-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثلاثون

ظهر هشام فجأة :-
_ أنا عايز اتجوزك ....حدديلي ميعاد مع اهلك
ااستدارت بصدمة وهي تنظر له وحاولت أن تستعب الأمر ....ليكرر :-
_ بحبك
غمغمت نعمة بصدمة :-
_ بتحبني !!
هز هشام رأيه بتأكيد واوضح :-
_ عارف أنك مستغربة لأني ما اعرفكيش غير من قريب بس لقتني بحبك ما اعرفش أزاي ...
اشتد وجهها احمرارا من توضيحه واخفت ابتسامة عيناها المنبعثة من قلبها الذي يتمايل سعادة ....راقب تعبيراتها ليسبر اغوارها فتسائل :-
_ رأيك إيه ؟
بين دقات قلبها المتسارعة الذي الجم صوتها للحظات وبالكاد خرج صوتها متقطعا بعض الشيء :-
_ هتكلم مع اهلي
ابتسم هشام براحة وقال :-
_ يوم الجمعة الجاية بأذن الله بعد صلاة العشا .....
اطرفت عيناها كثيرًا بخجل وشعرت أنها تحلم ولكن حتى لو حلماً فأنها سعيدة ....كانت حزينة على عدم رؤيته لعدة أيام ولكنه الآن يبدو أنها ستراها ما تبقى من عمرها ليصبح شريكا للعمر ....
______________________________________صلِ على النبي

اتت فتاة من الاستقبال الخارجي واخبرتها عدة أشياء وظلت توضح لها الامر لمدة ساعة كاملة ....تنهدت حورية بإرتياح وقالت :-
_ الحمد لله فهمت ...طلع فعلا الشغل سهل
ابتسمت الفتاة قائلة :-
_ لأ ما تقلقيش كل الشغل اصلا انا والفريق اللي معايا بنرتبه وانتي بس عليكي حاجة بسيطة وهي انك تتعاملي مع د.ياسين وتعرفيه المواعيد ....هبعتلك على الايميل اللي مفتوح ده كل الداتا ...افتحي الملفات وانسخيها على الكمبيوتر وتابعي المواعيد مع الدكتور ....في اي حاجة مش فهماها ؟ بقلم رحاب إبراهيم

هزت حورية رأسها بنفي وشكرتها بامتنان :-
_ متشكرة اوي ...انا كدا فهمت كل حاجة
اكتفت الفتاة بابتسامة وتركت حورية تتابع الملف الالكتروني وتتبع التواريخ القريبة .......
اتت د.روان بترقب حذر ووقفت امامها بصمت ..رفعت حورية رأسها بابتسامة ورحبت بها :-
_ اهلا وسهلا ...انا شوفتك الصبح ..صح ؟
ابتسمت روان لها وهي تتفحص وجهها ذات الملامح الفاتنة بحجاب اسود رقيق ....قالت :-
_ فعلا ...أنا د.روان ، بشتغل هنا وجيت اتعرف عليكي يا حورية
اشارت لها حورية لتجلس بمقعد امام مكتبها المضاء فجلست روان وبعدها قالت حورية :-
_ انا اسمي حورية كامل ...أول يوم شغل ليا النهاردة
تمعنت روان بوجهها وقالت :-
_ هو أنتي قريبة د.ياسين فعلا ؟
ارتبكت حورية من الامر وابتلعت غصة بحلقها وكم شعرت بحيرة الاجابة ...رمقتها روان بتعجب من حيرتها الواضحة وشعرت بالشك من جهتها فاجابت حورية بتلعثم :-
_ اه ...قريبته
روان بمكر :-
_ نورتينا يا انسة حورية ...ولا مدام ؟
حورية بتصحيح :-
_ آنسة
جزت روان على اسنانها بضيق ونهضت وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها وقالت :-
_ تمام ...اسيبك انا بقى عشان ورايا شغل ...فرصة سعيدة
حورية :- انا اسعد
ذهبت روان الى مكتبها بنظرات غاضبة حتى وصلت بداخل مكتبها وهي تزفر بحدة ...قالت :-
_ مش مرتحالها ابدًا ....قريبته وكمان آنسة وطريقة اهتمامه بيها مش مطمناني وخصوصا انها جميلة جدا صعب أن واحد يتجاهلها .....
راقبت الممرضة ايمان المشهد من بعيد وابتسمت بشماته فدلفت لأحد الغرف الخاصة بالممرضات :-
_ اظن كدا مش محتاجة اعمل حاجة د.روان هتقوم باللازم ...أول مرة احس أن وجودها مهم وماتنرفزش لما اشوفها ....عشان اللي اسمها حورية دي تبطل محن شوية على د.ياسين .....مش عارفة عاجبه فيها ايه ، اومال لو ماكنتش مشوهة في الاساس !!
__________________________________________سبحان الله وبحمده

دلف هشام بوجه مشرق لمكتب فهد وانتظره طويلا حتى اتى فهد بعد فترة وبيده معطفه الجلد والقاه على المقعد ويبدو عليه الارهاق ....وقف هشام قائلا بابتسامة واسعة :-
_ مش هتباركلي
جلس فهد ورمقه بمكر :-
_ خطبتها...صح ؟
ضيق هشام عيناه بتعجب :-
_ عرفت منين ؟!
فهد بسخرية :-
_ شكلك باين عليه .....الف مبروك يا اتش ، الخطوة الجاية عليا
هشام بدهشة :-
_ مش فاهم
تطلع اليه فهد بضيق :-
_ ده اللي كنت عامل حسابه ، خليك انت في خطوبتك وانا عليا الخطوة اللي بعد كدا بس تنفذ اللي هقولك عليه
هشام :- تمام
صمت فهد للحظات قائلا بغموض :-
_ الليلة دي شكلها اكبر من ما كنت متخيل ....الموضوع طلع كبير أوي
هشام بحيرة :-
_ فهمني طيب ....عرفت ايه ؟
خرج فهد من شروده وقال :-
_هفهمك لما اتاكد من شوية حاجات كدا ونلاقي حميدو ده ...المهم دلوقتي هفهمك تعمل ايه بالضبط ....لازم تفصل مشاعرك عن شغلك بالذات في المهمة دي ....مش عايز أي غلطة حتى لو تافهة ....
استمع هشام له بصمت ......
______________________________________لا إله إلا الله

جلست ميرنا مع نادر الذي كان جالسا على مقعده بالجنينه ومحمود يراقبهم في صمت ....تطاير شعرها البني الطويل بفعل الهواء حتى ظهرت ارتجافتها بعض الشيء .....قال محمود بغيظ :-
_ مش عارف ايه تصميمك نقعد هنا ؟!! ، الجو برد !!
تذمرت ميرنا قائلة :-
_ انا قاعدة في اوضتي ليل نهار ، مابصدق تيجي الحصة عشان اخرج اشم هوا تقوم انت تقولي الجو برد
خلع محمود معطفه واقترب منها ووضعه على كتفيها بنظرة حنونة وقال مبتسما :-
_ الجاكت زهق مني ....ادفي بيه
شعرت بدفء غمر اوصالها فجأة فشكرته بابتسامة حتى انتبهت بعد لحظات لضحكته ...التفتت له مرة أخرى بتعجب :-
_ بتضحك على ايه ؟
نظر محمود لها وتابع ضحكاته لدقائق وكلما نظر لجسدها الصغير داخل المعطف لم يتمالك نفسه من الضحك ثم قال :-
_ اصلك صغنونة أوي في الجاكت بتاعي
ابتسمت له بمرح وتابعت رسوماتها وهي ممسكة بيد نادر وتحاول أن تسير باصابعه نحو الخطوط الرفيعة .......
________________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

مر اليوم .......
ختمت حورية عملها ليومها الأول الذي لم ترى فيه ياسين الا صباح نظرا لأنشغاله طيلة هذا اليوم من مواعيد مؤجلة وعلمت أيضا أنه لا يجري عملياته الجراحية الا في الصباح الباكر أو مساء بعد الكشوفات اللازمة ....نهضت من مقعدها واغلقت الحاسوب بابتسامة راضية وتوجهت بإتجاه الغرفة التي كانت تقطن بها ......
دلفت للغرفة ببطء والقت نظرة طويلة لجميع ارجائها بابتسامة حنونة واخذت حقيبتها التي اعدت كل ما يخصها بها لتحملها بيدها للخارج ......وضعتها بجانب مكتبها وتبقى اخباره بذهابها ...اخذت نفسا عميقا قبل أن تقرع على باب مكتبه .....مرت ثوان حتى سمعت صوته ففتحت الباب لتجده يجلس مسترخيا على مقعده ويرمي راسه للخلف على حافة المقعد مغمضا عيناه، بقلم رحاب إبراهيم ....دلفت للداخل ومع كل خطوة تغرق قدميها في السجادة العاجية اللون حتى وقفت امام مكتبه وتأملت وجهه الحبيب وهو شبه نائم وشعره الاسود الطويل بعض الشيء وهو يناقض بياض المقعد الذي يجلس عليه .....صورة رائعة لرجل لم يقتحم قلبها رجلا مثلما فعل هو .....ظلت هكذا حتى فتح عيناه الماكرة فجأة واعتدل بمقعده بابتسامة خبيثة حتى نهض واتى من خلف مكتبه ليقف امامها قائلا بصوت رخيم :-
_ خلاص هتمشي
توردت وجنتيها وتمنت لو تستطع أن تخبره الا يتحدث بهذه الطريقة لأنها ترتبك بقوة ويبدو أنه يعلم ذلك وقد تبين هذا من ابتسامة عيناه الممزوجة بالمحبة والشوق والمكر ....اجابت ببعض التلعثم :-
_ اه ، خلاص حضرت شنطتي
تبدلت ملامحه للضيق وابتعد عنها متوجها للنافذة بجمود .....ظلت تنتظره حتى يجيب ولكنه وقف أمام النافذة بشرود صامت ......كرهت هذا الصمت الذي يحيرها فقالت :-
_ بعد اذنك
خرج صوته ببعض الحدة قائلا :-
_ استني
وقفت مكانها ولم تتحرك ....ولكنها انتبهت لصوت انفاسه العالية وكأنه يزفر هما من داخله ...قال بنبرة اقرب للترجي منها للأمر :-
_ خليكي هنا .....هتقعدي في شقتي اللي فوق
ضيقت حورية عيناها وشعرت بغضب من عرضه فقالت مجيبة :-
_ لأ طبعا ...مش موافقة
التفت لها ونظر اليها نظرة عميقة بعين ترى ابعد من روحها :-
_ ليه ؟
قالت بعصبية :-
_ لحد دلوقتي لما حد بيسألني انتي تقربي ل د.ياسين ايه بتلغبط وببقى محتارة ارد بإيه ومابحبش اكدب ...لكن اكيد هيتعرف في بوم أني مش قريبتك ولو وافقت اني اقعد في شقتك انت عارف ممكن يتقال عليا ايه ؟ انت عملت كتير أووي عشاني لكن في دي مش هقدر اوافقك ....مش هقدر احط نفسي في الوضع ده واسيب سمعتي بين القيل والقال .....
تنهد ياسين بعمق واستدار ناظرا للنافذة مرة أخرى قائلا بضيق :-
_ ده اللي كنت عامل حسابه ، أنك ما تشوفيش غير أني ساعدتك وانك ......
زفر بحدة متابعا :-
_ خلاص يا حورية ...اعملي اللي تحبيه بس هوصلك لحد البيت
لأول مرة تشعر أنه يضيق عليها الخناق فقالت :-
_ مش لازم ...مش عايزة اتعبك معايا .. أنت بتشتغل ليل .....
ما كادت أن تكمل جملتها حتى وجدته امامها لا تعرف كيف وقد احتد عيناه بغضب عارم هاتفا :-
_ عايزاني اسيبك تمشي لوحدك في وقت زي ده! ...انتي اتجننتي اكيد !!
ارتجفت من حدة صوته ولم تدرك انها تبكي الا عندما غزت الدموع وجنتيها بحرقة ......نظرت له بعتاب على غضبه وركضت للخارج ....
حملت حقيبتها من جانب المكتب وتوجهت للخارج ....
________________________________________صلِ على النبي

انهت نعمة عملها الذي انتهى متأخرا لهذا اليوم حتى خرجت من البوابة الخارجية للنادي ورمقت ذلك الرجل الغامض الذي يراقبها منذ الصباح .....ابتعدت امطارا للخارج فتأكدت انه يتبعها فتذكرت حورية على الفور ......بقلم رحاب إبراهيم ، وقفت بموقف السيارات واخذت زاوية بعيدة واجرت اتصال على هاتف حورية الذي كان بالأصل يخص د.ياسين ......

حملت حقيبتها السوداء المتوسكة الحجم بيدها اليمنى وهي تبكي سائرة بالطريق الذي يتواتر على ناظرها دون أن ترى حولها شيء من الدموع لتنتبه لصوت الهاتف فأخرجت بعصبية ظنا منها انه المتصل ولكنها تفاجئت برقم نعمة فأجابت سريعا :-
_ هستناكي يا نعمة عند
قاطعتها نعمة بصوت قلق :-
_ ارجعي لعندك وما تخرجيش انا مش هعرف اجيلك ، في واحد مراقبني من الصبح ومش عارفة هو مين بالضبط ....ودلوقتي هو لسه مراقبني
ضيقت حورية عيناها الباكية بقلق :-
_ معقول يكون فاروق عرف اني عايشة !!
اجابت نعمة بعجالة :-
_ مش عارفة يا حورية ، خليكي عند ياسين هو اكتر واحد هيقدر يحميكي ، اوعي تروحي اي مكان وتفضلي لوحدك ...طالما في حد مراقبني يبقى اكيد الموضوع يخصك .....
نزفت عين حورية دموعا اكثر فقالت :-
_ انا في الشارع وماينفعش ارجع بعد اللي قولته ...
نعمة بدهشة :-
_ قولتي ايه ؟!!!
نظرت حورية للسماء باستغاثة وقالت :-
_ هقولك بعدين مش هينفع دلوقتي ....هروح فين دلوقتي ؟
هتفت نعمة بعصبية :-
_ ارجعي لعندك يا غبية لا انا ولا اي حد هيعرف يحميكي غير ياسين ، لو جيتلك دلوقتي يبقى هيعرفوا انتي مين ، انا لازم ابعد الفترة دي عنك لحد ما اشوف اخرتها مع اللي بيراقبني ده ... هنتكلم على التليفون من غير ما نتقابل .....هقفل دلوقتي عشان خد بالي مني وبيقرب عليا .....
اغلقت نعمة الهاتف ونظرت للغريب بحدة ثم ابتعدت بخطوات سريعة في الطريق لتجد انه يسير خلفها بحذر .......بدات تشعر بالخوف وهي تراقب خلو الطريق الا من السيارات المارة .......اقترب منها هذا الرجل فكادت أن تصرخ حتى توقفت سيارة امامها فجأة ........
اتسعت عيناها بذعر لتجد وجها مألوفا يبتسم لها بمحبة ...قالت وكأن الروح ردت بها :-
_ هشام !!
اشار لها كي تدلف للسيارة فنظرت نعمة حولها ولكنها لم تجد تلك الرجل وكأنه شبح اخافى بلحظات بمجرد ظهور هشام !!
أشار لها هشام مرة أخرى لتجلس بالسيارة ولم تجد مخرج من هذا المكان غير أن تذهب مع هشام فجلست بسيارته بالمقعد الخلفي فرمقها بغيظ قائلا :-
_ طب وفيها ايه لو قعدت جانبي ؟!!!
نظرت له عبر المرآة وقالت وقد عادت الدماء لوجهها :-
_ لسه بدري عشان اقعد جانبك ولولا ان الوقت متاخر ماكنتش وافقت انك توصلني اصلا .....
قال بغيظ وهو يحرك السيارة مرة أخرى :-
_ اوصلك فين يا هانم ؟
ابتسمت بخفاء واخبرته بالعنوان .......
_________________________________________سبحان الله العظيم

وقفت مستندة على شجرة كبيرة على جانب الطريق وحقيبتها تسكن جانب قدميها .....قالت بضعف :-
_ ماينفعش ارجع ...ماينفعش
تجمدت حينما سمعت صوته خلفها :-
_ لأ ينفع
استدارت بصدمة وعيناها لا زالت تنزف دموعا ليكرر :-
_ صدقيني ينفع ....ينفعي ترجعي في اي وقت تحبيه من غير ما تحسي انه مش مكانك
وقف يتأمل عيناها قائلا بأسف :-
_ اعمل ايه عشان اصالحك ؟
وقفت تتأمل اسفة والرقة بعيناه وبنبرته بدهشة وشعور غريب بداخلها أراد لو ترتمي بين ذراعيه وتسرق الامان لقلبها ....ولكن كيف ؟!!
تابع بحنان :-
_ اتعصبت عليكي عارف ....استاهل تعاقبيني بس عشان خاطري ارجعي ...عشان ابقى مطمن عليكي ...
انهمرت دموعها اكثر وظن هو انه اغضبها لحد كبير ولكنها كانت تبكي من سوء ظنها به وحدتها معه .......قطب ياسين حاجبيه واراد أن يفعل اي شيء حتى يجعلها تبتسم ولكن المطر كان اقرب شيء لقلبها ......
انهمرت السماء بمطرة كانت تكثر مع كل دقيقة فنظرت حورية للسماء بابتسامة وذابت دموعها مع المطر وظل ياسين يتطلع اليها بعشق ....قال :-
_ تعرفي ايه عن المطر ؟
ابتسمت رغما وهي تسلم وجهها لدقات المطر الرقيقة على وجهها
_ برد
قصدك دفا ، جربي تجري تحت المطرة واضحكي من قلبك بس بشرط
_ ايه هو الشرط ؟
اجاب ياسين بنبرة حانية تعترف بما يعتريه :-
_ما تسبيش ايدي

نظرت له وهي تجفل من شدة الامطار الذي تتزايد ورغم تعكر الرؤية الا انها لم تحجب نظرة عيناه العميقة من الدفء العاشق ....ابتسمت لبعثرة خصلات شعره الاسود المبلل على جبينه ....وشعرت بفيض من المرح فجأة وبهذا الوقت بالتحديد فتحركت مبتعدة عنه بابتسامة واسعة ثم ركضت فجأة ليرمقها بابتسامة واسعة وركض خلفها ......بقلم رحاب إبراهيم

احتضنتها الامطار واحتضنت اصواتهم الضاحكة بسعادة لم يشعر بها احدا منهم من قبل .....لم تترقرق الكلمات من فمها بهذه الانسيابية والبساطة مع احدًا وكأن الشعور بالحب ما يُحمل إلا على بساط الارتياح والآمان ....توقفت لاهثة ووقعت الحقيبة من يدها ثم نظرت له وهو يقف بجانبها مبتسما بانفاس متسارعة .....قالت بمرح :-
_ أنت اللي شجعتني على فكرة
هز رأسه بنظرة مرحبة بمزيدا من المرح :-
_ ومش ندمان ، رغم أني أول مرة اعمل كدا بس حسيت أني مبسوط
ابعدت عيناها عنه بخجل :-
_ وانا كمان
خلع معطفه الجلدي الطويل ووضعه على كتفيها قائلا :-
_ هيدفيكي شوية ....بعد الجري هتحسي بالبرد اكتر
صوته بأذناها كان كطرقعة المطر على الأرض ورائحته تشبه رائحة الزهور الندية .....تمسكت بأطراف المعطف واحكمته حولها ليس لدفء ثقله على جسدها بل لدفء عبق رائحة من كان يرتديه .....مجرد شعور كان ادفأ من ثقل جلد المعطف الذي يبدو انه باهظ الثمن .....الدفء ينبع من داخلنا وليس شعورا عابرًا من الشتاء
اتى وقت السير مشيا على الاقدام ....المركز الطبي على بُعد خطوات قليلة ولكنها تمنت أن يكن ابعد من ذلك ويطول ذلك اللقاء الحنون بينهم ...سار بجانبها واضعا يده بجيب بنطاله الاسود مبتسما للا شيء ....مبتسما حتى للصمت بينهم .....وحملت حقيبتها مرة اخرى وعادت معه ببطء
قال فجأة :-
_ عمرك حبيتي يا حورية قبل كدا ؟
توقف كل شيء ...عقلها ونبضها وكل شيء لهذا السؤال الذي سربل عليها ذكريات اليمة .....لو يدرك كم من الم سببه هذا السؤال لما كان طرحه ....اهتاجت دفعاتها وتمردت رفات الرقة لتصبح تلك القاسية مرة أخرى ....نظرت له بملامح غاضبة :-
_ لأ ...ومش عايزة احب
لم تحسب نتيجة اجابتها ، ولم تدرك انها شبه صدمته بهذا الانفعال ليظن شيء آخر غير ما تشعر به ....ابتلع ريقه بألم ثم سار صامتا دون أن يتابع حديثه ......بعد ثوانٍ كانت ادركت ما فعلته ولكنها بريئة لو يعرف ....
هل تعتذر ؟ تتأسف !؟ ولكن بأي عذر تقل ....وماذا سيفسره ؟
صمتت مثلما صمت هو حتى دلف للمركز مرة أخرى مستخدما المصعد للصعود للأعلى ........
راقبته وهو يقف امامها مواليا ظهره بثبات لم يظهر الزحام المزعج بداخله ....ترددت كثيرا أن تتحدث ولم يمهلها المصعد الا دقيقيتين ولكنها لم تأخذ قرار التحدث فيهم .......
فتح باب المصعد واشار لها ياسين للخروج وتنحى جانبا حتى خرجت واعطاها المفتاح الخاص بالشقة ثم ضغط على زر الهبوط واغلق الباب بينهم رغم اعينهم المتشابكة بنظرات احداها معتذرة والأخرى عاتبة بألم ....
اغمضت حورية عيناها بحدة ثم توجهت لباب الشقة الوحيدة بالطابق وفتحت الباب بالمفتاح الذي اعطاه لها منذ قليل ثم دلفت للشقة بنظرات تائهة وحزينة ......مرت بنظرة سريعة وباكية على المحتوى الفاخر من الاثاث الذي لم يؤثر بها مطلقا ......صدح صوت هاتفها فأخرجته سريعا وابتسمت بلهفة عندما رأت رقمه واجابت سريعا :-
_ ايوة
قال سريعا :-
_ لو واقفة لسه على الباب هتلاقي اوضة النوم على يمينك .....تصبحي على خير
تعجبت من ذلك وتعجبت أكثر من انتهاء المكالمة بهذه السرعة ...سربت دموعها وهي تتجهة للجهة اليمنى فرأت باب الغرفة الذي يبدو انه يقصدها ......فتحتها لترى غرفة مؤسسة بفخامة ويبدو ذوقها راقيا جدا ...وضعت حقيبتها وتفهمت أن سبب الاتصال هو سماحه للاقامة بغرفته الخاصة ......
بدلت ثيابها ولا زالت تبكي بصمت ثم تمددت على فراشه الذي يمتلى برائحته فأخذت االوسادة بضمة قوية وهي تخبئ بها دموعها قائلة :-
_ ماكنش قصدي ازعلك والله العظيم ....للأسف لسه ما نسيتش اللي فات ....لسه جرحي ماخفش ولسه خايفة ....ياريتني اقدر احكيلك .
___________________________________________الله اكبر

خرج من المركز غاضبا من نفسه وجلس بداخل سيارته جالسا بنظرة متألمة وقال بحزن :-
_ مش هفرض نفسي عليكي يا حورية ....انا عمري ما هجبرك انك تحبيني لو مش برضاكي مش عايزك غصب ....

تحرك بسيارته وعيناه بها لمعة حزينة من تسرعه بالحديث معها ..

__________________________________________صلِ على النبي

انتظر سامح خروج بثينة بعدما سألها منذ لحظات عن قمر فأكتشف انها هي من اتت اليها قمر بالأمس ...انتظرها خارج المحل مراقبا حتى راقبها بسيارته حتى ترجلت من ميكروباص شعبي في موقف للسيارات .....
ابتسم سامح بانتصار وهو يراها تدخل احد المباني القديمة :-
_ هتوقعي في ايدي يا قمر وساعتها مش هتفلتي ....ولا فاكرة أني هيضحك عليا ....والله ما هنيمك الليل
اجري محمود اتصال عليه بهذا الوقت :-
_ أنت فين يابني ؟
ابتسم سامح قائلا :-
_ هنقل من عندك كام يوم كدا 😂
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة