-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الرابع والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم -الفصل الرابع والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الرابع والثلاثون

ارتمت بجانبها فتاة لم تكن اقل منها قهراً ....ليأت الشقيقتان إلى جنة الأرض التي فارقتهم واصبحت تحت الثرى .... كانت قمر تنتفض من البكاء وهي ترمي رأسها على جسد المدفن حتى شعرت بفتاة تشهق بكاءٍ بقربها ....
نظرت حورية للقبر بحزن قتل سعادتها وانهش بقاع الأمل بقلبها ....لم ترى من الدموع شيء سوى الكتلة المرتفعة من الأرض يسكن بداخلها اغلى مخلوقة على قلبها رغم أنها لم تراها من قبل ....

رفعت قمر رأسها لتجد فتاة تنتفض من البكاء وعيناها معتصرة كأنها ترفض رؤية شيء ....ذات الالم بشهقاتها والحزن الذي يرجف الجسد بها وكأنها ترى نفسها عبر المرآة .....شعرت بشيء مجهول يجذبها لتلك الفتاة وكأنها رأتها من قبل ! ....نظرت للمدفن التابع للفقراء الذي تبرع به احد الأثرياء لدفن موتاهم ....ظنت أن يشاركها بهذا المدفن إمرأة أخرى وربما أخريات تم دفنهم بهذا المكان .....وضعت قمر يدها لا إراديا على كتف حورية وقالت بحنان وهي تبكي :-
_ ما تعيطيش
فتحت حورية عيناها المنتفخة من البكاء والتفتت لليد على كتفيها ثم نظرت لقمر بدهشة ...تذكرت تلك الفتاة التي انقذتها من فيلا الألفي بيوم لن تنساه طيلة عمرها....تذكرت ذلك اليوم الذي رأتها به أول مرة بصدفة الطريق والقت عليها منديلا من القماش تحتفظ به حتى الآن ....ازداد بكائها وهي ترتمي بين ذراعي قمر وتنتفض من البكاء ....تسمرت قمر للحظات ثم ربتت عليها وهي تشاركها البكاء ....قالت حورية ولم تصدق الصدفة التي جمعتهم مجددا :-
_ رحمة من ربنا أني شوفتك هنا ....
ابتعدت حورية قليلا وقالت :-
_ أنا البنت اللي أنتي كسرتي الازاز وطلعتيها من فيلا الألفي ....
تفاجئت قمر رغم أن قلبها يبدو أن تعرف على حورية قبلا ...نمت ابتسامة خفيفة على ثغرها ...واجابت بصدق:-
_ كنتي دايمًا في بالي وكان نفسي أشوفك تاني ....أنتي ليكي حد هنا ؟
امتلأ الدمع بعين حورية مجددا واجابت وهي تنظر للقبر :-
_ اغلى حد ....أمي
شعرت قمر بشيء يتغلغل بداخلها فنظرت لحورية متمنية أن تأت الاجابة بنعم ....تساءلت بلهفة وكأنها تنتظر نبأ يعيد لها الحياة :-
_ اسمها إيه ؟ وانتي اسمك ايه ؟
ابتلعت حورية ريقها وقالت ولم تظن ما اوقعها به القدر :-
_ امي اسمها صباح ...وأنا حور_____
لم تكمل حورية حتى ضمتها قمر ببكاء وصراخ ...هاتفة ببكاء :-
_ حووووورية ....ااااختي
تطلعت حورية الى قمر بصدمة وكأنها اصبحت جسد بلا حياة لترتجف انامل قمر وهي تحاوط وجه حورية بين يديها وقالت ببكاء :-
_أنا قمر يا حورية ، اختي الصغيرة اللي بقالي سنين بدور عليها ....مش مصدقة أني الاقيكي هنا بالذات ....في الوقت اللي حسيت فيه أن كل حاجة ضاعت مني
كانت قمر تنظر اليها وكأنها تريد أن تحفظ معالم وجهها وقابلتها حورية بالدموع الصامته المصدومة ....هتفت قمر لتوقظها من صدمتها :-
_ ايوة يا حورية أنتي اختي ...واحدة اسمها امينة خدتك ومحدش عرف عنك حاجة بعدها ، اللي قالوا ماتوا واللي قالوا عايشة ....ابويا بيموت ومستني يشوفك
بالكاد نطقت حورية قائلة :-
_ ابوكي !! ....ده كان عايز يموتني !! واللي اعرفه انك ميته ؟!
تطلعت اليها قمر باكية وهي تهز رأسها بنفي :-
_ وصلك اللي وصلي ...انا بردو فضلت ادور كتير وقالوا انك موتي وابويا دور عليكي كتير ، هيموتك أزاي وهو بيتمنى يشوفك بس لحظة قبل ما يموت ....تعالي معايا وأنتي تتأكدي
قوة الصدمات لم تجعلها تزن الأمور وتستطع التفكير حتى هزتها قمر بحدة وهي تتوسلها باكية :-
_ عمي حامد اكيد هو اللي عمل كدا عشان يفرق ما بينا ....كل همه الأرض والورث !! ، لكن ابويا هو اللي ساعدني اهرب عشان ادور عليكي رغم أن كل حاجة كانت بتقول أنك موتي .....ابوكي عايش على امل انه يلاقيكي ...
كانت تعلم بوجود عم لها يدعى "حامد " لا احد يعلم هذا الأمر سوى أمينة ....سقطت دموع حورية بطعنة وهي تتمتم:-
_ يموت
قالت قمر بألم :-
_ ابوكي تعبان أوي ....لو تعرفي دور عليكي اد ايه وكان ساعات بيبكي عشانك وعلى أمي .....هو ما خانهاش بس كان مجبور يتجوز غيرها ، حتى لما خدني كان بقصد انها ترجعله بس هي مافهمتهوش
ضيقت عيناها بصدمة مؤلمة حتى اجهشت بالبكاء لتقل بتوسل :-
_ عايزة اشوفه ...عايزة اترمي في حضنه اللي اتحرمت منه طول عمري

ضمتها قمر بقوة وهي تبتسم بين دموعها قائلة :-
_ يوم ما قلبت الدنيا عليكي ما لقتكيش ...واليوم اللي جيت فيه هنا وانا مكسورة ربنا بعتك ليا ....ربنا رحمته واسعة أوي انا كنت حاسة قلبي هيقف من الحزن لولاكي
اجهشت حورية مرة أخرى باكية وقالت :-
_ جيت لنفس السبب يا قمر ....بعد ما الابواب كلها اتقفلت في وشي وكل حاجة ضاعت ...جيت هنا لأمي ...جيت اشتكيلها وجعي
اطرفت قمر بقلق وخوف قائلة :-
_ احكيلي حصل ايه ؟ احكيلي كل حاجة يا حبيبتي
رفعت حورية عيناها بدموع معذبة وبدأت تخبرها عن كل شيء ......
________________________________________صلِ على النبي

بمنزل نعمة ....
دلفت الام الى غرفة ابنتها نعمة بنظرات قلقة :-
_ مالك يابنتي ؟ من ساعة ما رجعتي مع خطيبك من يومين وانتي في دي الحالة !! هو ايه الحكاية ؟!
اعتدلت نعمة بفراشها وقالت وحاولت أن تبدو طبيعية دون قلق :-
_ ما تقلقيش .... أنا بس قلقانة شوية عشان هشام مصمم اقعد من الشغل وانا ما رضيتش
جلس الأم بجانبها بحيرة وقالت :-
_ هو ما يتلامش يابنتي وخايف عليكي ...بس شغلك اللي فاتح بيتنا جنب المعاش ...قولتيله إيه ؟
ربتت نعمة على امها وهي تعلم أن هذا ليس السبب الحقيقي واجابت :-
_ فهمته أن ماينفعش دلوقتي اقعد من الشغل ...هو ما رفضش بس حسيت انه زعلان ...بكرا ينسى الموضوع ده
تنهدة الأم وقالت :-
_ كله هيدبر يا بنتي ...سبيها على الله
نهضت الأم من جانبها وخرجت من الغرفة لتترك نعمة في حيرتها من جديد ...قالت بقلق :-
_ يا ترى هشام ممكن يقول للضابط اللي اسمه فهد ده على اللي قولتهوله ولا لأ ؟ ....لأ انا اكدت عليه ما يقولش لحد ....اكيد هشام مش هيعمل كدا .....
______________________________________استغفر الله العظيم

استعد ياسين وهو يمشط شعره أمام المرآة ثم ارتدى معطفه الأسود على قميص باللون الأزرق وبنطال اسود .....تعطر من زجاجة العطر المفضل لديه ثم ابتسم وهو يلقي نظرة آخيرة على مظهره .....خرج من غرفته متوجها لخارج الفيلا ليدخل سيارته بخارج الفيلا ثم يتحرك بالطريق ....كاد عز أن يقف بسيارته حتى رمق سيارة ياسين ترحل ف زفر بحدة وذهب خلفه قائلا بتأفف :-
_ مالحقتوش
__________________________________________سبحان الله وبحمده

وقف ياسين بسيارته أمام المطعم الراقي الذي يقرب من مكان مركزه الطبي ....ليترجل من السيارة متوجها لداخل المطعم بعينان تتلهفان لرؤيتها بجنون .....

مرت دقائق ووقفت سيارة عز أمام المطعم ...تردد قبل أن يدلف بداخل المطعم ولكنه يريد أن يتحدث مع ياسين بأي طريقة ...
دلف للداخل ليرى ياسين جالسا وعلى وجهه ابتسامة شاردة وكأنه ينتظر حبيبته كفتى مراهق ....اقترب الى طاولته قائلا وهو يجلس امامه :-
_ دوختني وراك بقلم رحاب إبراهيم
تطلع اليه ياسين بدهشة ولكنه رحب به بابتسامة :-
_ طب سلم الأول !
ابتسم عز قائلا :-
_ اهلا وازيك وعامل إيه ....مالك هو أحنا لسه عارفين بعض امبارح ؟!
قابله ياسين بابتسامة بسيطة وضاق من وجوده بهذا الوقت تحديدا مع ظهور حورية بأي وقت ...اجاب :-
_ عندك حق
قال عز بمكر:-
_ عندي خبر ليك ....
ضيق ياسين عيناه بحيرة وتسائل :-
_ خبر ايه ؟
أتى النادل بهذا الوقت ليضع مشروبا من عصير الخوخ الطازج وامره عز بأحضار كوبا آخر ....اتبع مجيبا :-
_ طليقتك ....شوفتها امبارح في النادي واتكلمنا واشتكتلي منك
زفر ياسين بحدة قائلا :-
_ أنت عارف أني قفلت الموضوع ده من زمان يا عز ، مش بعد اللي حصل لسه هي اللي بتشتكي !
عز بلطف :-
_ هي بتعترف أنها غلطانة وندمت على كل اللي فات ...بس زعلانة أنك مش عايز تديها فرصة تانية ....بصراحة حسيت أنها صادقة ووعدتها أني اتكلم معاك النهاردة ....لأن كمان النهاردة اجازتك وهنتكلم براحتنا ، رحتلك الفيلا لقيتك ماشي بالعربية فجيت وراك .....وكويس اننا اتقابلنا هنا هنتكلم براحتنا وبهدوء .....
احتدت نظرة ياسين بعصبية :-
_ صفحة من حياتي وانتهت يا عز ...دلوقتي أنا هبتدي صفحة جديدة مع انسانة تانية ...انسانة حبيتها بجد وعايز اكمل حياتي معاها ....ماعنديش شك في احساسي ناحيتها زي ما حصل مع ناريمان .... مش هغلط الغلطة دي تاني
اندهش عز قائلا :-
_ أنت هتتجوز ؟!!
ياسين :-
_ اه ...بنت قابلتها صدفة ودخلت حياتي فجأة ....بس من أول مرة شوفتها عرفت أن دي اللي ما فارقتش احلامي لسنين طويلة ....فاكر قبل ما اتجوز ناريمان لما حكيتلك على حلم حلمته واتمنيت لو حقيقية واقابل البنت دي .....الحلم حصل بالتفصيل ....مش مستعد اتخلى عن المرة الوحيدة اللي حبيت فيها .....
عز باستغراب :-
_ فاكر ...بس اكيد مش هتبني واقع على حلم يا ياسين وتسيب ام ابنك وتكون السبب أن الولد يطلع مشتت ما بينكم ....
اجاب ياسين بغضب :-
_ ده مش كلامك يا عز ده كلام ناريمان ....أنا عارفها كويس أوي ...ابني هيتشتت اكتر يوم ما يبقى بين اب وام مش عارفين يتكلموا ربع ساعة مع بعض من غير خلاف ،مافيش بينهم اي تشابه أو تفاهم !! ....أنا عمري ما قصرت ولا هقصر في حق ابني وحتى اختياري للبنت اللي اخترتها اختيار موفق جدا ومتأكد انها هتتعامل معاه كويس جدًا وعمرها ما هتقسى عليه....أما ناريمان أظن لما اتجوزت بعد الطلاق وشهور العدة أنا ما منعتهاش ولا حاولت حتى ....اتمنيتلها الخير وانها تكون سعيدة في حياتها ....فهمتها مليون مرة أن اللي بتفكر فيه مستحيل يحصل او نرجع لبعض لأني ما بحبهااااش .....لو أنت بين واحدة ما بتحبهاش وواحدة بتحبها هتختار مين ؟

عز بصدق :-
_ اللي بحبها طبعا .....بس كمان لازم احسب جميع الاتجاهات عشان ما اظلمش حد
ياسين بتعجب :-
_ اظلم !! ، أنا عمري ما ظلمتها وعلى يدك يوم ما سابت البيت وروحت بعدها اشوف ابني والدها عاملني أزاي وقالي ايه ؟ سكت ومسكت اعصابي وحتى الطلاق تم في هدوء وبرضاها واديتلها حقها كله ...أنا ما ظلمتهاش بس لو رجعتلها هبقى بظلم نفسي وبظلم انسانة حبتني ....احنا مش هنعيش مرتين يا عز وانا لقيت سعادتي وفرحتي ومش هتخلى عنها مهما حصل .....
ابتسم عز قائلا :-
_ للدرجادي بتحبها ؟! أول مرة اشوفك كدا ؟!
ثبت ياسين نظرته على باب الدخول للمطعم حتى يلمحها حينما تدلف واجاب شاردا :-
_ حب دي كلمة قليلة لأحساسي معاها ، حاجة شبه روح النبض في قلوبنا ....لو بعدت اموت ، هو حد بيعيش من غير قلبه ؟!
رد عز بسخرية :-
_ كتير اتكلموا عن الحب ...نفسي أعرف ايه هو ده اللي بيخلي الواحد بالشكل ده ومصمم يضحي بأي شيء عشان حد تاني
ياسين بنظرة تتقاتل لهفة وشوق اليها :-
_ بعدت عني يوم واحد ...يوم واحد بس وحاسس بالغربة
رمقه عز بتعجب :-
_ غريبة .....
انتبه عز لصوت بالقرب منه فألتفت ليتفاجئ بجلوس والد ساندي يجلس على طاولة ومعه عدة رجال يبدو من مظهرهم انهم رجال اعمال ويتناقشون بأمر اعمالهم ...أشار الرجل الى عز ليقل عز بغيظ :-
_ وقعت في الفخ ...حمايا هنا وبيشاورلي كمان ...يعني فيها قعاد وهم وهق
شعر ياسين بالارتياح في ذلك ولكنه لم يظهر لعز هذا الأمر وجلس منتظرا حورية التي بدأ الوقت يمر دون أي ظهور لها .....
____________ _____________________لا حول ولا قوة إلا بالله

خرج تميم من شقة سامح ليقف سامح على السلم ناظرا للاعلى ثم صعد الدرجات صعودا ليطمئن عليها.....

ابتسم بمكر وهو ينتظر مشاكسة معها حتى قرع على بابها عدة طرقات ولكنه لم يتلقى ردا ، قطب جبينه بقلق ثم هبط مرة أخرى ليجد الصغير يركض على السلم مثلما كان يفعل منذ عدة ساعات فقال له بتسائل :-
_ ما شوفتش قمر يا اسامة ؟
نظر اليه الصغير بعجالة :-
_ كانت واقفة هنا وبتعيط ....
اتسعت عين سامح بجحوظ قائلا وهو يقترب من الصغير :-
_ بتعيط !!
اكد الصغير وقال :-
_ كانت واقفة قدام الباب ده بالضبط وبتعيط أوي ...بعدها نزلت وما شوفتهاش تاني
تجمدت ملامح سامح وقد راجع مقابلة تميم ففهم انها استمعت لبعض ما قاله ...ممر يده على شعره بعصبية قائلا بهتاف :-
_ غبية ...راحت فين بس
ركض على درجات السلم بملامح تضج قلق عليها .....حتى جلس داخل سيارته وهو لا يعرف أين الوجهة ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي
______________________________________الله أكبر

تسمرت قمر لدقائق وهي تستمع لما قالته حورية لتنهض وتجذبها اليبها ببكاء ...قالت :-
_ كنتي لوحدك في ده كله ! دول مش بني آدمين دول كلاب ، ربنا ينتقم منهم .....

طمأنتها حورية أو حاولت ذلك :-
_ أنا اطمنت أني سليمة وما اتسرقش مني حاجة .....ما تخافيش يا قمر أنا بخير
قمر بألم :-
_ لأ ...عينيكي ما بتقولش أنك بخير ابدًا ....أنتي بتحبي ياسين رغم كل اللي عرفتيه عنه ،كلامك بيقول كدا
ابتلعت حورية ريقها بضعف ...ثم قالت :-
_ جيت اكره لقتني بحبه اكتر ...كل ما افكر أني مش هشوفه تاني احس اني مدبوحة ، مش عارفة كان قصده ايه يوم ما فكر يساعدني !! ، حاجة بتأكد انه كداب وحاجة تانية بتخليني اشك انه مظلوم ...
بكت قمر قائلة :-
_ اقولك ايه بس يا حورية ، اختك مش اقل منك عذاب ...مجيتي النهاردة كانت لنفس الألم ده ....
قالت حورية بدموع وخوف :-
_ ليه ايه اللي حصلك انتي كمان ؟
ابتلعت قمر غصة مريرة بحلقها وبدأت تخبرها وهي تذرف الدموع .....
استمعت لها حورية بدموع على حالهم الذي اوصلهم الحب اليه لتقل. :-
_ الحب ده اكبر خدعة بنصدقها ....ياريتني ما عرفته ولا اتعذبت بسببه
اجابت قمر بألم :-
_ بعدت يا حورية عشان كنت خايفة اتصدم فيه لو طلع كداب ، كنت خايفة اصدقه ويطلع بيضحك عليا ، وده اللي حصل فعلا طلع بيضحك عليا بعد ما صدقته تاني .....بكره نفسي اوي
حورية بقوة وهي تبكي :-
_ ما تكرهيش نفسك ، هما اللي يستحقوا كرهنا
قمر :-
_ ماليش مكان اروح فيه دلوقتي ومش عارفة هجيب هدومي ازاي من الاوضة اللي في السطوح وهو هناك وزمانه حس بغيابي
حورية بحيرة :-
_ وانا كمان ماليش مكان اروحله ومش عارفة هاخد حاجتي أزاي من شقته واكيد زمانه بيدور عليا ....مش هيطولني تاني ولا هسيبله فرصة يضحك عليا ....
قمر بحزن :-
_ بس كان لازم تتكلمي معاه ...مش يمكن مظلوم ؟
حورية وهي تنظر لها بعذاب :-
_ أنتي لسه قايلة انك ما كنتيش عايزة تدي لسامح فرصة عشان ما يضحكش عليكي وتتعذبي اكتر ، أنا مش حمل عذاب اكتر من كدا يا قمر ، عايزة ابعد باللي جوايا .....بس مش هسيب عز الدين وابوه
قمر بحيرة :-
__لسه عايزة تنتقمي منهم ؟
حورية بألم :-
_ كنت نسيت ،كنت نسيت وبدأت اقفل صفحتهم بس فجأة الدنيا كلها اتهدت فوق دماغي ، كل اللي أنا فيه بسبب عز وابوه ....وجعي والقهر اللي حساه بعد ما كانت الفرحة على بُعد خطوة مني هما السبب فيه
قمر :-
_ طب وليه مش حاطة ياسين ضمن انتقامك ؟
نظرت حورية للأسفل ببكاء :-
_ ما اقدرش ااذيه ....مش عايزة اكون السبب في اذيته ، هعاقبه اني ابعد عنه ...هخليه يحتار كنت بحبه ولا لأ ...مش هسيبه يفتكر انه ضحك عليا وخلاني احبه .....اللي عايزة اعرفه بس ...عمل كدا ليه ؟! اتراهن عليا مع عز مثلا ولا ايه الاتفاق ما بينهم ؟
قمر بحيرة :-
_ كدا مش هنعرف نرجع البلد يا حورية دلوقتي ....لو رجعنا البلد مش هنعرف نخرج منها وبالذات انتي ....بس لازم ابويا يشوفك ده مستني اليوم ده بفارغ الصبر ....
حورية :-
__محتاجين نفكر يا قمر ونرتب هنرجع أزاي وامتى ، لأني لازم افضل في القاهرة الفترة دي
قمر :-
_ ممكن نروح البلد يوم ونرجع ، بس ده صعب من غير ما عمي يعرف والف ومين هيقوله ....بس اهم حاجة دلوقتي هنروح فين ؟
حورية :-
_ انا معايا مبلغ كنت بعت الحلق بتاعي وعينت المباغ ده ....ما احتاجتهوش الفترة اللي فاتت بس المشكلة ان كل حاجة في شقة ياسين وانا خايفة اروح هناك الاقيه مستنيني ...مش عايزة اشوفه
___________________________________________الحمد لله

مرت عدة ساعات ......
حاول ياسين أن يجري اتصال على حورية عدة مرات حتى نهض وقد نهش قلبه القلق عليها .......ذهب من المطعم دون أن يلتفت لعز ......
دخل ياسين سيارته وقاد بسرعة جنونية الى المركز الطبي حتى وقف بالسيارة بعد دقائق بسيطة .....ترجل من السيارة وركض للداخل صعودا لشقته الخاصة .........

************
بعدما خرجت قمر وحورية من المقابر توجهوا الى المركز الطبي حتى وقفت حورية مختبئة خلف احد الحوائط بالمبنى المقابل حينما لمحت سيارة ياسين...قالت بصوت خافت لقمر :-
_ ياسين جوا ، عربيته واقفة اهيه
رمقت قمر السيارة وقالت :-
_ يارب يطلع عشان ندخل نجيب حجاتك ونمشي
راقلت حورية رؤيته بشوق لم تظهره ولكن قلبها يستسلم للعشق رغما
_______________________________________استغفر الله العظيم

بحث ياسين في الشقة ولكنه لم يجدها فششعر بالجنون وهو يدفع احد الفازات على طاولة زجاجية قائلا :-
_ راااحت فين بس راااحت فين ؟
خرج من الشقة ثم المبنى بكامله ليتفاجئ بطفله الصغير "يزيد " وهو يركض اليه وتقف ناريمان بفستان جذاب من اللون الأحمر الذي تفضله وقالت معاتبة :-
_ روحتلك الفيلا يا ياسين ما لقيتكش ....ممكن تقضي اليوم معانا أنا وابنك بما أن النهاردة عيد ميلادي ؟ ما عملتش حفلات لأني عارفة أنك بتكرها ، بس حبيت انا وانت واببنا بس نحتفل مع بعض باليوم ده ...
نظر اليها مدهوشا حتى اقتربت سريعا وقبلته في خده بقبلة سريعة ليتطلع اليها بصدمة .......بقلم رحاب إبراهيم

رمقت قمر شقيقتها حورية بنظرة متألمة لأجلها فوجدتها تبكي بصمت وهي تنظر لهم وقارنت تلك المرأة بما رأتها صباحا بأحد الصور ،أما الصغير فتعرفت عليه على الفور ....لم يكن سبيل لتكذيب الضابط فهد فيما قاله فلم تكن النرأة تقبله هكذا إلا أن كانت زوجته .....
*************
زم شفتيه بغضب وقال :-
_ مش من الأدب اللي عملتيه ده ، لولا وجود يزيد ووجدنا في الشارع كان هيبقى ليا تصرف تاني
غمزة بدلال قائلة بمكر :-
_ اه عارفة كنت هتتصرف أزاي ....عارفة أوي
ابعد عيناه عنها بعصبية ليقل ليزيد برفق :-
_ خليك مع ماما دلوقتي يا حبيبي وانا رايح مشوار مهم وهرجعلك
ذهب من امامهم وذهب بسيارته من امامهم ......

قالت قمر اخيرا وهي تربت على يد حورية :-
_ خلاص مشي يا حورية ، يلا نطلع نجيب الحاجة ونمشي قبل ما يوصل تاني ....
تحاملت حورية وهي تخطوا على الطريق مع قمر حتى صعدت بالمصعد لشقته واخرجت مفتاح الشقة الذي اعطاها نسخة منه وفتحت باب الشقة سريعا . .........
انتهت بعد دقائق ونظرت للشقة بنظرة مودعة باكية ثم ذهبت حورية مع قمر من الشقة .......بقلم رحاب إبراهيم
________________________________________صلِ على النبي

وقفت قمر قائلة وقد ابتعدوا طويلا عن مكان المركز :-
_ اقعدي تحت التاندا دي يا حورية وانا هشتري حاجة ناكلها ورجعالك ، شكلك مش قادرة تتحركي خطوة واحدة ....
نظرت حورية بتيهة لمقاعد استراحة الطريقة وجلست عليها بتهالك وكأنها اصلحت عجوز فجأة !
توجهت قمر للبائع القريب من مزود دعم الطاقة للسيارات "بنزينة"
وابتاعت بعض الأشياء .......

خرج عز وهو يتنفس الصعداء من المطعم وتوجه لدعم سيارته بعدما شعر أنها تحتاج للدعم وكان لابد أن يفعل ذلك صباحاً .......وقف بسيارته أمام أحد العاملين وجواره شاشة رقمية توضح الكمية ....وضع بيد العامل بغض النقود ليتحرك العامل بحماس ......

انتبهت حورية للمطرة الخفيفة التي عشقتها لأنها تذكرها ببعض الذكريات التي ستظل محفورة بعقلها .....ادمعت عيناها بشوق شغوف له ولكنه الآن لابد أن يتذوق مرارة ما فعله .....تركت حقيبتها ووقفت تتلقى المطر بذراعيها علها تأخذ منه نبعا يريحها من الاشتياق ....كان كل ما تشسعر به يذوب بملامحها الفاتنة وهي مغمضة العينان وعندما فتحت عيناها صدمت بعينان تنظر لها بقوة وعمق
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة