-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الحادي والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الحادي والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الحادي والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الحادي والثلاثون

ابتسم سامح قائلا :-
_ هنقل من عندك كام يوم كدا ...
رد محمود بدهشة :-
_ هتروح فين ؟ وافرض داليا سألت عليك اقولها ايه ؟!!
رمق سامح المنزل من بعيد مجيبا :-
_ قولها رجع الفيلا ...أنا دلوقتي تقريبًا عرفت مكان قمر ...حاسس أنها هنا، هروح دلوقتي اتأكد من حاجة ولو مالقيتهاش هجيلك تاني
محمود بعصبية ولم يفهم شيء :-
_ ما تتهورش يا سامح عشان ما تضيعهاش منك
سامح بابتسامة ماكرة :-
_ ماهو عشان ما اضيعهاش بعمل كدا ....هكلمك تاني لحد ما أعرف مكانها ....
اغلق سامح الاتصال وترجل من سيارته ملتفتًا حوله بتفحص ....تلك شوارع القاهرة القديمة تبعث في النفس شيء خاص ، أو ربما حنين لشيء مجهول ....لمح طفل يركض إلى احد اكشاك البقالة على جانب الطريق الآخر ...لفت نظره هذا الطفل ليس لشيء انما لأنه خرج من ذلك المبنى التي دلفت به بثينة .....أشار له سامح ليقترب وبعد لحظات ركض الصغير اليه وهو يحمل كيس بلاستيك به عدة محتويات غذائية ونظر بعيناه البريئة لوجه سامح بغرابة ....جثا سامح على ركبتيه مبتسما لحذر الصغير منه قائلا :-
_ اسمك ايه ؟
رمقه الصغير لبرهة حتى اجاب بتهتهة:-
_ اس__امة
ربت سامح بحنو على كتف الصغير قائلا :-
_ تعرف بنت هنا اسمها قمر يا اسامة ؟
نظر الصغير للمنزل واجاب ببراءة :-
_ أه وساكنة في البيت اللي هناك ده
اشار بأصبعه الصغير لتتسع ابتسامة سامح بخبث :-
_ أنت اخوها الصغير ؟
هز الصغير رأسه قائلا :-
_ لأ ...جارتنا ،صاحبة ماما وسيتي
تابع سامح اسئلته :-
_ هي قمر هنا من امتى ؟
ضيق الصغير عيناه بتذمر من كثرة الاسئلة فقال :-
_ من يومين
استقام سامح واقفا وقد تأكد من شكه فقال سؤاله الآخير :-
_ طب والبيت ده صاحبه فين ؟
نظر الصغير لما بيده ثم رفع رأسه لسامح وهو يشير لمحل البقالة :-
_ بتاع عم سعيد ...البقال
مرر سامح يده مبتسما على رأس الصغير وسمح له بالذهاب ففر الصغير للمنزل هاربا منه ....
اخذ سامح نفسا عميًقا قبل أن يذهب إليه ....
_______________________________________صلِ على النبي

تململت حورية بالفراش وشعور قوي انه حولها ..هل لرائحة عطره المنثورة على الاغطية عامل بذلك ؟ ربما
جذبت الغطاء وتدثرت به أكثر علها تجد من هذا العبق رحيق آمان يجو بداخلها بعد هذا الاختلال .....
صورته بالايطار الفضي تزين اعلى الكمود بجانب الفراش ...ملامحه هادئة بوسامة خاطفة ،عيناه لو يدرك كم تقسو وتحنو بذات اللحظة لما استعمل القسوة قط ....نبرة صوته الذي لم تجد ادفأ منها بصوت رجل ...أشياء كثيرة به تحفظها به ....ظلت ناظرة لملامحه عبر الصورة الفيتوغرافية بسيل من العتاب والاشتياق والود الذي ترجوه ....
حتى على صوت هاتفها فأخطتفته من جانبها وهي تعتدل ومسحت دموعها سريعا ، ولكن بنظرة يائسة لاحظت انها نعمة فأجابت :-
_ ايوة يا نعمة ...وصلتي ؟
اجابت نعمة الذي للتو دلفت لمنزلها بعدما تركت سيارة هشام بأول الطريق واتتى ما تبقى سيرا على الأقدام ...
_ اه ، يدوبك غيرت هدومي وقلت اطمنك واطمن عليكي
بكت حورية بألم حتى تسألت نعمة وهي تجلس على سريرها :-
_ مالك يابنتي ؟
شهقت حورية من البكاء عدة مرات ثم قالت :-
_ أنا زعلت ياسين النهاردة وحاسة أني جرحته ...بس ماكنش قصدي
نعمة بدهشة :-
_ عملتي ايه ؟
روت لها حورية ما حدث لتجد الصمت من نعمة فقالت بحيرة :-
_ ماكنش قصدي اقوله كدا ، بس مجرد ما سمعت الفكرة بصوت عالي لقتني خايفة وبرد كدا ، بقلم رحاب إبراهيم ، كنت محتاجة وقت عشان اطمن اكتر من كدا
نعمة بتسائل :-
_ أنتي محتاجة تطمني ولا محتاجة وقت عشان تحبيه ؟ اصلها تفرق !
نظرت حورية لصورته مرة أخرى بنظرة تضم ملامحه :-
_ عشان اطمن يا نعمة ....أول مرة سيبت نفسي احب وماحسبتش حاجات كتير ، والنتيجة كانت وحشة أوي وكسرتني ....رغم أني لسه مش مصدقة شكلي كل ما ابص للمراية بس جوايا لسه مكسور ....ياسين مايعرفش الكلام ده عشان كدا مش فاهمني
تنهدت نعمة بضيق وطرحت الأمر :-
_ ومستنية ايه ما تقوليله اللي حصل !
زفرت حورية بعصبية وانفعال :-
_ خايفة اقوله ...خايفة يعمل حاجة معاهم ، خصوصا أن النهاردة او بكرا فاروق الالفي هيعرف أني لسه عايشة ...هيجي يوم وهيعرف وساعتها مش هايسيبني في حالي ...خايفة من كل حاجة واولهم اني خايفة على ياسين منه ...مش هقدر استحمل يتأذي بسببي وأنا متأكدة أن ياسين عمره ما هيتخلى عني ....
هتفت نعمة بمقت :-
_ ربنا ياخد فاروق ده ونستريح من شكله ....طب وهتفضلي كدا
سقطت دموعها غزيرة على وجهها :-
_ مش لاقية حلول ....كل اللي عايزاه انه يرجع يتعامل معايا زي الأول
نعمة بتعجب :-
_ هو بقى عصبي معاكي ؟!! بقلم رحاب إبراهيم
نفت حةرية وهي تتنهد بعمق :-
_ ياريته عصبي ، ياسين بيسكت وسكوته ده بيوجعني ...أنا اتعودت عليه حنين وعنيه كلها حب ، اتعودت يطمني حتى لو بنظرة ...حاسة زي ما اكون اتحرمت من كل ده ...بيعاقبني من غير اي عقاب ...بيعاقبني بالتجاهل
نعمة بابتسامة :-
_ مش قلتلك يا حورية .....انتي عمرك ما حبيتي عز ولو ١٪ حتى ، بس تعرفي أنا فرحانة فيه لأنه ما يستاهلكيش ....
حورية بتأفف :-
_ مابحبش اسمع سيرته يا نعمة ....خلينا في موضوعنا
احتارت من الأمر ولكنها لم تجادل كثيرا فقالت محاولة تلطيف الامر :-
_ مش هتباركيلي ...هيجي يوم الجمعة الجاية يتقدملي
تهللت اسارير حورية وهي تبتسم بين دموعها وهتفت :-
_ بجد ؟ .....يا بااااردة وسيباني بعيط من ساعتهاااااااا
ابتسمت نعمة بسعادة :-
_ لسه عارفة النهاردة ، جه وقالي .....
حورية بسعادة حقيقية لصديقتها :-
_ الف مبروك يا حبيبتي ربنا يسعد قلبك ياارب ....انتي تستاهلي كل خير
نعمة بسخرية :-
_ شكلك عديتيني ...أنا بردو خايفة ، ده واحد شكله ابن ناس أوي واحنا مش حمل طلباتهم ....مش عارفة هترسى على إيه ربنا يستر
قالت حورية مطمئنة :-
_ لا يا نعمة ....ده جاي عشانك أنتي ، حابك وعجباه واكيد عارف كل حاجة عنك أو على الاقل عنده خلفية ....طالما شاريكي يبقى ما تخافيش
ابتسمت نعمة بخجل :-
_ بصراحة انا مش عارفة الموضوع ده جه أزاي ، فجأة جه وفجأة اتكلم بس بصراحة عاجبني أوي ....
حورية :-
_ عشان ده نصيبك بأذن الله ....كان نفسي ابقى معاكي في اليوم ده
حزنت حورية لهذا الامر وشاركتها نعمة بالأمر فقالت :-
_هكلمك بعدها وهحكيلك كل حاجة كأنك كنتي معايا بالضبط ...هو انا يعني ليا مين غيرك احكيله
ودت لو ضمتها حورية ولكنها قالت بدلا عن ذلك :-
_ ربنا ما يحرمنيش منك يارب يا احلى صاحبة في الدنيا
_______________________________________استغفر الله العظيم

بغرفة قمر على السطوح ......بقلم رحاب إبراهيم
كانت نائمة وقد اغوائها الدفء واثقل رأسها للتوه في غفوة حتى استيقظت تدريجيا بفعل بعض الاصوات بخارج غرفتها.....تنفست بكسل في فراشها وهي تتثائب حتى تجاهلت تلك الاصوات التي اعتقدت أنها آتية من جيران المبنى الآخر كعادتهم في بعض الفترات ....

وقف عم سعيد على سطوح المبنى قائلا وهو يشير لغرفة مصفحة قد اعدت حديثا :-
_ بص يابني الاوضة دي تبات فيها النهاردة على ما اشيل الحاجات اللي تخصني من الشقة اللي تحت ، النهاردة بس هتبات هنا وبكرا أن شاء الله هكون جهزت كل حاجة ....
لو يعلم هذا الرجل كم ادى له معروفا لما كان اعتذر ....ابتسم سامح ممتنا :-
_ مافيش مشكلة خالص ، لو عايز وقت اطول كمان مافيش مشكلة
فتح الرجل باب الغرفة بمفتاح ضمن مفاتيحه الخاصة قائلا :-
_ بس هنا يابني كل واحد في حاله ، بقلم رحاب إبراهيم ، يعني لو حد اشتكى منك ساعتها ما تزعلش مني وخصوصا البنت اللي في الاوضة اللي في الوش دي ...دي زي بناتي واللي يزعلها يزعلني .....لولا الوقت متأخر كنت استأذنتها بس على العموم هو يوم وهتقعد في الشقة اللي تحت .....
قال سامح معجبا بالرجل :-
_ ما تخافش .....هي زي اختي بردو ولو اشتكت مني تقدر تمشيني
ذهب الرجل مودعا حتى دلف سامح للغرفة ورمق محتواياتها بنظرة شاملة وراقه ذاك المكان الخشبي الذي ذكره بالمعسكرات في بعض الرحلات الصيفية ......
_______________________________________سبحان الله وبحمده

بشقة فهد ........

نظرت فاطمة لساعة يدها ومدى تأخر الوقت وهي تزفر بمقت ....تنفست بعمق وهي تدلف للغرفة وتخلع حجابها على رداء سهرة خاص بالمحجبات .....اعطت الحرية لشعرها الذي اخذ طوله لأبعد من طول ذراعيها .....تلك الخصلات السوداء الذي سمرته أول مرة رأها جعلته متسمرا الآن وهو يقف يراقبها على عتبة الغرفة ....دلف دون ان تشعر هي بسبب زفيرها الحار من الغضب حتى اقترب بتسلل وحاوط خصرها بذراعيه قائلا بجانب اذناها :-
_ خايف اقول اسف تتعصبي ، وأنا مش شعايز اعصب القمر ده
وقفت بنظرات متعصبة وقد اعتادت على خطواته المتسللة اليها فكادت ان تتحدث بهتاف حتى وضع اصبعه على شفتيها بعدما استدارت له :-
_ اتأخرت في الشغل زي ما حصل قبل كدا والسهرة باظت زي العادة انا عارف ....بس جاي مزاجي رايق وعايز اقعد معاكي اطول وقت ممكن ....وحشاااني
قالها بقرب عيناها لتقل وهي تضع يدها على كتفيه :-
وأنت مش وحشتني
همس باذناها مرة اخرى بنبرة ماكرة مبتسما :-
_ كدابة اوووي
اتسعت ابتسامتها بمرح حتى تابع بنظرات حادة :-
_ الفستان فظيع عليكي ....طبعا طبعا ماكنتيش هتخرجي بيه وكنت هزعق زي كل مرة يا بطوط .....
ابتسمت بمكر قائلة :-
_ والله ! ، هو كل فستان هتقولي عليه كدا !
ضيق عيناه وهو يقربها اليه بتملك :-
_ ما انتي اللي حلوة اعملك ايه ! مابعرفش اشيل عيني من عليكي طول ما أنتي قدامي ....بقلم رحاب إبراهيم
ابتسمت بعشق ودفنت راسها بصدره حتى قابلها بضمة قوية وقاسية كعادته .....تخللت اصابعه بين خصلت شعرها الطويل وقال هامسا :-
_ اجمل شعر شوفته في حياتي ....ده لوحده حكاية تانية
لا زال صوته وغزله يبعث فيها الحياء والخجل ...لا زالت تلك الدقات السريعة تلازم قلبها عند رؤيته ......
بغمرة دفئها بصدره حملها بين ذراعيه فجأة ..........
____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

بعد غفوة أخرى سريعة استيقظت مجددًا على صوت مزعج وكانه شيء ينقل من مكان لمكان آخر ......اعتدلت في فراشها بكسل حتى لفت وشاح طويل حول رقبتها كان ملقى بجانبها ثم نهضت لتكتشف الأمر بالخارج ....

خطت قمر خطوات لخارج الغرفة ليلفحها برد الهواء بعدما كانت بدفء فراشها ، ارتجفت من البرد وشعور القلق يغمرها من هذا الهدوء المظلم وهي لا ترى سوى نور القمر الذي تحاوطه بعض الغيوم الممطرة بقطرات المطر الخفيفة .....
لوت فمها بضيق والظلام يعم المكان الا ضوء خفيف ينير المكان قليلا منبعث من بعيد ويشاركه ضوء القمر ......
لم ترى شيء حولها يثير الشكوك فأقتربت لسلم النزول لتتأكد من خلوه و مستندة على سور قصير وهي ناظرة للأسفل ولكنها لم ترى احدًا ......تنفست الصعداء وهي تُرجع هذه الضوضاء ربما لهرة صغيرة أو ما شابه ....استدارت عائدة لغرفتها الصغيرة ولكنها تعثرت بحجارة على الارض فتاوهت متألمة وهي تجعد حاجبيها بحدة ....فتح باب غرفته فجأة على مصراعيه ليطل نور طفيف من خلفه وعيناه من بينها يطل منها الغضب ........استدارت فزعة من هذا الصوت وكأنه صوت الرعد قد طل فوقها لتتسع عيناها بذهول وهي تراه يقترب اليها بخطوات محسوبة ....
انتفض قلبها وهي تعود للأسفل وتهتهت :-
س...امح !!!
لأول مرة تره بهذه النظرات الغاضبة حتى لم تعد مساحة خلفها كي تبتعد أكثر فقد التصقت بحائط غرفتها ولم يكن متسع حتى تهرب منه فقد انقض عليها مقتربا بخطوات واثقة حتى حجزها بذراعيه وهي بينهنّ ....
وقفت ترتجف وهربت من عيناه الذي تنظر بغضب به شوق عنيف لرؤيتها ....لم تلمسها يداه المحتجزة كلا الاتجاهين حولها ورغم ذلك هي سجينته الآن .....
حاولت أن تقل بحدة ولكن صوتها خرج متعرجا :-
_ عرفت ...مكاني منين ؟
تنقلت عيناه بين عيناها المرتجفتين حتى قال بفحيح صوته الذي يشبه صفير الرياح :-
_ هو أنتي فاكرة أنك هتقدري تبعدي عني !!
اشتدت لمعات البكاء بعيناها وهي تعترف أنها سعيدة لرؤيته وقلبها يتغنى بذلك ....صمتت وعيناها تتحدث !!
كيف مزج الغضب بهذا الشوق المجنون بعيناه فرق صوته لبكائها :-
_ خلي الهروب مني آخر حل عندك لأني هعرف اجيبك يا قمر
ابعدته عنها لكرهها بهذا القرب الغير لائق بينهم وقالت برجفة عنيفة منتشرة بجسدها :-
_ ماطلبتش منك تدور عليا
ود لو يجذبها من يدها ويعاقبها على هذا البعد ولكنه يعرف انها محقة فقال بحدة وهو يقف امامها :-
_ انا مش مُخير في ده ، من ساعة ما كلمتيني وانا زي المجنون مش متخيل أنك موقفة كل شيء مابينا على ظنك فيا ...
هربت من النظر اليه لجهة أخرى واجابت :-
_ لو سمحت امشي ، وإلا همشي أنا والمرادي مش هتعرف مكاني
ضيق عيناه بغضب وحذر أن يخفض صوته بهذا المكان الخالِ فقال :-
_ لو مشيتي يا قمر المرادي هعرف أنك جبانة وساعتها أنا اللي همشي من حياتك للأبد ....أنتي بتبعدي عني ليه ؟! ها
قالها بنبرة عاتبة وهامسة ....
رفعت عيناها اليه لترى بريق شديد الوضوح بمقلتيه اربكها أكثر ...قالت :-
_ عشان افكر براحتي ...
اعترض بشدة :-
_ عشان بتحبيني ....اعترفي
نظرت له بعصبية من تصميمه على اعترافها فهتفت :-
_ يوم ما تثبتلي أنك ما خونتش وماكنتش عايز تضحك عليا ابقى تعالى اسألني غير كدا مالكش حق تسألني .....
استدارت لتعود لغرفتها وتقدمت خطوات حتى لحقها واغلق الباب بنظرة غاضبة وقال :-
_ لو شايفة في عنيا أي غدر أو كدب يبقى كان ليكي حق تتكلمي .....لكن أنا مش هسيب شغلي وبيتي وحياتي واجري وراكي لمجرد تسلية لأن لو في دماغي تسلية فقدامي الف غيرك واحلى منك
اتسعت عيناها له بشراسة وقد اشعلت كلماته الغضب بها ،فتابع بمكر :-
_ لو كنت جريت وراكي دلوقتي عشان بحبك فأنا ممكن اجري ورا غيرك تسلية وتقضية وقت .....
اغضبها أكثر لتصيح بزفرات الدمع بعيناها :-
_ ومستني ايه ماتروح تجري ورا غيري ...جاي ورايا ليه ؟
ضاق من نفسه لأنه اغضبها لهذا الحد فقال :-
_ عشان بحبك ....بموت فيكي ....ومش شايف غيرك
رمقته بعتاب ودفعت باب غرفتها ودلفت للداخل ثم سحبت الباب لتغلقه فقال مانعا الباب أن يغلق بوجهه :-
_ هفضل جانبك مهما عملتي
ترك الباب لتغلقه هي بإحكام من الداخل وتوجهت الى فراشها ودثرت جسدها بالغطاء جيدا وهي تحاول أن تهرب منه ومن قلبه الذي يعشقه ...

وقف سامح متأملا الباب لفترة وقال قاصدا أن تسمعه :-
_ انا خلاص قررت أنك هتكوني ليا ومعايا ....اوعدك

ابتسمت رغم دموعها وتسلل الاطمئنان لقلبها مع كل ما يفعله ويضيقها ولكنها تحبه لدرجة تخطت العقل ....
_____________________________________سبحان الله وبحمده

فحص عز التقارير بيده بنظرات توضح تركيزه التام فقالت ميرنا بتوتر :-
_ ياريت نأجلها كام يوم كمان عشان خاطري ، أنا خايفة أوي
هز عز رأسه رافضا :-
_ لأ ، انا سمعت كلامك مرة لكن كفاية كدا
اسدلت ميرنا عيناها بحزن فرمقها معتذرا :-
_ معلش يا ميرنا انا عصبي بقالي فترة بس فعلا ماينفعش نأجل اكتر من كدا
ميرنا بضيق :-
_ هقعد اد ايه بعد العملية في المستشفى ؟
اجابها عز :-
ممكن اسبوع على الأكتر ما تقلقيش أنا عارف أنك مش بتحبي المستشفيات ....
كرهت هذه الفكرة الذي اعتاد عليها فقالت له :-
_ شوية أوي ...انا ارتحت هنا ونفسيتي ارتاحت أوي وبالذات وانا بساعد دكتور محمود في حالة نادر ، ده خرجني كتير من حالتي النفسية
اقترب عز قائلا بمكر :-
_ خلاص خليكي هنا زي ما انتي عايزة حتى لو شهر أو شهرين
نظرت له ميرنا بابتسامة واسعة ليتابع هو وقد لاحظ سعادتها :-
_ المهم انك تعملي العملية
هزت رأسها بموافقة حتى ظهر ياسين بملامح حزينة ليقترب الى شقيقته ضامما ايها الى صدره بحنان .....
رمقه عز بغيظ :-
_ سألت عليك في المركز وسيبتلك خبر تكلمني لما توصل لكن حضرتك مطنش !!
شاكس ياسين شقيقته ميرنا بيده على شعرها وتبدلت ملامحه للين بعض الشيء لا تشعر ميرنا بحزنه لتقل ميرنا متذمرة وضمة شقيقها بقوة :-
_ حد يزعل من ياسو القمر ده
ابتسم ياسين رغما عنه ليقل عز وقد تخللت عيناه بعض الالام :-
_ ربنا يخليكم لبعض ، كان نفسي اختي دعاء تحبني اوي كدا بس حظي بقى ....يمكن انا ما اتحبش !!
قبل ياسين رأس شقيقته ميرنا ثم اجاب :-
_ اكيد بتحبك يا عز ما تقولش كدا ومعلش والله طول النهار شغل ماعرفتش اكلمك لما د.سارة قالتلي ، بس عموما انا هنا اهو
تنهد عز بعمق وهو يضع التقارير جانبا :-
_ مستنيك في مكتبي يا ياسين

رحل عز تاركا ياسين مع شقيقته ....قالت ميرنا :-
_ هعمل العملية قريب ، عز هيقولك الميعاد لما يحدده
مرر يده على شعرها بحنان ولاحظ انها تقل ذلك دون خوف فقال :-
_ مش عايزك تخافي يا حبيبتي ،حاجة بسيطة جدا وهتقومي بالسلامة
نفت ميرنا بابتسامة :-
_ مش خايفة ، بس هطلب منك طلب
اجاب سريعا :-
_ انتي تؤمري وانا هنفذ من غير تفكير
ابتسمت له بمكر وقالت :-
_ انا قلت لعز اني هعقد بعد العملية هنا لفترة عشان نفسيتي ترتاح ، بجد انا نفسيتي ارتاحت لما جيت هنا وبقيت بساعد المرضى مع د.محمود
تطلع اليها ياسين لفترة ثم تنهد قائلا :-
_ البيت وحش او من غيرك ، يعني انا بقدر استحمل غياب يزيد عني فترة الاجازة بس أنتي مابعرفش استحمل غيابك ....
ادمعت عيناها وشعرت بالذنب لتقل بندم :-
_ خلاص مش هقعد هنا وهرجع معاك مش ه
قاطعها بضمة وقد لاحظ حزنها وقال :-
_ لأ خليكي هنا فترة زي ما تحبي ، المهم عندي نفسيتك وراحتك طالما مرتاحة
ابتسمت بسعادة ليقل ياسين بمرح :-
_ البيتزا في الطريق
اتسعت عيناه بحماس لتتسع ابتسامته رغما قائلا :-
_ بصة القطط ظهرت اهيه
تذكرت ميرنا محمود وحديثه المماثل وابتسمت بخجل .....
________________________________________الله اكبر

فتح باب مكتب عز ليدلف ياسين اليه وأشار عز اليه ليجلس أمام مكتبه ....بدأ ياسين الحديث مستفسرا :-
_ حالة ميرنا عاملة ايه ؟
طمأنه عز :-
_ ما تقلقش حالتها كويسة جدا وفي تحسن ملحوظ والعملية هتكون بعد بكرا بأذن الله ...الساعة ٨الصبح
تنهد ياسين بقلق رغم ما قاله عز فتابع عز :-
_ صدقني ما تقلقش هتبقي تمام باذن الله
رمقه ياسين بحيرة :-
_باذن الله بس مالك كدا ؟ شكلك مضايق !!
عاد عز بظهره للمقعد بتنهيدة طويلة ثم قال :-
_ أنا مش مرتاح يا يس ،مش مبسوط وزهقان طول الوقت ، بعدت ساندي عني لفترة قلت يمكن هي السبب بس مافيش حاجة اتغيرت لسه زي ما انا ، المشكلة اني افضل كدا ساعتها مش عارف هكمل معاها أزاي
شعر ياسين بالتعجب في ذلك :-
_ ليه ده كله ؟ هي عملت حاجة ضايقتك ؟
نفى عز الامر :-
_ لأ ...كنا عادي ومافيش حاجة ، بس من ساعة ما عرفت موت البنت اللي كلمتك عنها وانا مخنوق
ياسين بدهشة :-
_ اوعى تقولي انك اكتشفت انك كنت بتحبها !!!
نهض عز واضعا يده بجيب بنطاله ووقف أمام مدفأة بالمكتب ناظرا بشرود :-
_ مش حب ، بس افتقدت حبها ولهفتها وكلامها معايا ....ماحستش أن حد بيحبني بالطريقة دي قبل كدا ، ولا حتى ساندي ....ساندي تحس كدا أن لهفتها باردة ....مابحسش في صوتها بشوق أو حب ، بقلم رحاب إبراهيم ....غير البنت دي خالص ....تعرف يا ياسين أنا لما كنت باجي المستشفى واروح اطمن عليها كانت بتبتسم أول ما تشوفني كأنها مستنياني ....لهفة عينيها وابتسامتها كانت بتعترف بلهفتها ......
شرد ياسين بحوريته وكأن عز يصف تلك الحورية التي سرقت من عيناه النوم ....ليقل ياسين شاردا :-
_ لما بتبتسم بتحس انك مطمن وخايف في نفس الوقت
استدار عز بدهشة وقال متسائلا :-
_ عرفت منين ؟ بالضبط ...ده اللي كنت بحسه بالضبط
خرج ياسين من شروده وقال بثبات :-
_ أنت اعجبت بحاجة كنت بدور عليها وهو احساسها ، لكن هي نفسها ما عجبتكش يا عز ....ودي مشكلة مش سهلة لأن مش كل الناس بتعرف تحب الروح قبل الشكل
جلس عز امامه على مقعد وقال بضيق :-
_ بصراحة شكلها ما عجبنيش ، لكن احساسها بيخطف
ياسين :-
_ بس أنت مش بتكتفي بالاحساس ، أنت رقم واحد عندك الشكل
عز متأففا :-
_ اكيد مش هحب واحدة مش عجباني !! ، الشكل مطلوب بردو ما تنكرش
نهض ياسين قائلا :-
_ مش هنكر طبعا ....بس أنت ناسي أني دكتور تجميل وبشوف الجمال رغم تشوه الملامح ....بشوف اللي ورا الجمال ، الروح اللي بتتحكم في الملامح ......
نهض عز بدوره قائلا :-
_ انت هتمشي بالسرعة دي !!
ربت ياسين على كتفيه قائلا بأسف :-
_ معلش ياعز ، هنتقابل تاني بس بجد دلوقتي انا فاصل وعايز انام ...تصبح على خير
خرج ياسين من المكتب ليعود عز جالسا بنظرات شاردة .......
_________________________________________صلِ على النبي
في صباح اليوم التالي .......

استيقظت اخيرا بعد فترة كبيرة قضتها في التفكير طيلة الليل وانتبهت لقرع على الباب ...نهضت من فراشها واخذت الحجاب على رأسها سريعا لتجد سامح يرتدي ملابس رياضية انيقة وبيده حقيبة ورقية تابعة لأحد المطاعم .....قال مبتسما بمكر :-
_ صباح الخير يا قمر
كافحت حتى لا تبتسم من طريقته واجابت :-
_ صباح النور ....في حاجة ؟
اشار لما بيده قائلا :-
_ الفطار ياروحي ...جبتلك الفطار
ضيق عيناها عليه بغيظ حتى اغلقت الباب بوجهه لتتسع ابتسامتها رغما فقال :-
_ افتحي وخدي افطري عشان ما اعملكيش مشكلة هنا واعلي صوتي
فتحت الباب قائلة بعصبية :-
_ لو عايز تقعد هنا يبقى تسيبني في حالي وخليك في روحك
اجاب مبتسما بذات المكر بعيناه :-
_ طب ما أنا مخليني في روحي اهو ....بلاش اجيب لروحي فطار !! ، يرضيكي اسيب روحي جعانة ؟!
اغلقت الباب بوجهه مرة أخرى وكتمت ضحكتها حتى لا ينتبه لها فأطرق على الباب قائلا :-
_ هحاسبك على كل ده على فكرة ...بس مش دلوقتي ههههههه ، يلا بقى خدي الفطار وافطري عشان اعرف انام ، طول الليل سهران والله
قالت وهي تخفي ضحكتها :-
_ سهران ليه ؟ المعجابين ماليين السطح !!! ولا كنت بتعزف للبط ؟
ضحك عاليًا وقال :-
_ للأسف ضحكت ههههههههه ، لا يام لسان طويل ...سهران بفكر في اللي تاعبني ومشحططني وراه ....بس اقول ايه ...بعشقه
ابتسمت بخجل ليقرع مرة أخرى قائلا بتهديد :-
_ يلا بقى خدي الفطار والا هفضل واقف كدا
فتحت باب الغرفة واخذت منه الوجبة قائلة :-
_ آخر مرة هقبل منك حاجة ...ما تجبش حاجة تاني
رمقها بخبث :-
_ اجيبلك زبادي هههههههه
زمت شفتيها حتى اغلقت الباب وابتعدت وهي تنفجر ضحكا قائلة :-
_ ده اتجنن خالص
_________________________________________سبحان الله وبحمده

نهضت من فراشها الدافيء وتوجهت لللباب الذي يبطو انه باب الحمتم الخاص بالغرفة ...فتحته لتجده مجهز بجميع الاحتياجات اللازمة وشملت نظرة عليه واعجبها ذوقه حتى في اختيار ادق التفاصيل وتوردت وجنتيها عندما لمحت المنشفة الخاص به ......اخذت حماما سريعا ثم خرجت وبدلت ملابسها بأخرى وخرجت من الشقة لتبدأ يوم عمل جديد .......

جلست حورية على مكتبها بداخل المركز مع نظرات بعض العاملين فشعرت وكأنها عارية التفكير بنظراتها الملتهفة لمجيئه .. .. مرت ساعة تقريبًا كانت جهزت جدول مواعيد اليوم .....دلف بهالة من السيطرة والقوة والجاذبية ليرمقها بنظرة تخفي شوقه وتحكمه على مشاعره وشعرت أن يتجاهلها وهذا احزنها كثيرًا فقبل أن يدلف لمكتبه الذي يقطن بابه بقربها ...:-
_ صباح الخير يا آنسة
التفتت له بدهشة من وضعها بهذه الرسمية فهربت بعيناها التي شقت الدموع واجابت بصوت مبحوح من الخنقة:-
_ صباح الخير يا دكتور
شعر بضيقها ولكنه دلف لمكتبه قبل أن يتراجع في موقفه .....تعرف أن لا ضرورة بإخباره بالمواعيد مباشرة بمجرد وصوله لكنها لم تستطع فأخذت الحافظة الورقية وقرعت الباب .....ترتجف بداخلها ولكنها ترفض هذه الطريقة منه ....سمح لها حتى دلفت فرأته قد ارتدى معطفه الكبي ذات اللون الابيض وبدأ يجلس امام مكتبه ......
للتو شعرت أنها عاجزة عن الحركة وهي ترى عيناه وهي تراقبها ....ابتلعت ريقها وشجعت نفسها بصوت داخلي يزيد من مقاومتها بقلم رحاب إبراهيم ...وقفت اخيرا أمام مكتوبه بأنامل مرتجفة وقالت :-
_ مواعيدك
رمقها سريعا برسمية واخذ الحافظة منها قائلا دون أن ينظر لها :-
_ سيبي الاجندة وهشوفها ،تقدري ترجعي لشغلك
نظرت للحافظة بيدها وامتلأت عيناها بالدموع وكأن ذلك الجرح يفتح من جديد ....وضعت الخافظة وركضت للخارج قبل أن تسقطت دموعها امامه .......

تنهد ياسين بحدة وهو يضع رأسه بين يديه بألم فكيف استطاع أن يقسو عليها لهذا الحد وهو الذي يتمنى قربها بعدد انفاسه !! دموعها تؤلمه ولكنه لن يفرض عليها مشاعره ابدا .....
*****************
جلست امام مكتبه وبكت في صمت وجسدها بكامله يرتجف حتى مسحت دموعها قبل ان يلمحها احدا .......بقلم رحاب إبراهيم

مر ساعات حتى بدأ انتهاء دوام العمل لليوم .....
لم تراه منذ الصباح فقد تابعت العمل معه عن بُعد ....اشتاقت لرؤيته كثيرا فطلبت من العامل بالبوفيه كوبا من عصير الفاكهة الخاص به ليأت به العامل بعد قليل ......اخذت شهيقًا عميقا قبل أن تدلف مرة أخرى واستجمعت شجاعتها ..... دقت على الباب عدة دقات لتفح الباب وهي تحمل كوب العصير الطازج ....ابتسمت بنظرات مشتاقة له حتى بادرها بنفس الجفاء .....رمق الكوب الذي وضعته على المكتب قائلا :-
_ مش عايز عصير دلوقتي ...لسه شارب قهوة

شعرت بالحرج واحمر وجهها بشدة ...وقالت :-
_ أنت ماخدتش راحة خالص النهاردة ....قلقت عليك
رفع حاجبيه بنظرة عاتبة :-
_ بجد !! قلقتي عليا بجد !!
شعرت أنه يسخر منها فألتمعت عيناها بحزن واجابت :-
_ ايوة بجد ....انا مش كدابة
نهض ياسين من مقعده وخلع المعطف الطبي قائلا :-
_ انا همشي
نظرت له نظرة طويلة بلوم وقالت وقد بدأت تبكي من قسوته :-
_تعرف أني قريت في رواية أن حتى لو قسينا على اللي بنحبهم ...بيبقى نفسنا يمسكوا ايدينا اكتر ، يقربوا اكتر ، يحبوا اكتر ...القسوة ما بتجيش غير من مجروح ...احنا مش بنقسى بمزاجنا ...واللي اكتشفته ان مافيش حد قوي ...كلنا ضعف
وقف ياسين امامها بنظرة متألمة :-
_ والحب مش بالعافية يا حورية ...مافيهوش اجبار
هتفت ببكاء :- بس فيه تصميم ...لو حاسس أن الايد ممدودالك ما تسبيهاش وتمشي ...يمكن لو سيبتها تغرق ....ما تسبيهاش في توهة الدوامة ...بحجة أنها ما شورتش ...دي بتموت ومحدش حاسس ...... سهل اانا نقسى ونبعد ، بس صعب أننا ننقذ حد من الموت .....حتى لو المفروض انه ملاك الرحمة ....زيك يا دكتور ياسين كدا
ركضت للخارج ولكنه اسرع واغلق الباب قبل أن تبعد وهي تبكي بهذا الشكل ....قال بهمس عاشق :-
_ عايزاني اصبر عليكي يا حورية؟
انتفضت من دموعها ونظرت له بمحبة :-
_ شايف ايه ؟
ابتسم بعشق :-
_ شايف اجمل عيون شوفتها في حياتي ، عيون وحشاني طول اليوم
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة