-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والعشرون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والعشرون

_ اهلا د.سارة ...أنا اسف ، ياسين وصل ؟ المفروض كان وصل دلوقتي
نفت الطبيبة :-
_ لأ لسه ما وصلش ومش عارفة بصراحة ، بص يا دكتور قريبته جوا وبتتكلم معاه فون ادخل اسألها ...
رمق عز باب الغرفة المقفلة ليجيب بهزة خفيفة من رأسه :-
_ اوك
توجه إلى الغرفة بخطوات ثابته ليفتح الغرفة ودلف بداخلها ناظرا إلى المكان والفراش الخالِ !! ، قطب جبينه بتعجب ثم خرج من الغرفة ....

انتبهت حورية التي دلفت للتو للحمام الخاص بالغرفة الى صوت الباب وهو يُقفل ...نظرت للباب المغلق عليها وهي تقف أمام المرآة الدائرية المثبته على الحائط ثم قالت :-
_ دي اكيد الممرضة ....
توجهت بنظرها مرة أخرى للمرآة وقالت :-
_ دي آخر مرة هشوف نفسي وانا مشوهة بالرباط ده ، عايزة احفظ شكلي كويس أوي قبل ما انساه للأبد ....
رغم أن ملامحها مخفية خلف الشاش الأبيض ولكن نبضا من الماضي يمر بعيناها ....شعرت بشيء يغزو قلبها بسيل من الذكريات المؤلمة ، لم تتكهن لما شعرت بذلك بشكل مفاجئ ولكن هذا ما حدث .....خرجت من الغرفة متوجهة لفراشها مجددًا.....

**************************
دلف عز الدين لمكتب د.سارة ليخبرها بإختفاء تلك القريبة المجهولة ...وقف أمام مكتبها متسائلاً :-
_ انا آسف ...بس ما لقيتش حد موجود هناك
انكمش حاجبي الطبيبة بدهشة وقالت :-
_ غريبة !! ، أزاي ده ؟ ، هروح أشوفها حالاً وأسألها
نهضت من مقعدها بخطوات مبتعدة حتى ذهبت لغرفة حورية وفتحت الباب لتجدها ممدة على فراشها فقالت :-
_ ايه ده كنتي فين يا حورية من شوية ؟!
اطرفت حورية عيناها واعتقدت انها هي من اتت فقالت مجيبة :-
_ كنت في الحمام
ابتسمت الطبيبة لها وقالت :-
_ هو دكتور ياسين هيجي امتى ؟ ما تعرفيش ؟
اجابت بضيق :-
_ مش هيكون موجود النهاردة للأسف ....احتمال بعد يومين
هزت الطبيبة رأسها بتفهم ثم قالت وهي تهم بالخروج :-
_ طب هبعتلك الممرضة بالفطار حالا عشان نشوف النتيجة ، خير بأذن الله ...
قابلتها حورية بابتسامة ولكنّ سرعان ما وخزها قلبها بضيق من عدم حضوره فقالت :-
_ كان نفسي اشوفه النهاردة ...مش مهم هو اللي يفك الشاش بس على الاقل يعرف نتيجة شغله ومجهوده .....هو اللي بيعرف يطمني ....
تنهدت تنهيدة طويلة مليئة باليأس والضيق ثم نظرت للنافذة المقابلة بشرود ......

*****************************
دلفت د.سارة لمكتبها مرة أخرى قائلة لعز الذي ينتظر الآخبار :-
_ قالتلي انه مش هيجي النهاردة بس ممكن بعد يومين بأذن الله ...
زفر عز ببعض العصبية قائلا :-
_ اوك خلاص ، لما يوصل خليه يتصل بيا ، انا عارف أن رقمه مش بيستخدمه لأنه مسافر ...
وافقت الطبيبة بنظرة متفهمة حتى غادر عز المكان ....

مر أكثر من نصف ساعة .......
وقفت الطبيبة أمام حورية التي بدأت عيناها تلتمع بقلق من الأمر المنتظر الذي سيغير حياتها رأسا على عقب ....ثم دلف رجلان حاملين لوحة مرآة كبيرة وثبتوها على الحائط ....خرجوا بعد دقائق لتقل الطبيبة :-
_ دكتور ياسين على فكرة اللي امر انهم يجيبوا مراية بالحجم ده ....
ابتلعت حورية ريقها بقلق لتغلق عيناها عندما بدأت الطبية تهم بإزالة الشاش من على وجهها .....انتهت بعد عشر دقائق لتنظر اليها د.سارة بإعجاب شديد قالت لتلك التي تغلق عيناها برجفة تقتحم جسدها بعنف :-
_ بسم الله مشاء الله ....افتحي عينك وبصي لنفسك في المراية على طول ...بس قولي دعاء النظر للمراية واحمدي ربنا قبل ما تشوفي النتيجة المذهلة دي ...
انبعث الأمل فيها من حديث الطبيبة ولكنها تعلم انها تريد طمأنتها على أي حال ....تحركت جفونها لتشرق نظرتها على انعكاس وجهها بالمرآة ....اتسعت عيناها بقوة وكأنها رأت شيء صادما حتى نهضت بالتدريج وركضت الى المرآة لتتأكد عن قرب مما رأته .... تحركت اناملها بابتسامة واسعة ودموع سعادة تشع من عيناها ....ثم شعرت بربته على كتفيها فكانت الطبيبة سارة قائلة بابتسامة :-
_ الف مبروك يا حورية ، عمليتك كانت اكتر من ناجحة ، انا ما اتوقعتش اأن النتيجة هتكون مبهرة كدا .....بعد توفيق ربنا د.ياسين هو السبب ....
لامس قلبها الأسم برقة لتحمد عدم وجوده الآن والا كانت دون أن تدرك ارتمت بين ذراعيه من السعادة ....
نظرت لملامحها التي تبدلت للنقيض ...ذات الملامح الانثوية التي في افضل احلامها لم تكن تتمنى أكثر منها جمالاً ،ايقنت اليوم انها دائما كانت جميلة ...هل لهذا التغير يرجع السبب ؟
بشيء من السخرية تذكرت تلك الفاتنة التي تدعى ساندي سليم وكم شعرت بضألتها امامها مراراً ...ابتسمت بسعادة فهي الآن تضاهيها جمالاً وربما أكثر ....إذا كانت بتلك الجاذبية دون مساحيق التجميل فكيف لو استخدمت بعضهم ؟
تابعت الطبيبة :-
_ لسه بقى جلسات نضارة للبشرة أكتر وشوية حاجات كدا لطيفة ...يفضل نبدأ من بكرا ....
مرت الدموع الفرحة على خديها لتقل اخيرا :-
_ أنا مش مصدقة ...انا بحلم ..لأ ...ده احلى من الحلم كمان !! ..أنا
قاطعها صوت نعمة التي فضصلت التأخر قليلا بصوت توترها وخوفها من هذه اللحظة فقالت بسعادة :-
_ أنتي تستاهلي كل خير يا حورية
التفتت حورية اليها لتركض نعمة اليها بضمة قوية قائلة بانبهار :-
_عمري ما كنت اتخيل انك تبقي بالجمال ده ...بقيتي فعلا حورية
قالت الطبيبة بمرح :-
_ انا قولتلها كدا من البداية على فكرة وهي ماكنتش مصدقة ...الحمد لله كل الصعب عدى ...الف مبروك يا حورية ...هسيبك دلوقتي وهرجعلك تاني بعد شوية ......
ظلت الممرضة "ايمان " تنظر لها نظرات حاقدة وحاسدة حتى خرجت بتتبع خلف الطبيبة .....
امسكت حورية يد صديقتها بسعادة محلقة بالأفق :-
_ بعد ما راح مني كل حاجة ، ربنا عوضني بالأحسن منها يا نعمة ...في لحظة احتياج ويقين دعتله ينقذني وقلت اني ماليش غيره ولوحدي ،قلتله ما يسيبنيش ....قلتله يارب وكل حاجة جوايا بتردد الندا ....ربنا عوضني بشكل ماكنتش اتخيله ...ايه اللي انا فيه ده ...انا بحلم يا نعمة صح ؟
راقبت نعمة صديقته وهي تتحدث ببكاء وابتسامة معاً فأكرفت بدمعة مجيبة :-
_ لأ انتي مش بتحلمي ...انتي واقفة قدامي دلوقتي ومابقتيش مشوهة ، مابقتيش الضعيفة المهزومة ، مابقتيش لوحدك
ابتسمت عين حورية وقد فهمت ما تقصده نعمة :-
فتابعت نعمة بقوة :-
_ الوجع عدى واللي جاي فرحة ...افرحي
هزت حورية رأسها بقوة ثم ضمة صديقتها بقوة قائلة :-
_ عمري ما هنسى وقفتك جانبي يا نعمة ....
ابتعدت نعمة بنظرة متذمرة وقالت :-
_ بطللي الكلام ده ، وبعدين ياختي أنا كمان شكلي كدا ربنا عوضني انا كمان ....يعني ________
رمقتها حورية بمكر وابتسامة :-
_ يعني ااااايه ؟
جذبتها نعمة لتجلس على فراشها وجلست على المقعد ثم شرحت لها كل شيء لتعلو ضحكة حورية التي لم تستخدمها منذ اشهر .....قالت :-
_ ده شكله واقع من اولها...ههههههههههههههه
تأملت نعمة صديقتها بإعحاب :-
_ بت ....يخربيتك .، حتى ضحكتك بقت تجنن ، انا لسه ما اتعودتش على شكلك الجديد لولا صوتك ماكنتش هحس اني بكلمك أنتي ....
ابتسمت حورية وقالت بنظرة شاردة :-
_ يا ترى هعجبه ؟
نعمة بخبث :-
_ والله انتي عجباه من الأول !!
تورد وجه حورية لتأتِ الممرضة وبيدها مرهم طبي قائلة بحدة :-
_ يلا عشان احطلك من المرهم ده ولا تحطي انتي ؟
تعجبت نعمة من عصبيتها فقالت :-
_ هحطلها انا يا انسة ....ما تتعبيش نفسك
وضعت الممرضة العلبة الصفيرة بجانب حورية ثم ذهبت ....قالت نعمة بحيرة :-
_ هي بتعاملك كدا ليه البت دي ؟
حورية :-
_ مش عارفة ! ، من ساعة ما جيت وهي كدا معايا ، بس ما تشغليش بالك ،سيبك منها .....
اخذت نعمة علبة المرهم وفتحت غطائها ثم بدأت توزع بيدها قطرات منه على وجه حورية ....قالت حورية بحذر :-
_ براحة بس عشان حاسة ان بشرتي فيها لسعة كدا بتوجعني ....
نعمة :-
_ ماشي ....وده طبيعي ما تقلقيش
ابتسمت حورية بمكر قائلة مرة أخرى :-
_ وقعتي في ضابط يا نوووعمة ههههههه ، يعني اول لقاء بينكم في القسم ونعم الصدف
كتمت نعمة ضحكتها وهي تلكمها بخفة :-
_ بطلي طولة لسان ياختي ، ما انتي هاتقعي في جزار
تنهدت حورية بعمق ثم قالت بصدق :-
_ صحيح انا فرحانة بنجاح العملية بس لسه خايفة ، مش عايزة اعشم نفسي تاني واتجرح تاني ....اللي ربنا عايزه هيكون
اكدت نعمة على حديثها :-
_ صح ...اللي ربنا عايزه هيكون
_________________________________________صلِ على النبي

وقف محمود أمام سامح الذي ينظر من شرفة غرفته قائلا :-
_ ما ينفعش النهاردة اغيب تاني يا سامح ولو غبت النهاردة مش هعرف اغيب بكرا ، احنا لازم نشوف حل للزفته دي ....
وضع سامح يداه في جيبه قائلا :-
_ وحشتني اوي ...أوووي
ضيق محمود عيناه وتوجهه اليه قائلا بصدمة :-
_ وحشتك ؟!!! داليا وحشتك ؟ اوماااال مبهدلني معاك ليه ؟!!
رمقه سامح بعصبية وصحح :-
_ انا اقصد قمر ....من آخر مرة شوفتها وهي تعبانة مش عايزة تروح من بالي ،مش عارف البنت دي عملتلي ايه ؟ ، مهما قالت او عملت ببقى ملهوف عليها بغباوة ....نفسي اروح اطمن عليها بس الزفته اللي برا دي هعمل فيها ايه ؟

جلس محمود على مقعد قريب منه وقال بعد تفكير :-
_ تعالى اقعد عندي ...اكنك بتغير جو
تطلع اليه سامح وهو يفكر بالأمر جيدًا :-
_ طب هي مش هتشك فينا ؟ احنا كل تصرفاتنا معاها بتقول اننا عايزين نطفشها ....بقلم رحاب إبراهيم
اجابه محمود :-
_ بما أني دكتور نفسي فأنا هقنعها ان بسبب رجلك حالتك النفسية بقت زفت ومحتاج تغير جو ، وبمأ ان كمان ماينفعش تبقى لوحدك في الحالة دي فمحتاجني جانبك ، وبما أن كمان مشهينفع اغيب اكتر من كدا في شغلي فأنا هاخدك عندي البيت وعشان كمان أن الشغل بتاعي قريب من البيت وهنا بعيد ......نجرب ؟
هز سامح رأسه مبتسما :-
_ نجرب أوي ...

*********************

رمقته داليا وهي جالسة بغرفة الصالون بعد أن طرح عليها الأمر فقالت بنظرات مشككة :-
_ اوك ...بس بردو فيها ايه لو يفضل هنا ؟!!
اجابها محمود بكره مت تحكمها بأمر لا يخصها :-
_ بقولك نفسيته بقت تحت الصفر !! مش سهل على واحد كل حياته كانت حركة انه يقعد القاعدة دي حتى لو مؤقت ، وطبيعي أن حالته النفسية توصل لكدا ، وفي شيء مهم انتي مش واخدة بالك منه
تساءلت بغيظ :-
_ ايه ؟
وضع محمود قدما على قدم وقال :-
_انتي بتدخلي في كل كبيرة وصغيرة وسامح مش متعود على كدا !! ، اه بيحبك بس مش معنى كدا انك تتحكمي في حياته بالطريقة دي وانتوا لسه حتى ما اتخطبتوش !! ، كدا هتبعديه عنك لأن كل راجل فينا ليه مساحته الشخصية اللي مايحبش حد يمسها حتى لو حبيبته ....

نهضت داليا من مقعدها وقالت بنظرة غامضة :-
_ خلاص يا دكتور ، عرفني عنوان بيتك عشان ابقى على الاقل اجي ازوره ولا ده ممنوع كمان !!
نهض هو الاخر بابتسامة ماكرة :-
_ لا طبعا ...اوي أوي ...بس في حاجة مهمة لازم تعرفيها ، العمارة اللي ساكن فيها كلها ناس كبيرة وتفكيرهم قديم شوية ...يعني قبل ما تقرري تيجي لازم تكلميني أو تكلمي سامح الأول ...انا عايش لوحدي

لوت شفتيها بغضب :-
_ اوك ...خلاص فهمت
توجهت خارجة من الشقة لتتسع ابتسامة سامح الذي خرج بعد أن راقبهم من فتحة باب الغرفة
_ غمة وانزاااحت
محمود :-
_ عقبال ما تنزاح للأبد ، دي مكلبشة فيك بزيادة !!
سامح بابتسامة :-
_ كدا اقدر اروح اشوف قمر براحتي .....من غير مراقبة
___________________________________________استغفر الله العظيم

بعد أن عادت لعملها بالنادي الرياضي .....
ظلت تراقب من حولها علها تراه ...ظلت ساعات على هذا الحال ولكنه لم يأت اليوم ....جلست نعمة على احد المقاعد بجانب الاطفال :-
_ هو كان بيلعب بيا ولا ايه ؟!
المتها هذه الخاطرة ليطل حزن من عيناها فجأة ثم حاولت أن تعود بتركيزها للعمل ......*******************

بشقة فهد.......

ابتعدت عنه بابتسامة خجولة وهم على مقربةٌ من باب الشقة ...قال فهد بمكر :-
_ هنخرج النهاردة يا بطتي ....لما ارجع
قالت فاطمة بدلال :-
_ سيبني افكر
ارتفع حاجبيه بسخرية وجذبها اليه مرة أخرى قائلا لعيناها :-
_ بقى مش عايزة تتفسحي معايا ؟ لو مش عايزة خلاااااص برااااحتك
عدلت ياقة معطفة الرصاصي قائلة بضحكة :-
_ انت عارف أن راحتي معاك وبس .... وبعدين انت هتستأذن ياعم أنت...
قابلها بضحكة :-
_ أنا متجوز بلطجية ....بس بلطجية تجنن
قالها بمكر جعلها تبتسم فأجابت :-
_ هحضر نفسي على ما تيجي ...
ودعها بغمزة وخرج من منزله ........

**********************
وقف فهد بسيارته أمام القسم ليدلف اليه بعدما ترجل ......
دلف لمكتبه مباشرةٍ ليبدو احتظم يوم عمله منذ الصباح حتى ظهر هشام بملامح ضائقة...رمقه فهد بتعجب :-
_ مالك ؟ بقلم رحاب إبراهيم
هشام بحيرة :-
_ بصراحة كدا انا وافقت على المهمة دي بالذات عشان اعرف هي مين لأنها استفزتني ، بس في خلال مرقبتي ليها حسيت انها هي اللي بدور عليها رغم أن معرفتي بيها اقل من شهر بس عرفت عنها حاجات كتير خلتني اعجب بيها ....
فهد :-
_ هو احنا نسينا الشغل وهندور على المشاعر يا هشام ؟ انا ان كنت موافقك فعشان حسيت انك بتتكلم جد لكن مش معنى كدا انك تنسى مهمتك في الاساس ؟ وبعدين فين المشكلة بكلامك انا مش فاهمك ؟!
هشام بغضب من نفسه :-
_ لما تعرف الحقيقة هتقول ايه ؟ اكيد مش هتبص في خلقتي
فهد:-
_ أنا شايف انك تدي لنفسك فرصة تعرفها اكتر وكدا كدا المهمة بتجبرك بده ، ومن ناحية نخلص الشغل ومن ناحية تانية تتأكد منها ومن نفسك كمان .....لأن اكيد مالحقتش تحبها في الفترة دي
هشام :-
_ اعجاب بصراحة ، بس اعجاب شديد شوية
فهد :-
_ خليك ماشي في طريقك عادي واللي مكتوب هتشوفه ،وبعدين ما تنساش ان هي كمان مخبية معلومات مهمة وده غلط كبير ، لو صارحتني بكل اللي عندها ماكنش ده كله هيحصل .....
هشام بزفرة حادة :-
_ انا مش هروح اشوفها كام يوم كدا عشان اشغلها اكتر ....وكمان افكر براحتي ...
فهد بقوة :-
_ انجز ماعندناش وقت ....
هز هشام رأسه مقتطبًا ثم نهض ليواصل عمله بمكانٍ آخر ....
________________________________________سبحان الله وبحمده

مر المساء ........
قبل أن تأتِ الساعة التاسعة ، شعرت بشيء من البهجة هل عليها فجأة ، اخرجت هديته التي صممت أن لا تراها إلا بعد معرفة ما آلت اليه الأمور ...فتحت العلبة المزينة بعناية ....ارتجفت قليلا وهي تفتحها لتخرج منها رداء سهرة بقصة فائقة الانوثة ...تعجبت وهي ترى تفاصيله فهذا ليس رداء للمحجبات !! ، رداء مثير وقصير لا يناسبها تمامًا ،ماذا يقصد بذلك ؟! ، شعرت بالغرابة في هذا الأمر ولكنّ تصميم الفستان خطف عيناها كأي انثى يسرق عيناها رداء مبهر ..رفعته أمام عيناها بتفحص لتشعر بلهفة ارتدائه ....نهضت من فراشها ....

طمس الأمل أي حزن بداخلها ...فاحت روايح العشق من البعيد إلى وتين القلب ...عرق تنقطع معه الحياة ويوصل جذور الحب للوجدان ...وقفت أمام المرآة التي جاؤو بها خصيصا إليها ...مرآة طويلة مستطيلة الشكل بجانب النافذة التي تلوح نجوم الليل منها .....
تتطاير شعرها الأسود بسبب هبوب بعض الهواء بنسمات مرحبة بذات الوجه الفائق الجمال التي كان بالأمس ذات الوجه الدميم ......لمست أطراف الرداء الأسود بابتسامة حالمة وهي تتمنى أن تغمض عين وتفتح وتجد نفسها ترتديه كسحر سندريلا .....وماهي إلا لحظات وكانت سندريلا تلتف حول نفسها مفردة ذراعيها بابتسامة واسعة وسعادة من عودة الفرحة لقلبها ....بشعور خجول ومستحي من بعض جراءة القلب تمنت لو يأتي ولكن بأي عقل تريد أن يراها بهذا الرداء القصير ؟!!! وكيف تتمنى رؤيته وهو الآن في بلدًا آخر تبعدها عنه بحار ؟!!
سحر الاحلام ...أم سحر سندريلا من أتى به في هذا الوقت ليفتح الباب مشتاقًا لأميرته ليجدها تحوم أمام المرآة كالفراشة .....مبتسمة ، ساحرة ، مثيرة، فاتنة ، بكل ما يحمله قلبه من مشاعر توق أن يأخذها من هنا ...ولكن إلى أين ؟ هل لسجن ذراعيه ؟
اتسعت عيناه بصدمة وهو يرى حبيبته أمام عينيه كنجمة الليل التي يتمنى الجميع قربها ولكنها لا تميل إلا إلى القمر .....
كيف يكن تصرفه؟ بقلم رحاب إبراهيم

ظل متسمرا للحظات وجاهد كي يبقى ثابتٍ ، جاهد كي يحول عيناه عنها وهي تدق ناقوس الخطر بمشاعره ك رجل ، رجل استطاع أن يثبت امام الجمال الذي يراه يوميًا بحكم عمله ولكنها تخطت الأمر ...جمال الروح تجمع مع جمال الوجه الآن ...لتصبح كتلة متحركة من الفتنة الانثوية ...مثلما كانت بخياله دائما ....بالكاد تحرك متوجها الى مكتبه ، تحكم بتهوره وجنونه بها ....... ليعود ذلك الرجل المتحكم والمسيطر ..اقلا امام الآخرين .....
دلف لمكتبه وهو يتنفس بحدة ليعدو واقفًا أمام نافذة المكتب ناظرا للطريق ...قال بشرود :-
_ شغلتيني بيك من أول مرة شوفتك ....بس دلوقتي بقيت مجنون بيكي ....
تنهد بعمق وهو يضع يديه بجيب بنطال حلته السوداء الذي يرتدي عليها معطف اسود طويل أبرز وسامة وجهه .....
في عمق تفكيره دق باب المكتب ليقل دون أن يلتفت :-
_ ادخل
اتت بعد أن اخبرتها د.سارة أنه اتى منذ دقائق ...خلعت الرداء الأسود سريعا وبدلته بملابسها الفضفاضة وذهبت له ولم تنتظر أن يجيء ....فتحت الباب بحرص وهي تنظر لعرض منكبيه وهو يقف موالي ظهره لها .....دلفت للداخل ووقفت امام مكتبه وهي ترتجف من الخجل والسعادة معاّ وتترقب رأيه بشغف ....قالت بصوت مرتبك ولكنه وللغرابة اصبح أكثر نعومة من زي قبل :-
_ ياسين
انتبهت حواسه كلها الى صوتها فأغلق عينيه كأن لا يريد ابعاد رجفة قلبه المتنعم بحنين فائق اليها ثم فتح عينيه بشوق يدق بلمعات مقلتيه ...استدار اليها ببطء اربكها وتعالت دقات قلبها بشدة حتى جف حلقها من الارتباك .....
تقابلت النظرات وتشابكت في شوق ولهفة وعشق ساكنين بعمق العين ابتسمت وهي تنظر لأسفل من الاعجاب الواضح بعيناه وابتسامة ثغره البارزة ....اقترب اليها ببطء لتبتلع ريقها مع كل خطوة .....خطوات وكان أمامها متطلعا لعيناها الخجولة :-
_ مهما ملامحك كانت تجنن لسه اجمل ما فيكي عنيكي ....
التمعت عيناها بشدة وانفاسها بدأت تلهث وكأنها تركض ...تلعثمت بالقول :-
_ حمد الله ...على سلامتك ...بس أنت قولت أنك فاضل يومين على ما توصل
ابتسم بمكر مجيبًا :-
_ كنت عاملك مفاجئة ...بس أنا اللي اتفاجئت
ابتسمت وهي تهرب بعيناها من نظرته الثاقبة وصوته الذي يشبه الهمس :-
_ يعني النتيجة راضي بيها ولا إيه ؟
قالها بمكر :-
_ راضي بنصيبي .....اللي نفسي يبقى نصيبي وحبيبي
اشتعل وجهها وتورد حتى لم تستطع الوقوف أكثر من ذلك ....ركضت من أمامه للخارج لتتسع ضحكته قائلا :-
_ جريتي من كلمة !! اومال بعد كدا هتعملي ايه ؟!!
مرر يده على شعره بابتسامة ماكرة وخرج من المكتب متوجها الى غرفتها .......

*********************

دلفت لغرفتها وهي تغلق الباب خلفها لاهثة ...ابتسمت وهي تضع يدها على قلبها الذي تركض دقاته بعنف حتى التقطت انفاسها بالكاد ...اقتربت من المرآة ووقفت امامها لترى اشراقة وجهها الذي تضاعفت الآن ...لامست وجهها بابتسامة وكأن قلبها لم يرى الألم قط ....لم تصدق أن دعواتها عادت بتلك السعادة التي لم تكن تتخيلها قط .....
ظهر بالمشهد فجأة ...كيف دلف ولم تشعر به ؟!!! يبدو أنها شردت بالفكر بعمق ....نظر لكلاهما وانعكاس صورتهم بالمرآة :-
_ الهدية عجبتك ؟
التفتت له واحكمت رباط حجابها كلافته بسيطة حتى تداري ارتجاف جسدها ....قالت بهزة بسيطة من رأسها وخجل :-
_ اه ...بس مش هينفع البسه ، انا محجبة
اجابها بمكر :-
_ انا مش جايبة عشان حد يشوفك بيه .....
تعجبت:-
_ يبقى مش هينفع استخدمه ...قصير أوي
قال بنظرة متسلية :-
_ ده لمناسبات خاصة ....خلي الموضوع ده لبعدين المهم دلوقتي عايزك في موضوع مهم
احتارت وقلقت بارتباك :-
_ ايه ؟
قال ياسين وبدأ يشرح لها الأمر :-
_ تقريبًا بعد أيام قليلة وخلاص تقدري تمشي من هنا
تبدلت ابتسامة للحزن ليخفي ابتسامته وقال :-
_ ايه رأيك تبقي سكرتيرتي ؟
رفعت عيناها بصدمة ولم تخفي عليه شبح ابتسامتها التي اخفتها سريعا فقال متابعا :-
_ لو مش هيضايقك ....مش عايز اضغط عليكي
قصد بذلك امرا آخر وللدهشة فهمته هي ...انه لا يريد مناقشة امر الارتباط حتى لا تظنه يضغط عليها ففضل أن يأخذ خطوات معها ....فضل الانتظار قليلا حتى ينل رضاها وموافقتها دون أن تشعر أنها مدينة له بشيء .....
ابتسمت لتقل بعد لحظات :-
_ بس أنا مش بفهم في الموضوع ده وممكن الغبط الدنيا
ياسين بمحبة :-
_ بُعدك هو اللي هيلغبط الدنيا ....اقصد يعني أني محتاج لسكرتيرة
نظرت للأسفل وهي على علم انه لا يحتاج لذلك ولكنها رحبت ببعض الانتظار وذلك اشعرها براحة غريبة لتتأكد من مشاعرها أكثر من ذلك ....وتتأكد منه أيضا ......
هزت رأسها بموافقة ليقل مبتسما :-
_ اتفقنا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة