-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الثانى

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى

هبطت روان وخالد بعد ساعة تقريبا فلا امل في إفاقة أى منهم قبل الصباح ورغم ذلك رفض خضر ترك إياد لتتركه روان يبيت ليلته بجواره . كان مهران كما هو منذ حادث رفيع يتآكله الغضب ولازال على نفس المقعد .
دخل وأمه ليجلسا بالقرب منه وتتساءل روان : ماطلعتش ليه يا مهران ؟
تحركت عينيه فقط نحوها ليقول : ماجادرش يا روان .
اقتربت لتربت فوق كتفه المحنى : معلش يا حبيبي إن شاء الله كل حاجة تتصلح .
انتفض مهران لينتفض كفها عنه : حاچة إيه اللى تتصلح !! ده لو اخر راچل على وش الدنيا ماهيطولش بت اخوى وانى خبرت بوه بإكده
تساءل خالد بفزع : إيه !! حضرتك كلمت عمى رفيع ؟؟
أجابه مهران بغضب : طبعا كلمته .. ده لو واحد غريب كنت دفنته مطرحه على كسرة جلبها دى .
أشار نحو صدره : انا جلبى جايد نار على بت اخوى ..
قاطعه خالد بحدة غير معتادة : ليه عملت كده يا بابا حرام عليك
صرخ به مهران : حرااام !! انت خابر بتجول إيه ؟؟
زفر خالد : ايوه يا بابا وعلشان فاهم بقولك حرام عليك .. حرام عليكم كلكم تقطعوا فيهم اكتر ما هم بيتقطعوا من الوجع .
كاد مهران أن يرد على حدة ولده بحدة أشد لتضغط روان على كفه فيتركه يتابع : يا بابا بسمة بالنسبة ل سويلم النفس اللى بيتنفسه لو كنت طلعت وسمعتنى وانا بفهم عمى حالة سويلم كنت عرفت إنه عمل كده من صدمته حبا فيها ...
قاطعه مهران وقد عاد له بعضا طبيعته الودودة: حالته !! حالته يعنى إيه ؟؟ هو الولد ماله ؟؟
مسح خالد وجهه بينما قالت روان : عنده متلازمة تخليه مايخلفش .
نظر لها بصدمة وقد زاد ألمه . تنفس ببطء مغمضا عينيه : وليه ماجالش إكده !!
تساءل بحزن وهو يمسح وجهه ثم يستغفر ليقول خالد : مصدوم يا بابا .. مصدوم وبيعشقها وفاكر إنه كده بيحميها ..يا بابا سويلم اللى بيتصل ب بسمة كل يوم قبل الفجر علشان تقوم تصلى فى نفس الوقت اللى هو بيصلى فيه واللى عمره ما استنى إنها ترد عليه ولا فكر يكلمها غير فى وجودى أو وجود حد من اخواتها .. سويلم اللى بيتصل بيا كل يوم الصبح يقولى سلم لى على جلبى اللى حداكم .. سويلم اللى عايش على أمل إنه ياخدها بالحلال لازم لما يكتشف إنه عقيم يعمل كده .. بيعشقها يا بابا ..بيعشقها .
زاد حديثه ألم مهران الذى قال بحزن : بيعشجها وهانت عليه يكسر جلبها إكده ؟؟
أرخى خالد ظهره للخلف زافرا بحزن : يا بابا بسمة قلبها مااتكسرش علشان هو سابها .. ولا علشان هى كمان عندها مشكلة .. لكن علشان كسرة قلبه هو .
نهره مهران : انت ماشوفتش شكلها واللى چرى لها !!
نظر خالد لعينى والده مباشرة : فاكر يا بابا لما من سنين قلت لى ماينفعش أمسك ايد بسمة لأنها مش اختى .
نظر له والديه بتعجب لذكره هذا الأمر فى هذا الوقت بينما تابع هو : وقتها انا بطلت أمسك أيدها علشان حد ربنا لكن مابطلتش أمسك ايد قلبها .
زاد تركيز مهران مع ولده الذى تنهد بحزن ثم تابع : يا بابا حق ربنا بيقول إن بسمة تجوز لى وانا مش محرم ليها .لكن الواقع بيقول إن قلبى وعقلى شايفين بسمة اختى الصغيرة .اللى بتجرى عليا وتمسك ايدى لما تخاف . حتى لما بطلت تعمل كده كانت بتبص لى بس بعرف فيها ايه .. يا بابا انا عارف كويس قوى إن بسمة بتتقطع علشانه . علشان سويلم اللى وقفت قدامكم زمان وقالت عاوزة اتجوزه لما اكبر .. علشان سويلم اللى بتقفل الخط عليه كل يوم وتانى يوم تقولى مستنية اليوم اللى يبقى من حقى افتح الخط واسمع صوته .. علشان سويلم اللى حبه كبر معاها يوم بيوم وانا حبيته من حبها فيه ..يا بابا محدش فى الدنيا عارف بسمة و سويلم بينهم إيه غيرى ..بسمة وسويلم بينهم حب لله وأنا متأكد إن ربنا مش هيأذيهم ابدا .
وقف خالد ليتابع : اذا يا بابا صممت على موقفك وإذا الدنيا قدرت تفرق بينهم فأنا متأكد إن الاتنين هيستنوا الآخرة ومحدش منهم هيكون غير لحبيبه .بعد إذنك انا هدخل اكلم عمى رفيع واهديه لأن سويلم فيه كفايته .
واتجه للداخل لينظر مهران له وتطل من بين ألامه نظرة فخر تفرض نفسها على الواقع . نظرت روان لزوجها لتدرك أن ابنها تمكن من هزيمة غضبه لتبتسم فذالك الفتى خاض الحرب التى كتبت على سويلم وبسمة عوضا عنهما بل وربح فيها عدة جولات بالفعل .. هى فخورة بكونها أما لهذا الرجل الذى يدافع عن ابنة عمه بتلك الضراوة .. هى لم تخطئ يوما فى فهم علاقتهما لذا تركت لهما فى الصغر مساحة لتوطيد تلك المشاعر دون أن تلفت نظرهما أن هناك مشاعر أخرى قد تتولد مستقبلا .. لذا نمت مشاعرهما الأخوية بقوة تمكنت من فرض نفسها على ايه مشاعر أخرى لأنها الأصدق .
****
جلست زينة أمام حمزة الذى أشار للنادل فأسرع نحوهما ليقول : واحد قهوة وواحد ايس كريم شيكولا من فضلك .
أومأ النادل باحترام لتبتسم زينة اول ابتسامة حقيقية منذ أيام : ايس كريم يا حمزة ! انا كبرت علفكرة
ابتسم حمزة : ابدا ماكبرتيش ولا حاجة .. انا لسه شايفك زينة اللى بتقول لبابا انا بستخبى عند حمزة
أسندت وجنتها لقبضتها المزمومة : انا محظوظة علشان ليا اخ حنين زيك .
قلد جلستها ونظرتها ليقول : دا انا اللى محظوظ إن ليا اخت زى القمر زيك .. ولو إن القمر زعلان
اخفضت عينيها ليعتدل بجلسته ويقول : انا جبتك هنا يا زينة بعيد عن البيت علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى .
نظرت له نظرة مختطفة وكأنها على علم بما سيقول ليتابع : يوم ما جيتى وقولتى لى إنك بتحبى مازن انا قولت لك خلى بالك من نفسك .. لأنى عارف مازن كويس بس كان عندى أمل ربنا يهديه وساعتها كان هيبقى يستاهلك .. لو هتبنى امل على إنه هيفشل ويرجع لك تبقى بتضحكى على نفسك .
قاطعته زينة : اسمعنى يا حمزة
اقترب حمزة بجذعه العلوى من الطاولة لتقترب أيضا ثم تقول : نسبة فشل مازن كبيرة بس انا مش هبنى عليها اى امل .. مش انا يا حمزة اللى ابنى نفسى على حطام حد تانى .. مازن يا حمزة مايستاهلنيش ..
رفع حمزة حاجبيه بدهشة لتؤكد : اللى يعيش حياته ويلعب بقلوب البنات ويركن قلبى على الرف لأنى شئ مسلم بيه يبقى مايستاهلنيش .. اللى يدور يمين وشمال وفاكرنى هقعد احط ايدى على خدى واستناه يلف ويرجع علشان انا بنت عمه وبحبه يبقى مايستاهلنيش .
صمتت لحظات واخفضت وجهها تخفى دموعها عنه قبل أن تتابع : انا يا حمزة حبيت مازن وده مش بإيدى بس غلطت لما بينت حبى ليه ..انا واثقة إنه بيحبنى بس غروره هيأله أنى ممكن اجى على كرامتى علشان حبه وده مش حقيقى . انا قوية ..
رفعت له عينيها الدامعتين : قوية بيك وببابا وماما .. وكرامتى غالية اوى .. اغلى من حبه .
بسط حمزة كفه لتضع كفه به دون تفكير ، تحرك إبهامه بباطن كفها مداعبا برقة قبل أن يقول : على عينى وجع قلبك يا زينة .. لكن أنا دلوقتى مطمن عليكى ..
سحبت كفها لتقبض أناملها على أنامله : البنت اللى ليها أهل تشوف قيمتها فى عنيهم وتحس بيها فى قلوبهم عمرها ما تقع يا حمزة .
اقبل النادل ليضع الطلبات أمامهما فلم تتخل أناملها عن أنامله . نظر لهما النادل بتعجب وغادر بصمت لتقول زينة : الجرسون فاكرنى شقطاك .
نظر لها حمزة بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا : ههههه شقطاك!!
اومأت بتأكيد : مش مصدقنى ؟؟
حاول حمزة سحب أنامله لتضغط عليها وتنظر له بتحذير فيعود للضحك .. تركتها مكرهة تبحث فى حقيبتها عن هاتفها الذى علا رنينه وهى تقول : الموبايل انقذك منى .
أخرجت هاتفها ونظرت للشاشة لتختفى ابتسامتها وتتحول نظرتها للغضب ، فتحت الخط بلا تردد : ايوه يا مازن .
نظر لها حمزة بتركيز ولاحظ تغير ملامحها قبل أن تقول : ولما انت شوفتنى خارجة مع حمزة مااتصلتش بيه هو ليه ؟ اظن كده مايصحش .. صحيح انت ابن عمى وزى اخويا بس انا مااحبش اكلم شباب على الموبايل .
أنهت المكالمة قبل أن تستمع لرده ليقرب حمزة منها الكأس : كلى الآيس كريم .
أمسكت الملعقة وملأتها لتضعها بفمها بغيظ واضح بينما بدأ حمزة يتحدث عن سويلم وما يراوده بشأنه من قلق لتغيبه وتغير أحواله منذ ظهر اليوم . شاركته زينة الحديث ومخاوفه فهى تكن لابن خالها كل الود والتقدير وتفتخر بعلاقته المميزة ب بسمة .
مر نصف ساعة قبل أن تأتى ل حمزة مكالمة من سليم يسأل عن أخيه ليخبره حمزة أنه تغيب عن الحفل كذلك طايع والعائلة ثم أكد له أنه سيتفقده ويعاود الاتصال به .
زادت المخاوف لتقول زينة : ممكن يكون راح البيت !
نفى حمزة : مااظنش .. انا هكلم خالد وافهم منه بس تعالى اروحك واكلمه فى السكة .
تحركت فورا ليغادرا وقد غرست الظنون جذورا بقلب حمزة  .
**
تحدث خالد إلى رفيع بإستفاضة وطالبه بعدم التدخل والإبقاء على موقفه الحيادى من تلك العلاقة كما كان دائما فحياديته تلك هى الدعم الذي يحتاجه سويلم بالتأكيد .
أنهى مكالمته ليأتيه اتصال حمزة و بعد أن فهم منه ما حدث أخبره أنه سيبحث عنه في الحسين ليطلب منه خالد أن يمر عليه اولا ويذهبا معا ولم يجد حمزة بأس فى ذلك
***
وصل ضاحى لمنزله بوقت متأخر ليجدها بإنتظاره كما توقع ، دخل الحجرة لتستقبله بود : اتأخرت ليه يا ضاحى قلقتنى عليك !
ابتسم ضاحى منحيا غضبه ومشكلاته جانبا : كنت حدا هيبة والوجت سرجنا .
أمسكت عكازه ليخلع عنه الجلباب فتعيده له مبتسمة ، ألقى ثقل جسده فوق الأريكة لتضع جلبابه جانبا وتعود إليه : شكلك مضايق !
رفع عينيه لها بحنان : اتوحشتك يا ريتا .
حسنا لن يفصح ، طالما كان كتوما بشأن عمله ولا يحملها مطلقا مشاكله ، ابتسمت براحة : اتوحشتنى !!
تعلقت عينيه بها وهى تزداد قربا وتبدل نظرتها له لأخرى تشع انوثه لتلومه بدلال : لو كنت اتوحشتنى زى ما بتقول كنت جيت بدرى وتقعد معايا اطول وقت بس انت مش بقيت تحبنى زى زمان .
حاولت أن تبتعد بعد أن ألقت شباك دلالها لتسقط قلبه طواعية بين خيوطها لكنه لفها بذراعه معترضا على بعدها عنه : وبعدهالك يا ريتا لساتك مش متأكدة إن عشجك بيچرى فى دمى !! إنك النفس اللى بيرد فى صدرى !! إنك النور اللى بتشوفه عنيى .
أغمضت عينيها واستكان رأسها فوق صدره الثائر لتشعر بطرقات عنيفة تطالبه بها ، رفعت ذراعها تحيط رقبته هامسة : متأكدة يا ضاحى بس بحب اسمعك بتقول بتحبنى قد ايه ..
زاد دفئه الذى يسحبها لدوامته دون أن تقاومه وصوته يأتى من مكان ما : وانى هعيش عمرى كله احكى عن عشجك يا هنا ضاحى وعذابه .
أذابت دوامة العشق مخاوفها التى استوطنت قلبها ، تريد أن تحدثه عن تهور مصطفى وتخشى غضبه قبل أن تتيقن من نوايا ابنها لذا تركت مخاوفها التى لم تصل لأساسها تذوب برغبة شديدة فى التخلص منها علها حين يأتى الصباح وتتكشف الخبايا لا تزيد عن مخاوف ام على ابنها البكر .
*****
دخل طايع لغرفة بسمة التى تغرق في سباتها ورغم ذلك لم تنجل الكآبة عن ملامحها الرقيقة . تنهد واقترب منها ..انحنى فوق فراشها لتمتد أنامله تمسد رموشها تلتقط تلك الدمعات العالقة التى تأبى أن تفارقها حتى فى غفوتها .. اقترب مقبلا جبينها بحنان وهو يهمس : على عينى يا جلب ابوكى .
رأى حركة مقلتيها خلف جفيها المرتخين وتوتر انفاسها ليعلم أنها تعانى أثناء النوم .. ربما ترى كابوسا مزعجا .
دار حول الفراش ليستلقى بجوارها . دفع ذراعه اسفل رقبتها واحاطها بالآخر ليجذبها نحو صدره الدافئ .عاد بها للماضى البعيد وهو يرتل سورة البقرة بخفوت قرب أذنها . لحظات وهدأت أنفاسها وارتخى بدنها المتشنج ليربت طايع فوق رأسها بحنان ويستمر في تلاوته حتى غفى بالقرب منها .
*****
نهض محمود وهو يقول ل عاصم : افتكر كفاية كده يادوب نوصل الولاد البيت .
وقف عاصم مؤيدا له فهو يتمنى أن تنتهى تلك الليلة : انا بردو بقول كده .
بدأ الجميع يتحرك ليتجه محمود نحو ابنه وعروسه ، نظر له بحدة : افرد وشك ده وخد ايد عروستك علشان هنروح .
نظر لها مازن بحقد لتشيح بوجهها عنه فيقف ويهندم بدلته قبل أن تنهض وتعلق كفها بذراعه ويتجها للخارج ..وجوه مبتسمة وقلوب باكية .
اقترب الجميع منهما قرب سيارة محمود ليودعها أهلها ويشاغبه أصدقائه .. لحظات مرت عليهما طويلة للغاية قبل أن يستقلا السيارة التي يقودها محمود بينما أصرت حياة أن تستقل سيارة محمد ومعها مروة دون النظر لتذمر الأخيرة .
انطلق محمود وخلفه عدة سيارات منها سيارة عاصم . نظر لهما عبر المرآة ليرى كل منهما ينظر فى اتجاه مختلف . هز رأسه بأسف ثم قال : هيا ..
نظرت له ليتابع : انت من النهاردة زى مروة بنتى .. رغم انى رافض طريقة جوازكم بس خلاص مش هنتكلم فى اللى فات .
نكست رأسها بخزى ليتابع : انا مش بلومك ولا بحملك غلط ولا بحكم عليكى .. كلنا بشر وكلنا بنغلط .. لكن اعرفى انك سبتى بيت والدك لبيت والدك التانى .. اوعى تفكرى تلجأى لحد قبلى .. انا عارف إن علاقتكم هتكون صعبة بس انا وحياة فى صفك .. مروة ماتعرفش حاجة عن اللى حصل ومااحبش تعرف .
اومأت هيا بتفهم لينظر ل مازن بغضب : وانت يا استاذ مازن .. إحنا هنبات فى فندق النهاردة عقلك يوزك وتفكر تعمل حاجة فى مراتك محدش هيقف لك غيرى ..اتمنى تكبر  وتبقى راجل مرة في حياتك .
أشاح مازن بوجهه ولم يجب لينظر محمود أمامه ويصمت حتى وصل بالسيارة إلى منزله .
أسرعت حياة تساعد هيا للترجل من السيارة بذلك الفستان الذى أصرت عليه هى رغم أنه فقد قيمته للعروس نفسها . ودعهما الجميع قرب باب المنزل قبل أن ينحنى مازن ويحمل عروسه لتعلو صيحات الشباب الحماسية قبل أن يدخل ويغلق الباب بقدمه .
وضعها أرضا بشئ من الحدة واتجه فورا نحو غرفته وكأنها غير موجودة .
خلع سترته وألقاها أرضا وتبعها ربطة عنقه .. فتح أزرار قميصه العلوية وأخذ يزفر بضيق . تذكر مهاتفة زينة التى مزقت قلبه .
جلس فوق الفراش هامسا لنفسه : حقها .. حقها تزعل .
أخرج هاتفه ليبحث عن صورتها ويحدثها برقة : ماتخافيش يا حبيبتي .. انت ليا يا زينة مهما حصل .. ماكنتش اقصد ابعد عنك .. كنت فاكرها لعبة وهتعدى وأرجع لك .
ارتمى فوق الفراش والهاتف فوق صدره : هرجع لك يا زينة .. هخلص من المصيبة دى وأرجع لك .
اغلق الهاتف لينهض بغضب متجها للخارج عازما على تفريغ شحنته الغاضبة بتلك التى اوقعته فى هذه الورطة .
****

وصل حمزة بسيارته إلى الحسين وجد صعوبة في صفها لكنه تمكن فى النهاية ليترجل وخالد الذى تقدم عنه ليتبعه فورا . دخلا للمسجد ليتوقف حمزة ويقول : خالد . تحية المسجد .
أومأ خالد بصمت مؤكدا حديثه .
بعد نصف ساعة تقريبا تجولا بالمسجد حتى وصلا للمقام ليجدا سويلم يجلس فى أحد الأركان القريبة منه مرجعا رأسه للخلف .
هز خالد رأسه بأسف واتجها نحوه فورا : سويلم .
فتح عينيه على صوت حمزة لينظر لهما بعبوس ، تهرب بعينيه من خالد الذى جلس أمامه لائما : ماورتنيش التحاليل ليه قبل ما تتكلم ؟؟
نظر له سويلم بإنكسار : وهتفرج إيه يعنى ؟ كنت هتغيرها اياك !
تساءل حمزة : طيب سألت دكتور ؟
نظر له سويلم : وهيجول إيه الدكتور ؟
هز خالد رأسه بعنف : وطبعا مابحثتش على النت كمان.
أومأ سويلم بصمت ليزفر خالد بضيق مستغفرا ثم يقول : انا هفهمك بس لأنى مقدر صدمتك .. ولانى عارف انك اتصرفت كده حبا في بسمة .
كاد سويلم أن يقاطعه ليقول بغضب : مااسمعش صوتك .. اسمع يا بنى ادم . متلازمة كلاينفلتر دى زى اى مرض ليه مراحل .  لو كان عندك شوية عقل ولا شوية صبر وبحثت كويس كنت عرفت إن أنت ماعندكش اعراض ظاهرية وده معناه إنك من الطفرات الچينية المستقرة واحتمال الانجاب عندك بالحقن المجهرى كبيرة جدا .
تعلقت به عينا سويلم بأمل وهو يتابع بعد أن التقط أنفاسه الغاضبة : انت عملت كارثة كان ممكن نتلافاها خالص .
أيده حمزة : خالد عنده حق يا سويلم كان المفروض روحت لدكتور امراض ذكورة وعرفت حالتك كويس وبعدين عرضت الأمر على بسمة وقررتوا سوا .
نظر له سويلم بألم : كانت هتتمسك بيا يا حمزة . انى خابرها زين
اخفض وجهه ليتابع هامسا : كيه ما انى خابر روحى تمام
نظر له خالد بنفس الحدة : بردو مش من حقك تقرر عنها .
رفع وجهه يواجهه ويتساءل بحرج : هى كيفها دلوك ؟
صمت خالد يتلاعب بأعصابه قبل أن يقول : تتوقع إيه حضرتك !! جالها صدمة عصبية طبعا .. وقعت من طولها ونايمة بمهدئ .
اتسعت عينا سويلم قبل أن تفر منهما قطرتين من الألم لم يعبأ بهما وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه . ظلت عينيه متعلقة ب خالد عله يخبره أن هذه كذبه يعاقبه بها .. أن يخبره أنها ستكون بخير .. لكنه لم يفعل لينهار جفنيه وتتساقط المزيد من قطرات ألمه .
ربت حمزة فوق ذراعه : قوم يا سويلم نروح دلوقتى وبكرة تشوف دكتور كويس وبعد كده نتكلم مع عمى طايع الحمدلله إنه متفاهم وممكن يديك فرصة تانية .
أراد خالد أن يعاقبه على تلك الليلة العصيبة ليقول بإستنكار : متفاهم فى إيه يا حمزة !! انا ولاد عمى التلاتة نايمين بمهدئ من تحت راس عملته اللى من غير عقل .
نظر له سويلم بحزن : انت چاى تحينى ولا تجتلنى ؟
وقف خالد بحدة : لو عليا يبقى لازم اقتلك على كسرة قلب اختى وكسر خاطر الكل . لكن على قلبى اللى حاسس بيك يبقى لازم أحييك لأن حياتك معناها حياتها .. وحياتها هى منانا كلنا .
انخفض ليمسك بعضديه ينهضه ويساعده حمزة حتى استقام أمامه ليقول : اصلب طولك .. هسيبك ترتاح الليلة فى بيت عمتك وبكرة عاوز سويلم اللى كان بيكلمنى كل يوم الصبح هو اللى يقف قدامى ..مش سويلم اللى انا شايفه دلوقتى .
أولاهما ظهره ليستوقفه حمزة : استنى يا خالد هنوصلك .
تحرك خالد : لا يا حمزة انا هدبر نفسى .
توجها للخارج وكان حمزة يتمنى أن يصحبهما خالد ليتمكن من مهاتفة سليم .. سيضطر للانتظار حتى يصل للمنزل وهذا قد يؤثر سلبياً على الوضع بمنزل خاله رفيع .
استقلا السيارة ليصل اتصال سليم الذى لم يتحمل الانتظار أجابه فورا : ايوه يا سليم .
نظر له سويلم ليحذره من أخبار أخيه ليجده يقول : ايوه لاقيته وهو معايا ومروحين .
قطب جبينه بتساؤل ليقدم له حمزة هاتفه : طمن سليم ودياب يا سويلم .
أمسك سويلم الهاتف بتردد ليأتيه صوت أخيه المتلهف وبعد لحظة صوت ابن عمه الذى كما يبدو اختطف الهاتف من أخيه ، ظل صامتا لحظات قبل أن يتساءل : انتو عرفتوا كيف ؟
فتح دياب المكبر وأخبره بما حدث كما أخبره سليم بحالة والديه وطلب منه مهاتفتهما خاصة والدته واخيرا أخبره دياب أنهما سيلحقا به في الصباح . حاول سويلم إثناءه عن ذلك لكن بلا جدوى .
أنهى الإتصال وتلك الجملة تتردد بعقله ؛ اقسم عمها أنه لن ينالها وإن كان آخر رجل على وجه البسيطة !!! .
أغمض عينيه وهو يجاهد ليتنفس . نظر له حمزة بقلق : مالك يا سويلم ؟
ترنح سويلم لحظة وفى اللحظة التالية سقط رأسه مرتطما بمقدمة السيارة بقوة ، ارتبك حمزة وصف السيارة بجانب الطريق وهو ينادى اسمه . رفع رأسه ليجد الدماء تتدفق من جانب جبهته وقد فقد وعيه .
انحنى ملتقطا الهاتف الذى سقط من سويلم ليطلب خالد وما إن فتح الخط حتى قال : إلحقنى يا خالد سويلم اغمى عليه ودماغه اتجرحت . انا هكلم بابا وأرجع اكلمك .
***
دخل محمد حجرته بعد أن حظى بحمام دافئ لينظر لزوجته فتمتعض ملامحه ويتساءل بحدة : إيه اللى انت لبساه ده ؟؟
نظرت لملابسها بدهشة وأجابت بتلقائية : لابسة عباية مالها !؟
ألقى المنشفة جانبا : يا رحمة ارحمينى .. مش عاوزة تلبسى بيجامة نوم ماشى بس مش العباية اللى قاعدة بيها طول النهار وكمان الحجاب انت ايه مش ست زى بقية الستات ؟
انتفضت واقفة تجيب حدته بحدة مماثلة : جرى إيه يا محمد إحنا فى إيه ولا إيه ابنك وابن خاله مانعرفش فين وانت تقولى عباية وبجامة !!
ابتسم بتهكم : يعنى لو تعرفى هم فين كنت هتعملى إيه ؟
أشار لملابسها ساخرا : هى العباية اللى قايمة نايمة بيها ولا كأن ليكى راجل محتاج أقل حاجة يشوفك لابسة كويس !!
اتجه إلى فراشه وتسطح بإرهاق واضح محاولا تجاهلها وتجاهل رؤيتها بتلك الهيئة  لكنها قالت : انا قلقانة اوى يا محمد .
وضع ذراعه فوق عينيه : خير يا رحمة إن شاء الله لا ابنك ولا ابن اخوكى صغيرين دلوقتى يرجعوا .
زفرت بضيق وتعلقت عينيها بهاتف محمد الذى تحرك ليجيبه : ايوه يا حمزة .
انتفض محمد لتنتفض بالتبعية وهو يتجه نحو خزانة الملابس : طيب روح اقرب مستشفى منك وابعت لى اللوكيشين .
أخرج ملابسه وقد اختفى إرهاقه : ماتقلقش يابنى انا بلبس ونازل مش هتأخر .
ألقى هاتفه لتسأله بفزع : فى إيه يا محمد ؟
نزع ملابسه وبدأ بتغيريها : سويلم كان مع حمزة اغمى عليه وراسه اتخبطت فى تابلوه العربية واتعور .
تساءلت بفزع : يعنى إيه !! اغمى عليه من غير سبب ؟
أجاب بحدة : مااعرفش يا رحمة سيبينى البس واروح لهم ابنك مخضوض مااتحطش فى موقف زى ده قبل كده . هاتى الفلوس اللي فى عندك خلينى امشى واول ما افهم هكلمك وافهمك .
أسرعت نحو الخزانة تحضر ما بها من مال ليلتقطه منها وهو يرتدى حذائه فى طريقه للخارج وقد تغافل كالعادة عن كل ما يدور بينهما من خلافات وكل ما يبتلع قلبه من خيبات لينجد هذا الصغير أولا ثم يمكنه رؤية الخلافات مجددا فهى لن تختفى من تلقاء نفسها بكل الأحوال .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة