-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والثلاثون

نوع الحوريات ده يا عز ...مش محتاج غير مرة واحدة عشان تعشقه ...مش هتقدر تبعد بعد أول نظرة ، هتفضل تدور بنفس المكان لحد ما تلاقيها ....بس خلي بالك عشان غدارين
رفع عز حاجبيه بحيرة ....وقال :-
_ صوتك كله وجع يا يس !!
ابتلع ياسين ريقه بمرارة وعاد ثابتًا بعد ظهور بعض الحزن بعيناه ليقل مغيرا مجرى الحديث :-
_ خلينا فيك ...دلوقتي أنت عمال تتكلم عن واحدة وناسي خطيبتك !!
زفر عز بتأفف وقال :-
_ بصراحة ماكنتش فاكر أني هسيب ساندي بس شكلي كدا هسيبها ...اللي مضايقني أن آخر مرة اتكلمنا اكدتلها أني مش بفكر ننفصل ..عشان كدا محتار ومتردد ..
ياسين :-
_ ما تظلمش حد يا عز ...لا تظلمها ولا تظلم نفسك بوهم واحدة ممكن ما تشوفهاش تاني ، فكر مرة واتنين وعشرة قبل ما تكرر تنفصل خصوصاً أنها اختيارك أنت ، محدش اخترهالك ولا اجبرك
تنفس عز بعصبية ورمى القلم الذي بيده بانفعال قائلاً :-
_ اكيد هحسم قراري ...أنت مش عارف يا ياسين أنا كل ما اقارنهم ببعض احس بإيه ....واحدة واخدة كل كياني وتفكيري ومشاعري حتى احلامي نفسها بقت موجودة فيها ...وواحدة مش واخدة مني غير دبلة في ايدها حتى دبلتها قلعتها ....خنقتني ..تعرف لو قابلتها تاني اكيد هقدر اقرر اكتر أن كانت نزوة ولا فعلا في حاجة جوايا ....ما تدعيلي يا ياسين
ابتسم ياسين ابتسامة خفيفة :-
_ بأذن الله ربنا هيريح قلبك باللي بتحبك وأنت بتحبها
_______________________________________صلِ على النبي

بشقة هشام ........
على طاولة الافطار ....جلس بملامح مقطتبة وهو يرمق والدته بحذر فمنذ أن اخبرها بالأمس عما حدث وهي تتجاهله تمامًا .....تنحنح قبل أن يقل :-
_ هتفضلي مخصماني كدا ولا ايه يا زبادي ؟! مش كفاية نعمة !!
نظرت له نازك بعصبية واضحة وهتفت :-
_ نعمة !! أنت لسه بتلومها ! ،ده أنت لعبت بيا أنا يا اللي امك وخدتني لبيت ناس وأنت مش في دمغاك غير شغلك ! ، ماكنتش اتخيل تحطني في الموقف ده أبدًا
ترك هشام طعامه وهو يتنهد بحدة :-
_ اقسمتلك بالله أن فعلا كنت عايز اخطبها ومعجب بيها ..أنتي ليه مش مصدقاني زيها ؟!
زمت نازك شفتيها بغضب واطرقت على الطاولة بحدة :-
_ لو كنت صادق كنت عرفت تصالحها وتجبر بخاطرها بعد اللي عملته يا حيوان ، بقى أنا ربيتك على كدا ؟!
هشام بنظرة عاتبة :-
_ أنا ماكدبتش لا عليكي ولا عليها ...ولا هي مصدقاني ولا أنتي مصدقاني ! ، مش عارف اعمل ايه ؟
نهضت نازك وقالت :-
_ مش عايزة اقعد معاك ...وديني عند خالتك اقعد يومين
اطرف هشام عيناه بحزن وقال بنظرة طفولية :-
_ بقى عايزة تسبيني وانا في الحالة دي ؟
ابلعت نازك ريقها بألم ولكنها اخفت بثبات وصممت:-
_ هتوديني ولا اتصل عليها تيجي تاخدني؟
نهض هشام من مقعده وقال بنظرة متألمة :-
_ هوديكي ، بس ما تغبيش عن يومين عشان مش بعرف اقعد في البيت من غيرك ..
نهضت نازك من مقعدها وتوجهت لغرفتها بعدما كافحت كي تبدو على ثبوتها
*****************

بمنزل نوال شقيقة "نازك" .....رحبت نوال بشقيقتها وابنها بابتسامة واسعة لتدلف نازك للمنزل حيث استأذن هشام سريعاً مخفياً حزنه من غضب والدته منه .....رمقتهم نوال بتعجب :-
_ في ايه يا نازك ماله هشام عامل كدا ؟! مش طبيعي خالص
جلست نازك ومسحت دموع عيناها بعدما استطاعت أن تبكي بإرياحية وقالت :-
_ تعالي هحكيلك
جلست نوال بجانبها وروت نازك كل ما حدث لشقيقتها ....قالت نوال مدافعة عن هشام :-
_ ماهو بصراحة مش مجبر يروح وياخدك معاه لو هو كداب يا نازك ، حرام عليكي بدل ما تحاولي تصلحي ما بينهم تقومي تزودي همه ؟!!
نازك :-
_ ماهو أنا جيالك عشان كدا ، مش نورا بنتك دكتورة ؟
نوال :-
_ يعني أنتي مش عارفة ؟!
نازك :-
_ عايزة من نورا خدمة وعارفة أنها جدعة وهتخدمني ...اصل لو روحت لنعمة بيتها احتمال ترفض كلامي وما تقتنعش ....فأنا بقى هجبرها توافق
نوال بتعجب :-
_ أزاي ؟
ضيقت نازك عيناها ثم بدأت تتحدث .........
__________________________________________استغفر الله العظيم

بقسم الشرطة .......
تحدث فهد عبر الهاتف مع احدهم ....قال فهد :-
_ تراقبلي المكان كويس أوي ....وزي ما اتفقنا على موضوع الجنينة تضبطه وتكلمني
الطرف الآخر :-
_ مرتب كل حاجة ما تقلقش يا باشا ، ولما انفذ الخطة بتاعت الجنينة هتصل بيك تيجي على أنك جنايني ...أما البوابة فبقت عهدتي وواخد بالي منها كويس اوي
فهد :-
_ وخلي بالك من غادة لحد يكشفها وحذرها كويس أوي
الطرف الآخر :-
_ ما تخافش ....هي اشتغلت هنا من اسبوعين وكله تمام ...بس مافيش أي حاجة غريبة لحد دلوقتي ....
فهد :-
_ عشان فاروق موقف أي حاجة في المستشفى وخايف ليكون متراقب ، بس اكيد هنلاقي حاجة نمسكها عليه قريب
الطرف الآخر :-
_ بأذن الله
انهى فهد الاتصال ليأت رجلاً آخر بزي شرطي ومعه مغلف مغلق بإحكام ، أخذه فهد منه ثم فتحه سريعا وبدأ يتطلع الى محتوياته وأشار للرجل بالأنصراف ....قرأ فهد الأسم المدون على اوراق اثبات شخصية وهمية :-
_ ياسمين عبد الله .... خريجة حقوق ..السن ٢٤ سنة
رمق بضع أشياء بالأوراق ثم وضعهم بالمغلف مرة أخرى ليدلف هشام للمكتب بملامح عابسة ....تطلع اليه فهد وهو ينهض وقال :-
_ طب قول صباح الخير !!
جلس هشام على مقعد بالمكتب وقال :-
_ صباح الخير .....أنا هروح ال_______
قاطعه صوت هاتفه ليرفعه ناظرا اليه حتى رمق رقم ابنة خالته نورا فتعجب لندرة اتصالها به !! اجاب :-
_ الو ؟ معاكِ يا نورا
قالت نورا وتظاهرت بالقلق بصوتها :-
_ ايوة يا هشام مامتك نقلناها المستشفى
انتفض هشام من مقعده بوجه هجرته الدماء فجأة ولم يدري الا وهو يركض بخارج المكتب والهاتف لا زال على اذنه متلقيا عنوان المشفى ....حاول أن يفهم فهد ماذا حدث ولكنّ هشام خرج سريعاً دون أن يجيب على تساؤلاته ....
_________________________________________سبحان الله وبحمده

وقفت حورية أمام المرآة تتفقد مظهرها وهي ترتدي تلك الرداء الأسود الذي اهداها به من قبل ....مررت يظها عليه من جهة الخصر تترقب قياسه المنضبط تماماً ...حررت ربطة شعرها المرتفع لينسدل على ظهرها بشلال اسود لامع ....نظرت لوجهها بالمرآة وتذكرت ذات يوم رأته خلفها بنبرة صوته الدافئة وهو يهديها زهرة أخرى .....أطرفت عيناها بألم حتى اتت قمر لتخبرها بقرب مجيء الضابط فهد بعدما اجرى اتصال بالهاتف الأرضي ......تطلعت قمر بابتسامة محبة وركضت اليها بمرح لتضمها بقوة هاتفة :-
_ يااااااربي على القمر ، من حقه د.ياسين يدوب دوووب
ابتسمت حورية لتخفي حزنها وقالت :-
_ ده لو كان داب اصلا يا قمر ....شكلي أنا اللي نصيبي اني افضل دايمًا تايهة
ابتعدت قمر بتذمر وقالت :-
_ اوعي تقولي كدا ، بصي أنا عايزاكي تنسي أي شيء ، أنتي دلوقتي هتتقمصي دور رأفت الهجان
ضحكت قمر حتى تروح عن نفس شقيقتها بعض الشيء فقابلتها حورية بابتسامة خفيفة ثم نظرت للمرآة مرة أخرى ....قالت :-
_ أنا بحب الفستان ده أوي ، بس للأسف ماينفعش البسه برا خالص
ضيقت قمر عيناها وهي تنظر للرداء عليها ...وقالت :-
_ طب أنا عندي فكرة ....أنا أعرف خياطة من الآخر ، هروحلها واخليها تعمل نفس الموديل ده بس للمحجبات ...
تفاجئت حورية وقالت بلهفة :-
_ الله بجد ....طب هتاخد وقت اد ايه ؟
اجابت قمر وهي تشير بيدها :-
_ يعني ممكن اسبوع ....على ما تلاقي كمان قماشة زي دي
ضمتها حورية بابتسامة :-
_ بجد هفرح جدًا
قالت قمر مردفة :-
_ربنا يفرحك يااااارب وعلى فكرة الضابط فهد اتصل وقال أنه جاي بعد شوية ...حضري نفسك عشان تقابليه .....
عاد القلق لوجه حورية رغم حماستها لبدء معركة ستستأنفها من جديد
اقتربت قمر من حقيبتها حتى علق طرف ثوبها بمقبض دولاب الملابس فهمت أن تجذبه وتنهي التشابك حتى فتح الدولاب بفعل القوة الدافعة المضادة للقفل ....تنهدت بإرتياح ورفعت عيناها لتغلق باب الخزانة لتتسع عيناها بصدمة .....بين اكوام ملابس سامح رأت ثوب نوم نسائي قصير جدا بلون الروز ويتخلله اللون الذهبي مندس وسط الملابس ....وقفت متجمدة للحظات وهي تجذبه بأطراف اصابعها حتى اخرجته بين يديها .....
كادت حورية أن تبدل ملابسها حينما رأت ما بيد شقيقتها التي يتضح على وجهها الصدمة ...تسائلت حورية وهي تنظر للثوب بخجل :-
_ ايه ده ؟!!
التمعت عين قمر بغضب جارف ثم القت الثوب أرضاً وهتفت :-
_ هيكون ايه يعني يا حورية ....ده لواحدة سافلة في شقة واحد اسفل منها .....أنا سمعته لما قال لصاحبه انه سايبها في بيته بس ماكنتش أعرف أن الموضوع واصل للدرجة دي ....تقدري تقوليلي ايه اللي يجيب قميص نوم في دولاب واحد عازب ؟!!
اقتربت قمر للخزانة مرة أخرى وفتحت ابوابها على مصراعيها وبدأت تعبث في صفوف الملاابس حتى بدأت تخرج ملابس مماثلة .....نظرت للأثواب الفاضحة التي القتها أرضاً بدموع وقالت :-
_ السافل قليل الأدب ...ماهو مش هيقعد واحدة معاه وعادي كدا !!
قالت حورية بضيق :-
_ يمكن هي اللي حطيتهم يا قمر من غير ما يعرف
هتفت قمر بصريخ وبكاء :-
_ وايه اللي يقعدها معاه في شقة واحدة حتى لو كان خطبها ؟!! ، ايه اللي هيخليها تحط هدوم بالمنظر ده في دولابه الا إذا كانت استعملتهم ؟! يبقى كل اللي اتقالي صح ....هو بنفسه اعترف أنه سابها هنا ...كان قاعد معاها لوحدهم ...انتي فاهمة ده معناه ايه ؟
حورية بقلق :-
_ سامح باين عليه انه بيحبك والله
جن جنون قمر وهي تصرخ :-
_ وحتى لو حبني ، بس عشان كنت صعبة عليه ، اه يحبني بس مافيش أي مانع أنه يعرف واحدة واتنين وتلاته ....هو ده حبه ليا ...بس أنا عمري ما هقبل ده ولا عايزة اشوف وشه ...لأنه هيخترعلي مليون مبرر زي كل مرة وانا اعصابي تعبت
دافعت حورية :-
_ بس د.محمود وضحكلك يا قمر واظن انه مش كداب هو كمان
قمر ببكاء :-
_ محمود ماكنش قاعد معاهم وهما هنا يا حورية افهمي ....معنى أن حاجة زي دي هنا يبقى ظني طلع صح وهو لو غلط معاها مستحيل يعترف ....
دق جرس الباب ...نظرت حورية بإتجاه باب الغرفة وقالت :-
_ ده اكيد الضابط ...روحي افتحيله على ما اغير هدومي ...بس امسحي دموعك دي عشان خاطري وحاولي تهدي ...
اخذت قمر نفسا عميقا ثم حاولت أن تبدو أكثر هدوء وهي تكفكف عيناها وتذهب للخارج ......

ضغط فهد على جرس الباب مرة أخرى ليفتح أخيرا ....أشارت له قمر بالدخول وقالت :-
_ اتفضل
رمقها فهد بتعجب ولاحظ احمرار عيناها ولكنها تصنع عدم الانتباه لأمر لا يعنيه ....اغلقت قمر الباب بصفقة قوية جعلت فهد ينظر لها بدهشة وقال :-
_ في ايه ؟!
هزت قمر عيناها بنفي :-
_ مافيش ...اتفصل اقعد على ما حورية اختي تيجي ...هروح اعملك حاجة تشربها
كادت أن تدلف للمطبخ حتى دق جرس الباب مرة أخرى ...ذهبت لتفتحه دون ان تلقي نظرة بالعين السحرية من فرط غضبها ....ليقف سامح مقتطب الملامح بعصبية :-
_ يعني لو ما سمعتش صوت الباب ماكنتش عرفت أن حد جه !! ماتنسيش انكم بنات ولوحدكم ولازم يكون راجل معاكم يا هانم ماينفعش تدخلي حد من غير ما تقوليلي حتى لو كان مين !!
وقفت ناظرة بإتجاه آخر وملامح غاضبة بصمت ...عاد يتحدث فتركته وذهبت دون أن تجيبه بكلمة واحدة .....ضيق سامح عيناه بدهشة من فعلها ودلف وعيناه بإتجاه المطبخ ......

رحب بفهد ثم جلس أمامه وقال ببعض التيهة :-
_ التنفيذ امتى ؟
رمقه فهد بتسلية بعدما راقب المشهد واجاب :-
_ بكرا أن شاء الله .....أنت زعلتها في حاجة ؟!
نفى سامح الامر :-
_ ابدًا .....
اتت حورية بعدما بدلت ردائها الأسود بملابس محتشمة ورمت سامح بنظرة عصبية جعلته يشعر بشيء مريب حتى بدأ فهد حديثه :-
_ الأوراق وكل حاجة تخص شخصيتك الجديدة ...في الظرف ده ....اسمك الجديد ...ياسمين عبد الله ، خريجة حقوق ....والعنوان الجديد اللي هتروحوه النهاردة موجود في الورق ....لما توصلي هناك اسألي على صاحب البيت وقوليله اسمك وهو عليه الباقي ..
أخذت حورية المغلف وفتحته وبدأت ترى أوراق شخصيتها الجديدة لتردد :-
_ ياسمين عبد الله ....حلو
تابع فهد :-
_ المعلومات سهل تتحفظ ....مهمتك هتكون أن تكوني في المستشفى بشخصية خطيبة نادر وبمساعدة د.محمود ....هتطلبي أنك تباتي في المستشفى لما اكلمك ...وساعتها هقولك تعملي ايه
تدخل سامح بالأمر:-
_ لو تقصد تراقب فاروق بالطريقة دي ...فممكن تبقى في خطر !!
نفى فهد :-
_ فاروق خد اجازة لأنه اتعرض لهجوم من قاطع طريق ...ده عرفته النهاردة ...وعرفت كمان أنه هيقضي فترة علاجه في البيت ، يعني قدامنا فرصة ندخل مكتبه في الفترة دي من غير ما أي حد يشك ....وكمان حورية المفروض أنها فاكرة شوية المكان اللي اخدوها فيه ....لازم تدور على المكان ده لحد ما توصل للمخبأ السري بتاعهم ....دي مهمتها ،وبمجرد وصولها لأي دليل هتنتهي المهمة ...يعني هي وشطارتها

اتت قمر بعدما اعدت عصير طازج ووضعته على الطاولة بملامح حادة ....رمقها سامح بتسائل وتعجب ...لتقل قمر فجأة :-
_ انا هروح احضر الشنط عشان هنمشي دلوقتي

اتسعت عين سامح بغضب وهو ينظر لها ولكنها تجاهلته تمامًا حتى قال فهد :-
_ فاضل حاجة واحدة ......احنا محتاجين حد جوا بيت الالفي يجيبلنا معلومات ، بس محدش بيشتغل في القصر بسهولة ودي بقى مهمة سامح
وقفت قمر وهي بطريقها للغرفة ....ليتابع فهد :-
_ محتاجين حد يبقى عين ليا جوا القصر ويجبلنا معلومات لأن فاروق مقيم في بيته الفترة دي وده معناه أنه _____
قاطعته قمر فجأة :-
_ أنا هروح
نظر لها الجميع ليقف سامح غاضباً ثم توجه اليها بخطوات سريعة وهتف :-
_ أنتي اتهبلتي ولا اتجننتي ولا ايه اللي جرالك على الصبح ؟!
اقتربت حورية اليها برفض :-
_ لا يا قمر ابعدي أنتي
قالت قمر بقوة :-
_ لو أنتي هتحطي نفسك في النار هروح وراكي ...مش هسيبك تبقي لوحدك .....وبعدين محدش له كلمة عليا
زفر سامح بغضب وقال :-
_ مستحيل ....مستحيل اخليكي تروحي القصر ...وبعدين أنتي عايزة تشتغلي خدامة !!
تجاهلته قمر ولم تنظر له ليقل فهد :-
_ مافيش داعي للخلاف دلوقتي ، دي هتكون الخطوة التانية لحد ما اتأكد أن فاروق فعلا مش هيرجع المستشفى الفترة دي لأن ده محدش بيعرفله رأي ولا قرار ...خلينا دلوقتي في حورية ومهمتها
رفع سامح اصبعه بتحذير لا يقبل المناقشة :-
_ يوم ما برفض حاجة فهي فعلا تبقى غلط ، بس لو عرفت يا قمر أنك خطيتي خطوة واحدة جوا القصر هروح اكسر دماغك
التفتت له بنظرة شرسة :-
_ وأنت مين عشان تقولي اعمل ايه أو لأ ؟! ماتنساش أن كل اللي احنا فيه ده بسبب ابوك !!
وقف بنظرات نارية عنيفة ينظر لها حتى نهض فهد قائلا :-
_ هتروحي بكرا يا حورية المستشفى الساعة ١١ في الدور الثالث وتسألي عن مريض اسمه نادر رأفت ....والباقي محمود هيفهمهولك لما توصلي ...بعد اذنكم
خرج فهد من الشقة ليهتف سامح غاضبا مرة أخرى :-
_ حسك عينك تعلي صوتك عليا تاني وبالذات لو قدام حد ....انا ماسك اعصابي بالعافية ماتخلينيش اعمل حاجة مش عايز اعملها
نظرت له بشزر :-
_أنت مين مديلك الحق تتكلمي معايا كدا وتمشي عليا رأيك ؟! أنك يعني بتحبني وفاكرني بحبك !!! لا شكرا خلاص مش عايزة ..كل واحد في سكة

اتسعت عيناه بصدمة من قسوتها الغير مبررة وكادت حورية أن تخبره ولكنها شعرت ببعض الحرج .....قال بعنف :-
_ أنتي بتهدديني ؟!
قمر بسخرية :-
_ وأنت ليه معتبره تهديد !! ، وايه اللي مزعلك كدا من واحدة مش عارف تمسك حتى ايدها !! ، ربنا يخليلك اللي بيجولك لحد عندك وبيباتو في شقتك ب_______
هتف ليستفزها :-
_ طب ما انتي بتباتي في شقتي !!
انتفضت من الغضب حتى رفعت يدها لتصفعه ولكنه اوقفها بقبضة يده القوية وقال بعنف:-
_ مش هحذرك تاني ترفعي ايدك يا قمر ...
تلوت بقبضته وصرخت ببكاء :-
_ بت في شقتك وانت براها مش معاك بقميص نوم من اللي مالية دولابك يا سافل ...بس دي غلطتي أنتي صدقتك المرادي كمان ...غلطة ومش هكررها تاني ....
ضيق سامح عيناه بذهول حتى ركضت حورية وخلصت شقيقتها منه لتنتفض قمر باكية وقالت :-
_ أنا مش هقعد ثانية واحدة هنا ومش عايزة اشوف وشه تاني
ركضت الى الغرفة الخاصة به ليقل بهتاف :-
_ انا مش فاهم حاجة
قالت حورية بحرج :-
_ زي ما سمعت ، هي لقت الهدوم دي في دولابك ومن ساعتها وهي حالتها كدا
توجه سامح للغرفة ليجد قمر تلملم الاشياء الخاصة بها في حقيبتها وهي تبكي بشكل هيستيري ..... رمق بعض الاثواب اللامعة وهي ملقاة على الأرض ففهم سبب غضبها الى هذا الحد وقال بنفي :-
_ أنا ماعرفش حاجة عن اللي لقتيه اقسم بالله ، انا سيبت داليا هنا وجيت وراكي يا قمر واكيد هي اللي حطتهم هنا
هتفت به بشراسة :-
_ وهي تقعد هنا ليه معاك حتى لو كنت خطبتها ؟ ولا بردو عشان تعرف الحقيقة ؟! ...بس اظاهر أنك اتماديت أوي معاها اصلها مش هتسيبهم هنا عمد هي ماكنتش عارفة أني جاية !!
هتف بعصبية :-
_ اهدي عشان أعرف احكيلك وافهمك ....
قمر بصياح :-
_ مش عايزة افهم اكتر من كدا ، سيبني في حالي بقى حرااام عليك
نظر لها بعصبية وقال :-
_ أنتي مجنونة وماعندكيش أي تفاهم ولا حتى بتحبي تفهمي ...تصدقي بقى أني لأول مرة احترم داليا ....اه زي ما سمعتي كدا ، عشان هي بتحارب وتبقى معايا وانا راميها اصلا ، لكن أنتي بتبعيني بمنتهى السهولة في الوقت اللي مستعد احارب الدنيا عشانك ....عارفة داليا حطت الحاجات دي ليه في دولابي ؟ لو فكرتي شوية هتفهمي ولا تحبي ابقى وقح وافهمك ؟
اغلقت حقيبتها بحركة غاضبة ثم حملتها وقالت له بحدة:-
_ أنت اللي غلطت من البداية عشان سيبتها تكون موجودة هنا ، اللي يحط نفسه في موضع الشبهات ما يلومش غير نفسه ، وبصراحة مش قادرة اصدق أن بنت بالوقاحة دي هتكون قاعدة هنا وما تحاولش معاك بما انها زبالة أوي كدا ...ومش مصدقة بردو أنك بالملائكية دي انك ترفضها ....اقدر اقولك دلوقتي وانا متأكدة ان هي اللي بعتتلي الصور ....مافيش بنت تعمل ده كله لمجرد أنها بتحب واحد !! اكيد في حاجة اكبر من كدا مخلياها تعمل كدا
جذب الحقيبة منها بعنف وهتف :-
_ أنتي اللي ما جربتيش تحاربي عشان اللي بتحبيه ، أنتي اسهل ما عندك الهروب ! ، أنا مش هفضل طول العمر اجري واتمسك واقولك صدقيني ....لو أنتي ماكنش عندك الدافع أنك تسمعيني يبقى علاقتنا دي لازم تنتهي فورا لأنها متعبة ....وأنا ما اقدرش اعيش مع واحدة ممكن تهد كل شيء في لحظة غضب ...لو عايزة تمشي اتفضلي والمرادي مش هجري وراكي
ابتلعت غصة مريرة بحلقها ودموعها تغرق وجهها ثم اخذت حقيبتها من يده وخرجت من الغرفة .....
وقفت أمام الباب تنتظر شقيقتها حتى تنهي احضار حقيبتها بالغرفة الأخرى ...في لحظة خروجه من الغرفة صادف خروج حورية من الغرفة الأخرى بعدما انهت استعدادها الكامل للخروج ....
اخذت حورية المغلف وفتحته بحثا عن العنوان الجديد لتأخذه وتضع الظرف بحقيبتها بآمان ......
قال سامح بنظرة بها الم لا يطاق ولكنه جاهد ليخفيه :-
_ هوصلكم
اعترضت حورية :-
_ لأ ماينفعش ....
خرجت قمر من الشقة دون أن تنظر له حتى لا يرى دموعها وخلفتها حورية تاركين سامح يقف متجمدا وناظرا لقمر بعذاب قاتل ....تملكه الغضب من رحيلها فذهب خلفها قائلا بحدة :-
_ لو بعدتي عني دلوقتي مش هحاول اقرب تاني ....
لم تجيبه ودخلت المصعد مع شقيقتها حتى هتف بعنف مرة أخرى :-
_ خلاص استعدي بقى لخبر خطوبتي مع داليا يا قمر ، وبجد برافوا عليها هي اللي تستحق أني اكمل معاها على الاقل مش هتهرب ....
رفعت عيناها وهي تضغط على زر الهبوط بعصبية وقالت بنظرة قاتلة :-
_ ماتنساش تعزمني
هبط المصعد بهم لتجهش قمر بالبكاء وربتت حورية عليها وقالت :-
_ انتي اللي اتعصبتي قبل ما تعرفي الحقيقة
قمر بحزن :-
_ أنا بقع في مواقف أي حد مكاني كان هيعمل زيي وأول مرة كنت موافقة اسمعه رغم عصبيتي بس لقيته بيقولي كدا !! وانا لا يمكن اقلل من كرامتي عشان حد

خرجوا من المصعد ليستقلوا سيارة أجرة في الطريق .....
________________________________________الحمد لله

بمشفى خاص .......
ركض هشام للغرفة التي اعلمه بها موظف الاستعلامات حتى وجد نورا ابنة خالته وخالته نوال خارج غرفة العناية المركزة ....توجه اليهم بنظرات مذعورة قائلا :-
_ امي حصلها ااايه ؟
قالت نورا معاتبة :-
_ السكر وطي أوي يا هشام ، شكلك زعلتها أوي المرادي
ابتلع هشام ريقه بصعوبة ودلف لداخل الغرفة دون استأذان من احد حتى توقف عندما رأى نازك ممددة على فراشها واحد المحاليل الطبية معلقة بيدها ....ركض اليها واخذ يدها بقبلة طويلة ونزفت عيناه عبرات ساخنة من الألم وقال :-
_ ما اتفقناش على كدا ....احنا نزعل من بعض لكن تبعدي عني وكمان تتعبي !! لأ ده أنا اموت نفسي احسن ....أمي أنتي سمعاني ؟
ادمعت عيناها رغماً وودت لو تضمه بقوة وحنان الامومة ولكنها ثبتت بالتظاهر ....قالت ببطء :-
_ سمعاك
رفع عيناه هشام الباكية الى جبينها وقال بتوعد :-
_ والله ما هزعلك تاني ، اؤمريني وانا انفذ
فتح باب الغرفة لتظهر نعمة التي اتصلت بها نورا واخبرتها بما حدث لنازك وعنوان المشفى ....تطلعت الى هشام وشعرت بوخز الالم عندما رأت دموعه لتبتسم نازك اليها قائلة :-
_ تعالي ..يا نعمة
التفت هشام اليها بدهشة وآخر شيء توقعه هو ظهورها بهذه اللحظة وأول شيء تمناه هو قربها الآن .....اقتربت نعمة اليها ورسمت بسمة خفيفة على ثغرها ...لتضم يد نازك بيدها وقالت :-
_ سلامتك الف سلامة ...في واحدة كلمتني وقالتلي انك هنا والله ما اعرف جتلك أزاي ! جري ولا مشي والله ما فاكرة
مسح هشام دموعه وابتعد قليلاً دون حديث ولكنه شعر بالأطمئنان لوجودها وكأنها هي ضلعه المستقيم وليس الأعوج ! ....
قالت نازك :-
_ سيبني لوحدي معاها يا هشام
تطلع اليها هشام بتعجب ثم نفذ الأمر دون جدال مغلقا الباب خلفه ....
لتقل نازك :-
_ بقى كدا يا نعمة ....ده أنا جيتلك لحد بيتك وحبيتك وحسيتك هتبقي بنتي ...تقومي تتخلي عننا كدا ؟
رقرقت عين نعمة بدموع وقالت بحزن :-
_ معلش ...كل شيء نصيب وهشام ما زعلنيش في حاجة ، بس هو نصيبنا بقى
ابتسمت نازك بمحبة وقالت :-
_ أنا عرفت كل حاجة ...ابني بيحبك والله واتقدملك عشان عايزك بجد ،انا مش صغيرة يابنتي عشان اكدب عليكي ....وهشام عمره ما هيخليني اروح معاه وهو في دماغه شغل وبس .....
قالت نعمة بصدق :-
_أمي قالتلي كدا بردو لما حكيتلها ....بس
قاطعتها نازك :-
_ بس أنتي بتحبيه زي ما بيحبك ....أنا حاسة بده ، هشام مافيش اطيب منه والله يا نعمة ...لو ليا خاطر عندك اديله فرصة تانية تتأكدي من كلامي ...لو طلعت غلطانة سبيه
صمتت نعمة ونظرت للأسفل بحيرة لتردف نازك بتصميم :-
_ هتكسري بخاطر مامتك ؟
اجابت نعمة :-
_ مايرضنيش اكيد أني اكسر بخاطرك ، بس هو كسر خاطري أوي ومش عارفة هرجعله أزاي
نازك بمكر :-
_ ارجعي... بس خليكي تقيلة
ضيقت نعمة عيناها بتعجب وقالت :-
_ يعني ايه ؟!
ابتسمت نازك واجابت :-
_ يعني هخليه يجي يعتذرلك في بيتك وانتي بقى خليكي تقيلة كدا لحد ما يقع في حبك على الآخر وساعتها افرحي يا حبيبتي وعيشي حياتك معاه وجيبولي حفيد كدا قبل ما اموت
نعمة بلهفة :-
_ ربنا يبارك في عمرك يارب
نازك بابتسامة :-
_ موافقة يا عروسة ؟
ابتسمت نعمة في خجل وصمت لتتسع ابتسامة نازك قائلة :-
_ الف مبروك يا عروسة ابني
دلف هشام بعد فترة للغرفة بعد أن خطف نظرات سريعة لنعمة ...قالت نازك بأمر :-
_ حضر نفسك
هشام بحيرة وقلق :-
_ ليه ؟
نازك بنظرات متسلية :-
_ عشان بعد ما اخرج من المستشفى هنروح عند نعمة في البيت نتفق على شوية حاجات كدا لزوم الفرح ...
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه هشام ليركض الى امه وقبل جبينها بقبلة طويلة قائلا :-
_ ربنا ما يحرمني منك ابدًا
نهضت نعمة بوجه اشتد احمراره وقالت :-
_ طب استأذن أنا بقى ...الف سلامة على حضرتك
قالت نازك بابتسامة محبة :-
_الله يسلمك ياروحي وصل خطيبتك للبيت يا هشام اوعى تسيبها

نظر هشام لنعمة بمكر وقال :-
_ يلا
خرجت نعمة معه بخطوات بطيئة ليخرج من الغرفة وترمقه نورا بمكر وقالت :-
_ هي بقت كويسة جدًا ما تقلقش ، هتطلع بكرا
نظر هشام لنعمة بابتسامة وقال :-
_ الحمد لله ...انا في نعمة
رفرفت ابتسامة متخفية على وجه نعمة ليقل هشام بجرأة :-
_ يلا يا حبيبتي عشان اوصلك
اطرفت عيناها بخجل شديد وذهبت معه دون أن تتفوه ببنت شفه ....

ابتسمت نورا ابتسامة واسعة وقالت نوال :-
_ المهمة نجحت
نورا بقلق :-
_ طب يلااا قبل ما المدير يوصل
*********

جلست نعمة بجانبه داخل السيارة ليسند هشام يده على المقود ناظرا لها بحب ..وقال :-
_ بحبك والله العظيم ...اطول يومين عدو عليا ...ماتبعديش عني تاني
اجابت نعمة بعتاب :-
_ لو كنت صارحتني قبل ما أعرف كان الموقف اتغير ...
اجابها باعتذار :-
_ انا اسف بس ده فعلا كان هيحصل ...انتي اللي عرفتي قبل ما اقولك ،أنتي تعرفي اصلا أني فرحت أني هشوفك تاني لما فهد قالي على المهمة ...
ابتسمت نعمة بسعادة وقالت :-
_ طب يلا عشان ما اتأخرش
هشام :-
_ بتحبيني ؟
نعمة بابتسامة ماكرة :-
_ الرد مش دلوقتي ....
هشام بدهشة :-
_ ااااه ...بقى كدا ، ماشي ....نستحمل لحد بعد الخطوبة
صححت نعمة بضحكة :-
_ بعد كتب الكتاب تقصد
ضيق هشام عيناه بتذمر :-
_ كتير اوي كدا !!
نعمة بثقة :-
_ عجبك ؟
اجابها بنبرة مرحة :-
_ عجبني أوي ....المهم انك معايا
حرك السيارة بعد أن رمقها بنظرة ماكرة جعلتها ترتبك ....
______________________________________صلِ على النبي

بشقة في حي سكني هادئ .......
دلفت حورية وقمر الى شقة قد قادهم اليها صاحب المبنى ثم تركهم...وضعت قمر حقيبتها على اريكة بصالة الشقة المتوسطة الحجم ...دفئها نابع من بساطة اثاثها البسيط لتقل حورية :-
_ هنزل اشتري حاجة ناكلها
قمر بتيهة والم :-
_ انا عندي صداع جامد مش قادرة افتح عيني منه ...
حورية بقلق :-
_ خلاص هروح أي صيدلية اجيبلك حاجة للصداع ...دقايق وراجعة
حاولت قمر أن توقفها ولكنها لم تستطع من فرط من تشعر به من الم يضج برأسها ......

************

بحثت حورية عن صيدلية بالشوارع الجانبية للمبنى وحرست أن لا تبتعد حتى لا تتيه بالشوارع الجديدة على مرأها ....لمحت احداهم على الرصيف الآخر من الشارع وكان لابد أن تمر طريق السير المزدحم بالسيارات التي تسير ببطء نظرا للأزدحام بهذه الساعة من النهار ....
مرت الى الرصيف الآخر وحمدت تعطل السير بهذا الوقت والا لما كانت مرت بهذه السرعة ثم دلفت لتأت بالدواء ....
خرجت بعد دقائق وهي تحمل بيدها اقراص مسكنة لآلام الرأس وبدأت أن ترمق السير حتى تمر مرة أخرى ولكنها صدمت بعيناه التي اتسعت بصدمة وهو بداخل سيارته ....

كان يجلس بسيارته منتظراً خلو الطريق المزحم بالسيارات حتى رمقها على بُعد خطوات منه ليتسمر ثوان بذهول حتى فتح باب سيارته وخرج ياسين منه بلهفة عنيفة شعت بعيناه منذ لمحها مرة أخرى ....اختفت فجأة من امامه فركض بالطريق الذي أمامه بحثاً عنها ناظرا لجميع الجوانب ك الذي يبحث عن ضالته .....

استجمعت قواها واستغلت الثوان الذي خرج بها من السيارة لتختبئ داخل مبنى سكنى بابه كان مفتوحاً .....رمقته من خلف الباب وهو يبحث عنها وتعجبت من لهفتها الواضحة عليه أو ربما شعرت برضا في ذلك ، اختبئت وهي ترتجف عندما لمح ياسين الباب بشك فبدأ يقترب منه تدريجياً ....عادت للخلف وهي تستند على الحائط حتى وجدت حوض زهور كبير وخلفه فراغ يبدو أنه يسع حجمها فأختبأت خلفه سريعا وبدأت تراقب الباب أمامها .....

دلف ياسين من الباب ليجد مدخل المبنى مظلم بعض الشيء ولا يظهر أن احداً فيه ...قال بعصبية :-
_ رااحت فين ..راااحت فين !!
ارتجفت حورية بخوف من نبرته وهي تراقب شدة انفعال وجهه حتى بدأ اليأس يظهر على ملامحه واستدار ليخرج للطريق ...
انتظرت حورية لدقائق قبل أن تتحرك من موضعها ثم توجهت للباب بحذر وراقبت الطريق بحرص شديد حتى وجدته يقف على مسافة بعيدة يبحث بإتجاه آخر فخرجت بتسلل عندما لمحت سيارة أجرة تمر من الطريق فأوقفتها ودخلتها سريعا وهي تأمر السائق بالتحرك .....تعجب السائق مستفسرا عن العنوان فنظرت حولها واخبرته بعنوانها الجديد ليتعجب أكثر وقال بشك في امرها :-
_ مالك كدا مش على بعضك ؟
هتفت بغيظ :-
_ مش قلتلك العنوان ما تمشي بقى !!
اتسعت عيناها بفزع غندما لمحت ياسين يقترب متوجها اليها وكأنه اكتشف امرها فخرجت سريعا من السيارة وركضت فأقصى سرعتها مستعينة بالاختباء خلف السيارات لذلك لم يسعفه أن يلمح اتجاهها .....

ركضت لمسافة طويلة وتأكدت أنه لم يكن خلفها وحاولت أن توقف سيارة أجرة لكنها لم تستطع بسهولة حتى لمحته مرة أخرى يأت من بعيد فعادت بوجه يرتجف من القلق لتجد نفسها تدلف لمدخل مبنى كبير فخم وركضت بداخله تختبئ حتى كاد أن يتوقف قلبها عندما وجدت أمام عيناها عز وهو يخرج من المصعد متسعاً عيناه بقوة عندما رأها ........لم تشعر بشيء فقد سقطت مغشياً عليها .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة