-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات اجتماعية

رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى

رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

مرت الأيام سريعة متتابعة تطوى العمر ولا تقرب اللقاء ..لازال اسعد وأشواق محكوم عليهما بتجرع الأشواق .

أنجبت فطيمة فتى أسماه والده سيف ، وانجبت وفاء فتى أسماه والده رؤوف . اسماء على وشك وضع مولودها الثاني وقد نجح نعمان فى عمله بمعمل الألبان وتمكن من زيادة الطاقة الإنتاجية نظرا لزيادة الطلب مما تطلب توسعات واضاف مزيدا من الربح .

خديجة مصرة على رفض اشواق ومطمئنة أن اسعد لن يعصى أمرها ويتم الزواج منها ، حاولت اشواق كثيرا التقرب منها وإرسال الهدايا مع اكرم كلما زارهم بالقرية لكنها تقابل بالنفور المستمر .

علاقة اسعد بوالدته شبه مستقرة ، هكذا تظن لكن هذا الاستقرار ليس إلا قشرة هشة قد يذيبها ما تخفيه من ضغوط تعرض ابنها لها .

يساعد خديجة دون وعى مرعى والذى يصر على مباركتها وحضورها للزفاف الذى لم يحدد موعده ، تعيش اشواق بمنزل العائلة مرغمة وحيدة بعد إلتحاق هناء بالجامعة وإقامتها بالمدينة الجامعية اغلب العام .

مر عام ونصف وهما على نفس الحال ، أسس اسعد منزل الزوجية كما تمنى بمساعدة اشواق فى اختيار كل قطعة وأصبح اجتماعهما فى هذا المنزل هو حلمهما الوحيد .ليندثر الحلم هذا تحت أكوام الغبار .
فوالدها ووالدته يحكمان عليهما بالفراق .
_______

عاد اسعد من عمله ليجد اكرم ووالدته يتحدثان بأمر ما ، اسرع اكرم بحماسه المعروف : تعالى يا اسعد كويس انك جيت.
جلس اسعد بهدوءه المعروف : خير يا اكرم !
لتتحدث خديجة بلهجة ساخرة : اكرم عاوز يتجوز
اتسعت ابتسامة اسعد : بجد!!! مباااارك يا اكرم . مين بقا العروسة ؟
اندفعت خديجة بلا تفكير : عروسة ايه !! مش لما الكبير يتجوز يبقى يفكر هو فى الجواز ؟
تساوت ملامحهما المصدومة ليقول اسعد : سلامتك يا ماما.ما أنا متجوز
لوت شفتيها: جوازة الشوم والندامة . لا . لما تتجوز واحدة من مقامك
صمت اسعد حتى لا يعودا للخلاف لكن اكرم لم يصمت : تانى يا ماما !!
خديجة بإنفعال : تانى وتالت وعاشر لحد ما يسمع كلامى
نهض اسعد منهيا الحوار : الظاهر إن مفيش فايدة .

اعترضت طريقه : تعالى هنا هو أنا كل ما افتح السيرة دى تهرب منى ؟
اسعد : مابهربش يا ماما أنا متجوز اشواق ومش هتجوز غيرها . لانى بحبها مابحبش غيرها . حضرتك مش موافقة وانا مراعى شعورك ومش راضى اتمم جوازى إلا لما ترضى لكن بما انك مش هترضى فأنا مضطر اتمم جوازى فى أقرب وقت .عن اذنك .

وتحرك نحو غرفته تاركا خديجة تتعامل مع صدمتها ، ظنت أنها ستتمكن من تعليق هذا الزواج حتى ييأس منه . ظنت أنه لن يقدم على هذه الخطوة دون رضاها . ظنت أنها متحكمة . ليأتى اسعد فى لحظة ويخبرها أن تحكمها صورة زائفة من نسج خيالها هى .

هو المتحكم وهو وحده من يحدد . راعى كثيرا كونها والدته وكونه والدها لكن يبدو أن كل منهما لا يفكر سوى فى تحكمه .

أما عنه وزوجته فهما خلفية للصورة .
حسنا سينتهى كل هذا .

قلبه لم يعد يحتمل مزيدا من البعد . مزيدا من الشوق . مزيدا من السهاد .

يحتاجها ...

بكل ذرة بكيانه ..بكل نفس يتردد بصدره ..

________

استيقظت خديجة باكرا وانتظرت اسعد الذى استيقظ ويتحرك حولها بلا مبالاة . عينيها تلهثان بأثره لكنه لا يهتم .
رأته يتجه للخارج لتوقفه : استنى يا اسعد
نظر لها ببرود : عاوزة حاجة يا ماما !!
خديجة : عاوزة اعرف ناوى على ايه؟
قطب جبينه مدعيا عدم الفهم : فى ايه ؟؟
خديجة : فى جوازك من المخفية دى .
تنهد بضيق : انا معرفش مخافى يا ماما مراتى اسمها اشواق وقلت الف مرة كرامتها من كرامتى .

صمت لحظة وقال بغضب واضح : ماما انت مش شيفانى راجل ؟؟
نظرت له بصدمة ليقول : ليه مصرة تقلى منى وتهينى كرامتى ؟
خديجة : كل ده علشانها .
توجه لباب المنزل ليقول : أنا كلى عايش علشانها . اعرفى كدة واتمنى تتعاملى على الأساس ده من دلوقتي

وخرج غاضبا منها ، ومن نفسه ، أضاع عاما ونصف لأجل لا شئ . أمه لن تتغير كان عليه أن يفهم ذلك مبكرا .

كان عليه أن يستمع لأخيه الذى طالما دفعه لإتمام زواجه ..كان يرجو رضاها .

هى لن ترضى بأى حال من الأحوال .

لم يتوجه لعمله بل توجه رأسا إلى حيث قلبها المهمل من الجميع .
حتى منه ...

تألم حين وصل لهذه النقطة ، نعم أهمل قلبها الذى يجب ان يحتمى بين ضلوعه..
أهمل شبابها الذى يجب أن يزهر فى حماه..

اهمل جمالها الذى يجب أن يرتوى من دفء أشواقه ..

اهملها واهتم برضا أمه وكان يعلم أنها لن ترضى .. كان يتمنى !!!

لم تعد الامانى خيارا متاحا مع عقلية أمه وسواد قلبها الذى لم يعد يريد أن يعرف سببه حتى لا ينفر منها قلبه أكثر من ذلك.

إنه دور مرعى .
لن يسمح له أن يفرق بينهما أكثر من ذلك ، سيتمم زواجه وإن ارغمه على القبول . هى زوجته بكل الأحوال وستنتقل لمنزله ..
بل ستنتقل لصدره حيث تنتمى .

وصل وكانت الساعة تناهز العاشرة صباحا . توجه فورا إلى منزل مرعى لتستقبله بدور .
فتحت الباب لتفاجئ به ، لم يقم بزيارتهم صباحا دون خبر مسبق من قبل ، توترت بدور وهى ترحب به بعد أن قدمت له كوبا من الشاي : اهلا يابنى . نورتنا . هى اشواق عارفة انك جاى ؟؟
حسنا لم تتمكن من وأد فضولها أكثر من ذلك .

تمهل قبل أن يجيب : لا متعرفش .أنا جاى لعم مرعى ولازم احط النقط على الحروف . مش معقول الوضع اللى احنا عايشين فيه ده !!
زادها انفعاله ارتباكا وخوفا . هل جاء لينهى ارتباطه ب أشواق ؟؟

لطالما طلبت من زوجها التغاضى عن هذا الشرط المحجف الذى يصر عليه ، وهو يتعذر بخوفه على ابنته من بطش أمه مرة وخوفه عليها من أقاويل الناس التى ستذيع أنها تزوجت رجلا دون موافقة أمه .وهذا يعنى أنها وقحة مسيطرة .

لم يخف عليه ارتباكها ليتساءل : هو فين عم مرعى ؟؟
بدور : نزل الغيط . هشيع له مع حد من ولاد الجيران .

وتركته متعذرة بهذا . بالفعل طلبت من أحد أبناء الجيران التوجه إلى الحقل الذى يعمل به ويطلب منه سرعة العودة للمنزل .
استغل اسعد خروجها ليهاتف اشواق ، يعلم مسبقا أنها بالمعمل .
لم يطل انتظاره ليأتيه صوتها : السلام عليكم.ازيك يا اسعد؟
ابتسم تلقائيا : عليكم السلام .. وحشتينى يا اشواقى

يعلم أنها لن تخبره بشوقها له ، أنها تخجل أن تفعل .

لحظة صمت ثم قال : أنا فى البيت عندكم . عاوز اشوفك .
سمع اللهفة بصوتها : عندنا !!! بتكلم جد!! ليه ماقولتش استناك؟
اسعد : طبعا بتكلم جد . وبعدين خرجت من البيت لاقيتك وحشانى اوى جيت .
اشواق : العربية بتحمل البضاعة وجاية علطول . اوعى تمشى !!
انهت عبارتها بلهجة تحذيرية تذكره بمعاملتها له في بعض الأحيان مثل صغيرها ليضحك : مش همشى

أنهى المكالمة بعد أن طلب منها سرعة العودة وترك الأمر ل نعمان . لم تر بأسا بهذا . اسرعت بالفعل عائدة للمنزل .

دقائق ودخل إليه مرعى وبدور بعد أن نقلت له مخاوفها من هذه الزيارة .أخبرته بإيجاز أن حياة ابنته على المحك . إن أنهى اسعد الارتباط بعد عام ونصف من عقد القران فستفقد اى فرصة للزواج مرة أخرى .

جلس مرعى بعد أن رحب به ليتساءل فورا : خير يا بنى مش عوايدك تيجى من غير ما تقول ؟؟
اسعد : يا عمى من غير لف ودوران عاوز احدد معاد فرحى . قولى بصراحة بتماطل ليه ؟ ليه مش عاوز جوازى من اشواق يتم ؟
مرعى : أنا خايف على بنتى . الست والدتك رافضة الجواز وهتأذى اشواق . المشاكل هتكتر وترجع علشان تريح دماغك تطلقها ؟؟ ولا تظلمها ؟؟ بنتى معاها عيل من غيرك . اعمل ايه لما ترجع لى بعيل تانى ؟

قاطع حديثه صوت اشواق التى تقف بالباب : ابقى اطردنى
نظر لها الجميع بصدمة وتلعثم مرعى محاولا تبرير موقفه : أنا خايف عليكى
اندفع عادل إلى اسعد الذى ضمه بحب واجلسه بينما تقول اشواق : طول عمرك خايف .. خايف من كل حاجة وخوفك وصلنا للى إحنا فيه .

نظر اسعد ل مرعى بحزم : أنا عاوز احدد معاد الفرح . هتقولى امك هقولك مش هتيجى ومش موافقة .. أنا راجل واقدر احافظ على مراتى وبيتى من اى حد . لما حطيت ايدك فى ايدى كنت عارف إنها مش موافقة .

نظر مرعى ل أشواق : انت موافقة على كدة ؟؟ الناس هتقول عليكى قادرة وخدتيه غصب عن أمه !!
اشاحت بوجهها عنه : موافقة . الناس طول عمرها بتكلم وهتفضل تكلم
تهلل وجه اسعد : يبقى الفرح بعد اسبوعين .
نظر ل بدور والراحة البادية على ملامحها : ما تزغردى يا حماتى .
نظرت له بدور برجاء : انت استنيت كتير . خليها بعد شهر تكون اختها قامت بالسلامة .
نظر لها لتشير له بالموافقة : امرى لله . زى النهاردة بعد شهر .

انطلقت زغاريد بدور تعلن عن النبأ السعيد بينما نكس مرعى رأسه دون أن يبارك ابنته أو زوجها .

***

غادر اسعد ليتركها تنعم بالسعادة . لطالما انتظرت منه هذه الجرأة ، هذا الدفاع عن حقه فيها .
طال انتظارها لكن حدث ما تمنت . لقد واجه الجميع لأجلها .
والدها ..والدته ..لم يعد هناك من يعنى به سواها .

لن تخفى سعادتها بعد الأن . بدءا من اليوم ستخبره أنها تشتاقه كلما هاتفها . فقد أكد لها أن شوقه ليس كلمة يتشدق بها .
***

لم يعد للمنزل إلا فى موعد عودته . وجدهما ينتظرانه للعشاء . تحركت أمه بحماس غير معهود تعد الطعام .نظر ل اكرم متعجبا : هو حصل حاجة ؟
هز اكرم كتفيه : علمى علمك .

دقائق واجتمع ثلاثتهم لتناول الطعام ، دقائق اخر وقالت خديجة : اسعد أنا موافقة على جوازك .
غص اسعد بالطعام وسعل بشدة لكن سعاله لم يمنعه من التساؤل : قولتى إيه ؟؟ موافقة صح ؟؟
خديجة : ايوه بس بشرط .

التقط أنفاسه اللاهثة .مع انين الألم بصدره. أمه تلعب لعبة أخرى .

تبادل النظرات مع أخيه الذى عاد لتناول الطعام يائسا من أفعال أمه. وتساءل : وايه بقا الشرط!
خديجة : افرح بيك الأول

قطب جبينه بعدم فهم لتقول : يعنى انت عاوزها وماله خدها بس قبل ما تدخل عليها تجوز اللى اختارها أنا الأول .
انتفض واقفا : حرام عليك . انت جايبة القسوة والجبروت دول منين ؟ عاوزانى اقهرها قبل ما اتجوزها . ويعنى ايه عاوزها خدها . شيفانى ايه !! بهيم !!

وقف اكرم مسرعا : أهدى يا اسعد
اسعد : أنا حددت معاد فرحى زى النهاردة الشهر الجاى . عاوزة تفرحى بيا تعالى الفرح لأن اشواق اول واخر فرحتى .

واندفع نحو غرفته بينما تردد برتابة : حدد فرحه . ابنى حدد فرحه .. حدد فرحه..ابنى حدد فرحه..

جلس اكرم أمامها : ماما ارجوكى كفاية كده . انت بتعذبى اسعد . خليه يتجوز ويفرح وانت افرحى بيه . انت عاوزة ايه غير سعادته ؟

لم تتوقف عن ترديد كلماتها وكأنها تقنع نفسها بها داخليا . نهضت وكأن اكرم لا يتحدث إليها وتوجهت لغرفتها .
نظر فى أثرها بأسف واتجه إلى غرفة أخيه يبارك زفافه وسعادته التى توشك على الاكتمال فيكفيه ما يلاقى من أمه عذابا .

***

بعد اسبوع واحد وضعت اسماء طفلها الثانى واسماه والده حازم .
وما إن استعادت عافيتها حتى بدأ الاستعداد لزفاف اشواق الوشيك .

لم ترغب في احتفال كبير لكنه أصر عليه لم يحجز قاعة أفراح اذعانا لرغبتها .
تم بناء سرادق ضخم أمام منزل مرعى قبل الزفاف بيومين ليكون الاحتفال يومين متتاليين .
استأجر فرقة اناشيد لأحياء الحفل وكان هذا أمرا غريبا على هذه القرية البسيطة ابهر الجميع بالفعل .

لم يكن يسير على الأرض بل يطفو فوق سحابة من السعادة تسير به إلى حيث يتمنى .

لم يعكر صفو قلبه سوى الرفض البادى على مرعى والنفور الشديد من خديجة . لقد اعتزلته تماما منذ أعلنها بموعد زفافه . حاول اكرم كثيرا الصلح بينهما لتهدده بمقاطعته أيضا .

تألقت اشواق فى ثوب زفافها الأبيض الذى شعرت بالسعادة منذ اقتنته ليكون ارتدائه هو اروع لحظة بحياتها .

هى اشواق التى تبلغ من عمرها أربعة وعشرين عاما تذوقت خلال هذا العمر كل القسوة من الحياة ومن والدها .

كانت بالماضي تظن أن والدها حنونا . فهو لم يعنفها قط ، ولم يصفعها طيلة حياتها مرة . لكنه ايضا لم يساعدها مرة ، ولم يكن سندا لها مرة ، ولم يكن داعما لها مرة ، ولكم !!! لكم خذلها !!!!

مئات المرات . يالها من القسوة .

تعلمت أن تخاذل الأب هو اقسى ما يمر به الأبناء .

ها هي تجلس بعد كل الذل ، وكل الخوف ، وكل القسوة ، وكل التخاذل الذى شعرت به .

ها هى تجلس مرفوعة الرأس ، محفوظة الكرامة ، سعيدة القلب ، هانئة النفس ، مستكينة الروح .

ها هي بعد كل هذا تنتظر من ستحيا معه حياتها برضاها .
من اختارته وهى مدركة برضاها .
من منحته قلبها برضاها .
من اختارته أبا لابنها برضاها .
من ستمنحه كل ما اكرهت عليه سابقا . ستمنحه برضاها ورغبتها وشغفها وحبها .
له وحده ستحيا . له وحده ستكون .

انتهى الإحتفال ليدخل لبهو المنزل ليصحبها إلى منزلهما . بعيدا عن الرفض ، بعيدا عن الأحقاد ، بعيدا عن الأقاويل ، بعيدا عن الأنظار ، بعيدا عن كل ما قد يؤلمها .وكيف سيصل إليها الألم بحماه !!!!

استقلا سيارة الحاج حماد الذى أصر على الحضور بنفسه ليقود سيارة زفافهما . جلست هناء بالمقعد الامامى تحمل عادل وجلسا معا بالمقعد الخلفى .

بسمته تخبرها مدى سعادته وبسمتها تخبره مدى خجلها .
يرفرف الشوق بين قلبيهما يحمل حلاوة اللقاء الذى طال انتظاره.
وصل الركب لمنزل اسعد الذى لم يمنع أحد من مرافقتهما ليمتنع مرعى عن ذلك .حمل اكرم عادل الذى تكاسل كثيرا وصعد به ليلحق به اسعد وأشواق .

تحاول اسماء لاخر مرة صحبة عادل ليكون رفض اسعد صارما يكفيهما ألما من والدها ووالدته لن يزيد ألمها ببعد صغيرها عنها .

اخيرا غادر الجميع ، اخيرا هى معه وله ، اخيرا سيرتوى قلبه .
كان عادل حيث وضعه اكرم غافيا فوق الأريكة . نظر له بحنان : عادل نام وهو قاعد .
ابتسمت بخجل : من كتر لعب الكورة . طول النهار هو وأكرم يلعبوا كورة .
حمله برفق : هدخله على سريره وجاى .

ظلت مكانها تنتظره وسرعان ما عاد بلهفة . اقترب منها مسرعا لتزداد خجلا وتحاول التراجع .
اسرع محيطا وجهها بكفيه وعينيه تنهل من قسماتها الغالية : انت هنا !! صح؟؟
نظرت له بدهشة ليتابع : ده مش حلم !! وانت مش هتضيعى منى !!!
ابتسمت بخجل: لا مش حلم . أنا هنا وهفضل هنا .
وضع سبابته فوق شفتيها هامسا برجاء : هشششش أدى قلبى فرصة يصدق .

لأول مرة منذ دق قلبه بحبها يتنفس أنفاسها ويذوب فى هذا القرب الذى سيظل اهم واجمل أحلامه .
لحظات من الصمت لا يشوبه سوى ضجيج قلبيهما الصاخب .انتزع نفسه عنها ملتقطا أنفاسه . اغمض عينيه بنشوة لم يذقها من قبل .

وفقد القدرة على التزحزح عن دقاتها التى تدوى بجسده فتعيده للحياة ودقاته التى تدوى بجسدها فتمحو عنه كل التجارب المؤلمة .

***

استيقظ صباحا على دفعات خفيفة، فتح عينيه بتكاسل ليطالعه وجه عادل المبتسم .ابتسم له ليعتدل جالسا باحثا عنها .
امسك عادل كفه : يلا ماما حضرت الفطار .
متى نهضت !! متى غادرته !!
لقد كان متمسكا بها للغاية . كيف تسربت من بين ذراعيه!!

بعثر شعر عادل : طب روح وانا جاى وراك .
انطلق يعدو للخارج صارخا بحماس طفولى .

خرج اسعد بعد قليل عازما على عتابها . ليتبخر عزمه هذا ما إن وقعت عينيه عليها .
ذلك الثوب الذي يحدد روعتها ببراعة . شعرها المسترسل بجنون . عينيها الكحيلة التى تطل منها سعادتها .

اسرعت نحوه بلهفة قلبها الواضحة : صباح الخير .
احاطها بذراعيه مشاكسا لتتنصل منه بدلال يفقده تركيزه .
أمسكت كفه ليسير معها نحو الطاولة حيث يجلس عادل ينظر لهما بتعجب .
جلسوا ثلاثتهم لتنظر لهما .
كم كانت رحلتها شاقة !!!
لكن ما وصلت إليه يستحق المشقة .
حلم واحد بعد وتكون قد حصلت من الدنيا كل أمانيها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة