-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت - الفصل الحادي والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الحادي والأربعون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1). 

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل الحادي والأربعون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج1)
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج1)

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل الحادي والأربعون

في الصباح ......
جلست سلمي علي طاوله الطعام تتثائب ، فلم تحظي بقسط وافي من النوم ، شرعت في تناول طعامهـا بمفـردها ، فلم يستيقظ احد حتي الآن ؛ هبطت مريم الدرج بسعـاده بائنه وأقتربت من أختها قائلـه :
- صباح الخيــر يا لوما
حدقت فيها سلمي بإعجاب معترضــه ذهابها للعمل بتلك الملابس وضيقت عينيها نحوها وأردفت بخبـث :
- ايه الجمـال والشياكه دي كلها ...كل ده علشان حبيب القلب
جلست مريم بتباه عالي وردت مبــرره :
- إيه ...مش بقي جوزي ....لازم أبقي جميـله
سلمـي لتثيـر أستفزازهــا :
- ناصحـه يا بت ...علشـان ميبصش بـره .
مريم بنبره مغتــاظه :
- بره ايه ....دا انا جوهـــره
ردت سلمي بمرح : يا واد أنت يـ .......
ثم تجمدت أنظارها علي الدرج ، تعجبت منها مريم وعجلـت بالنظر هي الآخـري ، وتجمدت انظارهم عليهم بهبوطهم الدرج ، قدومـا إليهـم .
وقف زين ونـور المتشبثه بذراعه أمامهــم ، وهمت مريم متسائله بتعجــب :
- ايه ده ....انتوا إتصالحتــوا .
أجابتها نـور بنبره غيــر مترقبه منهـا :
- أنا وزين ما أتخاصمناش ...علشــان نتصالح
دهشت مريم من طريقتها المباغته في الرد ، بينما نظرت لها سلمي بإعجـاب وغمزت لهـا وهتفـت :
- بقيتي بتعرفي تردي يا نــور أهو ... كبرتي يا زئرده .
ردت بتعـالي :
- انا مش صغيره ...وأعرف أي حاجــه .
نظرت لهما مريم بابتسامه باهته علي جانبي ثغرهـا ، غير مدركه لما تراه ، وحدجت أخيها بنظرات متسائلـه ، تفهمها سريعا ونظر لها بثقــه ، ثم أومأت برأسها وعقلت أختيارها لـه
، ولم تبدي أي رده فعل وشرعــوا جميعا في تناول الطعــام .
خرج فاضل من غرفـــه مكتبه متوجها اليهم وأعتلي وجهه ابتسامه فرحه لرؤيتها بجانبه وفطـن عودتهــم كما السابق ، تنهد بارتياح قائــلا :
- صباح الخير بالشباب .
رد عليه الجميع وجلس وهو مسلطـا بصره عليهــم وهم متسائلا:
- أنتــوا أتصالحتوا ولا ايــه .
زين بهــدوء :
- عادي يا بابا ...انتــوا مكبرين الموضوع قوي .
فاضل بابتسامه فرحــه :
- ماشي يا حبيبي ...ومش عايز أشوفكم زعلانين من بعض تاني
رد بإيجـاز : ان شاء الله .

هبط مـالك الدرج بخفه وعلي وجه ابتسامه سعيده ولكنها تلاشت فور رؤيتها بجانبه ، واعتزم هو الآخـر الجلوس بجانبها ، ونظر له زين شزرا وتأفف من سآلتـه ، ثم همس مـالك لنـور :
- انتي قاعده جمبوا ليه
أجابته بإستغـراب : عادي ...مش جوزي
مــالك بضيق : انتوا مش كنتوا متخـاصمين ...ومكنتيش طيقـاه
نور بلا مبالاه : اتصـالحنــا
نظر لهما مالك بغيظ ، وأدرك انه أثر عليها كعادته ، واردف في نفسـه بإستياء :
- حتي لو أتصالحتــوا ......مش هسيبه ياخدك مني أبدا ....وهعمل المستحيــل علشــان تبقي معايا أنــا ..........
_______________________

غفـت ميـرا علي الأريكه المجاوره وأبت النوم بجواره ، ثم نهضت متألمه واضعه يدها خلف ظهرها والآخري خلف عنقها وفركته بيدها وهي تتألم من وضعيتها الغير مريحه ، ثم وجهت بصرها اليه وجدته نائم علي الفراش باريحيه غير مبالي بها ، رمقته بانزعاج وضيق متذكره تطاوله عليها بالأمس ، ولا إراديا تحسست موضع صفعاته وتجهمت ملامحها مبديه غضبها منه .
ثم توجهت للمرحاض لتنعم بحمام دافئ يريحها قليلا ، وولجت للداخل ثم أوصدت الباب خلفها .

أستيقظ هو أثر صوت الباب ، وادرك انها هي وزفر بقوه ، ثم أعتدل في نومته واضعا يده علي رأسه بنفاذ صبر .
ألتقط علبه سجائره وقداحته من جواره وتفاجئ بإضاءه هاتفه الصامت ، ووصول بعض الرسائل ، تفحصها علي عجاله وتفهم الأمر ، وهم بالإتصال بها ، وأجابته الأخيره بعبوس :
- صباح الخير يا عريس
وليد بتعجب : مالك يا قلبي
ريم مدعيه الحزن :
- يعني مش عارف مالي ...حبيبي كان بيتجوز انبارح
اجابها ساخرا :
- جواز ايه بس ...ما انتي عارفه اللي فيها
ريم بسعاده : يعني ملمستهاش
رد بايجاز : محصلش
ريم بارتياح : حبيبي يا وليد ....انا كمان جهزت نفسي علشان نسافر سوا .
وليد بنفي : لأ طبعا ....انتي هتسبقينا وانا هبقي أحصلك .
ريم بإنزعاج : انا كنت فاكره هنركب سوا .
وليد بجديه : مش هينفع ..........
قطم جملته فور رؤيتها تخرج من المرحاض ، ثم أبعد الهاتف عن أذنه وتجمدت أنظاره عليها ، وشهقت ميرا ظنته ما زال نائما ، وعفويا وضعت يدها علي صدرها محكمه المنشفه عليها ، واردفت بتوتر مبرره :
- انا أفتكرتك نايم ..فطلعت عادي
تنحنح بخفوت وأردف بثبات زائف :
- محصلش حاجه ....انتي أصلا مش من النوع اللي يعجبني
نظرت له شزرا ثم توجهت لترتدي ملابسها ، بينما أبتسم بإنتصار لرؤيتها غاضبه .............
_______________________

ذهب الجميع ولم يبق سوا فاضل ومريم ، فكاد ان يتحدث ليهموا بالذهاب ، ولكن قاطعهم دخول حسام الغير متوقع وهو يتقدم منهم بابتسامه واسعه ، فحدقت فيه مريم بتعجب وكذلك فاضل الذي استغرب وجوده .
وقف حسام أمامهم وهتف بابتسامه فرحه :
- صباح الخير
كتمت مريم ابتسامتها ، بينما رد فاضل باستغراب :
- صباح الخير يا ابني ..خير
حملق في مريم واردف متنهدا بحراره :
- خير ان شاء الله ....انا بس كنت جاي آخد مراتي معايا الشغل
ابتسمت مريم بخجل ، وحرك فاضل رأسه بقله حيله قائلا :
- طيب يا ابني براحتك ، ثم نهض متابعا :
- همشي انا بقي ...عن أذنكم
حسام مبتسما ببلاهه :
- إتفضل يا عمي ...مع الف سلامه
ذهب فاضل ونهضت مريم معنفه اياه :
- ازاي تتكلم كده قدام بابا ...مش مكسوف ابدا
رد بلا مبالاه :
- سيبك انتي ....ايه الحلاوه دي كلها ، اسبل عينيه واستطرد بخبث :
- يا بختي....هيبقا القمر معايا ...دا انا أمي دعيالي
تأففت مريم بوضوح وأستنكرت :
- ايه الحركات البلدي اللي بتعملها دي ...متعملهاش تاني
حسام بنفس هيئته :
- ليه بس يا قمر ...أيوووووه يا جدعان
نظرت له شزرا وهمت بالنهوض قائله بانزعاج :
- يلا يا حسام عندنا شغل ، ثم هرولت للخارج واردفت في نفسها :
- اما أمشي من قدامه ....دا ممكن يغتصبني
ثم وجهت بصرها للخلف وجدته شبه ملتصقا بها فهتفت محذره :
- أوعي تقربلي ....هصوت
حسام بامتعاض :
- انتي نسيتي اني جوزك ولا ايه ...محدش له عندي حاجه
ثم ضمها اليه بقوه وحاولت جاهده التملص منه وهتفت باستياء:
- عندنا شغل هنتأخر كده
اجابها بسخريه :
- متحاوليش مش هتقدري عليا ، أستطاعت الإفلات منه فأستأنف :
- انا سيبتك بمزاجي
لم تنصت اليه حتي أسرعت راكضه للخارج ......
_____________________

يرمقه بين الحين والآخر بنظرات متأففه ، بعدما توغن هذا الأبله علي مرابطته لهم ، وولج للسياره بصحبتهم دون اذن ، وأضطر هو علي اصطحابه رغما عنه ، زفر زين بقوه مغتاظا من بروده المستفز ، ونظر له بضيق بائن ، بينما ابتسم له مالك ببلاهه، وادار رأسه للخلف محدثا نور الجالسه في المقعد الخلفي :
- انا مبسوط قوي النهارده .....عارفه ليه يا نانو .
نور بتساؤل :
- ليه يا مالك
مالك بابتسامه واسعه:
- علشان راكب معاكي النهارده ، نظر له زين بغيظ ، فتابع مالك بحزن طفيف :
- كان نفسي نبقي في مدرسه واحده ، ثم وجه بصره لزين وأستأنف من بين أسنانه :
- بس منه لله اللي كان السبب
تأفف زين بغضب ملحوظ وحدثه بعصبيه :
- تعرف تسك شويه ....مش ناقصين قرف
حدق فيه مالك بضيق ، وهدأته نور بــ :
- إهدي يا زينو يا حبيبي ....مالك زي اخويا بالظبط .
ابتسم زين بشده لردها العفوي ، وصدم مالك مما تفوهت به وأشتعلت بداخله غيره قاسيــه ، وأردف في نفسه بحقد دفين :
- انا مش أخوكي يا نور ...انتي حبيبتي وبتاعتي انا

بعد قليل وصل زين الي مدرستها ، ترجلت هي من السياره ولوحت بيدها قائله بابتسامـــه :
- بــاي ..سي يو .
كاد زين ان يـرد عليها ولكن قاطعه مالك سريعا ورد بمرح :
- باي يا نانو ...خلي بالك من نفسك يا بيبي
كز زين علي أسنانه بغيــظ من هذا الدخيل ، بينما دخلت نور اردف مالك بلامبالاه :
- الحمد لله دخلت ...يلا يا أسطي ..
حدجه زين بنظرات قاتلـه ، فاسرع مالك قائـلا بخوف :
- انا آسف مش قصـدي .
خبط زين بقوه علي مقـود السياره ، ثم ادار سيارته لإقال ذلك السمــج ...
___________________

ألتم حولهم جميع الموظفين مباركين زواجهم ، ابتسمت مريم وشكرتهم قائلـه بنبره ممتنــه :
- ميرسي ليكم كلكم ....وان شاء الله ...الكل معزوم في الفرح
تعالت اصواتهـم منها الشاكره وآخري مباركـه ، فأشارت هي بكف يدهــا بمعني الهـدوء وأستطردت بجديه :
- وياريت كل واحد دلوقتي يتفضل علي شغله
هم الجميع بالذهاب لأعمالهم ، وطالعها حسام بإعجاب غامزا:
- حلاوتك وانت مسيطر
ابتسمت بخجل ، ثم نظر حوله بتفحص حتي خرج الجميع ، وتوجه للباب وقام بإغلاقه ، فتعجبت منه مستفهمه :
- بتقفل الباب ليه .
رد بلامبالاه :
- عادي ...هو الباب ده مالوش مفتاح .
ضيقت عينيها نحوه وهتفت باستغراب : ليه .
أقترب منها بخبث شديد واردف :
- مافيش اصلي عاوز.....
شهقت بخفه قائله بتجهم : عاوز ايه ....اوعي تقربلي
كاد ان يقترب ولكنها رفعت لا اراديا الأله الحاده الخاصه بتقطيع الاوراق امامه محذره :
- أمشي أطلع بره ....احنا في شركه محترمه
صدم حسام وهتف بانزعاج :
- علي فكره انتي معقده ....وشكلك هتتعبيني معاكي
مريم بضيق :
- لأ مش معقده ...دا مكان شغل يا استاذ
حسام بغيظ : ماشي يا مريم ....سلام
تنفست بارتياح ولكنه باغتها وولج مره آخري وشهقت بصوت عالي وهتف مازحا :
- حاولي تشوفي للباب ده مفتاح ....علشان ناخد راحتنا في الشركه .
ثم ذهب ثانيه واردف بابتسامه ساخره :
- مجنون .
_____________________

وصلت لمقر عملها ثم ترجلت من سيارتها وتفاجئت به امامها ، اعتلي ثغرها ابتسامه هادئه ، فأقترب منها قائلا بابتسامه واسعه :
- انا امي دعيالي النهارده ...اليوم الحلو بيبان من اوله .
ضحكت بخفوت قائله : هاي يا امير....واضح ان احنا هنشوف بعض كتير
امير بابتسامه ذات مغزي :
- دا من حسن حظي
سلمي بإستفهام :
- بتشتغل ايه يا أمير .....باين عليك رياضي
رد موضحا :
- انا مهندس بترول .....وموضوع رياضي ده فهو وراثه ...كلنا بنحب نحافظ علي جسمنا ....خصوصا معتز ظابط وكده .
اومات برأسها واردفت بحذر :
- اومال يعني مش بنشوفه بيلعب حاجه .
رد بلامبالاه :
- عادي ....بيبقي عنده شغل وكده ، تابع بتساؤل :
- مقولتليش بتشتغلي ايه هنا.
اجابته بابتسامه زائفه :
- انا عندي مركز تدريب هنا ....بدرب الستات الحوامل علشان يبقي صحتهم كويسه وتساعدهم علي الولاده .
امير بإعجاب :
- واوووو....برافوا عليكي ...وواضح انك بتحبي شغلك قوي
ردت بثقه :
- طبعا ...شغلي دا مهم قوي عندي
تنحنح بخفوت وهتف بتردد:
- ممكن يا سلمي رقم تليفونك
دهشت سلمي من طلبه ، واردفت بحذر :
- عادي مافيش مشكله
قامت بإعطاءه رقم هاتفها ، ودونه هو قائلا بابتسامه فرحه :
- ميرسي قوي يا سلمي .
سلمي بابتسامه مصطنعه :
- علي ايه ، تابعت بتردد:
- ممكن امشي انا ...علشان اتأخرت علي شغلي
رد سريعا :
- اتفضلي علي شغلك ...آسف اني عطلتك
سلمي بابتسامه : لا مافيش حاجه ...عن إذنك
ذهبت هي وتعقبها حتي أختفت من أمامه ، وأردف بإعجاب :
- فعلا حلوه قوي
_____________________

- كان لازم عمك يعمل الحفله قبل الدراسه بيوم
قالتها ساره وهي واضعه يدها خلف ظهرها بتألم ، ثم جلست بجانب نور .
اجابتها نور بتأفف :
- اللي حصل بقي ....هي اجازه نص السنه كده ....بتبقي مش طويله ، تابعت بنبره ساخطه :
- ما اخوكي ومريم كانوا بيتجوزوا انبارح ....وراحوا شغلهم عادي.
ساره بضيق : برضه يا نانو ...احنا طول السنه بنذاكر وتعبانين .
نور بنفاذ صبر:
- خلاص يا ساره بقي .....المهم انبسطنا.
ساره وهي تتثائب : انا عايزه انام
نور بلامبالاه : نامي
ساره بمقت:
- انام....ودا وقت نوم ...احنا في ثانويه عامه ...اومال بنلتزم ليه بالدراسه....علشان ندخل حاجه بنحبها .
نور بنبره حالمه :
- نفسي ادخل اداره أعمال ...وابقي سيده أعمال كبيره
ساره بحماس :
- انا نفسي ابقي مهندسه ديكور ....ذوقي حلو قوي .
نور بإستهزاء : فين الذوق الحلو ده ....ماشوفتش حاجه
ساره بإمتعاض :
- اسكتي انتي عارفه حاجه .....انا بظبط البيت مع ماما ....وبتقولي شاطره يا ساره ....وبتبقي مبسوطه مني
نور بسخط : طيب شدي حيلك ونضفي كويس ...قصدي ذاكري كويس .
ساره مظلمه عينيها :
- هو انتي اتصالحتي انتي وزين
اومات نور برأسها عده مرات مؤكده ، فاعتدلت ساره في جلستها واستطردت بفضول شديد :
- قوليلي أتصالحتوا ازاي ....وحصل ايه ....احكيلي بسرعه......
_____________________

ارتدت ملابسها ووقفت امام المرآه تمشط شعرها بتوتر شديد ، منزعجه من نظراته نحوها ، تأففت هي كي يشعر بأنه غير مرغوب في وجوده معها ، ولكنه عاندها ولازم لها ، فاستدارت هي وهم بالحديث قائلا بضيق :
- كل ده علشان تلبسي .....خلصينا بابا مستني تحت
لم تكترث لحديثه وباشرت بالخروج بمفردها وسط نظراته المنزعجه منها ، تتبعها بغيظ وتوعد :
- اوكيه يا ميرا ....انا هخليه شهر عسل أسود علي دماغك ...هتحلفي بيه طول عمرك.

هبطت ميرا الدرج ورسمت علي وجهها ابتسامه رقيقه وتقدمت من حماها الجالس علي طاوله الطعام واردفت بهدوء :
- صباح الخير يا انكل
فايز بابتسامه ودوده : صباح الخير يا بنتي ، ثم جلست بجواره واستطرد بتساؤل :
- فين وليد ....منزلش معاكي ليه .
هبط الدرج سريعا وجاوبه هو :
- عادي يا بابا ....كان عندي تليفون مهم
ثم جلس في المقعد المقابل لها ، ووجه بصره عليها وأردف بإبتسامه زائفه موجها حديثه لوالده :
- احسن حاجه عملتهالي يا بابا ، انك جوزتني ميرا
فايز بابتسامه فرحه : ربنا يسعدكوا يا حبيبي ، تابع بنبره متحمسه :
- جهزوا نفسكوا علشان هتقضوا شهر العسل في فرنسا ، وتتبسطوا هناك براحتكم
ميرا بضيق دفين :
- مالوش لزوم يا انكل ....اصلا ماليش في السفر ...ومش عايزه اسيب ماما
فايز بإعتراض : مافيش الكلام ده ...لازم شهر عسل ، تابع بجديه:
- وان كان علي مامتك ...متقلقيش كلنا حواليها .
زمت ميرا شفتيها ووجهت بصرها لذلك السمج وهو يطالعها بنظراته المستفزه ، واردفت بمعني :
- خلاص يا أنكل ....بس مش دلوقتي ...خليها كمان كام يوم كده فايز بموافقه : براحتك يا بنتي وزي ما تحبي
اشاحت هي بوجهها متحاشيه نظراته اليها وهتفت في نفسها متوعده :
- هطين عيشتك ...وهخليك تجري ورايا ، تابعت بخبث :
- واللي هيساعدني حمايا العزيز .
____________________

بعـد مرور عــده أيام ........
بدلت ملابس مدرستها بأخري منزليه ، وامسكت هاتفها وأرتمت علي الفراش متسطحه علي بطنهــا ، وهاتفت صديقتها لنقاش أمر ما ، فأجابتها الأخيــره :
- هــاي نانو .
ردت عليها نور بجديه : هاي ....مقولتيش هنعمل ايه في اللي أتفقنا عليـه
ساره بتـردد : مش عارفه يا نانو ....حتي لو خرجنـا معنديش مشكله ...بس هنعمل ايــه علشان يسمحولنا نخرج
نور بحمـاس :
- سيبيها عليا ، اصلا المكان يجنن ....وفكره حلوه ، تابعت بمعني :
- انا روحت مره مع زين وكان يجنن
ساره بعـدم تصديــق : زين خدك الأماكن دي ...مش معقول
نور بجديه : انا ههزر يعني ، تابعت بتعالي :
- ومش هتصدقي كمان ..اني شربت الخمره اللي بيشربوها.
ساره بشهقه : بجـد يا نانو الكلام ده
نور مؤكـده : ايوه بجد ، تابعت بنفــاذ صبر :
- هـا ...قولتي ايه في الموضوع ده
ساره بحماس زائد : ايوه موافقه ...بس قوليلي هنعمل ايه .

اتفقت نور معها بإدعاء الذهاب للدراسه سويا ، علي ان تفعل هي بالمثل ، واستقلال سيارتها منعا لإثاره الشكوك حول الامر ، انتهت نور من سرد خطتها وهتفت بثقه :
- ايه رأيك بقي
ساره بإعجاب : يا بنت الأيه ...كده السهره هتحلو قوي .....
____________________

حضرت والدتها كي تودعها ، وأغرورقت عينيها بالدموع لفراق ابنتها الاول لها ، ثم ضمتها لحضنها وهتفت ميرا بحزن:
- خلاص يا مامي لو مش عايزني اسافر ..بلاش
أمسكت دموعها وحركت راسها نفيا واردفت :
- لا يا حبيبتي ، انا بس فرحانه انك هتبقي مع جوزك ...ياما استنيت اليوم ده ...مفكرتش في موضوع البعد ده ...قد ما فكرت اشوفك متجوزه وسعيده
ميرا بابتسامه هادئه : ربنا ما يحرمنا من بعض يا ماما
كفكفت تلك العبره الشارده وهتفت بجديه :
- يلا علشان متتأخريش
ميرا بهدوء : انا جهزت كل حاجه يا ماما
ثريا بابتسامه حنونه : طيب ..لازم اودعك بقي
ارتمت ميرا في احضانها وربطت ثريا علي ظهرها قائله :
- خلي بالك من نفسك ...وأسمعي كلام جوزك ...هو اللي هيبقي معاكي طول العمر
ميرا بابتسامه باهته : حاضر يا ماما ...هعمل اللي بتقوليلي عليه
ولج وليد الغرفه عليهم ، فهمت ثريا قائله :
- تعالي يا ابني ...انا خلاص ماشيه
وليد بابتسامه زائفه : عادي يا طنط ...خدي راحتك
ثريا بجديه :
- اسيبكم انا بقي تجهزوا نفسكو ، تابعت حديثها لميرا :
- وانتي يا ميرا ...كلميني علي طول اول ما توصلي ...خلاص
ميرا مومأه رأسها : حاضر يا ماما
قبلتها علي وجنتيها ثم تركتها وذهبت ، ثم وجه بصره نحوها واردف بتأفف :
- جهزتي كل حاجه ..علشان نمشي
ردت بإيجاز : جهزت شنطتي
عبست ملامحه وصاح : وشنطتي
ميرا بلامبالاه : وانا مالي بيها
وليد بإهتياج : انتي مراتي ..ولازم تجهزيها ...وتشوفيني عاوز ايه .
ردت بنبره ساخره :
- مراتك ايه وكلام فاضي ايه ...انا عمري ما هعملك حاجه ....ولا هلمس حاجتك بإيدي
امسك ذراعها بقوه وصاح بغضب :
- حسابك معايا تقل ...وهحاسبك عليه متخافيش
تألمت هي وانقذها من قبضته رنين هاتفه فدفع يدها بعنف وكز علي اسنانه بغيظ ، ثم تركها ودلف للخارج ..
جلست هي علي طرف الفراش ، ونظرت امامها بتوعد ، وعمدت الا تخشاه مستنكره لفعله شيئا ما لها...

هبط هو الدرج مهتاجا منها ، ثم وجه حديثه للخادمه :
- اطلعي بسرعه حضريلي شنطتي .
اطاعته الخادمه وصعدت للأعلي ، فهتف بضيق :
- جوازه قرف .....بس استني عليا يا ميرا .
ثم نظر لهاتفه بثقه واجاب :
- ايوا يا ريم يا حبيبتي...وصلتي ولا لسه ......
______________________

فتح باب مكتبها قائلا بابتسامه فرحه :
- مساء الخير يا حبيبتي .
تجمد مكانه فلم تكن علي مقعدها ، فجاب المكتب بنظره شموليه واثني شفتيه للجانب بتفكير قائلا :
- راحت فين دي ، ثم اغلق الباب وذهب للبحث عنها ، وتوجه لمكتب زين ربما تكون بصحبته فهي بالعاده لا تترك مكتبها ..

ولج كعادته مكتبه دون استأذان واردف :
- هاي يا زينو
ثم نظر حوله ، ورد عليه زين :
- خير يا حسام ...في ايه
حسام بتساؤل : ماشوفتش مريم ..اصلها مش في مكتبها
رد زين موضحا : ايوه ..هي راحت شغل بره ....بابا بعتها
اعتلي الغضب هيئته واردف بانزعاج بائن :
- مش المفروض تقولي برضه قبل ما تخرج ...مش جوزها انا برضه ..والمفروض تعرفني رايحه فين.
زين بنبره متعقله :
- عندك حق يا حسام ...بس بابا هو اللي طلب منها تروح ..خصوصا انها بتعرف لغات كويس ...والإجتماع جه بسرعه وهي مشيت علشان متتأخرش .
حسام بضيق : مكنش عندها خمس دقائق تعرفني فيهم
زين بتأني : خلاص يا حسام ...الموضوع جه فجاه ...وبابا اللي بعتها ...مش غريب يعني ..او هي مشيت بمزاجها
حسام علي مضض : طيب ، تابع بإستفسار :
- الإجتماع ده فين.........
_____________________

في احد اليخوت الراقيه علي شاطى الأسكندريه ، وصلت مريم واخذت تتفحص المكان مبديه إعجابها به ، وتقدمت نحو الداخل صاعده عليه ، ووجدت احد رجال الامن واقفا فهمت متسائله:
- لو سمحت فين الإجتماع بتاع شركه الجديري
اشار بيده واجابها : هناك يا فندم اتفضلي
اومات براسها وتقدمت نحو الداخل ، ووجدت احد الاشخاص موليها ظهره وقاطعا للطريق فحدثته :
- لو سمحت يا استاذ ...ممكن اعدي
استدار نحوها وفغر فاهه في صدمه قائلا بعدم تصديق :
- معقول ...مريم السمري
مريم بإندهاش : امجد ..بتعمل ايه هنا
ضمها اليه قائلا بإشتياق :
- وحشتيني قوي يا مريم
مريم بابتسامه خجله : ميرسي يا امجد ...انا مخدتش بالي من الإسم .
امجد بثقه : ايه رأيك فيا دلوقتي ...راجل اعمال ناجح قوي
مريم بإعجاب : برافو يا امجد ....طول عمرك ممتاز
امجد وهو يسحبها من يدها للداخل :
- تعالي ...تشربي ايه يا مريم
مريم بإمتنان : متشكره قوي ....انا جايه علشان شغل
امجد بجديه : لأ....لازم تشربي حاجه
كادت ان تتحدث فآتاها صوته المألوف لها :
- ما تشربي يا مريم
ادارت راسها نحوه واردفت بتعجب :
- حســــام ..........
__________________

أتت من عملها ، فقابلتها الداده ، وسالتها سلمي :
- مين هنا يا داده
اجابتها عزيزه : نور هانم ومــدام ثريا
سلمي زاممه شفتيها :
- طيب حضري الاكل بقي علشان جعانه .
عزيزه بطاعه : حـاضـــر
صعدت الدرج فوجدت عمتها في الشرفه الخارجيه تبكي في صمت ، فقطبت بين حاجبيها واقتربت منها بحذر واردفت بتساؤل :
- عمتو انتي بتعيطي ....فيه حد زعـلك
مسحت عبراتها بتلك المنشفه وحركت راسها بنفي وردت :
- لا يا حبيبتي ...انا بس متضايقه ان ميرا هتسافر وتبعد عنــي
جلست سلمي بجانبها وهتفت بابتسامه عذبه :
- دي سنه الحياه يا عمتو ....وهي مع جوزها وهيخلي باله منها ...انا اللي هقولك برضه .
ثريا مؤكــده : عندك حق ...ربنا يسعدها
نهضت سلمي واردفت بنبره مجهده :
- هروح اغير هدومي علشان انا تعبانه وجعانه
ثريا بابتسامه : روحي يا حبيبتي

تركتها سلمي واثناء مرورها ، سمعت نور تتحدث في الهاتـف عن ملابس ما وخروج ولم تتفهم مقصدها ، ففتحت الباب عليها وتسمعت عليها :
- انا هلبس فستان جديـــد ...ملبستوش قبل كده ، ثم وجهت بصرها للخلف وتوترت حين رآتها واردفت بتساؤل :
- فيه حاجه يا سلمي
ضيقت عينيها واردفت بخبث :
- رايحه فين ...وفستان ايه اللي هتلبسيه ده .
اعتدلت نور وردت بتوتر :
- اصلي هروح اذاكر مع ساره ...وقلتلها عندي فستان جديد وهلبسه
حدجتها سلمي بمكر قائله :
- فستان جديد برضه هتلبسيه علشان المذاكره ، ثم تابعت بجديه :
- قوليلي يا نور رايحه فين ...انطقي
بدا عليها الخوف واجابتها بتلعثم :
- ر..رايحه .نايت .كلب ..مع اصحابي
سلمي بإنزعاج بائـن : ايه ...انتي اتجننتي يا نور ...ازاي بنت في سنك تروح اماكن زي دي ...دا لو زين عرف هيطين الدنيا
نور موضحه :
- مش هيعرف ...هقول اني رايحه لساره أذاكر معاها ، ثم نهضت ووقفت امامها متابعه بحـزن :
- علشان خاطري يا سلمي ...نفسي اخرج مع اصحابي ...نفرح وننبسط شويه .
سلمي بعدم إقتناع : مش هينفع يا نور
نور بمحايلـه :
- علشان خاطري يا سلمي ...المره دي بس ...هنخرج كلنا علشان دي آخر سنه هنشوف بعض فيها ..
حركت راسها في حيره من امرها ، فتابعت نور الحاحهـا :
- سلمي مش انتي بتحبيني ....وانا بسمــع كلامك علي طـول
تنهــدت سلمي بقوه واردفت بقله حيــله :
- طيب ....بس متتاخريش .
احتضنتها نـور بفرحه ، فاستطردت سلمي بجــديه :
- وخلي بالك من نفسك وملكيش دعوه بحــد .
نور لاويه شفتيهـا :
- الكلام ده حفظتــه اكتر من اسمـي ..
_____________________

تقدم حسام منهما وبدا علي هيئته الضيق ، فتسارعت ضربات قلبها لفهمه الأمر بطريقه متضاربه ، ستحدث حتما ثغرات في علاقتهم ، فهمت بالحديث بتوتر سيطرت عليه :
- تعالي يا حسام ، تابعت مشيره بيدها :
- دا أمجد كان زميلي في الجامعه ...وشريك في المشروع معانا.
حسام بجمود : اهلا وسهلا
امجد بابتسامه مصطنعه : اهلا بيك ....متعرفناش
رد بجديه : انا جوزها
توترت سلمي من طريقته الجافه في الحديث ، وادركت ما كانت تخشاه ، فوجه امجد بصره تجاهها فوجدها صامته ، فأستطرد حسام حديثه بنبره فظه :
- نستأذن أحنا ....يلا ، ثم سحبها من يدها بطريقه مشينه في حقها ودلف بها للخارج ، فاهتاجت هي من معاملته الوخيمه لشخصها وصاحت بغضب :
- ايه اللي عملته ده يا حسام ....سيب إيدي
ترك يدها فاستطردت بضيق :
- ايه اللي حصل لكل ده ....وكمان معملتش الشغل اللي جايه علشانه .
رد بضيق داخلي :
- مستأذنتنيش ليه ....مش جوزك انا
مريم بتنهيده قويه : بابا طلب مني اروح ...فروحت بسرعه وملحقتش حتي اعمل حاجه .
حسام بانزعاج :
- مكنش عندك دقيقه تقوليلي فيها ..انتي فين ...المفروض انا جوزك يا مريم وتاخدي أذني
مريم بإعتراض :
- مين قالك كده ...لما ابقي في بيتك ابقي أخد اذنك ، تابعت بإستنكار :
- وانت هتتحكم فيا من دلوقتي ...اومال لما نبقي مع بعض هتعمل معايا ايه .
رد بنبره جاده :
- مش هديكي فرصه تعملي حاجه من ورايا
مريم بضيق جلي : قصدك ايه يا حسام
حسام بحده :
- مش مراتي انا اللي تعمل حاجه من ورايا ...ولا تروح تهزر مع اي حد ومش عملالي اعتبار ...وتمشي علي حل شعرها
وصلت مريم لقمه غضبها لتعمده الإقلال من شأنها واردفت بعصبيه :
- مش هسمحلك ولا هسمح لاي حد يهني ...انا متربيه كويس ...وقولتلك قبل كده ...لو هتفضل تتعامل معايا بالشكل ده ..يبقي كل واحد يروح لحاله أحسن .
حســام بصدمه : قصــدك ايه يا مريـم .............................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والأربعون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة