-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

دمية بين براثن الوحش - زينب سمير - الفصل التاسع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة زينب سمير التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير. 

رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير - الفصل التاسع

اقرأ أيضا: روايات رومانسية
دمية بين براثن الوحش زينب سمير
دمية بين براثن الوحش زينب سمير

رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير - الفصل التاسع

بعنوان " لعلها !! "

لعلها بداية النهاية .. لعلها نهاية البداية .. لعلها فرصة للغرق او فرصة للنجاة .. لعل الحب قادم او ان الكره سينتصر .. لعل القلب سيحن او سينتقم .. لعل السند جاء او الهدم .. لعل كل شيئا وعكسه قادما ونحن لا نعلم ،،

ابتلعت ريقها للمرة التي لا تعرفها وهي تنظر له في تلك الدقيقة فقط .. تراه جامدا مبعثرا وكأنها رأته من داخله يبدو انه كان يريدها منذ زمن يريد من تفهمه دون حديث .. كان يريد شقيقته وابعدته عنها الظروف .. لم تعرف هي او اي منهم ماذا عليه ان يفعل .. من سيبدأ الحديث ومن سيبدأ الصراخ .. من سيعاتب ومن سيبكي !
لكن تغلب شعور الامومة علي السيدة جلنار وهي تقطع الخطوات التي تفصلها عن ابنها وتمد يدها لتضعها علي كتفه ولكن ما ان لمست يدها كتفه حتي انتفض مبتعدا عنها وكأن ماسا كهربيا لمسه .. يا لوجع القلب من هذا احساس ومن هذا موقف ومن هذة رده فعل
التف لها فجأة وكأنه مفزوع لتجفل هي بينما توحشت نظراته للسواد الغامق وتغيرت نبرته للقسوة هاتفا فيها:-
_اياكي تلمسيني تاني .. ايدك دي متلمسنيش تاني ، سامعة
امتلئت عيونها بالدموع وهي تقول بصوت باكي مهموس ولكنه رغم ذلك مسموع:-
_يوسف
اغمض عيونه بنفاذ صبر وكأنه لا يتحمل ان يسمع صوتها حتي لكنها لم تصمت بل اكملت بدموع اغزر:-
_انا اسفة يابني
ضحك بسخرية عاليا .. ضحكات اشعرتهم بالفجع لا يضحك هو بل كأنه يخرج كبت ووجع سنوات !! اقلقتهم ضحكاته العالية تلك
توقف فجاة عن الضحك واغمقت عيونه اكثر وكانه تحول فعلا لوحش وهو يصرخ بوجهها قائلا:-
_اسفة !! اسفة علي اية ولا اية ؟ علي سنين ضاعت من عمري وانا مستنيكي ترجعي تاخديني .. مستنيكي تحني وتفتكريني .. اسفة علي دموعي اللي جفت ، اسفة علي النار اللي مطفتش من زمان اووي .. نار بتحرق فيا ، بتهلكني من جوايا
صمت للحظة وكأنه يأخذ نفسه ثم صرخ مرة اخري:-
_فاكرة زمان لما مشيتي .. لما مسكت فيكي وسبتيني فاكرة دموعي اللي نزلت ولا مش فكراها ، سيبتيني علشانهم

التف بنظره لأشقائه واكمل:-
_علشان دول .. علشان تحميهم ، تعرفي انا بكرهك وبكرههم ولا بطيقك ولا بطيقهم
التمعت الدموع بعيون الجميع .. شقيقاته اللاتان لا ذنب لهم !

اقتربت روان منه وهتفت بدموع:-
_يوسف بس احنا اخواتك .. احنا ملناش ذنب
طالعها بقسوة لمدة دقيقة بصمت وكأنه يري شيئا غريبا وثم هتف بجفاء:-
_انا مليش اخوات
وثم ماذا ؟؟ تركهم وغادر ، دون حديث اخر !

تعالت شهقات السيدة جلنار وهي تتركهم وتسرع لغرفتها لتنظر روان لكارمن بألم وهي تري الدموع بعين الاخري وكأنها تقول لها .. ارأيتي .. ارأيتي من الذي تألم ومن الذي شكي ومن يستحق الشفقة ومن يستحق الحزن والالم .. تخبرها ان البعد يولد الجفاء خاصة لو كان بين ام ومولودها
______☆______☆______☆______☆______
اخيرا وقف علي قدمه بعذ عذاب طويل مع آلامه كان يشعر وكانه لن يقف مرة اخري عليها لكن بعون الله هو الان يعود لما كان عليه قديما .. باسم الشاب الرائع ذو الاخلاق الحميدة والحسنة ، اقتربت الام وبيدها اثرية صغيرة مجوفة من الداخل وبها قطع ذو روائح طيبة وما هي الا بخور ظلت تحرك تلك الاثرية بالقرب منه وهي تتمتم بجمل بسيطة ليبتسم هو متحدثا:-
_يعني ياامي هتحسد من اية انا بس
ردت وهي تكمل ما تفعله بتركيز وكأنها تقوم بمهمة قومية:-
_ياحبيبي انت في زيك .. طول بعرض بحلاوة وبرضوا الواحد لازم يخاف من العين
اتسعت ابتسامته من حديث تلك العجوز ذات القلب الطيب وتركها تفعل ما تريد
لتخرج بتلك اللحظة نسمة من غرفتها لتجده يقف منتصبا في منتصف الصالة .. اخيها وتوأمها يقف علي قدمه وقد عادت قوته مرة اخري ياله من شعور رائع .. تشعر بالامان قد عاد اخيرا .. ففي وقت تعبه كانت تشعر وكأنها معرضة للخطر في كل وقت
تقدمت نحوه بخطوات مسرعة وهي تبتسم وبلحظة واحدة كانت تلقي بنفسها في احضانه لتتعالي ضجحكاته عليها بينما هتفت الام محذرة اياها:-
_براحة يابنتي هو مش قد هبلك دا دلوقتي
قبل شقيقته من وجنتيها وهي يقول بحب:-
_خليها ياامي والله وحشتني اوي ووحشتني نطتها دي
اخرجت لسانها بضحك لوالدتها لتبتسم الام عليها بينما وجهت بسمة نظراتها له وهي تقول بعيون ضيقة متسائلة:-
_لابس ومتشيك يعني
رد عليها بهدوء:-
_رايح ازور الاستاذ حمزة علشان الشغل
هتفت والدته بقلق:-
_ما تسيبك يابني من الشغل دا .. وكغي شرك خيرك
رد عليها ببسمة مطمئنة:-
_متقلقيش دا كان موقف ومش هيتكرر تاني بأذن الله
قالت بضيق:-
_طيب مترقصش مع لين دي تاني
ضحك عليها وهو يقول بحزن علي تلك اللين:-
_هي خلاص مش هترقص تاني .. عرفت انها اعطت وعد لجوزها اقصد طليقها بانها مش هترقص مقابل انه يسيبني
تنهدت السيدة سعاد وهي تهتف:-
_فيها الخير والبركة بس دي ياحبة عيني اية اللي وقعها في واحد زي دا
رد باختصار:-
_النصيب ياامي بقي

وسط ذلك الحديث لم يري احدا نظرات بسمة التي التمعت بحماس ولهفة للسماع عن اخباره وسعادة عندما علمت بما فعله بلين .. فهذا دليل علي غيرته اذن بالطبع سيفعل معها ذلك .. لكن وعد سيدة لين انه وقت ان يقع بحبي لن يلتف لكي حتي ولو بنظرة ... يالكي من وقحة يافتاة

فاقت من شرودها علي صوت باسم الذي كان يقول:-
_وبردوا مش هتقدر ترقص تاني علشان عرفت انها حامل .. الاستاذ حمزة بلغني بكدا

احلامها تتساقط علي الارض الان و حياتها التي رسمتها باللون الوردي ستتغير للاسود .. لكن لا ، هو سيكون لها وهذا الطفل ما هو الا طفلا لن يصل بينهم او يفرق بينها وبينه
______☆______☆______☆______☆______
ماذا لو كان بامكاننا العودة للماضي .. نستطيع ان نغير موقفا او نحذفه .. نستطيع ان نمحو الاخطاء !! لكن ، لا مجال للعودة ولا مجال للعفو .. لو اراد الله ذلك لفعل لكن ماذا كنا سنفعل ؟! .. كنا سنخطي دون خوف .. نبكي من نحبهم دون ارق .. سنوجع احابنا دون اهتمام .. لعل الله فعل ذلك حتي نندم وحتي نفكر قبل ان نخطئ .. لعلها فرصة لندرك ان لامجال للعودة وان لا يوجد سوي التقدم
كادت دموعها ان تجف ورغم ذلك هي تشهق ببكاء حارق اوجعها حديثه وكانها لم تتوقع ذلك ؟! اخطأت هي وتعترف بذلك لكنها تريد الرحمة والمغفرة .. طامعة بالعفو منه
ولكن ياعزيزتي هذا لا يطمع احدا بعفوه بل اطمعي بعنفه وقسوته وقوته .. اطمعي بجبروته وحدته ووقتها ستجدي انه يمنحكي بوفرة بالغة
لم تشعر بدخول بناتها وهي شاردة بدموعها تلك وتقدمهم منها حتي جلوسهم بجوارها .. ويد كارمن التي مدتها لتضعها علي كتفها وقتها هي ايضا انتفضت لكن هي انتفضت خوفا من المفاجأة اما هو فأنتفض كأنه يبتعد عن شيئا ملوثا !
ابنتها كارمن تلك الطيبة الحنونة والتي تثبت وبشدة ان الشقيقة الكبري هم الام الثانية .. نعم لم تكن اكبر ابنائها لكنها اكبر فتياتها
قالت كارمن بقلق من حالة والدتها:-
_مالك ياماما
جففت دموعها بيدها وهي ترد بصوت متحجرش:-
_عمره ما هيسامحني ياكارمن
ردت روان بدلا من كارمن تلك المرة بهدوء وتأكيد تحسد عليه:-
_انا شايفه انه هيسامح ياماما .. زيارته بتقول كدا هو هياخد وقت كبير بس هيسامح
نظرت لها السيدة جلنار باهتمام ووجهت كارمن سؤالها لها باهتمام كذلك:-
_تتوقعي هو جه يزور ماما ليه

نعم هي الفتاة الصغري ونعم هي مجنونة بتصرفاتها احيانا وهي تلك المدللة لهم لكن هي اكثرهم حكمة وفطنة في كثير من الوقت..
اجابتهم بجدية:-
_جاي علشان تايه .. جاي علشان مليان غضب من ماما جاي علشان يسأل علي اسئلة مش لاقي ليها اجوبه من سنين ملقاش انهاردة اجابة بس اكيد في يوم هيجي علشان ياخد الاجابة .. جاي علشان مستحملش تبقي معاه في نفس المدينة ومش عارف يقابلك ويبلغك بكره وبتوهانه ياماما اللي مفهمتهوش

كأنها فهمته من نظرات عيونه !!

قالت السيدة جلنار باصرار:-
_انا هروحله بكرة واقوله الحقيقة .. صح انا غلطانة علشان سبته بس كان عندي اسباب .. هو ميعرفش كل الحقيقة لدلوقتي وانا متأكدة من كدا
اؤمات روان بالنفي وتابعت:-
_لا متروحيش دلوقتي ياماما .. معتقدش انه ممكن يوافق يقابلك
هتفت كارمن بحيرة:-
_اومال هنعمل اية .. هنسكت كدا ونستناه يزورنا تاني
ابتسمت روان هاتفه:-
_لا مش هنسكت
صمتت للحظة قبل ان تتسع بسمتها وتكمل:-
_انا عارفة انا هعمل اية كويس

نظرت لها والدتها بقلق وتساءل لتطمنها بنظراتها لكن دون حديث اما كارمن نظرت لها بثقة وكانها تعلم ان شقيقتها لن تصمت حتي تجمع المولود بوالدته مهما كلفها ذلك من عناء

______☆______☆______☆______☆______
لعلها نسمة باردة هي من ايقظتها وليس ذلك الاحساس الخطر لعلها دمعة حزن فجائية لكن ليس ما ادركته .. لعلها دقة قلب توقفت ولكن ليس هو من يوجد امامها .. زيارتين منه لها خلال يوم واحد !! يالها من صدمة ويالها من فجعة لكن لماذا هو هنا
لماذا يزورها مرة اخري يوسف الان .. تتذكر ان في اوقات زواجها كانت بالاسابيع لا تراه .. ولكن بعد طلاقها باتت تراها كثيرا
كثيرا جدا وكانه لا يريد ان يفارقها .. فتحت عيونها لتجده .. حالته اسوء من حالته التي جاء بها من قبل .. عيونه ناعسة حزينة كأنه لا يريد الان سوي ان ينام ويرتاح من العناء الذي يحمله علي اعتاقه وفي قلبه
ابتلعت ريقها ولم تعلم ماذا عليها ان تفعل .. لم تفعل شيئا سوي انها اعتدلت في جلستها ناظره له منتظرة ان يتحدث هو .. خوفا منه اذا تحدثت هي واغضبته
لكن .. الوقت يمر وهو صامت يقف فقط علي قدمه ينظر لها لدرجة انها شعرت بأنه شارد وانه لا يراها هي بل يري ما يفكر به ،،،
خرج سؤالها بارتعاش:-
_في حاجة يايوسف خلتك ترجع تاني
لم تجد ردا .. لتكمل مرة اخري بصوت اكثر ارتعاشا:-
_انت كويس
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل التاسع من رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير
تابع من هنا: جميع فصول دمية بين براثن الوحش بقلم زينب سمير
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة