-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - المقدمة

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - المقدمة

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - المقدمة

قبل ما نبدأ الجزء الرابع من رواية الشرف خلونا نفتكر ايه اللي حصل في الجزء الثالث للتذكرة والمتابعة

مرت الأيام تحمل اوجاعا وافراحا ليتسرب العمر من بينها كماء بين أكف مفرقة أناملها .

وصلت بسمة السنة النهائية بكلية الصيدلة كما تمنت تماما بينما حصلت نسمة على بطولة الجمهورية في الفروسية للفتيات وقد فضلت دراسة الإعلام وتحلم بكونها مذيعة تضئ صورتها على الشاشات الفضية .

وصل خالد الفرقة الخامسة بكلية الطب البشرى ويستمر بتفوق .

فى الصعيد انهى سويلم دراسته بكلية الزراعة التى أصر أن يلتحق بها وأوضح أن حلمه الخاص هو الارتقاء بالزراعة المحلية والوصول للسوق العالمى بإنتاجه الخاص أما دياب فقد أنهى دراسته بكلية الحقوق التى احب الالتحاق بها وساعده هيبة للتدريب بمكتب الاستاذ عرفان المحامى .

التحق لبيب بكلية الطب البيطري هو ومصطفى الذى ورث حب الخيل عن أبيه لكنه لا يبرع فى الفروسية مثله بل برع في إنتاج السلالات العربية الأصيلة .

أما مريم فقد أصرت على دراسة اللغة العربية بكلية الآداب والتحقت ليال بنفس الكلية لشغفها بدراسة التاريخ لتكون خديجة هى اكثرهن طموحا بإلتحاقها بكلية الآثار .

وصل إياد للمرحلة الثانوية ويجتاز اعوامه الدراسية بنسب نجاح تشعر والديه بالفخر .

استيقظ إياد الذى اتم عامه السابع عشر فى موعده المبكر حيث ستصحبه بسمة إلى مدرسته فى طريقها للجامعة ،يشعر طايع ببعض القلق الذى يغذيه قلق ليليان لتغير أحوال إياد مؤخرا ولجوءه للعزلة .فهو لا يغادر حجرته إلا لتناول الطعام كما أصبح مؤخرا يغلق خزانته ويحمل مفتاحها اينما ذهب .

خرج إياد بوجهه المبتسم ليجد الجميع على مائدة الإفطار فيجلس فى مقعده لتقول ليليان : إياد انا هنضف اوضتك النهاردة سيب الدولاب مفتوح .

نظر لها طايع بحدة بينما اسرع إياد : لا .لا يا ماما انا هنضفها .اوضتى اصلا نضيفة .

ابتسمت بسمة : انا مش عارفة انت بتجيب وقت منين تعمل كل حاجة .

ليبتسم لها : بعمل زي ما قولتى لى وبنظم وقتى .

زفرت ليليان بضيق : بس انا عاوزة انضف اوضتك كويس .

قاطع طايع حديثها : خلاص يا لى لى هو عارف مسؤولياته.

اتسعت ابتسامة إياد لدعم أبيه وثقته لتتدخل نسمة بمشاغبة : خلاص مادام اوضتك نضيفة اقعد فيها النهاردة.

أغمض إياد عينيه بتوتر : لا محدش يقعد في اوضتى ..محدش .

ورفع كفه محذرا ليتعجب الجميع انفعاله بينما تبتسم نسمة بتوتر : الله انت زعلت ؟ انا بهزر معاك يا إياد .

هز رأسه برفض بينما قررت بسمة إنهاء الحوار : طب يلا علشان ننزل إحنا .

نهض دون مناقشة وغادر معها بصمت لينظر طايع إلى زوجته لائما : وبعدين يا لى لى ! الولد لازم يحس أننا واثقين فيه .

نظرت له بحدة لتقول : انا خايفة عليه يا طايع ..انت مش شايف متغير ازاى ؟

بدلت نسمة نظراتها بينهما لتقول : ماتقلقيش يا ماما إياد برئ جدا . ده اعز أصحابه خضر ابن عمى .

لتضرب ليليان الطاولة : ده يقلق اكتر ..

رفع طايع حاجبيه بدهشة : ويقلق اكتر ليه بقا ؟ ماله خضر ؟

زفرت بضيق : مالوش يا طايع بس ده اصغر منه بخمس سنين .

ضحكت نسمة وهز طايع رأسه بأسف : جومى نروح شغلنا جومى بلا حديت مالوش عازة .

هبطت بسمة وإياد ليلحقا ب خالد وخضر كالعادة ، اسرع إياد نحو خضر يهمس له بشئ ما بينما ابتسم خالد : سويلم بيصبح عليكى ياختى .

ابتسمت بخجل ليتابع : امته تكتبوا الكتاب علشان ربنا يتوب عليا من صوته كل يوم الصبح .

وبدأ فورا يقلد صوت سويلم بلكنته الصعيدية وهو يتساءل يوميا عن أخبار بسمة ويطلب منه أن يقرأها سلامه وتحياته وأشواقه وإن خجل من ذلك .

ضحك بالنهاية : هههههه لا بقولك ايه انجزوا انا مش هشتغل لكم مرسال غرام كده كتير .

تحدثت اخيرا بعد أن استمتعت بما قصه على أذنيها من مشاعر صادقة وبريئة لتقول بعتاب : مستعجل علشان تخلص منى يا خالد ؟ ربنا يسامحك .

ضحك خالد : لا مش انا اللى مستعجل ده سويلم

نظرت أرضا ثم نظرت ل إياد وخضر وهما يتهامسان أثناء سيرهما .

__

طرق الباب لتتجه إليه روان لتجد الطارق إياد الذى قلت زياراته لها كثيرا في الأونة الأخيرة ورغم ذلك تقابله بود كبير : إياد !! تعالى يا حبيبي وحشتنى اوى .كده ماتسألش عليا ؟

ابتسم إياد بود هامسا : معلش روان معلش ماتزعليش

ضحكت روان : مش زعلانة يا حبيبي ادخل .

امسك الباب بكفه وتطلع بالانحاء : فين خضر ؟

عقدت ساعديها : خضر ماجاش .

ظهرت علامات. الإحباط على وجهه ليقول : طب لما يجى خليه يجى فوق .ماشى ؟

__

دخل إياد من الباب إلى غرفته مباشرة يعلم أن لا أحد بالمنزل لذا يتحرك بأريحية ويترك باب غرفته مفتوحا دون الخوف من تلصص أمه الذى يخنقه كثيرا .

هو لا بدرى لما لا تسأله أسئلة مباشرة ؟؟

لما لا تفهمه ک بسمة أو أبيه أو حتى خضر ؟؟

زفر بضيق وهو يعود لغرفته فقد اقترب موعد عودة والديه وهذا يعنى مراقبة أمه .

___

دخلت زينة من باب المنزل بوجه متجهم وكانت رحمة تتحدث هاتفيا مع رنوة وهما تتحدثان عن إعدادات خاصة تنوى رنوة القيام بها احتفالا بعقد قران سويلم رغم إعتراض الأخير وإصراره أن يتكفل بمدخراته البسيطة نسبيا بعقد قرانه .

اقتربت زينة من امها متسائلة : حمزة جه يا ماما ؟

كتمت رحمة سماعة الهاتف بكفها وقالت : لسه داخل من شوية .

لتتركها زينة تنهى حديثها وتتجه لغرفة حمزة مباشرة ، طرقت الباب ليأذن لها ، دخلت بهدوء تنظر أرضا وكان حمزة منكب على مكتبه الهندسى يحاول إنهاء التصميم الذى طلبه استاذه الجامعى .

رفع عينيه مبتسما لتحتجب بسمته فورا ويحتل محلها قلق واضح : مالك يا زينة ؟؟

ظلت مكانها تفرك طرف ثوبها بين أناملها وكلها الاخر يضم كتبها لصدرها وعينيها أرضا لينهض عن مكتبه فورا ويتقدم منها وما إن وصل لها حتى غمرها بحنان لتبكى بصمت ، أطبق ذراعيه عليها بترفق وهو يتنهد بحزن فهو يعلم دون أن تتفوه بكلمة واحدة عن سبب بكائها .

__

دخل محمود من الباب وهو يصيح بغضب : مااازن .

أقبلت حياة مهرولة نحوه بخوف : فى إيه يا محمود ؟

نظر لها محمود متسائلا : البيه شرف ولا لسه ؟؟

زادت قربا وخوفا من غضب محمود الذى تعلم جيدا أن إثارته صعبة للغاية ، ربتت فوق صدره برقة : جه يا حبيبي ودخل ياخد دش ..انت مضايق ليه بس .

صمت محمود واتجه من فوره لغرفة ابنه ليقتحمها بالتزامن مع خروج مازن الذى أنهى حمامه للتو ليرتد للخلف بتلقائية مع اندفاع أبيه الذى اتجه نحوه فورا ليمسك ذراعه : انت مفيش فايدة فيك ؟ هتبطل قرفك ده امته ؟

لحقت حياة بزوجها لتتساءل بقلق : فى إيه بس يا محمود ؟ قولى طيب عمل ايه ؟

دفع محمود ابنه للخلف : البيه مرافق واحدة زميلته فى الكلية ومتجوزها عرفى .

شهقت حياة وهى تنظر لابنها بصدمة ليصيح مازن : انا ماضربتهاش على أيدها وهى مش صغيرة !!

رفعت حياة كفها لرأسها وهى تشعر أن الأرض تدور أسفل قدميها بينما وقف محمود امام ابنه : البنت حامل يا بيه ابوها كان عندى النهاردة . اعمل حسابك كتب كتابكم يوم الخميس .

انتفض مازن : انا لايمكن اتجوزها

ليصمت مع صفعة والده التى هوت على وجهه وهو يصيح : اتساهلنا معاك كتير ونصحناك اكتر وانت مفيش فايدة فيك .هتعيش وتموت حيوان ..

نظر له مازن بصدمة ليتابع : إلا الأعراض ..انت فاهم ...

صرخ محمود لتبكى حياة : ليه كده يابنى ؟؟ ترضاها على اختك ؟؟ حرام عليك يا مازن للدرجة دى وصلت !! للدرجة دى .

امسك محمود بكف حياة وهو يرى أنها لا تتحمل تلك المصيبة لينظر لابنه محذرا : آخر كلمة البنت دى هتكتب عليها يوم الخميس وكلمة تانية منك لا انت ابنى ولا اعرفك وبردوا هتكتب عليها لأنى انا اللى هبلغ عنك .

استندت حياة لصدر محمود الذى أحاط كتفيها بقلق وغادرا الغرفة ليرتمى مازن جالسا ويدفن وجهه بكفيه وهو على وشك خسارة كل شئ .

___

طرق الباب بحماس وكان طايع قد استلقى للتو لتتحرك ليليان فورا : دى خبطة خضر .

اتجهت للخارج بينما نظر طايع فى أثرها بأسف وعاد للاستلقاء . فتحت الباب ليندفع خضر : عمتو انا داخل ل إياد

واسرع من فوره لتختبأ ليليان قرب المطبخ وتنتظر أن يفتح له إياد فإغلاق باب الغرفة من مستحدثات تصرفاته .

فتح إياد الباب لتسمع خضر يقول بحماس : انا جبت المجلة.

ترى تهلل صوت إياد : هات يا خضر بسرعة .

ليعترض خضر فورا : ماليش دعوة عاوز اتفرج ..

يضحك إياد : طيب ادخل بسرعة .

ليدخل خضر ويغلق إياد الباب لتندفع فورا عائدة لغرفتها وقد احتل الهلع ملامحها تماما . دخلت لتجد زوجها مستلقيا وقد أرخى ذراعه فوق عينيه لتصيح : مصيبة يا طايع .

انتفض طايع الذى أوشك وعيه على الذوبان في غيبوبة نعاسه ليلهث فزعا : خبر ايه ؟

تجلس بطرف الفراش : خضر جايب مجلة ودخل عند إياد

نظر لها بعدم فهم لتتابع : جرى ايه يا طايع هم المراهقين بيجيبوا مجالات لايه ؟؟

قطب طايع جبينه : اتق الله بجى حرام عليك .شوفتى ايه من ولدك ولا من خضر لظنونك دى ؟؟

أشارت لصدرها بفزع : اتق الله !! انا خايفة على ابنى ..ده جزاتى يا طايع ؟

أسند طايع رأسه لكفه قبل أن يعاود النظر نحوها : ابنك البرئ اللى مايعرفش فى الدنيا غير دراسته وعيلته !! ابنك اللى حافظ القرآن !! ابنك اللى عمره ما رفع عينه فى حرمه واصل !! اعجلى حديتك جبل ما تخسرى ولدك بزيادة البنية اللى لولا ستر ربنا وعجلها الكبير كان زمانها بتكره اختها بسبب عمايلك .

نهض عن الفراش ليقف أمامها : انى صبرت عليك كتير جوى لأنى عاشجك .. ولحد دلوك عاشجك .. وخابر زين انك كنت متجلعة وماشيلاش للدنيا هم

ابتعد خطوتين عنها ليقول : عمال اصبر روحى واجول بكرة تعجل .. بكرة تفهم .. بكرة توعى ..لكن انت مفيش فايدة فيكى واصل .

اتجه نحو الخارج لتلحق به ، أمسكت ذراعه لينظر لها فتقول : للدرجة دى انا وحشة !! للدرجة دى انت تعبان منى !! كل ده علشان بخاف على ولادى بزيادة ؟

تنهد طايع ورفع كفه ليتخلل شعره بغضب : يا ليليان بدل ما تراجبى ولدك صاحبيه وبدل ما تفاضلى بين البنات شچعى كل واحدة على اللى بتحبه حتى لو مش على هواكى .. دى حياتهم يعيشوها كيه ما هم عاوزين مش كيه ما انت عاوزة .

وغادر الغرفة تحت نظرها ليتجه لغرفة ولده ، طرق الباب ليفتحه إياد بوجهه البرئ ..نظر له طايع بحنان : بتعملوا ايه ؟ اچى اجعد معاكم هبابة ؟؟

تعلق إياد بذراع أبيه بسعادة : بنعمل مفاجأة .تعالى بس سر ماتقولش .

ضحك طايع : ماهجولش هههه.

وقبل أن يدخل للحجرة ألقى عليها نظرة آسفة فهو على ثقة أنها لو مكانه لكان ل إياد نفس رد الفعل .

___

بعد مرور ثلاثة أيام حيث سيعقد قران مازن على هيا ؛ تلك الفتاة التى تزوجها عرفيا .

كان محمود بمنزله يستعد وزوجته للمغادرة لينظر لها بأسف : حياة لو لسه تعبانة خليكى .

هزت رأسها نفيا : لا يا محمود انا كويسة .

واختنق صوتها لتخفض وجهها فيسرع نحوها ، جلس أمامها لتتساءل : إحنا عملنا ايه علشان ابننا يبقى كده ؟ قصرنا معاه في ايه يا محمود ؟

نكس محمود رأسه : ربنا عالم مقصرناش معاه خالص ، حفظناه القرآن لحد ما هو رفض يكمل ..علمناه الصلاة ونصحناه كتير وبردوا رافض يصلى .هنعمل ايه بس تانى ؟ ربنا يهديه .. ادعى له يا حياة .

طرق الباب لتسرع بتكفيف دموعها وينهض محمود مبتعدا وقد تغيرت كل تعابير وجهه : تعالى يا مروة .

دخلت فتاة مراهقة ليفتح ذراعه : نور عين بابا .

ارتمت الفتاة بين ذراعيه ليقبل رأسها فتقول برقة : نور عينك زعلانة يا سى بابا .

شهق محمود بتصنع : مين يقدر يزعلك !!

لتشير نحو امها : اللى يزعل ماما يزعلنى .

اتجهت الفتاة لتجلس بجوار حياة : مالك يا ماما ؟؟

اقترب محمود ليجلس بينهما بمشاغبة : ام العريس يا ستى لازم تعمل شغل الحموات .

ضحكت مروة وحياة التى جاهدت وزوجها لمنع هذه الكارثة من الوصول لمسامع صغيرتهما لتتساءل حياة : انت لسه يا مروة ماجهزتيش ؟

تنظر الفتاة بين يديها وكأنها تذكرت للتو : نستونى ..

نظرت لامها : اى خمار يليق اكتر يا ماما ؟؟ انت عارفة ماليش فى الالوان .

___

دعاه حمزة لحضور عقد قران ابن عمه فالكل يعلم عشقه لها وعشقها له ورغم ذلك لم يحاول اى منهما تجاوز حدود الله لذا يتحين الجميع اى تجمع عائلى لدعوة سويلم الذى لا يرتوى منها سوى بنظراته التى أصبحت محور الهمسات العائلية رغم علم الجميع أنهما ينتظران إنهاء سويلم عامه الدراسى الأخير ليتم عقد قرانهما الذى تحدد موعده بالفعل بعد أن اشترى لها محبسا فى الصيف الماضي .

جلس سويلم ممسكا ببعض الأوراق التى وضعها داخل ملف مخفيها من الأعين وهو ينظر أرضا .نظر له خالد بتعجب : فى إيه يا بنى ؟؟

نظر له بفزع : مفيش حاچة ..هم نطلع عند عمى طايع .

أنهى خالد اغلاق قميصه وهو يبتسم : ايوه يا عم مين قدك !! يلا يا سيدى انا خلصت .

تساءل سويلم : عمى مهران فين ؟

خالد وقد وصل لباب الغرفة : سبقنا على فوق قال إياد وخضر عاملين مفاجأة لجنابك .

تحرك سويلم بتثاقل يتبعه ليصعدا معا ، فتح خضر الباب وكان الكل مجتمع . تقدم سويلم وهو ينظر أرضا ليصافح مهران وطايع . تعجب الجميع أمره بينما اسرع إياد إلى غرفة شقيقته .

كانت تنهى استعدادها وقلبها النابض بإسمه يحثها للإسراع .دخل إياد بلهفة : بسمة استنى ماتخرجيش .

نظرت له بتساؤل ليقول : هجيب حاجة وأخرج معاكى .

اتجهت نحوه تقبل خده بقوة ليضحك ببراءة ويتجه لغرفته ، عاد إليها بعد دقيقة يحمل علبة محكمة لتتساءل : إيه ده ؟

ضحك إياد : هقولك عند سويلم .

امسك بكفها ليخرجا معا لترتفع عينيه للمرة الأولى تحتضن ملامحها بلهفة بينما ذبلت بسمتها وزاد وجيب قلبها للألم الذى يصرخ بعينيه .

اسرع خضر نحو إياد : قولهم انى ساعدتك فى المفاجأة .

ابتسم إياد : خضر ساعدنى وبابا كمان ساعدنى .

تساءلت نسمة : المهم إيه هى المفاجأة ؟

ضحك طايع : حج ربنا هى مفاچأة صوح .

استمر الجميع بالتحدث عن تلك المفاجأة الغامضة لتغفل الأعين عنهما لدقائق استغلاها فى حوار صامت لم ينبت من شفتى اى منهما .

هو يودعها !!

قلبها يقول إنه يفعل ...

اخيرا فتح إياد علبته الثمينة ليخرج منها فستان علت الشهقات فور ظهوره ليلتفت كليهما للمجتمعين حولها بينما يقول إياد بسعادة : انا اتفرجت على كل موديلات فساتين الافراح ماعجبنيش حاجة .

نظر ل بسمة بحب : مفيش حاجة منهم تليق باختى .عملت لك التصميم ده يارب يعجبك .

نهض مهران ليمسك بالفستان بتعجب : انت عاوز تفهمنى إن ده تصميمك انت ؟

هز إياد رأسه بينما قال طايع : انت مستجل بولدى يا مهران ولا إيه ؟؟

نظر لزوجته بعتاب وهى ترى بعينيها ما كان يخفيه ولدها ،لم يكن يخفى سوى فرخة لأخته التى طالما دعمته .

نظر إياد ل بسمة وتعجب صمتها لتعلو الكآبة ملامحه : بسمة الفستان مش عاجبك ؟؟

هزت رأسها نفيا : حلو اوي يا إياد .اجمل فستان شافته عيني .

تهلل وجهه بينما نظرت ل سويلم : بس الظاهر مش مكتوب لى البسه

صمتت كل الأصوات وتوجهت كل النظرات نحوه . تمنى فى تلك اللحظة أن يصير غبارا يذروه الهواء فقد يعلق بثناياها . أن يكون نسيما تطلقه السماء فقد يحبس بصدرها .بل تمنى إن كان هذا الفستان الذى تضمه لصدرها .

تمنى أن يكون اى شئ ، عدا كونه سويلم الذى سيذبح قلبه وقلبها بعد لحظة واحدة.

لم يعبأ بنظرات المحيطين ولا بأنفاسه الثائرة ولا بقلبه الذى بلغ من الجنون مبلغه .

هو لا يهتم فى تلك اللحظة سوى بها ..هى فقط .

ارتجفت يداه ودون أن يحيد بناظريه عنها تحدث لأبيها : يا عمى انى چاى النهاردة احلكم من وعدى . انى ماجدرش اتچوز بسمة .

زاد تجهم الوجوه وصاح مهران : انت بتخربط بتجول ايه يا ولد ؟ فاكر روحك مين  .الحج مش عليك الحج علينا اللى رضينا ندى بتنا لعيل ماخابرش هو رايد ايه .

أسرعت روان تهدأ غضب مهران : اصبر بس يا مهران .

أشاح بوجهه بينما قالت ليليان : انت بتقول ايه يا سويلم ؟ شوفت ايه من بنتى علشان تعمل فيها كده ؟

صرخ طايع بغضب : ليليان اسكتى ..

وقف سويلم دون أن تخفى إرتجافته ، مد كفه بالأوراق لتلتقطها منه وتبدأ في مطالعتها لينضم لها خالد بينما يقول سويلم بحزن : شوفت منها كل الخير يا عمة ..زينة البنتة ..وست البنتة ..ست الناس كلاتها لأچل إكده انى مانفعهاش ولا هى تنفعنى .

رفع كفه المرتجف ليخرج محبسه من بنصره ويشهق وكأننا أخرج روحه معه .وضعه فوق الطاولة لتفر دمعات من عينه لم يهتم بأمرها وهو ينظر لها نظرة أخيرة قبل أن يفر ويلحق به خالد .

كانت لاتزال بمكانها فستانها بين ذراعيها والأوراق بين أناملها وعينى ابيها معلقة بها وهى تنظر للفراغ الذى خلفه رحيله لينتفض طايع صارخا بإسمها وقد تلقاها إياد بين ذراعيه وسقط معها أرضا .

تراجعت نسمة خطوات للخلف وقبل أن تعدو هاربة كان مهران يحيطها بذراعيه : ماتخافيش هتبجى زينة .

لتتمتم بهسيتريا : عمى ..بسمة ..عمى ..

كانت تشير لجسد بسمة الذى حمله طايع بين ذراعيه متجها لغرفتها لتسرع ليليان نحو إياد الذى سيطرت عليه الصدمة وخضر يجثو أرضا بجواره لتلتقط روان ابنها الخائف وتضم ليليان ابنها المذعور الذى يهذى : ما ..ماما ..بسسس .بسسسمة .

لتدرك فورا أنه يمر بنوبة ذعر فتخفى وجهه بصدرها : ماتخافش يا حبيبي بسمة كويسة ..بسمة كويسة ...


روايات قسمة الشبينى والتى تم نشرها على موقعنا قصص 26:



والآن مع أحداث وجميع فصول الجزء الرابع من رواية الشرف للكاتبة قسمة الشبيني

............................................................................

*********************
إلي هنا تنتهي مقدمة رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة