-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الثامن

أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الثامن من رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم دكتورة خولة حمدى وهي رواية واقعية إجتماعية ممزوجة بالحب وأيضا  تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الثامن

حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى

رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الثامن

شحبت ملامح ندى ولم تعلق... فقالت لها سونيا مجدداً:
- ألم أحذركِ سابقاً من مخالطتها؟ لا أريد أن تقتربي منها بعد الآن، أو تتحدثي إليها...هل سمعتيني؟
تمتمت ندى في إحتجاج:
-ولكن...
لكنَّ صوت سونيا الهادر منع أيَّ محاوله لها للإعتراض:
- لا تناقشيني...
وقفت ندى في عصبيه، وإنسحبت من الغرفه وهي تضرب الأرض بقدميها...
تنهدت سونيا وهي تحدث راشيل وقد لانَ صوتها:
- إنها لاتقدر خوفي عليها من المسلمين...مازالت صغيره ولا تعرف حقيقة الحياة..
إبتسمت راشيل وهي تقول مُهدئةً:
 كوني مرنةً معها...حاولي أن تقنعيها بهدوء ولاتتصادمي معها...فالمراهقون في هذهِ السن يصبحون ذوي مراسٍ صعب ومزاجٍ متقلب...
ليتها تكون نزوة مراهقه فحسب...
سكتت راشيل لبضع ثواني قبل أن تكون في عتاب:
-ألا زلتِ مصره على إبعاد البنتين عن والدهما لقد كبرتا الآن...وصارَ من حقهما التعرف إلى جذورهما..
ربما عليكِ أن تأخذيهما إلى تونس في العطله المقبله، للتعرف على العائله...
صرّت سونيا على أسنانها في حقدٍ وقالت:
-كم أتمنى أن أنسيهما أن لهما أباً مسلماً في مكان ما في هذا العالم...كان يجب أن أُخفي عليهما ذلك...جورج كان أكثر من أب لهما...ولاينقصهما شيء، فلماذا التعقيد؟! لاحاجه لهما للتعرف إلى أحد...
إبتسمت راشيل وقالت في بين:
- ما هكذا تحَّل الأُمور يا سونيا...الفتاتان تدرسان في الجامعه...وليستا في حاجه إلى حنان ورعايه أكثر...أنما في حاجه للمعرفه...وأول ما يجب أن يعرفانه هو أصلهما وجذورهما، ثم لهما الخيار في إختيار المسار الذي يناسبهما...
-ليسَ لهما الخيار في شيء...هما يهوديتان وكفى...
-نعم، نعم بالطبع...أنا واثقه من تربيتكِ لهما، لكنني أقد خيار البقاء هنا أو الذهاب إلى تونس...
فهي غربه على أية حال...ومعظم أفراد العائله هناك..أنتِ تسافرين كل سنه لزيارة العائله ...فلماذا تحرمينهما من ذلك؟
أطرقت سونيا في تفكير...لكنها بدت بعيده عن الإقتناع والإستسلام...
كانَ المنزل غارقاً في الظلام والسكينه حين دخل جاكوب، أضاءَ البهو وألقى مفاتيحهُ على المنضده القريبه، وخطا في إتجاه غرفة الجلوس...
كانت خاليه والتلفاز مغلقاً على غير العاده، أين ذهبَ الجميع؟ عادَ في إتجاه المطبخ الذي كان بابهَ موصداً...
أدار المقبض وضغط على زر الإناره...كان المكان مظلما ً ونظيفاً ولا أثر للحياة فيه...
إزدادت حيرة جاكوب وإنتابهُ جزعٌ مفاجئ...هل فعلتها تانيا؟
ركض في إتجاه غرفة النوم ثم إلى غرفة باسكال وساره...
كانت الغرف فارغه مثلما توقع...مع إختفاء بعض الحاجيات والأشياء، إتجه إلى غرفة ريما التي كان بابها موصداً...فتحهُ في هدوء على عكس العصبيه والسرعه التي زار بها الغرف الأُخرى...كان هناك ضوءٌ خافت ينبعث من المصباح المُحاذي للسرير...
لمح جسد الفتاة التي تكورت على نفسها...تضم ذراعيها إلى جسدها النحيل..من البرد أو من الخوف...
تقدم جاكوب بإتجاهها وقد أدرك أنَّ أمراً ما حصل في ذلك المساء...
-ريما...حبيبتي...
لم ترفع الفتاة رأسها، بل علا نحيبها الذي إنقطع منذُ دخوله عليها، وضغطت بوجهها على الوساده لكي تخفي عنهُ ألمها...
لم يتحمل أن يراها تتألم، فحتى بعد أن ضعفت العلاقه بينهما...لكنه لايتحمل أن يراها تبكي، مد يدهُ لكي ينتشلها...يضمها إلى صدره، ويمسح على رأسها....
لكن يده توقفت في منتصف الطريق...فهي لم تعد ريما التي رباها ورعاها في السنين الماضيه، اصبحت ريما جديده...تضع حدوداً بينهُ وبينها، وتنكمش على نفسها كلما تقرب منها...
سحب يده في خيبه وهمس مججداً:
-ريما...ما الذي حصل أين ذهبت تانيا والأطفال؟........
مضى وقتٌ طويل من الصمت المطبق، قبل أن تستدير الفتاة لتكشف عن عينين محمرتين ووجهٌ منتفخ من كثرة البكاء، حدق فيها جاكوب في هلع...وهتف في نفاد صبر
أخبريني...ما الذي جرى؟
لكنَّ ريما لم تكن قادره على فعل شيء سوى الإستمرار بالبكاء...
هل ضربتكِ تانيا؟هل آذتكِ؟
هزت ريما رأسها علاقة النفي... فصرخ جاكوب:
إذاً ماذا؟تكلمي...
أطرقت الفتاة في حزن، وقالت في صوتٍ متقطع من العبرات:
تانيا...أخذت ساره وباسكال و....سافرت...
إلى أين...
-لا أدري...لكنَّها قالت أنني السبب...في جميع مشاكل العائله و....إنني فتاة سيئه...
ثم إزدادت بكاءً وهي تواصل:
-قالت أنها لن تعود إلى البيت...مادمت أنا فيه...وستحرمك من رؤية ساره وباسكال...
حملق فيها جاكوب في عدم تصديق، تانيا فعلت ذلك؟في تلك اللحظه...خطر بباله سالم وما فعلت بهِ سونيا، تخيّل نفسه يجلس مكانهُ مهموماً على ناصية الشارع بعد أن أمضى سنواتٍ من البحث المضني بلا جدوى...
هؤلاء النساء بارعات في لعبة الهروب والإختفاء...ولكن تانيا، زوجتهُ الحبيبه، كيف يمكن لها أن تفعل بهِ ذلك؟

سونيا إبنة عمه...كانت تحب سالم أيضاً في بداية زواجهما...
لكنَّ المشاكل الكبيره وأدت المشاعر في المهد، وجعلت زواجهما ينهار...
قطع سلسلة أفكاره رنين الهاتف القادم من غرفة الجلوس...نهض وركض إليه لعلها تكون هي، رفع السماعه في لهفه فجاءهُ صوت رجالي:
-جاكوب...كيفَ حالك؟
-دافيد...أرأيت ما الذي فعلتهُ بيَّ أُختكَ؟
-إهدأ أرجوك...أنا أتصل من طرفها...
هتف جاكوب في إنفعال:
-تانيا جنت، كيف تترك المنزل هكذا؟! أخبرها بأن تعود حالاً...وسنجدُ حلاً...
-لا يا جاكوب...لم يعد هنالك مجالٌ للنقاش...
-لكن...كيف؟ هل تنتهي علاقتنا بهذهِ البساطه؟!
-هناكَ حلٌ واحد...
قال جاكوب في حزم وقد أدرك مايرمي إليهِ:
-وهو غير وارد بالنسبة إلي...
-الفتاة المسلمه يجب أن تغادر المنزل...حتى تعود تانيا...
-إنَّها يتيمه ووحيده، لايمكنني أن أتخلى عنها...
-لقد فكرتُ جيداً...ولديَّ إقتراح...

-إقتراح؟
-نعم، لماذا لاترسل الفتاة لتقيم فتره عند أُختك راشيل؟هي وزوجها لم ينجبا بعد...كما أنها كانت تحب الفتاة اليتيمه وتعطف عليها...وبذلك سنمنح الجميع هدنه، تانيا ترتاح لفتره وتهدأ ثائرتها، ريما تغير الجو وتتخلص من أجواء البيت المكهربه، وأنتَ ستعيد عائلتك وتضع الفتاة اليتيمه بين أيد أمينه...ترعاها وتخلص إليها، ما رأيك؟
سكت جاكوب مفكراً...بدا الإقتراح مقبولاً، راشيل هي الوحيده التي من الممكن أن يطمئن على ريما معها،لكن كيف يرسلها إلى لبنان؟! مسافاتٌ طويله ستفصل بينهُ وبين...فتاتهُ الصغيره المدلله.
-ماذا قلت؟
أيقظهُ صوتُ دافيد الملح، فقال بعد تردد:
-حسناً...سأتحدث إلى راشيل أولاً...
تنهد جاكوب في إرتياح وهو يجيب:
-تانيا ستسرُ كثيراً لهذا...بالمناسبه، سأخذها هي والأطفال في رحلةٍ قصيره، حين نعود...أرجو أن يكون كل شيء قد تم...كما إتفقنا...
أنهى جاكوب المكالمه ووضع السماعه، أحسَّ بحركةٍ خلفه فإستدار بسرعه...كانت ريما تقف في خجل عند باب الغرفه، وهي ترتدي عبائتها الطويله التي تلامس الأرض...
أحسَّ بألم غريب في صدره، وهو يقرأ علامات الحزن على وجهها...هل تراها أدركت ما الذي ينوي فعلهُ بها؟-أوف، الهاتف مشغول...
قال أحمد في قلق:
-عاودي الإتصال...ربما إنتهت المكالمه...
تنهّدت سماح وهي تقول:
-منذُ الصباح وأنا أُحاول الإتصال، أشكُ أنَّ الخط مفصول...
-منذْ يومين دهبتُ لزيارتها فخرجت لي أُختها وقالت إنها غير موجوده...والبارحه إتصلتُ فأجابت أُمها وقالت إنها خارج المنزل..واليوم الهاتف مشغول بإستمرار، أشَّكُ أنَّ في الأمر سراً ما...
-سر؟! ماذا تقصدين؟
-أقصد أنَّهم يفرضون علينا حصاراً مشدداً...
عقد أحمد حاجبيه في شكٍ وقال:
-ولماذا الحصار؟! هل حصل شيئاً ما؟
-منذُ زيارتي الأولى لها لاحظتُ أنَّ والدتها لم تكن سعيده بوجودي...وندى كانت متخوفه من ردة فعلها، لذلك إقترحت عليها أن نلتقي في الخارج، وإلتقينا مرتين..في الثالثه إعتذرت لأنَّ والدتها تحتاجها في المنزل، ومنذُ ذلك الحين لم أتمكن من الإتصال بها، ولم تتصل هي أيضاً...لذلك أعتقد أن والدتها وراء ذلك الإختفاء المفاجئ...
أطرق أحمد في تفكير، في حين أضافت سماح:
-لاتنسَ أنَّهم يهود...لذلك لن ترضى أُمها بمخالطتها لفتاة مسلمه، ربما كانت ندى أكثر تفاحاً من بقية أفراد عائلتها...لكننا لن نستطيع إخراجها من بينهم والتأثير عليها،أوافقكَ على أنَّها ذات فطره طيبه...لكنها يهوديه ومحاطه بأبناء ديانتها...كيف سيدخل إليها الإسلام إن لم تخرج هي إليه؟! وخروجها الآن أصبح شبه مستحيل...

كان أحمد لايزال مطرقاً في تفكير وتركيز شديدين، رنت إليهِ سماح وهي تقول:
-أحمد...فيمَ تفكر؟
رفع رأسهُ ببطء ولم يتكلم...لكن بانت في عينيهِ نظرةً مصممه، كأنَّ أمراً ما يعتمل في رأسه...هتفت سماح في إصرار وقلق:
-نظراتكَ لا تطمئن أبداً...
إبتسم أحمد في غموض وهو يهمس:
-ربما أصبح علينا أن نتصرف بطريقةٍ أُخرى...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية فى قلبى انثي عبرية بقلم خولة حمدى
تابع من هنا : جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية 
تابع من هنا: جميع فصول رواية حكاية بقلم إيمان الصياد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة