-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

تجلس فطيمة خلف مكتبها منذ وصلت للمصلحة تراجع رواتب الموظفين التى عليها إرسالها للبنك هذا الشهر . دق الهاتف لتعلمها احداهن أن المدير العام يستدعيها لمكتبه فورا .

توجهت للمكتب ودخلت بعد أن سمح لها ، المدير تجاوز الخمسين من عمره تختلط الشعيرات البيضاء فتزيده وقارا .

وقفت أمامه ليبتسم لها : اتفضلى يا استاذة فطيمة . ارتاحى .
أشار لها للمقعد لتجلس بإمتنان له ، نهض عن مقعده ليدور حول المكتب ويجلس قبالتها . نظرت له بتعجب لتتسع ابتسامته وهو يقول: أنا فخور بيك جدا ، انت مجتهدة فى شغلك ومفيش ولا غلطة فى حساباتك .
ابتسمت بود : حضرتك أنا براعى ربنا وده واجبى .

هز رأسه موافقا لها وصمت لحظات يتأملها بشغف لم يخف عليها لتشعر بخيط من الخوف يتسلل لقلبها ويلتف حوله فيرفع معدل دقاته بشكل ازعجها للغاية.

حمحمت بحرج : أى اوامر حضرتك ؟
استرخى فوق مقعده دون أن يحيد بنظراته عنها وهو يقول : أنا هكون صريح معاكى . شكلك بتحبى الطرق المستقيمة .
اومأت فورا : اكيد يا فندم الطريق المستقيم اقصر الطرق .
لم يبد عليه التردد أو الخجل وهو يقول بثقة : تتجوزينى يا فطيمة ؟
شحب وجهها وقالت بصدمة : نعم !!
اقترب منها بجزعه العلوى : شكلك دوغرى ومالكيش فى السكة إياها ..أنا بعرض عليك الجواز بالحلال ..ها..قولتى إيه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة: بس حضرتك متجوز . عاوز تتجوز تانى ليه ؟
اعتدل بجلسته : وايه يعنى !!! ده حقى .
نظرت له بحدة : بس التعدد ليه شروط .
حك أنفه وحمحم قائلا : لا ماهو إحنا هنتجوز عرفى ..مراتى مش هتعرف .
انتفضت مبتعدة عنه بإستنكار : عرفى !!! ومين قال لحضرتك إن العرفى حلال ؟؟
وقف واقترب منها ببطء : والله مش عاوزة جواز أنا معنديش مانع .. بس قولت شكلك كده بتاعة جواز .

أسرعت خطاها لتغادر لكنه كان أسرع منها ،أمسك ذراعها وسحبها للخلف قسرا نحو أريكة جانبية بشكل فاجأها وأعجزها عن المقاومة.

*****

لم يكن الأمر بالنسبة ل اشواق يحتمل أكثر من نتيجة ، هى نتيجة واحدة ، لن ينال هذا الوضيع منها مهما حدث.

لن ترضخ للخوف ليمكن منها أحدهم مطلقا . انتفضت أمامه واقفة بكل حزم وقوة لديها لتقول بحدة : مفيش ولا كلمة قبل ما نتحاسب على البضاعة الأول .

نظر بعينيها فلم ير خوف أو ارتباك .فقط نظرات قوية واثقة .حسنا لا بأس يجب أن تشعر بالثقة معه .

عاد خطوة للخلف ليقول : وماله ولو إن الحساب مالوش لازمة.انا هدفع كل اللى تقولى عليه .كل طلباتك اوامر.

قال جملته الأخيرة بنبرة مقصودة ثم التف ليعود خلف المكتب فكان أمامها لحظات فقط . لحظات احسنت استخدامها لتسرع نحو الباب ترفعه بقوة وهى تصرخ : الحقونى يا ناس .

كاد أن يمسك بها إلا أن صرختها كانت أسرع .اقتحم النور المتجر لتتعرى النوايا الخبيثة .أسرع بعض الرجال من المتاجر المجاورة تلبية لصرختها ليصفعها سيد بقوة : هاستهبلى يا ... أنا ماليش فى الحرام .
نظرت له بصدمة ليتساءل أحد المتجمعين : فى إيه يا معلم ؟
نظر لها بحقد وهو يقول : بنت ...جاية تساومنى ..بضاعتها مابتبعش اعمل لها إيه؟؟ بتغوينى للحرام وأما قولت لها لا بتصرخ وعاوزة تلبسهالى ..لو كل واحدة مات جوزها عملت زيك يبقى على الدنيا السلام.
تعالت الهمهمات المستنكرة ليقول أحدهم : بتبيعى نفسك !! ستات اخر زمن
صرخت تدافع عن نفسها: ماتصدقهوش ده كداب ..هو اللى قفل الباب وكان عاوز يغصبنى .
تعالى صوت من بين الجموع : وسكتى ليه لما قفل الباب إذا ماكانش الموضوع على هواكى ؟
وقال اخر : ولا السعر اللى المعلم قاله ماعجبكيش ؟
ليسرع سيد : حد الله بينى وبينها ..جرى إيه يا رجالة أنا واحد سمعتى زى الجنية الدهب .
ليجيب أحدهم : حق ربنا ستات داخلة خارجة على المحل عمرنا ما سمعنا واحدة اتكلمت فى حقك يا معلم سيد .
ويقول اخر : وأما انت مالكيش فى السكة دى بتلفى على المحلات ليه ؟؟ من قلة رجالة !! حريم عاوزة قطم رقبتها .
صرخت اشواق لتوقف سيل الاتهامات التى تنال من عرضها مباشرة : حرام عليكم .. أنا واحدة بجرى على رزقى ورزق ابنى اليتيم ..
أشارت إليه : ده واحد خسيس وواطى عاوز ينهش عرضى علشان أنا أرملة ماليش سند .. وأما استجرت بيكم طلعتم اوحش منه ..مفيش فى قلوبكم رحمة منكم لله .
هنا تقدم شيخ فى الستين من عمره يتساءل : يعنى انت جاية تحصلى فلوس بضاعة ؟
يقول أحدهم ساخرا : اهى كلها بضاعة يا حج حماد .

نظر له الرجل بحدة ليصمت فتأكدت اشواق أن هذا الشيخ ملاذها الوحيد ، مدت كفها بالملف : بحصل منه ومن غيره يا حج وادى الكشوفات .
امسك حماد بالملف ليفتحه ويرى كم البضائع المباعة ليتأكد من صدقها . نظر له بحدة : منين البضاعة مابتتباعش ومنين ساحب فى اسبوعين بخمس الاف جنية ؟
تلعثم سيد : هى اللى بتبعت من غير ما اطلب منها
ابتلع ريقه بتوتر : عاوزة تدبسنى .
نظر لها حماد لتمد هاتفها : شوف المكالمات بنفسك .

أسرع أحد الشباب يمسك الهاتف ويتصفح سجل المكالمات ، هى لا تجرى العديد من المكالمات ، لم يكن الأمر صعبا . لحظات قليلة وقال الشاب : كل المكالمات منه يا حج حماد هى متصلة مرة واحدة امبارح
لتسرع مدافعة عن نفسها : كنت بقوله يعمل حسابه أنى هاجى النهاردة اخد تمن البضاعة .
اغلق حماد الملف وقدمه لها وهو يقول : هات لها فلوسها علشان تمشى .
ونظر ل اشواق : ماتورديش بضاعة هنا تانى .

وقف الجميع يشاهد ما يحدث بينما توجه سيد للداخل بصمت ليعود بالمال . اختطفته اشواق من يده لتدسه بحقيبتها وتسرع بالانصراف .

تشعر أن نظراتهم تجردها من ملابسها . تعد كل خطوة إنجاز وتواصل التقدم .

اقترب أحدهم ويدعى حسان منه ليقول : شكلها مالهاش فى السكة دى .. انت رميت الشبكة غلط .
نظر لها بإستنكار : انت فاكر إنها اول مرة ؟ هى بس طمعت وعنيها بقت بجحة .
اتسعت ابتسامة الآخر : طب ماتجيب نمرتها ...
صمت لحظة يتابع هروب اشواق : اطلب منها بضاعة .

فكر سيد للحظة . هى فرصته للانتقام منها . أسرع يقول : بس نشربها حاجة ونصورها الأول علشان ماتستجراش تعمل كدة تانى فى اسيادها
ضحك حسان وفطن فورا أن سيد يريد الانتقام لنفسه : وماله ده انا عنيا ليك

******

قذف بها المدير فوق الأريكة وهو يقول بحزم: انت تدخلى هنا بمزاجك ..لكن تخرجى بمزاجى أنا .
نظرت له فطيمة بحدة : أنا ممكن اصوت وألم عليك الموظفين ..انت بعت لى وبتراودنى عن شرفى ..
ضحك لسذاجتها ثم جلس أمامها ليضع ساقا فوق الأخرى وهو يقول : أنا بعت لك !!! مين قال كدة ؟
نظرت له بشك والخوف يتملك منها : سكرتيرتك كلمتنى وانا قولت كدة لرئيسى المباشر .

نظر لها من أعلى لاسفل : سكرتيرتى هتشهد انك جيتى هنا وقعدتى نص ساعة تتحايلى عليها علشان تقابلينى .. ورئيسك المباشر هيشهد انك غلطتى فى الحسابات واترجتيه يسامحك ولما قالك إن ده خارج اختصاصاته قولتى له إنك هتترجينى علشان فرصة تانية .

صمت لحظة ليتركها تتعامل مع صدمتها : انت مطلقة وسمعتك مش تمام حتى طليقك ممكن يشهد بسوء اخلاقك ووقتها يقدر ياخد بنتك منك .
نظرت له بأعين متسعة مرتعبة ؛ هل هذا بشر !!!
كيف نسج ذلك الفخ لها بهذه البراعة ومتى !!!

يمكنه ذلك !!! بلى يمكنه ووليد سيستغل الفرصة لينزع منها ابنتها ، هو يريد اذلالها وسيفعل .. كيف تتصرف ؟؟ تخلت عنها شجاعتها وانسحب تفكيرها المنطقى من هول الصدمة والمفاجأة لتجلس أمامه فى أضعف لحظات حياتها ليحسن هو استغلال هذه اللحظة.

نهض عن مقعده ليستقر جوارها هامسا بفحيح مقيت : أما بقى لو سمعتى الكلام اعتبرى نفسك فى الجنة .. أنا هعيشك فى الجنة .

نظرت له بفزع واضح ليرفع ذراعه يحيطها ويقربها منه فترتعد أوصالها خوفا مما سيقدم عليه إن لم ترضخ له ، تتراجع بخوف واضح وتقول بقهر : موافقة .. موافقة على الجواز العرفى بس بابا لازم يعرف .
تلمس وجنتها لتنتفض : وماله يعرف بابا ، بس خدى بالك أى محاولة منك للمراوغة هتلاقى نفسك قدام النيابة بتهمة الاختلاس .
أحاط وجهها بكفيه لتنظر له بفزع فيقول : جهزى نفسك دخلتنا الليلة .

اومأت بفزع ليقترب منها مدنسا طهارتها بقذارة أنفاسه ليهمس بعد قليل : روحى دلوقتي وانا جايلك بالليل هتسيبى بنتك مع ابوكى وتيجى معايا كام يوم ..اعملى حسابك على كدة .

أغمضت عينيها وهى تتراجع للخلف وتومئ بصمت ثم تستجمع شجاعتها وتغادر المكتب .تسير بخطى متعثرة وقلبها لايزال ينتفض فزعا .
ماذا حدث لها !!! هى فطيمة القوية !!!
كيف تمكن الخوف منها لهذه الدرجة ..وفى هذه اللحظة تجسدت أمامها صورة اشواق . شعرت الأن فقط كم أن الخوف شعور قاتل !!
كانت تعيب استسلام اشواق للخوف !!! وها هي تستسلم له ..أيقنت الأن فقط أن رؤية المعاناة شئ والمرور بها شئ اخر .

شعرت أثناء عودتها لمكتبها بالنظرات مسلطة عليها .. الجميع يعلم لما استدعاها لمكتبه . ضحكات خبيثة وهمسات تصل لاذنيها . توجهت نحو المكتب لتحمل حقيبتها وتقف أمام رئيسها المباشر : ممكن استأذن بدرى ؟؟
لم يرفع عينيه عن الملف وهو يقول بسخرية : اتفضلى يا مدم ..المدير قال تروحى بدرى .
ابتلعت الصدمة لتغادر تجمع شتات كرامتها التى دهست .. وشتات عرضها الذى نهشته الألسنة .

******

غامت عينى اشواق وهى تهرول مبتعدة لتجد ذلك الشاب يلحق بها : انت يا ست .
توقفت عن السير دون أن تلتفت له ليقول : الحج حماد مستنيكى فى المحل .
تقدم ليتخطاها وهو يشير لها لأتباعه ، ماذا يريد منها هذا الحماد !!! لقد اكتفت من كل هذا .. لن تحصل الأموال مرة أخرى .يمكنها التخلى عن المشروع وعن حلمها لكنها لن تتخلى ابدا عن شرفها وكرامتها .

كففت دموعها بقهر ..لو أن أباها يجيد الحساب أو القراءة لطلبت منه أن ينوب عنها ، لكنه امى إنه حتى يستعين بختم لعدم تمكنه من خط اسمه .
تنهدت بحيرة ، ماذا ستفعل !!!

أشار لها الشاب لتدخل وتبعها بصمت . إنه متجر كبير وبه العديد من الأقسام ، العمل على قدم وساق وهناك العديد من العاملين . تلفتت حولها بتعجب ليشير لها لأحد الأركان حيث يجلس حماد خلف مكتبه وأمامه شاشة كبيرة لمراقبة المكان .

رفع حماد عينيه لها بنفس الحزم : اتفضلى اقعدى .
وقف الشاب قريبا ليقول حماد : من حسن حظك انى كنت فى المحل التانى .. دول كان ممكن يبهدلوكى اخر بهدلة .
نظرت له بإمتنان : كتر خيرك يا حج .
تنهد حماد : انت من دور ولادى وانا قطعت عيشك من هناك .بس صدقينى ده احسن ليكى .
نظر للشاب وقال : سمعها يا أسعد سمعت إيه ؟

نظر أسعد أرضا وهو يعيد ذلك الاتفاق المخزى الذى دار بين سيد وحسان وسمعه أسعد بالمصادفة لتنظر له بفزع : أنا مش هبيع فى المركز تانى .. خلاص حرمت والله .
نظر لها أسعد بشفقة ، الخوف الواضح بعينيها يؤلم قلبه دون أن يدرى سببا لذلك بينما قال حماد بحدة : تبقى غبية لو قطعتى عيشك علشان شوية كلاب زى دول .انت مالكيش اب ولا اخ ؟
تنهدت اشواق : لا ابويا موجود بس فلاح لا يقرأ ولا يكتب ، وماليش اخوات ، إحنا اربع بنات
صمت حماد لحظة : عموما يابنتى لو بضاعتك حلوة وفلاحى صحيح مش مغشوشة وردى هنا عندى عينة ، اذا عجبت الناس هتشتغلى معايا شغل كويس .
اخيرا تشعر ببعض الراحة وهى تقول بحماس : والله يا حج بضاعتنا فلاحى اصلى سوا الزبدة ولا القشطة . والزبادى بنعمله يوم بيوم على قد الطلب .وبنعمل يوم السبت فطير وعيش وقرص بالطلب بردو بس ده جوز اختى بيوزعهم .
نظر لها حماد : طيب ما فى راجل في العيلة اهو !! ليه تبهدلى نفسك .
نظرت أرضا : يا حج نعمان جوز اختى موظف في السكة الحديد بياخد إجازة جمعة وسبت بس يوم الجمعة بيقضيه مع مراته وابنه ويوم السبت مراته بتخبز وهو بيوزع
تنهدت بحزن : اشيله همى أنا كمان ؟؟؟

نظر لها حماد بشفقة .. هى نموذج للكفاح فى مجتمع ظالم انعدمت منه المروءة والأخلاق . حكم عليها بالانحراف لأنها أرملة ليس إلا .

ساد الصمت لحظات قبل أن يقول حماد : تقدرى تيجى مع جوز اختك وهو بيوزع شغله يوم السبت وهو يلف معاكى تجمعى فلوسك وأما شغلك يمشى عينى محاسب يعمل الشغل ده . دلوقتي أسعد هيوصلك لحد ما تركبى لبلدكم وهستنى بكرة البضاعة دى .

قدم لها قائمة لتنظر لها بسعادة وتشكره ثم تنصرف يتبعها ذلك الشاب بصمت ظاهر للأعين لكن لن يشعر أحد مطلقا بالصخب الذى يدور برأسه والجنون الذى يثور بصدره .
غليان يصهر أوردته ويتمنى أن يعود لذلك الحقير فيلقنه درسا عن الرجولة التى لا يعرف عنها شيئا .كيف سمح لنفسه بإفزاع هذه البريئة ؟؟
هذا وحده يراه اسعد جريمة عقابها الموت .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة