-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون

أرادت اشواق أن تحاول إقناع خديجة بزواجها من اسعد ، لم يخبرها سوى أنها ترفض زواجهما دون ايه تفاصيل مؤلمة .

اليوم هو يوم زفاف حسن ووفاء لذا تتواجد الفتيات بالمركز منذ الصباح الباكر . ساعدتها اسماء فى تجهيز زيارة مناسبة لرؤية حماتها للمرة الأولى .
لأنها على علم بعنوان المنزل حيث مرت من أمامه أكثر من مرة فى نزهاتها واسعد ، أخفت عنه زيارتها لوالدته وارادت مفاجأته ظنا منها أن خديجة ستقتنع بعد لقاءهما .

توجهت للمنزل وتركت عادل بصحبة شقيقاتها فى مركز التجميل ، طرقت الباب وانتظرت قليلا ليفتحه اكرم .

تعلم أن اسعد بعمله لقد هاتفها منذ ساعة كاملة ولم تتوقع وجود اكرم أيضا .ارتبك اكرم فور رؤيتها : اش . أشواق ازيك ؟
ابتسمت بخجل: الحمدلله .مش هتدخلنى ولا إيه؟

افسح اكرم المجال لها لتمر وهو يحمل عنها ذلك الصندوق الضخم الذي تحمله فوق رأسها .
دخلت بخطوات مترددة لتقابلها نظرات خديجة الصارمة .اقترب اكرم هامسا : هو اسعد يعرف انك هنا ؟
أشارت برأسها نفيا ولم تتحدث خجلا من نظرات خديجة التى لم يطل صمتها : انت مين ؟؟

هوى قلب اكرم فزعا مما سيحدث واسرع لغرفته يهاتف أخيه بينما قالت بخجل : أنا اشواق ..مرات اسعد
انتفضت خديجة : اخرسى قطع لسانك . لا كونتى ولا هتكونى طول ما أنا عايشة .
جفلت اشواق لهذا الرد الوقح وتاهت كلماتها لتقول بتلعثم : مايصحش يا حجة انا فى بيتك !!!
رفعت خديجة حاجبيها استنكارا : لا والله !!! وانت جاية تقولى لى ايه اللى يصح وايه مايصحش ؟ اما انك صحيح قليلة الرباية .
فزعت اشواق لتتابع خديجة : كان قلبى حاسس انك عقربة لفتى على ابنى وضحكتى عليه واهو ظنى طلع فى محله

***

دخل اكرم غرفته مسرعا وطلب اسعد وهو يستحث الهاتف حتى أجابه اسعد ليقول بفزع : ألحق يا اسعد مراتك هنا وامك مبهدلاها من اول ما دخلت .

***

خرج اكرم مقاطعا أمه برفق : خلاص يا ماما مهما تكون مرات ابنك وفى بيتك وانت صاحبة الكرم كله .
نظرت له شزرا : انت جاى تاكل عقلى بكلمتين انت الآخر !! تلاقيكوا متفقين مع بعض . هو يخرج وهى تيجى تبلفنى بكلمتين
تحدثت اشواق اخيرا : اسعد مايعرفش انى هنا ولا انى هاجى . أنا جيت اسالك ليه رفضانى من غير ما تعرفينى .بس غلطت اللى زيك ماتستحقش انى اشغل نفسى بيها .

مدت خديجة ذراعيها وهى على وشك مهاجمة اشواق ليحول بينهما اكرم : يا ماما مايصحش كدة .
خديجة : طلع الزبالة دى برة بيتى . وانا هستنى ايه من واحدة رضيت تتجوز واحد غصب عن أهله

قررت اشواق أنها لن تسمح لها بإهانتها ، جاءت تطلب رضاها لكنها أسوأ مما تخيلت .

اسرعت تصدمها قائلة : أهل اسعد كلهم حضروا كتب كتابنا . ماسألتيش نفسك ليه انت الوحيدة اللى ماجتيش ؟
صمتت خديجة لتقول اشواق : لانك مش من أهله . الأهل يحبو الخير لولادهم مش يدوروا على حاجة يتعسوهم بيها .

طالتها ايدى خديجة رغم محاولات اكرم لإبعادها لتصفعها صارخة : اخرسى .. اسعد مالوش أهل غيرى

***

أنهى المكالمة وطوى الطريق إلى المنزل ، يخفق قلبه بجنون وفزع ، لما لم تخبره !!!

منذ متى تخفى عنه أمرا !!!
وما سبب هذه الزيارة !!!
ورد فعل والدته الكارثى !!!

وصل للمنزل ليفتح الباب ويصدم بصفعة خديجة التى دوت على وجه اشواق ليرتفع صراخ خديجة ويصمت الجميع .

ثارت أنفاسه وجذب أشواق من ذراعها إلى صدره وهو ينظر ل خديجة برفض وعتاب .

اختبأت فى صدره ودفنت وجهها تجاهد الدموع التى تتكاثر بعينيها .لا بأس من الاحتماء به . فليتنحى الخجل جانبا حتى اشعار اخر .
لن تبكى .
لن تراها ضعيفة .
احاطها بذراعيه محكما دفنها بين ثناياه وهو يقول : متشكر يا امى .
قولت لك قبل كدة إن اشواق مراتى وكرامتها من كرامتى . وواضح إن كرامتى عندك ماتساويش .

تراجعت خديجة فورا ، دخول اسعد فى هذه اللحظة خسارة فادحة لها .
توجه اسعد ناحية باب الخروج وأشواق لاتزال بين ذراعيه لتسرع خديجة فتدفع اكرم وتتعلق بذراع اسعد : اسعد استنى . انت فاهم غلط .
نظرت ل اكرم : قوله يا اكرم .هى غلطت فيا .
صمت اكرم لتصرخ : اتكلم يا اكرم

نظر اسعد لأخيه ليرى اسفه على وجهه ليندفع خارجا دون أن يفلتها أو تحاول هى الابتعاد عنه .

اغلق الباب بقوة لتنظر خديجة ل اكرم : سكت ليه ؟؟ ليه ماقلتش اللى هى عملته ؟
تنهد اكرم وقال بهدوء : اى كلمة كنت هقولها كانت هتسئ ليكى يا ماما . انت ماخدتيش بالك قولتى لها ايه ؟؟
ارتمت خديجة جالسة ليتابع : ليه كدة يا ماما ؟؟

نظرت له نظرات فارغة ونهضت تجر قدميها إلى غرفتها .
أغلقت الباب وهى ترى ملامح اشواق أمامها ، لقد سيطرت تلك المرأة على ابنها ، ويحالفها الحظ أيضا ، لو أن اسعد ابكر دقائق فى عودته لسمع ما قالته تلك الأشواق ، إن كان اكرم يرى أنها مخطئة فقد يتفهم اسعد .

بلى سيفعل ..طالما كان اسعد هو الأقرب إلى قلبها وعقلها ، طالما كان الراعى لكرامتها والمحقق لكل أمانيها .

لكن أين هو اسعد الأن !!!!؟
لقد تركها لأجل تلك المرأة .
هى الان وحدها واسعد ليس هنا ..بل هو مع تلك المرأة.

تغمض عينيها بقهر مزعوم ، قدرها أن يتركها من تحب لأجل من هن أقل منها شئنا .
هكذا تقنع نفسها دائما أنها الضحية

***

اغلق اسعد الباب ليرفع وجهها ويقبل جبينها : أنا آسف .. آسف

أفاقت من صدمتها لتبتعد عنه بحرج ، لم يتمكن من رفض ابتعادها عنه فهما فوق الدرج . حررها ببطء شديد وهو ينظر لوجهها إلا أن عينيها نظرتا أرضا ، لا تريد تحميله المزيد من الألم . لقد اكتشفت بنفسها أنه يعانى بما يكفي.

ابتعدت عنه بقدر مناسب ليربت كفها لا إراديا على صدره : حصل خير يا اسعد .

قبض على كفها بقوة لترفع عينيها اخيرا تواجه عينيه ، تشنج كفه وهو يحاول السيطرة على أعصابه : ليه عملتى كدة ؟

انهارت كل القلاع الواهية التى اختبأت خلفها وطمرت صدمتها ، تسللت الدموع لعينيها معبرة عن مدى ما تعانيه وهى تقول : فكرت مهما تكون قاسية هيبقى فيها حته شبهك .

مد ذراعه دون الاهتمام لمكان أو زمان وجذب رأسها لصدره : أنا آسف

صحبها لمطعم هادئ حتى تمالكت أعصابها وفى طريق العودة كانت صدمة أخرى.

يتمسك بكفها وتسير صامتة حتى أتاها صوت نسائى لم تتعرف عليه لكن لا تخفى دهشته : اشواق !!!
التف كليهما لتصدم اشواق ، إنها جارتها . تلك التى حاولت مساعدتها ضد كامل سابقا . لكم كانت ممتنة لها !! لكن بعد عودتها من القرية زاد كامل من قيوده ورفض أي علاقة لها حتى أنه رفض زيارتهم بعد ولادة عادل .ابتسمت بمرار ، كانت امها تراه محقا فلا يخرب بيت المرأة سوى أمرأة أخرى .

أقبلت عليها السيدة بلهفة : ازيك يا اشواق ؟ عاملة ايه بعد جوزك ما مات؟
شعرت بالحرج هى لا تريد أن يعلم شئ عن زواجها الأول .حمحمت : الحمدلله بخير .الله يرحمه
السيدة : وبتترحمى عليه كمان ؟ والله انت طيبة
نظرت ل اسعد وكأنها تراه للتو : مين ده ؟ اخوكى ؟؟
رد اسعد مقاطعا اشواق : لا أنا جوزها .
تلعثمت السيدة : جوزها !!! يقطعنى . ده انا نيلت الدنيا اكيد ما تعرفش .
ليقول بحزم : لا عارف .
نظرتا له بصدمة ليقول مؤكدا : كل اللى حصل مع اشواق عارفه . حظه أنه ميت دلوقتي وماتجوزش عليه إلا الرحمة

القوة بحديثه زادتها تلعثما لتستأذن وتنصرف بينما نظرت له اشواق بفزع : انت عارف ايه ؟؟
نظر لها بحنان : عارف كل حاجة يا اشواقى وعارف من زمان .يمكن اول حاجة شدتنى ليكى ازاى واحدة ببراءتك تستحمل كل ده وتخرج منه بالقوة دى وتقدر تنجح وتعيش .
زاد تمسكها بكفه : ارجوك يا اسعد . عادل يعرف إن أبوه كان بيحبه وكان ..
قاطعها مسرعا : بردو عارف . ماتخافيش يا اشواقى اللى يوجعك يوجعنى.

عادا للسير لم ترغب في الحديث فرؤيا هذه السيدة أعادت لها أسوأ ذكريات حياتها . صحبها إلى المتجر اولا ليجمع لها حلوى عادل المفضلة ثم أعادها إلى مركز التجميل حيث الفتيات ينتظرن نتيجة اللقاء املا في سعادة قريبة .

دخلت عليهن لتتبدد كل الآمال ، تبادلن النظرات بينهمن . الأمر واضح لم تكن زيارة ناجحة لذا اكتفين بالصمت لمدة وجيزة قبل أن تقطعه هناء وتبتعد تماما عن ذكر تلك الزيارة وتحول تفكير الجميع لإتجاه اخر : بنات أنا بفكر اعمل شعرى
نظرن لها بتعجب لتقول اشواق فورا : انت اتجننت يا هناء !!؟
ادعت هناء عدم الفهم : ليه يعنى يا اشواق ؟ انا لسه صغيرة وده فرح اختى وعاوزة ابقى احلى من البنات . حرام يعنى !!؟
جلست اشواق بجوارها وقد انتصرت براءتها وصدقت ما تدعيه هناء لتقول: يا حبيبتي انت هتبقى اجمل بحجابك . حجابك مش غطا لشعرك وبس .لا حجابك ساتر بينك وبين النفوس المريضة . صحيح فى ناس كتير بقت تسئ للمحجبات بس ده مش معناه إننا نسيب الحق . حجابك فرض . تقدرى تستغنى عن الصلاة أو صوم رمضان!!

ابتسمت اسماء وهى ترى اشواق تحولت بكل اهتمامها وكيانها إلى نصح هناء ونحت تلك الزيارة جانبا ولو لبعض الوقت . الجميع يحتاج راحة مؤقتة من الألم . وقد احتملت منه اشواق ما يكفى .

__________

حين عاد اسعد لتبديل ملابسه قبل الاحتفال كانت لاتزال بغرفتها واثقة أنه سيقدم على تفقدها .
هذا هو اسعد الحنون .
سمعت باب غرفته فهيأت نفسها ورسمت تلك الملامح الكئيبة التى تعلم جيدا مدى تأثيرها عليه .

انتظرت وطال الانتظار حتى سمعت صوت باب غرفته مرة أخرى يتبعه صوت باب المنزل .

لقد غادر !!!
بهذه البساطة !!!
دون أن يتفقدها أو يطلب سماحها ورضاها !!
دون أن يضحى لأجل عفوها !!!

__________

بدأ الاحتفال بوصول حسن ووفاء ، كان احتفال كبير دعا سلام إليه اغلب أهل القرية .
كان مرعى يتخذ موضعا بعيدا عن الأنظار كعادته فقد اعتاد التهميش ، لا يمكنه أن يكون تحت الضوء أو محط اهتمام كبير.

شعر وبدور كم هما منبوذان !!! فتلك اشواق لا يفارقها اسعد يتمسك بكفها ويحمل عادل خوفا عليه من هرولة الأطفال .
وتلك اسماء تلتصق بنعمان الذى يتابع صغيره اينما ذهب ..
وتلك هناء انشغلت بصديقاتها اللائى دعتهن للحفل . إنها لم تفكر حتى فى تقديمهما لصديقاتها .

سلام وحسنية لا يستقران بموضع لدقائق ، يطوفان بين المدعوين هنا وهناك . أما هما يشعران بالغربة .. بالخجل ..هما لا ينتميان لهذا المكان
هما ينتميان لدارهما البسيط حيث يمكنهما إخفاء تخاذلهما وضعفهما عن الجميع .

طال الاحتفال سعادة وفاء تصرخ بملامحها وسعادة حسن تشرق بإبتسامته . لم يعكر صفو الحفل سوى ظهور محمد الذى كان وجوده مطلبا اجتماعيا لا أكثر حرص سلام عليه .

دخل من باب القاعة لتلتقطه أعين نعمان المتأهبة لظهوره منذ البداية .
ترك حمدى ل اسماء وابتعد عنها لاول مرة منذ بداية الحفل . لم تكن نيته تخريب الحفل فقط تحذير هذا الصفيق .

اقترب محمد من أخيه راسما سعادة مزيفة ليعترض نعمان طريقه فورا ، نظر له بإحتقار واضح ليبادله نعمان بإستخفاف ساخر .
قطع طريقه لدقيقة ليتساءل : خير يا ..نعمان
نعمان : وهيجى منين الخير وانت موجود .
رفع محمد حاجبيه مندهشا ليتابع نعمان : خلى بالك من نفسك .. اصل انا عينى عليك . عينك تترفع بس على اللى يخص غيرك اقلعهالك .
ضحك محمد : ده تهديد ؟؟ وياترى استاذ نعمان حامى الحما بيقبض ايه فى مقابل حمايته !!؟
احتقن وجه نعمان غضبا : لم لسانك لاقطعهولك . انت بتخوض فى عرض ست متجوزة

ظهر الارتباك فورا على وجهه . متزوجة !!! ممن !!! ومتى !!!

تمالك نفسه فورا ليعود لدناءته : ومين السبع اللى خد واحدة سمعتها على كل لسان ؟
اقترب نعمان برأسه منه ليقول : رااااجل عارف وفاهم الندل لما مايطولش يعمل ايه . رجولته اقوى من شوية كلام فاضى قاله لسان زفر . طبعا انت مش هتقدر رجولته لانك ماتعرفش يعنى ايه رجولة .

عاد للخلف ينظر له بتحدى ويرى احتقان وجهه وغضبه المكبوت ليشعر ببعض الراحة ويبتعد عن طريقه .

بحث بعينيه عنها . رأها تسير بجوار أحدهم وقد تعلقت بذراعه ، يحمل صغيرها الذى وضع رأسه على كتفه براحة وحميمية ، تتألق في فستان فضفاض لا يصف مفاتنها لكن يثير غريزته الحيوانية لإستكشافها .

تابعها لحظات قبل أن تختفى عن عينيه خلف حائط بشرى وقف أمامه ما كان سوى والده الذى نظر له بحزم : عينك ماتترفعش على الحريم .انت هنا علشان الألسنة اللى عاوزة تتقطع اكتر من كدة مفيش . عاوز ترجع دارى وتبقى ابنى تتوب عن القرف ده واشوف واحدة بنت حلال تلمك وترضى بيك .
حمحم بحرج واخفض رأسه ليتجه نحو أخيه يبارك زفافه

***

كانا بنفس موقعهما النائى حين دخل محمد ليفزع مرعى : يا ليلة سودة .اهو ده اللي كنت خايف منه .
بدور : فى ايه يا مرعى ؟
نكس رأسه كعادته : محمد ابن الحاج سلام وصل . ياخوفى ليعمل حاجة والبت تطلق بسببه هتبقى فضيحة العمر يا بدور
انتقل خوفه إليها لتقول : ماظنيش يعمل حاجة . هيعمل حساب لابوه على الأقل .
مرعى : وهو كان عمل حساب أبوه قبل كدة لما هيعمله دلوقتي!!
رأى نعمان يعترض طريقه ليرتعد قلبه : يادى الفضايح اللى مش هتلاحق عليها يا مرعى !! ليه كدة يا نعمان !!!

كانت اسماء قد جلست منذ دقائق حين ابتعد عنها نعمان ، كم اخجلها تخاذل والدها وجبنه !!
ظل مرعى ينوح كالنساء حتى قاطعته اسماء بحدة : كفاية بقا حرام عليك .
نظرا لها وتساءلت بدور : يعنى مش كفاية مصايب جوزك ؟ بدل ما تقولى له دى سمعة اختى جاية علينا إحنا !!؟
اسماء : وعلشان هى سمعة اختى لازم الحيوان ده يعرف إن فى راجل هيقف له .
نظرت لوالدها بخزى : المفروض كان يعمل حسابك انت قبل ما يفكر يجيب سيرة بنتك مش حساب أبوه .

صدم مرعى لتنتفض اسماء مبتعدة عنهما وقلبها يرفض ما هما عليه

___________

مرت الليلة بسلام ليصحب حسن عروسه إلى منزلهما يرافقهما الجميع قبل أن يتولى سلام إعادة أهل القرية بسيارات استأجرها خصيصا لذلك .
كانت اسعد مستعد لذلك بالفعل واستأجر سيارة تقل اشواق وأسرتها بل وصحبهم حتى القرية ثم عاد برفقة السائق .
تعجب نعمان إصرار اسماء على عدم مرافقة أسرتها وشعر ببعض الحرج من اسعد ، كذلك اشواق تعجبت موقفها لكن حين نظرت لوالدها الذى استقل السيارة بالفعل وينكس رأسه بخزى فطنت فورا أن له علاقة بهذا الإصرار.

رأى اسعد أن ينهى هذا الحرج وطلب من نعمان دعم زوجته أمام الجميع ثم يمكنه مناقشتها لاحقا وهذا ما كان .
دخلا للمنزل يصاحبهما الصمت ليحمل صغيره لفراشه ويعود إليها ، كانت بالحجرة وقد خلعت حجابها وجلست بطرف الفراش .
رفع وجهها وتساءل بحنان : مالك يا اسماء ؟ حد زعلك ؟
اسرعت تختفى منه بين ذراعيه .حاول نعمان أن يفهم منها ما حدث لتفاجأه بنوبة من البكاء تمزق لها قلبه وكلما سألها ما الأمر زاد بكائها حتى غلبها الإعياء .

***

اصبحت هناء تشارك اشواق فقط الغرفة وهذا أمر مريح للطرفين .هناء ليست من النوع المتطفل بل هي واسعة الإدراك رغم حداثة سنها ، اعتادت معالجة ما تلاحظ بعقل واع .

حين عادت اشواق للغرفة لم تكن مستعدة لمزيد من الصدمات يكفيها صدمة لقاءها ب خديجة . ولم تعد قادرة على المزيد من التظاهر يكفيها طيلة الاحتفال .تعلم أنه أيضا يتظاهر أن الأمور بخير .

لكنها واثقة أن لقاءها بوالدته يدمى قلبه .

منحتها هناء كل الخصوصية التى تحتاج بدلت ملابسها واستلقت بجوار صغيرها النائم تفكر .
هل هى على استعداد للتضحية ب اسعد ؟؟؟؟
هل يمكنها متابعة حياتها وتجاوزه والتظاهر انها بخير ؟؟؟
هل يمكنها نزع صغيرها حلمه بوالد گ اسعد ؟؟؟

اجابتها نفى مؤكد . اذا كيف تحيا معه سعادة يحلم بها قلبيهما وأمه على هذا الحال ؟؟

هى لن تكف عن المحاولة . لأجل اسعد يمكنها أن تحاول طيلة العمر دون المساس بكرامتها . ستجد طريقة ..ستفعل .

_____________

فى اليوم التالى توجهت لمنزل اسماء لعرض امر فكرت فيه طويلا على نعمان .لقد رأت في نعمان الليلة الماضية ما أكد لها حسن ظنها به . ودفعها لأخذ تلك الخطوة براحة وثقة .

وصلت للمنزل وكانا يتناولان الفطور . اسرع عادل منضما ل حمدى ليبتسم الجميع عدا اسماء حزينة القلب كسيرة النفس ،جريحة الكرامة .

نظرت لها اشواق بشفقة : يا اسماء ماتقسيش على نفسك . محدش فينا هيقدر يغيرهم . هم كدة وهيفضلوا كدة
نعمان : هم مين ؟ انتو يتكلموا عن ايه ؟

فهمت أن شقيقتها لم تشارك زوجها أحزانها فقالت : ماتشغلش بالك . اسماء تبقى تفهمك لما تقدر تتكلم . أنا عاوزاك فى موضوع ضروري احسن اتأخرت على المعمل .

أولاها نعمان اهتمامه بينما اهتمت اسماء بالطفلين .
أشواق : انت يا ابو حمدى دلوقتي راجلنا كلنا . اخونا اللى متعشمين فيه .
نعمان : خير يا اشواق ؟ حد اتعرض لك ؟
فهمت ما يرمى إليه فإبتسمت قائلة : مين هيتعرض لى وانا في حما راجل زيك ؟ لا ده موضوع شغل .
صمتت لحظة لتتابع : دلوقتي وفاء اتجوزت وانا مسيرى اتجوز اسعد واعيش أنا كمان في المركز .
نعمان : وماله ربنا يسعدكم
أشواق : الله يكرمك .المهم اننا مانقدرش نقفل المعمل بعد ما اسمنا اتعرف فى السوق ووقفنا على رجلينا
نعمان : كلام معقول . بس انا دخلى ايه بيه ؟
أشواق : أنا عاوزاك تقدم على إجازة بدون مرتب . الوظيفة مش جايبة همها وانزل معايا المعمل تعرف طبيعة الشغل والزباين ومكسبك من المعمل هيبقى أضعاف المرتب

رفعت اسماء رأسها منتبهة : والله فكرة واهو لما تتجوزى نعمان يراعى المعمل بدل ما تخسريه
أشواق : الله ينور عليك يا اسماء . يعنى أنا هبقى معاك بشكل مؤقت بعد كدة هتبقى انت الكل في الكل.
تحدث نعمان بعد لحظات من الصمت : افكر يا اشواق وارد عليك .
هى تثق في رجاحة عقله وإلا لما اختارته .

_________

لم يدخل اسعد حجرتها حين عودته ليلا . قلبها يتمزق لم تعهد منه قسوة قط .

طرق باب غرفتها لتتعلق عينيها به فورا ، خاب أملها حين طل منه وجه اكرم الذى رأى خيبة الأمل على ملامحها ليبتسم رغم الألم : صباح الخير يا ماما . أنا عارف انك مستنية اسعد بس ماافتكرش أنه هيجى .

تبع جملته صوت اغلاق الباب الخارجي ليتنهد بأسف : يا ماما لما ضربتيه هو ، هو ابنك وعمره ما يكبر عليكى لكن لما ضربتى مراته جرحتى كرامته خصوصا انها اول مرة تدخل البيت وهو مش موجود .

صمتت خديجة ليتابع اكرم : أنا شلت الصندوق اللى كانت جيباه وانت رمتيه على السلم لأن اسعد لو كان شافه كان هيزعل اكتر .اسعد محتاجك يا ماما وانت مش عاوزة تساعديه .

ظلت تنظر أرضا دون إجابة ، هو لن ييأس لكن سيمنحها بعض الوقت . اقترب وأمسك كفها ليقبله : انا نازل المحل مش عاوزة منى حاجة ؟
هزت رأسها نفيا دون أن تتحدث ليقبل رأسها وينصرف
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة