-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثلاثون

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثلاثون

بدأت تشعر بالدوار وتتباطئ خطواتها رغماً عنها . لازال الغضب يقودها لكن يبدو أن جسدها بدأ يفقد قدرته على الاستجابة ، أنفاسها ثائرة تؤلم صدرها بصداها ، عينيها غائمة لم تعد ترى الطريق بوضوح ، ورغم ذلك تستمر في التقدم .

وصلت للمعمل لتدخل بخطوات منهكة . أشار أحد العاملين ل وفاء : الست اشواق جت .
التفتت وفاء ناحية الباب لتهرول فزعا من شحوب اشواق الواضح : مالك يا اشواق؟
تغاضت اشواق عن الإجابة وتساءلت : عادل فين ؟
وفاء : عادل اهو قدامك . مالك يا اشواق؟

نظرت اشواق أرضا لترى صغيرها ممسكا بكف وفاء ليتخلى عنه ويقترب منها : ماما ...

ولم تتمكن من السيطرة على الظلام الذى يغلف الدنيا حولها لتستسلم وهى تغمض عينيها وتترك جسدها يعلن عن ضعفه وتسقط أرضا فاقدة الوعي .

شهقت وفاء بفزع بينما بدأ الصغير يضرب بقدميه وسرعان ما ارتمى فوق جسدها المسجى يناديها فعقله الصغير لا يستوعب ما يحدث .

تجمهر العاملين حول اشواق واسرعت إحدى الفتيات بجلب الماء لتبدأ وفاء محاولة إفاقة شقيقتها .

_______________

دخل حسن من الباب ليجد التجمهر وأشواق الساقطة أرضا لينهر الشباب المتجمهرين : انت بتعمل ايه انت وهو ؟ اخفو من وشى .
انفض الشباب وبقيت وفاء تضم رأس اشواق لصدرها بفزع . جلس حسن بجوارها ليقول بحزم : انت اتجننتى يا وفاء ؟؟ سايبة اختك الرجالة تتفرج عليها ؟

لم تجب وفاء بل ضمت الصغير الذى ينادى أمه وهى تنظر ل حسن بفزع ، تنهد بضيق فهى ليست بحالة تسمح له بعتابها ، ضرب وجنة اشواق ضربات خفيفة بلا استجابة .
رفع كفه وتحسس جبينها ليقول : لازم ننقلها الوحدة بس على الله نلاقى دكتور هناك .
رفع رأسه ونظر لإحدى الفتيات : نادى عم حسنين أنا شايف عربيته برة .

اسرعت الفتاة تنفذ بلا مناقشة بينما حمل هو اشواق واتجه للخارج تتبعه وفاء العاجزة تماما عن التحكم في عادل الذى لا يكف عن البكاء والنداء على والدته .

___________

دخل ثلاثتهم للمنزل ليقول عهدى بإرهاق : خلااااص مش قادر .
تضحك هالة : انت تعبت يبقى أنا الكسبانة .
جلس فوق الأريكة : اتفضلى اتشرطى يا ست الكسبانة .

تجلس بجواره بجهة وتجلس فطيمة بالجهة الأخرى . رفع ذراعه بتلقائية وأحاط كتفها لتقول هالة : أنا عاوزة باربى .

ابتسم عهدى فهذا مطلب يسهل تحقيقه ، لكنه حاليا بحاجة ماسة إلى الراحة بعد هذه الجولة فى أنحاء المدينة والتى استنفدت طيلة النهار .
كم يصبو لقرب زوجته ودفء ذراعيها الذى لم يرتو منه بعد ، لكن سعادتها وهى ترى صغيرتها سعيدة تهدأ من عنفوان أشواقه .

لا يمكنه أن يتخيل أن يحرمها صغيرتها لأجل متعته . ومن قال أنه لا يتمتع !!
إنه يتمتع فى كل لحظة سعادة تعيشها هى ، سعادتها هى متعته الخاصة .
هى أيضا تشعر بالاجهاد لذا لم تمانع ذراعه الذى قربها منه ليرتاح رأسها بتلقائية فوق كتفه .

ظلت الصغيرة تثرثر حول تلك اللعبة التى عليه شراءها وكم كان سعيدا لشعورها بالاريحية وهى تطلب منه دميتها .

رفع كفه يمنعها من الاسترسال : خلاص يا لولو هاخدك تنقى العروسة اللى على كيفك . بس بكرة . النهاردة بجد مش قادر .
عقدت ساعديها لتقول بلهجة آمرة : بكرة .. يبقى تجيب لي ايس كريم كمان
ضحك عهدى: والله داخلة على طمع .عينى ليكى حبيبتي .
نظر ل فطيمة المسترخية فوق كتفه : حبيبتي تعبتى ؟
ابتسمت : احلى تعب تعبته فى حياتى .
قبل جبينها وعاد بنظره ل هالة : لولو ادخلى حبيبتي غيرى هدومك على ما الاكل يجى . اوعى تنامى .

قبلته وامها وانطلقت بحماس لتمد فطيمة ذراعها وتضمه بإمتنان لسعادتهم جميعا .
تلفت حوله بريبة مضحكة وهو يقول: عندى حلم عاوز احكى لك عليه .
ضحكت فطيمة: احلام تانى !!!
قطب جبينه بلوم : تانى ايه هو احنا لسه بدأنا ؟
نهضت بنشاط مبتعدة : أجل الحلم بقا بعد الاكل
ليسرع لاحقا بها معترضا: لا فى حاجات ماينفعش فيها تأجيل .

___________

خرجت الطبيبة من حجرة الكشف فى تلك الوحدة الطبية البسيطة ، اسرع لها حسن وفطيمة لتقول : عندها هبوط حاد . اكيد مابتاكلش كويس .
حسن : تحبى نعمل تحاليل نطمن ؟

ابتسمت الطبيبة فقلما تقابل شخصا واعيا فى تلك البلدة الصغيرة : يكون افضل . بس هى دلوقتي محتاجة محلول وشوية أدوية علشان تفوق وتقدر تروح
أشارت بيديها للمكان بحرج : وطبعا الحاجات دي مش موجودة هنا .

خطت اسماء ما تحتاجه بورقة وقدمتها ل حسن الذى توجه للخارج فورا . هناك صيدلية وحيدة بالقرية . يتمنى أن يجد بها ما يحتاجه .وأثناء توجهه هاتف نعمان ليخبره ما حدث بإختصار ويطلب منه التوجه للوحدة بسرعة .

***

كانوا على حالهم منذ غادر حسن وتأخر فى العودة .
هز مرعى رأسه بأسف : شكلها مش عاوزة ترجع الدار .

نظرت له بدور بحزن بينما نظر نعمان وأسماء بأسف فهو لازال يبحث عن طريقة لإلقاء اللوم على اشواق .
لحظات ودق هاتفه ليجيب فورا ، أنهى مكالمته القصيرة ليقول بحدة : اسماء انا رايح الوحدة . أشواق وقعت من طولها وحسن نقلها الوحدة.
انتفضت بدور بفزع : بنتى . خدنى معاك يابنى الله يكرمك .
أشار لها برأسه لتهرول للخارج ويتبعها بينما ظل مرعى على حاله . نظرت له اسماء بأسف : لسه عندك تهم تانية ؟؟
نظر لها نظرة خاوية لتقول : طول عمرنا بنتباها بيك وبحنيتك علينا . مكناش نعرف انك قاسى اوى كدة وممكن تدبح واحدة فينا

واندفعت للخارج نحو غرفة شقيقاتها .

_____________

استقرت حالة اشواق وافاقت من اغماءها لكن رفضت رؤية بدور ليقف الجميع بالباب وتصر الطبيبة أن تنهى اشواق الأدوية قبل السماح بمغادرتها .

دق هاتف اشواق ليخرجه نعمان من جيبه : أنا نسيت اديه لأشواق .
نظر للشاشة ليرى اسم الحاج حماد فلا يرى بأس من إجابة الاتصال . تعجب حماد من رد نعمان وتساءل فورا عن أشواق ليخبره نعمان أنها ليست بخير .
ويعده بتوصيل البضاعة فى الغد .

***

أنهى حماد المكالمة ليرفع عينيه إلى اسعد الذى اتكأ بذراعيه فوق المكتب ويهمس بغضب : اكيد عملوا فيها حاجة .. ابوها ماكانش طايقنى امبارح
حماد : يابنى دى بنتهم عمرهم ما يأذوها .
ليبتسم اسعد ابتسامة مريرة : ماتصدقش كل اللى تشوفه عينك يا حج . حاجات كتير مستخبية ورا الصورة اللى بنشوفها .

اعتدل واقفا ليتجه للخارج وهو يخرج هاتفه ويتصل ب نعمان .
أتاه صوت نعمان الخفيض ليعلم أنه ليس بمفرده فيقول برجاء : خلينى اسمع صوتها يا نعمان بالله عليك .

***

نبرة الرجاء بصوته آلمت قلب نعمان ليقول هامسا : بلاش يا اسعد هتجيب لها الغم .
ليرجوه اسعد مرة أخرى: هسمع صوتها بس واقفل مش هتكلم . بالله عليك يا نعمان قلبى بيتقطع .
تنهد نعمان وهو يتجه للغرفة لتوقفه بدور : فى ايه يا نعمان ؟
لم يتوقف وطرق الباب قائلا : اسماء بتطمن على اختها .
دخل من الباب ليمد يده بالهاتف . تناولته لتقول بوهن : ايوه يا اسماء .
لكنها لم تسمع إجابة سوى انفاس ثائرة قبل أن ينقطع الاتصال .
نظرت ل نعمان : مين اللي كان بيتكلم ؟

رفع عينيه ليرى الألم الذى سمعه منذ لحظات عبر صوت اسعد مرتسما بوضوح على وجه اشواق .
لم يكن ليزيدها عذابا فقال بصوت خفيض : اسعد

اغمضت عينيها ليغادر نعمان . سمعت إغلاق باب الغرفة لتسمح لدموعها أن تعبر عن تمزق قلبها وهى تشعر بعجزه عن الاقتراب منها في أشد حاجتها إليه .

___________

استقرت اشواق بعد عدة ساعات بالمنزل تحيط بها شقيقاتها بحب ويتعلق عادل برقبتها خوفا من مجهول لا يدركه عقله .
دخلت وفاء تحمل الطعام لتنظر لها بحدة : قولت لك مش هاكل .
هناء : علشان خاطرنا يا اشواق . طب علشان خاطر عادل . يهون عليك ينام من غير عشا؟؟
صمتت اشواق وهى تنظر لصغيرها : عم حسنين زمانه جاى هيجيب لنا زبادى من المعمل .

تنهدت هناء فلا أمل أن تعدل اشواق عن رأيها . هى تراها محقة . لو انها تعرضت من والديها لكل هذا لما دخلت هذا المنزل مرة أخرى .

_________

مرت الساعات وانقضى الليل وفى الصباح التالى هاتف اسعد نعمان يطلب زيارة مرعى مرة أخرى فقد اقتنع بعد وخزات الألم والعجز بالأمس ألا يكف عن المحاولة .

سيحارب على الجبهتين وسينتصر يوما ما . مهما كان الألم الذى سيجتازه لكنه يوما ما سيحصل عليها.

هى تعانى مثله .لقد تقفى أثرها جيدا وعلم معاناتها مع كامل منذ بدايتها . لم يكن الأمر صعبا ليتحقق منه .

لم يشك للحظة واحدة أنها باعت نفسها لذلك الاخرق . بل كانت ضحيته . براءتها المفرطة هيأت أرضا خصبة لزرع بذور الخوف التى تتغذى عليها نفسه المريضة لينهشها بلا رحمة ولا شفقة .

كلما تعرف على حياتها أكثر ؛ كلما زاد تعلقا بها . فإمرأة فى مثل عمرها . لاقت من شخص كهذا ما لاقته اشواق . ثم أتى ولده ليتفنن فى ظلمها.. ثم بعد هذا كله تتمكن تلك البريئة الضعيفة من بناء كيان مستقل مهما كان صغيرا . فهذا يثبت كم هى صلبة وقوية وإن بدت غير ذلك .

يعشق كل تفاصيلها ويحتاج إليها بشدة ولن يتخلى عن فرصته معها.

_________

اخبر نعمان مرعى عن طلب اسعد متوقعا رفضه فما بدأ من مرعى ليلة الخطبة لا ينبأ بالخير . لكن فاجأه مرعى بقبوله تلك الزيارة .

لم تعد اشواق كسابق عهدها . تتناول الطعام وحدها وابنها ولا تأكل من طعام المنزل . بل وزاد حزن بدور حين بدأت تشترى الخبز أيضا من خارج المنزل .

مرت عدة أيام سافر حسن لعمله واستمرت وفاء بعملها بجوار اشواق التى رفضت حتى الأن التوجه للمركز ويقوم نعمان عنها بتسلم ثمن بضائعها التى بدأت تقل رغما عنها .

___________

وصل اسعد بصحبة عمه وأخيه كأنها زيارته الأولى . حتى وصوله لم يخبر أحد اشواق عن زيارته فوالديها أصبحا متخوفين من رد فعلها تجاه اى حدث .

وصلوا للمنزل وكانت بالمعمل . استقبلهم نعمان على مشارف القرية .
هاتف اشواق أثناء طريق العودة وطلب منها سرعة العودة للمنزل لأمر هام .تعجب اسعد هذه المكالمة : هى اشواق ماتعرفش أننا جايين؟
نظر لها نعمان : فى حاجات كتير حصلت انت متعرفهاش من يوم الخطوبة .
اسعد : كنت حاسس أنهم اذوها . بس ماكنتش اقدر اعمل حاجة .

وصلوا للمنزل ليقابلهم مرعى بتحفظ . بعد فترة وصلت اشواق لتجد اسماء أمام المنزل بإنتظارها : اتأخرتى ليه يا اشواق ؟
توجست اشواق من القلق البادى على شقيقتها : في ايه يا اسماء ؟
انمحت ملامح القلق ليشرق وجه اسماء : اسعد وأهله جوه . جايين يخطبوكى .

صدمت اشواق وكأنها ترفض احياء تلك الذكرى الغير محببة . وكأنها ترفض أن يخرج من المنزل مرة أخرى يحمل إهانة والدها . وكأنها ترفض أن تعيش ذلك الألم بإحساسها بفقده مجددا .

ظلت لحظات تتعامل مع صدمتها لتقول اخيرا : تانى يا اسعد !!

تعجبت اسماء حالتها واسرعت تحيطها وتسير معها للداخل : ماتخافيش نعمان بيقول ابوكى شكله هيوافق . حتى امك دخلت قعدت معاهم .يارب يا اشواق يكون من نصيبك .

تبعتها اشواق كأنها مسلوبة الإرادة . ترى فيم يفكر والدها ؟؟
أيقبل ب اسعد مقابل غفرانها ما حدث ؟؟
وهل تتمكن من غفران تخاذله ؟؟؟

ساعدتها اسماء فى تبديل ملابسها بينما جهزت هناء الضيافة لتحمل هى الصينية وتتجه إلى حيث يجلسون .

دخلت لتتعلق عينيه بها . تبدو حزينة منهكة .. وجهها يفتقد اشراقه .خسرت الكثير من وزنها ، أمر يسهل ملاحظته .
لم يتمن أن يراها شاحبة هزيلة بهذا الشكل مطلقا .
ترى ما الذى اوصلها لتلك الحالة ؟؟

جلست بعد أن حيت عمه وتجاهلت والديها . جلست بركن عن الجميع .
تحدث جمال اخيرا : يا حج مرعى احنا جايين نطلب بنتك اشواق ل اسعد ابن اخويا الله يرحمه.
نظر مرعى ل اسعد بتأفف : والدتك لسه مش موافقة ؟
شعر بالحرج وهو يهز رأسه نفيا ليقول اكرم : يا عمى اسعد وأشواق مش هيعيشوا معانا . ليهم شقتهم .
مرعى : بس والدتك رافضة بنتى وهتلاقى الف طريقة تضايقها وتعكنن عليها .

نظرت له اشواق بإستخفاف . منذ متى يهتم بهذا الشكل !!!
لقد عاشت اشهر من الإذلال والتحقير مع كامل لم يسأل عنها أحدهم.. وكأنه كان يخشى مواجهة ما اقترقت يداه .
ساد الصمت لينظر اسعد لها : عادل فين ؟
تعجبت سؤاله . ففى لحظة كهذه ينبغى أن تكون لديه اهتمامات أخرى . لكنه يثبت لها مجددا أن اهتماماتها هى اولى اهتماماته .
اجابته ببساطة : مع وفاء فى المعمل .

أومأ متفهما بينما يراقبهما مرعى بحدة. موافقته ورفضه أمرا لن يغير شئ مما يحدث .
هذا الفتى لن يستسلم . وابنته أيضا

حمحم مرعى وهو ينظر ل جمال : أنا موافق .
انقطعت الأنفاس والكل يتطلع له ليتابع : بس مش جواز . كتب كتاب لحد ما والدتك توافق .قبل كدة لأ.
تهلل وجه اسعد تبعا لتهلل قلبه ولم تتردد بدور واعلنت زغاريدها عن نبأ سعيد ليسرع اسعد مقتنصا الفرصة : موافق طبعا .

رفرفت زغاريد بدور بينما ظهرت اخيرا تلك البسمة الخجلة البريئة التى يعشقها حد الجنون .
لم تظهر أية صعوبات بعد ذلك على العكس تماما ، كان مرعى سلسا متجاوبا لا يرهق اسعد بمتطلبات وشروط مما أعاد ل اشواق ذكرى زواجها الأول .
وذكرى خطبة وفاء التى حضرتها . هذا هو والدها . حين يشعر بقرب تخلصه من احداهن يكون سلسا متفاهما .

كانت فيما مضى تظن أن ذلك رغبة منه في تمام سعادتهن .
لكنها الأن تعلم يقينا أنها طريقته للتخلص مما قد يجلبنه من سوء سمعة ومشكلات لا قبل له بها كما حدث معها تماما .

تم الاتفاق على إعلان الخطبة وعقد القران بعد اسبوع واحد . فابنته أرملة وهو لن يجازف بالمزيد من الأقاويل تنتشر حولها .

غادر اسعد اخيرا حاملا سعادته بين اضلعه وصورتها الباسمة بين رموشه .

__________

عاشت فطيمة سعادة لم تعرفها من قبل . رغم انتظام عهدى بعمله بعد الزواج بأيام قليلة ، ورغم عمله الشاق لكنه كان يجد راحته دائما تنتظره معها .
لم تعد هالة تشعر بفراغ فقدان والدها ، فقد ملء عهدى حياتها ووقتها .
ألحقها بفصل لتعلم الرسم . فكما لاحظ تحب الرسم والتلوين فقرر أن يعمل على تنمية مهاراتها .
عاد ذلك اليوم مجهدا . دخل من الباب ليقابله الصمت . تلفت حوله باحثا عنهما لكن لا أثر .
توجه لغرفة فطيمة ليجدها منكبه على حاسوبها النقال ولا تشعر بوجوده . اقترب ليجلس بالقرب منها منتظرا إدراكها وجوده .
طال انتظاره لينظر للشاشة . إنها تراجع أعمال مكتبها مع تلك الفتاة التى عينتها قبل الزواج.
لم ترفع عينيها عن الحاسوب وقالت بهدوء : خمس دقايق حبيبى أنا خلصت .
رفع حاجبيه وكانت الدهشة من نصيبه : انت حاسة بيا ؟
لم تنظر له وابتسمت : لو ماحستش بيك احس بمين ؟ حاسة بيك من ساعة ما دخلت .
بدأ يفك أزرار بدلته العسكرية وهو يتحرك ناحية الخزانة : فكرتك فى دنيا تانية .

أغلقت الحاسب لترفع عينيه إليه: اى دنيا انت مش فيها تبقى جحيم .
نزع سترته وعلقها بعناية ليعود لها بحماس : ايه ده ؟؟ الكلام الحلو ده ليا ؟

عاد يجلس أمامها متسائلا بجدية : حقيقى يا فطيمة ؟؟ يعنى سعيدة معايا؟
تعلقت برقبته تقربه منها : أنا معرفتش السعادة قبلك يا عهدى . صحيح أوقات فكرت نفسى سعيدة لكن لما عرفتك عرفت إن حياتى قبلك كانت كابوس طويل . بحمد ربنا إنه انتهى على حبك.

قربها منه لينهل من فيض عشقه لها الذى لا يكتفى منه . ابتعد بعد لحظات مختطفا نظرة للساعة الجانبية ليقيم المدة المتبقية من فصل الرسم الخاص بهالة ليقرر أن يستغل كل لحظة متاحة للتمتع بتذوق رحيقها .

___________

عاد اسعد للمنزل هو وأكرم عازمان على المحاولة مرة أخرى ، لعل قلب امهما يلين كما حدث مع مرعى .
كانت بنفس جلستها الاعتيادية تشاهد التلفاز بلا ملل .

جلسا جوارها لتتساءل ساخرة : كنتوا فين كدة انتو الاتنين ؟
تبادلا نظرات قلقة ليقول اسعد : كنا عند أهل اشواق .
تنتفض خديجة كمن لدغها عقرب : تانى اشواق ؟ مش كنا خلصنا من السيرة دى ؟
اكرم : يا ماما اسعد عاوز رضاكى . مش هاين عليه يتجوز غصب عنك
ضربت على صدرها بفزع : يتجوز ؟؟؟
نظرت ل اسعد : انت هتجوزها يا اسعد ؟ هتغضب امك علشان واحدة خرج بيت ؟
هب اسعد واقفا بحزم : ماما من فضلك . أشواق هتبقى مراتى وكرامتها من كرامتى .
بدأت تربت على رأسها وتنوح : يا ميلة بختك ف ابنك البكرى يا خديجة .. يا شماتة العدوين فيكى يا خديجة ..

نهرها اكرم برفق : ماما ماحصلش حاجة لكل ده .. اسعد هيتجوز يعنى المفروض تفرحى مش تعددى .
خديجة : افرح !!! افرح ازاى وابنى خرج عن طوعى وهيبيع رضايا .
جثى اسعد على ركبتيه أمامها : يا امى أنا مقدرش ابيع رضاكى . أنا بترجاكى توافقى وترحمى قلبى وترحمينى .

اشاحت وجهها عنه بنفور : وانت ليه مارحمتش حرقة قلبى عليك ؟ ليه مارحمتش كسرة خاطرى وانت بتجوز غصب عني ؟

استند إلى ركبتيها برجاء : يا ماما أنا بحب اشواق إذا مااتجوزتهاش هموت . حتى لو فضلت عايش قلبى هيموت .
نظرت له بسخرية واستخفاف : اعمل اللى تعمله بس قلبى غضبان عليك .
ألقت جملتها بقسوة لتتسع اعينهما معا .

لا أمل في رضاها عن هذه الزيجة . نهض اسعد بتثاقل متجها لغرفته ليلحق به اكرم ويغلق الباب فور دخوله : هتعمل ايه يا اسعد ؟
رفع عينيه له بعجز : يعنى ابوها علق الجوازة على رضا امى . وامى مش هترضا
اكرم: اكتب الكتاب زى ما قالك ونحاول تانى مع ماما يمكن بعد كتب الكتاب تعرف إن مفيش فايدة فترضا .
اسعد بحزن : ماافتكرش
اكرم : وفرضنا ماوافقتش . لما الحكاية هتطول ابوها هيخاف يفسخ ويطلقها .
نظر له اسعد ليقول مؤكدا : اسمع كلامى اللى زى عم مرعى ده كلمة توديه وكلمة تجيبه وهو اللى هيغير كلامه ويتمم الجوازة .

استلقى اسعد فوق الفراش يتمنى أن يكون اكرم محقا ليستلقى بجواره : بس ماتزعلش منى يا اسعد . انت اللى وصلت امك للمرحلة دى . عمرك مارفضت لها طلب . كانت تهوش بس وتعمل عيانة تسمع كلامها وتضحى .خلاص اتعودت على انك تضحى ومستنية منك تضحى تانى .

تنهد اسعد بضيق . يعلم أن أخيه محق لكنه أراد برها . لم يرد أن تشعر بالحزن بعد فقدان والده . ظن أنه يحسن صنعا . وقد أحسن صنعا بالفعل لكنه صنع منها شخصية متملكة له ومهما قدم مستقبلا ستظل غاضبة
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة