-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

وبمجرد دخول قمر وحورية الى الشقة ذهبت قمر لتأخذ قسطا كافياً من النوم ، وحورية قررت أن تأخذ حماما سريعا ثم ذهبت للمطبخ المبتعد تماماً عن باب الشقة لتعد أي مشروب دافئا ولكنها شردت للبعيد ولم تشعر بالذي دلف للشقة ......

وضع سامح المفاتيح على الطاولة وهو يزفر بعصبية وجلس على أحد الآرائك رافعاً كفيه ووضعهم خلف رأسه بإسناد وقدميه ممددة للأمام ...لوى فمه بضمة عصبية من عيناه من تلك الفتاة التي تفضل الهرب دائمًا دون اللجوء لحل آخر !
آراح يداه جانبه ثم نهض ليأخذ حماماً سريعاً قبل أن يخلد للفراش ولو أنه يدرك أن عيناه لم ترق للغفوة من زحام الفكر ....
توجه لغرفة نومه وفتح الباب الذي لم يصدر صرير مُلفت يستطع أن يزعج تلك النائمة بنوم عميق ، كانت الغرفة ذات حوائط بلون الكريمة الصافية مع خطوط ذهبية في الزوايا حتى مال عليها الضوء الخفيف للمصباح السهاري بشيء من السحر ...زاوية الفراش كانت بجهة معتمة بعض الشيء لذلك لم يلاحظ سامح الأمر وكأن الدثار المخملي على الفراش يظهر على مرتب ولم يظهر ذلك الجسد الذي يختبئ خلفه ....بدأ يخلع سامح قميصه حتى يستعد للاستحمام وتوجه بزواية حمام الغرفة لينتبه لأنفاس غريبة فتوقف !! ....اطرف عيناه بتعجب وسكن واقفا لدقيقة فأختفى صوت النفس هز رأسه بسخرية فأعتقد أنه يتوهم ليتابع طريقة حتى وقف مجدداً أمام باب الحمام تمامًا عندما انتبه لصوت ناعم ك الهرة المختبئة بأحد الزوايا فاستدار يلتفت ناظرا للغرفة عبر الضوء الخفيف ثم رمق بنظرة ثاقبة حركة بفراشه بململه مع ارتفع الصوت قليلاً واظهار نعومة انثوية به ، زم شفتيه بعصبية قائلاً :-بقلم رحاب إبراهيم
_ اكيد دي داليا !! ، بنت وقحة ! ، هي حصلت تبات في اوضتي كمان !
ارتدى قميصه مرة أخرى وذهب للفراش ثم اضاء مصباح جانبي ليتأكد أنها الفتاة ولكنه تعجب بعض الشيء فتلك النائمة وتدفن رأسها اسفل الغطاء ذات شعر اسود جذاب للغاية وتلك الداليا صاحبة شعر بني مائل للحمرة بأطرافه !! ربما احدثت تغييراً به لذلك ظل ذلك الغضب بملامحه وهو يزيح الغطاء من عليها قليلا وكاد أن يهتف حتى يوقظها وتنال من غضبه وكرهه لها ....ليتوقف فاغرا فمه بذهول !!

ارتفع حاجبيه بصدمة وهو يرى قمر برداء يظهر كتفيها كاملةٍ وشعرها مسافراً على وجهها وكتفيها بتمرد ..تجمد مكانه من رؤيتها هنا ..بشقته !!! كيف اتت الى هنا ؟ ومن سمح لها بذلك ؟ ومن اخبرها عنوان المبنى ؟ اسئلة كثيرة ضجت بعقله ولكنها لم تحجب مظهرها المغري والمثير من أمام عيناه ...لم يدرك أنها تحمل هذا الكم من الجمال الشرقي بخفاء !! بشرة برونزية لامعة مع شعر طويل اسود يبدو أنه يصل لأبعد من منتصف ظهرها ....وملامح اشتد جمالها في سكون الغفوة ...يا الهي ، ابتلع ريقه بصعوبة وشاح نظره عنها وهو يستغفر ربه من منحنى تفكيره الذي وسوس به الشيطان....هتف وهو يبتعد عن الفراش :-
_ قمررر
تدخل صوته بعقلها وظنت أنها تحلم فرفعت يدها تخبئ ذلك الضوء عن عيناها بكسل وهى تهمهم بصوت خفيض جعله ينظر لها مرة أخرى بإرتباك ...لم يعرف لما تملكه الغضب من نفسه فهتف مرة أخرى :-
_ اااصحي أنا سامح
تجمد جسدها وعقلها فجأة اللهم إلا عيناها التي اتسعت على وسعهما وكأنها لفظت انفاسها منذ لحظات ، شعرت بواقعية الموقف أخيرا فالتفتت له بذهول ليتسع بؤبؤ عيناها أكثر وبالأخص عندما رأته بهذا القميص المفتوح ازراره جميعها !!
بشكل لا إرادي سحبت الغطاء عليها كاملة وقالت بصريخ وهي اسفل الدثار :-
_ يا حووووورية
قال متظاهر ببعض الحدة والخشونة :-
ايه جابك هنا يا قمر في شقتي ؟!!
توقفت قمر وجحظت عيناها بظلام اختبائها ورددت بذهول :-
شقته !!! ، هو ده صاحب د.محمود ؟!!! معقوووول!!!
تملّكها الغضب لتهتف بقوة :-
_ اااااطلع برااااااااااا
هتف بغيظ :-
_ يابجاحتك !! بتطرديني من بيتي واوضتي ؟!
ليتابع بشفير ابتسامة ماكرة :-
_ .وبعدين في حد يلبس اللبس الجميل ده في الشتا ؟!
القمر يبرد كدا
قال ذلك وهو يعرف أنها ستجن فخبأ ابتسامته مؤقتاً وهو يغلق أزارا قميصه ....لترفع صوتها من تحت الغطاء حتى تنتبه شقيقتها الذي يبدو أنها خرجت منذ فترة :-
_ يااااحووورية الحقييييني

كررتها وهي ترتجف تحت الغطاء حتى انتبهت حورية وخرجت من شرودها العميق وهي تقف شاردة بالمطبخ وقد انسكب بعض من الماء الساخنة على يدها ولكنها لم تعتني بالأمر بل ركضت الى شقيقتها حتى وقفت عند الباب وجحظت عيناها عندما رأت رجل ينظر لشقيقتها ابتعدت قليلا حتى اخذت حجابها التي لحسن الحظ تركته على احد المقاعد بالصالة ولفته سريعا ثم ركضت مرة أخرى وهي تشير له بغضب وشرارات نارية والتفقت ڤازة بيدها وهمت أن تدفعها على رأسه ليأخذها سامح من يدها مدافعا وقال :- بقلم رحاب إبراهيم
_ أنتوا بتعملوا ااايه في شقتي ومين اللي دخلكم هنا اصلا ؟!
اطرفت حورية وهي تتذكر ما قاله محمود فقالت بنظرات غاضبة :-
_ اكيد أنت صاحب د.محمود ، هو اللي جابنا هنا على ما يرتب الشقة اللي قصادك احنا ما دخلناش بمزاجنا ! ، اتفضل اطلع برا على ما نجهز نفسنا ونمشي لأني انا واختي مش هنقعد هنا دقيقة واحدة ....
اجفل سامح بتعجب على ذكر الشقيقة التي كانت مفقودة وقال :-
_ اختك ؟ و محمود جابكم هنا ليه ؟!! ويعرفكم منين اصلا ؟!
صرخت حورية بوجه :-
_ هو انت لسه هتسأل ؟! لو سمحت اطلع برا وكفاية دخولك علينا بالشكل ده
رمق سامح تلك المتكورة تحت الغطاء ورغم حيرته ولكنه أراد أن يبتسم من مظهرها المضحك ...قالت حورية هاتفة بعصبية :-
_ صاحبك في الشقة التانية تقدر تروحله
ضيق عيناه بغيظ وهو يراها تأمره فقال :-
_ وبنتطرد من شقتي كمان ؟! شبه اختك بالضبط
رفعت حورية حاجبها وهي تراقبه خطوات خروجه ثم ذهبت للخارج حتى تأكدت من خروجها من الشقة بالكامل وعاظت الى قمر وهي تركض اليها محتضنة ايها بقلق :-
_ هو ضايقك ؟
سحبت قمر الغطاء من عليها بوجة شديد الاحمرار وشفتيها ترتجف قليلا ...حتى قالت بتلعثم :-
_الشقة دي طلعت بتاعت سامح ....ده سامح الألفي يا حورية ، د.محمود طلع مع فاروق ....جابنا لحد هنا
اتسعت عين حورية بصدمة من ما سمعته لتقل بتيهة :-
_ مين معانا ومين علينا ؟! أنا مابقتش فاهمة حاجة !
همت قمر بالنهوض وبدأت تبحث عن ملابسها وقالت :-
_ كويس أننا خدنا رقم الضابط ، لازم نكلمه ونقوله اللي حصل
حورية وهي تنهض بدورها وقالت بمقت :-
_ ده لو عرفنا نخرج اصلا ، زمانه قال لمحمود وجايين على هنا ....البسي بسرعة خلينا نمشي من هنا
_____________________________________صلِ على النبي

اتسعت عين محمود عندما أخبره سامح بأن تلك الفتاة هي قمر حبيبته وكان يبحث عنها وهتف :-
_ تعرفهم منين يا محمود وليه ما قولتليش أنها هنا ؟ انا بدور عليها من الصبح حرام عليك وهي قاعدة في شقتي !!
لوح محمود نفيًا وقال :-
_ ماكنتش أعرفهم اصلا ، وحتى قمر يوم الحفلة انا ماركزتش فيها وماعرفتهاش ساعة لما شوفتها النهاردة ...ماكنتش أعرف أنها قمر اللي أنت بتحبها وكمان أنت ما قولتليش على حكاية اختها دي يمكن كنت قدرت اجمع !!
كرر سامح سؤاله بحدة :-
_ جاوبني ...تعرفهم منين ؟
روى محمود كل شيء ليجلس سامح بصدمة وبقى متسمرا لدقائق حتى قال محمود بضيق :-
_ أنا عارف بتفكر في ايه ، بس هي لازم تعرف اللي حصل زمان يا سامح عشان تفهم موقفك ....لأن مافيش أي حاجة هتقنعها أنك هتقف ضد ابوك غير الحقيقة
امتلأت عين سامح بالحزن وقال :-
_ اروح اقولها ايه ؟ اقولها ابويا مش معترف بيا ابنه وطرد امي عشان خانته !! اقولها كظا عن امي اللي متأكد انها بريئة وماعملتش كدا بس مافيش أي. دليل معايا ...بقلم رحاب إبراهيم ، حتى هي ماتت زي ما ابويا قالي ....اقولها أني بكره لأنه طول عمره كان قاسي عليا وبيضربني وبيهني بسبب ظنه في أمي !! أنا كدا هعري نفسي قدامها واحط أمي في مكانة وحشة أوي في عنيها ....
ربت محمود على كتفه وقال :-
_ من كلامك حسيت انها بتحبك ، ودي هتكون شريكة العمر يا سامح وكدا كدا لازم تعرف عنك كل حاجة ....دلوقتي أو بعدين هتعرف فليه ما يكونش دلوقتي وتنقذ نفسك قدامها ! بقلم رحاب إبراهيم
نهض سامح غاضبا :-
_ دي مابتسمعش غير صوتها وبس تصدق مين ! كل مرة يحصل سوء تفاهم الاقيها هربت وسابتني ..دي_____
توقف للحظات بتجمد حتى نظر للباب وركض قائلا :-
_ اكيد هتهرب المرادي كمان بس مش هسمحلها ...كفاااية بقى..
فتح باب الشقة ليجد قمر وحورية يتسللون الى المصعد وكاد أن يُغلق الباب الاتوماتيكي حتى ركض سامح ووضع قدمه ليمنعه من الأغلاق ....ورمقته قمر بعينان يملأها القلق والغضب لتقل حورية :-
__عايز مننا ايه ؟! بقلم رحاب إبراهيم
تحكم سامح بأعصابه ناظرا لقمر بحدة :-
_ كنت عارف أن ده هيحصل ...مابتعرفيش تحلي أي مشكلة بتواجهك غير بالهروب يا جباانة
التفتت اليه بعصبية واجابت وهي تطلق الشرر من عيناها :-
_ في ازمات ما بتتحلش غير لما نبعد عن صحابها ، وفي اشخاص ما يستاهلوش أني احاول اتكلم معاهم أو اعاتبهم ....كرامتي فوق أي شيء
تحرك عصب فكيه بغضب حتى اطرق على جدار المصعد ليهتز المصعد بعض الشيء وهتف:-
_ وأنتي بتتأكدي من نفسك كدا لو كانوا يستاهلوا أو لأ !! من غير نقاش من غير ما تعرفي اللي حصل من غير أي حاجة حضرتك بتعرفي وتقرري لوحدك !!
ضغط على زر الصعود دون أن تنتبه قمر وحورية التي كانت تنظر لهما الاثنان بتعجب وصمت .....قالت قمر بلمعة دامعة :-
_ليك عين تكلمني وتواجهني وأنت طلعت كداب وخاين
فتح باب المصعد لتصطدم حورية أنهم بطابق الشقة ليشير سامح بأمر لا يقبل النقاش :-
_ اظن ما ينفعش نتكلم هنا ...ندخل شقتي ونتكلم خصوصاً أن دلوقتي الأمر بقى اكبر مني ومنك ...وبطلي جبن وهروب مني وخليكي شجاعة مرة واحدة وواجهيني ...أنتي عارفة ومتأكدة أني عمري ما هأذيكي ولا هسمح لحد يمس شعرة منك ....
ابتلعت قمر ريقها بصعوبة وقالت لحورية متظاهرة بالشجاعة وعدم الخوف :-
_ تعالي يا حورية ....أنا معاكِ
تقلبت نظرته للسخرية ثم دلف الثلاثي لشقة سامح الذي انتظرهم محمود فيها .....
***********

جلست حورية وامامها محمود بصالون الشقة ووقف سامح أمام قمر بنظرة واسعة وعصبية قائلا :-
_ هتفضلي واقفة كدا ؟!
تمسكت قمر بأطراف حقيبة الملابس التابعة لحورية وقالت معترضة بترفع :-
_ اه هفضل واقفة ، مش عايزة اقعد في شقتك
لوى شفتيه بسخرية وقال :-
_ والله !! ، ده أنتي من نص ساعة بس كنتي غرقانة نوم في سريري ...لدرجة أني دخلت اوضتي وانتي ما حستيش!!
ضمت قمر شفتيها بغيظ لتقل حورية :-
_ اقعدي يا قمر خلينا نخلص ونشوف هيقول ايه
جلست قمر وهي تزفر بحدة وتركت الحقيبة من يدها ليجلس سامح قبالته بنظرات متحدية وقال :-
_ أولاً عشان ده موضوع مافيهوش نقاش انتوا هتفضلوا هنا
قمر بسخرية :- وثانياً ؟!
سامح :-
_ كويس ...بقيتي تسمعي الكلام بسرعة وما زهقتنيش في الشرح و___
قاطعته قمر :-
_ لأ انا بسأل على اللي جاي عشان اشوفه مالوش لازمة زي اللي فات ولا لأ ....كمل ..صدعني شكراً
شزرها بنظرة عصبية وهو يكتم الكلمات المنفعلة بفمه حتى ليهتف :-
_ تاني حاجة ...أنا معاكم وعارف حكاية حورية بالكامل ...يعني مافيش داعي للي بيدور في دماغكم وبالذات أنتي يا قمر ..عشان عارف دماغك
رفعت قمر حاجبيها بسخرية :-
_ لا بجد !! ، معانا ضد ابوك ؟!!! ههههههه لأ حلوة وعجبتني ، تصدق بقى أنا اتأكدت أنك كداب دلوقتي ....فوق كدبك عليا بس اتصدمت أنك ابن فاروق الالفي اللي كان هيموت اختي ويدمرها ...دلوقتي مش مستغربة من تصرفاتك ...من شابه أباه بقى ...
ضم سامح قبضته وكأنه على وشك أن يلكم احدًا ليتحكم بقليلا من غضبه حتى رفع اصبعه بغضب يطل من عيناه التي اصبحت حمراء :-
_ مش هكمل كلامي معاكي لأنك ما تستاهليش اللي كنت هعمله عشانك ...وبالنسبة لأختك ف موقفي معاها مش هيتغير وهساعدها لأنه ظلمها زي ما ظلمني وظلم أمي ....
رماها بنظرة نارية ثم توجه لغرفته دون أن يتابع حديثه وصفق الباب خلفه لتنتفض قمر وهي تترقبه بغضب ....قالت حورية بشك :-
_ يعني ايه فاروق ظلمه وظلم امه ؟
تنهد محمود الذي التزم الصمت طيلة الحديث ثم قال لقمر :-
_ أنتي ظلماه أوي على فكرة ...سامح ما يستحقش كدا منك
هتفت قمر :-
_ اه ما أنت صاحبه ...هو مين هيشهدله غيرك !
اجاب محمود بغيظ :-
_ كلامك مستفز بس عذرك عشان في نقط كتير تايهة عنك ....فاروق طرد والدة سامح من زمان لمشكلة كبيرة حصلت اسف لو مش هقدر اذكرها بنفسي ...بس فاروق فعلا عمل كدا وياريته اكتفى بكدا وسكت ...ده فضل يعذب في سامح من صغره بدافع كرهه لمراته وبعد فترة لما سامح صمم يعرف امه فين فاروق قاله ماتت !! ولمح في بعض المرات انه شفى غليله منها ...اظن واضح انه سبب موتها

جحظت عين حورية بذهول بينما قمر ابتلعت ريقها بصدمة مؤلمة مما سمعته ...فقالت :-
_ هو عذبه أزاي ؟
اجاب محمود :-
_ كان بيضربه وبيحبسه في الضلمة لأيام ....السبب الوحيد اللي خلى فاروق يبقى على سامح هو تمسك عز بأخوه ...ولأن فاروق نقطة ضعفه الوحيدة هي ابنه ..عز الدين ف مقدرش يتخلص من سامح ....
انقبض قلب قمر بألم لتقل حورية ببعض الشك :-
_ وايه الدليل على كلامك ده ؟
اشار محمود ليصمتوا وقال :-
_ هتصل بالضابط فهد قدامكم وفيديو عشان تتأكدوا وعقولكم أنا اتفقت معاه على ايه ..
ثم اجرى محمود اتصال فيديو برقم فهد ليجيب فهد بعد دقيقة بشاشة الفيديو للهاتف ....قال :-
_ ايه كله تمام ؟
نظر محمود للهاتف ولوجه فهد الظاهر على الشاشة وقال :-
_ حورية واختها شكوا فيا لما عرفوا أن الشقة اللي قعدوا فيها ، شقة سامح الالفي ...
فهد بتعجب :-
_ احنا مش اتفقنا على الشقة اللي قصادها ؟!
اجاب محمود :-
_ للأسف لقيتها متبهدلة وصاحب البيت اصلا مسافر ، انا اتفقت معاه بالتليفون وخدت المفتاح من الجيران ، اضطريت اقعدهم في شقة سامح مؤقتا بس على ما ارتبها ...هما سمعني دلوقتي وعايزك تقولهم على الاتفاق اللي بخصوص سامح
قال فهد :-
_ ادي الفون لأي واحدة فيهم وخليها تكلمني يا دكتور
اشارت قمر اليه لتأخذ الهاتف منه ثم نظرت به قائلة بلهفة :-
_ معاك يا حضرت الضابط ...عايزة اعرف منك لأني مش هثق في كلام حد غيرك ...سامح فعلا عايز معانا ؟
اجاب فهد :-
_ اه ....أنا اتأكدت من موضوع والدته وانها فعلا اطردت من بيت فاروق من سنين لأن سامح وعز الدين اخوات بس مش شقايق ، كل واحد فيهم من ام بس سامح اكبر بسنة واحدة ...اتفاقي مع محمود انه يساعدنا من بعيد مقابل أني اعمل تحرياتي عن والدته يمكن تطلع عايشة وفاروق يكون بيكدب ...مافيش داعي للشك فيه انا عارف عنه كل حاجة هو وعيلة الالفي بحالها .....
صمتت قمر بنظرة متألمة لأجله حتى اعطت الهاتف لمحمود مجددا وانهى محمود الاتصال شاكرا فهد .....
عاد محمود حديثه قائلا :-
_ اظن كدا صدقتوا كلامي ...في حاجتين قولتهالكم بس الضابط فهد ما يعرفهاش ...اولا السبب والمشكلة اللي حصلت بس دي هسيب سامح يشرحها بنفسه ثانيا ان فاروق كان بيعذبه .....اتمنى أن ده يفضل سر ما بينا دي خصوصيات
قالت حورية بشفقة :-
_ حرام بجد....معقول في اب يعمل في ابنه كدا ؟!!
اكد محمود :-
_ لما يكون فاروق أو حد زيه يبقى معقول جدا ....بس اللي مش فاهمة دلوقتي ...انتي ليه يا قمر هربتي من سامح ؟
رمقته بحدة وعاد غضبها مرة أخرى :-
_ الاستاذ كان خاطب وهو عمال يجري ورايا ويقنعني انه بيحبني !! سمعته بودني بيقول كدا لواحد بيكلمه
محمود :-
_ انا مش عارف مين اللي بيكلمه بس موضوع خطبته ده اصلا حصل بسببك
ضيقت قمر عيناها بدهشة ليؤكد محمود :-
_ في بنت معانا في الفرقة شكينا انها ورا كل اللي بيحصل فسامح عمل كدا عشان يجيب اخرها لكن مش عشان بيحبها ،ده عشان يثبتلك انه بريء والخطة دي كنت عارفها من بدايتها
هزت قمر رأسها برفض :-
_ طب والصور اللي شوفتها بعيني ...مش منظر واحد كان بيتصور غصب عنه ابداً !! شكل الخطة جت على مزاجه
محمود بتعجب :-
_ ممكن جدا تكون فبركت الصور دي خصوصا أن حصل موقف يوم الحفلة غريب ....سامح وصل داليا لبيتها لأن الوقت كان متأخر ودي بنت ماينفعش ترجع وحدها في وقت زي ده ، لما راح هناك قالي أنه اغمى عليه وماحسش بحاجة خالص غير لما فاق ولقى داليا هي كمان مغمي عليها !!
مش صعبة يعني انها تاخد كام صورة في الوقت ده !!
قطبت قمر حاجبيها لتقل حورية بربته خفيفة على كتفيها :-
_ انا حاسة أنه بريء يا قمر وانتي ظلمتيه ...
نهضت قمر وقالت :-
_ هو ينفع دلوقتي نقعد في الشقة التانية ؟
خرج سامح من غرفته وهو يحنل معطفه بين يديه وأشار لمحمود :-
_ لأ ....خليكوا أنتوا هنا ...انا ومحمود هنروح هناك
تسائلت حورية :-
_ لأ خليك أنت في شقتك واحنا هنروح هناك ..
هربت قمر من نظراته بارتباك حتى وجه نظرته الثاقبة اليها وقال :-
_ قولت لأ ....شقتي دفا اكتر والدنيا برد أوي عليها ...عليكوا
اصلح كلمته الآخيرة ليبتسم محمود بمكر وخرج سامح غير ملتفتا لأحد .....خرجوا الاثنان من الشقة لتجلس قمر بابتسامة ظهرت رغما عنها وجلست حورية بنظرة ماكرة بجوارها وقالت بمرح :-
_ عليها ...عليكوا ههههههههه
لكمتها قمر الذي جرت الدماء بوجها بعدما شعرت بعودة الأمل لقلبها مرة أخرى ....وقالت :-
_ بس بقى
اقتربت حورية قائلة بخبث :-
_ بس تصدقي يابت ذوقك جاحد ....
خلعت قمر حجابها بغرور وقالت وهي تفرد شعرها :-
_ واختك قمر كمان
اتسعت ابتسامة حورية رغم ما بها من الم وقالت :-
_ طبعااااا ....ده انا لما دخلت لقيت وشه محمر وواقف مش قادر يتحرك من مكانه وهو بيبصلك ....
ابتسمت قمر بخجل ثم ضحكت لتذكرها هذا الموقف وقالت :-
_ كان قلبي هيوقف لما صحيت على صوته ههههههه ، بس كل ما افتكر اللي حصل بحس اني مش هقدر ابص في وشه تاني .....
حورية بابتسامة :-
_ اه بأمارة صدعني شكرا ههههه ، انتي جايبة اللماضة دي منين !!
ابتسمت قمر بلمعة سعيدة بعيناها ثم ضمت شقيقتها بمحبة لتنتبه لدموع حورية المفاجئة ....ابتعدت قمر قليلا ونظرت لها ففهمت سبب الدموع ...مسحت عيناها بأنامل يدها وقالت :-
_ محدش عارف بكرا فيه ايه يا حورية ، مش يمكن هو كمان يطلع مظلوم ؟
ابتلعت حورية غصة بحلقها بمرار ثم اجابت :-
_ ده متجوز وعنده ابن كمان ! ، يعني كدب عليا وخدعني وبدليل مافيهوش أي جدال يا قمر ، دي مش صور ولا كلام سمعته ...دي حقيقة وواقع والكارثة الكبيرة أنه صاحب عز الدين ....
قمر بتقطيبة وقلق :-
_ افرضي جه المستشفى وانتي هناك ...هتعملي ايه ؟
لم تشعر حورية بالضيق في ذلك بل تأملت رؤيته دون اكتراث لأي شيء آخر ...اجابت :-
_ هكون مغيرة اسمي وهغير مظهري كمان ، ده غير أنه مابيروحش مستشفيات دلوقتي غير قليل جدا ...الفترة اللي اشتغلت فيها معاه كانت متفرغ للمركز بس .....تعرفي يا قمر يمكن تستغربي لما اقولك أني مش خايفة اقابله ...مش خايفة يكشفني بخلاف عز الدين ...ياسين مابحسش معاه بأي خوف ....رغم كل اللي عرفته عنه بس مش عارفة اخاف منه أو اصدق أنه ممكن يأذيني .... زي ما يكون حته مني ...أنا عايزة اروح المستشفى مش عشان اكشف فاروق بس ...انا عايزة اروح عشان اعرف لو ياسين كان معاهم ضدي ولا لأ .....لو معاهم يبقى هيعرفوني وهيكشفوني

قمر بتعجب :-
_ طب ما عز شافك ؟ تفتكري كان كاشفك عشان كدا اتكلم معاكي ؟!
هزت حورية رأسها بحيرة :-
_ مش عارفة ...بس لازم أعرف
____________________________________استغفر الله العظيم
وضع محمود كوبين من العصير أمام سامح على الطاولة قائلا :-
_ أظن المفروض تكون مبسوط انها اخيرا فهمت اللي حصل من غير ما ندخل في تفاصيل بسبب اللي حصل زمان ....تقدر بعد كدا تقولها ما بينك وبينها ....
ابتسم سامح بمحبة وامتنان :-
_ اتفاجئت أنك طلبت من الضابط يبحث عن أمي ...بجد انا مرتاح أوي وحاسي بأمل من ساعة ما سمعته وهو بيقول كدا
بادلة محمود ابتسامته واجاب :-
_ بأذن الله هتلاقيها عايشة يا سامح ...ربنا كبير ، بس تعالى هنا قولي ...رد فعلك ايه لما دخلت شقتك لقيت قمر ؟
ظهرت شبح ابتسامة ماكرة على وجه سامح واخذ كوبا من العصير ثم نهض متوجها للشرفة .....
رمقه محمود بمكر ثم نهض واسرع اليه بفضول :-
_ لأ اعرف بقى اللي حصل بالتفصيل .. ابتسامتك الخبيثة دي مش مريحاني ...أنت عملت ايه ياض هههههه
اتسعت ابتسامة سامح ثم ارتشف من كوبا القليل ونظر للطريق المضيء بنور القمر ...واجاب ضاحكا :-
_ ما عملتش حاجة .. هعمل ايه يعني
ضيق محمود عيناه قائلا :-
_ ماشي .....مش عايز أعرف ، بس ياريت بقى تمسك اعصابك شوية خصوصا انها طلعت فعلا مستفزة زي ما حكيتلي بس بردو طيبة جدا ...دي حتى حسيت انها هتعيط لما حكيتلها حصلك ايه في صغرك
تنهد سامح بضيق من تذكر هذا الشيء مجددا ...لاحظ محمود ذلك فقال :-
_ والله كان غصب عني ...بص ما تفكرش في اللي فات المهم اللي جاي
هسيبك دلوقتي عشان هرجع المستشفى .....سلاااام
ودعه محمود ثم خرج من الشقة عائدا للمشفى ......
رفع سامح كوب العصير وعادت له الابتسامة الماكرة لذكرها مرة أخرى ثم قال بخبث :-
_ يخربيتك مش عارف انسى شكلك ...ده أنتي طلعتي صاروخ
_______________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

بالطريق .........
وقف السائق بالسيارة فقال فاروق بتعجب :-
_ وقفت ليه ؟!!
اجاب السائق وهو يهم بالنزول :-
_ في حد بيشاور من بعيد وشجرة واقعة في الطريق
رفع فاروق رأسه فنظر عبر الزجاج ليرى الطريق حتى لمح تلك الشجرة الساقطة ...قال :-
_ طب روح وحاول تلاقي حد يساعدك وتشيلوها من الطريق
خرج السائق من السيارة وكاد أن يقل شيء حتى تلقى ضربة على رأسه جعلته يفقد الوعي وسقط ارضا ...حدق فاروق به بصدمة وفتح باب السيارة سريعا وخرج بلمحة عين .....التفت ليرى من فعل هذا لينتبه الى صوت صدر من خلفه :-
_ والله ووقعت في ايدي يا كلب
استدار فاروق بدهشة اليه وكأن الزمن وقف به وهو ينظر لتلك العينان الغاضبتان بعاصفة تنهش من يقع بين براثنها ....ذلك المقنع الذي اصبح كالظل !! .....نظر اليه فاروق طويلا حتى قال :-
_ أنت مين ؟ تاني مرة أشوفك ، عايز تقتلني ليه ؟
احتدت الشرارات بعين المقنع بزمجر بروح الانتقام :-
_ أنا مش عايز اقتلك بس ....ولا جاي النهاردة اقتلك لأن اللي زيك الموت ليه راحة ...لكت هقتلك بردو بس مش دلوقتي .. بعد ما افضحك قدام الدنيا كلها واكشف سترك وادخلك السجن بإيدي ...ولو القانون ماخدش حقوق كل اللي قضيت عليهم هاخده أنا بإيدي ...ولحد ما ده يحصل هعيشك في رعب ...فاكر المرة اللي فاتت عملت فيك ايه ؟ المرادي هزود الجرعة ....

أخرج المقنع من بين ثيابه السوداء جنزير حديدي رفيع وجعله يلتوي على ذراعيه وهو ينظر بشرر لفاروق الذي ابتعد بذعر وخوف حتى تلقى أول ضربة على كتفه ليصرخ عاليًا من الألم ...تلقى ضربة بعد أخرى حتى اتت احداهم على وجهه فنبشت جرحا عظيمًا وسقط ارضا صارخا من شدة الألم فأقترب المقنع قائلا :-
_ ماعجبنيش غير الفتحة اللي في وشك دي ...علامة حلوة تفتكرني بيها لحد ما اجيلك تاني .....اتعذب شوية وادارى من الناس زي ما عملت في البت الغلبانة اللي كنت هتموتها زي غيرها يا كلب
صدم فاروق من معرفته بهذا الأمر وفهم عمن يتحدث فأشار له بإيد ترتجف وقال :-
_ أنت اللي انقذتها صح ؟ ما أنا بردو قلت كدا
هز المقنع رأسه ساخرا :-
_ هنيمك تحلم بيا ، هتصحى بكابوس اسمه المقنع ، هدوقك المرار اللي دوقتهولي ايام وسنين ....لحد ما وقفت على رجلي تاني وقررت اني ادمرك .....ورحمة اللي كانت روحي يافاروق لنهايتك تكون على ايدي حتى لو هموت ....المهم امحيك من على وش الدنيا وانفذ وعدي

قال فاروق وهو يلهث :-
_ أنت مين ؟ ومين اللي بتتكلم عنها وايه علاقتها بيا ؟!!
رفع المقنع يده بعين تصرخ الم واطرق بضربة عاصفة على قدم فاروق ليصرخ فاروق بجناح الليل وكأنه تلقى صاعقة كهربائية وعاد المقنع يضربه بكل ما يحمل من عذاب ثم قال بعين امتلأت بالدمع :-
_ اللي بتكلم عنها دي هي النفس اللي كنت بتنفسه ....اطهر وانقى انسانة في الدنيا وماكنتش تستاهل اللي حصلها واللي عملته فيها ....عشان كدا عد ايامك يا فاااروق ....قبل ما اموتك هوريك العذاب الوان وكل مرة اكتر من اللي قبلها ...لا هتعرف هجيلك امتى ولا أزاي ولا فين ...بس هتلاقيني قدامك ....ويوم ما افكرك باللي عملته اعرف اني هموتك بعدها ....
ارتجف جسد فاروق الذي بدأ ينزف بشدة من جميع انحاء جسده وبلمح البصر اختفى المقنع مثلما ظهر .....بقلم رحاب إبراهيم
حاول فاروق بوجه ملتخ بالدماء أن يستغيث ولكنه لم يستطع أخراج صوته حتى بدأ السائق بعد فترة يستعيد وعيه ناهضا ببطء ورويدًا لتجحظ عيناه عندما رأى سيده ممددا على الارض ودوائر الدماء حوله .....
__________________________________________الله أكبر

باليوم التالي ........
استيقظت حورية وهي تتململ بالفراش حتى دلفت قمر للغرفة وبدا انها استعدت للخروج لتنظر لها حورية بتعجب :-
_ رايحة فين ؟!
اجابت قمر بابتسامة :-
_ هروح زي ما اتفقنا امبارح مع نعمة اجيب حجاتي
ضربت حورية على رأسها بتذكر وقالت :-
_ خلاص ماشي ...اجي معاكي ؟
هتفت قمر برفض :-
_ لأ مافيش داعي ....مش هتأخر نص ساعة بالكتير
اشارت لها مودعة ثم ذهبت من الشقة .....دخلت المصعد حتى تفاجئت بسامح يدخل خلفها سريعا ....ابتلعت ريقها بارتباك وتجاهلته ليضغط على زر الهبوط قائلا بحدة :-
_ رايحة فين على الصبح ؟
استفزها نبرته فأجابت :-
_ وانت مالك ؟!
زم شفتيه بغضب واقترب منها بنظرات غاضبة حتى تراجعت والتصقت بالحائط ليقل ناظرا لعيناها :-
_ مالي ونصي وهيبقى حلالي كمان وغصب عنك ....
رمقته بغيظ ليتابع بمكر :-
_ مش كفاية سايبك في شقتي ...وفي اوضتي و
قاطعته بحدة :-
_ كدا كدا هنسيبها قريب ولا الحوجة لواحد زيك
صر على اسنانه بغيظ وهتف :-
_ واحد زيي !! ،وبعدين تسيبي ايه هي سايبة ؟!
ابتسمت رغما عنها فنظر اليها بتسلية وكاد ان يبتسم ...قال بخبث :-
_طلعتي قمر
احتدت نظرتها مجددا ليتابع بتصحيح :-
_ اسمك قمر ...ولا ده مش اسمك وبفتري عليكي !!
لوت فمها قائلة :-
_ طول عمري قمر الحمد لله ، مش زعازيع القصب اللي بتعرفهم
اتسعت ابتسامته وقال :-
_مفرداتك غريبة ههههههه ، انا بعرف زعازيع قصب ؟! وبعدين يعني ايه زعازيع ؟
قمر :-
_ يعني زعزوعة
ارتفع صوته بضحكة وقال :-
_ شكرا للتوضيح
فتح باب المصعد ليقل متذمرا :-
_ الوقت معاكي يقصف العمر
اتسعت عيناها بذهول ليتابع :-
_ لأني مابحسش بيه ....دمااااغك فين
رمقته بثقة ثم ذهبت مبتعدة عنه وخرجت من المبنى ليأت خلفها قائلا بشدة :-
_ تعالي اوصلك للمكان اللي هتروحيه
قالت :-
_ لأ ....واظن ده بقى اختياري ...مش مجبر أنك توصلني ولا انا مجبرة اوافق !
أردف بغيظ :-
_ أنتي بتتفنني أزاي تستفزيني !!! انا بعمل كدا عشان خايف عليكي على فكرة ...ما تنسيش وضعك الجديد
رمته بنظرة غير مكترثة وهي تفتح باب سيارته الخلفي ليقل بغيظ :-
_ ولا كأني السواق بتاعك !! ، اطلعي اقعدي قدام انا مش شغال عندك !!
نظرت له من النافذة :-
_ لو طلعت من العربية هركب تاكسي ....هتمشي ولا امشي انا ؟
نظر اليها بعصبية قائلا :-
_ تعرفي .....انا نفسي اضرب قلبي ده قلمين تلاته انه حبك ،بحتقره

قالت دون اكتراث:-
_ يلا هتأخر عن الميعاد بقى
دخل سيارته وذهب بااسيارة في الطريق ........
______________________________________صلِ على النبي

رمقها عبر المرآة وفكر بمكر ثم بدأ يدندن مقطوعة انجليزية لتقل متمتمة بغيظ :-
_ انجليزي بقى وقرف !!
قال بحدة :-
_ سمعتك على فكرة ....بس مش هعبرك ...عارفة ليه ؟
قمر بفضول :-
_ اه ليه بقى ؟!
ابتسم بإستفزاز :-
_ عشان انتي مش من مستوايااا
ضحك عاليًا ليزيد من استفزازها لتقل بسخرية :-
_ لأ وأنت االي بيتهوفن أوي ....وعلى فكرة بقى ...أنت بتضرب على الجيتار غلط ...أخدت بالي
اجاب سريعا بضحكة :-
_ ليه بضربه بالكرباج ههههههههههههه ، ما تجبيش سيرة حاجة مابتفهميش فيها عشان شكلك مايبقاش وحش ....
تابعت بسخريتها وهي تنظر للطريق :-
_ ما أنت كنت بتمدح في شكلي ده من شوية !!
اجاب بابتسامة واسعة :-
_ لأ ده امبارح ....مش النهارده هههههههههههه
كتمت ضحكتها وتظاهرت بالجمود .....
__________________________________سبحان الله وبحمده

بعدما نهض من الفراش الذي كانت تتوسده دلف للحمام لأخذ حماما سريعاً ليرى طرحة وردية اللون من حاجياتها معلقة بالمشجب ....يبدو أنها نستها دون قصد .....جذبها وتنفس عطرها بتنهيدة عميقة والم .....تذكر ما وعد به نفسه فألقاها مجدداً دون أن ينظر لها مجددا ....
وبعد لحظات بدأ يأخذ حماما سريعا اسفل المياه المندفعة على رأسه كأنه يحاول طردها من داخله ......
انتهى بعدة فترة وخرج بصدر عاري وبيده المنشفة يجفف رأسه ثم أخرج ملابس من خزانته وبدأ يستعد ليوم عمل جديد .....
**************
دلف بالطابق الذي به مركزه الطبي ليقف متجمدا وهو يرى مكتبها الخالِ ...للحظات شعر أنه سيراها وانها تنتظره مثلما اعتاد ...بلع ريقه بصعوبة وتوجه لمكتبه مباشرة ..بقلم رحاب إبراهيم
ليأت تذكرة جديدة بزهور الاوركيد على مكتبه وقد امر احد العمال بإتيانها يوميًا ، اصبح كل شيء يذكره بها فدفع الزهور لتتناثر أرضا وضجت ملامحه حنين وشوق مجنون ....هتف بحدة لتأت احد الممرضات :-
_ في ايه يا دكتور ؟!
قال وهو يلتقط انفاسه بعصبية :-
_ محدش يجبلي الورد ده تاني على مكتبي ...
تعجب الممرضة :-
_ حضرتك اللي امرت بده ؟!!
صاح بها بغضب :-
_ وبأمر دولقتي محدش يجيبه ....
قطبت الممرضة جبينها بدهشة فلأول مرة تراه بهذه العصبية ليتابع :-
_ عايز مواعيد النهاردة في خلال دقايق
اجابت الممرضة بدهشة :-
_ حورية لسه ماجاتش !!
أغمض عيناه بحدة من ذكر اسمها ليخرج من المكتب قائلا :-
_ ماعنديش عمليات النهاردة وكلها كشوفات .....خلي السكرتارية يوزعوا المواعيد بتاعت النهاردة وبكرا على الاسبوع الجاي كله ....
خرج من المكان وكأنه كره فجأة ولم يتحمل البقاء فيه من دونها ....
_________________________________________سبحان الله العظيم

وقفت قمر تنتظر نعمة على الطريق مثلما تواعدوا وراقبها سامح من بعيد حتى اتت نعمة وبيده حقيبة قمر بجميع اغراضها....قالت نعمة وهي تسلم الحقيبة لقمر :-
_ كل حاجة في الشنطة دي حتى التليفون ....على فكرة د.ياسين كلمني وقلتله على حورية قالتهولي
رمقتها قمر بقلق :-
_ ورد فعله كان ايه ؟
اخبرتها نعمة بما قاله لتقف قمر للحظة صامته ثم قالت :-
_ هو أنا ليه حاسة انه مظلوم ؟!!
وافقتها نعمة بذلك :-
_ وانا نفس احساسك بس مافيش أي حاجة بتقول أنه مظلوم ...ده احساسنا بس وعموما يا خبر النهاردة بفلوس بكرا يبقى ببلاش
شكرتها قمر واخبرتها بعنوانهم المؤقت قائلة :-
_ لما نثبت على عنوان هكلمك واقولك يا نعمة ، أول ما اروح هسجل رقمك عندي .....بقلم رحاب إبراهيم
ابتسمت لها نعمة وودعتها بعد لحظات ثم عادت قمر لسيارة سامح الذي قال وهي تدخل السيارة :-
_ اكيد الشنطة دي فيها تليفونك .....شوفيه كدا يمكن حد اتصل بيكي ، بعتلك رسالة مثلا
شعرت قنر بشيء ماكر بنبرته فبحثت عن الهاتف بالحقيبة حتى وجدته ثم فتحته لتشهق بتفاجئ من عدد المكالمات الفائتة :-
_ ٢٠٠مكالمة ؟!!! ليه !!!
قاد سامح السيارة وهو يرمقها بالمرآة بابتسامة محبة وماكرة في آن واحد ......ثم ابتسمت قمر وهي تقرأ أول رسالة مرسلة من رقمه ...
( والله ما بعشق غيرك يا مجنونة ...ارجعي عشان افهمك )
بدأت تفحص رسالة بعد آخر وتتسع ابتسامتها مع كل رسالة جديدة ليقل سامح مبتسما:-
_ جننتيني وهروح العباسية بسببك ....بس هخدك معايا بردو
هربت عيناها بخجل وابتسامة ليتابع :-
_ بموووت فيكي
_______________________________________________استغفر الله

دلفت قمر للشقة بابتسامة واسعة لتقابلها حورية بنظرة قلقة :-
_ ها عملتي ايه ؟
وضعت قمر الحقيبة ثم اتزنت وقالت :-
_ جبت الشنطة من نعمة ...بنت حلال أوي والله
تلعثمت حورية وقالت بتردد :-
_ هو ياسين كلمها تاني ؟
قالت قمر بصدق :-
_ اه كلمها ....وكلامه رغم قسوته بس حسسني أن وراه حب بجد يا حورية ....فكري كويس
حورية بلهفة :-
_ قال ايه ؟
اخبرتها قمر بحديثه لتخفض حورية رأسها بحزن فأقتربت قمر بضمة قوية :-
_ أن شاء الله يطلع احساسي صح ويطلع مظلوم ...اكيد في حاجة احنا ما نعرفهاش
كادت حورية أن تجيبها ليصدح هاتف الشقة بجوارها على المنضدة ...نظر الفتاتان لبعضهما لتقرر قمر أن تجيب ورفعت ااسماعة قائلة :-
_ الو ؟ بقلم رحاب إبراهيم
قال فهد :-
_ الرائد فهد الشريف ...مين معايا ؟
قمر :-
_ انا قمر اللي معاك
قال فهد بتوضيح سريع:-
_ ورق اثبات الشخصية وكل حاجة هتوصلني النهاردة ....بعد بكرا هنبدأ التنفيذ
تلعثمت قمر لثوان ثم اخذت حورية منها الهاتف وقالت بعدما سمعت الصوت قليلا وفهمت الحديث :-
_ تمام ....وانا مستعدة
فهد. :-
_ كويس أوي .....هنتقابل وهفهمك كل حاجة قبل ما تخطي اول خطوة بالمستشفى .....مع السلامة
انتهى الاتصال لتقل قمر بقلق :-
_ انا خايفة عليكي أوي .....مش مستعدة اخسرك تاني
هزت حورية رأسها وعيناها تدمع :-
_ وانا لازم أعرف ياسين حبني ولا لأ ....عايزة أعرف الحقيقة يا قمر أنا حاسة أني مش هقدر أعيش من غيره .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة