-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والأربعون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والأربعون

ابتلعت حورية ريقها بصعوبة وهي تعلم انه يتسلى بإرباكها لتقل ميرنا :-
_ يلا بقى نفطر ...على فكرة انا اول مرة احضر فطار بس كنت مبسوطة اوي ...وياسو بقى مش ساعدني في حاجة غير حط الورد زي عادته
رمق ياسين حورية بنظرة ماكرة وقال :-
_اوركيد ....طول عمري بحبه
رمقته بعتاب وقالت :-
_ بس ده زرع شيطاني ...وليه شوك
ضمت نظرته عيناها بعشق واجاب :-
_ فيه اللي فيه ....بس بعشقه

اسدلت عيناها ببسمة خجولة جعلت اهدابها تتوتر وتراقص القلب فرحاً فكم اشتاقت لكلماته الحنونة التي تذيبها عشقهاً ...له سحر خاص بعيداً عن أي رجل صادفته بعمرها ...الكلمة تخرج من فمه لقلبها مباشرةً ...يصوب الهدف ببراعة ونظرات تحتويها بضمة رقيقة ....وضعت ميرنا كوباً من الحليب امامها وقالت :-
_ اشربي اللبن الأول يا حورية
ابتسمت لها حورية وقالت :-
_ بتنطقي اسمي حلو
اتسعت ابتسامة ميرنا وقالت:-
_ كل كلامي حلو اصلا .....افطري يلا عشان عايزة اتكلم معاكِ شوية
تدخل ياسين بالحديث وقال :-
_ لو محتاجة وقت ترتاحي فيه قبل أي كلام مافيش مشكلة ....لأن في اسئلة كتيرة محتاجة اجابة ....بس الأول طمنيني عليكِ ....عز ضايقك أو آذاكي بحاجة ؟
ترقب اجابتها بقلق لتجيبه :-
_ لأ ...انا كنت حاسة بكل شيء بس مش قادرة افتح عيني خالص ...هو اداني مخدر عشان ما اخرجش وادور عليك ....انا روحت عشان كدا
ميرنا بتعجب :-
_ ازاي؟
ابتلعت حورية ريقها بخجل واجابت دون أن تنظر له :-
_ روحتلك في المستشفى يا ميرنا عشان اشوفك وأعرف منك مكان ياسين بس ماكنتيش موجودة ....وساعتها سألت عز عنك واغمى عليا وده اللي خلى عز يخليني في المستشفى وبعدها اداني مخدر والباقي انتوا عارفينه......
تنهد ياسين بعمق ثم قال :-
_ طب افطري يلا ...مش مهم كلام دلوقتي ..المهم أنك بخير
رفعت حورية عيناها لعيناه الحنونة لتبدأ في مشاركتهم الافطار .....

______________________________صلِ على النبي

صباحاً ......اجرى فهد اتصال على هاتف محمود ليجيب الآخير بصوت كسول وهو يتثاءب :-
_ الو ؟
هتف فهد بغضب :-
_ انت عملت ايه يا محمود ؟ ياسين عرف أزاي موضوع حورية ومين اللي قاله ؟!!
تعجب محمود من نبرة فهد الغاضبة فأجاب وهو يعتدل :-
_ انا اللي قلت لميرنا اخته عشان تقوله ...محدش كان هينقذها غيره ومن غير أي شك فيها !!
اطرق فهد على على مكتبه بعنف وصاح :-
_ أزاي تعمل كدا من غير ما تقولي ؟ افرض ده كان خطر عليها وعلى خطتنا كاملة !!
محمود بغيظ من حدة فهد :-
_ اولاً أنا اتأكدت بنفسي أن ياسين فعلاً بيحبها ومالوش علاقة بفاروق نهائي ولا حتى كان يعرف أنها رجعت المستشفى غير بالصدفة
فهد بتعجب:-
_ واتأكدت منين ؟!!!
محمود موضحاً :-
_ من ميرنا أخت ياسين ...اللي عرفته منها أن ياسين كان ناوي يخطب حورية ويقولها موضوع جوازه في نفس اليوم اللي أنا وانت قبلناها فيه ....اظن لا يمكن انه يكون بيلعب بيها ويقول لأخته أنه ناوي يتجوز ...
فهد بسخرية :-
_ مش يمكن اخته نفسها معاهم ؟!!
محمود بنرفزة :-
_ نعم ؟!!! تقصد ايه ؟!!
فهد :-
_ انا شغلي شوفت فيه اشكال والوان ، ما اتعودتش اثق في أي حد وكله عندي مشكوك فيه لحد ما الاقي الحقيقة ....غير كدا مافيش حد بريء قدامي ....حورية كانت مابين عز وياسين وده كان هيعرفني حاجات كتير ....خروجها مع ياسين ده معناه أنها مش هينفع ترجع المستشفى تاني وهتقطع علاقتها بعز ...ماكنش ينفع الكلام ده دلوقتي ....
محمود بعصبية :-
_ يعني كان ينفع انها تفضل في النستشفى تحت رحمة عز الدين ويا عالم كان هيحصل ايه تاني ؟
فهد بغضب :-
_ اوعى تفتكر اني كنت سايبها وماعرفش عنها حاجة ؟ كل ثانية كانت فيها جوا المستشفى كانت تحت عيني ومراقبها من بعيد ...وعز الدين عمل كدا على ما ياسين يسافر برا وكان هيسيبها وماتعرفش تلاقيه مهما دورت عليه ...هو ده كان آخره ماكنش هيعمل اكتر من كدا ....ياسين كان لازم يسافر في الوقت ده بالذات ويبعد ....كل اللي حصل ده غلط في غلط
صمت محمود لبرهة بحيرة ثم قال :-
_ واضح أني جيت اكحلها عميتها ...بس اكيد انا ما حسبتهاش كدا خالص ....ايه العمل دلوقتي ؟
فهد بزفرة حادة :-
_ بما أنك عايز تخطب اخته ....هتروح النهاردة عنده ...واظن عندك كذا حجة ...أولاً عشان تكلمه في خطوبتك وثانيًا انك تطمن على بنت المفروض انها خطيبة مريض عندك .....محدش هيشك فيك خالص ...
نهض محمود من فراشه قائلاً :-
_ خلاص هروح اجهز نفسي واروحله على طول
فهد :-
_ مافيش مشكلة ....لما تروح هناك خلي حورية تتصل بيا ضروري ...فهمها أن الموضوع ماينفعش يتأجل ولازم تكلمني بأسرع وقت ...وياريت ما تتكلمش في اي حاجة دلوقتي مع ياسين ولا تعترفله بحاجة ....
محمود :-
_ تمام ....
انتهى الاتصال لينهض محمود من فراشه وبدأ استعداده للخروج ....

************

وضع فهد هاتفه ومئات الافكار تتنقل بعقله ....أخذ ورقة وقلم وبدأ يرسم عدة اتجاهات متفرقة ...ليقل بحيرة :-
_ صباح مرزوق وفريدة الصوان .... صباح كانت بتشتغل في قصر الالفي من ٢٠ سنة ...صباح ام حورية وقمر !! ....فريدة الصوان ..ام سامح ...اختفت ومحدش عارف راحت فين وفي ظروف غامضة ....كامل ظهر مرة في قصر فاروق ...كان بيعمل ايه ؟
زفر فهد بضيق من هذا الغموض وتذكر لقائه مع الرجل الكهل الذي بعث هشام للبحث عنهم منذ ايام ووجدهم وقابلهم بالأمس ....منذ تلك المقابلة وحيرته تزداد مع كل ثانية .....(فلاش باك لعدة ساعات ماضية )
*************

دلف فهد لغرفة بسيطة جدًا بأثاث متهالك ومياه الأمطار تبلل جدرانها بترسيب الشقوق ....جلس فهد على مقعد قديم بعدما رحب به الزوجان وكأنه من اقاربهم ...ذهبت السيدة العجوز للمطبخ حتى تحضر شيء تضيفه به .....ليبدأ فهد الحديث :-
_ أزيك يا عم فتحي ....ده انا جيلك مخصوص
جلس الرجل الكبير بالقرب وهو يتنفس بصعوبة من سعاله المستمر واجاب :-
_ اهلا بيك يابني ...بس مش واخد بالي من الشبه ؟
ربت فهد على يده بخفة وقال بابتسامة بسيطة :-
_ ولا يهمك ....انا جايلك اسألك على واحدة والدتي سابت معاها آمانة من زمان ...بس بقالنا فترة بندور عليها مش لقينها خالص
العجوز بتعجب وتسائل :-
_ مين يابني ؟ انا اعرفها ؟!
تحدث فهد بترقب من تعابير الرجل :-
_ اسمها فريدة الصوان ، هي قالت لولدتي أنها هتسيب عنوانها معاك وعشان كدا جيتلك ...
صمت الرجل للحظات وقد بدأ القلق يظهر عليه ...حتى قال بأسى :-
_ ما تدورش عليها يابني ...استعوض ربنا في حاجتك لأنها ماتت
فهد :-
_ بجد ؟!! لا إله إلا الله .....طب مالهاش ولاد اقدر اروحلهم ؟
نفى الرجل قائلا :-
_ ابنها الوحيد مع ابوه مش معاها واظن هو نفسه مايعرفش عنها حاجة ...الوحيدة اللي كانت تعرف عنها كل شيء هي البت صباح ...
ضيق فهد عيناه بمكر وقال :-
_ هي فين صباح دي ؟ احكيلي كل حاجة ياريت
اجاب الرجل بيأس مرة أخرى :-
_ هي كمان ماتت للأسف ...ماتت بعد ما ولدت بفترة ، اللي أعرفه أن الست فريدة دي مرات فاروق بيه الألفي وكان متجوزها غصب عنها ...وصباح دي كانت قريبة الست فريدة من ناحية جوزها وتقريبا اسمه سالم ..كامل مش فاكر ....المهم صباح جت اشتغلت وهي حامل وكانت قرفاني وطول الوقت تعبانة ومش قادرة تشتغل ...بس محدش كان يقدر يتكلم لانها قريبة ست هانم ....صباح مابقتش تيجي القصر لما ولدت وبعدها ست فريدة اختفت وسمعت انها راحت لصباح بس بعدها فاروق بيه بنفسه قال انها ماتت واتقفلت سيرتها على كدا .....
فهد :-
_ طب تعرف عنوان صباح دي ؟
جلس الرجل يتذكر لعدة دقائق حتى قال العنوان بالتدريح ليحدج فهد بصدمة :-
_ انت تقصد واحدة اسمها صباح مرزوق ؟
هز الرجل رأسه بتأكيد وقال :-
_ ايوة هي دي ....
نهض فهد بنظرات مذهولة :-
_ معقول !!!! طب صباح دي كانت مخلفة ؟
اجاب العجوز بالايجاب وقال :-
_ اه ...اهي كان ليها بنت صغيرة بس كنا كلنا بنحبها ...يمكن دي اللي كانت مصبرانا على امها
فهد :-
_ اسمها ايه البنت الصغيرة دي ؟
اجاب الرجل بعد تفكير:-
_ قمر
وقف فهد مصدوماً لعدة ثوان ناظراً للفراغ ببعض التيهة حتى انتسج بعقله شيء ......قال مجدداً :-
_ طب ما تعرفش اهل فريدة الصوان دول فين ؟ أو أي حد يعرفها ؟
اجابه العجوز بنفي :-
_ لا والله ....اللي أعرفه أن ماكنش ليها غير امها وماتت بعد ما اتجوزت فاروق بكام شهر ...تقريبًا وهي حامل في ابنها سامح ....
صمت فهد لدقيقة ثم شكر الرجل واستأذن بالأنصراف رغم اصرار الرجل على عدم ذهابها قبل أن يأخذ واجب الضيافة ....
******************
عاد فهد الى الواقع ولولا ما حدث لحورية وانشغاله بحمايتها داخل المشفى لكان ذهب مباشرةٍ لتلك السيدة التي تدعى آمينة ....فعندها كل الاجابات على اسئلته .....
_________________________________________استغفر الله العظيم

بشقة سامح .......
استيقظ سامح على قرع على باب شقته فخرج بتكاسل من غرفته متوجهاً للباب ليتفاجئ بوقوف داليا أمامه وبيدها باقة ورد ....تبدو ابتسامتها غريبة وغير منطقية لنظرات عيناها !! ....
وقف ناظراً لها بضيق وقبل أن تدلف للداخل اوقفها بحدة :-
_ رايحة فين ؟
رمقته بعتاب ونظرات دامعة :-
_ ما تخافش يا سامح ...أنا جاية اباركلك
تعجب من طريقتها حتى دلفت للداخل رغماً عنه ووضعت الباقة على الطاولة ثم جلست على مقعد بنظرة تائهة :-
_ حدجها سامح بغيظ وترك الباب مفتوح لتنظر له بسخرية:-
_ حتى وهي بعيدة بتعملها حساب ؟!!
جلس سامح وهو يزفر بعصبية:-
_ كفاية المشاكل اللي حصلت بسببك يا داليا ...انا بعتلك رسالة وفهمتك فيها أن كل شيء انتهى لأني ماكنتش مستعد اشرحلك حاجة اكتر من كدا ولا حتى اعاتبك في اللي عملتيه ....بقيت على العشرة وقلت انهي كله بهدوء ولعلمك ...مهما حصل بيني وبين قمر مش هتجوز غيرها ولا هي هتتجوز غيري ...
صمتت داليا ببكاء صامت ثم قالت بندم ودموع :-
_ انا فعلاً عملت حاجات كتير غلط ، وقعت بينكوا كتير ، وعملت مشاكل اكتر ....بس أنا مش وحشة ....انا تعبت يا سامح ومابقتش قادرة ابقى وحشة اكتر من كدا ....ماتفتكرش أني كنت مبسوطة وانا بعمل كدا بالعكس ...كنت بكره نفسي اكتر ما انت بتكرهني ...لو تفتكر اول ما اشتغلت في الفرقة معاك انت الوحيد اللي كنت بدافع عني ، محدش كان يقدر يكلمني طول ما انت موجود ...حسستني بالآمان اللي عمري ماحسيته مع اب ماشوفتش منه غير القسوة والضرب وفي الآخر رمى امي بينا ومسألش عننا لحد دلوقتي ....انا جاية اقولك اني اسفة بس انا غصب عني ....أنت بالنسبالي كنت حاجة كبيرة أوي اكبر مما تتخيل ...دفاعي عنك ماكنش بس حب ..كأن حد حاول ياخد مني راحتي ...انا همشي دلوقتي وحتى همشي من الفرقة بس قبل كدا عايزاك تسامحني وتخلي قمر تسامحني .....ارجوك
تفاجئ سامح بحديثها وتبظلت كرهه واحتقاره لشفقة فقال :-
_ مش زعلان منك يا داليا ....لأن المرادي حاسس انك فعلا صادقة ...أنا نسيت كل حاجة فاتت ....ومش عايزك تمشي من الفرقة هتروحي فين ؟
نهضت ببطء ووقفت تبكي بجسد يرتعش وبندم حقيقي :-
_ ماينفعش افضل موجودة في حياتك بعد كدا ....مش عايزة آاذيك تاني لأني بحبك بجد ونفسي تفتكرني بالخير ....أنا مش عارفة هشتغل مع مين ولا هروح فين بس اللي بعمله هو الصح ...انا لازم ابعد عنك
صمت سامح بحيرة وحذر أن يتمسك ببقائه تعود لافعالها فصمت....ابتلعت داليا ريقها بصعوبة ونظرت له بوداع وقالت بتوسل :-
_مسامحني ؟
هز سامح رأسه بصدق واجاب:-
_ مسامحك وربنا شاهد ....بالعكس أنا زعلان عشانك
انزلقت دموع غزيرة من عيناها وهي تحفظ ملامحه جيداً قبل أن تودعه للأبد .......قالت بألم :-
_ الف مبروك مقدماً ...ربنا يسعدك
ثم ذهبت راكضة للخارج وهي تكتم دموعها .......راقبها سامح بشفقة وجلس بشعور خانق لأجلها ...رغم كل ما فعلته ولكن حديثها اثر به ....

_____________________________________ سبحان الله العظيم

بشقة ياسين .....
بعد انتهاء الافطار قد اخذتها ميرنا بالشرفة الملحقة بغرفة الجلوس حتى تركتها لعدة دقائق .....وقفت حورية تستنشق الهواء بملأ رئتيها ولم تغفل الابتسامة عن شفتيها ...كأنما وجدت لقلبها نبض الحياة ...بعدما كان اوشك على الفناء والرحيل ......فتحت عيناها لتجد عينان تتأملها بصمت ...كيف اتى دون أن تشعر ؟ ....ارتبكت وهي تتحاشى النظر اليه حتى قال بابتسامة حنونة:-
_ وكأن كان كفاية عليا اسمع منك اللي قلبي استناه عشان استحمل الصبر على ما تقوليلي كل حاجة .....صدقت فعلاً أن اللي بيحب ممكن كلمة بحبك تنسيه وجع كتير شافه ....ممكن تقوليها تاني
ارتجف جسدها بخجل شديد ..اجابت بتلعثم :-
_ أنا مش فاكرة قلت ايه ...مش فاهمة
ابتسم بمكر وقال :-
_ قولتي بحبك ....بموت فيك ، ولسه بتنكري ؟ ...يا قساوتك !!
اشتعل وجهها بحمرة شديدة ونظرت بإتجاه آخر ليقترب قليلاً بذات الابتسامة الماكرة :-
_ على فكرة ....نبرة صوتك وانتي بتقوليها كانت تجنن ...بعد كدا مش هسمحلك تقوليها غير بالشكل ده ....
قالت وهي ترتجف :-
_ بعد كدا ؟!
اجابها بمكر :-
_ اه بعد كدا ....في يوم هاخدك قدام الجميع ، وبفرحة الجميع ...بس وعد مني هيكون يوم ولا في الأحلام ....
قالت بتعجب ودقة قلب تعترف بالعشق :-
_ ياسين ....انت نسيت كل اللي حصل لمجرد اني قولتها وحتى ماكنتش في وعيي ؟!
اجابها بضمة من عينه :-
_ اللي كان معذبني أني فكرت انك مش بتحبيني ...وانا مش بطلب غير قلبك عشان افضل جانبك واصبر واستحمل ....لأني بحبك من غير شروط ....تعرفي اني ماحبتش اتكلم في اي شيء فات ليه ؟ عشان مافيش حاجة تعكر احساسي اللي ملا كياني من ساعة ما سمعتها منك ...مش عايز افكر في حاجة النهاردة غير أنك جانبي ....خلي العتاب لبكرا يمكن يجي بكرا وما يلاقنيش ...
امتلأت عيناها بدموع متألمة من كلمته الآخيرة وهتفت :-
_ بس بقى ...ساعات مابحبش اسمعك !
رقت نظرته عليها بحنان وأشار لقلبه قائلا:-
_ انا نفسي تسمعيني وانتي هنا .....نفسي اقولك كل اللي جوايا وانتي حلالي .....في كلام كتير متشالك ...مستني حلال قربك عشان يتقال .....لو تعرفي أني بقيت بدعي في كل صلاة أنك تكوني ليا ....بطلبك من ربنا يا حورية ....وياريت يرزقني بيكِ ....شايف عمري معاكِ ...شايفك في بكرا والعمر الجاي كله ...وشايفك بين ايديا وانتي حلالي ومراتي حبيبتي ....

ابتسمت بين دموعها وقد اهتز قلبها بقوة من هذا العشق الذي يجتاحها فقالت :-
_ زي ما تكون عمرك ما زعلت مني .....وزي ما اكون عمري ما غلطت في حقك ؟! ياريت كل الناس تحب زيك يا ياسين
اجابها بنظرة مبتسمة :-
_ محدش هيحب زيي ....لأني مافيش غير حورية واحدة وبس ....وكل زعلي منك نسيته في قربك .....ماتوجعنيش تاني يا حورية ...أنا اخترتك تسكنيني ....ماتكونيش طعنة تنهيني
اجابته سريعاً :-
_ بعد الشر عنك..... مش قلتلك قبل كدا احنا ما ننفعش في الخصام ؟!
قال بابتسامة ماكرة :-
_ طب ما انتي فاكرة اهو ؟!!!
قالت بنظرة صادقة :-
_ هو حد بينسى يعيش ؟
ياسين بعشق :-
_ قربك ثورة من نار قايدة ....وعنيكي وحدها كفاية أنها تخليني احتلك واحارب لأمتلاكك ...
ابتسمت بسعادة :-
_ قولتها قدام عز ....كان باين انك بتقولهالي
اجابها بنظرة عاشقة :-
_ مقدرتش اخبي احساسي ....مافيش حب من غير حرب ، ومحدش بيعرف يخبي انه بيتنفس .....كنتي جانبه بس ملكي .....
حورية :-
_ اكتر حاجة تفرح اي بنت في الدنيا ...أنها تكون ملك لانسان بتحبه ....بالحلال
هز رأسه مؤكدا بابتسامة:-
_ ولا حتى لمسة ايد غير لما تكوني حلالي يا حورية ....لأني في الحب مش برضى بالقليل .....تتجوزيني ؟
حورية باستفسار:-
_ طب وهتعمل ايه مع طليقتك ؟ المفروض انها فاكرة انك هترجعها ؟
ياسين :-
_ ناريمان مجرد انتي ما مشيتي قولتلها جملة واحدة ....."انا بحب واحدة تانية ومش هكون غير ليها " ، الجملة دي فهمتها حاجات كتير وانسحبت بهدوء .....تتجوزيني ؟
ابتسمت بعشق ونظرت للاسفل بخجل ثم هزت رأسها بهزة بسيطة ثم تأوهت من جرح رأسها الذي لم يكتشفه عز بسبب غطاء رأسها ليقل ياسين بلهفة:-
_ مالك ؟
حورية وهي تتحسس رأسها ببعض الألم :-
_ الجرح اللي في راسي وجعني فجأة ... خصوصا اني ما غيرتش عليه بسبب اللي عمله عز ؟ محدش شافه لأن حجابي فضل على راسي وانا في المستشفى
رغماً عنه ظهرت ابتسامة على شفتيه لتتعجب هي بتذمر وقالت :-
_ بتضحك ؟!!!
اتسعت ابتسامته وقال:-
_ هروح اجيبلك الدوا وصندوق الاسعافات عشان تطهري الجرح ....ما تقلقيش كام يوم وهيخف ....

____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

جلست داليا على الدرج الرخامي التابع للمبنى الذي تقطن به شقة سامح وظلت تبكي كثيرًا بألم ...الم الندم على ما فعلت والم الفراق عن اكثر رجل احبته بعمرها ....نهضت اخيراً وقررت أن تبتعد عنه وتتركه ويكفي ما فعلت ويكفي انه سامحها عن ما مضى .....
خرجت للطريق بتيهة واعين مليئة بالدمع ونظرات ضائعة لمن حولها حتى انها لم ترى السيارة التي اقترب اليها بصوت الانذار كي تبتعد ولكنها بعالمًا آخر من الضياع ......
سقطت إثر حادث سير مروع وتجمهر الجموع حولها وهربت السيارة الفاعلة ذلك ......ترجل تميم (صديق سامح بالفرقة الموسيقية) من سيارته وقد اتى للاتفاق مع سامح لعدة حفلات قريبة حتى لاحظ ذلك الحشد فاقتربت منهم ليصدم بداليا التي ينزف رأسها دماً بغزارة وعيناها اصبحت أكثر ضياعاً .....هتف تميم بذعر عندما رأها وقال :-
_ دااااليا ...مش معقول !؟؟
نظرت داليا اليه وظهرت ابتسامة بسيطة وقالت بتهتهة:-
_ قول ..لسامح ...اني ماكنتش هقدر اعيش من غيره ...والظروف ساعدتني ....قولتله اني هبعد للأبد ....و...حصل ..بالصد______
قاطعها ونزفت عيناه دموع غاضبة وقال:-
_ بردو سامح ....حرام عليكي !! ، ولا مرة حسيتي اني انا اللي بحبك ....كنتي مشغولة بسامح طول الوقت ....
ضيقت داليا عيناها بصدمة ولكن لم يبقى من العمر شيء حتى تجيبه ....ذهبت للأبد ....ليصرخ تميم بعذاب :-
_ دااااااااااااليا
_______________________لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين

بشقة ياسين ......
فتحت ميرنا الباب بعدما انتبهت لصوت الجرس لتبتسم بخجل عندما رأت محمود يقف امامها ...قال ببسمة ماكرة:-
_ صباح الخير
اجابته سريعاً ثم قالت:-
_ اتفضل
ابتعدت من امام الباب وركضت للداخل بإتجاه غرفة الحلوس حتى تخبر شقيقها ....ولكن محمود كتم ضحكته لهروبها بهذا الخجل حتى خرج ياسين من الغرفة واستقبله بترحاب .....

جلس محمود بغرفة الجلوس لتظهر حورية وترمقه بنظرات شاكرة واستقبلها بحذر مع نظرات ميرنا الخجولة .....قال ياسين :-
_ مش عارف اشكرك أزاي على اللي حصل .....ميرنا قالتلي أنها حكيتلك على موضوع حورية وانها كانت بتشتغل عندي ....على اد ما زعلت منها على اد ما ده كان السبب انك تقولي اللي حصل ....
كان قد اخبرته ميرنا بهذا أثناء الليل عندما استفسر منها عن سبب اخبار محمود لها تحديدا دون غيرها ....
تفاجئ محمود بهذا الامر ثم اجاب بهدوء:-
_ ما تنساش كمان أن انسة حورية كانت المفروض خطيبة نادر ....يعني مصلحتها تهمني ....وهي زي اختي واكيد انا ما ارضاش لأختي كدا ...حمد الله على سلامتها
اجابه ياسين :-
_ الله يسلمك
التزمت حورية الصمت حتى تنحنح محمود وقال معتذرا:-
_ أنا عارف أني جيت من غير ميعاد وكمان بدري ....بس بصراحة ما قدرتش استنى ....بصراحة ..انا بطلب ايد الآنسة ميرنا
نهضت ميرنا وركضت للخارج وابتسمت حورية بخبث وتبعتها للخارج ....قال ياسين :-
_ طب نتكلم الأول ونتعرف ...
بدأ محمود بشرح كل شيء عن هذا الامر ......

*********
راقبت حورية ميرنا وهي تعد العصير ثم ضحكت رغما عنها وقالت بمكر:-
_ حلو قراية الفاتحة بعد الفطار ....جديدة هههههه
ابتسمت ميرنا بخجل وقالت:-
_ ده العادي بتاعه هو اصلا مجنون اكتر من العيانين بتوعه
حورية بمكر:-
_ اااه ...ده احنا واخدين بالنا من زمان بقى ؟! لأ ده انتي تحكيلي بقى ؟!
نظرت ميرنا للعصير بحيرة وخجل ثم قالت:-
_ انا بترعش ومش هقدر ادخل العصير والكيك ده ...دخليهم انتي
هزت حورية رأسها نفيا وقالت بضحكة :-
_ وانا مالي ...هو انا العروسة ؟!
لكمتها ميرنا بنظرة ماكرة وقالت :-
_ بقى كدا ؟!! وانا اللي سيبتك مخصوص عشان ياسو يتكلم معاكي على راحته ...وبعدين شكلنا احنا الاتنين هنبقى عرايس قريب
اتسعت ابتسامة حورية واخذت العصير قائلة:-
_ رجعالك يا لمضة
ذهبت حورية وتوجهت لغرفة الجلوس حتى رمقها ياسين ببسمة ماكرة وذات مغزى ليشتعل وجهها بحرج ...وضعت ما بيدها وركضت للخارج ليكتم ابتسامته وعاد يتحدت مع محمود بجدية ......
__________________________________________صلِ على النبي

دلفت حورية للمطبخ وكادت أن تتعثر بطاولة صغيرة حتى قالت ميرنا بقلق:-
_ ها....حصل ايه ؟
ابتلعت حوريقة ريقها بصعوبة وهي تلهث وقالت :-
_ انا غلطانة اني سمعت كلامك
تذمرت ميرنا وقالت :-
_ ياسو زعلك ؟!
ابتسمت حورية بالتدريج وشردت لتقترب ميرنا بمكر وقالت :-
_ اممممم ، ما انا استغربت بردو ، اصله حنين
قالت ذلك وضحكت بمرح لتلكمها حورية بمشاكسه لينتبهوا فجأة لصوت الهاتف الأرضي الموجود بالصالة بزاوية داخلية ......دفعت ميرنا حورية حتى تخرج وتجيب ولكن حورية تراجعت بحرج وقالت :-
_ لأ ...هتكسف
لتدفع حورية ميرنا لتعترض ميرنا بتذمر:-
_ لاااااا ، وانا كمان هموت من الكسوف لو عديت من قدامهم لااااا
نظرت حورية لميرنا حتى خرجت برجفة وتجيب على الهاتف فتفاجئت بياسين وهو يرفع السماعة ويتلقى المكالمة ....كادت أن تمر من امام باب غرفة الجلوس لتلمح محمود وهو يشير لها بخفاء أن تات سريعاً ....تعجبت من الامر وذهبت اليه .....
وضع محمود اسفل مفرش الطاولة بطاقة ورقية مدون عليها رقم هاتف وقال سريعا وهو يراقب ما خلفها جيدًا :-
_ اتصلي بالضابط فهد بأسرع وقت عشان عايزك ضروري ، واوعي تقولي حاجة لياسين دلوقتي ...لسلامتك ولسلامته كمان
شحب وجهها من قوله وكادت أن تجيبه وتأخذ البطاقة المخبأة اسفل المفرش حتى دلف ياسين ورمقها بتعجب فخرجت سريعاً من الغرفة ......

رمقها ياسين للحظات بإستغراب ثم جلس مرة أخرى وقال معتذرا:-
_ اسف ...بس انت عارف الشغل مابيعرفش اجازات
تفهم محمود الأمر ثم تابع حديثه ....

____________________________________________الحمد لله

قالت ميرنا بتسائل :-
_ مالك متوترة كدا ؟
نفت حورية بنظرة شاردة من القلق لتظن ميرنا شيء آخر وقالت بمكر وابتسامة :-
_ اااه عرفت ....ماشي ماشي
مر وقت طويل حتى خرج محمود من الشقة واتى ياسين اليهم بالمطبخ بعدما بحث عنهم طويلاً بالشقة .....رمق حورية اولاً بابتسامة ليقل لميرنا :-
_ تعالوا معايا
رمت ميرنا نظرة خجةلة لحورية ثم جذبتها من يدها لتأت معها ......

جلس ياسين ورمق شقيقتها بجدية وقال :-
_ طبعاً انتي عارفة أنه جه يتقدملك ، وواجبي أني اخد رأيك عشان ابدأ اسأل عليه وأعرف عنه كا حاجة
ميرنا بخجل :-
_ يعني أنت موافق ؟
ياسين بابتسامة :-
_ بشكل مبدأي اه ....بس انتي رأيك الأهم ...أنتي العروسة ، هتقولي آه عشان ابدأ اسأل عليه ولا نرفض ؟
ابتسمت ميرنا وهي تفرك اصابعها بتوتر وخجل واجابت دون أن تنظر له :-
_ أسأل عليه
قالت ذلك ونهض راكضة لغرفتها وراقبها ياسين بمحبة مبتسماً وقال :-
_ بنتي كبرت ...هتتجوز وتسيبني
قالت حورية مبتسمة له بحنان ومكر :-
_ ربنا يعوضك ببنوته تانية تبقى جانبك على طول
تنهد بقوة وقال بنبرة دافئة :-
_ دي بقى ليها حسابات تانية ....
حورية بعشق :-
_ حبيبتك او اختك ....احلى حاجة فيك انك بتعتبرهم بناتك ....احساس حلو لما واحد يحب واحدة وفي نفس الوقت يحسسها انها بنته ...
ياسين بنبرة بمحبة :-
_ لأني بحب ادي كل الآمان للناس اللي بحبهم ...بحب اقدملهم كل اللي عندي ...مش بستخسر في المحبة ... الآمان هتحسيه اكتر لما اعتبرك بنتي مش بس حبيبتي ....
قالت بخجل وشبح ابتسامة يرفرف على شفتيها بإرتباك :-
_ وأنا بنتك ؟
التقف زهرة اوركيد وواقف مقترباً اليها لتنهض بدورها بدقات قلب عالية ليقدم الزهرة اليها بابتسامة عاشقة :-
_ انتي كل حاجة
اخذت الوردة من يده وتحاشت النظر اليه ثم ذهبت من امامه سريعاً ....

_____________________________________استغفر الله العظيم

انتهى سامح من اوراق خروج الجثة من المشفى بعدما تم نقل داليا التي القت مصرعها إثر حادث طريق ...ليأت الى تميم الذي كان يجلس ببكاء صامت لا يُسمع له صوت .....جلس سامح بجانبه بحزن :-
_ لحد دلوقتي مش مصدق انها ماتت !!! ، دي كانت لسه خارجة من عندي وبتودعني ! ......بس ماكنتش فاكر انها بتودع الدنيا بحالها !!
مسح تميم عيناه ورمق سامح بنظرة طويلة وغامضة ثم نهض قائلاً :-
_ اكرام الميت دفنه .....زمان اهلها في الطريق
نهض سامح بحزن غزى قلبه وذهب مع تميم ......

_________________________________________سبحان الله

وقف فهد أمام مبنى قديم .....قد عرفه منذ أن تعرف على البطاقة الشخصية لحورية ...اتى الى هنا بعدما جمع الامور ببعضها .....صعد الدرج للشقة المقصودة لتخرج أمينة بعد لحظات مستفسرة عن الزائر .....رمقت فهد بتعجب وتسائلت :-
_ مين حضرتك ؟
نظر اليها بعمق واجاب :-
_ حد من قرايبك
ضيقت امينة عيناها بدهشة وقالت :-
_ قرايبي ؟!!!
اجاب فهد وهو يراقب الخوف الذي اجتاح وجهها :-
_ طب هنفضل نتكلم كدا ؟ ما تخافيش مني انتي في سن ولدتي
دفع الباب بهدوء ودلف وهو ينظر للمنزل بجميع اتجاهاته وحدجته امينة بعصبية :-بقلم رحاب إبراهيم
_ أنت أزاي تدخل كدا ؟ وبعدين انا ما اعرفكش ؟ و_____
قاطعها فهد قائلا :-
_ فريدة الصوان ......الزوجة الأولى لفاروق عبد العزيز الألفي ...الدكتور المعروف .....اللي المفروض انها ميته !! ، شوفتي بقى أني اعرفك !
جحظت أمينة عيناها بصدمة وقالت بتلعثم ورعب :-
_ م...مين ؟! انت مين ؟!!
جلس فهد واشار لها لتغلق الباب وفعلت ذلك وهي ترتجف حتى تابع :-
_ آخر حاجة كنت اتخيلها ....أنك تبقي ام سامح ، وأن اللي ربت حورية طول السنين اللي فاات هي نفسها مرات اللي كان هيموتها !!! مش حاسس ان حورية وقعت في ايد فاروق بالصدفة ...والصدفة دي انتي اللي وراها ....
انتفضت امينة برعب وهي تنظر لها وبدأت تنهمر عيناها بدموع من الماضي ......قالت :-
_ انا ما اعرفش بتتكلم عن ايه ؟!
ابتسم فهد بسخرية :-
_ اومال بتعيطي ليه ؟!! وعموما ما تخافيش ....
اخرج فهد بطاقة هويته لتتعرف امينة على من يكون هو ...نظرت له بمدوع وقالت معترفة :-
_ ايوة ...أنا فريدة الصوان
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة