-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1). 

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل السادس والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج1)
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج1)

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل السادس والثلاثون

علـم أمين من محاميـه بأمر القبض علي أخته وما فعلتـه، فإزداد شحـوب وجهه وبدا عليه التعب ، ولج داخل محبسه مشدوها مما هي عليه الآن ، أحسه بنغزه في صدره وصعوبـه في التنفس ، أرتمي بعدها علي الأرضيه غير قادر علي السير ، جثي علي صدره وأخرج شهقه مكتـومه ، تعجب المسجنون من هيئته التي لا تبشر بخير ،تمدد هو بقدميه علي الأرضيـه مجحظا عينيه ، فتعالت همهمات وصراخات من بالسجــن ، فتوجه أحدهــم صوب الباب مستغيثــا:
- ألحقـونا في مسجون مــات .
___________________

هبطـت مريم الدرج ، فوجدت ابنه عمها بالإسفل تتناول الإفطار بمفردها ، فإقتربت منها قائـــله :
- صباح الخيـر
أجابتها نور وهي تلوك الطعــام : صباح النـور
ألتفتت برأسها يمينا ويسار ثم أردفت باستغراب :
- ايه ده ..انتي بتفطـري لوحدك ...
حركـت رأسها بنفي مجيبه :
- لأ ..سلمي طلعت بره تتكلـم في الفون
أومأت برأسها وأردفت بفضول :
- محدش صحي ..ميرا ..مالك ..طنط ثريا
أجابتها نـور : لأ ..بس سلمي وأنكل في المكتب .
مــريم بمغزي : طيب وزينـو
تأففت نـور قائله : معرفــش ، أدارت رأسها عفويا وجدتـه يهبط الدرج ، فأشارت بيدهــا متابعه بسخط:
- أهـو
وصل اليهم وأردف بهـدوء ظاهري :
- صبـاح الخير
أجابته مريم فقط : صباح النور
وجه بصره اليها فوجدها غير عابئه به فإبتسم علي غير العاده ، خرج فاضل هو الآخر والتم الجميع حول المائده ، وأنتبه لعدم وجود أخته وأبناءها فأردف متسائــلا :
- هي ثريا والولاد لســه نايمين
زين بتنهيـده : سيبهم براحتهم يا بابا ، تابع مستفهما :
- حسام كان كلمني علي موضوع الخطوبه
فاضل بجـديه :
- تتأجــل طبعــا
أومأ برأسه موافقـا : وده اللي انا قولته يا بابا.
لوت مريم شفتيها بتهكم وتنهدت بضيق ، فهمست لها سلمي :
- كل تأخيـره وفيها خيره
مريه بتجهــم : وفيه حاجه أسمها خير البر عاجله
كتمت مريم أبتسامتها ، نظر لوجود حاله وفاه ، فأردف زيــن بإيجاز موجها حديثه لنور :
- يــلا
حدجته بضيق واردفت في نفسها :
- رجعـنا للنكـد من تاني
نهضت وسارت خلفه متجهمه الملامح فإستدار لها قائــلا :
- إعدلي وشك ده
كزت علي أسنانها قائله بضيق :
- مـاله وشي ..مش عاجبــك ولا ايه
ابتسم بسخريه قائلا :
- خـلاص بقيتي بتكرهيـي تركبي معايا
وجهت بصرها اليه قائله بضيـق :
- كنت ما صدقت خلصت منك ، ثم تركته وأسرعت للخارج ، فتتبعها بضيق جلي و دلف هو الآخـر ....
__________________

لم تنم طوال الليل ، لأن زوجهــا تركها ورحل ، فأمسكت هي فيما تبقي من ذكـريات تجمع بينهم لتهون عليها القـادم تذكرت افراحهم سويا وأيضا أحزانهم التي تكاد تكون معدومه ، لاسيما في الفتره الأخيره ، تمعنت صورته وأخذت تبكي قائلــه بحزن جلي :
- هنعمل ايه من غيرك يا منصور ..احنا من غيرك ولا حاجه
ولجت ميرا عليها وجدتها بتلك الحاله فأقتربت منها قائله بلهفه بائنه :
- ماما حبيبتي ...متعمليش في نفسك كده ..احنا محتاجينــك.
رفعت رأسها نحوها ومسحت دموعها بكفيها قائلـه :
- مش هرتاح غير لما أشوفكم كويسين قدامي ..أنتو دلوقتي اللي تهمــوني .
نظرت لها ميــرا بحزن قائله :
- طول ما أحنـا مع بعض هنبقي كويسين .
حركت رأسها نفيا وأردفت بنبـره جاده :
- لازم تتجوزي ..مش هرتاح غير لما أطمـن عليكي أنتـي .
عبست بملامحها وأردفت بضيــق :
- مش وقته الكلام ده يا ماما
أشارت بكف يدها لتصمت وأردفت بحـده :
- لأ وقته ..فايز بيه كلمني وهو عند كلامه لسه ..وفي أقرب فرصــه هنتفق علي كل حاجـه .
ميـرا بانزعاج : دا انا حتي مشفتوش يا ماما .
اشاحت ثريا بوجهها وأردفت بلامبالاه وهي تلملم ما أمامها :
- حـلو انا شفته ...روحي انا عايـزه أرتاح شويه
نهضت ميرا بتهكم بائن واردفت :
- طيب يا مامي أرتاحـي .
________________

ينظر بين الحين والأخر الي وجهها العابس ، أكفهرت ملامحه وزفر بضيق ، فأشارت هي بيدهـا قائلـه :
- نزلني ..وصلنا
نظر لها شزرا وأردف بضيـق :
- ومستعجله كده ليـه
لـم تجيب عليه وأسرعـت بالترجـل من السياره وأغلقت الباب خلفها بعنف ، ودنت من النافذه قائله بغيظ :
- كنت خلاص خلصت منك ..بس الحظ
ثم أسرعت نحو الداخل وهي تتمتم ببعض الكلمات الغاضبه ، نظر اليها بضيق بائن ، فقد أصبحت متمرده عنيده ، ولأول مره يخشاها ، كبرت عن ذي قبل وعليه الإعدال في معاملته معها، أشاح هو بوجهه وأدار سيارته .......
________________

تصبب العرق من علي جبينها وجففته هي بتلك المنشفه الورقيه ، وزفرت بضيق من أزدحام السير الغير معتاد امام مدخل النادي ، عرجت عن الطريق لتسلك أخر ولكنها تفاجئت بسياره ما ترتطم بها من الخلف ، فشهقت هي وتشنجت تعابير وجهها وصاحت بغضب :
- انت يا حيوان ياللي سايق ..مش تحاسب
ترجل علي الفور من سيارته وأشرأب بعنقه لتفحص سيارته وتنهد بارتياح لعدم اصابتها بمكروه ، ثم وجه بصره الي تلك الفتاه وأردف بأسف :
- انا بعتذر لحضرتك علي اللي حصل
هتفت بعصبيه غير مكترثه بحديثه :
- انت متخلف ..مبتعرفش تسوق عربيات ..بتركبها ليه
دهش من اسلوبها السمج فرد عليها بضيق :
- انا أعتذرتلك ..أعملك ايه تاني ...دا ايه اليوم دا يا ربي
حدجته بنظرات ناريه قائله :
- انتي بني آدم مستفز وقليل الأدب
كز علي أسنانه ونظر حوله قائلا بضيق جلي :
- دا ايه البنت اللي لسانها طويل دي
شهقت بصوت عالي وأردفت متوعده :
- انا هعرفك هعمل ايه دلوقتي ..أستني عليا
مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت هاتفها وأردفت وهي تتصل بشخص ما :
- دا انا هوديك في داهيه ...علشان تعرف بتتكلم مع مين
رد بسخط :
- هيكون مين يعني ..ولا تقدري تعملي حاجه
اتاها الرد فأردفت بحماس :
- ايوه يا حضره الظابط ...فيه واحد بيتحرش بيا
شهق بصدمه طاغيه علي هيئته وأردف :
- تحرش ..يا نهار مش فايت .....
__________________

جلس زين في مكتبه لأداء بعض الأعمال ، فتفاجئ بإتصال صديقه به فأجابه علي الفور :
- خير يا معتز ..عملت ايه
أجابه معتز بضيق ممزوج بالإنزعاج :
- هيعرضوها علي أخصائي نفسي ..علشان يشوفوها سليمه ولا مجنونه .
نهض زين من مقعده قائلا بعصبيه مفرطه :
- بتتكلم جد يا معتز ..يعني هتطلع منها..
معتز بنفي :
- لأ طبعا ..دي هتروح مستشفي المجانين
زين بمغزي :
- ما هي ممكن تمثل انها مجنونه ..
معتز بسخط :
- ليه ..هيا سويقه ..اللي بيكشف عليها دكاتره ومختصين ..يعني لو بتكدب هيعرفوا علي طول وهيبدأو معاها الإجراءات اللازمه ، تابع بمغزي :
- بس من كلامها ..انا شايف انها مجنونه
جلس مره أخري علي مقعده قائلا بانزعاج :
- عمتي لو عرفت هتطريق الدنيا
معتز بنبره متفهمه :
- يا زين المستشفي والسجن واحد ، هنا هتتحبس وهنا هتتحبس ..نفس المده
زين بعصبيه مفرطه :
- تتحبس ايه ..دي قاتله ..المفروض تاخد إعدام
معتز مهدئا اياه :
- يا زين المواضيع مبتتاخدش كده ..التحقيقات هي اللي بتحدد..
________________

لم تبالي بحديث الجميع حول تنازلها وقررت القان ذلك الحقير درسا لتطاوله عليها ، ذهبت الي مركز الشرطه وهو معها ، وكان ينظر اليها بين الحين والآخر بضيق ، لم تبالي به وابتسمت بإنتصار قائله :
- اللي مربهوش أهله ..تربيه سلمي
قامت بعمل محضر ضده وأزاحت فكره التحرش بها وأكتفت بمحضر سب وقذف ، هدأ قليلا وفكر في الإعتذار منها ولكن نفض تلك الفكره خاصه بعدما أهانته ، ولم يتوقع هو ان يصل الأمر بينهم الي هذا الحد ، ولكن ما يريحه قليلا وجود أخيه واردف في نفسه :
- مافيش غير معتز ..هو اللي هيخرجني منها ....
________________

توقفت عن العمل وأخذت تبحث عن شيئا ما ، فتذكرت اين وضعته ونهضت من علي مكتبها ثم أمسكت بذلك السلم المعدني وصعدت عليه لتبحث عما تريده ، مدت يدها والتقطت إحدي المستندات المتراصه وبدأت البحث ، طرق باب مكتبها فأجابت :
- أدخل
ولج باسل وعلي وجهه ابتسامه عذبه قائلا :
- مساء الخير يا مريم
أجابته بابتسامه :
- مساء النور يا باسل ...أتفضل
أقترب منها متسائلا :
- بدوري علي ايه ...انزلي انتي وأدور بدالك
أردفت بابتسامه ممتنه : متشكره يا باسل ...الموضوع مش مستاهل
ما ان مدت يدها لتلتقط ذلك الملف حتي أختل توازنها ، وأردف باسل بلهفه بائنه :
- حاسبي يا مريم
أسرع علي الفور ناحيتها وقبض عليها بكلتا ذراعيه ، وأحال دون سقوطها وتشبثت هي الأخري به فأردف مهدئا اياها :
- متخافيش ..انتي كويسه
وقف هو عند الباب وحدجهم بنظرات ناريه وأردف بغضب :
- ايه اللي بيحصل ده
أعتدلت سريعا وازدردت ريقها وأردفت مبرره :
- انا كنت هقع وباسل لحقني ، نظر لها بعدم إقتناع فتشدق باسل بتوتر :
- أستأذن انا بقي
مريم بابتسامه زائفه : أتفضل يا أستاذ باسل
خرج الأخير وسط نظرات حسام الغاضبه نحوه ، ادار رأسه نحوها وأردف بنبره متشنجه :
- ايه اللي انا شوفته ده
ضيقت عينيه نحوه ثم أبتسمت بثقه وجلست علي مقعدها بهدوء ، وأردفت بلامبالاه :
- شوفت ايه
أغتاظ من برودها المستفز وأقترب منها قائلا بضيق :
- يعني مش عارفه
نظرت الي عينيها مباشره وأردفت بهدوء :
- عادي اللي حصل ده ، تابعت بمغزي :
- ماشوفتناش علي السرير يعني
أزدرد ريقه وتفهم مقصدها ، بينما نظرت اليه بثقه وأردفت بلامبالاه زائفه :
- أتفصل عندي شغل
أعتلي وجهه ضيق شديد وترك المكتب علي الفور ، فتتبعته هي بسخريه قائله :
- بقي بتشك فيا انا ..بس كده كويس....علشان تلزم حدودك معايا من أولها .........
___________________

عادت نور من مدرستها ، بدلت ملابسها وقررت ان تدرس قليلا ، جلست علي مكتبها الصغير وشرعت في إستذكار دروسها ، ولج الغرفه عليها ونظرت هي اليه ثم أشاحت بوجهها مره أخري مما أزعجه منها ، شلح سترته وألقاها باهمال وتوجه ناحيتها ، شعرت بقربه وتوترت بشده ، وقف قبالتها وأردف بتساؤل:
- بتعملي ايه
نظرت له بسخط قائله بسخريه :
- بلعب
ضغط علي شفتيه السفليه بضيق ، وتنفس بهدوء قائلا :
- هتفضلي تعامليني كده كتير
لم تكترث له وعاودت أستذكار دروسها ، فأشتعل غيظا وتابع بانزعاج :
- نور انا بكلمك ....يعني تردي عليا
ألقت ما بيدها ونهضت من علي مقعدها واتجهت اليه وأردفت بعصبيه :
- وأنا أهمك في حاجه علشان أعاملك كويس ...روح للبنات اللي بتعرف تحضن وتبوس
أغمض عينيه محاولا ضبط أنفعالاته ، ثم وجه بصره اليها وأردف بخبث شديد :
- بس هما مش بيحضونوا ويبوسوا بس
زوت مابين حاجبيها بعدم فهم وتسائلت :
- بتعملوا ايه تاني
أقترب منها قائلا بابتسامه خبيثه :
- عايزه تعرفي بنعمل ايه
أزدردت ريقها فدنا هو منها فتراجعت هي للخلف وأشارت بسبابتها محذره :
- أوعي تقربلي ..متفكرش انك هتبوسني زي كل مره ...أنسي
كز علي أسنانه وأردف بنبره متشنجه :
- علي فكره انتي عيله ...وعيله غبيه
أشارت قائله باهتياج :
- لأ مش غبيه ..انت بتضحك عليا ..بس مش هديك فرصه
أمسكها من رسغيها بقوه ووضعهم خلف ظهرها وقربها منه بقوه ، فأستشعرت هي سخونه أنفاسه وازدادت ضربات قلبها ، ولم تستطع حتي تحريك نفسها لزياده قوته الجسمانيه عنها ، نظر هو اليها قائلا بمغزي :
- انا لو خدت منك اللي انا عايزه محدش هيمنعني ..سامعاني ، لم تتفهم مقصده فإبتسم ساخرا منها ودفعها بقوه فإستندت هي علي طرف المكتب ، نظرت له بعدم فهم وأردف هو بإستهزاء :
- مش بقولك غبيه
ترك لها الغرفه وعلي وجهه انزعاج شديد منها ، فقد مل من ذلك الوضع ، تتبعته هي متعجبه من تغيره المفاجئ نحوها ، وفيما يريده منها ........
__________________

تعمدت غلق الهاتف كلما عاود الإتصال بها ، حتي يشعر بمدي أهانته لها ، فسبق وتقبلت عذره ، وعليها الآن تأديبه عما يفعله من تجاوزات معها ، نهضت مريم لتبديل ملابسها وعلي وجهها أبتسامه واثقه غير مكترثه لإتصالاته المتكرره ......

ألقي حسام هاتفه بإنزعاج بائن ، وأخذ الغرفه ذهابا وإيابا بعصبيه مفرطه لاعنا نفسه علي تصرفه الأحمق ، فوضع في ذلك الموقف قبل ذلك وبادلته ثقه متناهيه ، وها قد عادت الكره ولم يبادلها تلك الثقه ، أخرج تنهيده قويه تعبر عن مدي ضيقه وتصرفه الأهوج معها وأردف بعتاب :
- إنت اللي غبي ...إزاي تشك فيها ..وكمان قبل الخطوبه ، إرتمي علي المقعد وتابع عابسا :
- دا ايه الخطوبه النحس دي ...زي ما يكون حد باصصلي فيها..
__________________

قرر زين الذهاب لوالده لإبلاغه بما أخبره به معتز ، طرق الباب مستأذنا بالدخول ، فسمح له وولج للداخل فأردف فاضل متسائلا:
- خير يا زين
جلس زين وأردف بتردد :
- الست اللي قتلت جوز عمتي ..بيقولوا مجنونه
تجهمت تعابير وجه وأردف بنبره متشنجه :
- يعني ايه الكلام ده
زين موضحا بنبره متفهمه :
- اطمن يا بابا ...حتي لو مجنونه ..هيودوها مستشفي المجانين
...يعني في الحالتين محبوسه ..
أردف فاضل محذر بملامح متجهمه :
- الكلام ده مايوصلش لثريا ..فاهم يا زين ...ولا أي حد
أومأ رأسه بطاعه وأردف بتأفف :
- دا آخره اللي عمله ...مات علي ايدها
نظر له فاضل وأبتسم ساخرا منه وأردف بمغزي :
- علي أساس أنك شيخ جامع وانا مش عارف
مط شفتيه متفهم مقصده وأردف مبررا :
- انا اللي أعرفها بيبقي علشان حاجه واحده بس ...غير كده معنديش ..ومافيش واحده تقدر تضحك عليا
فاضل بنفاذ صبر :
- ولازم تعرف ان الموضوع ده بيضايق الست قوي ..أديك شوفت عمتك..
لوي شفتيه بتهكم وأردف بإستهزاء :
- علي أساس ان اللي متجوزها دي ست
- زين...
قاطعه زين قائلا بجديه :
- لو سمحت يا بابا.... متجبرنيش علي حاجه مش هتحصل ....عن إذن حضرتك ، خرج زين وتتبعه فاضل قائلا بقله حيله :
- ربنا يهديك يا أبني

دلف زين خارج الفيلا ووقف قباله المسبح شاردا في حياته معها ، وإلما سيظل بتلك الوضع ، كلما إقترب أكثر يباعد بينهما شيئا ما لم يعرفه بعد ، أخرج تنهيده حاره متحيرا في أمرها وبتلك الحالات المسيطره عليها ، لم يشعر أحدا به وبما يكنه لها من مشاعر ، وتغلبت عليهم فكره صغر عمرها وعدم خبرتها ، أخرجت تنهيده قويه وأردف بضيق :
- مش صغيره يعني ...ما في أصغر منها وبيتجوزوا عادي ..هما اللي مكبرين الموضوع ، نظر أمامه بملامحه مكفهره متذكرا مشاكستها معه وعنادها ، حرك رأسه بنفي رافضا فكره بعدها عنه ، وتابع مستنكرا ما يحدث بينهم :
- لأ..هي بتحبني ..وأكيد مش هتبعد عني
_________________
أغلق الباب خلفه بعنف وجلس بجوار والدته بملامح غاضبه ، فتعجبت من هيئته وأردفت متسائله :
- فيك ايه يا أمير ..حد مزعلك
زفر بقوه مغتاظا مما حدث له ، فتابعت هي بقلق :
- رد عليا يا أمير
نظر أمامه بملامح غاضبه وعاتب نفسه قائلا :
- أنا مش عارف ايه اللي جابني ...ما أنا كنت مبسوط في تركيا
حدجته والدته بعدم فهم وأردفت بنبره لائمه :
- ليه يا أبني بتقول كده ..مين بس اللي زعلك
كاد ان يتحدث فوجد أخيه قادما نحوهم ، فنهض سريعا وهم بالحديث قائلا بلهفه :
- إلحقني يا معتز
نظر له معتز باستغراب قائلا :
- ايه فيه ايه
أجابه بانزعاج جلي : فيه واحده عملت فيا محضر
أومأ معتز رأسه بتفهم :
- إهدي كده وأحكيلي واحده واحده
سرد أمير لأخيه ما حدث من مشاده كلاميه بينه وبين تلك الفتاه وتطور الأمر إلي ذلك الحد ، تفهم معتز وضعه وهدأ من ثورته قائلا :
- انا من بكره هروح اشوف المحضر ده ...ولو ماإتنازلتش بالذوق ..يبقي بالعافيه
ابتسم أمير له وتنهد يإرتياح قائلا :
- بحد يا معتز ....هتخلصني من المصيبه دي
نظر معتز لأخيه بتعالي ووضع ساقا فوق الأخري قائلا بثقه مبالغ فيها:
- طبعا يا أبني ...دا انت أخو معتز باشا مش أي حد .......
___________

حول مائده الطعام جلست هذه المره بعيدا عنه في الجهه الأخري المقابله له وتحاشت بقدر الإمكان النظر إليه فقط محدقه بالطبق أمامها وتتناول طعامها في صمت ، بينما هو يختلس النظرات نحوها بأريحيه عن ذي قبل وأردف في نفسه :
- غيرتي مكانك وقعدتي قصادي يا هبله ، دا انا كده شايفك أحسن من الأول
قطع تفكيره فاضل حينما لاحظ غياب أبنته متسائلا :
- سلمي فين ..مش شايفها
أجابته مريم وهي تبتلع الطعام :
- لسه مجتش يا بابا
تعجب فاضل من غيابها لهذا الوقت فهي ليست عادتها وأردف باستغراب :
- أول مره ....
قطع جملته دخولها المباغت عليهم وملامحها متجهمه للغايه ، أقتربت منهم وارتمت علي أحدي مقاعد الطاوله قائله :
- مساء الخير
نظر لها فاضل متفحصا هيئتها الغاضبه وتساءل :
- أتاخرتي كده ليه يا حبيبتي مش عوايدك
فركت يدها بغيظ جم تملك منها حين تذكرت سباب ذلك الرجل لها وأجابته بنبره متشنجه :
- واحد حيوان خبط عربيتي ..لا وكمان طول لسانه عليا
أنصت اليها فاضل وزين بإهتمام وتسائل رين بغضب :
- وعملتيلو ايه ده
تفهمت سلمي ضيقه مما حدث لها وعليها توضيح الأمرلهم قائله بمعني :
- متخافوش ..انا مسكتش طبعا ..عملتله محضر محترم ..دا انا سلمي واللي يغلط فيا امه داعيه عليه
مريم بجديه : برافوا عليكي
فاضل بمعني : عملتي الصح يا حبيبتي
أومأت برأسها ونهضت من علي المقعد قائله بنبره مجهده :
- أنا هطلع أرتاح شويه فوق ...عن إذنكو
فاضل بابتسامه محببه : أطلعي يا بنتي ، تابع متسائلا :
- هي ثريا لسه مجتش ..........
___________________
في المدافن ...
تعالات أصوات بكاءهم حزنا علي فقدان والدهم بغته من بينهم ، حاولت ثريا حثهم علي الهدوء ولم تستطع هي الآخري ان تكف عن البكاء ، وحاولت تصنع القوه أمامهم لتحفزهم علي البقاء وأردفت بثبات زائف :
- أهدوا يا ولاد ....لازم تبقوا أقوي من كده ، تابعت موجهه حديثها لإبنها :
- وأنت يا مالك ..عايزاهم يقولوا منصور خلف راجل ..وسيبك من الهبل بتاعك ده
أوما برأسه ومسح دموعه بكلتا يديه قائلا :
- متخافيش يا ماما ...هتتبسطي مني قوي
أبتسمت له وربطت علي ظهره قائله بحنان أموي :
- ربنا يخليك لينا يا حبيبي وميحرمناش منك أبدا
مالك بتمني : يارب يا ماما يارب
وجهت ثريا بصرها نحو أبنتها قائله بمعني :
- وأنتي يا ميرا
أنتبهت لها ميرا ونظرت لها بأعين محتقنه من كثره البكاء قائله :
- أيوه يا ماما
حدقت فيها بمغزي وأردفت بابتسامه باهته :
- مش جه الوقت خلاص اللي أطمن عليكي فيه
أزدردت ريقها من سرعه والدتها المتناهيه في ذلك الأمر ، خاصه عدم معرفتها لشخصه حتي الآن ، وأرتضت بذلك الأمر لرؤيه السعاده علي وجه والدتها وأردفت بابتسامه زائفه :
- اللي تشوفيه يا ماما ..انا موافقه عليه
أنفرجت شفتيها بفرحه جليه وتنهدت بإرتياح لانها ستطمئن عليها بمجرد زواجها وأردفت بحماس :
- يبقي نتكل علي الله ...فايز بيه كلمني أنكوا هتعملوا الخطوبه دلوقتي ..والجواز بعد الأربعين ............
_________________
ألقت حقيبتها بإهمال متذكره المشاده الكلاميه مع ذلك السمج وتطاوله عليها في الحديث ، ونظرا لطيبه قلبها نفضت فكره الإفتراء عليه بمحاولته التحرش بها وأكتفت بالإساءه لها ، فكرت بإنها ربما بالغت في وصول الأمر لذلك الحد وبررت بذلك :
- ما هو أعتذر
صمتت لوهله ثم تابعت بمعني :
- وهو الإعتذار هيفيد بإيه ، لوت ثغرها للجانب متابعه :
- يمكن انا زودتها ، تأففت بقوه : ولا زودتها ولا حاجه ..هو يستاهل لأنه غلط فيا ولازم أربيه ..
ثم أغمضتت عينيها لتهدئ من روعها قليلا .....
__________________
في المساء ...
أرتدت ملابس نومها ودنت من الفراش ولكن أستوقفها أهتزازه هاتفها التي لم تتواني عن الزن ، ألتقطته بخفه ، فإذا به وصول العديد من الرسائل بعضها إعتذاريه والأخري معبره عن حبه لها ، أعتلي وجهها سعاده غامره لم تكشفها بعد ، وجهت مريم بصرها الي يدها وحدقت بها راغبه في إرتداء خاتم الخطبه التي طال إنتظاره ويعيقها مشاكل جمه تحدث بينهم ، أخرجت تنهيده عبرت بها عن ما حدث بينهم اليوم ، تتوالي عليهم المصاعب التي تعيق الإقتراب سويا ، أحست بوخزه في قلبها وذلك الشعور المتأجج بداخلها ، وقررت إلتماس العذر له ، مبرره ان أي شخص مكانه لم يتحمل رؤيه حبيبته في ذلك الوضع ، ولكن مجرد الشك فيها جعلها تقصي تلك الفكره من ذهنها ، تسطحت علي الفراش ودثرت نفسها جيدا شارده في تلك الحياه الشائبه ، وما عليها سوا التأني في أخذ خطواتها القادمه وأقنعت
نفسها بأن ما تفعله معه هو الصواب ، حتي لا تتسني له الفرصه لتكرارها......

ألقي حسام هاتفه بحزن جلي نادما علي ما فعله معها وتصرفه الأهوج وتسرعه في الحكم عليها ، برر فعلته بأن كرجل لم يتحمل ما رآه ولكن عليه أستمرار محاولاته معها ليحصل علي إرتضاءها مره أخري ........
________________
توجه زين صوب الفراش وتسطح عليه وسط نظراتها المتفحصه له ، أزدردت ريقها مجرد الفكره في النوم بجواره مره أخري ، خاصه بعد ما حدث بينهم مؤخرا ، نهضت من مقعدها بتثاقل لتنام هي الآخري ، شعر هو بعدم رغبتها في النوم بجواره ، وأغمض عينيه بضيق جم سيطر عليه مستنكرا ما يحدث بينهم ، أولاها ظهره حتي لا يزعجها وحاول النوم ، أقتربت هي من الفراش بحذر وتوتر شديد تمالك منها ، وتسطحت عليه مع وجود فراغ شاسع بينهما ، ثم وجهت بصرها اليه ، شعر هو بنظراتها نحوه رغم عدم رؤيته لها ، لم يتحمل أجبارها علي النوم بجواره وأسرع بالنهوض من علي الفراش ، حدقت فيه بتعجب بائن وأنتفضت متسائله :
- رايح فين
أجابها بجمود :
- هنام في الأوضه التانيه
أعتدلت في الفراش قائله بانزعاج :
- لأ خليك
أبتسم لها بسخريه قائلا :
- تصبحي علي خير ، دلف سريعا للخارج وتتبعته هي بضيق ولامت نفسها علي مدي قسوتها في التعامل معه...............
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة