-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أنت لى بقلم منى المرشود - الفصل الحادى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي في موقعنا قصص 26 مع روايات رومانسية وإجتماعية ومثيرة مع الفصل الحادى والعشرون من رواية أنت لى بقلم د/ منى المرشود،وهى من الروايات ذات البحث الكثير على مواقع التواصل الإجتماعى 

رواية أنت لي بقلم منى المرشود - الفصل الحادى والعشرون


اقرأ أيضا: روايات إجتماعية
رواية أنت لي بقلم منى المرشود
رواية أنت لي بقلم منى المرشود

رواية أنت لي بقلم منى المرشود - الفصل الحادى والعشرون

لم يكن باستطاعتي منعه ... لكنني اغتظت ُ من إثباته مرة بعد أخرى بأنه يفتش عن أقل فرصة ليغادر المنزل ... و يبتعد عني ...
هذا أثار جنوني و سخطي الشديد !

و مرت الساعات و أنا وحيدة في غرفة المعيشة ... دانة تستمتع بوقتها مع خطيبها المغرور في ليلة العيد و وليد يتجول في مكان ما ... و أنا مرغمة على مشاهدة التلفاز وحيدة !

أُف ... متى يعود هذا ؟؟

و اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل ... أنا أشعر بالنعاس و لكنني لا أستطيع النوم قبل أن يعود !

لماذا لم يعد حتى الآن ؟؟

هل فعلها و رحل ؟؟

طبعا مستحيل ...

كنت ُ على وشك الاتصال به حين سمعت صوت الباب ينفتح ، فأسرعت نحو المدخل و رأيت وليد يدخل و يغلق الباب خلفه

حين رآني قال :

" ألا زلت ِ مستيقظة !؟ "

قلت بتوتر :

" لماذا تأخرت ؟؟ "

قال :

" هل حدث شيء ؟ "

قلت :

" و هل كنت تنتظر أن يحدث شيء حتى تعود ؟؟ لا تدعني وحيدة هكذا ثانية "

و زادني حنقا البرود الذي قابلتني به نظراته !

و ببساطة قال :

" حسنا "

ثم سار ذاهبا إلى غرفة سامر !

لماذا يعاملني بهذا البرود ؟؟ أكاد أجن ... لم لا يدع لي فرصة لأعطيه هديته ؟؟

بعد نصف ساعة غادر نوّار ، و تعجبت دانة لدى رؤيتي ساهرة لهذا الوقت أمام التلفاز !

" متى ستنامين ؟؟ "

" متى ما شعرت بالنعاس ! "

و تركتني هي و أوت إلى فراشها ... ففكرت في إهدائها الهدية غدا ...

الساعة الثانية عشر و النصف ، رأيت جاء وليد يقدم إلى غرفة المعيشة ...

كان شعره مبللا ... لابد أنه كان يستحم !

قال :

" ألم تنامي بعد ؟؟ "

قلت :

" لا أشعر بالنعاس ... أصابني الأرق و الإجهاد ! "

لم يكترث لي ، بل ذهب إلى المطبخ ، ثم عاد و مر بي قبل ذهابه للنوم ... قال :

" تصبحين على خير "

و أولاني ظهره ...

سيطر علي الغضب من إهماله لي ! قبل أن ينصرف ناديته بسرعة :

" وليد "

استدار إلي و لم يتكلم بل انتظر سماع ما سأقوله ...

أنا فقدت شجاعتي التي كنت أتوهم امتلاكي لها ... و وقفت بخجل و ارتباك و أنا اخفي العلبة خلف ظهري !

وليد راقبني بحيرة و ضجر !

اقتربت منه شيئا فشيئا و أنا مطأطئة الرأس خجلا و بالتأكيد وجنتاي متوهجتان احمرارا !

رفعت بصري بحياء و قلت :

" كل عام و أنت َ بخير "

ثم أظهرت الهدية و قدّمتها إليه :

" هذه ِ لك "

لقد كانت يداي ترتجفان و أنا أقدمها نحوه ، و بالتأكيد لحظ هو ذلك ...

نظراتنا الآن متشابكة ... كنت أبحث عن أي كلمة شكر أو إشارة سرور ...
و أخيرا ابتسم وليد ابتسامة جميلة مذهلة و قال بارتباك ...

" و ... أنت ِ بخير ! ... أأ ... شكرا ! "

وليد مدّ يده و أمسك بالهدية ...

قال :

" هل أفتحها ؟؟ "

غضضت ُ بصري حياء ً و قلت :

" كما تشاء "

و هم هو بفتحها ، بينما قلبي أنا يخفق بشدة !

لكن الصوت الذي سمعته ليس صوت انفتاح العلبة ، بل صوت انفتاح باب ...

رفعت نظري إليه و حدقنا ببعضنا برهة ، و نحن نسمع صوت باب المدخل ينفتح ...

شعرت بذعر ...

قلت :

" ما هذا ؟؟ "

وليد سار ببطء و حذر ذاهبا ناحية الباب و تبعته أنا بخوف ...

قال وليد قبل أن يصل إلى المدخل :

" من هناك ؟؟ "

أنا أردت أن أمسك بيد وليد من الذعر ... ربما يكون أحد اللصوص ...

وليد أشار إلي أن ألزم مكاني ، و تقدم هو نحو المدخل ...

أوشك قلبي على الوقوع أرضا ...

و للمفاجأة المذهلة رأينا سامر يظهر أمامنا !

وقفنا متسمرين في مكانينا في ذهول !

قال وليد :

" سامر !! "

سامر نظر إلينا بدهشة هو الآخر ، و قال :

" آه ! أنتم مستيقظون ؟ "

قال وليد :

" هل هناك شيء ؟؟ "

قال سامر :

" أردت ُ أن أفاجئكم بظهوري غدا ! لكن أُفسِدت ْ المفاجأة ! "

الآن سامر نظر إلي و ابتسم ، و قال :

" لم أشأ أن يمر العيد و أنا بعيد جئت أشارككم ! "

و أقبل نحوي ، و أمسك بيدي و قال :

" عروسي ... كل عام و أنت ِ بخير ! "
لم تمر ليلتي بسلام ...

و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة إلا أنني نهضت باكرا ...

لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد !

دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا ...

بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور ... و تناولنا حصصنا من الكعكة ...

سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم ...

قالت دانة :

" أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! "

قال وليد :

" و أنا سأخرج الآن "

و نهض مباشرة ...

سامر قال :

" إلى أين ؟؟ "

" سأتجول في المنطقة "

و سرعان ما غادر

قال سامر :

" ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! "

قلت :

" إنه يريد الرحيل "

قال :

" لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! "

ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول :

" بعد أيام فقط ... "

أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي !

لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه !

قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر ...

و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر :

" حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل "

قلت :

" أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! "

سامر التفت إلي باستغراب و قال :

" لا أحضر ؟؟ في يوم مميز كهذا ؟؟ "

قلت :

" أقصد .. مشقة السفر ... حضورا و ذهابا ... "

قال :

" لأجلك أنت ِ "

صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة ...

بعد قليل ، قال سامر :

" لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر ... البارحة ؟؟ "

التفت نحوه بتعجب !

قلت :

" لم أشعر بالنعاس قبلها ... "

و أضفت :

" كما و أن ... وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل "

قال :

" هل ... يسهر بعيدا كل ليلة ؟؟ "

" لا ! أبدا ... فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! "

عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين

تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة ... سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب ...

" تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل "

و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة

لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة ...

قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا

لذا أتى سامر و قال :

" أ آخذك إلى بيت خالتك ؟؟ "

لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا ... لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد ...

قلت :

" أين هو وليد ؟؟ "

" يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور ... "

و تنهد سامر باستياء !

إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب !

قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل

و أيضا لم نجد أحدا هناك ...

عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء ...

" إن علي ّ الذهاب الآن ... فمتى ستعود ؟؟ "

و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد !

قال سامر :

" و الآن هل لا حضرت ؟؟ "

بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد ...

بادره سامر بالعتاب :

" تأخرت يا وليد كثيرا .. متى سأصل إلى شقتي ؟؟ "

قال :

" شاركت الآخرين مهرجانات العيد ... لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا "

فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز ...

التزمت الصمت ... قال سامر :

" سأذهب الآن ... "

و صافحني ، ثم صافح وليد و قال :

" تصبحان على خير "

بقيت مع وليد ... وحيدين في المنزل ...

حينما رأيت الضجر باد عليه قلت :

" إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما ... فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب "

و ببساطة تجاهلني !

قلت بغضب :

" وليد أنا أتحدث معك ! "

الفت إلي و قال :

" أسمعك ، لكنني لست أبلها لأفعل ذلك "

صمت قليلا ، ثم قلت :

" أنا آسفة ... للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة ... بقيت بضع أيام "

لم يرد ...

قلت :

" أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة ... و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا "

رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني !

لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي ... أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم !

وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة

لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار ...

بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ...

أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ...

و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :

" مرحبا ، أنا وليد شاكر "

( .................. )

" أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ "

تركت ُ القلم من يدي و أصغيت ُ باهتمام ...

" ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ "

( .................... )

" أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ "

( .................... )

" لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "

( .................. )

" شكرا لك ِ ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "

و أنهى المكالمة ...

و عاد و شغّل التلفاز ، إلا أنه كان شاردا ...

من تكون أروى هذه ؟؟

تركت ُ اللوحة جانبا ، و قلت ُ بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :

" وليد "

" نعم ؟؟ "

" من كنت تحدّث ؟؟ "

بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :

" لم السؤال ؟؟ "

" لاحظت ... استياءك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ "

قال :

" زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "

صمت ّ قليلا ثم سألته :

" و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ "

" كلا . هذه ابنتها "

ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة

قلت :

" إلى أين ؟؟ "

التفت إلي بانزعاج و قال :

" سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "

لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ...

ليته يعرف !

استدار ليخرج فعدت ُ أناديه :

" وليد "

تنهّد و هو يلتفت نحوي قائلا :

" ماذا الآن ؟؟ "

تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ...

" نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ "

توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :

" هل أعجبَتـْـك ؟؟ "

" ما هي ؟؟ "

" الهدية ! "

وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :

" لا أذكر أين تركتها ... آسف ! "

هنا عند هذه اللحظة تمزّقت أوهامي ...
فإن كان قد أضاع هدية أعطيتها له مساء الأمس ...قبل أن يفتحها ... فكيف بماض ولى منذ تسع سنين ؟؟

و إدراكي لحقيقة أن وليد لم يعد وليد ... قتل كل رغبة في الحياة و السعادة لدي ...

الأيام التالية قضيتها حبيسة الغرفة في أنهار من الدموع ... حتى أن دانة و التي عادة ما تتهمني بأنني أتدلل بدموعي هذه بدأت تقلق بشأني و صارت تحضر لي الطعام إلى غرفتي ...

زارتني نهلة ، و خالتي ... الجميع يحاول التحدث ليعرف سبب حزني إلا أنني لم أكن أدع الفرصة لهم ...

و عندما تتصل أمي أكتفي بكلمات بسيطة معها أو مع أبي ، و أعود إلى غرفتي ...

أما سامر ، فقد كنت أتحاشى الحديث معه قدر الإمكان ...

في إحدى الليالي ، جاءتني دانة و قالت بمرح ـ محاولة بث البهجة في قلبي ـ

" رغد ! أنت مدعوّة على العشاء معي و مع وليد في أرقى مطاعم المدينة ! هيا بسرعة وليد ينتظرنا "

هي نظرة عابرة ألقيتها على دانة ثم أشحت بوجهي عنها و قلت :

" لن أذهب "

" ماذا رغد ! هيا لا تدعي الفرصة تفوتنا ! "

" لا أريد دانة رجاء ً دعيني وحدي "

دانة اقتربت مني ... و قد غطت وجهها تعبيرات القلق و قالت :

" هيا رغد ! "

هززت رأسي اعتراضا ، فقالت :

" إذن سنذهب و نتركك وحدك ! "

كانت تعرف أن نقطة ضعفي هي الوحدة ... و أتت تستخدمها كسلاح لجبري على الذهاب معهما ...

حدقت بها لبرهة ثم قلت :

" افعلا ما تشاءان "

رفعت حاجبيها دهشة و قالت :

" رغد ! معقول ! هل تخلّصت من الخوف ! "

قلت بعصبية :

" اذهبا و اتركاني وحدي ... دعيني وحدي يا دانة ... دعيني وحدي ... "

و انخرطت في بكاء مرير ...

دانة خرجت ... و بعد قليل عادت مع وليد ...

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

أحوال صغيرتي كانت غريبة ، و أصبحت مقلقة آخر الأيام ...

في الواقع هي كانت مستاءة جدا منذ أن قدمت ، إلا أن استياءها ازداد مؤخرا ...

كانت تحبس نفسها في الغرفة ، و لا تشاركنا لا الطعام و لا الكلام .

قررت أن نخرج معها لتناول العشاء في أحد المطاعم و من ثم التنزه فعلّ ذلك ينعشها ... إلا أن دانة أخبرتني بأنها رفضت القدوم معنا و قالت لها
( اذهبا و دعوني وحدي )

في السابق كانت دانة تترجم تصرفات رغد على أنها تدلل ، فهي متدللة جدا ... إلا أنها الآن قالت :

" أنا قلقة يا وليد ... هناك شيء تخفيه عنا ... لا أعرف ما الذي يحزنها هكذا "

كنت خلال الفترة الأخيرة أتحاشى اللقاء بها ، فلا قلبي و لا معدتي بقادرين على تحمل المزيد ... إلا أنني هذه اللحظة لم أتمالك نفسي و ذهبت مع دانة إلى رغد ...

الأخيرة كانت في غرفتها تبكي بغزارة تفطر قلب الحجر ... فكيف بقلبي أنا ؟؟
حاولت التحدث معها إلا أنها لم تستجب لي ، و قالت بعصبية :

" اخرجا و دعاني و شأني "

بقيت أيام على موعد عودة والدي ّ من رحلة الحج ... ربما يعود كل شيء على ما كان بعد عودتهما ...

و لكن إلى ذلك الحين يجب أن أفعل شيئا !

صبرت ساعة أو ما شابه ، ثم عدت إليها بمفردي ... و للأسى وجدتها لا تزال تبكي ...

" رغد ... انهضي ... دعينا نذهب لأي مكان تحبين ! "

ما وصلني منها أي جواب ...

كانت تجلس على السرير و تضع الوسادة في حضنها ...

" رغد ... ما بك ؟؟ أخبريني ؟؟ "

" لا شيء "

" إذن لم تبكين ؟ "

" لا لسبب "

" أرجوك ... أبلغيني بما يزعجك ؟؟ "

" قلت لا شيء "

" ربما أنا ؟؟ "

حين قلت ذلك نظرت إلي رغد نظرة غريبة مليئة بالمعاني ...

" إن ... كنتِ منزعجة بسببي ... فأنا آسف ... ما هي إلا أيام معدودة و يعود والداي و سامر ... "

عندها أغمضت رغد عينيها و ارتفع صوت بكائها المرير ...

كيف لي أن أحتمل رؤيتها هكذا ؟؟

بصعوبة بالغة منعت ُ يدي من التربيت على كتفيها ... و لكنني لم أستطع منع نفسي من قول :

" صغيرتي الغالية كفى أرجوك ... لا أحتمل دموعك "

رغد قالت :

" أخرج "

و كررت الكلمة مرتين ، فغادرت الغرفة و أنا في قعر التعاسة و الكآبة ...

عند الفجر كنت في طريقي للخروج من المنزل قاصدا المسجد ...

فيما أنا أمر من غرفة المعيشة سمعت صوتا يصدر من هناك ...

سرت بحذر حتى دخلت الغرفة ، و أذهلتني رؤية رغد تبكي و تنحب هناك

" رغد ! "

التفتت إلي رغد بذعر إذ يبدو أنها لم تنتبه لقدومي ... ثم نهضت واقفة بارتباك ...

تقدمت منها ، و قلت :

" بالله عليك أخبريني ... ما بك ؟؟ "

رغد أرادت الخروج لكنني وقفت سادا فتحة الباب مانعا إياها من الخروج

" أخبريني ما بك أولا "

" دعني و شأني "

" لن أدعك حتى تخبريني "

" و لم َ تود أن تعرف ؟؟ ماذا يهمك أنت ؟؟ "

" يهمني كل شيء يتعلق بك ... كل شيء "

" كذّاب "

انقبضت عضلاتي استياء ً ... و استدرت للمغادرة ...

خطوت خطوتين ، و توقعت أن تخرج رغد من بعدي ، إلا أنها لم تخرج ...

عدت إلى الغرفة فرأيتها جاثية على الأرض باستسلام تام للدموع ...

نفس الجلسة التي كانت تجلسها و هي طفلة ، حين يعتصرها الألم ...

دنوت ُ منها حتى صرت ازاءها مباشرة ، و انحنيت و قلت بصوت أجش :

" أرجوك يا رغد .. أرجوك توقفي عن هذا و أخبريني بما يزعجك ، و أيا كان ... أنا سأزيحه عنك نهائيا "

رغد رفعت نظرها ... كأنها تطلب التأكيد ...

قلت :

" أي شيء يضايقك و يحزنك لهذا الحد ... أبلغيني و أنا أبعده عنك .. "

" صحيح ؟؟ "

" نعم يا رغد ، لا تظني أنني فقط أكذب و أدعي ... لا تعرفين كم هي غالية دموعك عندي ... "

" مهما كانت غالية ... هناك ما هو أغلى ... و هناك ما لا يمكن فعله أبدا"

" أخبريني أنت فقط ، و سترين "

رغد هزت رأسها نفيا ... و قالت :

" لا لن تفعل ! لن تستطيع شيئا ! "

" أخبريني ماذا تريدين ؟؟ "

" أريد أمي "

قلت بتعجب :

" تريدين أمي !؟؟ "

هزت رغد رأسها اعتراضا و قالت في صيحة قاتلة :

" أريد أمي أنا ... لا أمك أنت ... أنا أريد أمي ... فهي من يستطيع مساعدتي ... لو بقيت حية ... لا أحد منكم يستطيع ... هل يمكنك إحضارها إلي ؟؟ "

فوجئت بقولها هذا و شعرت بشرايين قلبي تتفجر بعنف ...

أيعقل أنها لا تزل تفكر في أمها ـ التي لم تعرفها يوما ـ حتى الآن ؟؟

أتقصّر أمي في شيء للحد الذي يجعل رغد تبحث عن المساعدة من أمها الراحلة منذ 15 عاما ؟؟

بعدما انتهت من نوبة بكائها قالت بتحد ٍ :

" هل تستطيع إحضار أمي إلي ؟؟ "

وجدت نفسي أقول :

" اعتبريني أنا أمك ... "

ثم أضفت :

" ألم أكن كذلك ذات يوم ؟؟ "

نظرت إلي رغد بيأس ...

قلت :

" لطالما كنت ِ تعتمدين علي و تثقين بي ... "

و لما لم أجد منها تفاعلا ... نهضت و أنا أقول :

" سأذهب لتأدية الصلاة "

عدت ُ من الخارج بعد قليل ، و لم أجدها ... ذهبت إلى غرفة سامر و اضطجعت على سريره و أخذتني دوامة الأفكار إلى عالم من المتاهات و الدهاليز ...

تذكرت ... يوما كنت فيه في غرفتي بمنزلنا القديم ، و سمعت طرقا خفيفا على الباب ... و حين فتحته ، وجدت رغد تبكي بألم ... مليئة بالخدوش و الكدمات ...

أعتقد أنني تعلقت بها ابتداء ً من ذلك اليوم ... و لا أعلم انتهاء ً بأي يوم ؟؟

فجأة ... سمعت ُ طرقات خفيفة بالكاد التقطتها أذناي ، ما يدل على تردد اليد الطارقة ...

قمت و فتحت الباب ... و وجدت رغد تقف عنده ...

كانت عيناها شديدتي التورم و الاحمرار ، و وجهها شديد الحزن و الكآبة ...

قلت :

" صغيرتي ... "

ما أن نطقت بذلك حتى قفزت الدموع من عينيها ... حاولت ُ تهدئتها ... فمسحت ْ الدموع و لملمت ْ شيئا من شتات قوتها و همت بالكلام ... لكن التردد كان مسيطرا عليها ...

قلت مشجعا :

" نعم صغيرتي ... قولي ما تودين ؟ "

ازدردت ريقها و سحبت عدة أنفاس ... ثم نظرت إلي نظرة مريرة ...

تراجعت ، و خطت خطوة للوراء لكنني استوقفتها :

" هيا رغد ... أنا أسمعك "

" لن تستطيع مساعدتي "

" بلى سأفعل ... قولي ماذا يحزنك ؟؟ "

هنا انفجرت بالبكاء و غطت وجهها بيديها و قالت بصوت متقطع :

"أنا ... أنا ... لا أريد أن ... أتزوج سامر "

لقد كان ذلك هو آخر شيء أتوقعه على الإطلاق ... الذهول الذي أصابني و هول المفاجأة لم يدعا لي فرصة للتفكير ... أو حتى استيعاب الموقف
إلا أن الألم و المرارة التي رأيتها في عيني رغد وهي تستنجد ... و تبحث بيأس عن شخص ينقذها رغم كل اعتبار ... و القنوط الذي دفعها للتفكير في أمها المتوفاة منذ إن كانت هي طفلة صغيرة ... و شعوري بالمسؤولية عليها ... كلها أمور امتزجت مع بعضها البعض و دفعتني في النهاية لقول :

" اطمئني ، لن يكون لك إلا ما تريدين "

الآن ، دخلتُ مرحلة جديدة ... و بدأت الحلقة الأولى من سلسلة المصاعب التي واجهتها فيما بعد ...

حين سألتها ساعتها :

" تقصدين ... تأجيل الزفاف ؟؟ "

قالت و هي تنفي :

" لا أريده ... أنا لا أريده "

و عندما سألتني قبل انصرافها :

" أحقا ؟ تستطيع فعل شيء لأجلي ؟ "

أجبتها :

" أي شيء ... مهما كان .. ثقي بي "

فأي شيء أغلى و أهم عندي من راحة و سعادة رغد ؟؟

في النهار التالي بدت هي أكثر راحة و ابتهاجا ، و خرجت من عزلتها و بدأت تعود للحياة ...

شاركتنا الوجبات و الجلسات ، و النزهات ... و بدت لحد ما راضية ...

حتى أن دانة قالت لي تعليقا على تقلب أحوال رغد :

" أ رأيت ! قلت لك ! سبحان مقلّب الأحوال ! "

في يوم الأربعاء التالي ، يوم حضور سامر للزيارة ، بدت في غاية التوتر و القلق ...

طلبت منها أن تذهب إلى بيت خالتها ، كما صرفت ُ دانة مع خطيبها بشكل ما ، و بقيت وحدي في البيت أنتظر ...

عندما حضر سامر استقبلته استقبالا طبيعيا ، و حين سأل عن الاثنتين أبلغته عن أمرهما ...

تركت له فرصة ليرتاح من عناء السفر ... و بعدها أخبرته بأن هناك ما يجب أن يعرفه ...

التوتر تملكه بطبيعة الحال ... أما أنا فتظاهرت بالبرود بينما النيران تأكل أحشائي ...

أخي لم يكن يتحدث عن شيء غير الزواج المرتقب ... إنني أدرك كم هو مولع برغد و يحبها بشغف ... و أدرك معنى أن يجد المرء نفسه فجأة محروما ممن يحب و يتمنى ...
كيف لي ألا أدرك هذا و أنا صاحب التجربة المرة القاسية ... ؟

لكن ... بالنسبة لي أنا ... فلا شيء يهم بعد رغد ... و كل شيء يهون من أجل رغد ...

و إن كنت ُ ارتكبت ُ جريمة من أجلها ... فهل سيصعب علي تحطيم قلب أخي في سبيل راحتها ؟؟

" خيرا يا وليد ؟؟ "

خير !؟ أتظنه خيرا يا سامر ! سامحني يا أخي فأنا ... أنا كنت ُ و لا زلت ُ مجرما ...

قلت بدون مقدمات :

" إنه بشأن زواجك "

" ماذا بشأن زواجي ؟؟ "

نظرت إليه بجدية و قلت بصوت قوي و ثابت :

" يجب تأجيله "

نظر إلي ببلاهة و عدم استيعاب :

" تأجيله ؟؟ "

" أنا جاد يا سامر . ركّز معي . زواجك سيتأجل إلى أجل غير مسمى "

" وليد ... هل لك أن تتحدّث بوضوح أكثر ؟؟ "

" بوضوح أكثر يا أخي ... العروس لا ترغب في الزواج الآن و إلى أن تحدد هي الوقت الملائم سيتم تأجيل كل شيء "

كانت هذه الجرعة الأولى التي لم استطع سقيه أكثر منها ...

سامر هاج و ماج و غضب و ثار و تخبط بجمل متعارضة متناقضة ... ثم قرر الذهاب لإحضارها من بيت خالتها

قلت له :

" ليس الآن ... سأحضرها أنا بعد قليل "

حدثت بيننا مشادة قال فيها سامر :

" أريد التحدّث معها مباشرة :

قلت :

" أنا أتحدّث نيابة عنها "

قال :

" بل سأتحدّث إليها هي ، فهي صاحبة الشأن "

قلت :

" و أنا المسؤول عنها الآن "

قال بعصبية :

" مسؤول عنها في حال غيابي لكنني موجود و أنا زوجها ... فلماذا تخبرك أنت و لم تخبرني ؟؟ "

قلت :

" كيف ستخبرك بشيء كهذا !؟ إنها مرعوبة من الفكرة فهي تدرك أن الأوان قد فات للتراجع ... و الزفاف بعد أيام ... "

" و ما الذي جعلها تغير رأيها هكذا فجأة ؟؟؟ إننا كنا معا يوم العيد و لم تأت بذكر شيء عن هذا مطلقا "

" بل كان الموضوع يشغلها منذ فترة ... و أنتم من ضغط عليها ... لكن الفتاة بحالة سيئة تزداد يوما بعد يوم بسبب اقتراب الموعد ... ألم تلاحظ ذلك ؟؟

قال سامر :

" تبا "

و سار بانفعال نحو المخل يريد الذهاب لإحضارها ...

" انتظر يا سامر "

لم يكن يصغي إلي ، و لكنه و بمجرد أن فتح الباب وقف متسمرا في مكانه ...

و ظل ممسكا بالباب المفتوح و ينظر إلى الخارج ...

ثوان ٍ و إذا بي أرى رغد تدخل المنزل ، يتبعها ابن خالتها حسام !

أول ما نظرت ، نظرت إلي ... تود استنباط مكنون ما حصل ... ثم نظرت إلى سامر و من التعبيرات الكاسية لوجهه المكفهر أدركت أنني تحدّثت معه ...

حسام كان أول من تحدّث إذ ألقى التحية ... فرددناها ، و دعوته للدخول ...

قال :

" أوصلت ُ ابنة خالتي و أردت ُ أن القي التحية ... "

رحبت به ، و دعوته للدخول إلى غرفة الضيافة ، و حدّثت رغد قائلا :

" اذهبي إلى غرفتك "

سامر قال :

" انتظري رغد "

فقلت مقاطعا :

" فيما بعد ، رغد اذهبي إلى غرفتك "

دخلت مع الضيف إلى غرفة الضيوف .

قال حسام ، و هو يلحظ شحنات غريبة في الجو :

" أهناك شيء ؟؟ "

قلت :

" كلا ! "

ثم فتحت موضوعا للحديث ...

بالي كان مشغولا هناك مع رغد ... دقائق و استأذنت الضيف و ذهبت أبحث عنها ...

وجدتها و سامر في الردهة ، و هي مطأطئة الرأس و تبكي ، فيما سامر يتحدث بعصبية ، بل بصراخ ...

قلت :

" كفى سامر ، لنؤجل ذلك قليلا "

" لا تتدخل أنت ! دعنا نناقش أمرنا وحدنا "

نظرت إلى رغد فرأيت الاستنجاد و الخوف يملأان عينيها ...

سامر كان منفعلا جدا ... قال :

" و الآن يا رغد أخبريني ما الذي جعلك تغيرين رأيك بعدما رتبنا كل شيء ؟؟ هل أنا أجبرتك على هذا ؟؟ ألم أترك تحديد الموعد لك ؟؟ ألستِ من قرر الزواج مع دانة في النهاية ؟؟ "

رغد لم تتكلم ، بل انحنت برأسها على ذراعها و استرسلت في البكاء ...

سامر قال :

" سيتم كل شيء كما خططنا له تماما "

رفعت رغد رأسها و تنقلت ببصرها بيننا و حاولت النطق :

" لكن ... "

قاطعها سامر صارخا :

" كما خططنا يا رغد ... فلا مجال للتراجع الآن "

قلت ُ بعصبية و غضب :

" سامر كفى ... كيف تجرؤ على الصراخ عليها ؟؟ "

زمجر سامر بغيظ :

" وليد لو سمحت لا تتدخل أنت "

قلت :

" بل سأتدخّل ... لا أسمح لأحد بمخاطبة رغد بهذا الشكل "

قال :

" و من ينتظر الإذن منك ؟ من تظن نفسك ؟ انسحب رجاء ً "

لكني بقيت واقفا في مكاني ...

سامر تقدم من رغد و أمسك بذراعها يحثها على السير قاصدا الذهاب إلى غرفتها ...

رغد حاولت التملص ، إلا أن سامر أطبق عليها بقوة قائلا :

" تعالي إلى الداخل "

قلت بانفعال :

" أتركها يا سامر "

نظر إلي بانزعاج و سار معها خطوتين نحو الغرفة ...

قلت :

" اتركها يا سامر قبل أن أفقد أعصابي "

زمجر بصوت عال :

"قلت ُ انصرف أنت "

و في هذه اللحظة ... فقدت بالفعل السيطرة على أعصابي ، و التي كنت كابحا إياها منذ زمن ...

اندفعت نحو سامر بلا تفكير و أمسكت بذراعه و سحبته بعنف حتى تحررت رغد من قبضة يده ، و قلت :

" قلت دعها و شأنها أيها الجبان "

و سددت إلى بطنه لكمة قوية من قبضي جعلته يترنح ... و يهوي ... و يتلوى ...

انقضضت عليه و هو على الأرض و أمسكت ُ بكتفيه و جعلت أهزهما بعنف و عصبية و أقول :

" حين تقول أنها لا تريد الزواج الآن فهذا يعني أنها لن تتزوج الآن ... أفهمت ؟؟ ... "

نهضت ، و قلت لرغد :

" اذهبي إلى غرفتك "

رغد نظرت إلى سامر ... فقلت لها :

" هيا ... "

في نفس اللحظة ، حضر حسام و الذي على ما يبدو أنه سمع شجارنا فأقبل متعجبا ...

" ماذا يحدث ؟؟ "

رغد حين رأت حسام أقبلت نحوه و هو تقول :

" أعدني إلى خالتي ... "

نهض سامر ... و نادى :

" رغد "

رغد و هي مذعورة و تبكي قالت لحسام :

" أعدني إلى خالتي ... لا أريد العيش هنا "

سامر الآن يسير نحو رغد ، و حسام ينظر إليها و يسأل :

" ماذا حدث رغد ؟؟ "

سامر قال بحدة :

" الأمر لا يعنيك يا هذا "

حسام قال بانفعال :

" إذن فهي حقيقة ... أنتم من تجبرونها على هذا الزواج ... "

سامر وقف مصعوقا يحدق برغد ... و أنا مصعوق أحدّق بحسام ...

قال حسام موجها الحديث إلى رغد :

" أليس كذلك ؟؟ "

رغد قالت بانهيار :

" دعوني و شأني ... دعوني و شأني ... "

و ركضت نحو غرفتها و أغلقت الباب ...

سامر همّ باللحاق بها إلا أنني اعترضته و قلت :

" دعها وحدها ... لا تضطرني لفقد أعصابي من جديد "

سامر حينها غير اتجاهه و دخل غرفته و صفع الباب بقوة

بقينا أنا و حسام ...

قال :

" ماذا حصل ؟؟ "

لم أجبه ... لذا قال :

" أنا استأذن ... "

و هم بالمغادرة ...

استوقفته و سألته :

" حسام ... لم استنتجت أن هناك من يجبر رغد على الزواج ؟؟ "

قال :

" أنا لم أستنتج ، أنا أعرف ذلك "

دهشت لقوله ، فسألته :

" و من أخبرك ؟؟ "

تردد قليلا ، ثم قال :

" شقيقتي "

بعدما غادر ، صبرت قليلا ثم ذهبت إلى رغد ...

كانت غارقة في الدموع ... قالت :

" أ رأيت ؟؟ لقد قضي الأمر ... لن تستطيع شيئا "

قلت :

" لماذا لم تخبريني بذلك قبل الآن ؟؟ "

رغد نظرت إلي بألم و قالت :

" ما الفرق ؟؟ النتيجة واحدة ... إنه نصيبي "

قلت بإصرار :

" لا أحد سيستطيع إرغامك على ما لا تريدين ... و أنا على قيد الحياة ...
و بمجرد أن يعود والداي ... هذا الزواج سيلغى تماما "
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية أنت لي بقلم منى المرشود
تابع من هنا: جميع فصول رواية أنت لى بقلم منى المرشود
تابع من هنا: جميع فصول رواية آدم بقلم جودى سامى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة