-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثانى والعشرون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثانى والعشرون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

أغلق سماعة الهاتف ثم حدق أمامه بذهن شارد ليظل متحيرًا من هذه المكالمة التي أججت ريبته من زواج أبيه، فرك ماهر كفيه وبه شيء من عدم القبول مستحوذ قسماته، وجه بصره لأخيه المنشغل في تدوين بعض المعلومات، تأمل ما يفعله وقال:
-منتصر سيب اللي في إيدك ده أنا عاوز أقولك على حاجة
انتبه له ثم نظر إليه، تساءل بفضول:
-فيه أيه؟
تصلبت حدقتيه عليه وهو يقول بتمرد:
-جواز بابا مكنش لازم نرضى بيه
أنصت له منتصر جيدًا فتابع هو بجهامة:
-من وقت ما البت دي دخلت حياته وكل شوية طالب حاجات ليها، دا لسه مخليني قبل سفره شاريلها غوايش عمرها ما كانت تحلم تلبسهم
فكر منتصر في الموضوع سريعًا ثم قال:
-بس بابا متجوزهاش، دي معاه كده وخلاص
هتف ماهر بطلعة متبرمة:
-مفرقتش، المهم بقولك طلباته كترت وكلها علشانها
رد عليه بعدم مسؤولية:
-تلاقي بابا عاوزك تشتريله من هنا علشان تاخد من الخزنة، وعلشان ميصرفش حاجة من جيبه!
ضحك بسخرية على ذلك، هتف بامتعاض:
-هو إنت فاكر أقدر آخد حاجة من الخزنة، باين نسيت مراد ما إنت مش شغال معاه
تأفف ناهضًا ثم استفهم وهو يجمع أوراقه:
-يعني عاوزني أعمله أيه مش فاهم؟
انزعج ماهر من لا مبالاته وقال:
-يا برودك يا أخي، دي ممكن تضحك عليه علشان راجل كبير، وتلاقيها بتخطط يكتبلها كل حاجة، وقتها هنطلع أنا وإنت من المولد بلا حمص
ظل منتصر على وتيرته الهادئة من الأمر، قال بظلمة مقلقة وهو يتهيأ بالرحيل:
-متضايقش نفسك قوي، ولو فكرت بس في كده، تبقى حكمت على روحها بالموت................!!
___________________________________

تجهزت لتضحى بأفضل هيئة، انتقت هذا الثوب الأحمر القاني من الحرير الخالص، عاري الكتفين طويل لامس الأرضية وبلا نقوش تزينه، بدت طلعتها ملفتة وهي تضع المساحيق بكثرة على شفتيها ووجنتيها، وهي تتأمل انعكاس صورتها عبر المرآة توقفت فجأة لتأتيها لحظات عدم التصديق من جديد، قالت بسخرية متهكمة:
-اتغيرتي يا غزل، زي ما تكوني ما صدقتي اللي إنتي بقيتي فيه دلوقت ونسيتي كل حاجة
صمتت للحظات وهي تتابع بتعابير شاجنة:
-أنا عاوزة كده، ما يمكن ربنا بيعوضني على كل اللي عيشته وتعبي في أحلى سنين عمري، أنا متغيرتش دي حقوقي وباخدها
ثم اغمضت عينيها لوهلة محاولة تناسي ما يعكر صفو استمتاعها بما سيحدث الليلة وعليها الاستعداد لتلك اللحظة الجازمة، لذا تابعت بترقب وترها:
-خليني انبسط باللي هيحصل أحسن
تنهدت بهدوء لتكمل تزيين وجهها ويعتلي ثغرها بسمة شبه راضية، شرعت بعدها في ارتداء الحُلي بداية من عقد من الألماس ثم أسوارة متماشية معه، حين انتهت توجهت لتجلب هذا الفرو الكبير لتضعه عليها، تممت على حقيبتها الصغيرة ألا تكون قد تناست شيء، بغتة نظرت أمامها ثم ضحكت وهي تتخيل موقف الأخير من زوجته الأخرى، رددت بتشف:
-مقدما كده تستاهل يا مراد..............!!
____________________________________

فور خروجه من الغرفة مرتديًا أفضل ثيابه صُدم حين وجد هدير تقف أمام الباب ليرتطم بها تلقائيًا، توتر مراد ثم تراجع خطوة، خاطبها بدهشة:
-واقفة كده ليه يا هدير؟!
أخفت معالم وجهها الساكنة عما يدور بداخلها لذا تحير، سألت بجمود:
-رايح فين؟
تنهد مراد وقال بهدوء ظاهري:
-عندي مشوار مهم، بتسألي ليه عاوزة حاجة؟!
أخفضت نظراتها لتتأمل أناقته من أسفل لأعلى، وصلت لوجهه الذي بعث بغرابة من منظرها، زيفت ابتسامة وقالت:
-كنت جاية أشوفك، ياريت متتأخرش علشان أبقى أسهر اتكلم معاك شوية
مط شفتيه قليلاً متأففًا داخله، رد بترحيب كاذب:
-هيحصل، ممكن بقى توسعي علشان متأخرش!
فسحت له الطريق بكل هدوء ثم قالت:
-تروح وتيجي بالسلامة
نظر لها مراد للحظات وفشل في استشفاف ما بها، لم يهتم فتحرك ليغادر بخطوات سريعة ثابتة هابطًا للدرج بخفة، وقفت هدير مستندة على الدرابزين تتابعه وعينيها رغمًا عنها أسهبت في البكاء رغم اطراقها، رددت بتمن:
-عارفة إنك مش بتحبني، بس نفسي تحس بيا.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بلغ مراد سيارته وهو على أتم استعداده للمغادرة، لحق ضرغام به قبل أن ينطلق قائلاً بنهج:
-مراد بيه، وجف!
التفت له فوجده يتقدم منه باذلاً مجهود مضني للوصول إليه، حين اقترب ضرغام منه قال:
-جيت أطمنك يا بيه، أنا جولتلك إنه راجل وجدها والفلوس وصلها في إمعادها
غموض شديد في حديث ضرغام ظهر حين قال مراد:
-لازم أطمن على اللي بيشتغلوا معايا، وكان لازم اختبر أمانته
هتف ضرغام بثقة في الآخر:
-يوسف راجل صُح، وكمان عايش إمعايا في الحارة وتحت عيني
أومأ مراد بتفهم وأعينه موجهة ناحية يوسف الذي يستند بظهره على السيارة غير واعٍ لحديثهما عنه أو بالاختبار الذي مر به اليوم، رد بمعنى:
-خلاص يا ضرغام اللي تشوفه، من بكرة تعلمه أصول شغلنا وتعرفه كل حاجة
-تمام يا مراد بيه!
أدار مراد سيارته ليتحرك بها فتنهد ضرغام براحة، وهو مكانه لمح السيد رشدي في شرفة غرفته جالسًا على مقعده الجلدي يتابعهما، نظر له ضرغام مطولاً بنظرات غامضة كأن بينهما حديث غير مفهوم للعيان ثم أشار له كنوعٍ من السلام عليه، ابتسم له السيد هازًا رأسه، تنحنح ضرغام ثم سار ناحية يوسف ليتحدث معه قليلاً، حدثه بمفهوم:
-الساعة لما تدج عشرة روح يا يوسف...........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استرابت كثيرًا وتوغل عدم التصديق لقلبها أكثر، ولذلك ذهبت للسيدة كي تتحدث معها في الأمر، وقفت فتحية أمامها وهي جالسة على تختها تقرأ في كتاب ما، قالت:
-أسفة يا هانم، تلاقيكي عاوزة تنامي
وضعت السيدة هدى الكتاب جانبًا، ردت:
-حصل حاجة يا فتحية؟
خطت نحوها خطوتين ثم استطردت متسائلة:
-حضرتك متأكدة إن غزل بنت أختك؟
حدقت بها هدى لبعض الوقت مخفقة في إعطائها الجواب الأصح، ردت بتحير:
-معرفش يا فتحية، أنا الموضوع من أساسه أهلي كانوا مخبينه عني، فمقدرش أقول أيوة
ابتلعت فتحية ريقها وقالت:
-طيب إزاي الست قسمت عارفة ومتأكدة
دُهشت هدى وزاد فضولها، سألت باهتمام جلي:
-وقسمت دخلها أيه بالموضوع؟!
ردت بجدية وهي توضح:
-قسمت هانم هي اللي وصلتني بالراجل ده وخلتني اعترف قدامه إن غزل مش بنت أختي، وأكدت قدامه إنها بنته
دق قلب هدى فجأة وقد تأججت حيرتها من معرفتها بالأمر، قالت بشرود:
-اللي أعرفه إن قسمت كانت صاحبة هالة أختي، يمكن تكون عارفة حاجة
انقشع على فتحية الجهل التام فمنذ علمت تهاتف أختها سعاد ولكن لا جدوى من الوصول إليها، بينما لم يخلو فكر هدى من ماهية علاقة قسمت بـ غزل، تابعت بداخلها:
-تلاقي سر هالة معاها وعلشان كده عارفة
ذلك ما رددته في نفسها مع استمرار غموض الأمر عليها وتحيرها الغريب، تنفست بضعف ثم قالت بانتواء:
-مينفعش أفضل قاعدة كده، لازم أعرف كل حاجة بنفسي وأدور على الحقيقة.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وضعت حجاب خفيف على شعرها ثم بحرس تسللت لتخرج من القصر، سارت هدير بخطوات احترازية نحو تجمع سيارات القصر وأعصابها مشدودة، لم تجد أحد سوى شاب منحني بجذعه يحكم رباط حذائه، تقدمت منه ثم خاطبته بنبرة خفيضة:
-فين السواقين اللي هنا؟
انتبه يوسف لها ليرفع رأسه نحوها، نظر لها فخمن أنها من سيدات المكان، رد باحترام:
-كلياتهم مشيوا يا ست هانم، بس آني موجود
وزعت نظراتها عليه ككل فطلعته الحسنة تتناقض مع لهجته الصعيدية، قالت بجدية:
-عايزة أخرج، فيه عنوان عاوزة أروحه ضروري
تأخر الوقت لأن تخرج السيدة بمفردها في عتمة هذا الليل لذا صمت ولم يقرر، اردفت باقتطاب من استمرار وقوفه:
-أيه ما سمعتنيش، باقولك عايزة إخرج يلا جهز العربية
تخبط يوسف ولم يعارضها، رد بانصياع وهو يشير للسيارة:
-اتفضلي
رمقته بضيق ثم تحركت لتدلف للسيارة من الخلف، استقلها يوسف وهو ينفخ فالساعة قد شارفت على العاشرة وهو موعد انتهاء عمله، نظر لانعكاس صورتها ثم سألها:
-وسيادتك عارفة العنوان؟
ضايقها لأبعد الحدود من استخفافه بها، نظرت له شزرًا وهي ترد:
-أمشي وأنا هاقولك رايحة فين
قام بتشغيل السيارة وهو يتأفف فانزعجت، بغلٍ لكزته في كتفه ثم هدرت به:
-اتعدل شوية، فاكرني باشحت منك، حتة سواق مش هيسمع كلامي
أدار رأسه قليلاً لها وقد توقدت نظراته، سيطر على نفسه من تحكماتها ونظرات الاحتقار في عينيها، رد كابتًا حنقه:
-شكلك إكده خارجة من ورا أهلك، آني باجول أحسن أدخل أجولهم إ....
هذه المرة خبطته بحقيبتها فانصدم من استمرار تطاولها عليه، هتفت بتحذير وقد تسعرت غيظًا:
-كلمة زيادة هاقول إنك كنت عاوز تخطفني وتعمل حاجات مش كويسة، وأنا مرات مراد بيه يعني هتموت هتموت
سريعًا كان يوسف قد تخلى عن المشاحنة معها، ردد بطاعة مبالغ فيها:
-باعتذر يا هانم سامحيني
ثم تحرك بالسيارة وهي تنظر لها باستهزاء وتبتسم بانتصار، قالت لتثير حنقه:
-فـــلاح................!!
___________________________________

فور فتحه للباب أثنى ثغره ببسمة ناعمة وهو يراها تقف أمامه، سحبها مراد من يدها لتلج الشقة فتوترت، جابت غزل محتويات الشقة بنظرة سريعة ولم تخفي إعجابها بتنظيمها الراقي، من الخلف ضمها مراد لصدره وهو يشتم شعرها، ارتبكت لتبعد عنه، استدارت له قائلة:
-إ. إنت مستعجل كده ليه!!
تجاهل ما بها ثم تقدم منها، شد الفرو من عليها ليسقط أرضًا فظهر ثوبها المكشوف من الأعلى الذي يجهض سقوطه حمالات رفيعة لعينة، اختلجت غزل من نظرات الرغبة في عينيه وحاولت أن تقف هادئة؛ لتيقنها أنه لن يلمسها قط، تعاملت بأريحية ظاهرية وهي تتابع ناظرة حولها:
-مافيش حاجة ناكلها أو نشربها؟
أخافتها بسمته العابثة وهو يرد:
-جوه مجهز كل حاجة
ثم طوق بذراعه خصرها جاذبًا إياها لتتحرك للداخل معه، جرت قدميها وهي تمشي معه حتى ولج بها لتتفاجأ بتجهيزه كل شيء لاستقبالها، كم ودت أن ترتضي بذاك الزواج وتتقبله، لكن هناك ما ضايقها منه وأزعجها، لف ذراعيه حول خصرها ليقربها منه طامعًا في أخذ قبلة كبداية، خاطبته غزل بتأمل:
-مراد مش هتقول للكل إن إحنا متجوزين؟
بداخله لم يرغب في المجادلة مجددًا لذا رد بلا مبالاة:
-سيبك من الكلام ده، كفاية إن أنا عاوزك
بهتت تعابيرها من رده الذي فطر قلبها، أشعرها بالنفور ناحيته فدفعته بذراعيها ليتركها، هتفت بنبرة مغلولة:
-وإنت مش هتقربلي غير لما كلهم يعرفوا
وجد مراد اللين لن ينفع معها فحدجها باستشاطة، دفعها بقوة لتسقط بظهرها على التخت فصرخت حين اعتلاها، هتف بامتعاض وهو حاول إزاحة ثوبها:
-أنا قولت من الأول إن مش هينفع معاكي غير كده
قاومته بشراسة مستخدمة قوتها فاندهش مراد منها، صاحت بكراهية:
-ابعد عني، أنا مش عاوزاك
في ظل ما يحدث قُرع الجرس ولم يتوقف حتى انتبه مراد، استشفت غزل حضور هدير فهدأت قليلاً، بظهر يده صفعها مراد على وجهها فازدادت عدائيتها له، نهض عنها قائلاً:
-لسه مشوفتيش مني حاجة
ثم تحرك ليفتح الباب، سريعًا نهضت غزل مستغلة ذلك لتخرج من الغرفة متجهة ناحية المطبخ وهي تبحث عنه، وجدت بالفعل مخرج للخدم كما تأملت، لم تلبث حتى انطلقت منه لتهبط الدرج، توقفت في المنتصف لتلتقط أنفاسها ثم قالت بلؤم:
-الفرو بتاعي وكل اللي عامله كفاية إنه يثبتلها
ثم أكملت هبوطها فقد اعتزمت عدم مواجهة الأخيرة خوفًا منه إذا علم بمؤامرتها نحوه واستدعاء زوجته لتراهما...!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بدون كلمة معه منذ ولجت تجولت هدير بالشقة بطلعة غاضبة باحثة عن المرأة التي بصحبته، من خلفها تحرك مراد مدهوشًا من وجودها هنا، دلفت هدير لغرفة النوم فصدمت من حالتها، طعام لشخصين وفراش غير مرتب، حدقت بوجع في كل شيء ثم استدارت له وقد أوشكت لأن تدمع عينها، قالت بكمد:
-مخبيها فين؟
فتح شفتيه ليرد عليها لكن لم تمهله الفرصة لتتجه نحو المطبخ فبه منفذ للخروج، بالفعل كان الباب مفتوحًا فتصلبت نظراتها الغير مصدقة عليه، تيقن حدسها بأنه يخونها، التفتت لتعود إليه وهي تدمع بتحسر..
بخفة شديدة أخفى مراد الفرو مستغلاً عدم وجودها؛ كي لا تراه حيث أدرك أن هناك من أخبرها، توقفت هدير عنده وقالت بانفعال مصحوب بنبرتها الباكية:
-ليه؟!
كل ما حدث لم يؤثر به بتاتًا لذا رد ببرود مستفز:
-كان حصل أيه علشان تخرجي ورايا وتعملي اللي عملتيه من شوية
اقتربت منه وقالت بخيبة أمل:
-إنت معاك واحدة وخرجت من باب الخدامين، متنكرش يا مراد
زفر بقوة ثم رد بنفس عدم مبالاته:
-ولو كان معايا واحدة، الموضوع ضايقك وعايزة تطلقي يعني
ذُهلت من ردة فعله المستفزة، هتفت بضيق:
-يعني إنت بجد متجوز يا مراد
من ردها فطن أن غزل بنفسها من خططت لإخبارها فزواجه منها لم يعرف به أحد، حافظ ألا ينكشف أمام أحد فقال بسخط متعمد:
-أنا مش متجوز حد غيرك، جبتي التخريفات دي منين
تمنت هدير أن يكون صادقًا فتابع مراد بدهاء ليمتص انفعالها:
-مافيش ست كانت معايا هنا، دا كان واحد صاحبي هنسهر سوا بس كان فاكر إن اللي بيخبط ظباط فهرب أصله هربان من حاجة كده، آدي كل الحكاية
كان تبريره مقنعًا لها وأسكن ضراوتها، تابع مراد بطيبة زائفة:
-معقول أنا مراد تصدقي عني حاجة وحشة
حركت رأسها بنفي ثم ارتمت عليه لتحتصنه بقوة مرددة:
-حبيبي يا مراد، كنت متأكدة إن اللي كلمتني دي كدابة وعاوزة توقع بينا
اتضحت الأمور أمام مراد الآن فصر أسنانه بقوة وود تحطيم رأس الأخيرة من عنادها له، قال في نفسه باحتدام:
-يعني بتلعبي معايا، طيب اتفرجي هردلك القلم إزاي.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دلفت غزل من بوابة العمارة قاصدة سيارتها فثوبها عاري ملفت، وهي تركض باتجاه السيارة شهقت مصدومة من وجود يوسف في المكان، في البداية لم ينتبه لها لكن بعد ذلك لاحظ هيئتها التي احتقرها وشعرها المبعثر، ترجل من السيارة لكن قبل ذلك تابعت غزل ركضها مضطربة من نظراته الغاضبة نحوها، بصوت جهوري ناداها:
-غـزل استني
لم تتوقف حتى دلفت للسيارة متزعزعة، أمرت السائق بحزم:
-بسرعة امشي من هنا
قبل وصول يوسف لها كانت قد انطلقت السيارة فقد خشيت غزل مواجهته، كز على أسنانه بقوة وهو يحدق بالسيارة التي ابتعدت عنه، تسارعت أنفاسه وود اللحاق بها، وقف هائجًا مكانه فكل ما باتت عليه رفضه، قال بغرابة:
-كانت إهنه ليه، ومين عمل فيها إكده؟
جذم وقوفه المتحير خروج السيدة ومعها رب عمله، حملق فيهما وقد عارض أن تصبح غزل بهذه القذارة فربما تربطها علاقة بوجود السيدة والسيد هنا، كم تمنى بداخله أن يلقيها بسجن لتأديبها فقد تجاوزت حدودها ولن يقبل ذلك مهما حدث، فاق على حديث مراد الآمر له:
-روّح إنت يا يوسف الهانم هترجع معايا..............!!
____________________________________

صبـــاحًا، جلس على فراشه مستندًا بظهره على الوسادة وعينيه مجهدة فلم يأتيه الوسن ليظل فائقًا طوال الليل وقد آرقه ما حدث، شرد مراد وهو يتأمل الفراغ، تلاعبت به وقللت منه، جهمت قسماته حين رفضته ليلة أمس متقززة من وضع لمساته عليها، ذلك أبلج غضبه نحوها فردد:
-أنا مراد الخياط تيجي بت فلاحة ادوسها برجلي تعمل معايا كده، لا وعاملة خطة علشان توقعني
من شدة اغتياظه منها لم يتحمل فنهض من تخته، ركل المقعد أمامه ليفرغ عصبيته المضرمة فيه، توجه للشرفة ليشتم بعض الهواء لكن حالته لم تتغير، قال بتفكير:
-البت دي لازم تتربى، هي اللي وصلتله هينسيها نفسها ولا أيه
تعمق مراد في إيجاد السبيل لأن يكسرها، طرأت على ذهنه فكرة محنكة داهية، وجد نفسه يبتسم عفويًا ولاحت عليه حالة غريبة، استطرد بعزيمة:
-أتجوز بجد، أيوة لازم أتجوز بجد
لكن توقف عن ذاك القرار متذكرًا سبب زواجه من تلك اللعينة غزل فتابع بحيرة:
-وأنا اللي متجوزها علشان أجيب مناخيرهم الأرض
فرك وجهه بكفيه ضالاً في أي طريق سيخوض، نظر أمامه وقد قرر، خاصة أن الأخيرة لم تعد خادمة ليستغلها ضدهم، رجح كافة زواجه الفعلي من هدير قائلاً في نفسه:
-اتجوزها، برضوه دي بنت عمك وعمتك، بس لو طلعت نسخة منهم تبقى هي اللي اختارت
ثم انتبه لها بالحديقة حاملة لبعض من الزهور المختلفة الألوان وتطالعه ببسمة رقيقة، قالت بإشراق:
-صباح الخير!
زاغ مراد في تأملها قليلاً وبوجودها الآن أمامه كان بمثابة اتخاذه القرار وانتهى، بكل ود وألفة أشار لها قائلاً بنبرة أسعدتها:
-تعالي عاوزك.........!!
____________________________________

من الساعة الثامنة وهي بالنادي تمارس أحد الرياضات على المعدات بالساحة المخصصة لذلك، أحبت غزل تلك الحياة وتمتعت بها كثيرًا، تركت ما تفعله ثم دلفت للخارج لتناول الإفطار مع والدها، رغم ما حدث أمس معها تجاهلت ما يسلب فرحتها، شيء واحد فقط جعلها تتوجس قليلاً، ألا وهو أخيها، ليس بأخيها لكن تخشاه عن والدها الحالي، تأففت غزل لا تريد أن تتذكر شيء، لمحت على الطاولة الجالس عليها والدها سيدة تتحدث معه وتبدو في مزاج سيئ، توقفت لتشاهدهما لكن غادرت السيدة مزعوجة، مطت شفتيها بجهل ثم تقدمت منه، خاطبها أنيس بلطف وهي تجلس قبالته:
-يلا علشان الفطار حطوه من زمان
ابتسمت لتشرع في تناوله معه، سألته بتردد:
-مين الست اللي كانت هنا دي؟
بدا على أنيس الاستياء وهو يتذكر حديث سناء الحاقد على عودة ابنته له، رد على مضض:
-دي السكرتيرة بتاعتي، سيبك منها
احترمت رغبته في عدم الحديث عنها، قال أنيس بتهلل ظاهر:
-ابن أختي مها جاي الأسبوع ده من اليونان، وهيقعد عندنا
نظرت له بلمعة عجيبة في عينيها، لم تجحف شوقها في عائلة متشعبة راقية تبهج روحها الكامدة، سألت بتكهن:
-إحنا عندنا قرايب؟
رد بتودد:
-مش كتير، وكلهم تقريبًا عايشين برة، اللي قريب مني جاسم
أحبت اسمه الذي أعرب عن طبقته العالية، اتسعت فرحتها قائلة:
-مستنية أشوفه واتعرف عليه.........!!
____________________________________

احتج على رحيلها الغير مبرر والمفاجئ هاتفًا:
-أيه اللي بتقوليه دا يا قسمت، فيلة أيه اللي هتروحي تقعدي فيها؟!
ثم أحد إليها السيد رشدي النظر غير متقبل ما تقوله، ردت قسمت بتصميم:
-أنا مش لسه بنت صغيرة يا بابا، أنا كل الحكاية كان طليقي شاريلي فيلا وهروح أقعد فيها، حاسة إني مش مرتاحة هنا
صدح بنبرة منفعلة أظهرت عدم اقتناعه:
-ويصح واحدة مش متجوزة تقعد في مكان لوحدها، أيًا كان عمرها كام!
اختنقت قسمت من سيطرته عليها كالماضي، قطبت ملامحها قائلة:
-هتغصبني يا بابا أقعد هنا، ولا عيلة علشان تخاف عليا انحرف، أنا كبرت يا بابا لازم تعرف كده، مش أنا اللي كنت تعرفها زمان
صمت السيد مكفهرًا من عنادها معه، في تلك اللحظة ولجت السيدة هدى عليهما، وهي تخطو نحوهما مررت نظراتها عليهما وقالت:
-كنت معدية سمعت صوتكم، خير ليكون فيه حاجة
لم ترغب قسمت في تدخلها في الأمر ولم ترد عليها، لكن احترمها السيد ليأخذ برأيها قائلاً:
-قسمت عاوزة تسيب هنا وتروح تقعد لوحدها
انزعجت قسمت من كلام والدها عنها أمامها، ردت عليه بضيق:
-الموضوع يخصني لوحدي، محدش ليه يتدخل
انحرجت هدى من تلميحها عليها لذا قالت بلطافة:
-طبعًا يا قسمت دي حريتك، بس أنا مع عمي وهو يعرف في الأصول عنك
ضمرت قسمت حنقها منها لترى أختها اللعينة في ملامحها فكم كرهت ذلك، قال السيد بصريمة:
-روحي يا قسمت على أوضتك ما فيش مرواح في أي مكان
حدجته بعدم رضى ليقابل ذلك بطلعة متحكمة قد سيطرت عليها، نهضت قسمت لتتحرك مغادرة دون كلمة وهيئتها عبرت عما بداخلها، تحركت هدى لتجلس مكانها، قالت بتفهم:
-لو متضايقة إنها تخليها وسطينا خلاص سيبها على راحتها
نظر لها معترضًا أن يكون ذلك رأيها، قال باستنكار:
-هدى بنت الأصول هي اللي توافق على الكلام ده
ابتسمت له مرددة بمعنى:
-أنا بس مش عاوزة أشوفها متضايقة كده
-طول عمرها طايشة، ومش بتنفع في جواز........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهي تهبط الدرج بطلعتها المحتقنة لاحظت حضور ضيف عندهم، دققت قسمت النظر فيه لتجده منتصر، في البداية لم تهتم كثيرًا لكن معضلتها الحالية جعلتها تراه من ناحية أخرى فابتسمت من مكرها المريب..
دنت منهم قائلة ببسمة بشوش قد زيفتها:
-منتصر عندنا، دا أيه المفاجأة الحلوة دي
كشفت حالته اللهفة عند نهوضه لاستقبالها، أمسك بيدها ليصافحها بكل حب وذوق فابتسمت بخجل، هي تعرفه جيدًا ومعجبة باستقلاله عن العائلة فليتها تصبح مثله، في حين لوت سميحة فمها للجانبين ثم أشاحت وجهها عنهما لتنظر لزوجها ماهر الذي تيقن ميول أخيه نحوها، برقة مصطنعة سألته قسمت حين جلسا:
-مش ناوي تتجوز يا منتصر؟
رد بنظرات والهة بها تفهمتها:
-لو عندك عروسة أنا جاهز
أسرى غرور في أعماقها فرحة بوجود من يكن لها الحب، ردت بطريقة جعلتهم ينصتوا لها باهتمام:
-عنــدي..................!!
___________________________________

ابعد رأسه عنها ببطء بعدما طبع قبلته الأولى على ثغرها، كاد أن يغشي على هدير وأصبحت مشدوهة مما حدث، ظل مراد محاوطًا وجهها بكفيه وقال:
-أنا علشان تصدقي إن مافيش في قلبي غيرك آخر الأسبوع هيبقى فرحنا، أصل مش قادر استنى
ظنته يمزح لذا استفهمت بعدم تصديق:
-مراد أنا مش حمل تهزر معايا!
أزاح يديه من عليها وقد رسم التضايق، رد بلؤم:
-خلاص استني أحسن
شهقت برفض لتحتضنه من خصره ورأسها على صدره فابتسم بمكر، رددت بحماس:
-لا مش هاستنى، أنا موافقة اعمل اللي تحبه أنا من إيدك دي لإيدك دي
ضمها إليه وهو يقول بمعنى:
-هنتجوز هنا على ما الفيلا تخلص
رفعت رأسها لتنظر إليه مقترحة:
-وليه كل ده، خلينا نروح شقتك ما هي جاهزة
رفض دون نقاش:
-شقتي لأ، أنا باستخدمها لشغلي
رغم عدم ارتضائها قالت باستسلام:
-اللي تشوفه يا مراد مقدرش أقولك لأ
مرر يده على شفتيها ليزيد من شغفها نحوه فاحبت هدير مغازلته لها، أعجب بطاعتها له وعدم مجادلتها له في أي شيء، حقًا خطوته تلك ستثير احتدام الأخيرة وتقتل غرورها ذاك، سألها مراد بنظرات واثقة:
-عاوزة شهر العسل فين...............!!
__________________________________

تزينت بأجمل الحُلي والثياب الأنيقة مستعدة لمقابلة هذا الزائر الذي حضر من البلاد البعيدة، هبطت غزل الدرج بثبات وعينيها تتلفت باحثة عن مكان جلوسهما، سارت بالردهة نحو الصالون الجانبي فوقعت عيناها عليهما، لكن تصلبت نظراتها على الغريب، كم كان وسيمًا بخلقته الجذابة وعينيه الزرقاء، ملامح أجنبية طغت عليه، اقتربت غزل منهما فهتف أنيس بمعنى:
-دي غزل بنتي يا جاسم
نهض جاسم ليصافحها ولم يخبئ إعجابه بجمالها، قال برقي:
-أهلاً يا غزل
ردت بحرج طفيف وهي تصافحه:
-نورت مصر
وجد نفسه يرفع يدها لفمه شارعًا في وضع قبلة عليها، خجلت من ردة فعله نحوها لكن ابتسمت، جلست غزل فقال جاسم وهو يجلس:
-اتفاجئت لما لاقيت خالي بيقولي إنه لقى بنته، أنا كنت زمان أسمع ماما تقول إنه كان عنده بنت
نظرت غزل مبتسمة لوالدها الذي قال بمحبة:
-خلاص لقيتها يا جاسم، ومش هخليها تبعد عني تاني
سألته غزل بجدية:
-إنت هتقعد هنا قد أيه؟
لم يتخذ جاسم قراره النهائي في مدة مكوثه فقال بعدم تأكيد:
-يمكن شهر، لسه مش عارف ما هو على حسب ما الاجازة في مصر تعجبني
ابتسمت له برقة فجذبته لأن يستمر في مطالعتها، تابع بمغزى:
-بس شكل الاجازة هتبقى حلوة وهتطول
شعرت بالحرج بينما أحب أنيس اندماجهما معًا، ولجت الخادمة لتقطع الجلسة وهي تقول:
-الدعوة دي وصلت غزل هانم
مدت غزل يدها لتتناولها فإذ بها دعوة عرس، فتحتها مهتمة وما أن قرأت الأسماء وموعد الزفاف حتى اعتلتها صدمة واضحة، أيضًا غِيرة ومقت دفين، كي لا تلفت انتباههما نهضت راسمة الهدوء، قالت:
-هاعمل تليفون صغير وآجي
اومأ والدها لها وكذلك جاسم الذي قال برزانة:
-اتفضلي!!

تحركت غزل نحو أقرب تليفون في بهو الفيلا لتستخدمه، شرعت في تدوير رقم تليفون القصر وقد اشتعلت غلًا، انتظرت لدقائق حتى يأتي بنفسه ويرد عليها وكان متعمدًا التأخير رغم قُرب الهاتف منه، بعدما تركها فترة زادت من هياجها رد ببرود شديد:
-عاوزة أيه؟
لم تظهر له ضيقها لذا قالت باصرار:
-طلقني، بدل ما اقلبلك فرحك نكد واقولهم إن احنا متجوزين
ألتوى فمه ببسمة متهكمة وقال:
-وهتثبتي إزاي إننا متجوزين، نسيتي الورق وكل حاجة معايا، كل حاجة بسهولة أخليها تمشي زي ما أنا عاوز
هتفت بعصبية خفيضة:
-حيوان يا مراد، أنا مبقتش أخاف منك
كز على أسنانه وكور قبضته وهو يرد متوعدًا لها:
-لو شوفتك هقتلك، مش هرحمك يا غزل
-واحد أناني
-تعالي باركيلي يا غزل، دا جوزك هيتجوز بعد بكرة
ضحكت لتستفزه متصنعة عدم مبالاتها، ردت بتفكير شيطاني:
-طالما بتقول مش متجوزين فلازم اتجوز اللي يعجبني
هدر بانفعال مدروس حيث أغاظته هي:
-اعمليها كده واتفرجي عليا وقتها هاعمل فيكي أيه
ردت بدلال جعله يثور:
-سلام علشان خطيبي بينادي عليا
ثم وضعت السماعة سريعًا وهي تبتسم بتشفٍ، بالرغم من ذلك أصابها الحقد من إتمام زواجه العلني من ابنة عمة، تاركها كشيء رخيص سهل أن يحصل عليه متى يحب، جاهدت ألا تبكي هنا ثم تنفست بهدوء لتخرج للحديقة محاولة تهدئة انفعالاتها....!!

عن مراد كان قد ألقى التليفون أرضًا حتى تفرقت محتوياته، قال وهو يهدأ من نفسه:
-هي بتلعبها صح، عارفة إن مقدرش أقول حاجة، بس مش هتقدر تتجوز دا أنا أخلص عليها
لم يتزحزح عن قراره وتابع:
-هتجوز هدير برضوه، مش هفضّل واحدة زيها على بنت عمي........!!
__________________________________

تنمل في نومته إثر دقات الباب التي أزعجته، نهض ضرغام من على الأريكة منتصف شقته حين قرر أخذ عفوة، سار ليفتح متبرمًا فمن عادته لا يأتي من يقلق راحته هكذا لكن مؤخرًا ازداد الأمر، فتح الباب فكانت نسمة بتعابيرها الطفولية، قالت بحرج مزيف:
-لا مؤاخذة يا سي ضرغام صحيتك من النوم
فرك وجهه ليفيق وبداخله ضيق، قال بمعنى لا مشكلة:
-لا ولا يهمك
قالت بعشم وهي تكتم ضحكتها على سرواله الفضفاض:
-أصل كنت عاوزة شوية ملح لا البقالة تحت قافلة والست حُسنية معندهاش
هز رأسه وهو يقول:
-دجيجة هجبلك المِلح
ثم تحرك ناحية المطبخ وتركها منتظرة على الباب ثم ضحكت في صمت وهي تضع يدها على فمها، من المؤكد لن تظل موضعها فقد تسللت لتلج وهي تسترق النظرات في كل مكان، تمتمت باستغراب وهي تتعمق للداخل:
-عايش بطوله في الشقة دي كلها
تابعت حين لاحظت نظافتها وخلوها من الأتربة:
-لا ونضيفة، دا مين اللي بينضفهاله؟
جاوب عليها حين استمع لكلامها:
-فيه واحدة ست بتاجي تنضفها وآني برة
اضطربت من مجيئه لكن اغتاظت داخليًا، تابع وهو يناولها الملح:
-الملح أهو
أخذته منه ثم انتبهت لجرح قد ترك آثار غائرة في عنقه، هتفت بقلق شديد:
-مين اللي عمل فيك كده
ثم بعفوية وضعت يدها على عنقه لتتحسسه بحذر، اقشعر ضرغام ثم أبعد يدها موضحًا بعدم اهتمام:
-دا جرح جديم، واحد كان عاوز يدبحني
قالها بسخرية لكن عندها تأزمت من ذلك، قالت بصدق:
-منه لله، يا رب يموت
تاه لوهلة في خوفها عليه واهتمامها لأمره، قطع وقوفهما هكذا جارة ضرغام التي تسكن في مواجهته وهي تهتف:
-صحيح اللي اختشوا ماتوا، بقى إنت يا سي ضرغام يطلع منك كل ده
التفت لها ضرغام مدهوشًا، وعي للموقف وقال:
-إنتي فاهمة غلط يا ست، دي عاوزة شوية ملح
لم تقتنع السيدة فتعالى صوتها المنفعل الذي أتى على إثره بعض السكان حين قالت:
-وهي لما تحط إيديها عليك وتحسس دا ليه علاقة بالملح، ولما تلبس كده قدامها ينفع
أخفت نسمة بسمتها ثم انتبه ضرغام لما يرتديه وارتبك، اغتم ثم اقترب من السيدة ونسمة من خلفه، تجمُع الناس حول الباب للمشاهدة أشعره بالخجل والخزي، وجه بصره لـ نسمة ثم عاتبها:
-أيه اللي دخلك بس، إكده جبتيلي الكلام
ثم عاود النظر للسكان وبرر لهم كثيرًا لكن ترسخ في ذهنهم فعله للمحرمات، تدخلت نسمة وقالت بمعنى ألجم لسان ضرغام قبل ألسنتهم:
-دا خطيبي وكنا هنتجوز، داخلكم أيه بينا................!!
_____________________________________

استندت على إحدى الأشجار تاركة نفسها تبكي قليلاً فإذا حبست دموعها ستموت، لعنت حظها قائلة:
-لما كنت فقيرة كنت مرتاحة، لما بقى عندي كل حاجة تسعد أي حد مش مبسوطة ليه!!
كرهت نفسها وبالأخص الأخير، اكملت بنفور:
-أنا زعلانة ليه، زمان كنت محتاجة حد زيه في حياتي، لكن دلوقت لأ، أنا محدش لسه دخل قلبي علشان ابكي عليه
ثم تابعت بكائها على وضعها المحزن وقد اختفت أمانيها، أثناء وقوفها وحيده استمعت لوقع أقدام على الأوراق المتساقطة، ظنته أبيها فجففت دموعها سريعًا، التفتت ناحية الصوت ثم صرخت فجأة، كتم يوسف أنفاسها بيده وباليد الأخرى كبل يديها من الخلف وهو يلصقها بالشجرة، نظرت له بارتعاد وأعين تهتز بتوجس، قال بامتعاض:
-مبسوطة باللي إنتي فيه دلوق؟!
أخرجت صوت مكتوم نتيجة ضغطه على فمها، ابعد يده فقالت بخوف:
-اوعى تموتني يا يوسف، أنا غزل
دنا من وجهها فارتبكت، رد بعشق صدمها:
-باحبك يا غزل
من أعينه المتيمة التي تحدق بها ظهر الصدق في حديثه، فاجأها بمشاعره نحوها فتعثرت كلماتها في الخروج، اردف بأمل:
-هترجعي إمعايا
وقفت مشدوهة كأنها تحلم وتريد أن تفيق من كل هذا، وعيت لما يحدث حين سحبه الحرس من أمامها ليكيلوا له الضربات المتتالية والركلات العنيفة ويخاطبها أحدهم:
-متخافيش يا هانم، دا باين حرامي هنتصرف معاه..........
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة