-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية يونس بقلم إسراء على - الفصل السادس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة إسراء على ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والعشرون من رواية يونس بقلم إسراء على

رواية يونس بقلم إسراء على  - الفصل السادس والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية يونس بقلم إسراء على
رواية يونس بقلم إسراء على

 رواية يونس بقلم إسراء على  - الفصل السادس والعشرون


يا حبيبتي البعد طال..وأنا قلبي داب من الإنتظار...
الشمس تطلع كل يوم..وأنتي غايبة ليل نهار...

كانت تتقدمه بـ بضع خطوات وهو خلفها يعض شفتيه غيظًا من عنجهيتها و شموخها اللا محدود..تسير أمامه وكأنه طليقها وقد فازت بـ دعوى الطلاق..وسؤال واحد تردد في خلده..كيف أحبها يونس؟!...

هز رأسه بـ يأس وأسرع في خطاه إلى أن وصل جانبها ثم تشدق بـ جمود

-حبيب القلب هنا!!
-إلتفتت بـ حماس وقد لمعت عيناها بـ سعادة:يونس!!

يونس!!..عقد ما بين حاجبيه بـ تساؤل ودهشة..ثم تساءل بـ حيرة

-وإيه علاقة يونس بـ الموضوع!!...
-مالت بـ رأسها إلى اليسار و تساءلت بـ توجس:أومال قصدك مين!
-لوى شدقه وقال بـ تهكم:سيادة الوزير...

تجمدت قدماها عن السير..وقد سرت في جسدها رجفة..نوبة ذعر أصابتها وأخذت تهز بـ رأسها يمينًا ويسارًا بـ رفضٍ تام..تعجب عدي من وقوفها وإلتفت إليها ليجدها على تلك الحالة المذعورة..عقد ما بين حاجبيه بـ عدم فهم وقال

-في إيه!
-هذت بـ هستيرية:مش عاوزة أشوفه..هيعتدي عليا زيهم..هيموتني لو رفضت..

حلّ عنه عدم الفهم وبدأت تتوضح الصورة..فـ هى قد علمت كل شئ..هذا ما أخبره إياه يونس..تقدم منها وقد إرتخت معالمه المُتجهمة إلى حدٍ ما ثم قال بـ هدوء

-أهدي..أنا أصلًا وعدت يونس أنه مش هيقربلك..متخافيش...

ولكنها ظلت تهز رأسها بـ خوف..إلا أن عدي جذبها من يدها وقال بـنفاذ صبر

-أخلصي مش فاضي..قولتلك مش هيشوفك ولا هسمحله أصلًا..ودا مش عشانك دا عشان يونس...

وأكمل جرهُ لها وكأنها شاه..وهى ترتجف خوفًا وعيناها تدمعان..لم يكترث لها عدي وأكمل طريقه..وصل إلى السيارة والتي كانت بها روضة التي أصرت على الحضور فـ كم أخبرها عدي بـ كرهه لتلك الفتاه...

فتح باب السيارة الخلفي ودفعها بـ خفة داخله وأغلق الباب..ثم إتجه إلى مقعده بـ وجه خالي من التعبيرات..نظرت إليه روضة وتساءلت بـ خفوت

-أنت كويس!
-نفخ بـ ضيق وقال:وهو حد يبقى معاه البلوى دي ويبقى كويس

إلتفتت روضة تتطلع إلى التي ترتجف بـ الخوف فـ شعرت بـ الشفقة عليها..إستدارت إلى عدي مرة أخرى ثم حدثته مُعاتبة

-مينفعش كدا..البنت ميتة من الرعب ورا..

أدار عدي المُحرك ثم تطلع إليها من المرآة الأمامية..تشدق وهو ينظر إلى روضة بـ حنق

-لولا يونس وصاني عليها مكنتش بقيت حنين معاها كدا...

أما هى كانت في عالم أخر تتمنى الرحيل عن هنا قبل أن يراها عز الدين..وما أن تحركت السيارة حتى إرتخت معالها وتنفست بـ راحة وكأن الأكسجين قد نفذ من المكان...

***************************************

-تفضل بـ الدخول

دلف يونس بـ تمهل ونظرات مُتفحصة للمكان..أغلقت أنچلي الباب ثم أضاءت الأنوار..وبـ تفحص سريع..علم بـ وجود كاميرات مراقبة صغيرة وبـ حنكة رجل مُخابرات أستطاع التعرف على أماكن تواجدهم..إنتشله صوت أنچلي وهى تقول بـ إنهاك

-أختر غُرفة كيفما شئت..المنزل نظيف وأنا لا آتي إلى هنا كثيرًا...
-مط شفتيه وتساءل بـ برود:وأنتِ أين ستمكثين!
-رفعت حاجبيها بـ تعجب ومن ثم قالت بـ بساطة:هنا..معك

إرتسمت شبه إبتسامة ساخرة على وجهه لم تلحظها هى..إصطنع اللامباه وقال

-كيفما شئتِ عزيزتي...

نزعت حذاءها ذو الكعب العالي وحلت رباطة خُصلاتها ثم جلست وقالت بـ إهتمام

-ماذا سنفعل الآن؟
-جلس على مقعد أمامها وقال:سننتظر...

صمت قليلًا وإختلس النظرات يدرس بها الوضع العام للمنزل حتى يُهيئ نفسه للهروب في أي وقت وكذلك رصد الأماكن التي لن تطولها الكاميرات..رفع رأسه بعدها أنتهى من تقييمه وتشدق بـ جدية

-أُريدك أن تختفي عن الأنظار..لا تخرجي من هذا المنزل أبدًا...
-وإن سألني سام!!
-أخبريه أنكِ مُختبئة خوفًا من تلك العصابات التي تُريد ما معكِ..وأنكِ مُختبئة في أحد الأماكن...

ثم أشار بـ تحذير قائلًا

-إعلمي جيدًا بـ أن سام سيحاول قتلكِ إن سنحت له الفرصة بـ ذلك
-أعلم جيدًا

قالتها بـ برود وهى تتلاعب بـ خصلاتها النارية..إلا أنها توقفت فجأة وسألته بـ شيئًا من الغموض

-لمَ أرسلت فتاتك بعيد!
-عقد ما بين حاجبيه وتساءل بـ برود:ولماذا تسألي؟
-رفعت منكبيها بـ فتور وتشدقت:هكذا من باب الفضول

نهض يونس عن مكانه وتوجه إليها ثم إنحنى بـ جذعه العلوي حتى إقترب من وجهها..وتشدق بـ نبرة ذات مغزى

-وأنا سأُشبع فضولك حلوتي..

إبتسم بـ مكر وأكمل

-لأنني أخشى عليها مما سيصُبيها مما أفعله..لأنني أُحبها بل أنا أتنفسها ولن أعشق غيرها..كما أنني لن أقوم بـ خيانتها..فـ هى ستكون زوجتي قريبًا ولن أدع أحدًا يُفسد علينا صفوة هذا العشق

إمتعضت ملامحها بـ قوة وقد ظهرت إمارات الغضب جلية على وجهها..تفهمت ما يرمي إليه لتقبض على ذراع المقعد بـ قوة..حاولت أن تُخفي نبرتها الغاضبة وهى تتحدث ولكن لا فائدة

-حقًا يا رجل!!..

مطت شفتيها وهى تقول بـ مكر وغضب

-أنا أعلم الرجال جيدًا لا يكتفون بـ إمرأة واحدة بل لا يُشبعهم جيش بـ أكمله..الرجال كلهم سواء يتتبعون غرائزهم ورغباتهم الحيوانية..وما أن تزول...

رفعت منكبيها وأكملت بـ بساطة

-هكذا يقذفونها بعيدًا..ثم تأتي أخرى وأخرى وهم لا يملوا أبدًا..بل تزداد رغباتهم توحشًا...

قهقه يونس كثيرًا..فهو يعلم أنها تقول ذلك لكي تجذبه إليها..ولكنه لم يتأثر بـ مقدار ذرة..فـ وضع سبابته على طرف أنفها ثم قال بـ مرح

-لستُ من ذاك النوع الحقير...

***************************************

عقدت بتول ذراعيها أمام صدرها وظلت ترمق عدي بـ نظرات ساخطة..فـ كلما تكلمت كان يزجرها بـ عنف..إلتفتت إليها روضة وعلى وجهها إبتسامة بشوشة وتشدقت

-أنتي أسمك بتول صح!
-ردت بتول ولا تزال تنظر إلى عدي بـ سخط:أه
ضحكت روضة وقالت:وأنا روضة
-إبتسمت بتول نصف إبتسامة وقالت:اسمك حلو...
-مرسيه

قالتها بـ إبتسامة ثم إلتفتت إلى عدي وقالت بـ همس

-ما البت كيوت أهو

نظر إلى بتول شزرًا ثم قال بـ تهكم

-دي برغوت مش كيوت

شهقت بتول وقد حلت ذراعيها عن صدرها وقالت بـ حدة و سوقية

-أنا برغوت يا صرصار أنت!!..
-أشار بـ يده إليها وقال:شوفتي طولة اللسان!

إقتربت بتول ولكزته في ظهره بـ قوة آلمته ..ثم هدرت بـ إشمئزاز

-أنت اللي بدأت..وأنا مش بسكت عن حقي
-هدأتها روضة:خلاص يا بتول محصلش حاجة
-صرخ عدي:محصلش حاجة إزاي!..دي ضربتني

كتمت روضة ضحكاتها بـ صعوبة على ذاك الثنائي الأكثر من مُضحك..ربتت على كتفه وقالت بـ نبرة مكتومة

-معلش يا حبيبي

إبتسم عدي لها ولم يرد..بينما تساءلت بـ عقدة حاجب

-هو أنتي أخته!
-أمسك عدي يدها وقال:لأ خطيبتي وقريب هنتجوز

إبتسمت روضة بـ خجل وقد تخضبت وجنتيها بـ اللون الأحمر..تحركت بتول من مقعدها وإقتربت من روضة التي نظرت لها بـ ترقب..فـ همست الأولى

-متتجوزيهوش
-ضحكت روضة وقالت بـ همس مماثل:ليه!

نظرت له بتول نظرة خاطفة ثم عادت تهمس بـ أُذن روضة وقد تقلصت عضلات وجهها بـ حنق

-مكشر على طول مبيضحكش لحد اما وشه هيكرمش وهيكون زي اللي عنده خمسين سنة...

صمتت ثم قالت قبل أن تبتعد

-خدي بالك دا من النوع النكدي..يعني لو ضحكتي فـ وشه ممكن يحدفك من الشباك...

إلى هنا ولم تستطع روضة كتم ضحكاتها والتي صدحت مع بتول..ضيق عدي عيناه وقال بـ غضب

-هي قالتلك إيه!
-ردت عليه بتول بـ إستفزاز:بسألها ع مقاش جزمتها...

رمقها شزرًا لتُخرج هى لسانها..لتتحول معالمه إلى الغيظ..أوقف السيارة ثم قال بـ وجوم

-وصلنا...

ثم إلتفت إليها وقال بـ تحذير

-متتكلميش..آآ...

لم يُكمل حديثه إذ وجدها تندفع من السيارة وركضت إلى داخل بنايتها فقد إشتاقت حقًا إلى عائلتها..ليصرخ عدي بـ نفاذ صبر

-شوفتي!!
-ربتت على يده وقالت:معلش..أطلعلها...

نفخ بـ ضيق عدة مرات..ثم هبط من السيارة وأغلق بابها بـ عنف وصعد إليها...

****************************************

وعلى الجانب الأخر ظل عز الدين ينتظر كثيرًا ولكن لا أحد يأتي إلى هنا..نظر إلى ساعته ذات الماركة بـ نفاذ الصبر وأمر أحد حرسه بـ جفاء

-شوفلي حد من جوه..بقالي ساعة واقف ومحدش جه
-رد الأخير عليه بـ طاعة:حاضر يا فندم...

ثم توجه إلى الداخل..هبط من سيارته و ظل واقفًا بـ جانبها وهو يحرك ساقيه بـ عصبية ثم تشدق بـ غضب

-المفروض توصل من نص ساعة ومحدش جه...

عقد ساعديه أمام صدره..ليجد الحارس قد وصل ومعه أحد الضباط..صافحه بـ إحترام بينما عز الدين بادله البرود..ثم قال بـ جفاء

-أومال فين الرائد عدي!
-عقد الشرطي ما بين حاجبيه وتشدق بـ تعجب:حضرتك الرائد عدي مي من نص ساعة...

تحولت ملامحه إلى صدمة ثم تساءل بـ إنفعال

-والبنت المفروض اللي يستلمها!
-مشت معاه برضو...

أطلق عز الدين السباب اللاذع من بين شفتيه وتحرك من أمام الشرطي قبل أن يفقد أعصابه ويثور عليه..صعد سيارته مُتجاهلًا نداءات الشرطي وأمر من السائق بـ غلظة

-أطلع ع عنوان الدكتور إسماعيل
-حاضر يا عز الدين بيه...

وتحركت السيارة وعز يكور قبضته بـ غيظ وغضب..ثم هتف من بين أسنانه بـ وعيد

-طيب يا عدي بيه..إما وريتك...

ثم هدر بـ السائق

-سرّع شوية يا بني أدم...

وبالفعل إنصاع إليه السائق..أخرج عز الدين هاتفه ثم إتصل بـ أحدهم بـ إقتضاب قال

-نفذ...

ثم أغلق الهاتف وتطلع إلى الطريق وهو يُمني نفسه بـ رؤيتها...

**************************************

دلف يونس إلى غُرفته وكما توقع هناك كاميرات مدسوسة بها..إبتسم بـ تهكم ولم يفعل أي شئ..بل دلف إلى المرحاض ومعه الحقيبة..توارى عن الكاميرا الموجودة بـ أحد الزوايا..ثم عبث بـ محتويات الحقيبة وتخلص من المعلومات الموجودة على الحاسب المحمول و وضعها بـ بطاقة ذاكرة..وألتف الجهاز..وضع تلك البطاقة بـ سلسال فضي وإرتداه مع البطاقة الأخرى..إرتدى السلسال وأخفاه جيدًا ولم ينسَ بـ الطبع وضع معلومات ليست لها قيمة كـ فخًا لهم..نزع ملابسه بـ بطئ وقد ألمه جرحه قليلًا...

شرد يونس بها وكيف كانت لمساتها تُداويه دون الحاجة لـ دواء..تذكر لمستها على ذاك الجرح في ظهره وتلك الرفرفة الرقيقة على وجنته..وضع يده مكان قُبلتها وإبتسم بـ حب..يعلم أن لم يتبقَ سوى القليل ويصك ملكيته لها إلى الأبد..فقط تبقى القليل...

أخذ حمامًا ساخنًا ثم بدأ في تطهير جرحه بـ تلك الأدوات البسيطة الموجودة بـ خزانة صغيرة..وبعد أن إنتهى ضمده جيدًا وأكتفى بـ إرتداء سرواله..ليبتسم وهو يقول بـ مرح

-أه لو بتول شافتني وأنا كدا..كانت عملتلي مرشح عن الأدب...

ودلف إلى الخارج ليجد أنچلي ترتدي منامة صيفية فاضحة..تتمدد على الفراش بـ طريقة تُلهب القلوب..تُجبر الكاهن على إرتكاب الخطيئة..ولكن ليس شخص كـ يونس..نظر إليها بـ جمود تام..ثم غض بصره ما أن وقعت على مفاتنها البارزة وبـ نبرة غليظة هدر

-أغربي عن وجهي ولا تدعني أراكِ هكذا مرةً أخرى...

نهضت بـ دلال وهى تتعمد إبراز جسدها وتقدمت منه بـ خطوات مُتغنجة..وضعت يدها حول عنقه وإقتربت منه قائلة بـ همسٍ حار

-دعنا نلتحم لمرة واحدة فقط وأعدك لن يعرف أحد...

نظر لها مُطولًا وقد ظنت أنه بدأ بـ الإقتناع..لتقترب أكثر وبـ يد حلتها وأخذت تسير بها على صدره العار ثم قالت أمام شفتيه

-ليتك تعلم كم أعشق وسامتك..كم أعشقك لنفسك..كم أعشق تلك النظرة الزاجرة التي ترمقني بها..كم أعشق تلك الحدود التي تضعها...

وبـ يدها الأخرى..أحذت تسير بها على ظهره وهمست

-لمَ لا تدعني أقترب منك..أنا أعشقك جون..أعدك فتاتك لن تعلم بتلك الليلة أبدًا..ستكون سرنا..أنا وأنت فقط...

وإقتربت هى من شفتاه لتطبع قُبلة تُلهب بها يونس الجامد بين يديها..وتلقايئًا إرتفعت يد يونس غارسًا إياها بـ خُصلاتها الحمراء..نارية كـ صاحبتها..مُغرية كـ مفاتنها...

****************************************

أخذت تطرق على الباب دون إنقطاع وقلبها ينبض بـ تلهف لمقابلة عائلتها..ثوان وأتت والدتها تفتح الباب وما أن أبصرت حتى صرخت بـ سعادة تكفي لإشباع الكون كله

-بنتي!!!

ولم تنتظر ثانية..جذبتها إلى أحضانها لتُحيط بها بـ حنو أمومي كانت قد إشتاقت إليه..ظلت والدتها تشتم رائحتها الطفولية التي لطالما أحبتها..أخذت تبكي وهى تقول

-بنتي حبيبتي وحشاني يا ضنايا...

وأبعدتها ثم ظلت تُقبل كل إنش فيها..وأخيرًا وضعت يدها حول وجهها وتساءلت بـ حشرجة

-قوليلي الواطي إبن الواطي عمل فيكي حاجة!..ضربك!!..أذاكي!
-ضحكت بتول وقالت هى الأخرى بـ دموع:لا ياماما مقربش مني ومعمليش أي حاجة

جذبت يدها وقبلت باطنها ثم قالت بـ إبتسامة

-متخافيش يا ست الكل...

إزداد نحيبها وعادت تضم إبنتها بـ حبٍ جارف ولا تزال عبراتها تتسابق بـ النزول...

وعلى صوت الصراخ بالخارج..دلف كُلًا من إسلام وإسماعيل من الغرف..ليصرخ كِلاهما بـ سعادة

-بتول!!

وركض إسماعيل بـ خفة شاب لا تليق بـ سنه العجوز..إنتزعها من بين يدي بدرية وقال بـ تأفف

-أوعي يا بدرية عاوز أخد بنتي فـ حضني...

إنتزعها ثم جذبها إلى أحضانه هو..شدد قبضتيه عليها وكأنه يخشى إختفاءها مرة أخرى..إبتسمت بتول وقد شعرت بـ الأمان يغزوها مرة أخرى..أحاطت بـ يدها والدها الذي هتف بـ إشتياق

-ااااااه يا بنتي..لو تعرفي أنتي وحشتيني أد إيه!!
-ردت عليه بتول بـ خفوت:وأنت كمان وحشتني أوي يا بابا..وحشني حضنك أوي..

دفن إسماعيل رأسه في خصلاتها وظل يشتمها وكأنه يروي ظمأ شوقه لها..أبعدها عنه وظلت حدقتاه تدور على وجهها ومعالمها..ليتشدق وهو يبكي

-وحشتني عيونك يا بنتي..وحشني صوتك اللي كان يصحي بلد..وحشتني شقاوتك...

رفعت كفها وأخذت تزيل عبرات والدها ثم هتفت بـ مرح

-وأديني جيت وهملالكوا البيت دوشة....
-وهو أنا مليش نصيب...

قالها إسلام وهو يجذب بتول إليه ليحتضنها ثم رفعها وأخذ يدور بها عدة مرات وهى تضحك بـ صخب..أنزلها ثم قال بـ مرح يُخفي خلفه عبرات كادت أن تنفلت

-يااااه أخيرًا هلاقي حد أسرق شرباته
-وكزته في ذراعه ثم قالت بـ مزاح:جرب كدا تاخدهم وأنا هكهربهم...

ضحك إسلام بـ صوتٍ عال وإحتضنها مرة أخرى..توجهت إليها بدرية ثم قالت بـ بكاء

-يلا يا ضنايا خشي إستريحي..أنتي جاية تعبانة...

أزالت عبراتها ثم قالت بـ إبتسامة ضعيف

-أنا..أنا عملالك الأكل اللي بتحبيه...
-قبلت جبينها وقالت بـ إبتسامة:منتحرمش منك يا ست الكل...
-ربتت على وجنتخا وقالت:طب يلا خشي...

دلفت بتول والجميع لا يزال سعيد ولا يُصدق أنها بينهم الآن...

****************************************

بينما عدي كان يصعد الدرج وجد من يجذبه بـ عنف من الخلف و بـ صوتٍ جهوري قال

-عملتها يا ***..ماشي إما وريتك

أزاح عدي يده عنه بـ برود وقال بـ نبرة هادئة

-براحة ع نفسك يا سيادة الوزير أنا كنت بس بشوف شغلي
-صعد عز الدين الدرجة الفاصلة وقال:هتشوفوا من أيام سودة..أنت و أخوك
-همش عدي بـ إستفزاز:أعلى ما فـ خيلك إركبه..أنت خلاص نهايتك قربت...

ثم أبعده بـ يده..قال وهو يُهندم ثيابه

-إطلع إرتسم قدامهم..قولهم أنك رجعتها...

كز عز الدين على أسنانه ثم قال بـ غيظ

-روح أستلم أبوك...

ثم أضاف بـ نبرة خبيثة

-وأحمد ربنا أنك كش هتستلمه جثة..بس متستبعدش المرة الجاية
-قبض عدي على ذقنه وقال من بين أسنانه:مش هتكون فيه مرة تانية...

ثم هبط الدرج سريعًا...

وبـ الأعلى جلست بتول على طرف الفرا ش تتلاعب بـ الحلقة النُحاسية بـ إبتسامة..تنهدت تنهيدة حارة تحمل في طياتها الكثير ثم قالت بـ إشتياق

-أمتى ترجع بقى يا يونس..وحشتني من دلوقتي...

رفعت يدها ثم قبلت الحلقة مرة وأثنان وثلاثة..ثم هتفت بـ ندم حقيقي وهى تُحدق بها

-يارتني أكتشفت مشاعري من زمان..يارتني أول أما شوفته كنت قولتله بحبك...

إبتسمت ثم هتفت بـ عزيمة

-بس لما ترجعلي بـ السلامة إن شاء الله ههريك بيها..والله لزهقك منها...
-مين دا اللي هيزهقك!

قالها إسلام بـ مرح وهو يدلف إلى شقيقته..أما هى أخفت يدها بـ جانبها وأخفت توترها سريعًا ثم قالت بـ مزاحها المُعتاد

-أنت..هخليك تزهق من بتول أختك...

تقدم منها وهو يبتسم ثم جلس بـ جانبها وقبلها على وجنتها..ليقول بـ حب

-أنا عمري ما أزهق منك..لما بعدتي عني..حسيت بقيمتك أوي..حسيت أني ناقص من غيرك يا ست البنات

إبتسمت بـ سعادة وردت له قُبلته بـ أخرى رقيقة..ثم أمسكت يده وقالت بـ حبٍ جارف

-وأنا مقدرش أتخلى عنك يا ابويا إسلام...

وكزته في كتفه وقالت

-دا أنت اللي مربيني يا جدع...

ضحك ثم جذبها إلى أحضانه وأخذ يربت على خُصلاتها..وإستندت بـ رأسها على منكبه..سمعته يتحدث

-بتول كنت عاوزك فـ موضوع

إبتعدت عنه وقالت بـ عقدة حاجب

-قول يا إسلام سمعاك
-أمسك يدها وقال:أنتي عارفة أني بحبك وأبعد عنك أي حاجة أحس أنها هتضرك..فـ عشان كدا..آآ

صمت ولم يستطع أن يُكمل..فهو يعلم كم تُحب عز الدين..أو كانت تُحبه..إبتسمت بتول بـ هدوء..وضغطت على يده ثم قالت

-كمل سمعاك
-إبتلع ريقه وقال:عاوزك تفسخي خطوبتك من عز...

كادت أن ترد عليه..إلا أنها سمعت صوتًا غريب بـ الخارج..نهضت وقالت بـ جدية

-تعالَ نشوف مين بره وهبقى أقولك ردي...

ودلفا إلى الخارج وهى تُمسك يد أخيها..ولكنها تصلبت بـ مكانها..شددتومن قبضتها على قبضة أخيها وقد بدأت تشعر بـ برودة..لتهمس بـ جزع لم تلتقطه الآذان

-عز الدين!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية يونس بقلم إسراء على

تابع من هنا: جميع فصول رواية يونس بقلم إسراء على
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة