة واديك شايف الدكتور قال ايه ....نستحمل بس كام يوم وهترجع زي الأول واحسن ....بس دلوقتي الأكل والتغذية مهمة عشان العلاج ....
قال بتصميم :-
_ كابس عليا النوم ، خدي الأكل واقفلي النور وانتي خارجة يا داليا
رمقته بتذمر ولكنها اطاعت الأمر بهدوء .....
______________________________________استغفر الله العظيم

اليوم في العمل كان مرهقًا بسبب احد الحفلات بالنادي ....انتشر عدد من الفتايات العاملات كي يزيلوا بقايا الطعام من الحفل ليأت طفل صغير لم يتعدى الاربع سنوات ويحاول أن يشاكس نعمة وهو ممسكا بردائها مانعا اياها من الذهاب .. فقالت مبتسمة كي تبعده :-
_اوعى يا مروان خليني اخلص عشان امشي ...
تمسك الصغير بها اكثر حتى قفز غاضبا لينتج عن هذه الحركة خلل بآنية بها حساء ليقع بعضها على الصغير .....اتسعت عين نعمة رغم مظهر الصغير المضحك .....مسح الصغير ضاحكا الحساء من على وجهه وشعره ولكن ملابسه قد لتخطت بشكل ملحوظ .....
وضعت نعمة الآنية جانبًا والتقطت بضع مناديل ورقية قبل أن يراه احد وبدأت تزيل هذه البقع قائلة بقلق :-
_ ربنا يستر لحد من اهلك ياخد باله على ما انضف هدومك ...
ظل الصغير يطلق الضحكات مما جعلها تبتسم لها رغما عنها رغم قلقها من الأمر لتأت والدته باحثة عنه :-
_ مروااان
جف ريق نعمة من القلق واسرعت في ازالة بقع الطعام قبل مجيء السيدة حتى لا تنال توبيخا على هذا الأمر ...رمقتها السيدة من بعيد بسبب ضحكات الصغير العالية لتأت مسرعة اليها وعلى وجهها الغضب :-
_ اااايه اللي عمل في ابني كدا ؟ مش تفتحي يا غبية
جاهدت نعمة حتى لا تجيبها بعصبية فأجابت :-
_ معلش بس هو اللي كان بيهزر معايا وايدي اتحركت غصب عني وانا بشتغل وشايلة الاطباق ....
اشارت لها بأمر أن تخلع الرداء الخارجي وتذهب لتنظفه بالماء :-
_ خدي السويت شرت واغسليه بسرعة وجففيه ، مش هيروح بيه كدا الطريق طويل للبيت ....
قطبت نعمة عيناها بغيظ :-
_ انا بشتغل وماينفعش اسيب شغلي عشان اروح اغسل هدوم وانشفها !! ، لو المدير شافني هيديني جزا. ، حضرتك تقدري تروحي تعملي كدا بنفسك أو تستني لما اخلص شغلي ....
اتسعت عين السيدة بغضب وهتفت بها وهي تشير اليها بإحتقار:-
_ استناكي يا بتاعة أنتي !!!
وقفت نعمة واجابت وهي تلقي المنديل الورقي بصندوق القمامة بحركة غاضبة :-
_خلاص ما تستنيش روحي اغسلي لأبنك هدومه انا مش بشتغل عندك
صرخت السيدة بعصبية في وجهها :-
_ أنا هعرفك تكلميني كدا أزاي ....
هتفت على زوجها ليأت رجل في منتصف الثلاثينات من عمره متوسط القامة راكضا اليها لتخبره عما حدث ...قال زوجها بنفاذ صبر :-
_ ايه يا رزان انتي عارفة ابنك شقي وكمان فعلا ما ينفعش تسيب شغلها وتروح تغسل هدوم مروان !!
قالت نعمة موضحة :-
_ حضرتك انا قولتلها تستناني لما اخلص يعني ما رفضتش في البداية
هتفت به غاضبة :-
_ انت معايا ولا معاها ، انا عايزة مدير النادي ده حالا
حاول زوجها تهدأتها ولكنه فشل ليأت المدير منتبها للمشاجرة فروت له السيدة الأمر من وجهتها فقط ....رمقتها نعمة لدهشة فقالت للمدير مدافعة :-
_ انا ما قولتش كدا والله .. أنا
قاطعها المدير بحدة وكاد أن يعنفها ليأت هشام الذي كان يراقبها طيلة الايام الفائتة دون أن تدري ووجه لهم جميعا بطاقته الخاصة لتنظر العيون اليه بحذر ....قال مشيرا للسيدة :-
_ الست دي كدابة ، أنا شوفت اللي حصل وشاهد كمان ، الولد فعلا هو السبب ووالدته زعقتلها من غير ذنب .....
تطلعت اليه السيطة بعنف وقالت :-
_ انا مش كدابة يا حضرت الضابط
جذبها زوجها ومعها الصغير بعيدًا قائلا :-
_ بقولك ايه انا مش عايز مشاكل بسببك ، كفاية جيبالي مشاكل في كل مكان بتروحيه بطولة لسانك كفاااية بقى
ابعدت يده بنظرات غاضبة واخذت الصغير وقالت قبل أن تذهب من أمام زوجها :-
_ طالما انا بقى جيبالك مشاكل انا مش راجعة البيت ، هروح عند ماما اللي ما بجيبلهاش مشاكل
رمقها بنظرات ساخطة كريهة ثم ذهب خلفها مرغوما ....
************************
توجه المدير لهشام قائلا :-
_ متشكر جدا يا حضرت الضابط على كلمة الحق اللي قولتها
رمقه هشام بسخرية وعصبية :-
_ كلمة حق !! ، هو انت حتى كنت عايز تسمعها ، لو انا ماجيتش كانت البنت دي اتبهدلت وانت عارف انها ممكن تكون مظلومة ، بس المصلحة اولى دايما .....
رفع المدير حاجبية بنظرة منفعلة ثم ذهب من امامهم لأجواء الحفل مرة أخرى .....
لم تجفل عين نعمة عن الدهشة من رؤيته بهذا المكان فقالت بتساؤل :-
_ انت اللي شوفتك في قسم الشرطة صح ؟
هز رأسه بالايجاب ونظرة ماكرة :-
_ اه ، ولو هتسأئلي انا هنا ليه ف ببساطة لأن جالي دعوة بحفلة النهاردة وجيت ، اكيد ماكنتش أنك بتشتغلي هنا ....ماكنتش حابب اشوفك بالمنظر ده
ابتلعت نعمة ريقها بدمعة فرت من عيناها وراقبته وهو يبتعد دون أن يشعر أنه اخطأ واحرجها !! ....

ابتعد هشام قائلا بضيق :-
_ كنت قليل الذوق وسخيف وردي متخلف ....بس حكم القوي بقى ...
_______________________________________لا إله إلا الله

انتبهت داليا لقرع على الباب فذهبت لترى من الزائر ....فتحت الباب لتتفاجئ بمحمود وهو يدلف وبيده حقيبة كبيرة ...نظر لها بخبث يضاهي خبثها :-
_ مساء الخير يا آنسة داليا ، الساعة دلوقتي عدت ١٠ ، عشان تعرفي تروحي !!!
لم يشعرها أنه يعرف شيء فقالت بغيظ :-
_ لأ ما انا خدت الشقة اللي قدام سامح عشان اخد بالي منه من غير مرواح ومجي ....
اسند حقيبته بجانب الحائط وقال بابتسامة :-
_ لا سبيلي أنا المهمة دي ، ده صاحبي واخويا ، أنتي دلوقتي ماينفعش وجودك هنا غير زيارة ساعة ساعتين ومش كل يوم كمان ، احنا صعايدة وما نقبلش الكلام ده ، بأعتبارك زي اختي يعني ....

صرت على اسنانها بعصبية وذهبت لسامح لتخبره بما يحدث ..
كاد أن يعنفها حتى اخبرته بوصول محمود وبما قاله ليخفي ابتسامته قائلا :-
_ معلش حبيبتي بس محمود دماغه صلب وطالما جه مش هيمشي غير لما اخف ، ماينفعش تقعدي هنا وصاحبي موجود ....
رمقته بغموض :-
_ يعني ايه ؟
اجابها وهو يغلق عيناها متظاهرا بالنوم :-
_ يعني ما تتعبيش نفسك يا حبيبتي ، محمود انا محتاجه دلوقتي اكتر ، أنتي مش هتقدري تسنديني عشان اقف او كدا ....بس مش هاكل غير من ايدك يا عمري بقلم رحاب إبراهيم
مت شفتيها بغضب وخرجت من الغرفة دون أن تجيبه فقال سامح بابتسامة :-
_ والله لأخليكي خدامة واخليكي تشتغلي ليل نهار لحد ما تهربي من هنا بنفسك .....
فتح محمود الباب بضحكة عالية :-
_ دي هتولع فيا يا عم
اشار له سامح كي يخفض صوته ولكن محمود طمأنه :-
_ لا دي طلعت من الشقة كلها ورزعت الباب في وشي .....
نهض سامح من فراشه فاردا ذراعيه :-
_ يااااساااتر على الخنقة اللي كنت فيها !!! ، قاعد متكتف مش عارف اتحرك بسببها ....ربنا ياخدها وارتاح منها
جلس محمود على مقعد أمام المرآة :-
_ دلوقتي بقى لازم نعرف سبب تصرف قمر ، ونعرف آخر داليا دي ايه ...سبهالي بقى وهخليها تولع في نفسها
أشار سامح بابتسامة :-
_ خدددددها ، بالهنا والشفا
______________________________________سبحان الله وبحمده

كامت تنظر للهاتف الانيق الذي يسوده اللون الفضي ....نظرت للشاشة التي تحمل صورته وهو يعتلي احد المراكب ....لم تريد التدخل بشؤونه فلم تفتش في ملفات الهاتف واكتفت بالنظر الى صورته فقط .....
دلفت نعمة بعين شاردة لترمقها حورية بتعجب :-
_ مالك يا نعمة ؟!
جلست نعمة وقد اخفت تيهتها وقالت :-
_ مافيش حاجة ....المهم دلوقتي احنا عايزين نروح نعمل فحص على الكلى ونتأكد ، انا مارديتش اكلمك قبل العمليات عشان ماكنتيش عارفة تتحركي ، لكن دلوقتي خلاص يا حورية ، المفروض بعد كام يوم ربنا هيكرمك وترجعي لحياتك الطبيعية ، وكمان نستغل فرصة أن د.ياسين مسافر ، لما بيبقى موجود مش بيسيبك ومش هتعرفي تخرجي ....
قالت حورية بموافقة :-
_ عندك حق ، أنا النهاردة قدرت اتحرك لوحدي واقف من غير ما احس بدوخة زي الأول ...
نعمة :-
_ خلاص نروح بكرا الصبح ونخلص من الموضوع ده ونعرف حقيقته ....
حورية بتعجب :-
_ طب وشغلك ؟
نعمة بنظرات ضائقة :-
_ هاخد اجازة بكرا ، مش هروح ،هقضيه معاكي
ابتسم حورية لها بمحبة رغم شعورها بشيء غامض بعيناها ...قالت :-
_ مش عارفة هخرج أزاي وهبوافقوا ولا لأ ، بس أنا هتكلم مع د.سارة ، هي كويسة جدا وهتسيبني اخرج ساعتين
______________________________________سبحان الله العظيم

باليوم التالي ......صباحاً .....
استعدت حورية بمساعدة نعمة التي اتت اليها منذ قليل ...رمقتعم الممرضة ايمان بريبة فذهبت لآخبار د.سارة عما يحدث فأتت د.سارة الى حورية بتساؤل :-
_ رايحة فين ؟!! المفروض مش هتخرجي من هنا غير بعد ما تخفي زي ما د.ياسين قال
تحركت حورية اليها برجاء وقالت :-
_ في واحدة غالية عندي أوي عرفت انها في المستشفى وطالبة تشوفني ضروري ، عشان خاطري سيبيني اروحلها ...ساعتين بس وهكون هنا ...اوعدك
نظرت لها سارة قائلة بتأكيد :-
_ وعد يا حورية ؟
هزت حورية رأسها بتأكيد لتقل نعمة :-
_ ما تقلقيش يا دكتورة انا جبت تاكسي وواقف مستنينا تحت ، هوديها وهجيبها بيه مش هتمشي خطوة واحدة
وافقت الطبيبة على مضض حتى اخذت نعمة صديقتها حورية وذهبت من المركز الطبي ........

بعد مرور أكثر من ساعة خرجت نعمة بابتسامة واسعة من مركز للاشعة ونظرات مدهوشة من الآمر لتتحرك بجانبها حورية بنظرات ملؤها السعادة والحيرة معا ...قالت نعمة :-
_ انا مش مصدقة ...انتي بخير يا حورية وسليمة ما اتاخدش منك حاجة !! بقلم رحاب إبراهيم
نظرات لها حورية بدموع فرحة قائلة :-
_ الحمد لله ...انا حاسة أني بحلم ، لأ انا حاسة أني كنت عايشة كابوس وفوقت منه ، مش مصدقه أني سليمة اومال ايه اللي حصل !!
قالت نعمة بقوة :-
_ مش مهم ، ارمي اللي فات المهم دلوقتي أنك بخير ...خلينا في اللي جاي ....
هزت حورية رأسها بموافقة على حديثها فتابعت نعمة بغموض :-
_ كدا يبقى عز الدين ماكنش كداب لما قال أنك سليمة !!
نظرت لها حورية بحدة :-
_ مش عايزة اسمع سيرته ولا تتكلمي عليه ، دلوقتي انا في دنيا جديدة بتضحكلي مش عايزة افتكر أي حاجة فاتت ووجعتني وكفاية اللي عمله ...
نعمة بتأكيد :-
_صح والله
_________________________________________الله أكبر

مسح بعيناه كل الاركان والزواية بالنادي ولكنه لم يجدها ...اوقف عاملة كانت تنظف احد المقاعد :-
_ لو سمحتي ...هي الآنسة نعمة فين ؟
التفتت له العاملة مجيبة :-
_ تقريبا كدا غايبة النهاردة ...في حاجة ولا ايه يا بيه ؟
هشام بنفي وضيق :-
_ لا ابدًا مافيش .....
ابتعد عن العاملة وجلس على طاولة بالكافيه قائلا بتمتمة :-
_ غابت ....ده انا كنت جاي بحجة اعتذرلها !! ، نستنى بقى الاستاذة نعمة هانم لحد ما تشرف تيجي ....وننول الرضا السامي !!
_______________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

مر اليوم بيسر حتى اتى صباح اليوم التالي ......
ذهبت نعمة للعمل صباحاً بضيق لتندمج بعملها بجانب الكافيه وترتيب المقاعد امام المسبح لتجد هشام يقف بجانبها مراقبًا لما تفعله بابتسامة اغاظتها ......وقفت امامه بعصبية من نظراته لها :-
_ جاي تهزأني تاني !!
هز رأسها ببطء واجاب :-
_ لأ ....انا ما هزأقتكيش بس مش تقريبا فهمتي كلامي غلط ....
تركته وذهبت لعملها مرة أخرى فكاد أن يتحدث لتهتف به بعصبية :-
_ مش عايزة توضيح ولو سمحت ابعد عني وما تجبليش الكلام هنا
قال بغيظ :-
_ يعني أنا غلطان أني بصالحك !! ، انا اخدت بالي انك زعلتي من اخر كلام قولته بس ماكنش قصدي اللي فهمتيه ، كنت اقصد أني ماكنتش حابب اشوف حد بيزعقلك وبيهينك مش أنك بتشتغلي !! ، الشغل مش عيب يا آنسة لو انتي بتتكسفي يعني من شغلتك !!
اجفلت من حديثه الآخير فقالت :-
_ لا طبعا مش بتكسف ....وشكرا يا سيدي على التوضيح اتفضل بقى عشان عايزة اكمل شغلي
هشام باستفزاز :-
_ بقى كدا !!
ابتسمت رغما عنها من غيظه وقالت :-
_ اه كدا
رمقها بمكر :-
_ طب ما احنا بنعرف نبتسم اهو !! ، بس تصدقي يابت ابتسامتك عسل زيك
حدقت فيه بدهشة ليرفع يداه بدفاع :-
_ انا اااسف ياباشا ، انا مااااشي
ابتعد عنها بغمزة ماكرة جعلتها تجحظ عيناها بصدمة ثم رفرفت ابتسامة على شفتيها سرا .....عادت لعملها وهي تتذكر كلماته بابتسامة لم تمحى من ملامحها ......

_________________________________________الحمد لله

وقفت قمر أمام المرآة تتأكد من رباط حجابها ووجهها يظهر به علامات الارهاق والمرض ...قالت الخادمة التي عاونتها في حمل الحقائب :-
_ ما تخليكي معانا هنا يا ست قمر والله اتعودنا عليكي وحبيناكي
التفتت لها قمر بابتسامة صادقة :-
_ معلش لازم امشي ، بس وعد هجيلكم هنا على طول
بادلتها الخادمة الابتسامة ثم توجهت للخارج بالحقيبة الكبيرة التي تحملها .....

خرجت قمر خلفها رغم شعورها بالدوار ولكنها تحتاج أن تذهب لأبعد مكان عن هنا....خرجت من الفيلا بشعور كئيب من الألم ثم جلست بالسيارة التي تنتظرها حتى تقلها للعنوان المطلوب ....
______________________________________صلِ على النبي

عند المساء .......
جلست داليا بتعب بعد مدة كبيرة قضتها بترتيب الشقة بعد ما امرها محمود بذلك ....قالت وهي تسند ظهرها بألم :-
_ اااه ، ده انا ماكنتش بشغل حنان الشغالة كدا !!!
خرج محمود قائلا بتعجب :-
_ الساعة بقت ٨ وسامح هياخد الدوا ، فين الأكل ؟
رمقته بغيظ وهي تنهض بالكاد ....لم تجيبه بل ذهبت مباشرة للمطبخ وهي تتمتم بعض الكلمات ....دلف محمود لغرفة سامح وهو يكتم ضحكته :-
_ يومين كمان وهتضربني بالنار
ابتسم سامح بشماته :-
_ ده انت ذلتها طول النهار يابنى ، هي تقريبا ما قعدتش خمس دقايق على بعض
جلس محمود بجانبه قائلا :-
_ كل يوم من ده ، انا النهاردة غبت عشان خاطرك لحد ما اكرها تيجي هنا، بس ربنا يستر في الايام الجاية
سامح بتأكيد :-
_ بص عايزك النهاردة تخليها ما تنامش ، اخترعلها اي حاجة
هز محمود رأسه بموافقة قائلا :-
_ الغسيل ....فاضل الغسيل ، كل هدومك وهدومي هيتغسلوا النهاردة ....ههههههههههههههه
_______________________________________استغفر الله العظيم

مر يومان آخران .......
دلفت نعمة من باب النادي لتبدأ عملها صباحا ليقف هشام متظاهرا أنه لم يراها حتى التفت فجأة ورسم الدهشة على وجهه:-
_ قمر عالصبح كدا ؟
ارتبكت نعمة وهي تمر من امامه وحاولت أن تخفي ابتسامتها فتابع :-
_ لا وبتضحك كمان ....أنا راشق في النادي ده
دلفت للداخل سريعا وهي تلهث من دقات قلبها المتسارعة لتبتسم لكلماته ......

وقف هشام مراقبا خروجها بابتسامة حتى تلقى مكالمة هاتفية :-
_ معاك يا فهد باشا
اجابه فهد باستفسار :-
_ ايه الاخبار ؟
قال هشام وهو يرمق المكان بترقب :-
_ ضحكت يبقى قلبها مال سيادتك ...والفرق اللي ما بينا هيتشال قريب
وقع فهد ما بين الغيظ والابتسامة وقال :-
_ انجز يا عمر يا دياب خلينا نخلص ...وعملي فيها الفتك وانت لسه مستني ضحكتها !! .....عيب عليك والله
قال هشام بعجالة :-
_ طلعت طلعت ، هقفل دلوقتي عشان اروح اكلمها ....ماشي ؟
فهد بضحكة :-
_ هكلم كافية النادي يبعتلكوا اتنين شوب مانجة طازة ههههههههه ، انا غلطان أني استعنت بواحد زيك ...سلام يا حبيب
اغلق هشام الهاتف متوجها اليها وهي تتوجه لعملها بقرب المسبح ...
قال وقد اوقفها عنوة :-
_ مش تردي عليا الصباح ولا انا علبة كشري واقفة قدامك ؟!!
نظرت بإتجاه اخر حتى لا تنظر له وتبتسم ...اجابت :-
_ صباح الخير
كادت أن تكمل طريقها ليوقفها مجددا وقال :-
_ ايه رأيك نتقابل النهاردة ، مش هنا في ......
تبدلت ابتسامتها للنقيض وهتفت به بعصبية :-
_ تصدق أني غلطانة اني رديت عليك عشان اللي زيك مفكرين بنات الناس لعبة ، تقولي تعالي فوافق وانا مبسوط مش كدا !!! ، لو ما بعدتش عني هروح للضابط فهد وهقوله ....
رفع حاجبيه بغيظ :-
_ هتشتكيني يا بت ؟!!
اشارت له بتحذير غاضب :-
_ ما تقولش يابت دي تاني انا مش بشتغل عندك !!!
كرر جملته ببعض التغيير وبنظرة ماكرة قال بابتسامة :-
_ هتشتكيني يا نونو ؟
ضيقت عيناها بدهشة :-
_ انت ازاي تتكلم معايا كدا اصلا !!
وقف امامها بعدما اقترب بعض الشيء وقال بخبث :-
_ ما تعليش صوتك على جوزك المستقبلي يا نونو ....يا نوووونوووو
قالها بهتاف ثم ذهب متوجها لسيارته .....
وقفت للحظات تستعب ما قاله لتستدير باحثة عنه ولكنه رمقها من داخل سيارته بغمزة ماكرة وخرج من بوابة النادي الخارجية ......
قالت بابتسامة :-
_ لا مش طبيعي ...ده مجنون اكيد
____________________________________________استغفر الله العظيم

جلست قمر على الفراش بعد أن تمت تنظيف الغرفة البسيطة ثم انتابتها نوبة حمى جديدة ....اقتربت من حقيبتها واخرجت الدواء واخذت منه قرصين برشفة ماء ....تمددت على الفراش ودثرت نفسها بغطاء قديم وهو ما وجدته بالغرفة حتى فتح الباب وظهر طفل صغير ذو العشر سنوات حاملا غطاء جديد وثقيل ....وضعه على فراشها بعدما سمحت له بالدخول وقال :-
_ ستي بعتالك البطانية دي
ابتسمت له شاكرة وقالت :-
_ ربنا يخليكوا يارب انا فعلا كنت محتاجة غطا احسن من ده ....
ذهب الصغير مغلقا الباب خلفه بقوة ثم تحركت قمر قليلا بجسد ثقيل لتفرد الغطاء الجديد وتجنبت ذالك الاغطية البالية ......
__________________________________________سبحان الله

جلس فهد يرتشف قهوته بالمكتب حتى تطلع لهشام بمكر :-
_ جواز كدا على طول ، مش خطوبة حتى ؟!!!
عاد هشام بظهره للمقعد وقال شاردا :-
_ بصراحة عجباني وداخلة دماغي ....قلت بالمرة بقى ونستقر ههههههه
اتسعت ابتسامة فهد قائلا :-
_ مش قلتلك ....والله كنت حاسس
_ تعرف انا مش قلقان من مهمتي انا قلقان من امي ....
ضحك فهد عاليا وتسائل :-
_ ليه يا اخرة صبري ؟!!
لوى هشام شفتيه بتذمر :-
_ مش بيعجبها حد وخايف لترفض بصراحة والبت عجباني اوي ، ده محدش هزأني غيرها بت اللذينة وسكت
فهد بضحكة :-
_ يعني عجبتك عشان هزأتك يا مهزأ !! ده انت عار على الداخلية
ظهرت تقطيبة على وجه هشام :-
_ لأ مش عشان كدا ،بقلم رحاب إبراهيم ، بس بحسها شخصية كدا وبت جامدة ، مابحبش البنات السهتانة دي ...ده انا مرة كنت هخطب واحدة بتقولي زحلانة !!! زحل بزحل بقى وسيبتها ومشيت
اكمل فهد قهوته وهو يواصل ضحكاته قائلا :-
_ ماهو النوع الشخصية ده فعلا بيبقى جذاب ، ما بناخدش في ايدهم غلوة ياجدع 😂
ابتسم هشام ابتسامة واسعة قائلا بتأكيد :-
_ يا سلام بقى لما تزعق وبعدها تضحك بكسوف ...والله ببقى هاين عليا اطلب البوكس يجي يلم اشلاء قلبي ....
فهد :-
_ سلامة قلبك يا بطل ...بس ما تنساش مهمتنا وشغلنا ....
تذكر هشام ذلك الشيء بمقت ......
________________________________________صلِ على النبي

مر عدة أيام واتى موعد ما قبل النتيجة النهائية للعمليات بيوم واحدا ... بمساء هذا اليوم ...اعلن الهاتف عن اتصال بتمام الساعة التاسعة :-
_مساء الخير يا حورية ....بقلم رحاب إبراهيم
ابتسمت بسعادة وقد اعتادت على مهاتفته يوميًا بهذا الوقت ...قالت مسرعة :-
_ هتيجي بكرا ؟
رد بحنين :-
_ للأسف لأ ....بس هوصل بعد يومين ...مافرقتش كتير
حورية بضيق:-
_ بس كانت هتفرق معايا
قال بنبرة حنونة الفتها :-
_ وحشني كل حاجة في بلدي ....وحشتني ارضي أوي
ابتسمت بخجل وهي تفهم حديثه بعض الشيء :-
_ خلاص ما فاضلش كتير ...كلها يومين
ياسين بمكر :-
_ صوتك بيعوضني .....بخلص شغلي واجري على التليفون واكلمك ...
حاولت أن تغير مجرى هذا الحديث المربك لقلبها فقالت :-
_ خايفة من بكرا
ياسين وقد فهم تغير الحديث :-
_ ما تخافيش من بكرا طول ما في ناس بتحبك ، طول ما في ايد ممدودالك ....بكرا اللي تخافي منه اكيد مش هكون انا فيه ...
قالت برقة :-
_ ياسين
تنهد تنهيدة طويلة قائلا بمحبة :-
_نعم

قالت بابتسامة ماكرة :-
_ توصل بالسلامة بعد يومين أن شاء الله ...مع السلامة بقى عشان د.سارة هتيجي بعد شوية .....
قا بخبث ل مبتسما من هروبها :-
_ اوك ......بس ده آخر اتصال بقى
تذمرت بضيق :-
_ ايه ؟
اجاب :-
_ ما انا هرجع بعد يومين خلاص .....
انهى الاتصال معها وقد ايقن انه اغضبها ومع ذلك ابتسم بمرح ....
____________________________________________الله اكبر

صباح اليوم التالي ........
استيقظت حورية في الصباح الباكر لتأت د.سارة اليها ببسمة مطمئنة قائلة :-
_ خير بأذن الله ، بعد ما تفطري وتاخدي الدواء هنعرف كل حاجة
ابتسمت حورية قائلة :-
_ انا مطمنة بيكوا يا دكتورة .....
خرجت الطبيبة من غرفتها بعدما رمقتها بابتسامة لطيفة حتى اصطدمت بكتف احدهم ...نظرت له وقالت :-
_ دكتور عز !
نظر اليها عز متسائلا :-
_ اهلا د.سارة ...أنا اسف ، ياسين وصل ؟ المفروض كان وصل دلوقتي
نفت الطبيبة :-
_ لأ لسه ما وصلش ومش عارفة بصراحة ، بص يا دكتور قريبته جوا وبتتكلم معاه فون ادخل اسألها ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة