-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الحادى والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الحادى والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الحادى والثلاثون

مرت الأيام سريعة ، اسعد ايام حياته لرؤيتها يوميا . حقا ترافقها إحدى شقيقاتها دائما لكنه يكتفى بقربها .

اشترى لها شبكة أصرت أن تكون رمزية وغير مكلفة . يختلق الأعذار يوميا لتتوجه للمركز أو يتوجه هو للقرية .

اخيرا جاء يوم عمره المنتظر . كم تمنى أن تعدل أمه رأيها وتبارك زواجه ، منذ ايام يجاهد اكرم لإقناعها بلا فائدة.

حتى أن جمال زارها فى محاولة يائسة ليكون ردها هجوما شديدا واتهاما مباشرا بتحريض ابنها على عقوقها والخروج عن رضاها .

ارتدى ملابسه وتوجه لغرفتها حيث حبست نفسها منذ الصباح اعتراضا على عقد قرانه .

طرق الباب ولم ينتظر أذنها فهى لن تأذن له ، دخل لترفع عينيها وتنظر له بقهر ، اغلق الباب واقترب ليجثو بجوار فراشها : ارجوكى يا ماما . قومى تعالى معايا .مش هاين عليا افرح من غيرك .
لوت شفتيها بإمتعاض واضح واشاحت بوجهها عنه ليزفر بضيق : يا ماما مش انت عاوزانى سعيد . أنا هبقى سعيد معاها
صمت لحظة ليقول : لا هبقى اسعد واحد في الدنيا .هكون اسم على مسمى لاول مرة في حياتى . ارجوكى يا ماما .

نظرت له اخيرا بأعين غائمة . ظن لوهلة أن قلبها غلبها وستبارك زواجه ؛ لابد أن رؤيته ببدلة العرس أثارت عاطفتها . كل أم تتمنى هذا اليوم .

لم تطل سعادته بقرب رضاها فسرعان ما قالت بلهجة لائمة : كنت فاكرة انى غالية عليك يا اسعد . طلعت مااسواش . بعتنى مع أول فرصة .
هب اسعد واقفا وهو يشير لصدره بإستنكار : أنا يا امى أبيعك !!!!
صمت لحظة ليتابع : أنا بعت أهل أبويا علشانك ورضيت اسيب بيت ابويا علشان خاطرك.
صمت قليلا ليتابع بشئ من الانفعال : أنا بعت طفولتى وشبابى وخرجت اشتغل وأنا اتناشر سنة علشان ماتشليش الهم .
عاد يلتقط أنفاسه ليتابع : أنا بعت نفسى ورضيت اسيب الجامعة واخد معهد علشان ماابعدش عنك
ثارت أنفاسه وهو يشير لصدره : طول عمرى ببيع نفسى علشانك يا ماما وأما جه الوقت اللى محتاجك فيه انت بعتينى .

نهضت عن الفراش بغضب واضح : هى دى اخرتها . يا خسارة شبابى اللى كسرته عليكم . يا خسارة عمرى اللى ضيعته عشانكم
دفعته بصدره بقوة : بتعايرنى يا اسعد . دى اخرتها !!!
استسلم لدفعاتها : أنا اعايرك يا امى !!! يا ماما افهمينى اشوااا

وابتلع بقية حروف اسمها الغالى مع صفعة أمه التى هوت بها على وجهه صارخة : مش عاوزة اسمع اسمها .اللى يخفى اسمها من الدنيا .

للمرة الأولى تصفعه والدته . أليس من حقه أن يختار شريكة حياته!!!
لا يفهم حتى الآن رفض أمه ، وصدم تماما بعد هذه الصفعة . علام تعاقبه!!

اندفع أكرم للغرفة ليحول بين أمه وبين إلحاق المزيد من الأذى بشقيقه ليناله منها نصيب من الدفعات واللكمات وهى تصيح : خليك ماشى وراه انت كمان . هيضيع ويضيعك

أولاها ظهره يتلقى لكماتها دون مناقشة وهو يدفع اسعد خارج الغرفة هامسا وهو يضغط أسنانه غضبا : انت ايه دخلك ليها دلوقتي ؟

لكن اسعد لم يكن منتبها له بل صب جم اهتمامه على متابعة والدته وافعالها الغير عقلانية برأيه .
ظل اكرم يدفعه برفق حتى صارا خارج الغرفة لتصفع الباب دونهما بقوة .
تنهد اكرم براحة وهو يشير لباب المنزل : يلا يا اسعد هتتاخر على عروستك .

التف اسعد بآلية ليسير بإتجاه الباب يتبعه اكرم بصمت متأسفا لما وصلت إليه الأمور وإلى ما اوصلت أمه نفسها .

_____________

منزل الحاج سلام
هبط حسن الدرج مسرعا ليجد والديه بإنتظاره ، والده مقطب الجبين عابس الوجه . يبتسم حسن : يا بابا فكها شوية إحنا رايحين فرح
سلام : أنا قلبى مش مطمن على الواد الصغير . افرض جوزها ده اذاه ولا ضربه .؟؟ ده بردو لحمنا يا حسن .
لوت حسنية شفتيها : هى أمه هترضا يأذيه !! انت فاكر إن دى اشواق اللى كانت متجوزة كامل ؟

نظرا لها بتعجب ليتساءل حسن : قصدك ايه يا ماما؟

حسنية : اشواق اللى كانت مع كامل كانت خايفة ومكسورة . لكن اشواق دى داقت الامان وعمرها ما هترضا بالخوف تانى .
نهرها سلام مسرعا : يا ولية حرام عليك !! ده احنا بعنينا شوفنا كامل كان شايلها من ع الأرض شيل .

ضحكت حسنية وهى تنظر ل سلام تتعجب سذاجته : وانت خال عليك الحركات بتاعته !!؟ الحمدلله يا اخويا انك مش زيه .

تبادل وولده نظرات تنم عن عدم فهم أحدهما لتقطع حسنية افكارهما وهى تقف : همو بينا هنتأخر ماينفعش دول نسايبنا .
وتقدمت ليتبعاها ويهمس سلام لولده : انت فاهم حاجة يابنى ؟
حسن : ابدا يا بابا . بس بمعرفتى بماما واثق انها شافت حاجة إحنا ماشوفنهاش .

هز سلام رأسه وسار بصمت .

___________

أغلقت الباب بقوة وهى تلهث من فرط الغضب الذى سيطر على كل ذرة بكيانها . نظرت للباب المغلق لتجر قدميها عائدة لفراشها . ارتمت فوقه لتتذكر ايام شبابها الأولى ...
كانت خديجة صبية مفتونة بجمالها . ترى نفسها الأفضل وينبغى أيضا أن تحصل على الأفضل .
كانت عائلتها وعائلة زوجها الراحل تجمعهما منطقة واحدة منذ نعومة أظافرها .
كبرت خديجة ووصلت لسن الزواج لتختار لنفسها افضل شباب الحى .
جمال ...
رأته الأفضل ولذا يستحق الفوز بها .
صدمت حين علمت بإختياره أخرى . لقد فضل عليها من هى أقل منها !!
لم تعرف مطلقا أن للعشق اعين ترى ما لاتراه غيرها من أعين .

تقدم أخيه لخطبتها فرأت أنه رد مناسب لكرامة أنوثتها التى جرحت حين فضل جمال غيرها وهى الأفضل .

تتذكر جيدا أنها أصرت أن يتم زفافها وزفاف جمال فى نفس الليلة . وكم أرضى غرورها أن ترى تفوقها على غريمتها .

اكتشفت بعد ذلك أنها لم ترد الصفعة ل جمال . بل إن جمال لم يرها مطلقا .
لقد صفعت نفسها صفعة جديدة حين قبلت رجلا لم تحبه . كان ودودا طيب المعشر لكنها لم تحبه مطلقا .

مرت الأعوام وانجبت ولديها وهى تشعر أن حياتها بائسة . حب زوجها لم يدفعها للتخلى عن تفكيرها المستمر في جمال ومقارنة حياتها بحياته .

وكلما شعرت به سعيدا مع زوجته زاد كرهها وسواد قلبها .حتى توفى زوجها اصابه مرض لم يتمكن الأطباء وقتها من تشخيصه . بل لم تتاح لهم الفرصة فقد توفى بعد اسبوع واحد .
لم يموت زوجها وجمال يحيى !!!
لم تعيش تعيسة وجمال سعيد !!!!

أصرت على ترك منزل العائلة وقد تحول حبها ل جمال لكره لم تتخيل أن تكره أحدهم لهذا الحد مطلقا .

لم يكن الأمر صعبا ف أسعد نسخة متطابقة عن والده الراحل . يفعل اى شئ لأجل سعادتها .قد يكون اكرم يحمل بعض التمرد الذى تغاضت عنه ف أسعد اشبع كل رغباتها المسيطرة بطيب خاطر .لم تجد ضرورة لوأد تمرد اكرم ف أسعد كان يكفيها

تركت منزل العائلة ونفذت رغبتها لتكون بداية لسلسة من التضحيات تطالب بها اسعد وهو يقدمها بقلب راض .

رفضت الزواج مرة أخرى . ما كانت لتسمح بأن يتحكم بها شخص ما بعد أن عاشت عمرا هى المتحكمة والآمرة الواجب طاعتها .

مر العمر دون أن تنتبه لتجد اسعد وقد اصبح رجلا يفضل أخرى عليها !!!
هى والدته يفضل عليها تلك اللعينة !!!
مرة أخرى عليها أن تعيش هذا الألم !!!
هذا المرار !!!
هذه المهانة !!!
أن ترى حبيبها يفضل عليها أخرى .
لكن اسعد ليس حبيبها !!!

استلقت فوق الفراش تغمض عينيها : لا اسعد حبيبى وابنى وراجلى وكل حاجة ليا . الست دى لازم تخرج من حياته .

ظلت تزيد غضبها اشتعالا . وتلقى بأحطاب حقدها لتؤجج نيران الكره مرة أخرى .

____________

يتجهان للمتجر حيث ينتظرهما الحاج حماد الذى أصر أن يقل اسعد بسيارة فخمة إلى بلدة اشواق . كذلك عمه وزوجته وجميع أفراد العائلة اتفق الجميع أن يلتقوا أمام المتجر ليصحبوا اسعد .

ينبغى أن يفتخر بهم كما لم يدخر جهدا لبرهم رغم أحقاد خديجة التى لا يعلم أحدهم لها سببا .

رفع اكرم ذراعه يخيط كتف أخيه : روق يا اسعد . هتدخل على العروسة بالتكشيرة دى !! بعدين ترجع فى كلامها .
ابتسم اسعد لذكراها ليقول اكرم : تعرف يا اسعد . انا حاسس إن ماما غيرانة من اشواق
نظر له اسعد مستنكرا : غيرانة ليه ؟
اكرم : سببين اول حاجة فاهمة إنها اخدتك منها وده كان هيبقى موقفها من اى واحدة تتجوزها . تانى حاجة بقا إنها أرملة زيها . وهتكمل حياتها وتعيش سعيدة فى الوقت اللى هى خسرت فيه كل ده .
ظهر الفزع على وجه اسعد : اكرم انت اتجننت !! ازاى تفكر في ماما كدة ؟؟
ضحك اكرم : أنا مش هفرض رأيى عليك . بس فكر بعقلك هتلاقى كلامى صح .

ساد الصمت بعدها حتى وصلا لتجمع العائلة الذى رحب وبارك كل أفراده اسعد بحب .
دقائق وكان الجميع على الطريق نحو سعادته .

___________

وصل اسعد وعائلته ليشعر مرعى ببعض الراحة فالفتى جاءه بعائلة يفخر بضم ابنته إليها .
تم عقد القران لتخرج اشواق بعد قليل .نفس السرادق ونفس الناس بنفوسهم المريضة وكالعادة قلبين سعيدين لا يأبهان لاحقاد العالم حولهما .
أصر اسعد على الاحتفال بينما كان مرعى متحفظ عليه . فابنته أرملة ولا يجوز المغالاة فى الاحتفال .

لم تخف سعادة بدور منذ رحبت بأقارب اسعد وطيلة الليلة .
اسرع عادل بعد أن فشلت وفاء فى التحكم به نحو أمه واسعد وهو ينظر للأخير بغيرة واضحة . بغضب طفولى برئ اندفع يجلس بينهما .توقعت نظرة امتعاض على وجه اسعد لكنه ضحك بقوة .
اقترب برأسه من عادل باسطا كفه : ازيك يا صاحبى ؟
نظر له الصغير نفس النظرة لتتسع ابتسامته : مش هتسلم عليا ؟
عقد عادل ذراعيه بعند وهو يهز رأسه نفيا .تقدم اكرم منهما باسطا كفه بنفس الطريقة : ازيك يا صاحبى؟
مد عادل كفه وصافح اكرم ليترك اكرم كفه ويقدمه ل اسعد : ازيك يا صاحبى؟
ابتسم اسعد وصافحه ليقول اكرم ل عادل : أنا صاحبك واسعد صاحبى يبقى احنا التلاتة أصحاب .
عادل : لا اسعد وحش هياخد ماما منى .
اسعد : حبيبى مفيش حد فى الدنيا يقدر ياخد ماما منك .
ابتسم عادل فورا ليقول اكرم : أصحاب ؟؟
عادل بتأكيد : أصحاب . هتلعبوا كورة معايا أنا وحسن ؟
ضحك اكرم : الصاحب ليه عند صاحبه تلت حاجات اول حاجة منهم ايه يا اسعد؟
ضحك اسعد : يلعب معاه كورة .

اقبل حسن ليتعرف إلى اكرم فيتعلق عادل فورا ب حسن .
غادر الجميع لتلتفت له : ماتزعلش من عادل يا اسعد
اقترب برأسه منها : اولا عادل معملش حاجة تزعل .طفل عادى ومتعلق بأمه ثانيا مفيش اى حاجة فى الدنيا ممكن تزعلنى فى اللحظة دى .
ابتسمت بخجل وتساءلت بترقب : يعنى مش زعلان إن مامتك مش معانا ؟
رجفه سرت بملامحه لكنه قال بلهفة : معانا !!!
تعجبت إعادته للكلمة لكنه تابع بنفس اللهفة : بجد بقينا مع بعض خلاص ؟

سيطر عليها الخجل الذى أثلج قلبه ليتوقف عن إثارة خجلها المثير .

_______________

انتهى الإحتفال وعاد اسعد لمنزله محتفظا بكل مشاعره وأحلامه وامانيه .دخل وشقيقه من الباب كان آخر ما يتمنى حدوثه هذه اللحظة رؤية والدته لتقوض سعادته بلا رحمة . لكنها اتخذت قرارها بالفعل وأغلقت الباب دونهما .

نظر اسعد للباب المغلق بأسف ليربت اكرم على ذراعه :ادخل نام يا اسعد هى بكرة تروق .

أومأ اسعد بقلة حيلة واتجه لغرفته ليهنأ بنوم لم يهنأ به منذ أمد بعيد

____________

تتابعت الأيام مسرعة تطوى الشهور ليمر أربعة أشهر منذ عقد قران اسعد . ظلت والدته طيلة الأشهر الأربع على موقفها بل وزادته سواءا فقد قاطعته نهائيا لما يزيد عن ثلاثة أشهر .
لم ييأس اسعد منها ورغم أنها تغلق غرفتها كل ليلة قبل عودته إلا أنه يقف ببابها كل ليلة يتحدث إليها وإن لم تجبه فهى تسمعه .

أنهى حسن إعداد منزل الزوجية ولم يؤخر الزواج سوى اختبارات الثانوية العامة التى تخوضها هناء.
بدأ اسعد يفكر فى تأثيث المنزل استعدادا للزواج . فقلبه يأمل أن تنهى أمه أو مرعى عذابه قريبا .

خلال الأشهر الماضية اعتاد زيارة اشواق أسبوعيا . اعتاده عادل وتعلق به أصبح يسأل عنه إن غاب لظرف قهرى . كما اعتاد دعوة اشواق لقضاء يوم من حين لاخر رغم شعوره بتذمر مرعى إلا أنه يحرص على منحها كل ما حرمت منه سابقا .

______________

الإسكندرية

ساعدها عهدى لنقل نشاط عملها للإسكندرية وانتظمت بعملها ، بل إن العمل أكثر من مدينتها التى لا تقارن بالاسكندرية .

ستبدأ هالة بعد أشهر عامها الدراسي الأول . وقد ألحقها عهدى بأحد المدارس الخاصة بالفعل فيبدو أنه سيستقر بتلك المدينة فترة طويلة . فقد تم نقل عمله بعد شهرين فقط إلى مديرية أمن الإسكندرية .

انتظمت مواعيد العمل مما أعطاه فرصة أكبر لمزيد من الوقت يقضيه مع أسرته الصغيرة . حرص أيضا على زيارة والديه ودعوتهما بمنزله ليعلما أنهما اصابا حين دعما قلب صغيرهما .

عاد عهدى من عمله اليوم ليجد فطيمة وقد أعدت الغداء وتنتظره وهالة ككل يوم . سرعان ما اجتمعوا حول المائدة .

وضعت اخر الاطباق أمامه وجلست لتقول : عهدى عاوزة استأذنك اعزم عم هالة ومامته هنا يومين .
تعرف عهدى إلى اشواق وعادل فى حفل عقد قرانهما لذا ابتسم فورا : اعزميهم يا حبيبتي براحتك .
ونظر ل هالة مشاكسا : اول مرة اشوف واحدة اكبر من عمها
ضحكت فطيمة وتذمرت هالة : أنا مش هقول لحد إنه عمى
فطيمة : انكارك الحقيقة مش هينفيها يا هالة . هو عمك ومش مشكلة اصغر منك ولا اكبر .

عاد التذمر على ملامح هالة ليضحكا على براءتها . أمسكت كف عهدى فجأة وهى تنظر له بسعادة : وبعدين بكرة يبقى عندك اخ او أخت صغيرين بردو هتبقى تقولى بردو مش اخواتى؟

غص عهدى بالطعام وسعل بشدة جعلت فطيمة تنتفض تقدم له كوبا من الماء .
شحب وجهها وهى تنظر له تتعجب رد فعله : فى ايه يا عهدى ؟ اتخضيت كدة ليه ؟

وضع كفه فوق صدره وهو يتنفس بقوة وقد احتقن وجهه
لحظات وتساءل بترقب : أنا فهمت صح ؟ مش كدة ؟؟
تعجبت علامات الفزع بقسمات وجهه لتنظر ل هالة بحزم : هالة ادخلى اوضتك يا حبيبتي .
لكن هالة اعترضت فورا : ماليش دعوة انت قولتى هيبقى ليا اخوات وانا عوزاهم دلوقتي يلعبوا معايا .
لم تختلف ملامح عهدى كثيرا ليقول بحدة : فطيمة ردى عليا .
وتابع بلهجة خافتة : انت حامل صح ؟

عقدت ساعديها وهى غير واثقة من رد فعله حتى هذه اللحظة فقالت بإقتضاب : ايوه يا عهدى أنا حامل .

كانت تتحدث وتنظر لعينيه مباشرة لترى تحول الفزع الى ابتسامة راحة وهو يزفر صارخا : اخييييرا
ألقى رأسه فوق المائدة لترتطم بصوت تألم له قلبها وانتفض جسمها .
رفع رأسه ليفتح ذراعيه وينظر ل هالة بسعادة : هيجى لك اخ يا لولو

صرخ بحماس لتصرخ الصغيرة بنفس الحماس وهى ترتمى بين ذراعيه وتقول : أنا هاختار اسمه .
اخفض رأسه بمحاذاة رأسها : لا نتفق بقا مش عاوزين خناق .
هالة : ماليش دعوة
عهدى : لا يا لولو ده ابنى وانا هسميه
هالة : لا ياعمو ده اخويا وانا هسميه

وظلا على نفس الحال لتنظر لهما فطيمة بغضب وتتجه لغرفتها دون أن تتحدث .نظر عهدى فى أثرها لكنه لم يتبعها بل عمل وهالة على تنظيف الطاولة وحفظ الطعام ثم توجهت هالة لغرفتها لترسم صورة لأخيها المنتظر وقد وعدها عهدى بجدية أن يختارا اسمه سويا .

بعد ساعة تقريبا دخل الغرفة ليجد فطيمة نائمة . يبدو أنها غفت فهى ليست معتادة على النوم بتلك الملابس .

اقترب منها وبدأ يداعب وجنتيها وهى تتأفف لكنها فتحت عينيها اخيرا . نظرت له بغضب واعتدلت جالسة .جلس جوارها فورا : هنعمل كلاكيت تاني مرة .

نظرت له بتعجب ليقول برجاء : قولى بقا من الأول
فطيمة : اقول ايه ؟؟
عهدى : اللى قولتيه برة وانت غضبانة
قرب رأسه من رأسها ليضرب جبهتها برفق : اصل ده حلم من يوم ما اتجوزنا . اهون عليك ما احققش اجمل احلامى ؟

ابتسمت فطيمة اخيرا وهى تعيد البشرى على مسامعه ليعيد هو رد فعله الذى تمنت رؤيته والشعور به .

___________

وصل حسن وسلام لبيت مرعى حسب الموعد المحدد .جلس ثلاثتهم ليقول حسن بحماس : دلوقتي يا عمى الشقة جاهزة وهناء خلصت امتحانات .اظن نحدد الفرح بقا ؟
سلام : أيوة يا مرعى الولاد داخلين على ست شهور خطوبة كفاية كده
مرعى : وماله يابنى شوف يناسبك أمته ؟
ابتسم حسن بسعادة : أنا هشوف أقرب حجز فى قاعة أفراح
مرعى : قاعة أفراح !!! هو احنا مش هنعمل الفرح هنا ؟
حسن : لا ياعمى بعد اذنك الفرح في المركز
سلام : وهو المركز بعيد يا مرعى ؟ ده عشر دقايق بالعربية .
استسلم مرعى فورا : اللى تشوفوه يا حج أنا غرضى ايه غير ربنا يتمم لهم بخير .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة