-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2) - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2).

الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل العاشر

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل العاشر

ولج ماجد غرفتـه وجدها بانتظاره كما أمرها ، سلط بصره عليها واثنی ثغره بابتسامة إعجاب ثم أقترب منها بخطوات محسوبة وهو يطالعها كليًا ، كانت هانا جالسة علي الفراش ومرتديه ثوب نوم عاري ومظهر لمفاتنها بطريقة مثيرة كما امرها ، وقف ماجد امامها ومد لها يده ، فنظرت لها ومدت يدها هي الأخري ليمسك بها بقــوة ويسحبها من علي الفراش لتقف أمامه ، وقفت هانا امامه بتعابير جافة وهي تنظر اليه ، سحبها ماجد بقوة نحوه لترتطم بصدره ، شهقت بخفة ونظر هو لها قائلاً :
- ايه !، انتي زعلانة ولا ايه يا حبيبتي ، هي أول مرة تلبسيلي كده ، ولا تبقي مستنياني.
ثم وجه بصره لشفتيها والتهمهما في قبلة عنيفة وهو يضع يديه علي جسدها ويمررهم عليه بطريقة توحي بتمنيه لها ، فلتت دمعة شاردة من عينها أشعرتها بمدی دونيتها ورخصها في عينيه ، ولم يتوانی ماجد في لمسها ليشعرها بمدي إمتلاكه لها، ثم ابعدها قليلاً عنه واستطرد وهو يصك اسنانه ببعضهما :
- عرفتي بقي انك ملكي ، ومش هتقدري تسيبيني ، ولو عملتيها يا هانا هيبقي آخر يوم في عمرك ، ومن هنا ورايح انتي لمزاجي وبس ، وجوازي منك هيبقي برضه بمزاجي ، فهمتيني يا حبيبتي ولا أعيد تاني .
تسارعت عبراتها في الهطول علي وجهها واومأت رأسها بطاعة ، فابتسم لها باعجاب ، ثم وجه بصره لجسدها مستكملاً بوقاحه :
- يلا دلوقتي علشان عاوزك..........
_____________________________

صف سيارته امام إحدی المستشفيات القريبة وترجل منها وعجل في خطواته تجاهها ، بادر مالك بحملها بين ذراعيه وهو يرتعد خوفًا عليها ويحدق فيها بقلقٍ مزعور من إصابتها بما لا يحمد عقباه ،هرول لداخل المستشفي حاملا إياها ويديه وملابسه ملطخة بدماءها ، نظر حوله وصرخ بهيستيرية :
- انتو يا بهايم يااللي هنا ، حد يلحقني بسرعة.
هرع بعض الممرضین تجاهه وهموا بأخذها منه ، وبادروا في وضعها علي السرير النقال ، تقدم طبيب المشفی ورآها هكذا فهتف متسائلاً :
- حصلها ايه ؟.
هدر مالك بعصبية :
۔ انت بتسألني ، وانت شغلتك ايه هنا .
زفر الطبيب بقوة وهتف في المسعفين بعملية :
- علي غرفة العمليات بسرعة ، وكلمولي دكتورة النسا والتوليد تيجي علي هناك ، يلا أتحركوا .
قاموا بدفع السرير النقال مهرولين بها لغرفة العمليات و خلفهم مالك وهو يرتاع من حالتها السيئة المتدهورة ، دلفوا بها للداخل واوصدوا الباب خلفهم ، وتوجس مالك من أنقلاب الأمر لذلك الوضع المريب ، وحدق امامه زائغا فيما فعله معها، فهو المذنب الأول لما حدث ، وجه بصره ليديه وهي تكسوها الدماء وجزع من الموقف برمته وبرر بأنه لم يلمسها قط وهذا ما زاد حيرته فيها ، تأني لحين خروج الطبيب لفهم ما تمر به ، وارتمي علي المقعد امام الغرفة منتظرًا خروج الطبيب وطمأنته عليها....
_____________________

وقف امام الشاطئ بعدما شعر بالوهن من كثرة البحث عنها ولم يجد لها أثرًا في أي مكانٍ يمكنها التوجه اليه ، نظر زين امامه علي مياة البحر الساكنة والظلام الدامس المعيق لرؤيه مداها وأحس بانقباض صدره كأنه يستشعر تألُمها ، تنفس بصعوبة ووجل من حدوث شيئًا سيئ لها ، نظر في ساعه يده فقد قاربت الساعة علي التاسعة وهو يبحث عنها ، أغمض عينيه محاولاً استيعاب الموقف ، ومتذكرًا رؤيته لها في الصباح وتوديعها له ، تلألأت الدموع في عينيه وحرك رأسه لينفض تلك الأفكار التي تخالجه في إصابتها بمكروه ما ، وقف حسام من خلفه محدقًا به وذلك الحزن الجلي علي هيئته ، وأدرك ضيقه وشعر بمدی حزنه علي ما حدث ، دنا منه قليلاً لمحاولة تهدئته والتخفيف عنه وحدثه بهدوء زائف :
- زين .......زين اللي بتعمله ده ما فيش منه فايدة ، أكيد هي كويسة ، ويمكن راحت مكان وكانت عايزه تقولك وانت مردتش عليها ، مش مخطوفة يعني علشان نكبر الموضوع واحنا لسه مش متأكدين من حاجة ، خصوصًا انها خارجة بمزاجها يعني.
حرك زين رأسه بعدم إقتناع ورد عليه بصوت متحشرج :
- فيه حاجه حصلت ، بس مش قادر اعرف ايه هي ، الصبح كانت معايا كويسة ، وهي كانت تعبانه ، ولازم يكون فيه حاجة كبيرة حصلت تخليها تسيب العوامة بالشكل ده رغم تعبها ، استأنف معنفًا نفسه :
- انا غبي ، ازاي متصلتش بيها ، كل يوم بكلمها وبتكلمني ، ازاي اخلي حاجة تشغلني عنها .
حسام بتفهم وهو يربت علي كتفه :
- يا زين احنا كان عندنا إجتماع مهم ، وانت سايب حارس قدام العوامة ، مش سايبها لوحدها يعني ، هي خرجت بس احنا منعرفش مكانها ، او يمكن حد كلمها قالها حاجة خلتها تخرج بالشكل ده .
زين بضيق وهو يهتاج من الداخل :
- الحارس الغبي ، ازاي يسيبها ويمنعهاش ، دا حتي هو كمان اتصل بيا ونسيت أشوف تليفوني بسبب الإجتماع .
قال حسام بنبرة ذات معني :
- طيب يا زين هنعمل ايه دلوقتي ، احنا لما روحنا القسم قالوا لازم يعدي اربعة وعشرين ساعة علي أختفاءها .
هدر زين بانزعاج جم :
- ايه القانون الغبي ده ، يعني نستني لما يكون عدي الوقت ويكبر الموضوع ، ولا يكون حصلها حاجة ومستنية تلاقيني جمبها ، انت متعرفش يا حسام انا كنت هتجنن قد ايه لما كانت مخطوفة قبل كده ، انا كنت هموت من الخوف عليها .
حسام بتأني وهو يهدأه :
- طيب يا زين أهدي ، وان شاء الله خير ، انا حاسس بيك صدقني .
رد زين بحزن جلي ونبرة وشيكة علي البكاء :
- لا يا حسام ، محدش حاسس بيا ، انا ممكن يجرالي حاجه لو مشفتهاش قدامي وكويسه .
هتف حسام بتعقل :
- طيب تعالي ندور عليها في المستشفيات ، ونسأل ، يمكن يجيب نتيجه ..
اومأ زين رأسه بموافقه ، وقام حسام بإمساكه من ذراعه متوجهًا للسيارة واستطرد بجدية :
- خليني انا اسوق يا زين ....انت شكلك تعبان ......
____________________

ظل عدة ساعات مرابطًا أمام غرفة العمليات ، وقف مالك منفعلاً من كثره إنتظاره ولم يجد احدًا يطمأنه علي حالتها ، نظر حوله بغضب وهو يحدق بذلك الباب متخيلاً الأطباء وهم يطببون جراجها ، تجهمت تعابيره مجرد تطور الأمر للأسوأ ،وماذا سيفعل بعدها ، فحتمًا ستكون نهايته معها ، نكس رأسه في حزن وعنّف نفسه علي ما فعله ، فهو من أوصلها لحالتها تلك ، سمع صوت باب الغرفة ينفتح ، فرفع رأسه ناظرًا له ، وهب واقفًا من مكانه وهرول للطبيب المعالج لها عندما رآه يخرج ويبدو عليه أنتهاءه من العملية ، حدثه مالك بلهفة واضحة :
- خير يا دكتور ، هي كويسه ..صح .
رد الطبیب بنبرة عملية :
- الحمد لله هي كويسه ، وقدرنا نوقف النزيف وحالتها مستقرة
قال مالك متنهدًا بارتياح :
۔ الحمد لله يا رب ، استطرد مستفهمًا :
- واللي حصلها دا من ايه .
الطبيب بأسفٍ زائف :
- للأسف ! ، احنا مقدرناش ننقذ الجنين ، لأن النزيف كان شديد قوي عليها ، ولأن جسمها ضعيف ، وباين مكلتش حاجة
وقف مالك يستمع له مصدومًا ، فلم يتخيل حملها منه ، فقد وضع نفسه في كارثة عظيمة ، وفطن مقت الجميع له عندما يعلمون بما أقترفه ، لم يستمع لباقي حديث الطبيب له ، حيث أصبح كالمغيب ، فهو بمفرده معها ، وربما قلق الجميع عليها الآن ، نظر مالك امامه عازمًا علي إخبارهم بما حدث ، فعلي الرغم من وضعه الحرج والذي سيجعله مبغوضًا امامهم ، إلا انه لم يجد حلاً آخر أمامه ، أخرج هاتفه من سترته وأعتزم الإتصال به ليبلغه بوجودها معه ، ضغط ارقام هاتفه بثقلٍ وهو يرتعد مما هو قادم ، أتاه صوته بنبرته المتلهفة والتي توحي بقلقه عليها ، فأجابه مالك بتردد :
- زيــن .......تعالی بسرعة .......
______________________

وضع بعض من ملابسه الضرورية ، نظرًا لمكوثه أغلب الوقت في الخارج ، خاصةً بعد تكليفه هو وزويه بعده مهام ، ومنها تأمين المداخل الرئيسية والسرية في المدينة ، اوصد معتز حقيبته الصغيرة بعدما أتمّم علي ما بداخلها ، ثم حملها واسندها علي الطاولة ليتهيأ بالذهاب ، حدقت فيه سلمي وهي تزرف دموعها في صمت لبعده المفاجئ عنها ، وجه معتز بصره لها ، ورفع حاجبيه في إستغراب ، وبدأ في الإقتراب منها ، ثم حملق فيها بعدم فهم ورفع وجهها بيده قائلاً :
- سلمي حبيبتي ، انتي بتعيطي !.
سلمي من بين بكاءها :
- انت هتسيبني ، عاوزني افرح يعني .
رد معتز باستنكار :
- أسيبك ايه يا حبيبتي ، انا بس هفضل بره اكتر الوقت ، لان عندنا مهمة كبيرة قوي ، وهبقي آجي كل فتره أطمن عليكم .
قالت سلمي بنحيب :
۔ برضه مش هتقعد معانا كتير ، شغلك هياخدك مننا .
قال معتز وهو يضمها اليه :
- لا يا حبيبتي ، انا هبقي آجي كل يوم اطمن عليكي وامشي تاني ، تابع غامزًا :
- وهطول المدة شويه علشان نبقي براحتنا .
أحتضنته سلمي بقوة وحدثته بحب :
- بحبك قوي يا معتز ، انت بتوحشني قوي لما بتكون بعيد .
ابتسم معتز وقبل رأسها ورد :
- عمري ما حبيت حد غيرك انتي، تابع وهو يبعدها قليلاً:
- أوعديني تخلي بالك من نفسك ، ومن نور الصغيرة ، ثم وجه بصره لبطنها ووضع يده عليها واستطرد بمغزي :
- ومِن معتز الصغير .
قالت سلمي مضيقه عينيها :
۔ لسه زي ما انت يا معتز .
هتف معتز بضحك :
- انا بهزر معاكي يا حبيبتي ، اللي يجيبه ربنا كويس ، وانا راضي بيه .
قالت سلمي بسخط :
- أما أشوف ، تابعت بجدية :
۔ خلينا في المهم ، لو مدام رودي جابت العقود ، انا همضي واشاركها ، خلاص يا حبيبي .
معتز بابتسامة محببة :
۔ اللي يسعدك يا حبيبتي اعمليه .
هتفت سلمي بدعاء :
۔ ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي يا رب......
________________________

ولجت غرفة ابنتها وجدتها مستلقية علي الفراش وتستمع لبعض الأغاني وتدندن معها ، ثم حدجتها باستغراب وهي تقترب منها ، اغتاظت فاطمه من تغير ابنتها المفاجئ كونها لم تعطي الأمر أهمية او نسبة بسيطة للقلق علي صديقتها المقربة ، اقتطبت تقاسيمها وهي تحدجها بقسوة نظرًا لقلق الجميع من حولها وحزنهم لما حدث ، رغم انها علمت بالأمر لم تبدي أستعطافها لأعز رفيقه لها ، وأستنبطت بحسها الأمومي غِيره أبنتها منها ، لحب مالك لها وعدم إكتراثه بها ، فهي علي معرفة بحب أبنتها له ، ولذلك اخذت قرارها بابعاده عن هنا ، حتي لا يتطور الأمر بينهم ، وقفت فاطمه لبعض الوقت وهي تحدجها بأعين زائغة ، انتبهت لها ساره واعتدلت قائله بتعجب :
- ماما ! ...انتي هنا من زمان .
نظرت فاطمه لها وردت بامتعاض :
- هي اللي مش عارفين مكانها دي ، مش تبقي صاحبتك برضه .
تنحنحت ساره وردت بتوتر :
۔ آه يا ماما ، ليه ؟ .
ابتسمت بتهكم ، ثم توجهت لهذا الكاسيت واغلقت بعنف وهتفت معنفة إياها :
- انتي من امتی وانتي كده ، انت شايفه اللي حواليكي زعلانين وهيتجننوا علشان نور اللي مش عارفين هي فين ، وسيادتك ولا انتي هنا ، وبتسمعيلي الزفت ده ، ايه عدم الإحساس اللي انتي بقيتي فيه ده .
هتفت ساره بتأفف :
۔ يعني اعملها ايه ، ما كفايه الكل هنا بيحب الست نور وخايف عليها ، هتيجي علي حبي انا .
لم تتحمل فاطمه حديثها الفظ ، حيث رفعت يدها وصفعتها بقوة وهتفت بتعنيف :
- بنت قليلة الادب ، كل دا علشان الزفت مالك بيحبها ، حبك ليه غيرك علي اعز أصحابك بالشكل ده .
نظرت لها ساره بعدم تصديق وردت بحزن :
- بتضربيني يا ماما علشانها ، هي بنتك ولا انا ، تابعت بضيق:
- وانتي عارفة اني بحبه ، وبعدتيه عني ، عاوزه مني ايه تاني ، سيبيني لوحدي بقي ، احبها أكرها ، الموضوع هيغير ايه يعني ، ولا هيفرق في حاجه عندها ، كفايه حب جوزها ليها ، هتعوز ايه تاني .
هتفت فاطمه باستنكار :
- انا مش عارفه اقولك ايه ....ربنا يهديكي ......
______________________________

ركض زين في ذلك الرواق المؤدي لغرفة العناية المشدّدة ، وهو مزهول من وجودها هنا ، وازدادت حيرته بأنه من ابلغه بوجودها ، ظلّ زين غير متفهمًا لما يحدث حوله ، ولكنه أجّله قليلاً حتي يطمئن علي زوجته ، ركض حسام هو الآخر خلفه وحدثه مشيرًا بيده :
- من هنا يا زين ، مالك واقف أهو .
رآهم مالك وأنسابت مفاصله وبات غير قادرًا علي الوقوف ، فحتمًا سينكشف أمامهم بخدعته لها ، أزدادت ضربات قلبه واقسم داخليًا بأنه يستمع لها ، ولكن لابد من وجوده هنا ، إحتراسًا عليها ، تقدم منه زين وسأله بقلق :
- مالك ، نور حصلها ايه ؟ .
نظر له مالك بتوتر ، فهو لا يعلم حتي الآن بأنه السبب فيما حدث ، ورد عليها بنبرة متوترة مرتعدة:
- نو..نور..كويسة ...الدكتور طمني .
زين متسائلاً بلهفة :
- متعرفش حصلها ايه ؟ ، وايه اللي عندها ؟ .
رد مالك بتوتر : اسأل الدكتور .
زين بضيق :
- طيب هي فين ؟ ، عايز اطمن عليها .
أشار له علي غرفه العناية المشددة ورد بارتجاف :
- هما دخلوها ..هنا .
نظر زين للغرفة واقترب من تلك النافذة الزجاجية وحدق فيها جيدًا ، ونظر لها متعجبًا من حالتها ، ولكنه ظنّ الأمر بسيطًا كونها كانت تشعر بالتعب الفترة الماضية ، فربما زادت حدته عليها ، جاء حسام ونظر لها هو الآخر وربت علي كتفه قائلاً :
- الحمد لله يا زين ، أهي قدامك اهيه ، وإن شاء الله هتبقي كويسة .
قال زين بحيرة :
- انا مش عارف عندها ايه ، لازم أسأل الدكتور واطمن عليها ، شكلها وهي نايمة كده مش مريحني .
حسام بتفهم :
- انا هبعت اشوف مين الدكتور المسؤل عن حالتها ... وهنعرف منه كل حاجه .
قال زين وهو يتطلع عليها باشتياق :
- يا تری كنت حاسه بأيه يا حبيبتي ، وانا مخدتش بالي .....
_________________________

تنهدت هايدي بارتياج جم بعدما دلفت من المرحاض ونعمت بحمامٍ بارد في ذلك المغطس التي اشتاقت للمكوث فيه ، ثم تقدمت بضع خطواتٍ متهادية من الراقد علي الفراش ونظرت له بابتسامة سحرته وجذبته للتطلع عليها بلهفة أشتاق لها ، زمت شفتيها للجانب وهي ترمقه بنظرة دلال منها ، ثم جلست علي طرف الفراش وأولته ظهرها ، لم يتوانی الأخير في الإقترب منها ومحاوطة خصرها من الخلف وهمس في أذنها :
- مبسوطة مني يا حبيبتي ، عملتلك كل اللي طلبته ، وزي ما وعدتك ، خرجتي في لمح البصر .
ادارت رأسها للجانب لتتمكن من النظر اليه وردت بهمسٍ مغري:
- مبسوطة يا حبيبي ، ومن النهارده انا كلي ملكك .
ادارها اليه بعنف وانهال عليها بالقبلات مشتهيًا للمزيد منها ، بادلته هايدي حبه لها ، وبدأ الإثنان في ممارسة المحرمات دون حياء، خاصه عدم وجود علاقه تجمع بينهم .
بعد انتهاءهم سويًا من ممارسة الرذيلة ، تشدقت هايدي بدلال :
- يا ريت بقي تكمل جميلك وتخلصني من اللي كانوا السبب في اللي وصلتله ده .
سامي مؤكدًا بخبث :
- دا انا هخلصك منهم ومن اللي يقربلهم ، بس انتي حني عليا كده علي طول ، هتلاقيني بين إيديكي الحلوين دول .
ثم دنا من يديها وقبلهما بحرارة ، نظرت له هايدي بابتسامة ذات مغزي ، كونها من وجدت من يساعدها ، ثم ادعت الضيق وتحدثت بعبوسٍ زائف :
- بس انا خايفه ، ممكن يكتشفوا اني هربت ويدوروا عليا ، ووقتها هرجع تاني ، بس مش المستشفي ، هيبقي السجن ، خصوصًا لما هيتأكدوا اني كنت بمثل ، وكمان هيلبسوني موت الست اللي رجالتك قتلوها .
قال سامي مطمأنًا إياها بجدية :
- متخافيش يا حبيبتي طول ما انتي معايا ، انا هغيّر اسمك وهعملك ورق تاني خالص ، ولا الجن الازرق هيعرف يمسكك تاني .
هتفت هايدي بفرحة:
۔ بجد يا حبيبي ، هتحميني .
رد سامي بحب :
- بجد يا حبيبتي ، آه لو تعرفي بحبك قد ايه يا هايدي ، كنت هموت لما عرفت من أمين انك أتجوزتي .
قال هايدي بضيق :
۔ متفكرنيش ، أهو انا ريّحته علي الآخر .
قال سامي بخبث :
- في داهية اللي يزعلك ياروحي ، ونرجع انا وانت يا جميل ، ونطير من البلد القرف دي ، ونروح نعيش باقي عمرنا بره في النعيم .
هايدي بتساؤل : معاك فلوس ؟ .
سامي بمغزي : معايا كل اللي انتي عوزاه ، وهيبقی معايا أكتر لما تخلص الصفقة الجديدة دي .
سألت هايدي بفضول : صفقة ايه؟ .
سامي برغبة لم تهدا بعد قال :
- بعدين يا روحي....تعاليلي بقی علشان مشتاق........
______________________

هاتفت مريم حسام وأخبرهم بأنها متواجدة في المستشفی ، ولا يعلم حالتها حتي الآن ، وان مالك من دلهم علي مكانها ، فرحت مريم قليلاً ثم أنهت معه الإتصال ، حدق فيها والدها المنتظر بلهفة أن تخبره بما حدث ، فاردفت مريم براحة بعض الشيء :
- نور لقيوها ، وهي دلوقتي في المستشفی وتعبانة .
سأل فاضل بقلق :
۔ عندها ايه يا مريم؟ .
ردت مريم بجهل :
- حسام بيقول انه ميعرفش حاجة لسه ، وزين عند الدكتور بيسأله .
قالت فاطمه بامتنان :
۔ الحمد لله يا رب ، أطمنا عليه ، والمهم اننا عرفنا مكانها
فاضل بموافقة : ايوه الحمد لله .
قالت مريم بحيرة:
۔ بس ايه دخل مالك بوجودها في المستشفي ، حسام بيقول انه هو اللي اتصل بزين وقاله .
سأل فاضل باستغراب :
۔ مالك ! ..هي كانت مع مالك ؟.
زمت مریم شفتيها بعدم معرفه ، بينما شرد فاضل قليلاً ، وتقلبت الأفكار في رأسه متذكرًا حديث أخته بأنه ما زال يحبها ، وغير وجودها في المستشفی فيدل علی إرتباطه بالأمر ، توجس فاضل من معرفة زين لذلك ، وربطه للأمور بطريقة تجعله غير قادرًا علي التمييز ، وربما حدوث مشادة بينهم تصل الأمور لمستويات مستهجنة ، لذلك هتف فاضل بحدة:
- يلا بسرعة علی المستشفی دلوقتي....
ثم هرعوا جميعًا للخارج متجهين للمستشفی ، وسط نظرات ساره الواقفة بالأعلی وهي تتسمع لحديثهم الذي أجج بداخلها غِيره لا تتمني وجودها يومًا لأعز أصدقائها ، استشاطت غيظًا كونه له صله بأمر أختفاءها ، وفطنت فعله لحماقه ما معها ، ربما تبعده عنها للأبد ، جزعت إقترابه منها ولمسه لها ، فبالتأكيد ستنقلب الأوضاع ، وانتقام زين القاسي منه ، وكل ذلك مدلول لحبه لها ، وعدم مبالاته فيمن حوله ، أغرورقت الدموع في عينيها وتسابقت في تغريق وجهها ، ثم اخرجت أنين البكاء وتوجهت لغرفتها متحسرة علی حالتها.........
________________________

وقف زين امام الطبيب غير مستوعبًا ما حدث لزوجته ، وحدق فيه بحيرة عن أي طفل يتحدث ، فأخبره انها كانت حاملاً ، لم يكن زين او هي علی علم بالأمر ، وعاد لذهنه مرضها في الفترة الماضية ، حزن زين عليها ولم يعي حتي الآن سبب وصولها لما هي فيه ، وجاوب علي أسئلته جمله هتف بيها الطبيب وتسللت لداخل آذانه وجمدته موضعه :
- لو مكنش الأستاذ اللي معاها جابها في الوقت المناسب ، كان ممكن يجرالها حاجة مش كويسة ، دي كانت غرقانة في دمها وهو شايلها ، نتيجة النزيف اللي كان عندها ، بس هي الحمد لله حالتها مستقرة ، ومافيهاش أي حاجه .
انضم لهم حسام وتسمع لحديثه بصدمة جلية ، ثم بادر بالنظر لزين المتجمد موضعه وناظرًا للفراغ بشرود ، وأستنبط حسام إرتباط مالك بالأمر وربما هو المسؤل عن حالتها المتدهورة ، وخشي إرتكاب زين لجريمه نكراء ، ولكنه تصلب موضعه عندما حدث الطبيب بسؤال قاسي عليه ولم يتخيل نطقه به :
- فيه حد لمسها ؟ .
سأل الطبيب بعدم فهم :
۔ تقصد ايه حضرتك ؟.
هدر زين بنبرة منفعلة :
- انا كلامي واضح ، فيه حد لمسها علشان تجهض ابني .
رد الطبيب نافيًا بشدة :
- لا متعرضتش لأي حاجة ، دا ناتج عن مجهود عنيف منها ، تابع بتوضيح :
- يمكن كانت بتجري ، او بذلت مجهود قاسي عرضها للإجهاض .
سأل زين بنظرات قاتمه :
۔ هتفوق إمتی؟ .
رد الطبيب بعملية:
۔ المفروض تفوق بكره ان شاء الله .
نهض زين من امامه وتوجه للخارج بدون كلمة أخري ، هدج حسام خلفه متفهمًا ما سينتويه معه ، ولكنه امسكه من ذراعه ومنعه من التحرك قائلاً بجدية :
- انت رايح فين يا زين .
زين بنظرات شرسة :
- الكلب ده كان عاوز يغتصب مراتي ، وهو اللي وصلها للحالة دي ، انا مش هسيبه يا حسام ، وهيموت النهاردة ................................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة